مقدمة
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
38
..

" انتصف اليوم و مازالت نائمة حتى الآن؟ " همس جونغكوك لنفسه و هو يحاول تحضير بعض الطعام حتى استيقاظها الذي طال انتظاره

وضع طبق الأرز على الطاولة مُقررًا أن يذهب إليها لإيقاظ دُبته التي غرقت في سُباتٍ

اتجه نحو الأعلى حيث تقبع غرفتهم او بالاحرى حيث تقبع زوجته الجميلة

" ساي.. جميلتي ، ألن تُريني عيناكِ و تدعيني اغرق بها ؟ " نطق بهدوء يمسد على شعرها بخفه لترفع رأسها إليه بغضب بينما تزفر بسخط رادفه:

" لستُ في مزاجٍ لعين لتحمل رومانسيتك اللعينة ، أريد النوم و أغرب عن وجهي "

جفل جونغكوك من صوتها الغاضب ليبتسم بهدوء يحاول التخفيف من حِدة مزاجها الصباحي

استقام مُتنهدًا حين رآى انه لا جدوى مما يفعله و يبدو ان هرموناتها تلعب بمزاجها و اعصابها

تركها نائمة و ترك الطعام على المائدة كما هو مُغادرًا المنزل نحو القصر الذي يملكه نامجون في روسيا و الذي ذهب اليه نامجون صباح اليوم مع الباقيين

صعد الى السيارة السوداء التي انتظرته في الخارج منذ فترة كونه كان مُقررًا أن يذهب إليهم بعد تناول الإفطار لكن سايفر تُعتبر قامت بطرده

وصل بغضون ساعة امام منزل كبير شاهق الارتفاع على بُعدٍ كبير من المنازل المُقاربة و كونه يقع على أطراف موسكو بعيدًا عن أي جنسٍ بشري و مع ذلك كان يُحاط بالعديد من وسائل الحماية

يعتبر هذا الموقع كمكان سري لهم

نزل جونغكوك من السيارة بينما يُغلق زر جاكيت بدلته السوداء الفخمة ليبتسم ابتسامة ظلامية و هو يتجه بخطواته خلف المنزل حيث الصحراء التي تقع خلف المنزل مباشرة

وقف امام منطقة ما يعرفها جيدا ليضغط بقدمه بقوة على الأرض الرميلة و التي ما لبثت و ان بدأت تتحرك الرمال ليظهر خلفها باب حديدي مُتحرك يطالب بإدخال كلمة سرية تتكون من سبع أحرف ليبتدأ جونغكوك في الضغط عليها مُمررا أصابعه على الحروف بإحترافية

' لقد سبقوا تكنولوجيا عصرهم بالفعل '

عقولٍ كهذه يستوجب ان تُقدس و نقوم بتحنيطها و وضعها في متحف فاخر من شدة ذكائها

فقد اشترك هو و دانييل و نامجون في اختراع نظام أمني حديث لم يسبق اكتشافه بعد ، فآخر ما قام به علماء عصرهم هو تحديث الهواتف و تحديث التلفاز و اختراع الأجهزة الكهربائية

تحرك الباب بعدما انتهى من كتابه الرمز ليكشف عن عددٍ من السلالم التي تقود الى بابٍ حديدي آخر و خلف هذا الباب يقبع رجاله الحربيون

دخل عليهم بخطوات وثيده بينما يحرك سيجارته الغير مُشتعلة بين شفتيه بتلاعب ليبتسموا اليه جميعًا بترحيب

القى نظره عليهم جميعًا جالسين حول طاولة تمتلئ بالخرائط المخططة بالفعل و خطة عملهم و الاهم هى صور مُلتقطة لأسلحة العدو و بعض التكنيكات المخفية لألمانيا و اخيرا و ليس آخرًا مجسم كامل في زاوية الغرفة لشرح آليه عمل آله إينغما و عديد من المستندات لشرح كيفية فك الشفرات و كيفية ايجاد الثغرة التي تحدث عنها آلان تورنغ و الذي بالمناسبة كان يجلس على احدى الكراسي بجوار نامجون ، مُلتصق به حرفيا

و لكن ما لم يتوقعه جونغكوك هو تواجد يونغي معهم فهو على حسب آخر أخبار وصلته فهو كان مع دانييل الذي كان يقضي ليلهُ و نهارهُ في صناعة شئ ما اشترك كلاهما في التفكير به و بما ان يونغي هنا فتأكيدًا لما بعقله رد عليه يونغي ساخرًا :

" لا تسأل عن سبب تواجدي، لقد ارسلني دانييل ببضع اشياء ، كما تعلم لن يستطيع التواصل بحرية في وجود العديد من الرؤوس الحربية في المجلس الدولي "

نظر اليه جونغكوك بإزدراء مجيبًا :
" لم أكن لأسأل من الاساس "

تقدم جونغكوك من الطاولة الطويلة ليجلس على كُرسيه المُخصص مُشيرًا لآلان أن يبدأ بشرح النموذج

بدأ الفتى بشرح آليه العمل و كيفية فك الشفرات بصوت خافت مُتلعثم نتيجة كل تلك الاعين الحادة التي اتجهت نحوه ، يشعر بالتوتر الشديد مما جعل هوسوك يقلب عيناه بسخرية ناظرًا الى نامجون الذي لم يرفع نظره نحو آلان و اكتفى بالانشغال بتلميع مُسدسه و يبدو انه سمع هذا الكلام قبلًا

تململ جونغكوك في مقعده بملل ليقع نظره على الحقيبة المتوسطة التي احضرها يونغي و بجوارها حقيبة اكبر منها حجما ، استقام يُحضر الصغرى يفتحها و ما لبثت ان ترتفع ابتسامته بفخر و سعادة و هو يرى كل هذا العدد من الاسلحة التي تموضعت في الحقيبة و التي لم يسبق لأحد استخدامها

اخرج ذلك السكين يمرر ابهامه على حِده نصله و سُرعان ما رآى قطرات الدماء تنطلق من ابهامه ليبتسم مجددا و هو يرى كيف جرحه سريعًا نقل نظره للباقي ليجد عددا معتبرا من نفس السلاح ليحملهم واضعًا اياهم على الطاولة ذات الطول الكافي لتكفي جميع الجالسين مما جعل أعينهم تتوجه نحوه و نحو يده التي امتلئت بالدماء

" جاد كوماندو، سلاح يستطيع تصفية كل لترات دم الجسد خلال دقائق بعد الطعن " انبس جونغكوك بإبتسامة فخورة و هو ينقل نظراته نحوهم مُتحدثًا بالكورية بينما نظر آلان الى من قاطع كلامه بتلك الإبتسامة المُختلة التي يُوزعها على جميع الجالسين

" يبدو أنك و دانييل قمتم بعملٍ رائع كالعادة " تحدث تايهيونق بصوت أجش عالي يُحادث جونغكوك الذي استدار ينقب في باقي الحقائب و التي وجد بها عددًا مُعتبرًا من القناصات و الاسلحة التي شارك جيمين في صنعها معه و السترات الواقية ضد الرصاص

" اوه تبًا ، هذه الحرب ستكون الأكثر امتاعًا " تحدث جونغكوك يهسهس و هو يحمل تلك القاذفيه في يده و التي كانت تقريبا بطوله و لكنها مُصممه بأجود المواد القوية التي تتحمل كل عوامل الحرب التي لا يعلمونها بعد..

فكل شئ متوقع و لكنهم اصابتهم الصدمة تقريبا حينما قرأوا تقريرًا مفصلًا عن جميع انواع الاسلحة التي تستخدمها ألمانيا و روسيا في الحرب ، اسلحة في غاية الابتكار و التطور و يشيد جونغكوك بذكائهم و دهائهم في اختراعها فمن تجربته لإحدى الاسلحة كانت قاهرة و مدمرة و اخترعوا العديد من انواع القاذفات الجوية و لكن مقابل ذلك لم تكن بريطانيا ندًا سهلًا لها فهى أيضًا لديها من الاسلاح الكثير و الوفير و الجيش الجرار و الانتصارات التي حققتها بريطانيا في نهاية الشهر أفادت بذلك و اكدته فالمساعدات و الإمدادات التي تأتيها من امريكا لا تتوقف يوما عن يوم و تزداد تلك الإمدادات و كل ذلك وقع فوق رؤوس الطبقات الكادحة التي اضحت لا تجد من المعونه شيئًا لتكمل به يومها و لا اولئك الأبرياء الذين يقدمون ارواحهم كفدية لعيش حياة لم يكد ان يتمتعوا بها....

الحياة تعطي من لا يستحق و تأخذ بسخاءٍ ممن لا يجد ما يُعطيه

ليكن تلك المجازفه التي سوف يشهدها هؤلاء الرجال هى نهاية لتلك الحرب التي شردت المَوَاطِن من أرضها و خرائطها، لتشهد السماء عن عهدهم الذي عاهدوا به أنفسهم حين انتصفت المهمة و حان وقت النهاية

و لكن هل هى بالفعل النهاية ؟ أم يوجد ما هو أبعد ؟

هل ستنتهي الحرب؟ سؤال يتراود للجميع و لكن ليعلموا ان مصير الحروب دومًا هى النهاية فهى لا تستمر أبدًا كحال باقي الأشياء

كان قد حل الليل بديجور ظلامه و ها هو يتقدم نحو منزله حيث يعلم بتواجد حب عمره داخل المنزل العتيق و حيث سيجد راحته في احضانها الدافئة بعد يومٍ طويلٍ من التخطيط و التجهيزات للحرب تكاد عيناه ان تُغلق وحدها دون مجهود و هو يسير بلا اي قوة فهو لم يأكل شيئًا منذ استيقاظه و فوق ذلك فقد قواه من ردع المشاجرات التي تحدث بين جيمين و نامجون كالعادة فمن طبيعة جيمين انه يحب استفزاز من حوله و نامجون ينزعج سريعًا لذلك وضع اولئك الاثنين معًا اشبه بوضع الزيت على النار المشتعلة

فتح الباب بهدوء ليتفاجئ بالأنوار المُضاءه و سايفر التي تجلس بين أكوام من الكتب و الأوراق و تدرس بجد

جعله هذا المنظر ينظر لها بفخر شديد و كأنها الابنة التي خُلقتْ من صلبه و التي لا يتمنى لها الخير احد مثل أبيها وجد عيناه تلين تلقائيا و هو ينظر إلى حُسنها البديع و روحها الخفيفة التي تبتسم كل حينٍ و آخر

"مرحبا جميلتي " رحبّ بها عند دلوفه عليها بصمتٍ مُطبق دون شعورها و لكن كل ما قابله كان التجاهل التام و الصمت الذي أحاط بالغرفة بعد نطق كلماته

" ما بها الجميلة حزينة و تُفرغ حُزنها في الدراسة " نطق بهدوء يجاورها الجلوس ينظر إلى ما تكتبه و بعض الكتب المفتوحة على تركيب الغدد التي تتواجد في الجهاز الهضمي و بعد الأعضاء التي يجب عليها معرفتها

" أين كُنتَ منذ الصباح الباكر ؟ " تحدثت بلا اكتراث لسؤاله ترمي عليه نظرة حادة حين وضع يده على كتفها و لكن كل ما فعله هو انه اخرج تنهيدة طويلة تدل على تعبه الذي نال منه طوال اليوم و ها هي هرموناتها الانثوية ترمي البلى عليه من كل ناحيه و تجعله يرغب في اقتلاع فروته من تقلباتها ، طوال اليوم لم يرها و لم يقبلها حتى و ها هي تضغط عليه بالمزيد و تجعله لا يلمسها

" كنا في احدى المقرات التي يمتلكها نامجون " تحدث بإقتضاب و هو عابس الشفتين ينظر ناحيتها و ناحية تجاهلها له ، يكره هذا بشده

" أيمكنكِ فقط أن تجعلي تلك المسافة تختفي و ترمي بِذراعيكِ حولي ، انا مُتعب للغاية " تحدث بتعب بادٍ على تقاسيم وجهه و عيناه المحمرة و التي ظهرت بها بقع حمراء دلت على كم التعب و السهر الذي ناله طوال اليوم و الأمس

التفت نحوه سريعًا بشجن لتراه يكاد لا يستطيع الوقوف على قدميه من شده تعبه و كونه سهر لعده ليالٍ متتالية دون الحصول على نوم كافٍ

كل ما يفعله هو التخطيط للحرب و التخطيط أيضًا و المزيد من الخطط اللعينه التي جعلته منشغلًا عنها في أيامه الاخيرة هنا مما جعلها منزعجة منه جدا لذلك

استقامت تتنهد على حاله و وجهه الذي شحب و عيناه التي فقدت لمعتها من شده الإجهاد و العناء الذي واجههمها و ها هي تلك الهالات السوداء تُهدد بالشهور اسفل جفنيه

تقدمت نحوه بخطى سريعة تحتضنه إليها تشد يديها على رأسه دافنه اياه في عنقها ليتنهد براحة شديدة بعد ذلك العناء الذي التهم أطرافه، كل هذا و هو لم يذهب للحرب بعد ماذا سيحدث إذا حين ذهابه ؟!

نفى تلك الأفكار ليركز فقط على تواجده بين زراعيها و أنامل يديها التي تقوم بتخليلها في رأسه و خصلات شعره بين الحين و الآخر مما جعله يزفر براحة أثر النعاس الذي داهمه ليشد يديه على خصرها مُعانقًا إياها اقوى

" لنذهب للغرفة همم ؟ لتنام قليلًا " قالت بخفوت و صوتٍ هامس ليؤمئ لها سريعًا و كأنه كان مُنتظرًا

" ستأتين معي " قالها بسرعة آمرة و هو يراها تبتعد عن حضنه مما جعله يمسك رسغها على عجلٍ و كأنها ستهرب منه على حين غرة

" حسنًا لك هذا لكن سأحضر لكَ شيئًا تأكله أولًا " نطقت بحنان تمسح بإبهامها على راحة يده مما جعله يرخي قبضته عنها قليلًا

" سآتي معكِ "

و بهذا هو اتجه وراءها سريعًا نحو المطبخ و هو ما زال مُلتصقًا بها <3

اتجهت نحو المطبخ المُرفق بصالة الجلوس و المُصمم بتصميم أمريكي عتيق تحاول خِفية أن تخفي تلك الابتسامة التي ارتفعت على جوانب شفتيها من لطافة القابع خلفها و الذي ما إن استدارت نحوه حتى وجدته جالس على طاولة الطعام مُخفضًا لرأسه بتعبٍ لتشعر بغصة ارتفعت لتعلق في حلقها و هى ترى كم التعب الذي يراوده حتى من قبل ذهابه و عدم نومه لأيام متتالية قد يرتفع العدد حين ذهابه

و تضخمت تلك الغصة حين تذكرها كون غدا آخر أيامها معه ، و حينها لن تدري ان كانت ستستطيع رؤيته مرة اخرى ام لا ، لا احد له علم بالحرب غير الخالق

ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة تُعيد الالتفات نحو الطعام بأعينٍ تجمعت بها الدموع ، لترتفع يدها نحو وجهها تمسح دمعتها التي سقطت لتخفض رأسها بأسى تتنهد تنهيدة طويلة تعبر عن كم الآسى التي شعرت به لحظتها

أيمكن للإنسان ان يموت بدلًا من شخصه ؟ ، لانها تشعر بالموت يُقاربها حين تتذكر تلك الاخبار التي تصلها عن شهداء الحرب

ملايين من الشباب لقوا حتفهم في الحرب ، و ملايين من الاُسر تشردت بسببها أيضًا

حدقت بالفراغ بشرود تسترجع كيف توفيت زوجة احد الشهداء بسكتة قلبية حين علمت بوفاته ، كان حبهم يُضرب به المثل بالقرية، كانا يعشقان بعضهما البعض بل يهيمان ببعضهما لكن الحياة فرقتهم ليجمعهم الموت بعدها

لم تتحمل فراقه لتلحق به بعدها بإسبوعٍ واحدٍ من مرضها

الحزن شديد و يؤذي صاحبه

هل من الممكن ان يحظوا بنفس هذه النهاية؟
الموت ؟

هل سيجمعهم الموت بعد ذلك ؟ بعد ان تعذبا طوال حياتهم من اجل هذا الحب الذي حاولا كلاهما حمايته بحياتهم ؟

هى فقط لا تستطيع تخيل ان مَن جعلته بطلها طوال ايام و ليالي حياتها قد يتأذى، من رصاصةٍ ما او من خنجر احدهم بسمِ الغدر ، تريد حمايته كما يحميها دومًا

فقط تخيل انه قد يتركها يومًا استشهادًا في حربٍ كهذه قد يُمزق نياط قلبها تمزيقًا

شهقة بكاء خرجت منها جعلته يرفع رأسه إليها سريعًا ليستقيم عن كرسيه مُتجهًا نحوها بخطوات وثيده يفرك عيناه التي احمرت و رقبته التي تصلبت يقوم بفركها ليلف يداه حول خاصرتها مما جعلها ترفع يدها سريعًا تتدارك نفسها و تريد إزالة دموعها العالقة كشطي انهار تُحفر على وجنتيها و لكن يده التي امسكت يدها و جعلها تلتفت نحوه أوقفت حركتها من الاكتمال

نظر إلى اعينها الزرقاء التي تحول ما حولها للأحمر الدامي ليُخفض رأسه نحوها يقبل عيناها التي بهتت من الحزن و تلك الأفكار التي استحوذت على خلايا عقلها و قلبها الذي تمزقت خلاياه حُزنًا على حالهم

" لا تريدين أن تكون آخر لحظاتٍ نقضيها معًا مليئة بدموعكِ و بكائكِ هممم ؟ " اخرج كلامه بهمهه صغيرة بنهاية جملته تساؤلًا ليراها تهز رأسها نفيًا و هى تعبس بشفتيها مُحاولةً منها لعدم البكاء لينخفض مجددًا سارقًا قبلة خفيفة من شفتيها التي لم يجد فرصة تقبيلهما طوال هذا اليوم

" تعلمين أن تلك الأفكار لا صحة لها و لن تتحقق ما دام الطرف الآخر هو انا ، اتحدى المستحيل من أجلكِ سايفر ، كوني مُتأكدة من وعدي لكِ حين أُخبرك بعودتي " نطق بهدوء يمسد بإبهامه على وجنتيها المحمرة بخفة ليبتسم بهدوء حين اومئت له

نظرت هى نحو عيناه التي دومًا تقوم بغرس الأمل و إمداد قلبها بالمؤن ليحيا ، كم مقدار حبها له يا ترى ؟

أُقر انا و القراء من هذا المنبر انه لا يمكننا تحديد كميته

ارتفعت مجددًا و هدفها شفتيه الحمراء أثر برد سبتمبر القارص في روسيا لتحط شفتيها بين خاصته تقبله بهدوء تلف يدها حول خصره و الاخرى تلاعب بها خصلاته الناعمه التي سرعان ما تسقط على جبينه كل حينٍ

حرك شفتيه تناغمًا مع حركتها البطيئة التي جعلت قلبه في حالة صراع و دقاته التي ارتفعت نتيجة تأثيرها المُهيب عليه ، شد يده على خصرها بقوة يقربها نحوه ليشرع في تعميق قبلته حتى ادخل لسانه في ثغرها الدافئ يستشعر طعم الفراولة به...

هو فقط لا يستطيع الاكتفاء فها هو ذا يفصلها حين حاجتهم للهواء ليعاود جمع شفتيهم مرة اخرى في لقاء مُحتدم و قبلة تفجر خلاياهم

ارتفعت هى قليلًا تحاول تدارك سرعة تقبيله المُتلهفة و يديه التي سارت على جسدها تفصيلًا و للحق لهفته بتقبيلها جعلت من قلبها يُردى قتيلًا في هذه الملحمة

ابتعدت عنه قليلًا تتنفس بإضطراب شديد لتسند رأسها على كتفه تلف كلتا يديها حول خصره تعانقه بقوة

" عزيزتي تعلمين كم أود البقاء هكذا طوال اليوم لكن الطعام سيحترق حتمًا " تحدثه بجوار اذنها بتلك النبرة اللعوبة و التي تُخفي داخلها انتصاره لرؤية تأثيره عليها و خصوصًا حين ابتعدت سريعًا بإرتباك نحو الطعام الموضوع على الموقد المُشتعل مما جعل من ابتسامته التي يضعها تأبى الزوال بل و تتسع كلما نظر إليها

وضعت الطعام على الطاولة امامه لتُحرك كرسيها قريبًا منه جدًا حتى التصق بخاصته ليرفع حاجبه نتيجة هذا الالتصاق المُريب به

هل هذه الصغيرة تتوحم عليه ام ماذا ؟

التفت برأسها نحوه تبتسم بشدة في وجهه ليراها ترفع الملعقة المليئة بالطعام نحو ثغره ليغمض عيناه بأسى من تصرفاتها التي تعامله كطفلٍ دومًا، يا اللهي كم يحبها

فتح فمه حين وصلت الملعقة قرب وجهه لكنه سرعان ما عبس حين سحبت يدها و وجهتها نحو ثغرها ليحط الطعام به

" طفلة، اقسم انها طفلة " همس بها لنفس يراقب ضحكتها التي صدحت بالارجاء حين لمحها لملامح الاستياء على وجهه

" اسفة صغيري جونغكوك، لكن صغيري الآخر جائع أيضًا " نطقت بمرح تتحدث بينما تمسد على معدتها المسطحة التي لم يرى بها اي بروزٍ بعد

و لكن صغيري و جونغكوك؟ هل تمازحه تلك الفتاة

" من هو الصغير أيتها الطفلة الشقية ها ؟ " حادثها بتلاعب يمد يديه مُحاوطًا خصرها بذراعيه مجددًا ليقوم بتقريبها له أكثر سارقًا قبلة من وجنتها ليتركها بعد ذلك لتقوم بإطعامه هى و إطعام نفسها

انتهى الطعام ليستقيم حاملًا إياها سريعًا تحت صراخها المُتفاجأ و لكنه فقط استغل فرصته كونها كانت ستقوم بغسل الأطباق التي لا تنتهي و تقوم ببضع اشياء أخرى لكنه قرر سرقة حبيبته من أعمالها التي لا تنتهي هى الاخرى

دخل الغرفة بهدوء عندما سكنت بين ذراعيه تناظره بهدوء ليجد نفسه يتجه بشفتيه نحو وجهها الحسن يقبله قبلا متفرقة على انحاءه لكي لا يترك مكانًا لم يُعطه حقه من القُبل

" تبدين فاتنة جدًا زهرتي " نطق بصوتٍ عميق بجوار اذنها لتشعر بقشعريرة تسري بجسدها من نبرة صوته العميقة

حوّلت نظرها نحو نافذه غرفتها تراقب إثلاج السماء و تساقط نِدف الثلج على الأراضي المليئة به بالفعل ، للحق كان منظرًا لا يُفوت و هى تراقب كريستالات الثلوج تتساقط و تُثلج الأرض و هو يراقبها و يتغزل بها في ذهنه الذي امتلئ بأفكاره الجريئة

احتضنها من الخلف ينفث انفاسه الدافئة على جدار عنقها يراقب معها المنظر بهدوءٍ اكتسح أرجاء الغرفة بعد ذلك

" لنصنع رجل ثلج " التفت تُحدثه بحماس شديد و أسنانها التي ظهرت من شده ابتسامتها جعلته هو الآخر يبتسم بتعب رغم ارهاقه فهو وافق ، لا يهم أن يُرهق ليوم آخر لن يُضر ذلك ما لم يكن الضرر بها هى

مع ان خوفه و عقله الذي يحذره من نتائج الخروج في هذا السقيع البارد و كونها من الممكن ان تلتقط بردًا شديدًا لكن كل ذلك تلاشى امام فرحتها العارمة بموافقته و ها هي كالطفلة تشد يده معها للخارج بينما تبتسم لكن سرعان ما أوقفته لتتحدث :

" سأُحضر جزرة و آتي "

ركضت بحماس نحو المطبخ ليراقب ظلها الذي اختفى من جواره مما جعله يتنهد مُبتسمًا بسبب تلك الصغيرة التي لا تنفك تجعله يشعر بذلك الشعور بالفراشات في معدته و شعوره بها تلاعب قلبه بتداعب لطيف و ها هو يحاول طرد ذلك النعاس الذي يداعب جفونه التي اُغلقت بشكلٍ نسبي ينتظر مجيئها

سمع صوت إغلاق الباب ليفتح عيناه بصعوبة يُوجهها نحو فتاته التي كانت قد احضرت معطفين اضافيين بعدما استشعرت البروده الشديدة المُفاجِأة في الجو

" ارتدي هذا سريعًا " ناولته المعطف الثقيل تردف بصوت خافت من البرد الذي نهش اطرافها لكنها دومًا ارادت فعل هذا معه و تلك هى فرصتها الاخيرة قبل رحيله لذلك لا ضير من المحاولة حتى لو مرضت هى و لكن لن تسمح بجعله مريضًا هو الآخر، هو يحتاج ان يكون بكامل تركيزه و كامل قوته ، فهى تعرف الافاعي السامة التي سيقابلها هناك عاجلًا ام آجلًا

ارتدى المعطف لتفاجئه هى بيدها التي امتدت نحو عنقه تحاوطه بوشاحٍ ثقيل يقيه من البرد كما خاصتها الذي التف حول عنقها بطريقة مُحكمة تمنع وصول البرد إليهما

" هيا لنبدأ قبل أن نتجمد نحن " نطق بصوت خافت لتؤمئ له

جمع كل منهما كرات ضخمة من الثلج مُتراصه فوق بعضها البعض حتى قضوا ما يُقارب النص ساعة في إنهاء جسد رجل الثلج

جلست على الثلوج بتعب و هى تنظر بسعادة لذلك الثلجي الذي كوناه و جونغكوك الذي كان مُنهمكًا بتعديل أطرافه و حوافه

امسكت هى بغصنيّ شجرة تضعهم فيه ليمسي بأيادٍ و الجزرة التي وُضعت كأنفٍ له و بعض الحجارة كانت عيناه جعلت منه يشبه رجل الثلج الذي تراه في التلفاز

" يا اللهي يبدو لطيفًا جدا " انبست بسعادة زائدة لترتمي بحضن حبيبها الذي استقبلها بصدرٍ رحب لترد :

" جيون جونغكوك هو الافضل حتمًا "

صرخت بحماس ليبتسم مُغلقًا عيناه بهدوء يمسد على خصلات شعرها التي خرجت من اسفل قبعتها الصوفية ليردف :

" لنذهب للنوم الآن، فالوقت تأخر " تحدث بهدوء ليستقيم جاذبًا يدها بين خاصته مُتجهًا نحو غرفتهم التي احتوت على اكبر مدفأة في المنزل مما جعله يشعر بالدفئ الشديد فور دخوله إليها برفقتها التي سُرعان ما نزعت الوشاح و خلعت معطفها

اتجهت نحو السرير تنتظر قدومه لكي يناما معًا و تحتضنه إليها لمرتها الاخيرة ، رغم عدم افصاحه بالأمر الا انها تعلم أن الأمر اصعب بالنسبة إليه منها فهو من سيترك حبيبته مع طفله بلا رقابه كونها غير عالمة بتكليفه لجيمين كي يحميها

خرج من الحمام يُهندم تلك السترة الصوفية على جسده ليتجه نحوها يرمي بنفسه في احضانها يسند رأسه على صدرها يستنشق رائحة عطرها الذي يعشق و يداه التي حاوطتها بقوة جعلتها تبادله نفس العناق بنفس القوة و هى تغوص بأصابعها داخل خصلات شعره

" أحبكَ جدًا " همست بصوتٍ خافتٍ تقبل مقدمة رأسه و انتظام انفاسه أوحى لها بنومه ، نام سريعًا لشده تعبه

تتساءل كيف سيحصل على هذه الراحة حينما يكون وحيدًا هناك بلا حُضنٍ يستقبله ان كان مُتعبًا

" أتمنى أن تعود لي سالمًا فقلبي لا يطمأن الا جوار قلبك يا رفيق روحي " كلماتها التي خرجت مُتحشرجة من تلك الغصة التي سكنت حلقها مما جعل من عيونها تدمع فور أن تتذكر انها فقط بضع ساعاتٍ قليلة و يذهب عنها

ستظل تدعو ربها أن يجعلها تقابله مرة اخرى و بأسرع وقتٍ ممكن

تململ في حضنها لتشد من قوة عناقها اليه و هى تتذكر كيف قام بإحتضانها لأول مرة او ذلك الفتى الذي لاق حتفه تحت يديه بسبب غيرة السيد جونغكوك حينما كانا في المدرسة سويًا ، رغم إنه أكبر منها بأربع سنواتٍ الا انهما كانا معا في نفس المدرسة كون مدرستهم كانت تضم جميع المراحل الدراسية فحينما كانت في الاعدادية كان هو في مرحلته الاخيرة من الثانوية





●●●






استيقظت صاحبة الثلاث عشر عامًا على صوت الخادمة التي جاءت لإيقاظها كي تتجه لمدرستها مما جعلها تتأفف بضيق فهى قضت الليل بطوله تراقب جونغكوك و كيف يتمرن حتى الثانية فجرًا

يا اللهي كم تكره هوسها اللعين به

يجعلها تعاني كل صباح لعدم حصولها على نومٍ كافٍ كونها تراقب صاحب العضلات الذي يكاد أن يُتم عامه الثامن عشر بعد عدة شهور

" صباح مزعج آخر ، ليتني اصحو على صوته كل صباح و اقسم اني سأحب المدرسة و أحب الاستيقاظ "

أردفت بسخطٍ و هى تستقيم رامية غطاء السرير عنها لتقوم بعدها بترتيبه كي لا تحصل على توبيخ حار على ذلك

اتجهت للحمام تغتسل سريعًا كونها تُجزم انها تأخرت مرة اخرى للمدرسة

إرتدت زيها و رفعت شعرها بربطه شعرها السوداء كلون شعرها حالك السواد و هى لأول مرة جربت وضع مرطب شفاه يعطي لونًا ورديًا عكس المرات السابقة كونه كان مُرطبًا بدون لون

ابتسمت بشدة تهمس لنفسها كونها جميلة جدا

" فاتنة كالعادة سايفر " أردفت لنفسها بدراميه تُلقي قبلة لنفسها في المرآة لتأخذ حقيبتها و تتجه لأسفل حيث يجلس الجميع على مائدة الطعام و جميعهم يأكلون عدا شخص واحد و الذي ما إن لمحته حتى خفق قلبها و اضرب عن السكون امام معشوقه

حيّت الجميع لتجلس على مقعدها جواره لتبتسم له بعدها بخفة و توتر و كفها الذي تعرق بشده حين أطال النظر لها راميًا بنظراته نحو ثغرها المُزين بحمرة خفيفة قد لا تُلاحظ لكنه بطبيعة الحال هو من لاحظ فقط

و ها هو يبتلع ريقه ليشيح بنظرة عنها حين احس بتلك الحرارة تجتاحه و العديد من الأفكار فتكت بعقله حين ذاك ، شد على يده بقوة يحاول التخفيف من حِدة ضرباته التي ارتجفت حين وضعت يدها على فخذه بصدق نية منها

" هل انت بخير ؟ يبدو أنك لم تنم جيدًا " تحدثت بخفوت و صوت هامس لا يسمعه غيرها

مما جعله يبتسم بصعوبة نحوها و كونه فعلا لم ينم جيدًا لأنه بعد انتهاء تمرينه يجب عليه القاء نظرة عليها،  فعادته اللعينة بمراقبتها اثناء نومها و تعذيب نفسه بمنظرها و هى نائمة يقضي عليه حرفيًا جاعلًا اياه غير قادر على اغماض جفن بدون التأكد من نومها بعمق

عادة لعينه نعم لكنه يحبها

اومئ لها بلا اكتراث لتعبس بشفتيها في اعتقادها انه لا يلقي بالًا لما تقوله او تفعله ..!

( آه حسنًا لا تحكموا على عقليتها المُراهقة هنا و عقليتها لما كنا في الفلاش باك من البوف بتاع سايفر عشان السنين بتغير الشخص و الفرق بينهم اربع سنوات ، يا ريت ملاقيش تعليقات تقارن سايفر ذات الثلاث عشر عامًا و الاخرى ذات السابعة عشر عامًا، الجميع يتغير و طريقة تفكيرهم بتتغير و تبقى اوعى و أدرك لمستقبلهم )

" احمق " همست بها لنفسها بخفوت تأكل من طعامها بنهم بينما هو اكتفى بعدة لقيمات و هو يلقي بنظراته إليها بين الفينة و الاخرى يتأكد من تناولها لطبقها كاملًا

" هيا بنا لقد تأخرنا على العم مارك " نطقت سريعًا تحشر قطعة تفاح في فمها قبل ان تستقيم آخذه حقيبتها معها ليلحق جونغكوك بها

" أليست التنورة اقصر من المعتاد " نطق بحدة يناظر نصف فخذها الظاهر من التنورة

" آه.... يبدو أنها ارتفعت حين جلست بهمجية على الطاولة " تحدثت بتوتر مازح تمسك تنورتها تسحبها لأسفل قليلًا حتى غدت ساترة لفخذها و تلك الجوارب الطويلة السوداء التي تغطي ساقيها كانت شفافة اليوم عكس كل يوم و لكنه لم يتحدث ، فقط شد فكه يناظرها بحده و لسانه الذي يلعب في جدار خده بغلظة من ذلك الشعور الذي اجتاحه

يغار... يغار عليها تبا و هو يعترف بذلك فلا مكان للإنكار هنا لكن اللعينة لا تعلم هذا و هى ككل فتاة في سنها تريد تجربة تلك الاشياء

هل هى تريد أن تجذب نظرات احدهم نحوها ؟

و بمجرد ما لاحت تلك الفكرة في عقله حتى فقد السيطرة على افكاره و منها اعصابه الذي انفلت منعا زمام الأمور ليتقدم نحو مُمسكًا يدها بشدة آلمتها

" لمن كل هذا التزين ها ؟ شعر مرتب على عكس عادتك اللعينه و تنورة قصيرة و بالنهاية جوارب شفافة و احمر شفاه لمن ها ؟ تحدثي و اللعنة "

صرخ بها بحدة يهزها في نهاية كلامه حين لم تجب عليه و اكتفت فقط بتجميع دموعها و جعلها تهبط على وجهها المليح و هو فقط التفت للجهة الآخرى يمسح وجهه بعنف و يشد شعره بقوة حتى كاد يقتلع جذوره من مكانها ، فقد السيطرة على غضبه و نفسه

نسى جميع التدريبات التي خاضها ليتعلم كيف يوازن مشاعره و يتحكم في غضبه ، كلها تختفي امامها

هو عارٍ من القيود امامها ، تلك القيود التي يحمي بها نفسه من الجميع لا تتواجد معها ابدا

" هذا من اجل نفسي ، ليس من اجل احدهم بل لي انا فقط ، لاني أردت اليوم النظر للمرآة و اخبار نفسي انني جميلة و أنني حقًا استحق تلك الجملة، حين اتجمل فليس من المفترض ان يكون لأحد هل فهمتني سيد جونغكوك؟ "

تحدثت بقوة وسط شهقات دموعها التي اجتاحت نصف كلماتها و رمت بسهامها تجاه المذنب الذي شعر بقلبه يتآكل و هو يستمع لصوت بُكائها

تبا له... نعم

" لأنني أريد أن أتعلم كيف احب نفسي "
















...



..



يُتبع....


البارت 4100 كلمة تعويضًا عن الغيبة الطويلة و كوني اخذت ريست طويل جدا من الرواية

على حسب طاقتي ف ممكن يكون باقي على نهاية الرواية يمكن 7 بارتات ، ان شاء الله خير

يا رب أكملها قبل نهاية السنة عشان يكون عملت انجاز جديد قبل سنة 2022









ده سلاح جاد كوماندو و طعنته بتسبب بنزيف حاد جدًا حتى الموت و غالبية الاشخاص ممكن يموتوا لو تم طعنهم بيه لأنه بيصفي الدم الموجود بالجسم خلال دقائق بس

لأنه زي ما انتوا شايفين فهو زي ما يكون بيعمل حفرة في موقع الجرح اصلا

سو أتمنى تتخيلوا معايا



















<3
Vote and comment plz


© Shahd ,
книга «بلا عنوان ».
Коментарі