تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Chapter Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty-two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty-four
Chapter Twenty-five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
The End || Chapter Thirty
Chapter Twenty-one
" الضربة القاضية "



شكلني القلب على هواك
و
شكلني العقل على بُعداك
فلأي طرف أشتكل ؟!






ما كان عسيراً علي إدراك أن الرجل الذي جردته من كل شيء لم يتجرد سوى مني ، يوم فجّر قصر العدل أدركت كم كنتُ غبية بحبي له و كم كانت ظنوني خائبة إذ ظننتُ نفسي أفقدته كل شيء و أنا لم أفقده حتى نفسي .

خطفني ليقص أذرعي و أعجز أن أطوله مجدداً ، غيابي سيسبب فوضى عارمة في قصر العدل إذ أنني البارحة فقط قد أفشيتُ به و اليوم إختفيت .

متأكدة أنه لم يترك أي أدلة عليه بعد جريمته  ، أخاف على تشانيول من سيهون ، أرجو ألا يكتشف شأنه ، سيقتله بلا شك و لن يتوانى عن ذلك ، سأفقد أخي من جديد !

لا أعلم ما الوقت الآن و لا كيف الحياة خارجاً إذ أنه منذ أن آتى بي إلى هنا ربطني على هذا السرير و حبسني بهذه الغرفة التي تشبه غرف المستشفيات النفسية .

ما يزيد حقده علي تلك العلامات التي تملئ عنقي ، إفشائي عنه للشرطة بكفّة و تلك العلامات بكفّة أخرى ، أظن أن كفة العلامات ترجح حتى .

هو مهما أدعى و قال أنه يكرهني و يريد أن يقتلني أدرك جيداً أنه مازال يغار علي ليس لأنني المرأة التي يحب و ليس لأنني أحمل طفله فحسب بل لأنني زوجته .

في هذه الغرفة لا يوجد شيء سوى هذا السرير القاسي و تلفاز ، لا أعلم إن كان يعمل حتى أو بالأصح لماذا يضعه هنا ؟!

أنا منهكة أحتاج أن أنهض ، أن أمشي قليلاً ، أنا لا أرجو لنفسي ولادة عسيرة أبداً ، أشعر بأن قدماي تصلبت لوثاقة هذه القيود .

سمعتُ صوت مفتاح يدار بالباب لأنظر ناحيته ، دخل و على وجهه إبتسامة ساخرة ، دون أن يقول شيئاً آتى و جلس بجانبي ثم بجهاز تحكم كان في يده شغل التلفاز .

نظرتُ إليه لا أفهم شيء فأمسك بذقني و أدار وجهي ناحية التلفاز يحثني أن أشاهد ما سيعرضه ، هو لم يضع هذا التلفاز للزينة ، كنتُ متأكدة من ذلك  .

إنها أخبار ساعات المساء ، تلك المحطة هي المحطة الإعلامية الوطنية .
" بعد أدلة موثقة و أكيدة الصحة قدمتها المدعي العام بارك تانيا ثبت أن المجرم اوه سيهون ما زال حي و هو المتهم في قضية إنفجار قصر العدل الذي راح ضحيته خمسين قتيل . "

ذُعِرتُ عندما لامست أنفاسه بحرارة بشرتي و صوته تغلغل في أذني .
سيهون : أحسنتِ يا زوجتي العزيزة ، ستمسكين بالمجرم قريباً و تقتليه مجدداً لكن تأكدي هذه المرة أنه مات .

إلتفتُ برأسي لأنظر إلى وجهه و كما ابتسم إبتسمت ثم همست .
تانيا : بالتأكيد لن أخطأ مجدداً ، سأكون أكيدة هذه المرة أن حبل المشنقة نحر عنقه .

إرتفعت يده و ظننته على وشك أن يصفعني مجدداً لكنه تلمس بها شعري و قال .
سيهون : هذه أخبار مساء اليوم ، يا تُرى كيف ستكون الأخبار مساء الغد ؟!

قبضتُ حاجبيّ انظر له لأجد إبتسامته بإتساع ثم نهض و خرج ! ماذا يقصد ؟! هو لم يعرض هذه الأخبار علي ليريني بطولاتي التي أقمتها على حِسابه .

ضعتُ بين أفكاري المتزاحمة في عقلي ، تلك الإبتسامة على وجهه لم تكن مريحة أبداً ، لا أعرف ماذا سيحدث للغد و لكنني متأكدة أن أخي قلق جداً علي ، أرجو ألا يتهور .

في الصباح التالي آتى لي بالإفطار ، تناولته بهدوء كي لا أغيظه برفضي و قبل أن يرحل أوقفته .
تانيا : إنتظر !

إلتفت ينظر إلي ثم قال .
سيهون : ماذا تريدين ؟!
اعرف أنه لن يقبل من أول محاولة لذا أتيته من نقطة ضعفه التي لأجلها يحتفظ بي .
تانيا : دعني أتحرك ، أحتاج أن أمشي ، بقائي هكذا سيقتلني و يقتل الطفل لاحقاً .

تلاقى حاجبيه في نقطة إستنكار .
سيهون : تكذبين علي لأخرجك !
نفيتُ برأسي سريعاً ثم أجبته .
تانيا : أرجوك صدقني ، إسأل طبيب إن أردت !

أومئ بهدوء ، أيعقل أنه إقتنع بهذه السهولة .
سيهون : ستأتي طبيبة و تبقى معكِ ممرضة حتى تلدي ، عندما تأتي سأسألها .

إلتفت مجدداً و كاد أن يرحل لكنه توقف ليقول شيء .
سيهون : ليس لأجلك بل لأجل الطفل ، أنتِ سأقتلكِ بمجرد أن تلدي .

لن ينالك الحب مني عندما تضع المسدس في رأسي ، أشك في ذلك !

أتت الطبيبة بعد وقتاً من غيابه ، أظن ساعتين أو ثلاث ، أنا لا أعرف ما هو الوقت و النافذة بهذه الحجرة مغلقة لذا لا أعلم ما هو الوقت الآن .

دخل بصحبة الطبيبة و الممرضة التي ترافقها و راقب الطبيبة بينما تفحصني ، لم يبدو عليها التعجب للحالة التي وجدتني بها .

إذ رأتني أسيرة مربوطة بسلاسل موثوقة على هذا السرير و لم يهتز لها طرف ، ربما هي معتادة على مشاهد مشابهة ، إعتدلت بالوقوف بعدما إنتهت مني ثم دعت سيدها كما نعتته لحديث يستثنيني بالخارج رغم أنني محوره .

عاد بعد دقائق وحده و أدخل علي الطعام ثم غادر ، أشعر بالوحدة الشديدة ، معاملته اللعينة هذه تفقدني أنسانيتي ، أشعر و كأنني حيوان يُطعَم فقط لينتج .

لم أسأله عن حال الطفل و لا أفتتحت معه حديث كما لم يفعل هو و بعد أن خرج أكل الملل من وعيي لأخلد إلى النوم .

في المساء عاد يحمل معه أوراق كثيرة و ملفات ، يبدو وجهه منعش و على وجهه يقام نصر .

شغل التلفاز ثم جلس بجانبي ، إزدرئتُ جوفي عندما أدركتُ أنه وقت الأخبار ، رفع الصوت على آخره ثم همس بإستمتاع .
سيهون : استمتعي بالمشاهدة !

ذات المذيع من البارحة بذات الملامح الجامدة أعلن .
" بعد أن توصلت المدعية العام إلى أدلة قاطعة الصحة تثبت أن المجرم اوه سيهون حي و أنه متورط بإنفجار قصر العدل ، وصلت اليوم صور و أدلة إضافة إلى تسجيلات كاميرا للمدعية العام تثبت تورطها بالجريمة و جرائم أخرى كثيرة . "

شهقت بقوة و نظرتُ إليه سريعاً فأشار لي أن أتابع الأخبار بصمت ، أنا متورطة بالتفجير ، كيف ذلك؟! توشوش بصري لكثرة الدموع التي تراكمت في جفوني ، لقد قضى علي !

إستعرض البرنامج الإخباري أدلته بينما المذيع يتحدث بالخلفية .
" تبين أن المدعية بارك كانت في علاقة حميمة مع المجرم اوه قبل أن يشاع مقتله قبل ثلاثة أعوام و ثبت أنهما متزوجين بعقد زواج صحيح وصلت صورة عنه للمركز الأمني من طرف مجهول "

يا إلهي ! هكذا قد نُقِض زواجي من كاي ، هذه ليست المصيبة ، إنما أن هذه جريمة يحاسب عليها القانون !

" المدعية بارك تسترت على المجرم اوه و سعت خلف منصب إداري أعلى عندما أكدت أنها قتلت المجرم و لم تستطيع تسليمه للشرطة لأنه كاد أن يقتلها في محاولاتها الحثيثة في إدعائها السابق ، هي أعطته فرصة ليبقى على قيد الحياة و بنفس الوقت نالت ترفيع في منصبها الأمني . "

لقد كانوا مقتنعين بما قلته و أثبته بأدلة ، الآن ينكرون فإذن كيف ذلك ؟!

" صور و تسجيلات كاميرا أثبتت أن المجرم اوه يتردد إلى شقة المدعية العام منذ ست شهور فائتة في ساعات ما بعد منتصف الليل ."

هذه مصيبة أيضاً ، سيشاع عني أنني ساقطة أقيم علاقة مع رجل مجرم رغم أنني متزوجة و بعقد باطل !

" تزوجت المدعية العام من شاب ابن عائلة مرفهة في المجتمع و بليلة زفافها تبين أنها حامل من المجرم اوه إذ أن تردده على شقتها كان ليقيم معها علاقة جسدية . "

يا إلهي ! ها نحن ذا ! كيف علموا بشأن الطفل ؟!

" المدعية العام تأذت مشاعرها و انفجرت غاضبة على المجرم اوه لأن إحدى الضحايا كان صديقها المحقق زي تاو و هذا ما خالف إتفاقها مع المجرم اوه "

إتفاق ماذا ؟! أنا لستُ مجرمة أقتل الأبرياء !

" المدعية بارك مختفية منذ يومين إذ بليلة كشوفاتها لمكتب التحقيق إختفت و قد تبين من كاميرات المراقبة أن سيارة سوداء مضللة هي التي أخذتها من شقة أخرى بأسمها . "

هذا يعني أنني أظهر في عيونهم هاربة عن وجه العدالة و لستُ مختطفة .

إنتقلت الكاميرا إلى رئيسي المدير و قال بصرامة .
" قمنا بسحب المنصب المنسوب لبارك تانيا و هي الآن مطلوبة لتمثل أمام وجه العدالة ، المجرمة متهمة بتضليل الأمن ، التستر على مجرم و التعاون معه ، ايضاً بالزواج من رجل رغم أنها متزوجة ، بمجرد أن نلقي القبض عليها سنزجها بالسجن و و ستخضع للتحقيق ، ستتخذ العدالة مجراها . "

البارحة فقط كانوا يتفاخرون ببطولاتي ، اليوم يرجموني بإتهامات باطلة لا أصل لها من الصحة !

سيهون : إنتهت اللعبة و الأسد إنتصر !
خلال إستماعي لكل هذا كنت أبكي بصمت ، هذه الأدلة قاطعة أي أنني سأسجن مدى الحياة لو أمسكوا بي الشرطة !

إنتشلني من تفكيري عندما جذبني من مؤخرة عنقي إليه و جعلني أنظر في عينيه ، إبتسم بوجهي إبتسامة منتصر ثم همس .
سيهون : بَطُلَ زواجكِ من غيري يا زوجتي العزيزة .

تانيا : أهذا كل ما يهمك ؟
لا أعرف كيف يفكر تارة يدفعني إليه و تارة يدفعني عنه ، في لحظة يقول أنه مسح حبي و في اللحظة التالية يقول أنني له !

أنا متأكدة أنه لا يحبني ، لو كان يحبني لما ورطني بهذه المصيبة ، أنا المخطئة ، أنا من سكت عنه .

حرر عنقي من قبضته ثم قال .
سيهون : ألا ترغبين بمعرفة أدلة الشرطة ضدكِ ؟
نفيت برأسي سريعاً و أردتُ الإبتعاد عنه بقيودي لكنه منعني إذ تمسك بعضدي و دفعني إليه .

أغمضتُ عينيّ عن النظر إليه و ها أنا أبكي كطفلة صغيرة يتيمة و وحيدة .
سيهون : تسجيلات الكاميرا و أنا أصعد إلى شقتكِ ، أخرى بعد ساعات و أنا أنزل ، عقد الزواج ، لقائتنا الخارجية ، كل شيء يدينكِ كما يدينني !

أمسك بذقني و رص أصابعه ليؤلمني ففتحت عيني أنظر إليه و أطلقتُ صوتي ليعبر عن وجعي ، تبسم بشر المجرم الذي فيه و قال متذاكياً .
سيهون : أتظنين أنني لم أحسب يوماً حِساب لتطعنيني مجدداً ؟ كنتِ ستبقين المدعية العام لو ما أوشيتي بي !

ترك ذقني بخشونة و حرر معصمي من الأغلال و حرر قدميّ ثم نهض عن السرير ليقول .
سيهون : اخرجي إن أردتِ ، اذهبي أنا لن أحبسكِ مجدداً .

أين سأذهب ؟ للشرطة حتى يلقوا القبض علي ، الآن يفلتني و هو يعلم أنني لا مكان لي سوى بحوزته ، رفعت نظري إليه أتحسس بطني ، ابني لن يولد بالسجن و لن يعيش فيه !

نظر إلى بطني ثم ابتسم بسخرية و نظر في عينيّ .
سيهون : تستغلين أن ابني بحوزتكِ كي لا أتخلى عنكِ !
أخفضت رأسي ، نعم هذه نيتي ، ما دمت ورطتني و ورطتك لا تتخلى عني الآن أرجوك .

جلس بجانبي مجدداً و رفع وجهي براحته التي إنبسطت على وجنتي ثم قال بينما ينظر في عينيّ .
سيهون : خنتني مجدداً و ها أنا أمنحكِ فرصة مجدداً ، انظري كم أنا كريم معكِ !

كدتُ أن أتحدث لكنه وضع سبابته على شفتيّ يمنعني عن الحديث و أسهب هو .
سيهون : إن أردتِ البقاء لن أمنعكِ ، تعيشين يا زوجتي معي كزوجتي ، أي تصرف يصدر عنكِ تشوبه شائبة أسلمكِ للشرطة بيدي ، موافقة ؟!

أومأت سريعاً ليبتسم بخفة و يقبل زاوية شفتيّ ، حررني من هذه القيود جميعها و خرج و ترك الباب مفتوحاً ، أي أنني أستعدت حريتي فقط في قصره و لقد سلبني أياها خارج أسواره .

نهضتُ عن السرير بضعف و خرجتُ من باب هذه الغرفة اللعينة لأجد نفسي في قصره مجدداً ، مر وقت طويل!

ركضن إلي العاملات يرحبن بي و اللواتي أعرفهن احتضوني ، أنا زوجة الرئيس مجدداً ، رفعت رأسي أنظر إليه ، يقف على أساور الطابق العلوي و ينظر نحوي ، كل ما فعله كان ليعيدني إليه مجدداً .

لقد كلفني حبه لي الكثير و كلفني إنتقامي منه أكثر ، ها قد أصبحتُ مجرمة في نظر القانون مثله ، أصبحنا سواسية أمام القانون .

هل علي أن أستسلم أخيراً و أعيش معه بهدوء و صمت ؟! سجنه و تسلطه يبقى أفضل من سجن الدولة و إتهاماتها .

يا ترى ما الذي حدث مع تشانيول ، بالتأكيد هو يبحث عني بجنون ، أخاف أن يكتشف سيهون أنه حي ، وقتها لن ينفك عن اللحاق به و سيقتله إن طاله ، و إن اكتشفت الدولة أنه حي سيتورط أيضاً و يعتبروه شريكي .

أنا مجبورة على تقبل سيهون كما هو و تقبل علاقتي به ، مجبورة أن أنصاع لأوامره لكن ذلك لن يطول أبداً ، سأقوِّم جذعي و أجد لي وسيلة تخرجني من هذا المأزق ، حتى ذلك الوقت علي أن أطيعه و أتقبله .

بأمر منه تم نقلي إلى الغرفة التي يمكث بها و هنا كانت الصدمة ، سيهون لم يتعافى مني و لن يتعافى مطلقاً !

حالما ولجتُ إلى الغرفة سبقتني رائحة عطري لتلج أنفاسي ، أكان يعطر غرفته بعِطري و يقول أنه لا يحبني ، بالله عليك !

ولجتُ إلى الداخل و داهمني الحنين ، أنها على الترتيب و الأثاث الذي اخترته أنا من قبل ، أغلقتُ الباب خلفي و تدبرتُ مكاني المفضل في هذا القصر ، غرفته .

هذا المكان شهد على حبنا و على إجتماعنا الأول و على قبلتنا الأولى و على كل شيء جميل و نقي حدث بيننا .

تجولت في غرفته الواسعة على راحتي ثم رسيت أمام دولاب الثياب و في قلبي شك أنه ما زال يحتفظ بثيابي التي كان يبتاعها لي .

فتحت الدولاب و ما فاجئني رؤية ثيابي بالداخل ، سيطر علي الشوق لأيامنا الخوالي ، لسيهون الذي يحبني .

كان يبتاع لي كل يوم فستان زاهي و صيفي ، كان يقول لي أنني أبدو جميلة بالفساتين و قد منعني عن إرتداء البنطال ، فقط فساتين و تنانير .

كلما ظهرت له بفستان جديد كان ينعتني بالملاك ، طوال فترة حبنا كان يناديني بِ" زهرتي " ، لِمَ يداهمني الشوق لكل ذكرياتنا المنصرمة ؟!

يبدو أن عاطفتي تحكمني مجدداً و مشاعري تنسيني أفعاله ضدي ، علي أن أتعقل قليلاً .

جلستُ على كنبة منزوية و أرحت ظهري لأرفع يدي و أتحسس بطني براحتي ، ابني يكبر سريعاً إنني بشهري الرابع الآن ، الآن يظهر إن كان فتاة أم فتى .

أذكر يوم تزوجنا ، كان آخر يوماً لنا معاً ، فعلياً قبل أن أقتله بساعات قليلة فقط ، كنتُ على صدره و أصابعه تدغدغ ظهري العاري .

كنتُ أفكر بالتراجع عن قتله و لكن أمام حرارة غضبي لمقتل أخي هان علي حبي و قتلته في ذات اليوم الذي تزوجني منه و أصبحت فيه إمرأته .

لقد تزوجت و ترملت في نفس اليوم ، كان زواجي منه خارج عن خطتي المتفق عليها مع تاو ، أذكر أنني عندما عدت وبخني توبيخاً طويلاً لأنني تزوجتُ مجرم و سلمتُ جسدي له ، لكن تبريراتي الكثيرة و دموعي المريرة جعلته يصمت عن توبيخي و يحتويني بصمت .

كنتُ أغمس وجهي في عنقه أكبح نفسي عن البكاء و هو ظن أنني ألاطفه أو أنني خجولة ، إضطرابي و هلعي ذاك اليوم فاق خجلي .

قبل جبهتي ثم صرف شعري عن واجهة وجهي لينظر إلي كما يحلو له ، قبل أنفي ثم قبل شفاهي قبل مفعمة بالحب و المشاعر و بادلته أياه بأسف عظيم .

همس في نبرة حنون و رنم .
سيهون : أريد أربعة أطفال فتاتين و صبيين .
إبتسمت بخفة وقتها ثم همست .
تانيا : هذا كثير ! يكفي صبي و فتاة .

نفى سريعاً برأسه و رطمني من على صدره إلى السرير ثم إعتلاني سريعاً ليبتسم بشقاوة بينما يمرر أطراف أنامله على عنقي .
سيهون : ليس كثير ، أنتِ زوجة اوه سيهون ، من فضلي عليكِ أنني أكتفيتُ بأربعة أطفال .

ضحكت وقتها ملئ شدقيّ و سقطت دموعي تعزيني فيه قبل أن أقوم بفعلتي ، وقتها أسكتني بقبلة و غمرني بحنانه و حبه من جديد .

ما زالت فيّ تانيا التي يحب ، ما زالت تعيش بي ، ما زال قلبي ينبض على ذكراه و جسدي يرتعش لقربه ، أرجو أن أصمد حتى النهاية و لا تهزمني مشاعري .

لم أعي على الوقت و هو يمر ، كانت ذاكرتي تحيي ذكريات حبنا معاً طوال هذا الوقت ، كان قلبي يقف ليمجد لحظات الحب الغفيرة التي جمعتنا و عقلي ينصر إنتقامي ، أنا خنته و أنا لم أخونه .

شرع الباب بهدوء و دخل منه زوجي إلي ، لربما هذه المرة الأولى التي أعترف فيها أنه زوجي من كل قلبي ، دخل ينزع عنه معطفه بينما ينظر إلي لذا أنا أشحت ببصري عنه و احتوى نظري النافذة .

سيهون : لستِ أسيرة هنا ، إن أردتِ أن تذهبي اذهبي ، أنا لن أتمسك بكِ .
ألم يقل لي أنه سيعاملني كزوجته ، ما الذي تغير ؟!

كنتُ انظر إليه و الإستفسارات تعلو معالم وجهي ، لا تشح علي و لا تمنن ، أنت من ورطني بهذا عليك حفظي الآن .

آتى ليجلس بجانبي و بغرابة أخذ يمسح على شعري كما لو أنني طفلة تطلبه الحنان ، بالنظر إلى وجهه القريب جداً أشعر بأنني أقع له مجدداً .

أعشق وجهه و كيف يبدو ، له هالة من الرجولة الفائقة و الحسن البارز ، تبدو ملامحه باردة لكن صدره أدفئ من فراش ثخين ، دافئ  ، و مريح .

ماذا أهذي أنا ؟!

لكن جدياً مشاعري تجدف نحوه و قلبي ينغزني لأنسى ما فعله بي و ما سيفعله ، كما لو أنه سد الضربة التي ضربته أياها فيدعوني إلى حياة جديدة معه أسفل حظر القانون و تشيد الأمن حولنا ب " مطلوب للعدالة " .

أشعر أنني مجرمة بحق ، تعددت الأسباب و الطرق و الوسائل و النتيجة واحدة ، أنا لسيهون و سيهون لي ، مهما حاولنا الإبتعاد هذا هو الوضع الراهن .

ربما حملي يؤثر علي في الوقت الراهن و يهدد إتزان مشاعري لتنجرف إليه،  لكنني سأعي لاحقاً أنه أحتفظ بي لأجل ابنه و أنا وافقت لأجل سلامتي .

سأدرك ذلك عندما يأخذ ابني مني و يطلق في رأسي الرصاص كي يرتاح مني أنا المرأة التي أخلص لها و خانته .

أنه حقاً مجرم في الإخلاص!

تزعزعتُ عندما أدركني دفئ أنفاسه من قريب و شعرت بعدها بشفتيه تجول على وجنتيّ ، الآن أدركت أنه ثمل ، سيهون لا يثمل إلا ليهرب من الواقع و لا يدخن السجائر إلا عندما يشعر بنفسه بائس .

تطرق بثمالة بينما يلثم وجهي بشفتيه .
سيهون : لقد اشتقتُ لكِ ، مر وقت طويل منذ أن كنتِ في حضني ، أريدكِ الآن !

دفعته عني بخفة إذ كان دفعه سهل و هو ثمل إلى هذا الحد ، لو كان بوعيه و سمع نفسه يقول لي هذا الكلام بالتأكيد سيقتل نفسه .

نهض بثمالة من مكانه و سلط واجهته علي إذ أخذ يتقدم نحوي و أنا أتراجع حتى أمسك بي من عضدي و جذبني إليه كي أكف عن الهرب ، سرعان ما احتججت كي يتركني .
تانيا : أنت ثمل الآن ، هذا لا يصح !

تبسم بخفة و أمسك بذراعي الأخرى ليجذبني إليه ثم همس .
سيهون : إذن دعيني أجعلك تثملين بي ، هذا عرض لا يقاوم !

مغرور و متفاخر حتى و هو ثمل ، شهقت بخفة عندما لثم عنقي بخفة ثم أغمضتها عندما تعمق بتقبيلي و ازدرئت جوفي عندما لفني بذراعيه بقوة يغرسني فيه و شفتيه تلثم عنقي بجنون .

قلبي ينبض بقوة ، لا تستسلمي يا تانيا ، إن وعى على نفسه في الصباح و وجدني بجانبه كما خُلِقت سيظن أنني أغويته ، قاومي شوقكِ و ادفعيه لا تستسلمي أرجوكِ .

لا إرادياً صحتُ بآه عندما قضم من أديمي ما يشتهيه و وجدت في ثمالته و رغبته بي ضعفه لأدفعه عني و أفر من أمامه إلى الخارج .

لم يتبعني ، تريثتُ قليلاً قبل أن أعود ، أشعر بالتوتر الشديد ، أرجو ألا يصر و يتزمت برأيه ، عدتُ مجدداً و استطلعتُ بعيني بحثاً عنه .

وجدته مغموساً في أغطية السرير و غافياً و لم ينسى أن يترك لي مكاناً بجانبه ، هل أنام بجانبه حقاً ؟! تلك الفكرة وحدها تذهب عني الرشد .

نمتُ على الطرف الشاغر بعد صراع بيني و بيني و انزويت عنه بأقصى أطراف السرير البعيدة ، أرجو ألا يمسني !

غفت عيني إذ أن النوم سريعاً ما يغلبني ، سريعاً ما أشعر بالتعب و الإرهاق و سريعاً ما أشعر بالجوع ، مشاعري مجنونة و أفكاري معطلة .

تجذبني رائحة سيهون و يجذبني شكل وجهه ، أرغب بشدة أن أتحسسه و ألمسه ، أرغب أن أنام على صدره و اشم رائحة عِطره ، أرغب بالتدلل عليه و أن أشاجره و عندما يغضب أتحجج بحملي كي يهدأ .

أرغب أن أمارس الحياة بتفاصيلها الجميلة معه ، لكننا فقط مارسنا الكره ، العِتاب ، و الإنتقام .

في الصباح الباكر صحوت على نقرات أصابع تنول كتفي ، تأفأفت و غمست رأسي بالوسادة و انغمست بنومي من جديد ، لكنني شعرت بالوسادة تقهقه !

الوسادة تضحك ، سيهون !

رفعتُ رأسي سريعاً لأصطدم بوجهه قرب وجهي ، إنني انام على صدره و هو عاري البدن ، نظرت إلى نفسي سريعاً ، ثيابي علي جيد .

نهضت من عليه سريعاً و جلست على السرير و التوتر يأكلني من رأسي لأخمص قدمي ، خصوصاً أنه يضحك بتكتم حتى لا يحرجني ، هو يحرجني بالفعل أكثر .

نهض بصمت لأنظر إلى ظهره بغضب ، دخل إلى الحمام لأتنهد و ارتمي على الفراش مجدداً ، لا أعلم كيف أصبحتُ على صدره .

على حال هادئ و وتيرة أيام متتابعة مرت الكثير من الأيام دون تطور في علاقتنا ، أنا لا أتحدث و لا هو يتحدث ، الصمت يقتلني و لكنني أظن أنه يحيه .

إذ أنه لم ينسى فعلتي به و لكنني بالفعل بدأت أنسى فعلته بي ، اليوم بطني أكثر بروزاً و إزددتُ وزناً ، أرغب في أن أعلم ما جنس الجنين لكنني أعجز عن الحديث معه .

قليلاً ما يتسنى لي أن أبادله بعض الجمل القصيرة فقط ، إنني لا اراه إلا بعدما يبسط الليل جناحه و تحين ساعات النوم ، يأتي لينام بجانبي ثم يغادر و يعود في اليوم التالي لينام فقط .

على نحو ما لقد إعتدتُ على حياتي هنا و لكن قلقي على أخي بأزدياد إذ أنني أدرك جيداً أنه لن يصمت كثيراً و سيرد على سيهون .

أرجو ألا يفعل ، ليس خوفاً على سيهون إنما عليه ، ها قد اصبحت ع مشارف شهري السادس و حياتي ما تغير فيها شيء بعد .

الشرطة تلاحقني ، أنا محبوسة في قصر ، زوجي لا يحدثني و بالتاكيد أخي يبحث عني بجنون ، هذا رائع !

الآن بإستطاعتي أن اتجول بالقصر وحدي دون أية قيود ، أخرج إلى الحديقة اتجول في باحات القصر أتحدث مع الخدم بحرية ، هذا أفضل قليلاً .

تمددتُ على السرير احتضن طفلي بذراعيّ و أغمضتُ عيني ، سرعان ما أفزعني صوت الباب عندما فتح بقسوة و ولج منه سيهون يحدثني .
سيهون : انهضي أرتدي شيء ، سنخرج قليلاً !

كيف نخرج ؟! ماذا إن أمسكوا بي الشرطة ؟ أظن أنه اكتفى مني و استغني عن ابنه ، سيسلمني للشرطة أو يرميني على قارعة الطريق حتى يجدوني بأنفسهم .

أنا خائفة بالفعل و أرجو أن يكون هذا خيالي الواسع فقط .

......................................



سلااااااااااااام

كيفكم غايز ؟!

فعلياً الأحداث بلشت تمشي ناحية النهاية ، معدل عشر فصول أو أقل هي التي تفصلنا عن النهاية .

و لسة الرواية ما وصلت 20k😪

على كل حال شكراً للداعمين و حتى القراء بصمت ، جميعكن حبيباتي ❤


البارت القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت .

١. رأيكم بِ :

    ١. سيهون :

        ١. توريطه لتانيا بالجرائم و إفشائه عن كل أفعالها ؟!

        ٢. معاملته الجافة بعض الأحيان و اللينة في أوقات أخرى ؟

        ٣. هل سيقتلها بمجرد أن تلد بالفعل ؟!

     ٢. تانيا :

         ١. تلقيها للخبر و صدمتها ؟!

          ٢. تخبط مشاعرها و تقبلها للأمر الواقع ؟!

           ٣. هل ستتقبل سيهون كزوج اخيراً أم أنها لديها خططها ؟

٢. ماذا سيفعل تشانيول حيال كل ما حدث ؟!

٣. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

© Mercy Ariana Park,
книга «مجرم في الإخلاص».
Коментарі