Prologue
Synopsis
Chapter One: اللمحة الاولى
Chapter Two: كشف الاسرار
Chapter Three: الخطوة الأولى
Chapter Four :خيوط العنكبوت
Chapter Five: الدعوة الى الشبكة
Chapter Six: في عرين الاسد
Chapter Seven: قواعد اللعبة
Chapter Eight: العرض
Chapter Nine:القرار و العواقب
Chapter Ten: العالم الجديد
Chapter Eleven: الصدى و الخضوع
Chapter Twelve: صدى السيطرة
Chapter Thirteen: دروس الاستسلام و الظلام
Chapter Fourteen: شبكة الخضوع و صمت اليأس
Chapter Fifteen: الخطوة الأولى نحو العمق
Chapter Nine:القرار و العواقب
كان صوت ليو المليء بالقلق يتردد عبر الهاتف، "دومينيك؟ هل أنت بخير؟"
"ليو!" قال دومينيك مرة أخرى، صوته المرتعش بالكاد يتجاوز أنفاسه المتقطعة. "أنا... أنا لست بخير. إنه... إنه أعطاني شيئاً. ليس مقابلة! ليس عملاً! إنه..." كان يشعر بالغثيان، ويداه المرتعشتان بالكاد تمسكان بالهاتف.
"ماذا أعطاك بحق الجحيم؟" سأل ليو، وبدت نبرته أكثر حدة، أكثر خوفاً. كان صوته يحمل توتراً غير مألوف، توتراً لم يسمعه دومينيك فيه من قبل.
"اتفاقية علاقة... سيطرة/خضوع!" اندفعت الكلمات من دومينيك كحمم بركانية، تحمل معها كل الرعب والارتباك الذي يشعر به. "إنها هنا، على الطاولة! اتفاقية يا ليو! إنه يريدني أن أكون خاضعاً له! هل جن جنونه؟ ما هذا؟ ماذا يجب أن أفعل؟"
صمت ليو على الطرف الآخر من الخط. صمت طويل، ثقيل، جعل دومينيك يشعر بالخوف أكثر. كان بإمكانه سماع أنفاس ليو الثقيلة، وكأنما يكبح صرخة.
"ليو؟ هل أنت هناك؟" سأل دومينيك، وهو يرفع صوته قليلاً.
"دومينيك،" جاء صوت ليو أخيراً، همساً بالكاد مسموعاً، لكنه كان مليئاً بالرعب. "لا... لا تفعل أي شيء. لا توافق على أي شيء. ابتعد عنه. ابتعد عن ديمون بلاكوود."
"ابتعد عنه؟" كرر دومينيك في ذهول. "لكنه... إنه يعلم عن الكتاب. يعلم عن كل شيء. تحدث عن 'انحرافي الكامن'. ليو، هل تعرف ماذا يحدث؟"
تنهد ليو بعمق، تنهيدة طويلة ومؤلمة. "دومينيك، اسمعني جيداً. ديمون بلاكوود... هو ليس رجلاً عادياً. هو ليس مثل أي شخص قابلته من قبل. هو... صياد. وعندما يضع عينيه على فريسة، لا يتركها تذهب. وإذا ظننت أن هذا الأمر يدور حول جنس عادي، فأنت مخطئ تماماً."
"ماذا تقصد؟" سأل دومينيك، وقد شعر ببرودة تسري في أوصاله.
"أقصد أنه سيسيطر عليك. على عقلك، على جسدك، على روحك. سيسلبك كل شيء. إنه... إنه خطير، دومينيك. أشد خطورة مما تتخيل. ما تراه في تلك الاتفاقية... إنه ليس مجرد كلمات. إنه أسلوب حياته. إنه عالمه. عالم لا تستطيع أن تفهمه." بدأ صوت ليو يرتجف، كأنما يتذكر شيئاً مؤلماً.
"لكنك... أنت تعرفه، أليس كذلك؟" قال دومينيك. "أنت تعرف عن هذا العالم. أخبرني يا ليو! أخبرني كل شيء!"
"لا أستطيع،" قال ليو، صوته أصبح أكثر حدة. "لا أستطيع أن أخبرك أي شيء. فقط... فقط ابتعد. لا تفتح هذا الباب. إذا فتحته، فلن تتمكن من إغلاقه مرة أخرى. إنه سيسحبك إلى القاع."
شعر دومينيك بالإحباط والغضب يرتفعان بداخله. "ماذا تقصد 'لا أستطيع'؟ أنا صديقك! أنا أثق بك! أنت الوحيد الذي يمكنني التحدث إليه عن هذا الهراء!"
"لا يا دومينيك،" رد ليو بصوت حاسم ومتهدج. "أنا لا أستطيع. وقد حذرتك. الآن القرار قرارك. لكن إذا دخلت عالمه، فاعلم أنك ستكون وحدك. لا أحد يستطيع أن يساعدك. ولا أحد... لا أحد يستطيع أن ينقذك منه." كانت نبرة ليو تحمل يأسًا وتجربة ألم عميقة. ثم سمع دومينيك صوتاً خفيفاً يشبه التنهيدة، ثم انقطع الخط.
حدق دومينيك في الهاتف بين يديه، الصمت المطبق في شقته يصرخ أكثر من أي ضجيج. كان ليو قد أغلق الخط. تركه وحيداً، يواجه المظروف المخيف على الطاولة، وكلمات ديمون بلاكوود تتردد في ذهنه. ثمن لفضولك... ثمن لانحرافك الكامن... المتوقد. السيطرة الكاملة... امتلاك جسدك وروحك.
نظرة أخيرة على الاتفاقية المفتوحة، على الكلمات التي بدأت تتشكل أمامه بوضوح. شعور غريب بالخدر بدأ يغزو أطرافه، ممزوجاً بفضول جامح يزداد قوة مع كل نبضة قلب. كان الخوف لا يزال موجوداً، لكنه بدأ يتراجع أمام الإغراء المروع للمجهول، أمام الوعد بمتعة لم يختبرها، وعالم سري يدعوه للانغماس فيه.
بعد دقائق بدت وكأنها ساعات، مد دومينيك يده المرتجفة نحو المظروف. كانت مادة الورقة سميكة وناعمة تحت أصابعه. فتحها ببطء شديد، وكأنما يفتح صندوق باندورا. سحب الأوراق من الداخل. كانت عدة صفحات، مطبوعة بخط واضح ورسمي، وتحمل شعاراً أسود وفضياً لامعاً في الأعلى: شعار بلاكوود العالمية.
عيناه جابت الكلمات الأولى في الصفحة الأولى، والتي كانت مكتوبة بخط عريض ومذهل، جعل قلبه يغوص إلى أسفل صدره:
"اتفاقية علاقة  السيطرة/الخضوع"
شعر دومينيك بأن الأرض تدور به. هذا ما كان يعنيه ديمون بلاكوود! لم يكن الأمر يتعلق بالعمل، بل بهذا. بهذا العالم السري الذي قرأ عنه في الخفاء. بدأت يداه ترتجفان بشكل لا إرادي. دفعة من الخوف اجتاحته، لكن تحتها كان هناك تيار خفي من الإثارة المحظورة، يدفعه لقراءة المزيد.
"لا يمكن..." تمتم دومينيك، صوته بالكاد مسموع. أغمض عينيه بقوة، ثم فتحهما مرة أخرى، وكأن الكلمات ستختفي. لكنها لم تفعل. كانت واضحة، حقيقية، ومخيفة.
جنون، فكر، لكنه لم يجد القوة ليدير ظهره. ماذا لو... ماذا لو كانت هذه هي الإجابة؟ كانت الإثارة تزداد، تتغلب على الرعب. في نهاية المطاف، ومع أول خيوط الفجر، رفع دومينيك رأسه. كانت عيناه حمراوان من قلة النوم، لكن كان فيهما قرار، قرار مخيف، لكنه ثابت. لن يتراجع. لن يخذل نفسه، ولا الفضول الذي يحرقه. ولن يخذل ديمون بلاكوود، الذي بدا وكأنه يراه أكثر مما يرى نفسه.
التقط قلمه، وبيد ثابتة بشكل مدهش، وصل إلى الصفحة الأخيرة. لم يكن يملك كل الإجابات، ولم يكن يفهم كل شيء، لكنه كان مستعداً لدفع الثمن. كتب اسمه، دومينيك ريد، بخط واضح وثابت. ثم وضع الأوراق مرة أخرى في المظروف، وشعر بوزن القرار الثقيل يقع على عاتقه.
وفي نفس الوقت تقريباً، بعد أن أنهى مكالمته مع دومينيك، كان ليو لا يزال في شقته المتواضعة في أوريليا، وقد انتابه قلق عميق. مشى ذهاباً وإياباً، يلوم نفسه على عدم قدرته على مساعدة صديقه. كان يفكر في ديمون بلاكوود، في قوته التي لا يمكن تفسيرها، وفي تحذيره الذي أطلقه قبل أيام.
فجأة، سمع طرقات قوية على باب شقته. طرقات حاسمة، لا تترك مجالاً للرفض. تجمد ليو. من يمكن أن يكون في هذا الوقت المبكر؟
فتح الباب بحذر، ووجد نفسه يواجه ثلاثة رجال ضخام يرتدون بذلات سوداء، وجوههم خالية من أي تعبير. وقفوا دون أن يتفوهوا بكلمة. كان أحدهم يحمل قفازات جلدية سوداء.
"ليو فين؟" سأل أحدهم بصوت عميق، ليس سؤالاً بقدر ما هو تأكيد.
شعر ليو ببرودة الجليد تسري في عروقه. "نعم... من أنتم؟"
"سيدي بلاكوود يريد أن يراك،" قال الرجل ببرود، وهو يخطو خطوة إلى الأمام.
"لا يمكنني الذهاب الآن، أنا..." حاول ليو الاحتجاج، لكن الرجل الآخر أمسك بذراعه بقوة لا تصدق. لم يكن هناك جدال. لقد تم سحبه من شقته، إلى سيارة سوداء فارهة تنتظر في الشارع. لم يرتكب أي مقاومة. كان يعلم أنها عديمة الجدوى.
اقتيد ليو إلى غرفة مجهولة، مظلمة باستثناء ضوء خافت يأتي من زاوية. كان ديمون بلاكوود يقف في المنتصف، بهدوء تام، يداه متشابكتان خلف ظهره، وعيناه الرماديتان تحدقان في ليو ببرود وقسوة لم يرهما من قبل. لم يكن هناك غضب، فقط إدانة باردة.
"ظننت أنني كنت واضحاً، سيد فين،" قال ديمون بلاكوود، صوته هادئ بشكل مخيف. "ألم أقل لك ألا تتدخل في شؤوني؟"
"لقد كان صديقي! كان مرعوباً!" قال ليو، صوته يرتجف. "كنت أحاول حمايته!"
"حمايته؟" ضحك ديمون بلاكوود ضحكة خافتة ومريرة. "أنت لا تحمي أحداً يا سيد فين. أنت تحاول أن تفرض سيطرتك المحدودة على عالم لا تدرك اتساعه. هذا هو خطأك. والخطأ له عواقبه."
أشار ديمون بلاكوود بإصبعه نحو ليو. "خذوه."
لم يكن ليو يملك الوقت ليحتج. دفعه الرجلان اللذان أمسكاه بقوة إلى طاولة خشبية طويلة في منتصف الغرفة. أحدهما أمسك بذراعيه بقوة، والآخر أمره بالانحناء.
"هذا لتذكيرك،" قال ديمون بلاكوود، وهو يقترب، صوته يتحول إلى همس مهيمن، "بأن كلمتي هي القانون. وبأن تدخلك له ثمن. ثمن مؤلم لن تنساه."
رفع ديمون بلاكوود يده، التي كانت تحمل الآن مجدافاً جلدياً عريضاً. ارتجف ليو بقوة، أدرك ما كان على وشك الحدوث. كانت عيناه تتوسلان، لكن ديمون بلاكوود لم يرمش.
انقض المجداف على مؤخرة ليو بقوة مذهلة. صرخ ليو صرخة مكتومة، وتشنج جسده. ضربة أخرى، ثم أخرى، في إيقاع قاسٍ، كل ضربة كانت أسوأ من سابقتها. شعر ليو بالحرقان ينتشر في جلده، بالحرارة، بالخزي المطلق. حاول أن يقبض على حافة الطاولة، لكن يديه كانتا مثبتتين.
"هذا بسبب محاولتك إفساد خططي،" قال ديمون بلاكوود بصوت خفيض، كل كلمة تزامنت مع ضربة. "وهذا لأنك تجرأت على تحدي سلطتي. وهذا لتتذكر من هو المسيطر."
كان ليو يتألم، يلهث، يحاول كبح صرخاته، لكنها كانت تخرج رغم أنفه. كان الألم حقيقياً، لكن الإذلال كان أقسى. شعر بنفسه ينهار، يستسلم لسيطرة ديمون بلاكوود الكاملة، جسدياً ونفسياً. عندما توقفت الضربات أخيراً، شعر بالضعف الشديد. كان يتنفس بصعوبة، جسده يرتعش.
"أتفهم يا سيد فين؟" سأل ديمون بلاكوود، صوته بارد وحاسم.
"أفهم..." همس ليو، بصوت بالكاد مسموع، الألم والخزي ينهشان روحه.
"جيد. الآن اذهب. وتذكر: هذا تحذير. المرة القادمة، ستكون العواقب أشد قسوة."
أشار ديمون بلاكوود للرجلين. أطلقا سراح ليو، الذي سقط على الأرض على ركبتيه، يلهث. ثم رفع رأسه ببطء، ونظر إلى ديمون بلاكوود الواقف فوقه، كإله منتقم. كان يعلم الآن. لقد دفع الثمن. وديمون بلاكوود لن ينسى.

يتبع.....

إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
© Minami Haruka,
книга «Fifty Shades Of Reed».
Chapter Ten: العالم الجديد
Коментарі