تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Chapter Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty-two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty-four
Chapter Twenty-five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
The End || Chapter Thirty
Chapter Twenty-two
" ملاك مقنع "








حبنا لا ينمو بمحض نظرة حنون أو حضن دافئ بل بموقف يثبت لنا أنني لا أملك غيرك و لا تملك غيري ، نحن هكذا حتى حبنا يحتاج إثبات !





صعدتُ في السيارة ثم صعد بجانبي ، كنتُ ارتدي فستان يعلوه معطف يحميني من البرد و يخبأ حجم بطني ، صعد سيهون بجانبي في هذه السيارة الكبيرة ، أنها مطلية باللون الأسود ، أثاثها الداخلي فخم جداً .

أنا الوحيدة التي خسرت في هذه الحرب ، ربما كسبت معركة واحدة و لكنني خسرت الحرب بأكملها فيما بعد ، أشار للسائق أن ينطلق ففعل ، أريد أن أعلم إلي أين سيأخذني .

ترددت في سؤاله و لكن في النهاية استجمعتُ قواي .
تانيا : إلى أين تأخذني ؟!
كما هو متوقع ، هو فقط لزم الصمت و تجاهلني تماماً .

تنهدتُ بتكتم ثم أفرجتُ عمّا يساورني بشك و بنبرة مضمحلة .
تانيا : إن كنت تريد أن تتخلص مني بهذه السرعة ، لماذا أخذتني من البداية ؟!

دارت عيناه أخيراً لتستقر علي ثم همس ببرود يرافقه بشكل مجحف في الفترة الأخيرة .
سيهون : و لِمَ سأتخلص من زوجتي العزيزة ؟!

إذن إلى أين يذهب بي ؟! هل ربما هو ما زال يحبني ؟!
سيهون : ابني ما زال في بطنكِ ، بعد أن آخذه سأتخلص منكِ حسب طريقتي أنا .
ماذا توقعتُ أنا ؟!

تنهدتُ مجدداً و أعرت نظري إلى النافذة ، هذه المرة التي لا أذكر عددها التي يذكرني بها أنه سيتخلص مني بأسوء الطرق .
سيهون : الشرطة ليست حلولي المُثلى ، افضل تفجير الرؤوس !
نعم ، كمجرم محترف !

إعتزلت مناقشته و وجدتُ أن العُزلة و الصمت رفيقان خير أفضل من أي كَلِم ، سكنت بهدوء و ارتاحت نفسي الآن ، على الأقل هو لن يقتلني الآن .

إن ما استطعتُ الفِرار منه حتى نهاية فترة حملي سأحاول كسب وِده مجدداً ، المشكلة أنه لا ينخدع بسهولة ، إنه فطن و ذكي جداً .

توقفت السيارة بهدوء ثم فتح إحدى رجاله الباب لأجله ، ترجل من السيارة ثم تريث ينتظرني أن أنزل ، لم أستطع الخروج بسهولة لذا وجدت يده تمسك عضدي يعينني لأنزل .

وقفت بجانبه أنظر له و لنفسي ، نحن في مكان عام و أظن أن أغلب الناس تعرف كيف نبدو ، هو يضع نظارات شمسية عريضة و قبعة على رأسه .

أما أنا لا شيء أي أنهم بسهولة سيتعرفون علي و في النهاية سيقودونني إلى السجن ، شعور أن تكون مطلوب للعدالة سيء جداً ، أتسائل كيف له أن يتعايش مع كونه مُلاحق من الشرطة .

على حين غرة وضع على رأسي قبعة و لثم وجهي بشعري الذي نثره على وجهي و وضع لي قبعة .
سيهون : ليس لأجلك بل لأجل ابني .
حمداً لله أنني حامل بطفله و إلا قتلني منذ زمن .

دخلنا إلى هذا المبنى ، لحظة ! إنه مجمع للعيادات الطبية ، أيعقل أنه مهتم بصحة الطفل ؟!

الطبيبة كيم هيرا إخصائية نسائية ، بعد ما قرأته على هذه اللوحة تأكدت شكوكي ، ولجنا إلى الداخل و فجأة تمسك بكفي ، لِمَ أشعر بوخز لذيذ الآن ؟!

توقف أمام مكتب الإستقبال و تطرق بهدوء .
سيهون : زوجتي اوه فيكتوريا لها موعد لدى الطبيبة في الثانية عشر ظهراً .
أومأت له الموظفة ثم أشارت إلينا بالجلوس .

لحظة ! اوه فيكتوريا ! أنا !

جلستُ بجانبه بصمت ليقول لي بهمس طفيف ينبهني .
سيهون : اسمكِ اوه فيكتوريا و أنا اوه سوهو ، أياكِ أن تفصحيننا !
أومأت بهدوء ثم تربع بيننا الصمت و التجاهل .

أشعر بنفسي بجانبه غريبة عنه و كأننا لم نكن معاً من قبل و كأننا لم ننخرط بجنون بحب واهٍ ، كأن هذا الطفل في أحشائي ليس ابنه .

أشعر بالغُربة و الوحدة هكذا ، أود لو يذوب الثلج بيننا و نجتمع كعائلة طبيعية لا يلاحقها أحد و لا تخشى شيء .

ماذا أقول أنا ؟! أصبحت أهلوس كثيراً مؤخراً !

أتى دورنا بعد فينة قضيناها بهذا الصمت المريع ، أخذ بيدي مجدداً ثم دخلنا ، هو الآن يمثل دور الزوج الرائع .

هو رائع لكن كمجرم أو حبيب سابق أو حتى طليق لكن ليس كزوج و والد طفل ، بإبتسامة سَمِحة دعتنا الطبيبة للجلوس ثم شرعت تسألني عن بعض الأمور التي تخص حملي .

تمددتُ على السرير و غطيت جسدي بالغطاء الخفيف هذا ليغطي جزئي السفلي المكشوف كلياً و بقي بطني مكشوف أمامه .

نظر لي نظرة أفهمها تماماً ، تلك التي يحاول أن يثبت فيها أنني ملكه و تحت أمره كعاهرة فقط او حافظة لابنه .

صرفتُ نظري عنه ، أنا لن أحتمل المزيد من الضغط ، إنني بالكاد أتحمل تسلطه و تصرفاته ضدي .

دخلت الطبيبة ثم وضعت على بطني سائل لزج و من فوق مررت جهاز ما لتظهر على الشاشة صورة سوداء مغبشة ، ابتسمت بخفة و أنا و سيهون نبحث عن الطفل بجهل في الشاشة .

" ها هو الطفل المشاكس "
توجهت أبصارنا نحو ما تشير إليه بسبابتها ، أنه ككومة معتمة أشد عتمةً مما حوله ، هذا فقط ما رأيته .

" أتودان أن تعلما جنس المولود ؟! "
بحماسة أجابها سيهون .
سيهون : نعم ، بالتأكيد !

ضحكت بخفة لحماسته و أنا لم أعيّ على شفاهي الباسمة حتى نظر لي فحصرتها .
" إنه صبي ، مبارك ! "

قهقه هو بفرح ثم أستند على أطراف السرير بغية أن يقترب نحو الشاشة و يرى أفضل ، لم يكن يدرك أنه يبدو و كأنه يعتليني و وجهي أسفل رقبته ، طويلة و عاجية بشكل يثير مشاعري بوقاحة !

ما هذا ؟ تانيا استفيقي !

سيهون : كيف رأيتِه ؟ أنا لا أرى شيء سوى كومة !
أشارت له نحو الشاشة و لكنه بجهل مجدداً نفى أنه يرى شيء و أنا لا أرى شيء !

إلتفتت إلينا الطبيبة في النهاية و قالت .
" صحة الجنين بخير و لكن علينا إجراء بعض الفحوصات لنتأكد أن صحة الأم جيدة ثم سأكتب لكِ على الأدوية المناسبة . "

إزدرئتُ جوفي بحرج و نظرتُ نحو سيهون ، هو لا يهتم لأمري سواء كنت بخير أم لا ، آتى بي إلى هنا لأن طفله بداخلي فقط و ليس لأجلي لذا كنتُ متأكدة أنه سيكتفي حتى هذه اللحظة .

سيهون : اكتبي لنا الفحوصات المطلوبة لتجريها زوجتي !
أومأت له ثم نهضت ، تريث ليأمرني ثم تبع خطواتها .
سيهون : انهضي لنذهب !

تبعتهم لأجلس بجانبه ، كانت قد كتبت الطبيبة الفحوصات المطلوبة ثم استطردت بعد جلوسي .
" يجب علي أن أنبهكم أن صحة الأم الجسدية و النفسية تؤثر على الطفل سلباً و إيجاباً ، كلما كانت الأم بخير و بمزاج جيد تكون صحة الطفل أفضل "

يا إلهي ! سيكون ابني معاق على هذه الحالة أو ألده مشوه !

" و بالنظر لكما تبدوان كزوجين متحابين و في غاية اللطف و الحب لذا وصياتي لك سيد اوه أن تهتم بالسيدة زوجتك و تسعدها على قدر إستطاعتك . "

قهقه هو بخفة ثم أومئ لها ليدير رأسه و ينظر لي بنظرة ساخرة ، قالت يعتني بي و هو يريد قتلي فور أن ألد .

أمسك بيدي ثم انهضني بصحبته ، توجهنا لنقوم بالفحوصات اللازمة و حتى تصدر نتائجها سترى الطبيبة في ذلك .

انطلقت السيارة و نحن بها يكتمنا الصمت ، لا حديث ينطق اللسان لكن آلاف تساور نفوسنا ، أنا و سيهون و الآن طفل جنباً إلى إنتقامه و إنتقامي و كل المصائب التي تجمعنا دون الحب .

هل يا ترى أنا توقفت عن حبه ؟! أكذب على نفسي إن قلت نعم ، ما زلت أحبه لكن شعور كالسخط يراودني اتجاهه ، يا ترى لو صفيت القلوب أسنعود أحباب ؟ هل أريد بالفعل أن نعود ؟!

........................................

ليس رأفة بها و لا حب بها ، مشاعري نحوها اضمحلت بسببها هي ، هي قضت على الحب الذي كننته لها و قضت علي بطريقها للقضاء على هذا الحب .

لا ينفع اليوم أن تأتي لتتوسلني الحب ، يوم جهرت لي الحب علناً صدقتها للمرة الثانية و هي لم تتوانى عن طعني بظهري مجدداً و بالخفاء ، لذا حرام علي أن أصدقها بعد الآن ، هي مهما ادعت الحب لي بعد الآن لن تكون في نظري سوى كاذبة و مخادعة .

كانت لدي صورة ملائكية عن النساء في ذهني هي من دمرتها سريعاً ، كان لدي إيمان فائق بحق الحب الذي يترعرع بقلوب النساء ، الآن أنا لا أراه سوى كذبة سوداء عفنة بسببها أيضاً .

كنت أجن للمسة و لهمسة حب من شفتيها لدي ، كنتُ مجنوناً تواق لها ، هي الآن بالنسبة لي لا شيء و لو مهما شقت أنفاسها في نيل حبي لن تنل مني طرفة عين .

لا يقف شيء بيني و بين كرهي لها و لكن هناك عائق واحد لراحتي منها هو طفلي الذي تكمن به سعادتي و أرجو فيه خيراً ، عجيب أن يكون العائق الوحيد في حياتك هو بهجة عمرك .

ابني لن أجعله يرث ملفي الإجرامي و لا حصيلة ذنوب ، حتى يكبر و يشتد عوده سأرعاه وحدي و سأنظف لأجله كل شيء ، أنا قد بدأتُ بالفعل .

بمجرد ما تلتقفه يدي و احتضنه على صدري سأخبئه في كنفي و احميه ضد العالم بأكمله و امحي أول نقطة سواد من حياته ، أمه !

لن أدعها تراه و لا تلمسه ، لن أدعها تحتضنه و لا تشتمه ، لن أدعها تقر عينها برؤية وجهه ، فور أن يتحرر منها سأقتلها و احرره منها و أنا كذلك ، سأكون له الأم و الأب و كل شيء .

كانت وجهتي التالية المحال التجارية الخاصة بسلع الأطفال ، سأجهز حجرته من الآن و سأبتاع ثيابه و كل ما يحتاجه حتى حفضاته .

نظرت إليها عندما شهقت بتكتم و اتسعت عيناها لتوقفنا أمام إحدى المحلات ، ترجلت و سندتها لتترجل ، أخاف أن تقع و يتضرر ابني الصغير فيها ، أما هي فلتمت لا أهتم !

دخلنا على أحد هذه المحلات ، أنه لغرف نوم الأطفال و قطع الأثاث ،أنها تنقسم إلى قسمين للذكور و الأناث ، بما أن المولود صبي سأتوجه إلى قسم الذكور .

ابتسمت و انشرح صدري عندما وقع بصري على غرف النوم اللطيفة و أسرتها ، بعضها على شكل سيارة تأتي بأفلام الكرتون ، كرة قدم و أشكال أخرى ، كلها جميلة أود أن أشتريها كلها .

أثناء محاولتي لأختيار إحداهن وقع بصري على التي بجانبي لأجدها تنظر لأحد غرف النوم و تبتسم ، بالفعل التي تنظر إليها هي الأروع .
سيهون : سآخذ هذه !

نظرت إلي حينما قلت ذلك ، شفتيها باسمتين و عيناها تضحكان ، أنا بالتأكيد لم أختار هذه الغرفة لأنها أعجبتها بل لأنها أعجبتني ، بالتأكيد لا يهمني رأيها !

دفعت ثمنها ثم أمرت رجالي بنقلها بشاحنة إلى القصر ، ستبدو رائعة هناك ، نظرت إليها ثم أمرت .
سيهون : أنتِ اتبعيني .

تبعتني بصمت ثم توجهنا إلى محل للثياب ، دخلت برفقتي و توجهت إلى قسم الذكور مجدداً ، كانت هناك موظفة لترشد الزبائن .
" بماذا أساعدكم ؟ "

تبسمت لها تانيا ثم قالت .
تانيا : ثياب لصبي حديث الولادة .
لِمَ تكلمت ؟! أأقص لسانها الآن ؟! شزرتها بحدة لتخفض رأسها ثم سرعان ما ابتهجت لرؤية الثياب .

قدمت لنا الموظفة العارض و أشارت لنا بأن نأخذ على رِسلنا و كما نريد ما نحتاجه لأجل الطفل ، ما هذا ؟! هل هذه ثياب حتى ؟!

تناولت شيئاً صغيراً ، أظنها قميص داخلي أو شيء كهذا .
سيهون : أسيكون بهذا الحجم ؟!
لا أعلم كيف سألتها و لكنني حقاً مصعوق لضائلة الحجم ، هل كنت يوماً هكذا ؟!

ابتسمت هي لي بلطف ثم أومأت .
تانيا : ربما أصغر حتى .
ماذا ؟! أصغر ! هذا بحجم كف يدي ، و يقولون أن النساء يتعذبن بالحمل و الولادة ، لن يكون أثقل من وجبة دسمة في معدتها ، سيخرج بسهولة ، هذا ابني البطل !

تانيا: أختار له أنا أم أنت ؟!
أنا لا أفهم في هذه الأمور لذا أشرت لها أن تفعل و لأبقى أنا واقفاً هكذا مصعوق كما لو أن كهرباء صعقتني .

أخرجت شيء صغير جداً ، ربما يغطي أصبعي فقط .
سيهون : ما هذا ؟!

تانيا : جورب لأقدامه تبقيه دافئ .
بالتأكيد أعلم الجوارب يا غبية و لكن هل هذه أقدام بشرية حتى ، أسيكون بحجم قِط حديث الولادة حتى ؟!

أخذت الكثير من الأشياء الغريبة و عرجنا إلى محل الألعاب ، ابتعت له الكثير من السيارات و الألعاب الصغيرة هذه التي إن رججتها تصدر صوتاً مزعج ، أشياء تضيء و الكثير من الألعاب الصغيرة .

من ضمن الألعاب المعروضة هناك أسلحة ، لِمَ يعرضون شيء كهذا للأطفال ؟! هذا سيء ، أنا بالتأكيد لم اشتري لطفلي شيء كهذا و لن أسمح له أن يلمسها أو حتى يراها في المستقبل حتى لو كانت مجرد لعبة ، ابني لن يعيش معاناتي .

أنا ملزم أن أسير و على خصري سلاح ناري ، ابني سيعيش بأمان مهما كلفني الثمن ، ابتعتُ لأجله كل ما يصلح له ، حتى أننا عرجنا على بائعي الحفاضات و مستحضرات الأطفال و ابتعتُ له الكثير .

كدتُ ابتاع طعامه أيضاً لكن أمه نبهتني أنه حتى مولده سيفسد ، لا بأس يا صغيري سأبتاعه لك لاحقاً .

عدنا إلى القصر مجدداً و توجهت إلى الغرفة التي أخترتها له ، أنها أجمل غرفة في القصر و أوسعها بعد غرفتي ، هنا سيكون عالم طفلي الصغير ، عندما يكبر قليلاً سأشتري له رفوف و أضع عليها لأجله قصص مصورة تفيد عقله .

أمرتهم بأن يبدأو بتجهيزها ، عليهم وضع طلاء جديد و تغيير الإضاءة لتناسب صغيري و تأثيثها كما يجب ، سأجلب له الأفضل دائماً ، أنا متشوق جداً لأصبح أب .

عدتُ إلى غرفتي لأجدها تجلس على السرير شاردة الذهن ، فحوصاتها بالغد ستظهر ، سأعرج إلى الطبيبة لتراها و تعطيني ما يناسبها من أدوية ، لأجل طفلي فقط .

أما هي فلن أهتم لأمرها ، هي مجرد حاضنة ينضج بها طفلي و فور أن تنتهي حاجتي منها سأرميها خارج حدود حياتي حيث لا عودة و لا حياة مجدداً .

تراكمت لدي بعض الأعمال لذا أخذت حماماً ثم ذهبت إلى مكتبي أرى ما لدي ، إنني أطور جهاز تعقب في غاية الذكاء الاصطناعي ، أظن لو أنني لستُ ملاحق من الشرطة لأصبحت لدي عشرات من براءات الإختراع .

أكملت العمل عليه لوقت طويل حتى دخل إحدى رجالي يمد لي الهاتف الذي أستخدمه لأجل مهماتي ، أجبت على الإتصال.
" عشرة ملايين دولار أمريكي أسلمك اياها إن قلت موافق فقط "

هكذا مهام تكون صعبة أو شبه مستحيلة لأن عرضها مغري هكذا ، لكن أنا اوه سيهون لا يُصعَب علي شيء .
سيهون : ماذا تريد ؟!

" أن تقتل كيم كاي . "
كيم كاي ! أليس هو زوج هذه المخادعة في الأعلى ؟!
سيهون : موافق !

لا يبدو أن كيم كاي رجل مؤذٍ أو يصارع أحد ، كان لعبة مرنة بيد تانيا تفعل به ما تشاء دون أن يعترض أو بالأحرى يشعر ، هو ساذج جداً ، أستعجب أن لإمثاله أعداء يودون قتله ، سأرى في ذلك .

تحركت من مكتبي بعد العشية و خرجت نحو الصالة ، هناك ضوضاء و استمع إلى صوت تانيا ، توجهت نحو الصوت حيث يأتي قرب المطبخ ، كانت تقف ضد إحدى البارات و تبكي حتى أن جسدها يرتجف و هي وحدها هناك .

حضرن بعض الخادمات بعد دخولي إلى هناك و انحنين لي فور أن رأوني و الخوف بادٍ على وجههن .
سيهون : ماذا يحدث هنا ؟! ماذا تفعلين أنتِ هنا ؟!

وجهت سؤالي الثاني لها لكنها أشاحت بوجهها عني بأستياء ، حلق حاجبي سريعاً و رمقتها بسخط قريباً ما سيصبح غضب ، لولا أن الخادمة تكلمت لكان لي تصرف آخر معها .
" سيدة القصر تريد لوز و كرز أخضر الآن لكن لا يوجد لدينا يا سيدي . "

سيهون : أكل هذه الضجة لأجل اللوز و الكرز ؟!
أومأت هي لي بجدية و الدموع تقف في عينيها ، تبكي لأجل اللوز .
سيهون : سيحضر لكِ أحد الرجال في الغد ، اذهبي لغرفتكِ الآن .

تسمرت بمكانها و بكت تصرخ.
تانيا : أريد الآن لوز و كرز ، الآن أريد ليس الغد ، الآن الآن !
تصرخ في وجهي بوقاحة و جراءة ، هذه المرأة لو قصصت رأسها ستبقى وقحة هكذا ، وجدتُ نفسي أصيح باسمها بغضب كي تصمت  .
سيهون : تانيا اصمتي !!

تجاوزتني تبكي بقوة و ضربت كتفها بصدري ثم عبرت تضرب الأرض بقدميها بقوة و صوت بكائها يعج بالقصر ، ما كل هذه الدراما ؟!

صعدتُ بعدها و أنا بالفعل غاضب ، تصرفت بوقاحة معي و أمام حاشيتي ، أنا لا أسمح لها بإهانتي لمجرد أن طفلي بحوزتها .

دخلتُ و الغضب يأكل رأسي و يحثني أن أصفعها صفعة تذهب الرشد من مضامين عقلها ، لكنني وجدتها تجلس على الأرض و تستند على السرير ، لا تستطيع أن ترفع قدميها إلى صدرها جيداً و تبكي كطفلة .

إنحنيت بجانبها أجلس القرفصاء ثم نبست بهدوء ، كنتُ أنوي صفعها ، لِمَ فعلتُ هذا الآن ، لقد حدثتها بنبرة حنون حتى .
سيهون : لِمَ كل هذا البكاء ؟! لأجل اللوز ؟! سأجعلهم يحضرونه لكِ في الصباح الباكر !

نفت برأسها ثم سريعاً اندفعت لتتمسك بقميصي بينما تبكي ثم توسلتني .
تانيا : أرجوك يا سيهون ، أريد الآن ، إن ما أكلته حتى الصباح سأموت ، الآن من فضلك !

تنهدتُ بينما أنظر إليها و هي ترمقني بتوسل ، وقفت على قدمي لتعج ملامحها بالحزن مجدداً ، سرعان ما أشرقت عندما همست .
سيهون : انهضي و ارتدي معطفكِ ، سنذهب معاً و سأشتري لكِ ما تريدين .

نهضت سريعاً ثم حضنتني بقوة و قبلت وجنتي لتصرخ ببهجة .
تانيا : شكراً لك يا أفضل زوج في العالم !
ما كان هذا ؟! هل الحمل يجعل المرأة تفقد عقلها ؟!

اختفت من أمامي تهرول ثم عادت بعد ثوان ترتدي معطفها حتى أنها سبقتني إلى الخارج ، أبداً لا تشبه المرأة التي كانت عليها صباحاً ، تبدو كطفلة يافعة و عفوية و ليس إمرأة تمتد ذراعها بالخفاء لتطعن الظهر .

صعدت بجانبي في السيارة و قدتها بنفسي ، أي أننا ذهبنا وحدنا ، أنه وقت متأخر أي أن الأسواق مغلقة و الحياة خاملة في هذا الوقت ، تجولت في الأسواق ابحث لها عن متجر مفتوح أي شيء و لكنني لم أجد شيء .

بالتأكيد لن أجد مؤسسة تموينية تعمل للآن و تستقبل زوار ، بحثتُ في المتاجر الصغيرة النائية لكن لا شيء لذا عدتُ بصحبتها إلى القصر و هي تكاد تبكي .

تانيا : لكنني سأموت حتى الغد إن لم تجد لي لوز و كرز !
تنهدتُ و إلتفتُ إليها أود توبيخها بقسوة لكن ملامحها التي تكومت كقطة جائعة منعتني رغماً عني لذا صمت .

الحياة معدومة في الشوارع و الأنفاس لا تستنشق من الهواء الطلق ، الكل نيام و وحدنا نحيى في شوارع المدينة ، قدتُ نحو القصر و صمت عن تذمراتها الكثيرة .

كان الصمت حاضراً يقطعه بعض تنهداتها المكتومة ، أصبحنا في تقاطع ينعطف إلى قصري في وسط الغاب ، لا أعلم كيف وثقت بها ببلاهة مجدداً و لم أعصب عينيها .

فجأة و على حين غفلة مني انطلقت صفارات قوية من حولي و سُلِطَت أضواء لعينة على سيارتي ثم ترائى لي مسلحين يسلطون علي أفواه أسلحتهم .

نظرت إليها و قد خطر على بالي شيء واحد نفته سريعاً عندما صرخت .
تانيا : اقسم لك لا أعرف عن كل هذا شيء و لا شأن لي !

يهددونني في الخارج أن أستسلم لهم و إلا قتلوني ، سأحاول أن أنجو حتى لو بآخر نفس أو لأموت بشرف أما تانيا عليها أن تحيى لأن الطفل سيحيى .
سيهون : افتحي صندوق السيارة و ناوليني السلاح .

فعلت ما أمرتها به و قدمته لي بيد مرتعشة ، إن صوبت نحوهم سيقتلوني لذا صوبته نحو رأسها لتشهق بقوة خائفة .
تانيا : لا تقتلني يا سيهون ! اقسم لك أن لا شأن لي بما يحدث !

همست بصوت خفيض أحدثها .
سيهون : لا تخافي ، أنا فقط أحاول إلهاههم عنّا !
كانت قد بكت رعباً مني بالفعل .
سيهون : افتحي الباب و مثلي أنكِ ستخرجين ، أياكِ أن تمس قدمكِ الأرض !

نظرت إلي بعينين نديتين و قد ذابت كل بهجتها ، أومأت لها أن تتشجع .
سيهون : لا تخافي ، أنا معكِ !

همهمت ثم أغمضت عينيها تتنفس بهدوء للحظات ثم فتحتهما لتنظر إلي و تومئ ، فهمت أنها أصبحت مستعدة ، فتحت الباب بحذر و مدت قدمها ببطء ، حالما تحول إنتباه الشرطة لجهتها باغتهم إن تمسكت بذراعها و قدتُ نحو اتجاهي أنا .

انطلق الرصاص علينا كالمطر و هي تبكي بجانبي ، أخفضت رأسها و تمسكت بيدي ، قدتُ بجنون حتماً لكن كتفي بالفعل انغرست فيه طلقة .

قدت سريعاً بين الأشجار ثم صففتها بعشوائية بينها ، الليل دامس لكن أضواء السيارة و صوتها سيكشفنا ، ترجلت أتمسك بكتفي و ترجلت أيضاً .

شابكنا أيدينا معاً و ركضنا بتخفٍ بين الأشجار الكثيفة ، كتفي أصابه خدر و تانيا ما عادت تستطيع أن تركض أكثر من ذلك .

انتهى بي المطاف ألتجأ بها إلى كهف مهجور يحوينا حتى نأمن على أنفسنا ، سيجدون السيارة بالطبع و سينبشون المنطقة بالشبر لذا علي أن أتصرف سريعاً .

سقطتُ أرضاً متأثراً بجراحي و قبل أن يرتطم رأسي بالأرض كان حضنها يستقبلني و بكنفها تضمني بينما ترثي حالتي و تنوح .
تانيا : سيهون استيقظ ، أبقى معي أرجوك لا تتركني !

ابتسمت بخفة ، انتهى المطاف بالمجرم و الشرطية يختبآن معاً في كهف لحيوان بري بعيداً عن الشرطة و قبضة العدالة .

انتهى المطاف بي و بها لا نملك سوى بعضنا ، و لا نسند أنفسنا إلى ببعضنا ، ربما أنا ما عدتُ أحبها كما كنت لكنني ما زلتُ أحبها ، ربما لا أعلم !

ربما مقتي لها حُرة غضب من أفعالها ضدي و جازيتها عليها شر الجزاء ، لقد انتقمت لمقتل أخاها و انتقمت لخيانتها لي ، نحن الآن متساووين .

في هذه البرية ، أنا و هي لا نملك سوى بعضنا !






.....................................

سلاااااااااام

أتمنى ما أكون طولت عليكم كثير ، معلش كان عندي امتحانات و الحمد لله خلصتها بتوفيق ❤

من هذا البارت رح تبلش الأحداث تنحدر لكن التشويق ما رح ينتهي حتى آخر فصل .❤

شكراً لأجل 20k مشاهدة ❤

البارت القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت .

١. رأيكم بسيهون ؟

٢. رأيكم بتانيا ؟!

٣. تناقض مشاعرهم تجاه بعضهم و حجة سيهون للإهتمام بتانيا (  الطفل ) ؟!

٤. كيف ستؤثر المداهمة على علاقتهم و هل سينجو كلاهما ؟!

٥. هل هذه الأحداث الأخيرة تخدم في صالح مشاعر الحب الضئيلة التي لديهم أم لصالح الكره و البغض ؟!

٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤


© Mercy Ariana Park,
книга «مجرم في الإخلاص».
Chapter Twenty-three
Коментарі