تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Chapter Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty-two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty-four
Chapter Twenty-five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
The End || Chapter Thirty
Chapter Twenty-nine
" إنتصار الإخلاص"


أنت رجل يلتف حول قلبي و يقيد وريدي و يفرض سيطرته على شرايني
أنت رجل بحب جعلك في إخلاصك مجرم












اليوم يحمل تاريخ سيُخلَّد في حياة كليهما، إنه الربيع مجدداً، الحديقة المحفوفة بأساور عالية مزينة بطاولات بيضاء تلتف حولها كراسي لأجل الحضور، موسيقى هادئة تلك التي تعزفها الفرقة الموسيقى التي تتخذ قرب حوض الماء مكاناً.

في الداخل و تحديداً بأحد الغرف، إمرأة تقف بخجل أمام المرآة تنظر إلى الفستان الأبيض الذي يخبأ مفاتن جسدها كيف يبدو عليها، شعرها كألسنة اللهب مرفوع بتسريحة بسيطة و بعض الخصل تتناثر برتابة حول وجهها و عنقها.

" تبدين في غاية الجمال!"

إبتسمت تانيا ثم قالت.
"شكراً لكِ آيرين."

دخل سيهون الصغير يرتدي بدلة و بيده يتمسك بيد تانيا الصغيرة التي ترتدي فستان وردي اللون.

" أمي قررت أنا و تانيا أن نتزوج اليوم معكِ و مع أبي."

كان شديد الحماس عندما قال ذلك لدرجة أنه بدى مضحكاً فضحكتا الإمرأتين ثم انحنت تانيا قليلاً لتربت على كتفه.

" عليك أن تصبح بحجم والدك حتى أزوجك أياها، الآن أنت صغير و هي صغيرة."

صمت قليلاً الصغير يفكر ثم تسآل.

" هل عليها أن تصبح بحجمكِ أيضاً؟"

أومأت له جويل ليعبس.

" لن نتزوج على هذه الحال."

في الغرفة الأخرى حيث كان كاي يعقد ربطة العنق حول رقبة سيهون، تانيا أصرت عليه أن يرتدي قميصاً أبيض و ربطة عنق.

هو منذ أن عرفته و هو لا يرتدي سوى اللون الأسود و لم يجرب ربطة العنق قط، كان شرطها الوحيد كي ترتدي فستان الزفاف الذي يعجبه.

" ألم تنتهي بعد؟ أنا أكره ربطات العنق، فكها عني فقط!"

تنهد كاي ثم ابتعد ليقول.

" توقف عن التذمر فقط، ها قد إنتهت، إن فككتها ربما لن تقبل أن تتزوجك تانيا"

شخر سيهون ثم قال محفوفاً بالثقة.

" إحزر ماذا، هي زوجتي بالفعل منذ سنين."

إلتفت لينظر إلى نفسه بالمرآة، شعره الأسود ينسدل على جبهته، قميص أبيض و ربطة عنق، يبدو لطيفاً جداً و هو بالفعل يكره ذلك المظهر.

" هيا بنا، عليك أن تكون في الخارج، عمي سيذهب ليحضر تانيا."

أومئ سيهون و السعادة استشرت وجهه و عندما لاحظ ذلك تحمحم ثم عقد ملامحه ببرود، قهقه الرجال ثم ربتّ تشانيول على كتفه قائلاً.

" نعلم أن في داخلك طفل صغير يتحرق شوقاً كي يتزوج بحبيبته."

بينما يقول ذلك دخل سيهون الصغير يمسك بيد تانيا بينما يتذمر.

" أمي تقول أنه لا يصح أن أتزوج بتانيا حتى نكبر"

أشار تشانيول نحو سيهون الصغير قائلاً.

" مثل هذا الطفل تماماً "

ضحك الرجال بخفة و سيهون نظر إلى طفله باسم الشفتين بينما يتذمر الصغير بغضب.

" لستُ طفلاً، أنا رجلاً كأبي"



طرق العم شوهون الباب الذي تختبئ خلفه العروس و عندما أذنت له بالدخول فعل.

وقف ينظر إليها و الدموع تقف في عينيه، إبتسمت هي بخجل بينما تستمع إليه.

" تشبهين أمكِ للغاية، جميلة جداً"

إقترب منها ليقبل جبهتها ثم ضمها إليه قليلاً، رائحتها مألوفة جداً كرائحة أمها تماماً، أمها الذي كان يحبها يوماً ما لكنها لم تكن من نصيبه.

أخرج من جيبه عُلبة ثم فتحها ليظهر عِقد من الماس فيه، وضع العُلبة جانباً ثم أخذ العقد و أحاطه بعنقها قائلاً.

" أمكِ أوصتني أن أضعه لكِ يوم تتزوجين"

تحسست ذلك العقد الجميل ثم تنهدت، ليتها كانت حيّة و كانت بجانبها بيوم كهذا.

عكف العم ذراعه كي تتأبطه ففعلت و ابتسمت مجدداً.

خرجت مع عمها تتبعها آيرين تمسك بأيدي الصغار و بطنها بالفعل قد إمتلئت بطفل آخر لتشانيول.

أنطلقت الزهور في الهواء بينما تسير هي فوق السِجاد الأحمر المفروش و ينتهي بسيهون الذي يقف هناك بإنتظارها.

تبسمت عندما فتح لها ذراعيه كي يستقبلها بحضنه و لأنهم دوماً فوق العادة تركت يد عمها و ركضت إليه لترتطم به.

هو بدوره حضنها و رفعها عن الأرض ليدور بها، أنزلها ثم بجراءة و شقاوة قبل شفتيها أمام الجميع و هي دون أن تفكر بادلته بينما سيهون
الصغير يبكي بعيداً غيرة على أمه.

أتذكر ذلك اليوم، يومها ارتديت لأجلك فستان أبيض.

لكن هذه الليلة لن تكن كتلك البعيدة.

أعدك أنها لن تكون، لو كان على أحدهم أن يكون الضحية سأكون أنا.

العيون كانت تتحدث و الذاكرة عادت إلى ذلك اليوم بينما يتبادلان الأدوار في رقصة.

يومها إرتدت فستان يشبه هذا و كان مكان زفافهما يشبه هذه الحديقة، كانت حديقة قصره أكبر من هذه لكن الحضور كانوا فقط العروسين.

رغم ذلك كان عرساً جميلاً، سيهون كان وسيماً كما الآن تماماً، هو يبدو أكثر نضوجاً الآن فقط.

يومها ساقت نفسها إليه كما الآن تماماً و هو استلمها من نفسها إليه، أخذ بيدها و قبلها ثم جبينها و شفتيها.

احتضنها يومها ثم راقصها كما يفعل الآن، سيهون قبل ثمان سنوات هو نفسه سيهون اليوم لكن تانيا اليوم هي إمرأة مختلفة.

يومها وقفت أمامه و في عينيها دموع كما هي الآن تماماً، لكنها بكت يومها حزناً، اليوم هي تبكي فرحاً.

القمر بدر الليلة، تلك الليلة كان قمرها منطفٍ، اليوم ضوء القمر شق جُنح ظلام الليل كما هم، زواجهم الفعلي الليلة شق جُنح ثمان سنوات فارطة من الذل و العذاب.

اليوم الحب أعدم كل الأحقاد و الشرور التي نمت في قلب سيهون و أعدمت كل الأحزان في قلبها هي، أخيراً اليوم هم معاً.

" كل عام و أنت معي"

ابتسم بحب ثم قبل جبهتها.

" كل عام و أنتِ بقلبي"

آيرين ما اعتادت على سيهون بقالب جديد غير أن يكون زوجها، هي لا تقوى على النظر في عينيه خصوصاً بعد آخر ما حدث.

هو لا ينظر إليها أبداً بل يكرهها أكثر مما كره تشانيول يوماً ما، لأنها خانته و هي على ذمة زواجه.

تقدم تشانيول من خلفها و أحاط خصرها الذي سمن بذراعه ليقول.

" ما زلتِ تخشينه؟"

أومأت له و طأطأت برأسها ليتنهد ثم قال.

" الذنب ذنبي وحدي، غداً سنزورهما قبل أن يسافرا خارجاً و نوضح كل الأمور."

أومأت له ثم تنهدت لتبتسم بينما تشعر بيده يمررها على بطنها البارزة.

" أريد أن أبقى مع أمي و أبي"

قالها سيهون الصغير بينما يتشبث بثوب زفاف والدته، تشاتيول يريد أن يأخذه معه لكن الصغير يرفض.

إنحنى سيهون ليجلس القرفصاء على ركبتيه أمام الطفل الصغير ثم قال.

" ابني البطل، أذهب و احرس تانيا الصغيرة فيبدو لي أنها تحب رجلاً غيرك، سنسافر غداً لذا تأكد أنها لن تخونك و نحن في مكان بعيد."

إلتفت الطفل إلى حبيبته ثم ذهب إليها عابس السنحة، هو فقط يبدو نسخة مصغرة عن أبيه، وقف أمامها ثم أمسك بيدها قائلاً.

" أنتِ لن تخونيني عندما أذهب مع أمي و أبي، أتفهمين؟"

أومأت الصغيرة ليقبل وجنتها ثم قال.

" هذه كي لا تنسيني"

وضعت الصغيرة يديها على وجهها و راحت تركض لتختبئ خلف أمها بخجل، الصغير هندم تلابيب قميصه بتفاخر ثم تحمحم.

" شكراً أبي على نصائحك"

................


وقف سيهون أمام النافذة ينظر إلى المدينة عبرها، هنا عاش كل حياته بمرها و حلوها و غداً سيدفع ثمن حريته و يترك الوطن للأبد.

كان قد خلع سترته و فتح أزرار قميصه إلى منتصفها و خلع عنه ربطة العنق التي خنقته تلك، تنهد بينما ينظر إلى المدينة.

تلك الليلة ما زالت عالقة في ذاكرته، كانت ليلة زواجهم الأولى، يذكر أنها بكت كثيراً، ظن أنه من دافع الخجل لكنها كانت تخطط لقتله بينما هي بين ذراعيه.

شعر بيديها تلتف حول خصره ثم برأسها تسنده على ظهره.

" سيهون، بماذا تفكر؟"

" بتلك الليلة"

ارتخت ذراعيها من حوله عندما أجابها بهذه النبرة الهادئة فهمست.

" ألن تنساها؟"

نفى برأسه و همس.

" لا أستطيع"

تشعر بالغصة تأكل صدرها، ترجو أن ينسى تلك السنين و ذاك الزفاف و كل شيء و يبدأ معها من جديد.

أخفضت ذراعيها عن خصره و بنفس مكسورة وازت ذراعيها جوانبها و طأطأت رأسها.

" أرجوك فلتنسى ذلك"

إلتفت إليها ثم برفق احتضن وجنتيها براحتيه ليرفع وجهها، هي رمقت تلك الإبتسامة على شفتيه ثم عينيه الباسمة.

" لا أستطيع أن أنساها، بغض النظر عمّا حدث بعدها لكن تلك الليلة كانت بالفعل أجمل ليلة في حياتي، يكفي أنني بها حصلتُ عليكِ و أصبحتِ زوجتي."

مسحت دموعها التي لا تعلم متى سقطت ثم ألقت نفسها بين يديه تقول بنبرة باكية رغم أنها تبتسم.

" أعدك أنني سأعوضك، فقط فلنبدأ من جديد"

ضمها إلى صدره العريض و أسند وجنته على رأسها ثم أغمض عينيه و على شفتيه إبتسامة ممتنة للقدر.

القدر الذي عاش على محاربه معذباً منذ يوم أن وِلد حتى هذا اليوم، اليوم فقط نال حصته من السعادة بعد خمسة و ثلاثين عاماً من الشقاء.

" أحبك سيهون جداً!"

رفع وجهها إليه ثم همس.

" و أنا أحبكِ زهرتي"

دغدغ قلبها لقبها هذا الذي إعتاد أن يناديها به لتهمس.

" هل عدتُ زهرتك من جديد؟"

رفع رأسه يمثل التفكير و عندما صفعت صدره بخفة متذمرة ضحك ثم قال.

" نعم، أنتِ زهرتي"

ضحكت لشدة سعادتها و قفزت بخفة كي توثق ذراعيها حول عنقه فأنزل قامته إليه و عندما وصلته أخذت ما تبتغي، قبلة من شفتيه.

تانيا ليست تلك العروس الخجولة التي ستُزهر وجنتاها حياءً في ليلة كهذه و خصوصاً إن كان العريس اوه سيهون.

هي قررت مسبقاً أنها ستنتقم منه هذه الليلة على المرتين التي إعتدى فيهما عليها إضف إلى ذلك ليلة زواجهما الأول، لقد بالغ في إخجالها.

اليوم ستكون القوة لها و ستريك يا اوه سيهون.

صباحاً أستيقظت لثاني مرة على صدره، لكنها لأول مرة في حياتها تستيقظ بهذه السعادة حيث لا هموم و راحة البال قد رافقتها أخيراً.

شيء ما أوجعها و هي لأول مرة تنتبه له، تلك العلامات على صدره، علامات مكان الرصاصتين التي أصابته بهما.

ستبقى ذكرى مؤلمة توجع ضميرها كلما نظرت إليها تشوه جسده.

رفعت رأسها لتنظر إلى وجهه ثم ابتسمت، لقد نالت منه، هناك علامات كثيرة على عنقه، حالته لا تقل سوء عن حالتها.

ضحكت بخفة، ما حدث البارحة كان مضحك أكثر مما هو مُخجل، لا تنسى تذمراته حتى أنه غضب لأنها لا تسمح له بتقبليها لذا إضطر إن يفعل ما يريد رغماً عنها.

رفعت أناملها لتمررها على تقاسيم وجهه الحادة ثم قبلت فكه و شفتيه لتنهض من جانبه إلى دورة المياه.

عندما خرجت وجدته ما زال نائماً، لذا خرجت لتحضر له الإفطار ثم عادت تحمل صينية الإفطار على يديها.

وضعتها على المنضدة بجانب السرير ثم صعدت إلى السرير بجانبه، إستندت برأسها إلى مرفقها ثم أخذت تنظر إلى وجهه بإبتسامة.

" سيهون حبيبي"

همهم ليمسك بها ثم وضعها على صدره، عدل وضعية نومه ثم عاد لينام مجدداً، قهقهت هي بخفة لتوخز صدره بسبابته.

" هيا إستيقظ، لقد حضرتُ لك الإفطار "

أفلتها ليتنهد بخفة ثم فتح عينيه و حالما رآها أمامه ابتسم قائلاً.

" أحلى صباح "

قبلت أرنبة أنفه ثم قالت.

" صباحك حبي "

نهض ليجلس مستنداً بظهره إلى السرير ثم خطف من شفتيها قبلة.

وضعت هي صينية الطعام أمامه ثم قالت.

" الإفطار سيبرد، عليك أن تتناوله ثم بعدها انهض و استحم"

أومئ لها بينما ينظر إليها مبتسماً، هي لم تعتد على ملامحه البشوشة بعد، إنها أكثر فتوناً من ملامحه الباردة.

خرج سيهون من دورة المياه بعد أن أخذ حماماً دافئاً، وقتها دخلت عليه تانيا تقول بإرتباك.

" سيهون، تشانيول و آيرين هنا، لقد احضروا سيهون لكن أضنهم أتوا لسبب آخر غير توديعنا. "

يعلم جيداً أن هذا الوقت قد حان، حان وقت أن يعلم كيف اجتمع الأثنين رغم أنها كانت ملكه، كيف عاد تشانيول بعد هذه السنين و أين كان.

أومئ لها و قد بان البرود عليه و الحِدة من جديد رسمت ملامحه، إنه موضوع حساس، حتى لو ما أحب آيرين هذا لا يعني أنها لم تخنه و مع عدوه أيضاً.

ارتدى ثيابه و لا يعلم لماذا من بين ستراته أجمع إختار الجلدية، السترات الجلدية التي إعتاد أن يرتديها فقط عندما يكون بمهمة إجرامية، ربما سيرتكب جريمة اليوم.

حالما دخل عليهم يرتدي سترته هذه وقفت تانيا بتوتر لكنه أشار لها بالصمت و الهدوء، وقتها طلبت من الطفلين أن يغادرا ليلعبا.

الجو شديد التوتر، خصوصاً أن هؤلاء الأربعة هم بطريقة ما كانوا ألد الأعداء على الإطلاق، تشانيول يمسك بيد آيرين التي ترتجف بخفة، سيهون ينظر إليها بحقد و لا يعطي لعنة لأي شيء من حوله.

تنهد تشانيول و قرر أن يبتدأ هو بقول ما لديه.

" عندما رماني سيهون بنهر الهان بعدما اطلق النار علي، انتهى بي المطاف في إحدى مراكز الصحة النائية لكنني لم أستيقظ و بالتالي لم يستطيعوا التعرف على هويتي."

سادت أجواء من الصمت و الذاكرة قد عادت بالفعل إلى ذلك الوقت.

" عندما استيقظت كان الوقت قد تأخر كثيراً، إكتشفت أن الشرطة أعلنت وفاتي و أن أختي بالفعل انتقمت لي، كان هذا صامداً بالنسبة لي أكثر من أنني مكثت ثلاثة أعوام بغيبوبة"

شهقت تانيا و نظرت إلى تشانيول لا تصدق، هل كان نائماً طوال هذه السنين؟

" استيقظت في اليوم الذي أعلنت في الشرطة أن سيهون قد تم إعدامه، خرجت من المستشفى و لكنني لم أذهب إلى أختي لقد ذهبت إلى تاو"

و لماذا إلى تاو؟ لماذا لم تأتي لي أنا؟
هذا ما فكرت به تانيا

" تاو قام بنقلي إلى سكن بالريف، إستأجر لأجلي غرفة في حقل على أن أحرسه ليلاً لعائلة فقيرة."

هنا اشتد إنتباه سيهون أكثر لحديثه.

" تلك العائلة كانت ابنتهم الوحيدة هي آيرين، الفتاة التي وقعت بحبها و تهورنا باسم المشاعر منذ أن كنتُ شرطي ألاحق سيهون "

" أتذكري ذلك تانيا؟ لقد حدثتكِ عنها، لقد رأيتها مجدداً في الريف و عندما إكتشفت عائلتها أنها حامل مني قاموا بطردي و اجبروها على الزواج منك"

تمسك بيد آيرين التي ترتجف، إن سيهون لا يرحمها من غيظ نظراته الجارحة.

" هي حقدت علي، ظنت أنني أخذت منها ما أريد و رميتها خلفي ثم عدتُ لأتسلى من جديد و رميتها لكنها لم تكن الحقيقة"

" وقتها عرفتها على تاو و هي زارت تاو مرة تطلب منه أن يخبرني أن أكف عن سيهون و أنها لن تعود لي مجدداً، أنا أحببتها بحق لذا حاولت بإستماتة إستمالتها مجدداً لي."

وقتها كانت زوجتي، أنت إستملتها رغم أنها متزوجة، هذا ما فكر به سيهون.

تذكر سيهون تلك الليلة التي خرجت بها دون علمه، وقتها أخبرته أن تشانيول هو والد طفلها الذي مات، لكنها لم تخبره أنه حي.

" كنت أفشل بإستمرار، كانت مصرة انها تحب زوجها و لا تحبني لكنني في النهاية هزمتها و هي ضعفت كما ضعفت أنا أمام مشاعرنا مجدداً لذا استسلمتا لبعضنا مجدداً."

يعلم تشانيول أن الكلام الذي يقوله كبير، لكن عليه أن يقولها مهما حدث، الحقيقة.

" منذ أن تزوجت آيرين بك سعيت لأعلم من أنت، عندما رأيتك ما صدقت لكنني فُجِعت بعد هذا و قررت ألا أظهر لتانيا فقط أراقبها من بعيد كما اعتدت على ذلك حتى كشفت أمرها بنفسك و اضطرت هي أن تلجأ لتاو "

ساد الصمت قليلاً لكن تانيا يجوب بخاطرها الكثير من التساؤلات.

" لماذا؟ لقد كنتُ أتعذب و أنت بعيد، أنت لا تعلم كيف كنت أقضي أيامي أنام على سريرك و أشكو للنجوم همي أظنك إحداها، ألم تراني متعبة بحياتي كفاية كي تدخلها من جديد؟"

كاد أن يبرر لكنها وقفت غاضبة ثم قالت.

" جميعكم أنانيون، أنت و سيهون و حتى كاي، رغم رؤيتك لحاجتي لك لم تسندني، رغم أنك تعلم كم تعذبت و أنا أظن سيهون ميتاً أبقيت على فمك مغلقاً و لم تتحدث بحرف."

وقف تشانيول يود مراضاتها لكنها صاحت به غاضبة و تراجعت للخلف.

" يوم وقفت على السور كي أرمي بنفسي منه قلت لي أنك سترمي ابني في الشارع إن أنا فعلت، كنت أعلم أنك لن تفعل، كان يمكنك إيقافي لو قلت لي أنه حي."

سيهون لم يحرك ساكناً فقط يراقب كل شيء ببرود، لكن غضب تانيا و صياحها بأخيها جعله يتدخل عندما قال بصرامة.

" تانيا، هذه ليست طريقة للتفاهم، لا تصرخي و اجلسي و استمعي إليه بهدوء"

قهقهت بخفة سخرية لتقول.

" أنت آخر من يتحدث عن الهدوء"

وقف غاضباً منها ثم أشار إلى الأعلى بعينيه قائلاً.

" اذهبي إلى غرفتكِ!"

كادت أن تعترض لكنه صاح.

" قلت لكِ اذهبي"

نظرت إليه بتشويش، تكاد تبكي أمامه، هو الآن ثار غاضباً عليها، بالفعل لا يحق لأحد أن يغضب سِواها.

نهضت من مكانها و قبل أن تخرج صرخت باكية.
" لن أسافر معك "

تنهد سيهون ليحلس مجدداً ثم قال.

" هي محقة، أنت لم تظهر"

تنهد تشانيول ثم أجاب.

" كنت أعلم أن الحرب القائمة بينك و بينها، دخولي بينكما في ذلك الوقت ما كان سيساعدها، أنا كنت أساعدها في الخفاء"

عقد سيهون حاجبيه ليقول.

" كيف ذلك؟"

" أنا الذي سلمت الشرطة رسائلك المشفرة، انا الذي كشفتُ أنك ما زلت حي، ربما هي أعلنت أنك ما زلت حي لكنني أنا من قدمت الأدلة لأثبات هذا."

تنهد سيهون و قد بان على وجهه الغيظ ثم قال.

" كم أنت تكرهني؟"

إبتسم تشانيول بخفة ثم قال.

" كنت، ما عدت أكرهك"

ربت سيهون على كتف تشانيول ثم قال.

" سأحدثها أنا بأمرك، لا تقلق"

تريث قليلاً ليبتسم ثم قال.

" يبدو أن إقامتنا ستطول أكثر هنا حتى ترضى أختك."

أومئ تشانيول لينهض ثم نهضت آيرين، تبادلا الرجلين عِناق خشن ثم بإيمائة في العيون تبادلا سيهون و آيرين التحية.

بعد مغادرتهما صعد سيهون إلى تانيا، كانت تجلس في غرفتهما على السرير تبكي بينما الصغير يحاول إرضائها.

" سيهون البطل لن يحدث سيهون الحبيب حتى يصالحكِ أمي"

أومأت لصغيرها دون أن تعلم أن سيهون يقف مستنداً إلى إطار الباب يراقبهما بإبتسامة، أخيراً لديه عائلة.

حضن الصغير أمه و هي إن كانت تبكي فجعلت بكائها أحد بطريقة طفولية جعلت الصغير يضمها أكثر و يهود عليها ببراءة.

إقترب سيهون منهم بعد إن إكتفى من المشاهدة من بعيد، هو إن لم ينخرط معهم الآن سيفقد تلك اللذة، لذة أن تكون ذا عائلة، أن تكون زوج و أب.

" سمعت أن هناك إمرأة جميلة لا تريد أن تتحدث معي و إن بطلها غاضب مني"

نشزت تانيا بخفة عندما إستمعت إلى صوت سيهون من خلفها فسارعت بمسح دموعها أم سيهون الصغير فقال غاضباً.

" نعم أبي، أنا غاضب منك، أهكذا تجعل أمي تبكي؟ أنا لن أسمح لأحد أن يبكيها و لا حتى أنت."

نظر الزوجين إلى طفلهما بتفاجئ، ما زال هذا الصغير يصدمهم بكلماته تلك.

أنت و هي فقط كل ما أملك و أنا لستُ مستعداً لخسارة أي منكما، كفاني يتماً."

إنعكف الطفل على نفسه بعد أن قال تلك الكلمات التي ما إن خرجت جرحت أفئدة والديه بعد أن جرحته هو، بطريقة ما ثلاثتهم أيتام، اليُتم مؤلم جداً.

إقترب سيهون ليرفع الصغير و يجلسه على قدمه ثم بذراعه الأخرى ضم زوجته إلى صدره قائلاً.

" أنا آسف، أعدك أن أمك لن تبكي بسببي أبداً و أنني سأحرص على أن تبقى سعيدة دوماً، أما أنت فما عدت يتيم و لن تعود، نحن معك، أنا و أمك بجانبك و لن نتركك أبداً يا بطلي."

نظر الصغير في وجه أبيه ليقول.

" أتعدني؟"

أومئ له سيهون ثم قال.

" نعم أعدك بهذا "

تبسم الصغير ثم بشقاوة قال.

" إذن قَبّل أمي أمامي كبُرهان صُلح"

ضحك سيهون بخفة ثم قبل رأس تانيا التي عبثت بشعر سيهون الصغير قليلاً.

" أنت ستكون بحلفي دائماً ضد أبيك، اتفقنا؟"

ضرب كفه بكف أمه ثم قال.

" نعم أمي، نعمل معاً و بجهد دائماً ضد أبي"

نظر إليهما سيهون مستنكراً، يتفقان عليه و هما يجلسان في حضنه.

" اتفقتما ضدي إذن!"

أومئ الأثنين له، وقتها قرر أن يعاقب زوجته و طفله إذ دفع كليهما على السرير و قيدهما بقدميه ليبدأ دغدغتهما بقوة.

" و أمك ستنجب لي فتاة و سأجعلها في حلفي ضدكما، سأريكما"

صوت القهقهات هو كان كل ما يُسمع في الجوار.

" أبي أرجوك توقف!"

" سيهون توقف!"

لكنه مصر على معاقبتهما.

.......................

" ألن تسامحي تشانيول؟ "

كانت ساعات الليل المتأخرة، سيهون الصغير قد نام منذ الوقت أما والديه فهما في غرفتهما يتناقشان.

جلست تانيا على السرير بجانب سيهون بعدما بدلت ثيابها و استعدت إلى النوم.

" لا أظن أنني سأفعل يا سيهون"

إلتفتت تنظر إليه ثم قالت فجأة.

" ماذا عنك؟ أستسامحه؟"

صمت قليلاً، لقد كانت عداوته مع تشانيول طاحنة.

" أظن أنني سأفعل "

همهمت ثم تمددت على حِصتها من السرير بجانبه ليقترب هو منها مرتكزاً على مرفقه.

" ربما هو بقي مبتعداً لأجلكِ بالفعل، أتعلمين لو عاد في ذلك الوقت؟ بالتأكيد كنت سأقتله مجدداً."

رفعت نظرها إليه ثم قالت.

" أتظن أنه خاف منك لذلك لم يعد؟"

برم سيهون شفتيه ثم قال.

" لا أظن ذلك، هو لم ينتابه الخوف مني على الإطلاق."

تنهد ثم خلل أصابعه بخصل شعرها قائلاً.

" أظن أن مقصده كان القبض علي و بنفس الوقت الدفاع عنكِ، هو كان دائماً يزيل الحجارة من طريقك و يضعها في طريقي أنا"

تبسمت تانيا بخفة ثم قالت.
" لكنك بالنهاية من ربح"

نفى برأسه ثم قال.

" لا، تشانيول من انتصر في النهاية"

انتهى الحديث عند هذه النقطة، اقتربت تانيا من سيهون أكثر و غطت بالنوم على صدره.

من ربح بهذه الحرب لم يكن تشانيول، لم يكن سيهون و لم تكن تانيا كما لم يكن الحب.

إنه الإخلاص!

في الصباح الباكر، استيقظت العائلة على صوت طرقات عنيفة على الباب أثارت في نفوسهم الرعب.

قرر سيهون أنه من سيفتح الباب و أن عائلته ستحتمي بظهره، حملت تانيا طفلها و فتح سيهون الباب لتظهر له الشرطة من خلفه.

" أنت اوه سيهون؟"

أومئ سيهون ليقول الشرطي.

" اوه سيهون، بارك تشانيول، كيم كاي، كيم شيومين، و بارك شوهون لقد تم رفع شكوى ضدكم مفادها التزوير و الخداع لذا تفضل معنا، أنت رهن الإعتقال."


..................................



سلاااااااااام

كل عام و أنم بخير و عيد سعيد و تقبل الله صيامكم و قيامكم❤

اشتقت لكم و اشتقت احدث إلكم

طبعا البارت جاهز من العشر الأوائل في رمضان❤

أنا حكيت أني رح اعوضكم ❤

الفصل الأخير هو الفصل القادم، رح يكون الفصل الثلاثون هو الفصل الحاسم و الذي سينكشف فيه أهم سر في الرواية.

و بعد الفصل الأخير رح يكون في مفاجأة لألكم.

لهيك فرجوني حماسكم و حبكم لمجرم في الإخلاص و حققوا آخر شرط لهاي الرواية بسرعة.

البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.

١. رأيكم بِسيهون؟ تقلباته المزاجية التي لن تتغير؟ علاقته بتشانيول؟ سعادته بعائلته؟

٢. رأيكم بتانيا؟ غضبها المدفون من الجميع لأنهم أسروا عنها أمر حياة سيهون؟ جرائتها في بعض الأحيان؟

٣.رأيكم بشخصية سيهون الصغير اللطيفة؟

٤.رأيكم بتشانيول و دوافعه للإختفاء؟ و علاقته بآيرين؟

٥. ما هو السر خلف الشكوى؟ من اشتكى و ماذا سيحصل؟

٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟

الشخصيات ارتكبت أخطاء، هما مش ملائكة.

دمتم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤

© Mercy Ariana Park,
книга «مجرم في الإخلاص».
The End || Chapter Thirty
Коментарі