تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Chapter Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty-two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty-four
Chapter Twenty-five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
The End || Chapter Thirty
Chapter Twenty-three
" كرزة و رصاصة "






نحن متطابقين لدرجة إن تلامسنا إلتحمنا ، أنا و أنت كيان واحد لا نهزم .



فقد الوعي ! إنه لا يعي شيء ، أخشى أن أخسره و أبقى هكذا عاجزة عن إنقاذه ، أنا يجب علي أن أفعل شيئاً ما .

هذا الكهف مكشوف ، الشرطة قد تأتي و تقبض علينا داخله في أي حين ، أنا بدأت أسمع حسيسهم من الخارج و اضوائهم من بعيد حتى ، يا إلهي !

نهضتُ سريعاً و جررت جسد سيهون أحاول تخبأته في زاوية مظلمة لا يكشفها الكهف ، أنا حامل و لا أستطيع أن أسنده ، كما أن كتفه مصاب لا أستطيع سحبه ، ستتمزق عضلات كتفه .
تانيا : يا إلهي ماذا أفعل ؟!

لم يكن لدي حل سوى أن أمزق فستاني و ألف كتفه بقطعة القماش ، شددتها بقوة حتى يتوقف النزيف لكنه أنَّ متألماً حالما فعلت ، سحبته من قدميه إلى دهاليز ظلمة هذا الكهف ، أخشى أن يخرج لنا ثعبان أو حيوان بري ، وقتها سنوفر على الشرطة إعدامنا .

ضممته إلى صدري و ثبتُ قدميه مرفوعتين بقدميّ ، هودتُ عليه و أنا ارتجف بشدة خوفاً ، هاهي الأضواء تلج الكهف و صوت أقدامهم بالداخل أيضاً .

" سيدي لا نجد شيء "
و اختفت الأضواء و تراجعوا ، تنهدتُ بتكتم و كنتُ قد كتمتُ أنفاسي لشدة هلعي ، حمداً لله لم يمسكوا بنا .

رغم ذلك أنا لا أستطيع الخروج من الكهف الآن ، أخشى أنهم ما زالوا يطوقون المنطقة ، علينا أن نخرج من هنا قبل أن يمشطوا المنطقة بالكلاب البوليسية .

لا أعرف بعدها كيف غفوت و رأسي أسنده على رأس سيهون و بذراعيّ اضمه إلى صدري ، لا أعلم كيف نمت رغم الخطر المحدق حولنا ، علي أن أخرجه من هنا ، علينا أن ننجو .

استيقظتُ و كانت الشمس متسترة خلف شفق الفجر الأحمر ، أظنها الخامسة صباحاً الآن ، دثرته بمعطفي و معطفه لكنني أخشى عليه من الحيوانات ، ماذا علي أن افعل يجب أن أخرج دونه ، لا أستطيع أن أحمله .

خرجتُ سريعاً أحمل جسدي بوهن و أركض بعيداً عن الكهف ، هناك قرى نائية في مفترق هذه الغابة لذا أود لو يقدم لي أحد المساعدة ، ركضت و ركضت و ركضت ، منذ ساعة و أنا اركض بين هذه الأشجار الكثيفة .

الخوف يجعل الجسد سلطان و يمنح البدن قوة ما كان يملكها ، لو كنتُ في حالة طبيعية لما استطعتُ أن أركض هذه المسافة أبداً و أنا حامل أيضاً .

وصلت إلى قرية نائية ، كانت تعج بالحياة عكس الطريق الذي سلكته في الغاب ، الناس يرمقوني بإستهجان ربما بسبب حالتي التي يرثى لها .

ركضت على أحد المنازل أطلب النجدة فوجدت فيه رجلاً كهلاً لم يتوانى عن تقديم المساعدة عندما أخبرته أن زوجي عالق في الغاب و قد يموت في الداخل .

أخذني الرجل بسيارته المهترئة و القديمة إلى الغابة و دللته على الكهف ، سيارته تشبه سيارة سيهون التي كان يمتلكها وقتما كان يدعي الفقر .

وصلنا إلى الكهف ، كانت قد أشرقت الشمس و استفاق سكان الغاب و هذا جعلني ارتعد خوفاً على سيهون أرجو أنه لم يتأذى .

دخلت إلى الكهف و خلفي الرجل الكهل ، توجهت فوراً إلى النقطة التي تركت سيهون فيها ، ركضت كالمجنونة نحوه عندما وجدتُ أفعى تقترب منه .

صرخ الرجل علي ألا أقترب و لكنني دون أن أهتم لنفسي ضربتها في صخرة كبيرة همشت بها رأسها اللعين ، رغم أنني أخاف الأفاعي بشدة لكنني أمام سلامة سيهون نسيتُ أنني أخاف .

نقلنا سيهون إلى السيارة و وضعناه في الكرسي الخلفي ممداً على جنبه السليم ، كان يأنّ بألم ، وضعتُ رأسه بلطف على قدميّ و هدهدتُ عليه كي لا يجزع ، يا حبيبي ، ليت الألم بي و ليس بك !

في طريقنا إلى القرية مجدداً استيقظ في حالة هذيان ، العرق يتصبب من جبهته و ملامحه منكمشة في ألم ، كان يهذي بكلام غير مفهوم يظهر اسمي فيه .
سيهون : تانيا إنني أتألم !

تلك فقط التي فهمتها مما قاله جعلني أبكي جزعاً و خوفاً عليه ، أرجو أن يكون بخير ، ساعده يا الله ، أنقذه و أعده إلي سليماً معافى ، قبلتُ رأسه قُبل متفرقة و مسحت وجهه من العرق الذي يتصبب منه .

بعد فينة وصلنا إلى القرية و ساعدتُ الرجل بحمله ، طلبتُ منه أن يحتفظ بسرية الأمر و أنني سأخبره قصتنا فور أن نستطيع معالجة سيهون .

و المصيبة هنا ، كيف سيتحمل سيهون إخراج الرصاصة دون مخدر و كيّ جرحه ، أنا متأكدة أنه سيفقد الوعي لكنني لا أستطيع أن أتركه على هذه الحال حتى يُصفَّى دمه و يموت .
تانيا : ألا يوجد مركز صحي في الجوار يا عم ؟!

تنهد الرجل ثم أجابني بنبرة متشائمة .
" يوجد يا ابنتي لكن على بُعد ثلاث قُرى من هنا ، تحتاجين في السيارة ساعتين حتى تصلي إلى هناك و ساعتين حتى تعودي ، لا اعلم إن كان زوجكِ سيصمد حتى ذلك الحين . "

لقد صمد لليلة كاملة و لكنني لن أعتمد على الحظ حتى يصمد للمزيد من الوقت ، لستُ محظوظة عادة ، سأذهب لكن ربما لاحقاً ، حالما نستطيع السيطرة على جرحه .
تانيا : نحتاج أن نخرج الرصاصة من كتفه يا عم ، أرجوك أفعل له ذلك ، أنا لن أستطيع !

لن أستطيع لأنني أحبه ، سأحاول أن أمده بالعون و لكنني لا أستطيع إيلامه ، أومئ لي الرجل ثم نهض و تركني وحدي معه .
سيهون : أنتِ بخير يا تانيا ؟

نبس بها بصوت ضعيف جداً بينما ينظر إلي بنصف عين مفتوحة ، أومأت له سريعاً و سقطت دمعة مني على وجنته .
تانيا : أنا بخير يا عمري ، أنت فقط تحمل قليلاً و كن بخير !

ابتسمت شفتاه بوهن و علق بصعوبة .
سيهون : يا عمري ! تقولينها لي عندما تكونين في أوج حبكِ لي ، أنتِ ما زلتِ تحبينني !
أنا لم أكرهك يوماً ، كنتُ ادعي هذا ببساطة !

عاد الرجل بدلو صغير مليء بالماء المغلي ، وضعه أرضاً لأرى فيه مقص و بعض الأدوات الأخرى و كأنه يتوقع حضور مصاب إلى بيته ، ادهشني الأمر في البداية و لكن سرعان ما إلتفت إلى سيهون ، هو أهم الآن .

فككتُ قطعة القماش من على كتفه و كشفت عن جرحه ، أنه غائر و دامي ، سيكون مؤلماً و صعب أن نخرج الرصاصة و لن يتعافى سريعاً ، كل ما يحدث له بسببي ، أكره نفسي لأنني السبب في شقائه .

تناول الرجل من الدلو ملقط حديدي تماماً كالذي في المستشفيات ، هبطت دموعي سريعاً و أنا أنظر نحو هذا الملقط ، حضنت رأس سيهون إلى صدري و وضعتُ قطعة من القماش النظيف في فمه .
سيهون : عندما تشعر بالألم عض القماش ، أرجوك كون قوياً !

لامس الملقط الجرح ليأن سيهون بألم و أسنانه عضت على القماش بقوة ، أغلق عينيه بقوة و صرخ بصوت مكتوم عندما نبش الملقط جرحه ، أخذت أبكي بقوة عندما انتفض لشدة ألمه و أنا أحاول تثبيته .
تانيا : لا تتحرك ارجوك يا سيهون !

توقف عن الحركة لكنه رفع رأسه و ضربه بقوة بقدمي ، ضل يضربه بقوة حتى رفع ذراعه المصاب يبغى ضربه بالأرض لكنني تمسكت به بكل ما أستطيع ، فخذيّ يؤلمني جداً لكثرة ما ضرب رأسه بهما ، أشعر بالخدر .

لا بأس ، المهم أن يكون بخير ، لولا قدميّ لأدمى رأسه لكثرة ما ضربه ، أخرج الرصاصة من كتفه أخيراً و وضعها جانباً ثم خرج ، كان أنين سيهون في غاية الصخب ، إنه يبكي كطفل صغير و يشهق ، لأول مرة في حياتي أراه بهذه الحالة البائسة .

صدره يرتفع و ينخفض بقوة ، يتصبب عرقاً و يبكي و يأنّ ، حالته تجعلني أتمنى الموت على أن أراه هكذا ، عاد الرجل مرة أخرى و بيده مقبض حديد قد أحمر لشدة سخونته ، لا أستطيع أن ارى هذا و لا أستطيع جعله أن يضعه عليه .
تانيا : لا تضعه عليه ، سيموت سأذهب إلى المركز و آتي له بمضاد ، أرجوك لا تكويه !

" إن تركتُ الجرح مفتوح هكذا حتى تعودي قد يموت لأنه ليس ببيئة صحية ، هذه ستؤلمه جداً و لكنها لن تقتله . "

قبل أن اوافق أو أرفض وضع الحديد المتجمر على كتفه ليصرخ سيهون كالمجنون و قد خبأ وجهه في قدمي ، لحظات و فقد وعيه .
تانيا : قلت لك لا تضعه ، سأقتلك لو مات زوجي !

صرخت بها بجنون في وجه الرجل و قد أمسكته من عنقه ، كدتُ أقتله دون وعي حتى استطاع أفلات نفسه مني بصعوبة ، سعل بقوة و حالما استطاع جمع أنفاسه ابتسم بوهن و همس .
" لأي درجة تحبينه ؟! تقتلين لأجله ! "

تانيا : أفعل أي شيء لأجله !
قبضتُ حاجبيّ و رددتُ بهذه ، وقف بعدها ثم قال .
" حسناً إذن أخيطي له جرحه بينما هو فاقد لوعيه حتى لا يشعر بالألم و أنا سأذهب لأحضر له ادوية و ما يحتاجه ليشتد عوده من جديد ."

و خرج و تركني وحدي أتألم لألم روحي و عمري بين يديّ ، أمسكت بذلك الخيط و الأبرة التي في دلو الماء المغلي ، قاومتُ سخونتها الشديدة و خيطتُ له جرحه بحذر شديد ، فلأحترق أنا ايضاً رغم أن ألمي أمام ألمه لا يذكر .

انتهيت من ذلك لذا رفعتُ عليه الغطاء و دثرته به جيداً حتى يعود الرجل و أضع فوق جرحه ضمادة ، للأسف هذا الجرح سيترك أثراً كما تركت الرصاصتين التي ضربته بهما .

قبلتُ رأسه و شرعت بتصفيف شعره ، ابتسمت رغم أن عيني لا تبخل بصب مزيداً من الدموع رثاءً على حاله ، ابتسمتُ بوهن و بدأت اغني له تلك الأغنية التي يحبها ، رغم أن صوتي بشع لطالما أحب أن يسمعني أغنيها له .

سيهون : غني لي تلك الأغنية الجميلة التي تدندنين ألحانها عادة !
ضحكتُ وقتها ، لم يكُ يظهر جانبه الصبياني هذا عادة ، دوماً ما كان الرجل القاسي رئيس العصابات .
تانيا : لكن صوتي بشع !

تبسم وقتها بحب لي ثم استنكر بهمس دغدغ به قلبي .
سيهون : من قال لكِ ذلك ، إن صوتكِ عذب كما العندليب إن غنى !
كانت هذه أكبر كذبة قالها في حياته و سمعتها في حياتي .

كان يضع رأسه على قدمي كما هو الآن ، لكن شتان بين حالته الآن و حالته في ذاك الوقت ، أذكر أنني أخذت أسرح شعره كما أفعل الآن و بدأت أنشد .

حبيبي انظر إلي ، هل ما زلت تحبني ؟!

حبي انظر إلى عيني و اخبرني
القلب المُحِب لا يمكن إخفائه

انظر هنا في نفس المكان في نفس الزمان نحن مع بعضنا
تستطيع دوماً أن تأتي لي ، تعود إلى مكانك


سيهون : لحظة ! لقد سمعتها من قبل ، رجال يغنونها و يخاطبون إمرأة ، لقد شوهتِ الأغنية .
ابتسمت وقتها بحب له ثم همست .
تانيا : بل زدتها جمالاً عندما خاطبتك بها !
وقتها تمعن في النظر إلى وجهي ثم قبلني بحب .

مسحت دموعي حالما فرغتُ من الغناء له ، يومها كان مبتهجاً كطفل حظي بقنطار سعادة ، اليوم وجهه يخلو من الحياة ، عد إلى الحياة مجدداً ، عد إلى بهجتك مجدداً و أعدك أننا سنبقى في طور الحب إلى الأبد ، أعدك أنني سأسعدك !

عاد الرجل بعد أن غاب ثلاث ساعات طِوال قضاها سيهون نائم و قضيتها أهدهد عليه و أحتضنه بحب بخلتُ عليه فيه سابقاً .

عاد الرجل يحمل حقيبة ثم أفرغ محتواها على صينية وضعها على السرير .
" أتيتُ له بمغذي ، معقم ، ضمادات ، مسكنات ، لواصق طبية ، مضادات حيوية ، و شاش ، أيضاً الأدوية اللازمة ، إن أهتممنا به سيتعافى بأسبوع فقط ، الآن سأضع له المضاد الحيوي في وريده . "

غريب أمر هذا الرجل ، أنه يستطيع معالجته كما لو أنه خبير ، هناك أمر مريب حوله ، سأرى في أمره عندما يتعافى سيهون .

وضع له المضاد في وريده و علق الكيس الذي يحويه على طرف السرير ، يبدو ذا خبرة ، تأكد من درجة حرارته و ضغط دمه من أجهزة موجودة في منزله ثم انتهى به الأمر يغطيه بغطاء ثخين و جلس على طرف السرير يتأمل وجهه .

تانيا : أتعرفه ؟!
نظر إلي و على شفتيه إبتسامة ثم نفى برأسه .
" اخبريني الآن ، ما قصتكم ؟! "

توترت ملامحي إذ أنني أعلم ما الذي سأقوله رغم ذلك أخاف أن يكشفني .
" نحن كوريون الأصل لكننا نعيش في الخارج و تزوجنا بالخارج ، هو وعدني أن يأتي بي إلى كوريا فور أن ينتهي من عمله ، بقينا هنا لفترة و أدركنا تصريح الزيارة و تجوزناه لذا نحن محجوزين في كوريا حتى نسدد لتصريح الدخول ، لكننا لا نملك المال الآن . "

أومئ بهدوء ثم وقف ليربت على كتفي و قال .
" حسناً ، لا تهملي نفسك و لا طفلك حتى ذلك الوقت ، سيارتكم الفارهة لقد أحضرتها و خبأتها جيداً لذا لا تقلقوا . "

كدت أن أختنق عندما آتى بسيرة السيارة ، يا إلهي ! السيارة ليست فارهة فقط أنها مرشوشة بالرصاص ، لقد اكتشف أمرنا .

أوقفته قبل أن يخرج بحرج و همست ارجوه .
تانيا : من فضلك لا تبلغ عنا الشرطة ، نحن فور أن يصح سيهون سأخذه من هنا و اذهب ، أعدك !

نفى برأسه و عاد مجدداً ليريح كفه على وجنة سيهون ثم قال .
" اوه سيهون و بارك تانيا أطفالي ، أنا لن أؤذيكم أبداً يا صِغار و لن أفرط بكم لحبل المشنقة . "

إلتجم لساني عن الحديث و نظرت إليه مدهوشة ، أنه يعرف الكثير عنا .
" بالمناسبة ، لو ما كنت اعرفكِ لصدقتُ قصتك حضرة المدعي العام . "
يا إلهي ! ما هذه الورطة ؟!

خرج الرجل و تركنا وحدنا مجدداً و أنا قضيت اليوم اعتني بسيهون و الأيام الثلاثة اللاحقة على أمل أن يستيقظ و لكنه لم يفعل .

اغير له جرحه كل يوم و اضع له محلول المغذي ثلاث مرات في اليوم ، غيرت ثيابه و اغير وضعيته كي لا يتعب جسده ، اهتم به كثيراً على حساب صحتي و طفلي حتى أنني ما عدت اشتهي اللوز و الكرز ، أريده هو فقط .

في عصر اليوم الرابع ، كنت بالخارج اعلق ثيابه بعد أن غسلتها على يدي و ثيابي ، لقد أتى لي الرجل بفستان و أخذت من عنده ثياب لسيهون .

في المنزل المقابل كانت هناك شجرة كرز كالذي أردته ، نظرت نحوها و تنهدت ، فقط لو ما طلبت منه أن نخرج لنشتريه لما حدث كل هذا ، نظرت بجانبي عندما شعرت بحركة لأجد الرجل يحمل سلة خضروات مليئة بالكرز و اللوز .

قدمها لي ثم قال بإبتسامة .
" رأيتكِ ترمقين شجرة الكرز البارحة فطلبت القليل من أصحاب المنزل و في الغابة تنمو أشجار اللوز لذا أردت أن احضر لك القليل علها تحسن مزاجك "

أخذت السلة من يده و ما استطعت السيطرة على دموعي عندما إنسابت تنخز روحي قبل أن تبلل وجهي .
" أنا أعتذر يا ابنتي إن كنت ضايقتك ! "

نفيت برأسي سريعاً ثم ابتسمت لأشكره .
تانيا : لا عليك ، كنت أشتهيها بالفعل .
تبسم مجدداً و ربت على شعري ثم عاد إلى الداخل .

لم يسألني الرجل شيء عن حياتنا قط ، هو لم يفعل منذ أن كشف كذبتي ، نحن فقط نريد لسيهون العافية و أنا لا أريد شيئاً آخر بصدق .

حتى لو استفاق و وبخني عمّا حدث ، حتى لو لامني لأنني السبب ، حتى لو هددني مجدداً و قال لي أنه سيقتلني فور أن ألد ، فليفعل ما يشاء ، أنا فقط أريد منه أن يستيقظ .

أصبحت الشمس مائلة للغروب و الرياح تهب علينا بلطف ، ها هي شمس اليوم الثالث تودع و هو لم يعد بعد ، مسحت دموعي فور ان تكونت مجدداً بجفوني ، حقاً مللت من البكاء ، الآن وقت أن أكون أقوى .

عدتُ إلى الداخل مجدداً و توجهت إلى السرير الذي ينام عليه منذ أيام عُجاف ، تحسست حرارته و فحصت ضغطه ، إنه بخير ، أتمنى أن يكون كذلك !

أمسكت بيده و حضنتها إلى صدري و لا أعلم كيف غفوت بعدها ، ربما التعب أدركني و جسدي يفرض علي حقه في أخذ قسط من الراحة لأعتني به .

.....................................................






أشعر بالخدر يلم جانبي و رأسي ثقيل ، يدي دافئة و فوقها أشعر بنبض هادئ يداعبها ، ما الذي حدث معي ؟!

فتحتُ عينيّ و رمشت بخفة حتى اعتاد على الرؤية و يزول التشويش ، هل أصبحت أعمى أم أن هذه الغرفة مظلمة ؟!

لكنني أستطيع ان أشعر بجسدي و يدي التي تُحتَضن ، إنني دافئ و لا أشعر بالألم او الجوع ، حركت جسدي قليلاً وقتها شعرت بالألم في كتفي ، ها أنا أتألم .

صدر عني صوت وجع خفيض فجأة أنارت الغرفة فكمشت جفوني للمفاجاة و وصلني صوت .
تانيا : سيهون أنت بخير ؟!

هذا صوت تانيا ! فتحت عينيّ و نظرت ناحية مصدر الصوت ، إنها هي بالفعل تجلس أرضاً و تحتضن يدي إلى قلبها ، يبدو أنها نامت هكذا .
سيهون : ما الذي حدث ؟!

صمتت عن أجابتي و نهضت تضمني و هي تبكي بولع ، تحمد الله كثيراً و تتلهف للأجابة عن سؤالها الذي لم أجبه و طرحت غيره الكثير مثل هل تشعر بالألم ؟ أتشعر أنك بخير ؟

رويداً رويداً أخذت الأحداث تتدفق إلى رأسي ، المداهمة ، إصابتي ، الكهف ، ثم الألم عندما اخرجوا الرصاصة و حرقوا كتفي ، أعي أنها لم تكن وحدها.

إذن هي انقذتني رغم كل الخلافات التي تتقد بيننا ، هي أنجبت سلامتي بصعوبة و بمخاض طويل رغم خِصامنا ، هي تجاوزت عن كل شيء و انقذتني .

اذكر انها قالت لي " يا عمري " ما زال لها نغم في اذني كما أول مرة ، لقد وعييت بينما أركض بها في الغابة أنني ما زلت أحبها و ها هي الآن أثبتت لي أنها تحبني .
سيهون : بخير !

قبلت جبهتي و وجنتي ثم شفتيّ و كأنها تفعل كل يوم ثم ضحكت بفرح و ضمتني مجدداً إلى صدرها ، أشعر بالدفئ و السكينة رغم أن قلبي أكثر صخباً من طبل رنّان .

صرخت تنادي رجلاً ما ليدخل بعد وهلة رجلاً كهلاً ، تبسم بوجهي ثم هنأني لسلامتي ، أدركت أنه ذات الرجل الذي كان مع تانيا ، شكرته لأنه ساعدني لكنه قاطعني بينما يربت على كتف تانيا .

" لا تشكرني أيها الشاب أنما أشكر زوجتك ، لقد ركضت في البرية لساعة حتى أستطاعت جلبي و نقلك من الكهف ، أنها تعتني بك منذ أيام ، حتى أنها خاطرت بحياتها و قتلت أفعى كي لا تمسك ، و بالطبع لم أنسى أنها هددتني بالقتل إن حدث لك شيء ، حمداً لله بسلامتك أنا أيضاً نجوت من تهديدها. "

مسحت دموعها و ضحكت له بهدوء ثم قالت .
تانيا : ما كنت اقصد ذلك يا عم ، لولاك لفقدت زوجي ، شكراً لك !

خرج بعد فينة و تركنا وحدنا ، كنا في حالة حرج ، لا أعلم لماذا ، لا هي تنظر نحوي و لا أنا أفعل ، و كأننا غرباء أو بالأحرى جُدد على الحب مجدداً .
سيهون : أنتِ لم تتأذي ؟

نفت برأسها ثم شرعت تتحسس بطنها .
تانيا : لا تقلق ، الطفل بخير !
نبست و قد علق بصري على وجهها .
سيهون : لقد قصدتكِ أنتِ !

نظرت نحوي بأعين متسعة ثم تنحنحت بحرج و حكت فروة رأسها باظافرها ، تفعل هذه عندما تشعر بالحرج الشديد و الخجل ، اشتقتت لحركاتها العفوية .

حاولت أن اقيم ظهري لأستند على السرير لكنها نهرتني سريعاً و نهضت تثبتني .
تانيا : لا تفعل ، كتفك مصاب ، ستضغط على الجرح .
رن في أذني صوت صراخي و لوهلة شعرت بألم النار على جسدي ، كان هذا مؤلماً جداً ، وقتها كتمت رغبتي بالموت على هذا الوجع غصباً .

في اليوم التالي نهضتُ على صوت طفيف لأجدها ترتب شيئاً ما .
سيهون : ماذا تفعلين ؟!
انتفضت بخفة ثم إلتفت لي و يدها إلى صدرها .
تانيا : أيقظتك ؟! أعتذر حاولت ألا اصدر صوت !

أومأت لها و انتظرت أن تجيب على سؤالي لذا نهضت و تقدمت نحوي تحسست حرارتي عندما وضعت راحتها على جبهتي .
تانيا : أقوم بترتيب حقيبة لنا ، بما أنك استيقظت علينا أن نرحل قبل أن يبلغ عنا الرجل ، هو يعلم عنا كل شيء و لا أعلم كيف ذلك .

سيهون : ربما من التلفاز و الجرائد ، على آية حال له فضل علينا ، ليس هناك عاقل سيحمي مطلوبين للعدالة في بيته .

أومأت لي بحرج ثم كادت أن تنهض لكنني تمسكت بيدها التي نزعتها عن جبهتي لأبقيها بجانبي .
سيهون : لم تكن المداهمة ذنبك ، لا تحملي على نفسكِ أمرها ، أنتِ انقذتِ حياتي .

ابتسمت و بكت ، أنا لا أفهم هذه المرأة أبداً ، مسحت دموعها ثم ربتت على يدي لتقول .
تانيا : أنا لست مذنبة بأمر المداهمة لكن لدي في حساباتك ذنوب متراكمة ، حتى المداهمة كنتُ السبب فيها لو أنني فقط ما أصررت عليك لنخرج لما حدث شيء .

لا أعرف لماذا حضنتها إلي عندما بكت بصوت عالي و لماذا واسيتها .
سيهون : لا عليكِ الآن ، سأشتري لكِ لوز و كرز فور أن أتعافى و أخرج ، حسناً ؟!
همست بنبرة باكية على صدري كما لو أنها طفلة أحاول مراضاتها .
تانيا : لا داعٍ لهذا ، الرجل احضر لي سلة مليئة و أكلتها كلها .

بمزاح استهجنت .
سيهون : و لم تبقي لي شيء ؟!
أومأت لي على صدري لأضحك بخفة ثم حضنتها أقوى بذراعي السليم و همست في أذنها .
سيهون : بالهناء و الشفاء لكِ و لأبني منكِ .

رفعت رأسها عن صدري و نظرت إلى وجهي ، عينيها متسعة و ملامحها مستنفرة كما لو أنها رأت شبحاً أي أنها لم تصدق ما قلته .

فاهها يناضد بقية ملامح وجهها بفغرهها لشفتيها ، لِمَ هذه الشفتين تجذبني لأقبلها الآن ؟! إن فعلت سأسامحها مجدداً و أثق بها ، أخاف أن تطعنني بظهري مجدداً !


................................................


سلااااااااااام

بارت مؤثر و حزين و رومنسي و كلو مع بعضو

رح تبلش تنكشف الأسرار و نعرف أسباب كل الي صار و رح نكتشف كل شي مخبى .

أنتو متحمسين ؟!

البارت القادم بعد 80 تعليق و فوت .

١. رأيكم بتانيا ؟! حمايتها لسيهون و مشاعرها ؟

٢. رأيكم بسيهون ؟! موقفه من تانيا ؟

٣. رأيكم بالعم ؟ و كيف يعلم كل هذه الأمور عن الثنائي ؟ و لماذا يحميهم ؟!

٤. هل حان وقت الربيع أخيراً أم أن هناك عاصفة قادمة ؟

٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤


© Mercy Ariana Park,
книга «مجرم في الإخلاص».
Коментарі