تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Chapter Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty-two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty-four
Chapter Twenty-five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
The End || Chapter Thirty
Chapter Twenty-five
" شكراً للوجع "






الوجع ينعش الذاكرة و يوقظ الوجدان
يُحيي فينا الألم وقتها يصبح لذيذ
تصبح نفسك تتوق للألم لتحيي ذكرى













تشانيول : اوه سيهون و بارك تانيا سلما نفسيكما ، أنتما رهن الإعتقال !

أمسك سيهون بعضدي بخشونة و صرخ بوجهي بجنون .
سيهون : ما كل هذا ؟! لا تقولي أنكِ بريئة مجدداً !

وضعت يدي على يده و سُرعان ما بكيت أتوسله أن يصدقني ، أنا في خِضم ما يحدث لا أتحمل منه إتهاماً .
تانيا : أنه يريد أن أسلم نفسي معك ، لستُ مذنبة أرجوك !
هسهس بحقد و أظافره انغمست بلحم ذراعي كما حطمت أسنانه بعضها .
سيهون : لماذا لم تخبريني أنه حي !

صرخت بها جهارة و قهري لا يسعفني في ظرفي هذا .
تانيا : كي تقتله مجدداً !
أفلت يدي بغضب و إلتفت إليهم قائلاً .
سيهون : ماذا سأفعل الآن ؟! كيف سنهرب منهم مجدداً ؟!

هذه مصيبة بحق و سؤال يصعب إجابته ، أنا لا أعلم كيف سنهرب مجدداً من الشرطة ، أسوء ما في الأمر أن أخي يقودهم و أنا التي ظننت أن لا أحد يعلم أنه حي سواي و قِلة آخرين ، أنا كنتُ آخر من يعلم .
تانيا : دعني أسلم نفسي و أنت أهرب .

إلتفت رأسه سريعاً إلي و أمسك بمؤخرة عنقي ليجذبني إليه بعنف ، شهقت بألم عندما قابل وجهي وجهه و راحت دموعي تنعى حزني على حالنا البائس هذا عندما همس بغضب يحدثني .

سيهون : أنا لن أسمح لهم بأن يضعوكِ في السجن و أنا لن أُسجَن ، سنهرب معاً أتفهمين ؟ ثقي بي !

أومأت له سريعاً فإلتفت عني إلى مصيبتنا هذه ، أخرج سلاحه من ( تابلو ) السيارة دون أن يشعروا بحركته الخفيفة و بمهارة شديدة أصطادت رصاصاته عجلات السيارات الأمامية و الرصاص بدأ يُصَب فوق رؤوسنا كالمطر .

عكف السيارة سريعاً و انطلق بها ، الشرطة تلاحقنا و يطلقون النار علينا ، أنا لستُ خائفة من صوت الرصاص و لا من أن يمسكوا بي ، أنا خائفة على سيهون ، إن أمسكوا به سيعدموه فوراً ، الحكم عليه مقضيّ .

فجأة توقفت السيارة بقوة عندما أصابت رصاصات أخي عجلات سيارتنا فشلّتها كاملة و نحن أيضاً بداخلها ، لقد قُضي علينا ، انتهى أمرنا .
سيهون : اللعنة !

صرخ بها بجانبي و ضرب المقود بقوة بينما ينتفس بقوة و ملامحه استشرست ، إزدرئت جوفي عندما لاحظت الشرقة يقتربون راجلون منا و هو يجلس بجانبي بلا حيلة .

فتح بيت الرصاص في المسدس ، هناك رصاصة واحدة فقط فيه ، لن تنقذنا و لن تسعفنا .
تشانيول : أنتما محاصرين ، أستسلما من الأفضل لكما .

سيهون : ترجلي و سلمي نفسكِ !
إلتفتُ سريعاً إليه ، كان ينظر نحو هذه الرصاصة بإنطفاء .
تانيا : و ماذا عنك ؟!

أعاد الرصاصة في مكانها و وضعها في وضع الإستعداد للإطلاق ثم قال بنبرة ميتة ، أشعر أنه فقد الأمل بأن نهرب و بما أنه فقده ، أنا فقدته أيضاً .
سيهون : سلمي نفسكِ يا تانيا !

من بين المرات القليلة التي تحركت شفتيه لتكون من بينهما اسمي ، هذه أكثر المرات إيلاماً ، خرج اسمي من بين شفتيه متألماً .

نظر في عينيّ و على رِحاب جفونه تتجمع قطرات كالتي في عيني ثم همس .
سيهون : هيا !
و معها هبطت تلك الدمعة .

أطعته و ما لي لا أفعل ، لا أملك سوى أن أطيعه و قبل أن أفعل بكّاني بكائه و أخشى أنه الوداع الأخير نالت شفتيه قُبل مغموسة بالحب مني ، أسندت جبيني على جبينه ثم همست باكية .
تانيا : تذكر أنني أحبك و لو أردتني مجدداً سآتيك أركض .

أومئ لي و بيده تحسس بطني ثم تبسم بوهن ، عانقته قليلاً أحتاج أن أطمئن أنه ليس مغادراً دوني ، أننا سنكون معاً و بعد عِناق حميم دفعني لتلبية أمره مجدداً فنفذت .

خرجت من السيارة و استلمني أخي ثم راح يهدد زوجي في الداخل أن يخرج و إلا استخدم طرق عنيفة ، لقد شوهت السيارة و ترفع في وجهه سلاحاً و ما زلت تهدد بالعنف .

خرج سيهون من السيارة يحمل سلاحه بيده فسرعان ما تهافتت عليه أفواه أسلحة الشرطة ، نظر إلى تانيا و في عينيه دموع كثيرة ، تجاهل تحذيرات الشرطة .
تشانيول : ارمي المسدس من يدك و إلا أطلقنا نحوك !

تجاهل ما قاله تشانيول و حذرهم الشديد منه و بلامبالاة لروحه إقترب ليقف أمامي عن بعد لا يزيد عن مِتر واحد ، كنت أنظر إليه و كأن آخر أنفاسي عالقة بجسده .

أنا أعلم جيداً ماذا سيفعل ، لدى سيهون الموت و لا المهانة .
تانيا : سيهون تعلم أن ما ستفعله غير صحيح ، لا تفعل أرجوك !
نظر نحو الشرطة ساخراً ثم رسى عليها مجدداً ليقول .
سيهون : هذا أكثر شيء صحيح قد أفعله !

تانيا : لا !
همست بها بينما تنفي برأسي و أبكي دون شهقات و لا عثرات ، أصبح البكاء يسيراً علي لكثرة ما أمارس طقوسه .

تانيا : لا يا سيهون أرجوك لا !
صرخت بها عندما ارتفع سلاحه ليواري فهوته صدغه ، نظر في عينيّ يودعني و أنا لجزعي صرخت به أحاول منعه .
تانيا : أرجوك لا تفعل هذا ، فكر بي فكر بطفلنا ، نحن سننجو من ذلك لا محالة ، أرجوك يا سيهون !

من خلاف أمسك به أحد و عندما ظهر وجهه اكتشفت أنه كاي و طارت الرصاصة الأخيرة في الهواء .
كاي : أنا آسف لكنني لا أستطيع أن أسمح لك بقتل نفسك ، حياتك أثمن من أن تزهقها !

إلتفت إليه سيهون و دفعه من صدره بغضب ليصرخ .
سيهون : إن ما أزهقتها أنا ، سيزهقونها هم ، ألا تفهم ؟! أفضل أن أموت برصاصة مني على أن تنكسر رقبتي في شِداد حبل المشنقة !



................................................

أغمضتُ عيني و وراتني ظلمة ساعات المساء ، مرت أربعة شهور و ها أنا وحدي هنا بالبريّة ، في النهاية أخي انتصر ، إنتقامي الذي انتصر .

في فجر اليوم ، الثاني عشر من ابريل لهذا العام تم إعدام المجرم الأعظم اوه سيهون شنقاً حتى الموت ، ليس هو فقط من مات ، أنا مُت معه و طفلنا الذي لم ألده بعد !

اليوم أعدموه و اليوم ولِد ، لقد أتم اليوم عامه الثلاثون ، اليوم فقط أصبح زوجي الحبيب ثلاثيني و في أول يوم له مع الثلاثينية أعدموه .

يا تُرى كيف زجوه في السجون و ما كانت أمنيته الأخيرة ، ماذا أطعموه قبل هذا و كيف ذهب و نظر إلى حبل المشنقة بعينيه ، بموته سقطت كل التُهم عنه و انتهى .

سقطت عني أيضاً و انتهيت ، ها أنا أرملة و أم في السابع و العشرون من عمري ، ابني سيعيش يتيماً لكنني سأخبره كم كان والده شجاعاً و مِقداماً ، كما كان رجل قوياً و ذا سلطة و جاه .

كم كان وفياً لحبي و كم أنه أخلص لي لدرجة اصبح فيها مجرماً في الإخلاص و الحب و الوفاء ، و لأنه كان مجرماً في الإخلاص و كنتُ الضحية حان الوقت لأكون أنا المجرمة تلك و هو ضحية إخلاصي .

لن أدعك يوماً حبيبي ، سأهب ابننا الحياة التي منحتها أنت له ثم سأغادر و أعود إليك ، أعدك أنني سأتركه بأيدي أمينة و نحن معاً سنراقبه من الأعلى ، أتراني الآن ؟ أتسمعني أحدثك ؟!

على ماذا سأقتاد و أنت بعيد عني ؟! كيف سأصبر حتى آتيك ، وبخني وقتها و خاصمني إن أردت و لكنني سآتي إليك بقدمي مجدداً و ادخل حياتك رغماً عنك من جديد .

نحن لن ننتهي من بعضنا و لن يفرقنا موت ، سأتبعك إلى موتك و إن ولدت من جديد سأولد معك لأكون لك ، في حياتك ، في موتك ، و في كل حياة لاحقة و سابقة أنا لك و أنت لي و حبنا لن ينتهي أبداً !

اليوم مولدك و في مثل اليوم تزوجنا قبل ثلاث سنوات ، أتذكر ذلك اليوم ؟ لقد قلت لي أنه أفضل يوم في حياتك ليس لأنك ولدت فيه بل لأنك تزوجتني به .

في الصباح الباكر لذاك اليوم ، استيقظت يومها على ضوضاء عالية قادمة من الخارج ، عندما طللتُ من شرفتك كنت بالأسفل تشرف على ترتيبات حفل زواجنا ، كنت في غاية السعادة يومها .

كان ينتباني شعور مزدوج ، قبل أن آتيك كنت مستعدة أن أضحي بجسدي حتى لأنال مبتغاي و انتقم منك ، إرادتي كانت تتلخص بمقتلك على يدي لكن ذلك اليوم ما كنت أريد أن أبيعك جسدي مقابل روحك ، أردت أن أمنحك هدية أخيرة قبل أن أبعدك عني .

ارتديتُ الفستان الأبيض و سرحت شعري كما تريد ، حتى بعد رحيك أنا لم أغير تسريحة شعري فقط لأنك تحبها، انظر للسبب !

تزينتُ لأجلك و حرصت أن أظهر بأجمل ما يكون لتكن سعيد في ذلك اليوم ، حرصت أن يتم الزواج باكراً لأن حتى منتصف الليل كان علي أن أعود إلى مقري و قد أتممت مهمتي .

الحضور كانوا أنا و أنت فقط ، ذلك كان أفخم حفل زواج على الإطلاق ، ليلتها إختبأنا أسفل الستائر و راقصتني ، يومها أنشدت في حياتي أغنية إلى مدى الحياة .

كان صوت عذب كعندليب ينشد أغانيه ببهجة ، ما كنت تعلم يا حياتي أنني يومها كنت أنهيت مدى حياتك ، أنشدت لي ثم راقصتني و بعدها سلمتك نفسي ، حرصت أن تكون سعيداً و راضياً لأنني كنت أودعك .

لا أنسى لقب " زهرتي " كنت دوماً تنعتني بزهرتك ، لطالما كنت زهرتك وحدك تراني يافعة و وحدي أعلم أنني ذابلة .

استدرجتك من بين أحضاني إلى فخي و وقعت فيه للأسف ، يومها كنت أدعو الله ألا تأتي ، لو أنك لم تأتي فقط لما قدرت عليك ، لو أنك ما وثقت بي كثيراً ، لو أنك ما ملكت تلك الثورة النقية عني فقط لما استطعت عليك .

سلبتك مني و في رثائك بكيت حتى عاقبتني تلك الليلة في الغاب ، أتذكر ؟ لقد استخدمت صوتاً لا يعود لك و لثمت وجهك رغم ذلك تعرفت عليك و أنت أنكرت .

ما كنت تعلم و أظنك ما زلت لا تعلم أنني أستطيع تمييزك من دفئك فقط ، من راحتك و عينيك ، لأنني أحبك بحق !

مجدداً ها أنا أعيش على رثائك مجدداً إلا أنني أملك شيئاً منك يعيش داخلي ، يذكرني بك و أحبه لأنه منك ، ربما ستكون أنانية مني أنني سأتركه و اتبعك و لكن تفهمني أرجوك ، أنا قد انهكني التعب ، أحتاجك بحانبي !

دموعي لم تجف و لم يدخل جوفي شيئاً سوى لأجل ابننا ، أنا على هذه الحال منذ شهور ، اصبحت استعجب قدرتي على التألم هكذا و تحمل الألم ، على البكاء و الحزن المرير الذي يلازمني ، كل شيء أصبح مبالغاً فيه .

تشانيول استطاع تبرأتي و أن كل التهم التي وجهت لي قد تورطت بها لأن سيهون اجبرني على ارتباكها ، كانت الطريقة الوحيدة لأنجو ، أن أورطه أكثر .

سيهون لم يكذبني في المحكمة بل وافق على كل التهم التي وجهت له ، ما كانت اوزاري تزيد عليه العقوبة ، مهما زادت تهمه كان الحكم عليه واحد ، الإعدام حتى الموت الذي لا يقبل النقض .

نجحت خطة أخي في تنحيتي عن الإتهام ، وافقت على كل شيء أراد فعله كي أحقق أمنية سيهون ، ألا يعيش طفلنا في السجون ، حُرِمت من عملي و ما كنت سأعود إليه حتى لو طلبوني .

الآن أنا في بوسان رِفقة كاي الذي يحميني فأنا زوجة أخيه المتوفي ، أيضاً معي تشانيول و آيرين ، آيرين في شهرها السابع ، هي كانت حُبلى من أخي عندما كانت لدى سيهون .

آيرين : كفي عن البكاء أرجوكِ ، هيا انهضي عليكِ أن تتحركي قليلاً ، ولادتكِ أصبحت وشيكة و إن بقيتِ على هذه الحال ستكون عسيرة ، أرجوكِ يا تانيا !

فلتكن عسيرة و لتقلع روحي من جذورها و تنفيها خارج جسدي ، أنا بالفعل أريد الرحيل ، لا يبقيني هنا شيء سوى طفلي فقط .

سمعتها تتنهد بغم عندما فشلت عن استمالتي و قليلاً دخلا تشانيول و كاي يحثاني على النهوض ، أنا لا أريد أن أفعل شيء ، دعوني غارقة في ذكرياتي معه فما عدت أملك منه سوى ذكريات .

عندما نال اليأس منهم أن أنهض بإرادتي حملني تشانيول على ذراعيه و أنا لم أقاوم فقط أنا جسد بلا روح ، وضعني على كرسي طاولة الطعام و اطعمني بيده .

أعلم أنهم جميعاً يحترقون بؤساً على حالتي ،أنا على هذه الحالة منذ أن إفترقنا ، فرقتنا كلمة القانون و بسببي قُتِل ، كان يخشى على عنقه أن تكسرها مشنقة الشرطة و هذا ما حدث بالفعل.

أشعر بروحي تحترق ، أود لو أحرقهم جميعاً و أحرق نفسي التي خانته معهم ، في المساء لففت حول جسدي غطاء و خرجتُ انظر للسماء ، أريد أن أراه هو الآن نجمة في هذه السماء المظلمة ، هو بالتأكيد أكثر نجمة مشعة من بينهم .
تانيا : اشتقتُ لك سيهون!

مسحت دموعي أبحث عنه في السماء ، ها أنت ذا حبيبي ، تلك النجمة الكبيرة المضيئة بالتأكيد هذه أنت ، تراقبني الآن صحيح ، تراني أنظر إليك ؟!

سآتي قريباً إلى جانبك لا تقلق حبيبي ، لن ننتهي هكذا ، أنا سأنتهي معك لن أتركك وحيداً قليلاً فقط صبراً و سآتي إليك .

و كأن طفلي أصابته شفقة علي و أراد أن ألتقي بأبيه كما أنا أريد ، أسفل هذه السماء المنيرة بنور والده أخبرني أنه قادم عندما ضربني منبهاً .

أحنيت جذعي لقوة الألم و تمسكت ببطني ، صرخت بوجع عندما شعرت بضربة أخرى تصيب حوضي ، سُرعان ما إلتموا جميعاً حولي يسندونني ، سيهون أنا قادمة إليك .

أخذاني تشانيول و كاي إلى المستشفى ، كنتُ أتألم كثيراً ، بالفعل ألم المخاض شديد ، ها أنا أشعر بنفسي تموت و أنّي لمرحبة .

نُقِلتُ فوراً إلى غرفة التوليد و هناك عُشت أكثر ساعات عمري إيلاماً وحدي دون أن أجده إلى جانبي يواسيني ، صرخت و بكيت و استنجدت أن يخرجوا ابني مني .

صرخت باسمك عزيزي و تخيلتك تقف أمامي ، ربما تعاضد وجع روحي مع وجع جسدي ليواسوني و يجعلوني أراك ، شكراً للوجع الذي ما حرمني أياك في هذه اللحظة .

أغمضتُ عينيّ و ابتسمتُ بين دموعي و شهقاتي و أنفاسي المتعبة عندما سمعت صوت بذرة حبنا يبكي .
" مبارك سيدتي إنه فتى ! "

بكيت عندما وضعوه على صدري ، إنه يشبه والده كثيراً ، ذات العينين و الأنف و الشفتين ، أرجو أن لا تتغير خِلقته بينما يكبر ، أريدك أن تكون نسخة عن أبيك في المظهر ، في المظهر فقط يا بُني .

لا تأخذ شيئاً آخر من أبيك لا إخلاصه و لا حبه ، لا قدره و لا نصيبه ، لا الظلم الذي أتاه و لا مصيره ، لا أريدك أن تشبهه في شيء سوى مظهره .

ستكون رجلاً وسيماً مثل والدك ، ستتهافت الفتيات عليك لأجل صورة ، أمرح و اعبث و كن سعيداً ، خذ حصتك و حصصنا المهضومة يا بُني .

أغمضتُ عينيّ في سكينة ، سكينة أظنها أبدية و أشعلتُ الحنين في أوداجي ، سأبيت الليلة مع طفلي لعلي أشبع أوداج أمومتي قليلاً به قبل أن ألتحق بك حبيبي ، اعذرني على أنانيتي ، فقط هذه الليلة !

نقلوني إلى غرفتي هنا ، كان قد زينها تشانيول و كاي ، باب الغرفة و الغرفة من داخل كلها مستنيرة باللون الأزرق حتى أنا هناك على رأسي طوق أزرق .

سرير صغير أزرق اللون بجانب سريري ، هذه ساعات ما بعد منتصف الليل ، وضعته أيرين في حضني بعدما قبلته ، تشانيول قبل رأسي و قبل ابني ، ظننت أنه سيكرهه لأنه ابن سيهون الذي يمقت .

كاي قبله أيضاً و عانقني مباركاً ، احضروا لي طعام و أكلت منه لأطعم ابني فقط ، ارضعته مني ربما تكون هذه آخر مرة أطعمك فيها يا صغيري ، أرجوك سامحني .

اعفو عن أمك فلقد نال منها الشقاء و ما عادت تطيق صبراً ، بقيت أنا و هو وحدنا هنا بعد أن طلبت من الجميع أن يغادر ، أريد أن أبقى مع ابني أكبر وقت ممكن علّني أشبع منه قبل أن أغادر و اتبع والده .

ضللت أحمله على ذراعي طوال الليل و إن بكى هدهدت عليه أو أرضعته ، لم أنم و لو لثوان ، لِمَ سأنام و أنا اليوم سأنام نومة أبدية لا أستيفاظ بعده .

أصبحت الساعة التاسعة صباحاً ، أنا آسفة يا بني لكن علي الرحيل قبل أن يتبعوني هم و يمنعوني من الذهاب إلى والدك ، لقد اشتقتُ إليه كثيراً .

قبل ذهابي علي قول شيء لذا طلبت من الممرضة ورقة و قلم و هي أحضرتهم لي بعد فينة رغم أن طلبي كان غريب بالنسبة لها لكن نفذته .

" أخي ..

أعلم أنه لربما عندما تقرأ هذه الرسالة أكون قد غادرت هذا العالم ، لا تلمني أرجوك و لا تقول لي أنني تركت خلفي قِطعة لحم صغيرة ضعيفة ، أعلم لكنني أثق بك أنك ستربيه و تحميه كما ستفعل مع ابنك .

تذكر أنه ابن أختك التي مضت في طريقها الذي أرادت ، إن كنتُ تكره والده فانسى أن له أب و أنت تعتني به لكن أرجوك لا تقسو عليه و لا تكرهه .

أنت تعلم أن والده كان رجل مغوار و شجاع لذا قل لابنه هذا ، لا تقل له انني من تسببت بمقتل أبيه لا أريده أن يكرهني و لا تخبره أنه ابن مجرم فلا أريده أن يكره والده .

أجعله يحبنا حتى لو أحتاج الأمر أن تكذب عليه أو لا تخبره عنّا أساساً ، دعه يظنك أباه من لحمه و دمه و أن زوجتك أمه ، هذا آخر ما أطلبه منك ، أن ترعى طفلي .

أرجو منك أن تسميه على اسم ابيه ، أريد أن يكون اسمه سيهون سواء إن قررت أن تنسبه إليك أو تنفي نسبه عنك ، هو اسمه سيهون على اسم ابيه .

سامحني يا أخي و أرجو ألا تكرهني بعد رحيلي ، تذكر أنني فعلت كل هذا و تخليت عن الرجل الذي أحب لأجلك .

أرجو من أن كاي يسامحني ، لقد عذبته و خدعته و استغليت حبه لصالحي ، أخبره أنني أحبه و أن ابن أخيه أمانة لديه .

وداعاً يا رفاق .. "

ما أنهيتها حتى غرقت بدموعي ، أرغب بالمغادرة و بشدة لكن ذلك الطفل الصغير يصعب علي الأمر أكثر مما توقعت .

نظرتُ إليه للمرة الأخيرة و تأكدتُ أنه قد شبع فلن أستطيع أن أطعمه مجدداً ، أنا آسفة يا صغيري أنني أحرمك مني رغم أنني ذقتُ مرارة اليُتم و ضِنك العيش ، أعرفهما جيداً لكنك لن تنتهي مثلي ، لك من يحفظك كما حفظني .

طلبتُ الممرضة و طلبت منها أن تأخذه إلى حضانة الأطفال و بدموع خفية ودعته دون أن أشبع أمومتي به .

مسحت دموعي عندما أخذته و غادرت و قررت أنه الآن أو أبداً ، أوزرت حولي ثوب المرضى و تسللتُ إلى السطح ، أريد أن أموت بأكثر الطرق سهولة لأنني ما عدت أتحمل المزيد من الألم .

مسحت دموعي كي أستطيع رؤية العالم للمرة الأخيرة دون ضباب يشوه بصري ، رفعت رأسي إلى السماء و ابتسمت ، ها أنا قادمة إليك !

أخذت تتوافد الذكريات على رأسي و هو يغني أغنيته المفضلة " إلى مدى الحياة " ، كان يراقصني كلما أنشدها .

تذكرت يوم خرجتُ إليه بالفستان الأبيض أرى لمعة عينيه في صفاء هذه السماء ، كان سعيداً جداً عندما تزوجني .

تذكرت يوم خرجت إليه من زقاق الطريق أطلب منه المساعدة ، كان ذا هيبة و سلطان يوم أخضعهم و جعلهم يقبلون حذائه أمامي .

اذكر يوم اعترف لي بحبه ، كان قد قالها في حرة غضب لغيرته أنني أكلم أحد رجاله ، يومها قبلني رغماً عني أيضاً .

اذكر كل مرة نعتني بها بلقبي المحبب عنده " زهرتي " كان يقولها لي كل يوم كل ساعة و كل دقيقة ، ما كانت هذه الكلمة يُعتاد عليها ، كلما قالها لي كنت أشعر بأن مشاعري تثور علي و تقف في صفه .

كانت أقوى من أحبكِ و كوني معي ، كانت أقوى بكثير لأنها كانت تلم كل مضامين الحب و كلماته ، زهرتي كانت تعني لي أحبكِ و أنتِ حياتي ، كانت كل شيء بالنسبة لي ، ها أنا أدفع عمري لأسمعها مجدداً .

هذا ما يسمونه بتوافد الذكريات ، الإنسان عندما يدركه الموت يضيع عقله إلى الماضي علّ عين الموت غفت عنّا ، لكنني أنا من أتيت أقصده ، ليس هو من آتاني .

أغمضتُ عينيّ و فردتُ ذراعيّ بالهواء ، أريد أن أسقط ، أموت ، و اندثر و وداعاً لحياة ما كان سيهون جزءاً منها ، أنا لا أستحق الحياة من بعده .

داعب الهواء شعري و ضاع ثقله مع الهواء ، بدأت أشعر بالدوار لأن الهواء يرطمني ، يحفزني أن أرمي بنفسي و أنتهي ، كن واثقاً يا ريح أنني لا أحتاج هبوبك لتقتلعني من منبتي ، أنا سأقتلع نفسي من منبتي بنفسي .

تشانيول : تانيا لا تفعلي !
ابتسمت ساخرة ، دائماً تأتي في اللحظة الأخيرة و لا تدعني أنجو لكن هذه المرة لو كبلتوني بحبال و حبستوني بين أربعة حيطان مظلمة أنا سأنجو .
تانيا : ليس اليوم يا أخي !

كاي : أرجوكِ يا تانيا لا تفعلي ، لا تستلمي هكذا ، لا تُيتمي طفلكِ و أنتِ عشتِ يتيمة ، لا توكلي أمره أحد ، لا أحد سيكون عليه أحن منكِ !

لن يردني طفلي ، لقد تحملت فقط لأجله ، قررت أن أوهبه الحياة و أرحل ، الآن لن يردني ، لي حق أن أعيش كما أريد .
تشانيول : تانيا لا تفعلي به كما فعلوا بنا ، لا تظلميه ، ذنبه في عاتقك ، لا يحق لكِ إنهاء حياتك و حياته مرتبطة بكِ !

لن أستمع و لن أعقل و لا أريد منكم وعظاً ، أنا أريد أن أرتاح ، اعتبروها أنانية أنا فقط أريد حقي من الموت و الآن ، أريد زوجي .
تشانيول : أقسم إن رميتِ نفسكِ من هنا أنني سأرمي ابنكِ في دار للأيتام !






...........................................


سلااااام ❤😍

قبل ما انسى لازم تعرفوا التالي ...

سيهون سواء قتل تاو و لا لا ، سواء تورط بمحاولة قتل تشانيول و لا لا ، سيهون محكوم عليه إعدام من قبل ما يلاحقوا تشانيول و يحاول يقتله ، قبل تانيا بكثير ، يعني الي صار مع تاو و تشانيول ما رح يأثر على حكم الإعدام .. تمام ؟ وصلت ؟

شي ثاني كمان ... أنا ما عم حاول أتعس شخصياتي ، بالنهاية هذول شخصياتي أنا ، يعني أنا أحن عليهم منكم😂☻


البارت القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت .

١. رأيكم بِ :

     ١. سيهون :

        ١. محاولته لحماية تانيا لآخر رمق و رد فعله حيال تشانيول ؟

        ٢. محاولته لقتل نفسه ؟

     ٢. تانيا :

         ١. حالتها النفسية بعد وفاة سيهون ؟

         ٢. ذكريات الماضي و الحنين الذي يراودها عليه ؟

          ٣. محاولتها للإنتحار و هل ستنجح ؟

٢. رأيكم بتطور الأحداث و تأثيرها على الشخصيات ؟

٣. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

© Mercy Ariana Park,
книга «مجرم في الإخلاص».
Коментарі