تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Chapter Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty-two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty-four
Chapter Twenty-five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
The End || Chapter Thirty
Part One
البداية و النهاية "



لظى يوقد مشاعري ، حمم تحرق صدري ،
و قلبي في الزاوية يكِنّ متألماً
يحترق شوقاً إليك
يا حبيبه



إستندت على الحائط تتنفس بحدة ، أنفاسها متسارعة جداً لسرعتها في الركض منذ الساعات الأخيرة ، تفحصت الطريق خلفها مستندة على الحائط بذراعها بإنهاك ، ثم تقدمت تركض إلى داخل هذا المستودع المهجور ، صوت قطرات المطر التي تهطل بقوة و تضرب السطح المعدني كل ما هو مسموع هناك .

تقدمت إلى الداخل مهرولة بخفة ، صوت دبّاتها على الأرض التي تعلوها بِرَك ماء صغيرة تثير ضجيج في سكون المكان ، تبحث في عيناها لأي أثر عنه ، يدها تحمل مسدساً مثقلاً بالرصاص ، تلفتت حولها و أخذت تتفحص كل زاوية في المخزن .

دخلت آخر ركن مظلم لتجده هناك ، كان يقف بمحاذاة النافذة يراقب الوضع في الخارج حيث صوت تبادل العيارات النارية واضح جداً.

نادت عليه بصوت مرتجف و دمعتها تقف في طرف عينها .
تانيا : سيهون .

إلتفت إلى صوتها سريعاً ، ملامحه انقبضت بمزيج من التعجب و الإستفهام ، فنطق متسآلاً بصوت خفيض .
سيهون : تانيا ! ماذا تفعلين هنا ؟! هذا المكان خطر جداً؟ ! كيف أتيتِ و لما أتيتِ و كيف إستطعتِ اللحاق بي ؟! لقد تركتكِ في المنزل نائمة .

أومئت له برأسٍ منخفض متنهدة بقوة ثم رفعته إليه مجدداً و دموعها قد خطت على وجنتيها ببؤس شديد لتزداد ملامحه إنقباضاً ، إقترب منها بخطوة لكنها رفعت المسدس بوجهها و أردفت بحدة .

تانيا : لا تقترب و إلا أطلقت النار.
وقف مكانه مندهشا ثم أردف بغضب قوي صارخاً عليها .
سيهون : أنتِ ماذا تقولين ؟!

أردفت بصوت قوي فاجئه بشدة عندما تقدم خطوة ؛ فهذه ليست حبيبته الرقيقة التي إعتادها .
تانيا : قِف مكانك و إلا أطلقت النار عليك و رددتُك قتيلاً حالاً .

تقدم منها بخطوات واسعة متجاهلاً كل حرف كريه خرج من بين شفتيها ، صرخت بأعلی صوتها قائلة بفزع ، المسدس بكفيها يرتجف محاكياً إرتجاف كفيها .
تانيا : سأقتلك أقسم أنني لا أمزح .

وقف مكانه ليصرخ عليها بغضب و عروق وجهه و عنقه البارزة نفرت ليصبح وحشاً علی هيئة بشر .
سيهون : قبل ساعات كنتِ تتقلبين بحضني عارية , و الآن ترفعِ مسدساً بوجهي لتقتلِني .

سالت دموعها علی وجنتيها بقوة بينما تردف بصوت باكِ .
تانيا : جعلتك تملكني لأجلي ، لكنّي سأقتلك الآن لأجل شخصين أحدهما أنت .

همست بوهن و ضعف شديدين قائلة .
تانيا : هذا لأجلك , أنا أسفة , أحبك .
أندفع نحوها حتی يأخذ المسدس من بين يديها المرتجفتين لتطلق الرصاصة الأولی فتستقر في صدره من الجهة اليمنی ، وقع أرضاً علی ركبتيه ينظر لها بوجه قد أنقبض لشدة ألمه ، صرخت هي باكية بجنون عندما أطلقت الثانية لتستقر في معدته ، عقد حاجبيه لشدة الألم ثم ضعفت قوة ركبتيه ليفترش الأرض علی ظهره مرتداً .

رمت المسدس جانباً و أقتربت حيث هو بينما تبكِ بنحيب و عويل مزق عروقها النابضة ، جلست علی ركبتيها ثم أنحنت بظهرها إليه لتقبل شفاهه القبلة الأخيرة , رفعت رأسها لتری وجهه مسلوب الحياة قد لُطِخَ بِدُموعِها .

أخر ما يذكره هو وجهها الباكِ , صوت الرصاص الذي أستقر داخل جسده , و قبلتها المفعمة بالمشاعر , همس بضعف قبل أن يغلق عيناه و يغوص في الظلام .
سيهون : أحرصِ مني أن عدتُ للحياة من جديد , سأقتلك ببطء تانيا .

راقبته يغمض عيناه بإستسلام ثم همست بضعف بإيمائة من رأسها .
تانيا : لا تقلق , سأهرب بعيداً منك إن أنت عُدت .

أقتربت منه مجدداً ثم أغمضت عيناها لتقبل أنحاء وجهه و كفها يداعب خصلات شعره الفحمية , إرتفعت عنه لتنظر إليه قليلاً , تودع ملامح وجهه و هيئته أمامها للمرة الأخيرة .

وقفت لتدير ظهرها و تبتعد عنه , دموعها تأبی عن التوقف , سارعت بخطواتها حتی أصبحت ركضاً إلی الخارج بينما تصرخ باكية , لقد قتلت حبها بيدها.

..............................

" بعد مرور عامين "

نظرت إلی المرآة أمامها بشرود , روحها مسلوبة من الحياة , فقط جسدها حاضر , فستانها الذهبي يضيق علی جذعها ليبرز منحنيات جسدها الأنثوية ثم يتسع بشكل كبير من أسفل خصرها علی شكل حلقة واسعة حتی نهايته لتبدو أجمل من أميرات الحكايات .

الجميع سعيد من حولها لأجلها إلا هي , سعيدون بأنها خرجت من قوقعة عزائها الدائم علی روح حبيبها الميّت إلا هي , اليوم خِطبتُها علی شابٍ تحلم بنظرة منه أية فتاة علی وجه الأرض , الشاب الوسيم الذي يعود إلی الطبقة المخملية في المجتمع و أحد أصحاب الأموال في البلاد , الشاب الأسمر المعروف بكيم كاي .

أخذها من يدها صديقها العزيز تاو له , وقفت بجانبه تصطنع إبتسامة أبت أن تخرج سوی صفراء مزيفة , عقد كفيهما معاً مبتسماً بسعادة حقيقة , عندما تری أبتسامته الساحرة تعلو شفتيه بصدق تشعر بشعور جيد , هي تريد أن تمنح هذا الشاب السعادة التي يستحقها , علها شعرت بأهمية وجودها ، علها إستطاعت إسعاده ما دامت لا تستطيع إسعاد نفسها .

تبسمت له أيضاً بصفاء فسحبها خلفه إلى ساحة الرقص و أخذ يراقصها ، همس بأذنها و أنفاسه الساخنة تصطدم ببشرتها .
كاي : تبدين فاتنة .

سيهون : تبدين فاتنة .
إنتفضت بخفة عندما هيئ لها عقلها الباطني ، الذي ما زال عاقلاً مع الحبيب الأول ، صوته الشجي عندما كان يهمس بأذنها بحرارة متغزلاً بمفاتنها .

عقد كاي حاجبيه مستفهماً .
كاي : أنتِ بخير حبي ؟
أومئت له و زيفت إبتسامة قائلة .
تانيا : نعم ، أنا كذلك ، لا تقلق علي .

أومئ لها ثم عاد ليراقصها بينما يقص عليها أحداث حصلت خلف كواليس حفل خطوبتهما فتتصنع رد فعل و هي حقيقة لا تستمع لما يقوله ، هي بعيدة كل البعد عن مكان وجودها الفيزيائي حيث جسدها برفقة كاي .

هي بمكانها الروحاني حيث حبها الميت ، تذكرته عندما راقصها أخر مرة ، كانت في ذات اليوم الذي قتلته به ، لاحظ كاي غرابة تصرفاتها لكنها ابقى صمته حاضراً .

بعد إنتهاء الحفل أعادها كاي إلى منزلها حيث تسكن وحدها ، ثم ودعها بقبلة نالت من وجنتها بلطف ، تبسمت له و أشارت له بالوداع قبل أن تدخل المنزل و تختفي خلف بوابته الصغيرة .

هي تملك شقة واسعة ، هناك ثلاث غرف نوم ، واحدة لها ، واحدة أصبحت فارغة ، و واحدة منذ الأزل فارغة ، تحوي صالة جلوس فارهة و مطبخ مطل عليها بنظام أمريكي ، أيضاً تملك شرفة تطل على النهر مباشرة متصلة بالصالة و مفروشة بطاولة و كرسيين .

أقتربت إلى باب الغرفة التي غدت فارغة ، تحسسته بأناملها بحنين ثم أستندت عليه و أغلقت عيناها ، استنشقت أنفاسها فامتلئ صدرها برائحته المميزة الباقية رغم عِتق السنين عليها ، أثره لن ينطمر أبداً .

تنهدت و ارتفعت عن الباب ثم أخذت خطاها نحو غرفتها ، التي تجاور تلك الفارغة ، دخلت و أغلقت الباب خلفها بهدوء ، دخلت إلى دورة المياة و أخذت حماماً دافئاً .

خرجت بعد وقت تحيط جسدها بمنشفة بيضاء و تجفف شعرها الأحمر بمنشفة بيضاء صغيرة أخرى ، جلست على جانب السرير ثم نظرت إلى الصورة التي تعلو المنضدة التي تجاوره ، مدّت أناملها بإرتجاف و تحسست وجهه في الصورة .

أدمعت عيناها سريعاً فما كان منها سوى صرف نظرها عن تلك الصورة و النهوض لإرتداء ثياب النوم ، عادت بعد دقائق ترتدي ثوب نوم أسود من الساتان قصير و اندست بفراشها تطلب النوم أن يطرق جفنيها .

أغمضت عيناها و سلمت نفسها لمداعبة النوم لجفونها التي إنغلقت ، نامت و لكنها لا تهنئ حتى بنومها ، هو هناك حتى يأتيها في الكوابيس ، تراه يقتلها ، يسفك دمها ثم يشربه ضاحكاً بشر فتستيقظ برعب منه أو تراه يتزوجها يحضنها يقبلها يبتسم لها ، أسطوانة يومية تتكرر .

في الصباح فتحت عيناها ببطء ، لم يكن حلماً سيئاً الذي رأته به الليلة ، هي لا يهمها مدى سوءه فعلياً يكفيها أن تراه كل ليلة ، هذا أعظم شيء حدث لها بحياتها ، إن تَخلَّصَ منه واقعها فما زالت أحلامها عالقة به وحده .

توجهت إلى دورة المياه حتى تستعد للخروج إلى عملها ، إرتدت بنطال جينز و قميص أسود خفيف أعلاه سترة رسمية مع حذاء كلاسيكي ذو كعب صغير ، خرجت من غرفتها ثم خرجت من شقتها بصمت ، الشقة كئيبة جداً ، فرغت عليها و ما عاد الفرح يملئ حياتها بعد تَرَحِها .

أخذت المصعد إلى الطابق الأرضي حيث سيارتها السوداء مركونة هناك ثم أرتدت نظارتها الشمسية ، ركبتها و قادت طريقها نحو مكان عملها .

نزلت من سيارتها حالما وصلت ليأخذها الموظف المسؤول لصفها في ركنها المعتاد ، دخلت لتطرق أقدام الحرس الأرض بتحية عسكرية لها ، إلتفت لها تاو الذي كان يقف مع مجموعة من الزملاء في الممر و تقدم لها حاملاً ملف ما و وجهه باسم .
تاو : تانيا ، تهانينا على إنجازك هذا ، لقد حللنا لغز القضية بفضلك .

أومئت له بصمت و تابعت المسير بينما يجاورها بالمشي تباعاً ، نظر إلى وجهها و تسآل .
تاو : أنتِ بخير ، أليس كذلك ؟
تنهدت هي بعمق فوصله الرد الذي يفهمه جيداً .

دخلت إلى مكتبها و جلست خلف طاولتها ، استندت على ظهر الكرسي و نظرها معلق بالسقف تنظر للاشيء ، تنهد هو أيضاً ثم قال بهدوء .
تاو : أنتِ لا تريدين كاي ، لا يعجبكِ وجود خاتمه في أصبعِك .

لم تنفي و لم تقر هي حتى لم تتحرك و هو يعلم ما بها ، تاو صديقها منذ الثانوية ، تشاركا حلماً واحد مما قوى أوصار ربط الصداقة بينهما ثم ثابرا لتحقيقه بسعادة ، هي عندما وصلت قمته سقط كل ما فيها إلا مرتبتها التي بقت في ترفيع مستمر .

هو يفهمها دون حاجة لها في الكلام ، يفهم لغة عينيها و جسدها ، هو معها أثناء غضبها و سعادتها في فرحها و ترحها هو دوماً بجانبها لذلك هو مقرب لها جداً ، أكمل حديثه لواماً لها ما بباله و بالها معاً .
تاو : لماذا كذبتِ عليه إذن ؟ لماذا أوهمتِه بحب مزيف لا تكنيه له ؟ لماذا قبلتِ به شريك حياتِك ؟ لماذا تخدعينه ؟

حركت شفاهها و أعضاء النطق عندها لتبرر بكلمة واحدة .
تانيا : لإسعاده .
تبسم صديقها بسخرية لاذعة ثم تهكم قائلاً .
تاو : إسعاده ؟! تبنين له السعادة على أساس مغشوش ، ليس من حقِك خداعِه أبداً .

أعتدلت بجلستها سريعاً ثم ضربت المكتب غاضبة بقبضتيها صارخة بوجهه .
تانيا : أنا لا أستطيع إسعاد نفسي فقررت إسعاده ، أين خطئي الذي تلومني عليه ؟
وقف هو غاضباً ثم جهر بحنق استفحل به .
تاو : لا تستطيعِ إسعاده و أنتِ تعيسة ، أفهمِ هذا جيداً .

رفعت نظرها إليه فتغلغلت عيناها بالدموع فما كان منها إلا إلقاء رأسها في حماية ذراعيها عرض الطاولة تبكي بحرقة شديدة و بحزن شديد و كأنها لم تبكِ من قبل أبداً ، هو يعلم هي لن تتخلص من حبها الأول و الأخير ، سيبقى في قلبها ما دام ينبض .

تقدم تاو منها و نفث أنفاسه حزيناً ، جعلها تستقيم ثم أخذها إلى صدره يحتضنها بكل دفئه إليه ، همست هي بين شهقاتها التي تنحر القلوب شفقة .
تانيا : أنا لا أستطيع أن أنساه ، أنا أحبه سأبقى عالقة معه دوماً ، هو حتى عالقاً معي في نومي ، أنا ... أنا مريضة به ، مريضة ، هو حبيبي الميت و أنا عشيقته الخائنة .

مسح على رأسها بحنان ثم أخبرها بصوت دافئ .
تاو : لا تنعتِ نفسِك بالخائنة ، هذا كان واجبِك ، كان عليكِ فعل ذلك لأجله حتى .
وضعت رأسها أسفل رأسه و أغمضت عيناها بهدوء بينما تحاول تنظيم أنفاسها .

رن هاتفها فابتعدت عن صدر تاو قليلاً ، حملت هاتفها الذي يعلو سطح مكتبها و تطلعت إلى اسم المتصل في جهات الإتصال لديها ، إنه كاي ، ردت على الهاتف و وضعته على أذنها مجيبة .
تانيا : أهلاً كاي .

أتاها صوته المرح قائلاً .
كاي : أهلاً حبيبتي ، كنت أريد إعلامِك بأمر ، لقد هاتفني صديقٌ لي و أعلمته أنني قررت الزواج ، فأبدى سعادته لأجلي و أصر على دعوتي و أياكِ إلى مزرعته في إنشتون .

رفعت نظرها إلى تاو الذي ما زال واقفاً مكانه ثم أجابته .
تانيا : حسناً كما تريد ، لكن متى ؟
وصلها صوته الهادئ قائلاً .
كاي : سننطلق في السيارة مساء الغد .

همهمت له كإجابة فتنهد بعمق ثم همس على مسامعها .
كاي : أنا أحبك كثيراً .
رمشت بعيناها عدة مرات بإرتباك ، هذه ليست أول مرة يخبرها فيها أنه يحبها و لكنه كل ما أعترف أرتبكت ، لقد إعتادت على سماع هذه الكلمة بهذا الإحساس من رجل واحد ، فقدته و فقدت نفسها معه .
تانيا : أنا أيضاً .

أغلقت الخط و رفعت نظرها إلى تاو من جديد ، الذي يزجرها بنظرة حادة ، أخفضت نظرها بينما تستمع إليه يهدر خاطياً خارج مكتبها .
تاو : واضبِ على خداعه ، واضبِ على فعل ذلك ، أنا أيضاً ، هه !!
صفق الباب خلفه بقوة فانتفضت مغلقة العينين ، لما لا يفهمها أحد ؟ حتى تاو !

بعد إنتهاء ساعات العمل ، قادت طريقها إلى المنزل من جديد ، وضعت سيارتها في ركنها المخصص في مصف السيارات التابع للعمارة التي تسكنها ، صعدت إلى شقتها بإستخدام المصعد ، دخلت إليها ثم أشعلت الأضواء ، و بهدوء خلعت حذائها و توجهت للجلوس على الكنبة في صالة الجلوس .

فتحت التلفاز تقلب بين القنوات بملل ، ترى كل الوجوه فيه وجهاً واحداً باسماً لها ، لما ترى وجهه في كل الوجوه ؟ لما هو حبه يسيطر عليها هكذا ؟ لما هو كاللعنة التي تكبلتها بأصفاد صدئة حتى بعد رحيله ؟

تمددت على ظهرها ثم وضعت ساعدها فوق عينيها لتغمضهن بهدوء ، اليوم لا تريد فعل شيء سوى النوم ، فقط تريد أن تنام حتى يزورها في منامها ككل ليلة ، تريد رؤيته سريعاً .

ترتدي فستان أبيض صيفي جميل يصل ركبتيها ، شعرها الأسيلي مفرود على ظهرها بنعومة و يتطاير حولها ما إن تحركت ، تهرول ضاحكة في حديقة جميلة يحفوها الزهر و الخُضر .

كانت تركض و صوت ضحكاتها في أذنها مسموعة ، هو كان خلفها يهرول نحوها متوعداً لشفتيها بعقاب لذيذ .

أمسك بها من كتفها و أدارها إليه بينما هي تخرب عليها ضحكاتها لهاثها لأنفاسها ، نظرت إلى عينيه العالقة على شفتيها فابتسمت ثم أحاطت عنقه بدلالٍ قائلة .
تانيا : حبيبي يريد قبلة .

تبسم هو ثم مال برأسه متخذاً زاوية صوب شفتيها ثم قال .
سيهون : ما أريده يتجاوز قبلة من شفتيكِ يا زهرتي .

ضربت كتفه بشقاوة ثم بادرت بتحقيق أمنيته بتقبيله أولاً ، حضن وجهها بين كفيه ثم بادلها بشغف محبب جميل .

إبتعد بعدما نال ما تمنى ، همس مبتسماً و أصابعه تمسد وجنتها بلطف .
سيهون : أحبكِ زهرتي .
وضعت رأسها على صدره ثم همست بحب .
تانيا : أنا أيضاً ، أحبك بشدة .

رفعت رأسها لتنظر إلى وجهه عندما شعرت بصدره الدافئ اللين برد و تصلب فجأة لتجد وجهه من تلك الليلة ، تبسم جانبياً بشر ثم قال بهمس خطير .
سيهون : أتذكرين ماذا قلتُ لكِ ؟ احرصِ مني إن عُدتُ للحياة من جديد ، سأقتلك ببطء تانيا .

إبتلعت هي جوفها بتوتر فاتسعت إبتسامته ثم همس .
سيهون : أتذكرين ماذا قلتِ لي يومها ؟
رمشت بخفة إضطراباً ثم أومئت ليقول .
سيهون : ماذا قلتِ ؟

همست بخوف بينما تنظر إلى وجهه اللامع شراً .
تانيا : قلت سأهرب بعيداً منك إن أنتَ عدت .
همس بتحذير .
سيهون : إذن أهربِ .
رمشت دون فهم ليصرخ بها عالياً .
سيهون : أهربِ .

تراجعت للخلف خطوات مضطربة ثم ألتفت و أخذت تركض في هذا المكان الذي بدء يتحول شيئاً فشيئاً ، لينقلب من تلك الحديقة الجميلة ، إلى ذلك المستودع المهجور حيث مات و ماتت . "

أستيقظت بفزع شاهقة بخوف ، قعدت على الكنبة سريعاً بينما تلهث أنفاسها و كأنها كانت تركض في الواقع كركضها في الأحلام ، مسحت جبينها المتعرق و وجنتيها التي تلطخت بدموعها ، أبعدت شعرها الملتصق بعنقها و وجهها لكثرة تعرقها .

وقفت بإضطراب ثم توجهت إلى مطبخها ، عبئت كوب ماء و شربته على دفعة واحدة ثم وضعته على بار المطبخ ، وقفت بشرود تتذكر وجهه في الحلم ، لم يكن كما أعتادت عليه في أحلامها باسماً أو حتى غاضباً .

تنهدت ثم خرجت من المطبخ و توجهت إلى غرفتها ، دخلت إلى دورة المياه و غسلت وجهها ثم رفعته للمرآة لترى به الشحوب ، خلعث ثيابها ثم وضعت نفسها أسفل مَرش الماء ، أخذت حماماً دافئاً ، أغلقت الماء ثم إلتفتت لتسحب منشفة بيضاء ، لكنها إرتعدت و شهقت بفزع عندما رأته أمامها .

كان يرتدي ذات الثياب التي كان يرتديها في تلك الليلة ، بقع الدماء على قميصه الأبيض تملئه ، رفعت نظرها إلى وجهه بينما ذقنها يرتجف و عيناها زائغة ، تبسم بوجهها ثم همس مقترباً إلى شفتيها .
سيهون : أنتِ قتلتِني سريعاً ، أنا سأقتلكِ ببطء .

عندما قاربت شفتيها أن تنخرط بشفتيه إختفى خياله و بقت وحدها ، نظرت حولها بإرتعاب ، المكان يخلو إلا من أنفاسها ، سترت جسدها بالمنشفة البيضاء ثم خرجت سريعاً ، أرتدت ثوب نوم خفيف ثم تمددت على سريرها ، نظرت إلى السقف ثم همست .
تانيا : ماذا تريد إخباري سيهون ؟ إنني لا أفهمك .

في الصباح التالي ، إرتدت قميص وردي ، بنطال جينز ، و حذاء رياضي أبيض ، أخذت حقيبتها البيضاء على كتفها ، إرتدت سترتها البيضاء و أسدلت شعرها الأحمر على كتفيها ، وضعت مستحضرات تجميل قليلة على وجهها ، كي لا يُفتضح شحوبها في عين كاي .

رن هاتفها بيدها ، كان كاي ، أجابته بهدوء مرحبة .
تانيا : أهلاً كاي .
وصلها صوته الهادئ قائلاً .
كاي : أهلا حبي ، أنا أمام البناية أنتظركِ ، هيا بنا لنصل باكراً .
همهمت له كإجابة ثم همست .
تانيا: حسناً ، دقائق و سأكون بالأسفل .

أغلقت الخط ثم خرجت من غرفتها ثم خرجت من الشقة برمتها و أحكمت إغلاق الباب ، أخذت المصعد إلى الأسفل ، خرجت من بوابة البناية لتبتسم عندما رأته يقف مستنداً إلى سيارته ، عاقداً ساعديه إلى صدره و يقف مُتّكِزاً على قدم ، تبسم أيضاً لها أسفل نظاراته الشمسية .

أقتربت حتى وقفت أمامه ، فتح ذراعيه لها فدخلت في حضنه ، هي لا تحب فعل ذلك لكنه لأجله ، أمسك بكفيها بين كفيه ثم رفع كفها المزين بخاتمه ، قبله بخفة ثم همس .
كاي : تبدين فاتنة جداً .

تبسمت له من جديد ثم إبتعدت عنه لتأخذ مكانها بجانبه في السيارة ، صعد هو أيضاً ثم قاد سيارته مبتدأً رحلتهما الطويلة ، رن هاتفها في حقيبتها لتجيبه إنه تاو .
تانيا : أهلاً تاو .

وصلها صوته الهادئ قائلاً .
تاو : ذهبتِ مع كاي ؟
همهمت قائلة .
تانيا: نعم أنا برفقته الآن .
صمت قليلاً ثم تحدث بصوت ثقيل .
تاو : حسناً استمتعِ بعطلتِك ، كنت أريد الإطمئنان فقط .
تبسمت قائلة .
تانيا: شكراً لك تاو سأفعل .

وضعت الهاتف في حقيبتها ثم نظرت إلى كاي ذا الوجه المشرق ، فتسآلت عاقدة حاجبيها باسمة .
تانيا: ما بك ؟!
نفى برأسه ثم أجابها بهدوء و نظره معلق على طريقه .
كاي : تاو صديق وفي جداً لا تفرطِ به أبداً .
همهمت ثم نظرت إلى حجرها هامسة .
تانيا : لن أفعل .



....................................................




سلاااااااااام يا رفاق .

أرجوكم رحِبو بروايتي الرابعة بطولة سيهون ، كاي ، و ........... و اسكتِ يا ميرسي و تانيا ، ممكن أن تتخيلِ تانيا إنتِ فلا تكرهوها المسكينة كما تفعلون بجويل .😁

أرجو أن هذه البداية نالت إعجابكم ، و أرجو أن أتوفق في هذه الرواية كالأخريات ، أتمنى أن تعجبكم . ❤

بصراحة هذه الرواية قد آتاني الإلهام لها في خضم حزني الشديد على رحيل جونغهيون ، أي أن لها فترة طويلة من الزمن . 💔

البارت طويل يتكون من ٢٧٠٠+ كلمة فلا تعلقو بأنه قصير أرجوكم 😭

بالتأكيد قد مللتم مني فأنا أحدث لكم منذ ثلاثة أيام متتابعة 😆

طبعاً عليكم شرط تفاعل عليكم تحقيقه حتى أقوم بنشر البارت الذي يليه بعد ستة أيام لا تقلقو الشرط بسيط مقارنة بعددكم .

البارت القادم بعد ٤٠ فوت و ٤٠ كومنت .

١. رأيكم بالمشهد الأول ؟ لماذا تانيا قامت بقتل سيهون ؟

٢. رأيكم بهلوستها به و كوابيسها عنه ، أهناك فعلاً تحذيراً خفياً في كوابيسها ؟

٣. رأيكم بعلاقتها مع كاي ؟

٤. رأيكم بعلاقتها مع تاو ؟

٥. أخبرت سيهون أنها ستقلته لأجل شخصين أحدهما هو من الآخر يا ترى ؟

٦. لماذا تعيش في شقتها وحدها ؟ و مع من كانت تتشارك الغرفة ؟ لمن الصورة على منضدة سريرها ؟

٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم القادمة؟

طبعاً الأسئلة هي مفاتيح لألغاز الرواية الأولية 😎

دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

© Mercy Ariana Park,
книга «مجرم في الإخلاص».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (11)
safaa ahmed
Part One
العرض والوصف والاحداث والانسجام والحبكة ممتعة
Відповісти
2018-09-08 19:50:05
1
safaa ahmed
Part One
اوكى
Відповісти
2018-09-08 19:50:14
1
ooh sera
Part One
ياي فايتنع
Відповісти
2018-09-10 21:26:42
1