تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Chapter Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty-two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty-four
Chapter Twenty-five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
The End || Chapter Thirty
Chapter Twenty-eight
" قيل لنا أكاذيب"








لا تكن كالسيف دوماً تُنصل و تَجرح بل كن كالغمد يحتضن السيف رغم وحشيته.








في داخلي الكثير من المشاعر تتناوش، قلبي ينبض بصخب و دمي قد فار في كل وريد يضمه جسدي، أنا الآن أجلس بجانب الرجل الذي أحبه في سيارته يقودني إلى ابني.

يدي في يده و على شفاهنا إبتسامة صادقة تنبع من القلب، إننا لفرحون بهذا اليوم، ما زال إعترافه يرن في أسماعي.

سيهون الذي لم يقل لي يوماً أنه يحبني، كثيراً ما قالتها عينيه، كثيراً ما نغمتها دقات قلبه، كثيراً ما أبصرتها في تصرفاته سواء أكانت معي أم علي، لكنها ذات لذة مختلفة عندما رنمتها شفاهه و وصلت لسمعي لتدغدغ قلبي و توقظ فيّ شعور قد مات منذ دهور، السعادة.

ما رفعت عينيّ عنه طوال الطريق و أظنه قد شعر بالحرج، أنا مشتاقة له كثيراً و أحتاج أن أنظر إليه حتى أصدق أنه حي و قد عاد لي عودته التي لا انفصال بعدها أبداً.

إلتفت فجأة ينظر إلي فابتسمت و على سبيل العدوة ابتسم أيضاً ليهمس.
سيهون: أستحدقين بي طويلاً؟!
أومأت له سريعاً بحماسة ثم ضحكت عندما رنّت ضحكاته ببهاء و بهجة لتنير روحي التي كانت في غيابه مُدلهِمة و الآن عاد النور يضيئها.

سيهون: لقد وصلنا، هيا انزلي، ألا تريدين رؤية ابنكِ؟!
أومأت مجدداً ثم قلت بإبتسامة.
تانيا: نعم، لقد اشتقت له.

ترجلت من السيارة بعده ثم أتيت إلى جانبه ليمسك بيدي ثم قال.
سيهون: إذن هيا بنا لنفاجئه معاً!

بحماسة دخلتُ أنادي عليه.
تانيا: سيهون، سيهون صغيري، ماما هنا!
سيهون الكبير ضحك لإرفاقي اسمه بصغيري، سيكون هذا رائعاً، اثنين من سيهون في حياتي.

خرج الطفل فجأة يحمل لعبة بيده و عندما رآني أخذ يركض بفرح نحوي.
سيهون: أمي!!
إنحنيت كي احتضنه و عندما تلقفت جسده بذراعيّ رفعته عن الأرض إلى حضني و قبلت وجهه عدة قبلات.
تانيا: هكذا تقلقني عليك أيها المشاكس!

ضحك هو بشقاوة بينما ينظر إلى سيهون ثم قال.
سيهون: الذنب ليس ذنبي بل ذنب سيهون الكبير خلفكِ، أبي هو من احضرني هنا دون أن يدعني أخبركِ.

الصغير يعلم أن سيهون أبيه! إلتفت إلى سيهون ليومئ ثم قال بينما يداعب شعر الصغير.
سيهون: لقد لعبنا الغميضة قليلاً، أليس كذلك بني؟!

أومئ الصغير ثم فتح ذراعيه قدر ما يستطيع يبغي أن ينضم سيهون إلى هذا العناق فاقترب سيهون و عانقني كلاهما ثم صرخ الصغير يقول.
سيهون: أخيراً، أنا لستُ يتيماً بعد الآن!

على الصغير أن يتوقف عن قول تلك الكلمات، حمله عني سيهون ثم مسح على وجنته بإبهامه ليقول.
سيهون: أنت لم تكن يتيماً يوماً، أنا و أمك كنا دوماً نراقبك و نحتضنك عندما تنام، نحن الآن معك و لن نتركك أبداً، أليس كذلك يا تانيا؟!

أومأت لهما و أخذت أمسح دموعي التي ما شعرت بها تنساب على وجهي ثم ابتسمت بخفة عندما امتدت أصابع صغيري القصيرة تمسح دموعي بينما يقول لوالده.
سيهون: أبي لا يصح أن تبقى أمي حزينة، قبلها كي ترضى.

كلانا نظرنا إليه متفاجئين ليقول بخجل و يديه على وجهه.
سيهون: عندما تبكي تانيا أقبلها كي ترضى، النساء جنس في غاية اللطف و الرقة يجب علينا نحن الرجال أن نسعدهن دوماً.

كنتُ في أوج صدمتي لحديث الصبي و لكنني دخلت في صدمة أخرى عندما نفى سيهون سريعاً يحذر ابنه.
سيهون: لا يا صغيري! احذر من النساء، لقد أخذت مني وجهي و شكلي لا تأخذ مني طِباعي، أياك أن تقع في فخ إمرأة لأنك إن وقعت لن تنهض بعدها أبداً!

هو يقصدني بهذا الكلام أنا أعلم، قلبه لن يصفى ناحيتي أبداً حتى لو عاد كما كان معي، لا بأس يكفي بالنسبة لي أنني أستعدته، لا بأس بكل شيء ما دمتُ أملكه.

أخيراً إلتفت إلي سيهون الكبير و تناول كفي بكفه ثم ساقني معه و هو يحمل على ذراعه النسخة المصغرة منه، دخلنا معاً إلى المنزل، لاحظت من مدخله أنه بيت مزرعة فهو في منتصف حقل لكنه جميل جداً، أحب هذه البيوت و أكره البنايات و القصور، هذه الأجواء لطيفة و هادئة، لا مزعجة و لا مخملية.

شهقت بخفة عندما رأيتُ إمرأة شابة في الداخل، كانت تمنحني ظهرها بينما تضع شيئاً على الطاولة الخشبية بين الكنب.

إلتفتُ إلى سيهون لكنه بدى لي مرتاحاً جداً لذا أنا قد خمد خوفي، لو كانت تقربه بطريقة لا أقبلها لما كان مرتاح هكذا.

إلتفت لي فجأة و عندما رأتني هرولت نحوي تحتضنني، إنها تبدو مألوفة قليلاً، أشعر أنني رأيتها مسبقاً.
" يا إلهي تانيا لقد اشتقتُ لكِ جداً!"

نبرة الصوت الطفولية هذه أعرفها من قبل، فجأة صارت تنادي.
سارا: شيومين، ها قد أتى سيهون بصحبته تانيا!

صوت ضجيج على السلم ثم برجل يافع يركض نحونا، حضنني بشوق و كأنه يعرفني و أنا لصدمتي شهقت بخفة انظر إلى سيهون الذي أخذ ينقر كتف الرجل بغضب كي يبتعد و الغيرة ترسم ملامحه بحدة.

يغار علي! تعال احضنني مجدداً من فضلك!

حك الرجل عنقه متوتراً ثم قال.
شيومين: عذراً يا سيهون، لقد أردتُ أن أطمئن فقط!
تبسم سيهون ثم ربت على كتفه ليقول.
سيهون: شيومين! لقد أصبحت في الأربعين يا رجل، ألن تعقل؟!

ماذا؟ هذا المراهق يبلغ من العمر أربعين عاماً، أنا لا أصدق، ظننته أصغر مني سناً، شهقت و وضعت يدي على صدري بينما انظر إليه ليقهقه بخجل فالتفت إلي سيهون قائلاً.
شيومين: إنني أبلغ تسعة و ثلاثون من العمر، إنني أكبر منك بأربع سنوات فقط!

إلتفت إلي مجدداً ثم قال.
شيومين: يبدو أنكِ لا تذكري من أنا، بعد حفل خطوبتك مع كاي أتيتم إلى هنا و قضينا وقتاً ممتعاً في التخييم.

يومها رأيت سيهون لأول مرة، يومها اعتدى علي و بدأ إنتقامه، تلك الأيام السوداء أصبحت بالنسبة لي كابوس عِشته في ضِنك و انتهى، على عكس سيهون، أنا إن سامحت أحد نسيت ما فعله بي، قلبي صافٍ تجاهه.

لكن في محور هذا الحديث هناك شخص افتقده بشدة، كاي ما الذي حدث معه؟ لقد اشتقت له كثيراً.
تانيا: أتعلم أي شيء عن كاي؟ أنا لم أراه منذ أن استفقت، قيل لي أنه مختفٍ من خمسة أعوام.

كاي: ها أنا هنا!
إلتفت سريعاً إلى مصدر الصوت و تجاهلت الغيرة التي سيكون عليها سيهون، لكاي حق علي أيضاً و أنا ظلمته كثيراً معي، أرجو فقط لو يجد من هي أفضل مني عليه، أن تحبه و ترعاه من كل قلبها، أرجو أن يعوضه الله خيراً مني، لا أريد أن يسامحني بل فقط أريده أن يكون سعيداً.

هبط من السلم و عندما رآني إبتسم، تكومت في عينيّ دموع لرؤيته مجدداً بعد كل هذه السنوات التي مرت علينا بجفاء.

أسرع نحوي عندما شهقت باكية و قد فقدت القدرة على السيطرة على نفسي أمامهم ثم احتضنني، تمسكت بقميصه و بكيت على كتفه بشوق.
تانيا: كاي، لقد اشتقتُ لك كثيراً!

ضمني إليه برفق و مسح على شعري قائلاً.
كاي:و أنا أيضاً يا زوجة أخي، لقد اشتقتُ لكِ، أرجو أنكِ بخير؟!

زوجة أخي منه لا تبدو مألوفة على سمعي، أرجو أنه تجاوزني و تجاوز مشاعره تجاهي، ابتعدتُ عنه ابتسم بخفة و امسح دموعي ليربت على وجنتي برفق قائلاً.
كاي: لا بأس، إهدأي، ما يهم الآن أن ثلاثتكم بخير و عافية، حمداً لله!

سارا: هيا يا رفاق، اذهبوا للنوم تكاد تشرق الشمس.
أمسك بيدي سيهون فجأة و بيد سيهون الصغير ثم سحبنا إلى الأعلى، اشعر بنفسي طفلة عندما يقرن عنايتي بعنايته لطفلنا، يا ترى كيف أخبره و كيف استقبل الصغير الخبر؟!

تريث قليلاً أمام باب ما ثم أدخل سيهون و أبقاني في الخارج، ثوان و ها هو يخرج وحده، قبضت حاجبي استفهم.
سيهون: سيقضي ليلته هنا، بصحبة ابن شيومين، لا تقلقي عليه.

أمسك بيدي مجدداً و نظر في عينيّ قائلاً.
سيهون: ليلتنا طويلة، سنبتدأها من الآن!
ظهرت الحِدة في عينيه لذا أخافني قليلاً، كنتُ أعلم أنه سيطنب في توبيخ تصرفي الجائر بحق طفلنا و إن حسابه لن ينتهي سريعاً.

ادخلني إلى غرفة فارغة من أي أُناس آخرين تحوي أثاث غرفة نوم كاملة، استمعت إلى صوت المفتاح يدار بالباب ثم نزعه ليضعه في جيبه إذن الليلة لن تمر على خير.

قبل أن يبتدأ بتوبيخي مجدداً هاجمته.
تانيا: لا تلومني على شيء يا سيهون و أنت إقترفت ذات الذنب، أين كنت طوال هذه السنين عن ابنك، لِمَ أتيته عندما وجدتني؟! أين كنت يوم قالوا أنهم أعدموك؟! لِمَ لم أجدك على سور المستشفى لتنهرني و تخبرني أنك هنا لأجلنا؟! أنا قد أخطأت اعترف بذلك، لكن لا يحق لك محاسبتي و أنت قد اقترفت الذنب نفسه.

تجاوزني بهدوء ليجلس على طرف السرير، انحى ظهره و اسند مرفقيه على ركبتيه ثم تنهد مهوماً و بدأ يسرد لي.
سيهون: أنا بالفعل وقفت على تلك المنصة و التف حبل المشنقة حول عنقي، كنت أعلم أن الشيء الوحيد الذي خفت منه سيحدث و أن هذا الحبل الغليظ سيكسر رقبتي ثم يتركوني معلقاً عليه بلا كرامة.

سيهون: كنتُ قد تبلد بي الشعور و أخذت انتظر موتي بهدوء و صمت بينما تخال لي جثتي معلقة حول هذا الحبل، ما كنت سأؤدي بحركة يا تانيا لإنقاذ نفسي!

رفع رأسه فجأة و نظر إلي، رأيتُ تلك الدموع تخرج من جفونه لتنساب على وجنتيه بهدوء فهرعت إليه لأجلس أرضاً قرب ساقيه و بيديّ أحطت وجنتيه، دموعه ليست كأي دموع، دموعه تفصم الظهر.

مسح دموعه بإبهاميه ثم ابتسم بخفة قائلاً.
سيهون: أحد ما أرادني على متن هذه الحياة لذا أمرهم بتحرير عنقي و ردمي في غرفة غائرة تحت قدميّ، وقعت بها بعدما شنقني الحبل لثوانٍ.

نظر إلي مجدداً و قال.
سيهون: أتعلمين كيف مرت علي هذه الثواني؟! لا أعلم كيف لكنني استحضرت، عادت ذاكرتي لذكرياتنا القديمة معاً، لفستانكِ الأبيض، لطفولتي في الشوارع، لأول رصاصة أطلقتها، لكل شيء، كانت أكثر أوقات حياتي إيلاماً هذه الثواني!

تنهد مجدداً ثم أغمض عينيه، لم يسبق لي أن رأيته يتألم كما الآن، كم أنا أنانية!
سيهون: بعد تلك الغرفة المظلمة لا أذكر شيء سوى أنني استفقتُ بهذه الغرفة هنا، كاي هو الذي رعاني هنا و شيومين هو الذي آواني و زوجته من ساعدتني.

وقف فجأة و ابتعد عن بقعة جلوسي فنهضت لأجلس مكانه، وضع يديه في جيوبه و اقترب ليقف أمام النافذة.
سيهون: استيقظتُ بعد أربعة شهور لكنني كنتُ جاهلاً، السقوط في تلك الغرفة قد أثر على رأسي و أصاب أماكن معينة في رأسي جعلتني في حالة بين الهذيان و الوعي لأربع سنين متتالية، كنت أعلم أنني سيهون و متزوج من إمرأة لا أعلم عنها شيء، تارة أذكرك و تارة أنساكِ، عندما أتذكركِ لا أعرف عنكِ شيء سوى كيف تبدين، أشعر بالحب و الحنين لكن لا أعرف من أنتِ، أعرف أنكِ زهرتي التي تزورني في أحلامي فقط.

أشعر بأن نبرة صوته تهتز و هذا يجرح كبريائه، هو لا يحب أن أراه ضعيفاً و لا أنا أحب ذلك، تنحنح بخشونة يهون على نفسه و مسح على وجهه بيده لينظر من النافذة بعينين قاسية كالتي أعرفها له.

نهضتُ من مكاني و أتيته من خلفه أسور ذراعيّ حول خصره و أجعل ظهره مسنداً لجبهتي.
سيهون: أحضرو لي طبيب يعالجني، كان الأمر في غاية السرية، بشكل بطيء جداً خرجت من الحالة التي كنت عالقاً بها، حالة بين الوعي و اللاوعي، قيل لي أنها أصابتني بسبب الصدمة.

إلتفت فجأة إلي ثم قال.
سيهون: تعلمين؟! أنا ما كنتُ أخشى الموت لكنني كنتُ أخشى حبل المشنقة لأنه سينحر كبريائي و كرامتي قبل حياتي.

نفى برأسه بهدوء و مسح بإبهاميه دموعي، و أنا أخشى عليك من هبّات النسيم و الهواء العليل، أخشى عليك من حرارة الصيف و برودة الشتاء، أخشى عليك من دماسة الليل و قسوة شمس الظهيرة، أخشى عليك من شوكة قد تنخزك أو من حشرة قد تقترب منك، أخشى عليك من المستقبل، من الناس، و من نفسي، أخشى عليك من نفسك حتى.

لن يضرك شيء من بعد اليوم، نحن مجدداً معاً و لن نفترق و أنا قد وعدتك أنني سأدفع عمري تعويضاً لك و سأعيش فقط لأجلك و لأجل طفلنا، سنعيش عمراً طويلاً نقضيه بين الفرح و المرح و لن نذكر الأيام الفائتة، ستكون فقط مثل كابوس نمنا عليه و عندما استيقظنا نسيناه، هذا وعدي يا سيهون.

سيهون: عندما عدتُ بقدراتي العقلية كاملة و سألتهم عنكِ قالو لي أنكِ أردتِ أن تتبعيني و كان سور المستشفى وسيلتك بعد ليلة من ولادتكِ لابني.

أمسك بي من كتفيّ بقبضتين من حديد جعلني اشهق بألم و ملامحي امتعضت لكنه هسيسه قُرب وجهي أخافني أكثر ربما آلمني أكثر أيضاً.
سيهون: وقتها غضبتُ جداً خصوصاً عندما رأيتُ الصغير يصول و يجول بالمستشفى و كأنها بيته، وقتها وددت لو أخرجتكِ من موتكِ الذي كنتِ فيه لأميتكِ من جديد!

أفلتني بقسوة و أنا انتكس رأسي للأسفل بينما أتحسس ذراعيّ.
تانيا: لن أدافع عن نفسي أمامك و لن أطلب منك أن تسامحني، كنتُ أنانية في ذلك الوقت و الضعف قد نال مبتغاه مني، عندما سمعتُ خبرك على التلفاز ذبلت فوق ذبولي مرتين و قررت أنه حان وقت الموت و ابنك ساعدني إذ إنني عندما قررت ذلك قرر هو أن يأتي و يسرّع رحيلي، ما فكرت بأمر الصغير كما فكرت بمقابلتك، و لا أنجدتني مشاعر الأمومة أمام حبك، كنت أنت و حبك الأقوى، لطالما كنت كذلك.

رفعت رأسي إليه أخيراً و رجوته بعينيّ.
تانيا: الآن فلننسى و نبدأ من جديد أرجوك يا سيهون، لا تتركنا نبقى عالقين مع الماضي، لطالما كنّا كذلك، أما حان الوقت لنا لنتقدم؟! فكر بأنني أحبك حبي الأول و طفلنا يحتاج كلينا، أنت لن تتخلى عنّا، أليس كذلك؟!

نفى برأسه ثم جذبني إلى صدره عربون صُلح و صك غفران، دموع الفرح تفجرت و صوت بكائي إرتفع، هو أخيراً غفر لي، سيهون أخيراً غفر لي، ضممته بأقصى ما أستطيع و هو هود علي بلمسة حنون مفادها سامحتكِ، لا تبكي، و أنا أحبكِ.

...................................

في الصباح التالي، كان الجميع ملتف على طاولة الإفطار التي وضِعت في حديقة المنزل، شيومين و سارا يجلسان متجاورين، سيهون و تانيا كذلك بينما سيهون الصغير يجلس على قدم كاي الذي يرأس الطاولة و يطعمه بنفسه.

كان غريباً على تانيا تقبل كاي لعلاقتها بسيهون و الأغرب أنه يحتضن طفلها من أخيه و يرعاه هكذا، لكن الأمر لم يكن غريباً على سيهون فهو قد إعتاد على كاي جزءاً من حياته طوال الفترة السابقة.
سيهون: أحب كثيراً عندما يحضرني عمي كاي هنا، إنها المرة الأولى التي تكن أمي برفقتنا.

نظروا جميعهم إلا سيهون إلى تانيا التي بان التعجب على وجهها و قبل أن تقول أي من إستفساراتها أجابها سيهون بما يريح فضولها.
سيهون: لقد كان كاي يحضره لي خفية و الطفل ما كان يعرف أنني أبيه.

تانيا: كيف ذلك؟! على حد علمي أن كاي مختفٍ من خمسة أعوام!
تبادلا كاي و سيهون نظرات غامضة ثم توقف كليهما عن ذلك و صمتا دون أن يمنحها أحدهم إجابة شافية.

عندما علمت أن لا أحد منهما سيخبرها تنهدت و توجهت لتتناول بعض اللقم بصمت، إن ما علمت الآن ستعلم لاحقاً.

رنّ هاتف سيهون فجأة، جذب الرنين إنتباهها فالتفتت تنظر إليه، هو تمعن في شاشته كثيراً قبل أن يجيب.
سيهون: ماذا تريد؟

لأن الذي يتحدث على الهاتف صوته عالٍ إستطاعت سماعه رغم أن الهاتف على أذن سيهون من جهتها.
" سيهون، لقد فقدتُ تانيا يا رجل أنا لا أجدها! اخبرني أين هي إن كنت تعلم يكفي أنني أضعت الطفل الآن!"

إلتفت سيهون لينظر إلى تانيا ثم همس يحدث المتصل.
سيهون: كلاهما معي.
و اغلق الخط.

جفلت تانيا تنظر إليه، ذلك الصوت تعرفه جيداً، مهما اختلفت الأصوات لكن صوته يبقى مميز.
تانيا: كنت تتحدث إلى تشانيول، أليس كذلك؟!

تدخل الطفل الصغير يفضح ما يعلمه.
سيهون: خالي تشانيول هو من كان يوصلني لعمي كاي كي يأتي بي إلى هنا لأرى أبي رغم أنني ما كنت أعرف أنه أبي.

وقفت بإنزعاج و قالت.
تانيا: الآن أريد توضيح لكل هذه الفوضى يا سيهون، تشانيول؟! ألم تكونا على عداوة؟!

تنهد سيهون و ضل جالساً ليقول.
سيهون: أنهيناها ببعض اللكمات.
صوت آتى من الخلف فالتفتت سريعاً نحوه تشهق.
تشانيول: بل بعربون صُلح قدمته له عندما أنقذت حياته من الموت المحتم.

وقف سيهون ليلكمه تشانيول بكل ما يستطيع ثم صاح به.
تشانيول: أنت قلبك يبقى أسود مهما حاولت تلميعه، إنني كالمجنون أبحث عن أختي و طفلها و أنت هنا تخبأهم و تتناول طعامك في هذا الهواء العليل.

رد له سيهون اللكمة ثم همس.
سيهون: تستحق، سأحرص أن اشفي غليلي منك بكل فرصة تتاح لي.
وقفت تانيا بينهما تقول.
تانيا: هل أستطيع أن أفهم ما الذي يحدث هنا؟!

حديث طويل دار بين أربعتهم_ تشانيول، كاي، سيهون، و تانيا_ محوره الخمسة أعوام الفائتة، اكتشفت من خلاله تانيا الكثير.
تشانيول: لاحقته و وضعته في السجن باسم القانون و لكنني انقذتُ حياته باسمكِ أنتِ، ما هانت علي الحالة التي كنتِ عليها، سيهون يستحق الموت في نظري كشرطي و لكنه لا يستحقه في نظري كأخ لكِ يا تانيا.

تشانيول: كان علي العمل بحذر، لقد تأرجح جسده على حبل المشنقة لكن قبل أن تخرج روحه وجدت الطريق لها لتدخل بجسده مجدداً، لقد تعمدت ألا يكون الحبل غليظ كي لا يكسر عنقك، و هكذا أغلق ملفك للمرة الثانية و لكن للأبد مع إعلان توبتك و تبدل هويتك و بدايتك بحياة جديدة، فعلت ذلك لأجل تانيا التي انتقمت لي منك يوم ظنَّت أنني ميت.

كل ما كُشِف من خبايا أمام تانيا قد كان كافٍ ليصعقها خصوصاً أن سيهون و تشانيول يحضيان بعلاقة جيدة رغم أنها ليست ودودة لكنها تبقى أفضل من العداوة و العِراك الدائم.

بهوية جديدة تحمل نفس الأسم " اوه سيهون " سيعيش من جديد و لكنه لن يبقى كثيراً في مكانه، إن علمت الشرطة أنه ما زال حي ربما يستخدموا المتفجرات وقتها لإعدامه.

قبل أن يفعل سيهون ما ينوي إليه عليه أن يتمم الأمور و يضعها في نِصابها، ما زال هناك الكثير من النواقص عليه أن يكملها.

في ساعات العصر وصل العم شوهون و عندما رأته تانيا في المكان يقف قرب سيهون و كاي و تشانيول في منزل شيومين، علمت جيداً أن جميعهم كانوا يعلمون بأمر سيهون إلا هي.

أمامها سلم شوهون ملف لسيهون بعد أن نظر إليها محرجاً و كانت بالفعل قد دحجته بنظرة غاضبة.
شوهون: لقد أتممت البيعة، كل أملاكك قد بعتها دون خسارة، الأموال أصبحت في سويسرا بحساب الصغير اوه سيهون.

أومئ سيهون ثم قال.
سيهون: جيد، شكراً لك يا عم!
ابتسم العم بخفة و لم يسترسل رغم رغبته، هو خال سيهون بالدم و ليس رجل يقول له عمي من باب التأدب مع الأكبر سِناً و لكنه صمت بما أن سيهون لن يعترف بأخته أماً.

والدة سيهون التي يفترض بها أن تكون والدة كاي، هي ليست والدته بالأصل لكنه لطالما اعتبرها كذلك رغم أنها قاسية معه.

سيهون رفضها رفضاً قاطعاً و بالفعل هو لا يعترف و لا يهمه أن عاشت أو ماتت، عندما انتشر خبر إعدام سيهون علم والد كاي و هو والد سيهون الشرعي بأن له ابن غير كاي، ما كان يعلم قبلها.

على حسب علم والد كاي بأن زوجته حملت بسيهون عندما كانت عشيقته الفقيرة جداً و التي رمت بنفسها عليه مقابل المال، يعلم أن الطفل مات في بطنها قبل أن تلده لذلك ابتعد عنها لفترة خلالها أنجبت سيهون و أودعته الميتم.

خافت أن يقال أنه ابن علاقة غير شرعية و أنها ستتهم في عِرضها و هي بالفعل قد أصبحت سيدة مجتمع، السمعة و المقام التي لطالما سعت إليهم هم من جعلوها تضحي بطفل للميتم رغم أنه يبلغ من العمر ساعة.

ألزمها والد كاي بتربية كاي بما أنه ترك زوجته لأجلها و هي فعلت بصدر رحب كي تحصل على ما أرادت ثم انجبت منه أختين غير شقيقتين لكاي، لطالما شعر كاي بالفرق بين معاملة السيدة لابنتيها و معاملتها له، هي ربما شعرت بالحنين نحوه لأنه بمثل عمر طفلها الذي تخلت عنه تقريباً لكنها لم تكن يوماً أم حقيقة له.

الآن و بعد مرور هذه السنين، الشوق قتلها لتجد ابنها الذي رمته، بحثت عنه و بحثت لكنها لم تجده فرمت بالوزر بلا سبب على كاي و بهذا طلبت من ابنها الحقيقي قتل شقيقه مقابل المال دون أن تعلم أن هذا القاتل المأجور ابنها الذي تبحث عنه.

اكتشفت أنه ابنها بعدما ذاع خبر إعدامه، يومها إقتحم كاي المنزل و أخبرها بكل ما يعرفه أمام والده، وقتها وضِعت بين خيارين، إما أن تقتل نفسها أو يقتلها زوجها.

فضلت الأول لأنها هي من أنجبت هذا الطفل و هي من تخلت عنه ليصبح المجرم الذي عليه، ضحت بحياتها على أمل أن يسامحها يوم العرض، لكن الخبر فعلياً ما حرك بسيهون شعور مهما كان صغير، هو ولد يتيماً و عاش يتيماً لذا كانت بالنسبة له مجرد ساقطة و ماتت.

.....................................



سلااااااااام

رمضاااان كريم و كل عام و أنتم بخير و إن شاء الله الشهر الفضيل يكون شهر فرح و خير عليكم❤

كل عام و انتو معي و أنا معكم و نكبر مع بعض❤

أتمنى أنكم بتقدموا إمتحاناتكم بشكل موفق❤

اليوم من الأيام الي بكيت فيها زيادة، روحة شيومين صعبة، الأصعب انو رح نودع كل سنة واحد أو أكثر💔

أتمنى أنو عقولكم استوعبت قد الخبايا الي انكشفت، كنت عم فكر خلي هذا البارت الأخير و اعملوا طويل بس ما رح تستوعبوا الكم الهائل من الأسرار لهيك فعليا ما بعرف بالضبط كم ضل بارت من واحد لثلاثة.

ووووو بس! أتمنى تدعموا البارت و تفرجوني حماسكم للقادم، الناس الي بطلت تبين مؤخرا اشتقت لكم💔😭

البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.

١.رأيكم بسيهون؟! و كل ما حدث معه؟

٢. رأيكم بتانيا؟ مشاعرها تجاه سيهون من لوم و حزن ؟

٣.رأيكم ب:

كاي؟

تشانيول؟

شيومين؟

٤. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

© Mercy Ariana Park,
книга «مجرم في الإخلاص».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
ooh sera
Chapter Twenty-eight
البارت خرافي بجد ميرسي هل هناك شخص اخبركي بان انتي افضل كاتبة على وجه الارض
Відповісти
2019-05-04 20:51:42
Подобається