Prologue
Synopsis
Chapter One: اللمحة الاولى
Chapter Two: كشف الاسرار
Chapter Three: الخطوة الأولى
Chapter Four :خيوط العنكبوت
Chapter Five: الدعوة الى الشبكة
Chapter Six: في عرين الاسد
Chapter Seven: قواعد اللعبة
Chapter Eight: العرض
Chapter Nine:القرار و العواقب
Chapter Ten: العالم الجديد
Chapter Eleven: الصدى و الخضوع
Chapter Twelve: صدى السيطرة
Chapter Thirteen: دروس الاستسلام و الظلام
Chapter Fourteen: شبكة الخضوع و صمت اليأس
Chapter Fifteen: الخطوة الأولى نحو العمق
Chapter Sixteen: صياغة التعهد وأغلال غير مرئية
Chapter Seventeen: عوالم متشابكة
Chapter Eighteen:همسات السيطرة العارية
Chapter Nineteen: مرآة الجوع
Chapter Twenty: رفيق الظلال
Chapter Twenty One: أضواء خافتة و ظلال مألوفة
Chapter Twenty Two: خيوط الملكية
Chapter Sixteen: صياغة التعهد وأغلال غير مرئية
في صباح اليوم التالي، استيقظ دومينيك قبل وقت المنبه. كان شعوراً غريباً يملأه، مزيجاً من التوتر، والترقب، ونشوة خفيفة. لم يكن يرتدي ملابس العمل المعتادة. اختار قميصاً داكناً وسروالاً أنيقاً، يرى فيهما انعكاساً للجدية التي كان يشعر بها تجاه لقائه بديمون بلاكوود.
تناول إفطاره بصمت، كل لقمة ثقيلة في فمه. كانت الساعات التي قضاها في قراءة "فن الخضوع" قد غيرت نظرته للعالم. لقد أدرك أن الأمر لا يتعلق بالضعف، بل بالقوة التي تكمن في الثقة المطلقة والتحرر من مسؤولية الاختيارات اليومية. كان ديمون بلاكوود هو الشخص الوحيد الذي شعر أنه يمكنه أن يقود هذه التجربة، وأن يمنحه هذا التحرر.
عندما حان الوقت، غادر دومينيك شقته. كانت شوارع أوريليا تعج بالحياة الصباحية، لكنه بالكاد لاحظ ذلك. كان تركيزه كله منصباً على وجهته. استقل سيارة أجرة، وشعر بقلبه يخفق بعنف مع كل شارع يقترب فيه من حي الأعمال الفاخر.
وصل إلى مبنى بلاكوود الشاهق. كان الواجهة الزجاجية تعكس سماء الصباح الزرقاء، وتبعث شعوراً بالعظمة والقوة. صعد بالمصعد إلى طابق ديمون، وشعر وكأن كل طابق يرتفع به كان يزيل طبقة أخرى من دفاعاته.
عندما فتح باب مكتب ديمون، وجد السيدة المسؤولة عن الاستقبال تبتسم له. "السيد بلاكوود ينتظرك يا سيد ريد."
دخل دومينيك مكتب ديمون. كان المكتب كما تذكره: فسيح، فاخر، مرتب بشكل لا تشوبه شائبة، ونافذة كبيرة تكشف عن منظر بانورامي لمدينة أوريليا. كان ديمون بلاكوود واقفاً بجوار النافذة، وظهره له، يحدق في الأفق. كان يرتدي بذلة داكنة تتناسب مع مظهره الهادئ والمهيمن.
"صباح الخير، سيد بلاكوود،" قال دومينيك، صوته أكثر استقراراً مما كان يتوقع.
استدار ديمون ببطء، وابتسامة خفيفة، بالكاد مرئية، ارتسمت على شفتيه. كانت عيناه الرماديتان تخترقان دومينيك، تقرآن كل شيء فيه. "صباح الخير، دومينيك. اجلس من فضلك."
أومأ دومينيك، وجلس على أحد الكراسي الجلدية المريحة أمام مكتب ديمون الواسع. كانت يداه ترتشفان قليلاً، لكنه كان يحاول إبقاء مظهره هادئاً.
جلس ديمون في كرسيه خلف المكتب، ومد يده نحو ملف رفيع ومغلق. "لقد قرأت الكتاب، هذا جيد. كما قلت لك، لن آخذ وقتاً طويلاً معك حتى تفهم الأساسيات. هل فهمت ما قرأت؟ هل أنت متأكد مما تريده؟"
"نعم سيدي،" قال دومينيك بوضوح، "لقد كان الكتاب... كاشفاً. أعتقد أنني أفهم المبادئ. وأنا... أنا متأكد مما أريده."
ابتسم ديمون ببطء. "جيد. لأننا هنا لننتقل إلى المرحلة التالية. ما بيننا، دومينيك، ليس علاقة عادية. إنها ديناميكية قوة، مبنية على الثقة، والطاعة، والخضوع. سأكون المهيمن الخاص بك، وأنت ستكون خاضعي. هذا يتطلب قواعد، وتوقعات، والتزاماً."
فتح ديمون الملف الذي كان أمامه. كان يحتوي على عدة صفحات مطبوعة. "هذه ليست مجرد وثيقة، دومينيك. إنه عقد. عقد يحدد ما سنتفق عليه، وما هي مسؤوليات كل منا. كل شيء يجب أن يكون آمناً، وعاقلاً، وتوافقياً. هذا هو أساس كل شيء."
مد ديمون الملف عبر المكتب. "اقرأه بعناية. لا توقع على أي شيء لا تفهمه تماماً، أو لا ترتاح له. هذا اختياري بالكامل. لكن بمجرد أن توافق، فإنك تلتزم."
التقط دومينيك الملف. كانت الصفحات بيضاء وواضحة، لكن الكلمات عليها كانت ثقيلة. كانت تلك اللحظة التي سيتغير فيها كل شيء. نظر إلى ديمون، الذي كان يراقبه بهدوء، عينان باردتان لكنهما تحملان وعداً بسلطة لم يختبرها دومينيك من قبل.
بدأ دومينيك يقرأ. كانت اللغة رسمية، تحدد أدوار المهيمن والخاضع، وتذكر البنود المتعلقة بالسلامة، وحدود الألم، والكلمة الآمنة، والواجبات اليومية، وحتى الجوانب المالية التي قد تتضمنها العلاقة. كانت كل كلمة تجعله يشعر بالواقعية المطلقة لما هو على وشك الدخول فيه.
في مكان ما بداخله، كان هناك جزء يصرخ بالخوف، يحذره من حجم هذه الخطوة. لكن الجزء الأكبر، الجزء الذي كان ديمون بلاكوود قد أيقظه، كان يتوق إلى هذا الالتزام، إلى هذا التحرر. كانت فكرة أن يصبح ملكاً لشخص آخر، أن يضع كل ثقته في ديمون، مغرية بشكل لا يصدق.
رفع عينيه من الوثيقة لينظر إلى ديمون. "لقد قرأت يا سيدي،" قال دومينيك، صوته خفيض، لكنه واثق. "أنا أفهم. وأنا موافق."
ارتسمت ابتسامة ديمون بلاكوود تلك المرة بشكل أوسع قليلاً، لم تكن مجرد لمسة شفافة، بل تعبيراً عن الرضا العميق. "ممتاز، دومينيك. وقع هنا، وهنا، وهنا."
ناول ديمون قلماً فاخراً. أمسك دومينيك بالقلم، وشعر بثقله بين أصابعه. وقع اسمه، بخط يد ثابت، على كل سطر أشار إليه ديمون. كل توقيع كان بمثابة إعلان، وعد، واستسلام.
عندما انتهى، سحب ديمون الوثيقة، وأغلق الملف. "مرحباً بك في عالمي، دومينيك. الآن، سنبدأ في تعلم القواعد عملياً. سأتصل بك قريباً لبدء تدريبك. كن مستعداً."
وقف دومينيك، شعر وكأن وزناً قد أزيح عن كتفيه، واستبدل بآخر جديد، ثقيل، لكنه كان وزناً توق إليه. كان ملكاً لديمون بلاكوود. خرج دومينيك من مكتب ديمون بلاكوود وهو يشعر بمزيج غريب من النشوة والرصانة. كان وزن العقد الموقع بين يديه، شعوراً بالمسؤولية الجديدة، ولكنه أيضاً شعور بالتحرر. لقد اتخذ خطوة كبيرة في حياته، خطوة لم يكن ليجرؤ على تخيلها قبل أسابيع قليلة. كانت شوارع المدينة، التي كانت تبدو عادية في السابق، الآن تزدحم بإحساس جديد بالإمكانية. لم يعد يشعر بالضياع، بل كأن له اتجاهاً واضحاً، ومُوجهاً. كان ديمون بلاكوود الآن جزءاً لا يتجزأ من واقعه، والقواعد التي وضعها ستشكل حياته. شعر بالإثارة، بالترقب، لمعرفة الخطوات التالية في هذا التدريب.
في مكان آخر من أوريليا، كان عالم ليو يتقلص تحت رعاية غير متوقعة.
لم تكن علاقة ليو بديمون بلاكوود بعد تلك الليلة في المكان الخاص علاقة رعب، بل تحولت إلى روتين غريب ومحكم. كان ديمون يصر على أن يلتقي بليو كل يوم، أو على الأقل يتحدث معه هاتفياً أو عبر الفيديو. كانت هذه اللقاءات تتميز بهدوء ديمون ورعايته التي بدت صادقة، لكنها كانت تخفي خلفها قبضته المحكمة. كان ديمون يسأل عن يوم ليو، عن صحته، حتى عن احتياجاته المالية أحياناً، عارضاً المساعدة بلهجة لا تترك مجالاً للرفض. لم تكن هناك تهديدات، ولا إشارات مخيفة، بل كان يحيط ليو بنوع من الاهتمام الذي كان في جوهره سلبًا لحريته.
كان ديمون يعطي ليو نصائح حول كيفية تنظيم وقته، وحتى ماذا يأكل. كان يرسل له أحياناً وجبات جاهزة أو كتباً، مصحوبة برسالة بسيطة: "هذا جيد لك يا ليو. اهتم بنفسك." كانت هذه اللفتات، التي تبدو كعلامات اهتمام، هي ذاتها التي تذكره بأن ديمون يراقب كل تفصيلة في حياته، وأن لا شيء يحدث دون علمه أو موافقته. لم يكن الخوف الذي يشعر به ليو تجاه ديمون ذا طبيعة مباشرة، بل كان قلقاً خفياً من فقدان ذاته تماماً تحت عباءة هذه "الرعاية" القسرية.
وفي أحد تلك اللقاءات اليومية، تحدث ديمون بصوت هادئ، وعيناه لا تفارقان ليو: "أريدك أن تستمر في صداقتك مع دومينيك يا ليو. أن تكون صديقاً جيداً له، وأن تظل كما كنتما دائماً. هو يحتاج إلى استقراره، وأنت جزء منه. وما يحدث بيننا... يبقى بيننا. لا أريد أن يعرف دومينيك أي شيء عن تفاصيل علاقتنا. هل تفهم يا ليو؟"
أومأ ليو، صوته عالقاً في حلقه. كان ثقل هذه الكلمات أكبر من أي قيد جسدي. كان عليه أن يكذب على صديقه الوحيد، وأن يمثل دوراً لا يريده، وأن يخفي واقعاً مريراً أصبح جزءاً من حياته. شعر بالوحدة التامة تحت هذه "الرعاية" الخانقة. لقد أصبح دمية في يد ديمون، مجبرة على أداء دورها، ليس بالخوف من العقاب، بل بالقوة الصامتة للسيطرة التي لا تترك مجالاً للرفض أو التمرد. كانت أغلاله غير مرئية، لكنها كانت محكمة، تلتف حول روحه، وتجعل كل يوم مجرد إثبات لاستسلامه الصامت.

يتبع.....

اذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
© Minami Haruka,
книга «Fifty Shades Of Reed».
Chapter Seventeen: عوالم متشابكة
Коментарі