Chapter Twenty Two: خيوط الملكية
استيقظ دومينيك على فراشه الخاص، لكن إحساسه كان معلقًا بين عالَمين. لم تكن هذه غرفة ديمون الواسعة، بل شقته المألوفة، لكن هالة الليلة الماضية في نادي "الليسيوم" كانت لا تزال تلتصق بجلده، تهتز في كل عصب. كانت أشعة الشمس الذهبية تتسلل بخجل عبر الستائر التي لم يفتحها بالكامل، ترسم خطوطًا مضيئة على الأرضية الخشبية. لكن الضوء لم يبعث فيه الدفء، بل زاد من شعوره بالتعري، بالانكشاف التام. لم يكن يرتدي شيئًا سوى ملاءة سريره التي تلتف حول خصره، تاركًا صدره العاري ورقبتَه وعظم الترقوة مكشوفة تمامًا للهواء، ولذكرى اللمسات التي ما زالت تحفر مسارها على بشرته.
لم يكن الألم رفيقًا له، بل كان هناك إحساس بالخدر الممزوج باللذة، شبيه بنبض خفي لا ينقطع في كل عصب من أعماقه. كانت حلمتاه لا تزالان متصلبتين بشكل مؤلم، تشدان أعصابه إلى درجة من التوتر التي لا يمكن تخيلها. هذا الإحساس، هذا التوتر المبرح، كان يهمس بوعدٍ لا يصدق، يدفعه نحو الحافة. كان عقله شبه فارغ، لا يستطيع تجميع شتات أفكار الليلة الماضية. كل ما تذكره كان الضجيج، الأضواء الخافتة، الروائح، وبالأخص، يد ديمون على فكه، ونظراته التي اخترقت روحه، وصوته الذي اخترق كل دفاعاته ليغرس ملكيته العميقة في كل خلية. كان هذا الاستسلام، هذا الإذعان المطلق، هو ما جعله يرتجف الآن، شهوة نقية لا يمكن وصفها، تتجاوز حدود الجسد، تتجاوز حتى الجنس. كانت شهوة ليكون مملوكًا بالكامل.
لم يجد ديمون بجانبه، ولا أثر لوجوده في الشقة، لكن أثره كان محفورًا في جسد دومينيك وذهنه. رائحة ديمون الرجولية المختلطة بالمسك وخشب الصندل، التي كانت تُثير فيه رغبة مجنونة للالتصاق به، للغوص في عالمه المظلم الذي يكشف عن جوانب من نفسه لم يكن ليتخيل وجودها، كانت عالقة في أنفه، وكأن ديمون لم يغادر أبدًا. كانت هذه الرغبة، هذا الجوع غير المفهوم، يتأجج في أعماقه، يدفعه نحو حافة الانهيار، حيث كان الجسد يتوق للتحرر من هذا التوتر المبرح. كانت كل خلية فيه تستغيث، تنتظر الأوامر التي ستسمح لها بالانفجار.
لم يكن دومينيك قادرًا على النهوض من الفراش. كان جسده مثقلاً بهذه النشوة المكبوتة، بهذا التوتر الشديد الذي جعله شبه مشلول. كانت ظلال الماضي تراقصه، شبح الرجل الآخر الذي ذكره ديمون. هل كان هو أفضل منه؟ هل كان أكثر خضوعًا؟ هذه الأفكار كانت تزيد من شهوته للمزيد، لرغبة في إثبات نفسه، لإثبات أنه يستطيع أن يصل إلى أقصى حدود الخضوع، ليُقذف، ليتحرر، ليُصبح كليًا ملك ديمون. كان الجسد متوتراً، مشدوداً، كالقوس الذي ينتظر اللحظة الأخيرة للانطلاق.
صوت الهاتف الخافت على طاولة السرير اخترق الصمت المفاجئ. كان قلبه ينبض بعنف. هذه اللحظات من الانتظار كانت بحد ذاتها تعذيبًا لذيذًا، تزيد من حدة توتره، ترفع من مستوى الشهوة لديه، وتجعله يتوق للسيطرة، للكلمة، للملمس الذي ستنقذه من هذا الجحيم اللذيذ من الانتظار. كان ينتظر... ينتظر النهاية اللذيذة لهذا التوتر، ينتظر الانفجار الذي وعده به ديمون، الانفجار الذي لا علاقة له بالجنس، بل بالخضوع المطلق، بالنشوة التي تأتي من التسليم الكلي للذات. كان جسده يستغيث، كان يصرخ تحت صمت الصباح، كان كل جزء فيه يتوق أن يشتعل، أن ينهار، أن يُقذف، الآن، فقط ليُقذف.
لم يعد بوسعه تحمل هذا الثقل من الرغبة المتأججة. تشنج جسده. كانت كل عضلة، كل عصب، يتلوى تحت ضغط هذا الجوع الذي لا يرحم. أغمض عينيه بقوة، محاولاً طرد صورة "ذا ليسيوم" وضجيجه، لكنها كانت تزداد وضوحاً: أضواء النادي الحمراء التي صبغت أجساد الخاضعين، أصوات السلاسل الخافتة التي دغدغت أطراف أعصابه، والأهم، لمسة ديمون التي اخترقت فكه، صوته الخشن الذي همس بكلمة "ملكي".
تسللت يده ببطء، وكأنها لا تملكها، نحو ركبتيه المضمومتين، ثم انزلقت ببطء أكثر، متتبعة خط الفخذ، حتى وصلت إلى عضوه المنتصب الذي كان ينبض بإيقاع محموم. لم يكن لمسة غريزية فحسب، بل كانت لمسة تائهة، تتلمس طريقة للتفريغ، للخروج من هذا الجحيم اللذيذ. بدأ يلامس نفسه بتردد، ثم ازداد إيقاع لمساته، مدفوعاً بذكرى نظرات ديمون التي كانت تخترقه. كانت أصابعه تتتبع كل انحناءة، كل خط، كل نقطة حساسة في جسده المتشنج.
كل دغدغة خفيفة، كل ضغط، كانت تجلب معها ومضة من ذكريات الليلة الماضية، تجمعات غريبة، وضحكات مكتومة، ثم وجه ديمون الذي انحنى ليوشوش في أذنه. "أنت هنا ملكي... لا تنظر إلا لي... لا تشعر إلا بي." كانت هذه الكلمات، أوامر ديمون، تتردد في رأسه، تغذي النبض الخفي في جسده، وتحول الأفعال العادية إلى طقوس من الخضوع.
كان يلهث، أنفاسه قصيرة ومتقطعة، ورأسه يرتد للخلف، مدفوعاً بنشوة متصاعدة. كان يشعر بأن عروقه على وشك الانفجار، وأن جسده يتشنج بالكامل، قاب قوسين أو أدنى من السقوط الحر. كان قريباً، قريباً جداً من الذروة. كل ما أراده هو أن يُقذف، أن يشتعل، أن ينهار تحت هذا الضغط، أن يستسلم كلياً، تماماً كما طلب منه ديمون.
لكن في لحظة اقترابه من الذروة، انحرف عقله فجأة، وانجرف بعيداً عن النشوة الجسدية نحو هاوية من القلق. لمسة يده توقفت للحظة، وإيقاع أنفاسه اختل. لماذا غادر ديمون هكذا؟ لماذا لم يقل كلمة؟ ترك دومينيك في خضم تلك اللحظة المجنونة، ثم اختفى. كان هذا الغياب الصامت، هذا التلاشي المفاجئ، كصفعة باردة تذكّره بالشكوك التي تكمن في أعماقه.
هل كان ديمون يعلم؟ هل كان يختبره؟ هل كان يختبر مدى خضوعه، حتى في غيابه؟ هذا الفكر، هذا السؤال المقلق، تسلل إلى ذهنه، وتضخم مثل الوحش الكامن. تذكر وجه ديمون القاسي في اللحظة التي عادت فيها يده لتضغط على فكه في النادي، ونبرته الآمرة: "أنت لا شيء بدوني. أنت ملكي. كن لي تماماً، الآن!"
كانت تلك الكلمات، تلك السيطرة المطلقة التي فرضها عليه ديمون، هي التي تغذي هذا الجوع وهذا الخوف في آن واحد. كان ديمون قد غرس ملكيته في أعماق روحه، بطريقة تجعله يشعر بالارتباط به حتى في غيابه. هذا الشعور بامتلاك ديمون له، هذا الاندفاع الغامض الذي لا يمكن تفسيره، كان يثير فيه لذة غريبة، ولكنه في نفس الوقت يغذّي قلقه.
"هل أنا كافٍ؟" همس دومينيك لنفسه، صوته بالكاد مسموع في صمت الغرفة. "هل سأكون دائماً ما يكفيه؟"
عاد بذاكرته إلى كلماته لديمون حول الخاضع الآخر، الرجل الذي كان "صادقاً" و"جائعاً". هذا هو مصدر قلقه العميق، شبح شخص آخر، غير معروف، لكنه يمثل تحديًا خفيًا لوضعه مع ديمون. كانت الشكوك تظل خبيئة في الظل، تنتظر أي شرخ لتنمو.
كانت يده ما زالت على جسده، لكن النبض الذي كان يدوي فيها قد خفت. تلاشت حدة الشهوة الجسدية للحظة، ليحل محلها توتر آخر، توتر عاطفي، قلق وجودي. أراد ديمون بجانبه، ليذيب هذه الشكوك، ليثبت له أنه ملكه وحده، ليخفف هذا القلق بالسيطرة المطلقة، باللمس الذي لا يترك مجالاً للشك.
رفع رأسه ببطء، متأملاً سقف غرفته، وقد أصبح جسده يرتعش بشكل مختلف، ليس فقط من الشهوة، بل من حاجة عميقة للتأكيد. كان عليه أن يعرف. كان عليه أن يثبت نفسه. كان عليه أن يستسلم أكثر، لدرجة لا يمكن لأحد أن يصل إليها سواه.
وعلى الرغم من عودة الشك، إلا أن الرغبة لم تختفِ تمامًا. كانت كامنة، مثل جمر تحت الرماد، تنتظر نفخة واحدة لتشتعل من جديد. في الواقع، القلق على ما إذا كان كافياً لديمون، وما إذا كان ملكه بالكامل، زاد من حدة توقه للخضوع. أراد أن يُثبت لديمون، لنفسه، أنه قادر على التجاوز، على الوصول إلى أبعد نقطة من التسليم التي لم يبلغها أحد من قبل.
فجأة، رن الهاتف مرة أخرى، هذه المرة بقوة أكبر، وكأنما كان يقطع خيط الأفكار المتشابكة. كان الرقم مجهولاً. تردد دومينيك للحظة، لكنه كان يعلم. كان يعلم من المتصل قبل أن يرى الاسم.
كان ديمون.
امتدت يده نحو الهاتف، كل عصب في جسده ينبض من جديد. هذه هي الفرصة. هذه هي الكلمة التي سينتظرها، اللمسة التي سيطلبها. كانت الذروة لم تتحقق بعد. كان الجسد ما زال يتوق، يرتجف، ينتظر الأوامر، يتطلع إلى اللحظة التي سيُسمح له فيها بالانهيار التام، الذوبان الكامل. لقد كان مستعداً أن يُقذف، الآن، فقط لأجله.
رفع دومينيك الهاتف، وكانت يده ترتعش بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ليس من الخوف، بل من الإثارة الجامحة التي تجتاحه. وضع الهاتف على أذنه، وقلبه يخفق بعنف، يملأ الصمت الذي سبق صوت ديمون. كل نفس أخذه، كل دقة قلب، كانت تنتظر.
في تلك اللحظة بالذات، بينما كان ديمون يتحدث مع دومينيك على الهاتف، كان ليو يجلس في غرفة مكتب ديمون الفاخرة، التي تطل على المدينة الصاخبة. لم تكن الغرفة مظلمة تماماً، بل كانت الأضواء خافتة، تلقي بظلال طويلة على جدرانها المكسوة بالخشب الداكن. على بعد خطوات قليلة من ديمون، كان ليو يجلس على الأرضية الرخامية اللامعة، راكعاً، يرتجف ببطء. كانت عيناه مثبتتين على ديمون، تتوسلان وتخضعان في آن واحد. لم يكن ليو مقيداً بحبال أو سلاسل، لكنه كان مقيداً بنظرة ديمون، وبوجوده الطاغي.
"صباح الخير، صغيري." قال ديمون، صوته عميقاً، خشناً، وكأنه ينساب عبر الخط ليمسح كل شبر من جسد دومينيك. بينما كان ينطق هذه الكلمات، رفع ديمون رأسه ونظر مباشرة إلى ليو، بنظرة عيون قوية، لا تخلو من الهيمنة، وكأنما يرسل إليه رسالة صامتة لا يمكن فهمها إلا للخاضع الحقيقي. كانت الكلمة الأخيرة، "صغيري"، كفيلة بإشعال كل خلية في جسد دومينيك، لكنها كانت أيضاً إعلاناً صامتاً لليو، تأكيداً لمن هو "الصغير" في هذا العالم.
"صباح الخير، سيدي،" تمتم دومينيك، صوته بالكاد مسموع، خفيضاً، خاضعاً، يكاد يذوب في الهاتف. كانت الرغبة في صوته واضحة، شهوة عارية لا يمكن إنكارها.
"هل نمت جيداً بعد ليلتنا؟" سأل ديمون، نبرته تحمل نبرة خفية من التسلية، وكأنما كان يرى دومينيك تماماً، يرى جسده المتشنج، ويعرف بالضبط مدى تأثيره عليه. في هذه الأثناء، مدت يد ديمون الحرة ببطء، وبلا مبالاة شبه قاسية، لتلامس مؤخرة عنق ليو، تماماً عند قاعدة جمجمته، وكأنما كانت تذكره بالخضوع الذي لم ينسَه. لم تكن لمسة عنيفة، لكنها كانت كافية لتجعل ليو ينتفض، يرتجف، ويصدر همهمة خافتة، أشبه بـ "نعم، سيدي." لم يكن هذا سوى تذكير خفيف من ديمون بأن ليو لم ينسَ مكانته، وأن أي انحراف عن الولاء كانت له تبعاته، حتى لو كانت هذه التبعات دقيقة وغير مرئية للعين غير المدربة. كانت اللذة والضغط يمتزجان على وجه ليو، تعبيراً عن خضوع لا يقل عمقاً عن خضوع دومينيك، لكنه خضوع مختلف، محمل بتاريخ طويل من الأوامر والطاعة.
"لم أنم كثيراً، سيدي،" اعترف دومينيك بصدق، عيناه تشتعلان بحرارة من الذروة المكبوتة. "كنت أفكر... كنت أفكر بك."
صمت ديمون لثوانٍ، ثم جاء صوته مرة أخرى، أكثر عمقاً، أكثر إثارة. "أنا أعلم ما كنت تفكر به، صغيري. أشعر بك. أشعر بكل اهتزاز في جسدك. كنت أنتظر هذه اللحظة بالذات لأدفعك أبعد." بينما قال ديمون هذا لدومينيك، حرك يده من عنق ليو لتلامس ذقنه، ورفع رأسه ببطء، مجبراً ليو على رفع رأسه لينظر إليه مباشرة. لم يكن هناك أي أثر للألم على وجه ليو، فقط تركيز مطلق وخضوع كامل، وعينان لا تجرؤان على الرمش، وكأنما يمتص كل كلمة تُقال للآخر، ويعرف أنها تنطبق عليه أيضاً.
"جيد،" تابع ديمون، وصوته أصبح أكثر حدة، أكثر سلطة. "الآن، أريدك أن تذهب إلى الحمام. خذ حماماً بارداً. أريدك أن تشعر بالبرد يتخلل عظامك، ليمسح كل أثر لليلة الماضية. أريدك أن تكون نقياً، فارغاً، مستعداً لما هو قادم. هل هذا مفهوم؟"
"مفهوم، سيدي،" أجاب دومينيك على الفور، حتى قبل أن يفهم تماماً سبب هذا الطلب. كان جسده يستجيب للأوامر، حتى قبل عقله.
حتى عندما أعطى ديمون دومينيك هذا الأمر، لم تتغير تعابير وجهه. كان يراقب ليو، الذي كان يرتجف قليلاً، ينفذ أمره الصامت بالخضوع. كان هذا هو عالمه. عالَم يتحكم فيه بكل خيط، بكل نبضة، بكل نفس. كانت هذه المكالمة مع دومينيك، واللمسة الخفيفة على ليو، هي مجرد طريقة أخرى للتأكيد على أن كليهما ملكه، وأن إرادته هي القانون الوحيد.
"بعد ذلك،" قال ديمون، نبرته عادت لتهدأ، لكنها تحمل وعداً بالجنون. "انتظر تعليماتي التالية. ستصلك رسالة. لا تتحرك من شقتك حتى أرسل لك ما يجب فعله. هل هذا واضح، صغيري؟"
"واضح، سيدي،" أكد دومينيك، وقد أصبح جسده يرتجف بشدة. كان ديمون يتحكم فيه تماماً، حتى عبر الهاتف، حتى في أدق تفاصيل حياته. لم يكن هذا إحباطاً، بل كان إثارة لا تُطاق. كانت الشهوة تتصاعد، تصل إلى نقطة اللاعودة. كان على وشك أن ينفجر، ليس بسبب لمسة، بل بسبب قوة السيطرة المطلقة لديمون. كل عصب، كل خلية في جسده كانت تصرخ، تتوسل للإفراج، للإنهيار.
"جيد. لا تتأخر." أنهى ديمون المكالمة فجأة، وأسقط الهاتف ببطء على المكتب.
ثم نظر ديمون إلى ليو، الذي كان لا يزال راكعاً أمامه، وعيناه لا تزالان مثبتتين عليه. انحنى ديمون قليلاً، وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة خافتة، ابتسامة تملؤها السيطرة الخالصة. مد يده ببطء شديد، وكأن كل حركة محسوبة، لتلامس مؤخرة ليو. لم تكن لمسة عنيفة، بل كانت ضغطاً خفيفاً، انزلقت فيه أصابعه بخفة، وكأنها تداعب، وكأنها تعد بشيء ما. لم تكن قوة، بل مجرد تملك.
صدر من ليو أنّة خافتة، عميقة، تكاد تكون شهقة، ممزوجة بفيض من النشوة والخضوع. ارتفعت أنفاسه قليلاً، وارتعش جسده بالكامل، من رأسه حتى أصابع قدميه. كانت لمسة ديمون كافية لتوقظ فيه كل الخلايا التي كانت تتوق لسيطرته. لم تكن العقوبة قاسية، بل كانت محض تذكير حميمي ومثير بأن وجود ديمون هو مصدر كل إحساس. كان ليو يعلم تماماً أن هذه اللمسة هي إشارة واضحة، تذكره بمكانه وبحدود دوره، وأنه لن يكون أبداً بديلاً لدومينيك في مسيرة ديمون الجديدة.
"تذكر،" همس ديمون، صوته أعمق من الهمس، "لا شيء يخصك. لا شيء تراه أو تسمعه. أنت مجرد ظل في عالمي. أنت تفهم."
"أفهم، سيدي،" تمتم ليو، صوته يرتجف، وقد امتزج الذل بالولاء في عينيه.
وقف ديمون ببطء، ثم وضع يده على رأس ليو، يضغط بخفة، كما لو كان يختم أمراً. "جيد. يمكنك الانصراف الآن."
ظل ليو راكعاً للحظة أخرى، ثم نهض ببطء، يرتجف، وغادر الغرفة بصمت، تاركاً ديمون وحده، يحيط به هالة من القوة والسيطرة المطلقة. كان ديمون يعلم أن كل شيء كان تحت سيطرته. كان دومينيك ينتظره، يستعد، و ليو قد عاد إلى مكانه. كانت اللعبة تزداد عمقاً، والرهانات تزداد ارتفاعاً، وكان ديمون يستمتع بكل لحظة.
بعد دقائق قليلة، وبينما كان دومينيك قد أنهى حمامه البارد، وجفف جسده ببطء، مرتدياً رداء الحمام القطني، رن هاتفه مرة أخرى. لم يكن اتصالاً هذه المرة، بل رسالة نصية. التقط الهاتف، وقلبه يدق بشدة، متوقعاً التعليمات التالية.
كانت الرسالة قصيرة، ولكنها كانت تحمل قوة زلزالية على جسده المتوتر:
من ديمون: "الآن، صغيري. أريدك أن ترتدي شيئاً يجعلك تشعر بالتعري. شيئاً يكشف أكثر مما يستر. أريدك أن تكون مُتاحاً لي حتى عندما لا أكون هناك. سأعرف. لا تتأخر."
اختفت الكلمات من الشاشة، لكن أثرها بقي محفوراً في عقل دومينيك وجسده. شعر بلهيب مفاجئ يجتاح وجهه، يصبغه بالاحمرار. لم يكن هذا مجرد أمر، بل كان تحدياً، دعوة للاستسلام أكثر، للتخلي عن كل حجاب. "ملابس كاشفة؟" تساءل دومينيك في ذهنه، وقد اتسعت عيناه في دهشة بريئة، بينما بدأت بشرته تتوهج بحرارة غير مألوفة. "هل يقصد قمصاناً شفافة؟ أم شيئاً أكثر جرأة؟ هل يجب أن يكون سروالاً داخلياً فقط؟" كانت الفكرة وحدها تجعل بشرته تتوهج وتزيد من خفقان قلبه. جسده البكر، الذي لم يعرف لمسة سوى يديه العرضيتين، وهذا النبض الذي لم يجد له تفسيراً كاملاً إلا مؤخراً، كان الآن يواجه طلباً يتجاوز كل ما تخيله. لم يعتد قط على التفكير في الملابس بهذه الطريقة، وكأنها أداة للإثارة، أو طريقة للتعري دون أن يكون عارياً بالكامل. هذا كان عالماً جديداً تماماً، عالماً يدفعه إلى حافة لم يجرؤ على استكشافها من قبل، عالماً يُظهر له مدى بعده عن الخبرة الجنسية، ومدى سيطرة ديمون على كل جانب منه، حتى تلك الجوانب البكر وغير المكتشفة.
شعر بانتصاب مؤلم يتصلب من جديد. لم يعد الأمر يتعلق فقط بالخضوع، بل باللذة العارمة التي تأتي من الانكشاف لديمون، من الشعور بالملكية المطلقة. كانت أصابعه ترتجف وهو يتجه نحو خزانته، يفكر فيما يمكن أن يرتديه ليلبي هذا الطلب الغريب المثير.
كان دومينيك يشتعل، ينتظر الأمر التالي بفارغ الصبر. كان ملكاً لديمون، بكل معنى الكلمة، وهذا الشعور كان أكثر إثارة مما تخيله يوماً.
يتبع......
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
لم يكن الألم رفيقًا له، بل كان هناك إحساس بالخدر الممزوج باللذة، شبيه بنبض خفي لا ينقطع في كل عصب من أعماقه. كانت حلمتاه لا تزالان متصلبتين بشكل مؤلم، تشدان أعصابه إلى درجة من التوتر التي لا يمكن تخيلها. هذا الإحساس، هذا التوتر المبرح، كان يهمس بوعدٍ لا يصدق، يدفعه نحو الحافة. كان عقله شبه فارغ، لا يستطيع تجميع شتات أفكار الليلة الماضية. كل ما تذكره كان الضجيج، الأضواء الخافتة، الروائح، وبالأخص، يد ديمون على فكه، ونظراته التي اخترقت روحه، وصوته الذي اخترق كل دفاعاته ليغرس ملكيته العميقة في كل خلية. كان هذا الاستسلام، هذا الإذعان المطلق، هو ما جعله يرتجف الآن، شهوة نقية لا يمكن وصفها، تتجاوز حدود الجسد، تتجاوز حتى الجنس. كانت شهوة ليكون مملوكًا بالكامل.
لم يجد ديمون بجانبه، ولا أثر لوجوده في الشقة، لكن أثره كان محفورًا في جسد دومينيك وذهنه. رائحة ديمون الرجولية المختلطة بالمسك وخشب الصندل، التي كانت تُثير فيه رغبة مجنونة للالتصاق به، للغوص في عالمه المظلم الذي يكشف عن جوانب من نفسه لم يكن ليتخيل وجودها، كانت عالقة في أنفه، وكأن ديمون لم يغادر أبدًا. كانت هذه الرغبة، هذا الجوع غير المفهوم، يتأجج في أعماقه، يدفعه نحو حافة الانهيار، حيث كان الجسد يتوق للتحرر من هذا التوتر المبرح. كانت كل خلية فيه تستغيث، تنتظر الأوامر التي ستسمح لها بالانفجار.
لم يكن دومينيك قادرًا على النهوض من الفراش. كان جسده مثقلاً بهذه النشوة المكبوتة، بهذا التوتر الشديد الذي جعله شبه مشلول. كانت ظلال الماضي تراقصه، شبح الرجل الآخر الذي ذكره ديمون. هل كان هو أفضل منه؟ هل كان أكثر خضوعًا؟ هذه الأفكار كانت تزيد من شهوته للمزيد، لرغبة في إثبات نفسه، لإثبات أنه يستطيع أن يصل إلى أقصى حدود الخضوع، ليُقذف، ليتحرر، ليُصبح كليًا ملك ديمون. كان الجسد متوتراً، مشدوداً، كالقوس الذي ينتظر اللحظة الأخيرة للانطلاق.
صوت الهاتف الخافت على طاولة السرير اخترق الصمت المفاجئ. كان قلبه ينبض بعنف. هذه اللحظات من الانتظار كانت بحد ذاتها تعذيبًا لذيذًا، تزيد من حدة توتره، ترفع من مستوى الشهوة لديه، وتجعله يتوق للسيطرة، للكلمة، للملمس الذي ستنقذه من هذا الجحيم اللذيذ من الانتظار. كان ينتظر... ينتظر النهاية اللذيذة لهذا التوتر، ينتظر الانفجار الذي وعده به ديمون، الانفجار الذي لا علاقة له بالجنس، بل بالخضوع المطلق، بالنشوة التي تأتي من التسليم الكلي للذات. كان جسده يستغيث، كان يصرخ تحت صمت الصباح، كان كل جزء فيه يتوق أن يشتعل، أن ينهار، أن يُقذف، الآن، فقط ليُقذف.
لم يعد بوسعه تحمل هذا الثقل من الرغبة المتأججة. تشنج جسده. كانت كل عضلة، كل عصب، يتلوى تحت ضغط هذا الجوع الذي لا يرحم. أغمض عينيه بقوة، محاولاً طرد صورة "ذا ليسيوم" وضجيجه، لكنها كانت تزداد وضوحاً: أضواء النادي الحمراء التي صبغت أجساد الخاضعين، أصوات السلاسل الخافتة التي دغدغت أطراف أعصابه، والأهم، لمسة ديمون التي اخترقت فكه، صوته الخشن الذي همس بكلمة "ملكي".
تسللت يده ببطء، وكأنها لا تملكها، نحو ركبتيه المضمومتين، ثم انزلقت ببطء أكثر، متتبعة خط الفخذ، حتى وصلت إلى عضوه المنتصب الذي كان ينبض بإيقاع محموم. لم يكن لمسة غريزية فحسب، بل كانت لمسة تائهة، تتلمس طريقة للتفريغ، للخروج من هذا الجحيم اللذيذ. بدأ يلامس نفسه بتردد، ثم ازداد إيقاع لمساته، مدفوعاً بذكرى نظرات ديمون التي كانت تخترقه. كانت أصابعه تتتبع كل انحناءة، كل خط، كل نقطة حساسة في جسده المتشنج.
كل دغدغة خفيفة، كل ضغط، كانت تجلب معها ومضة من ذكريات الليلة الماضية، تجمعات غريبة، وضحكات مكتومة، ثم وجه ديمون الذي انحنى ليوشوش في أذنه. "أنت هنا ملكي... لا تنظر إلا لي... لا تشعر إلا بي." كانت هذه الكلمات، أوامر ديمون، تتردد في رأسه، تغذي النبض الخفي في جسده، وتحول الأفعال العادية إلى طقوس من الخضوع.
كان يلهث، أنفاسه قصيرة ومتقطعة، ورأسه يرتد للخلف، مدفوعاً بنشوة متصاعدة. كان يشعر بأن عروقه على وشك الانفجار، وأن جسده يتشنج بالكامل، قاب قوسين أو أدنى من السقوط الحر. كان قريباً، قريباً جداً من الذروة. كل ما أراده هو أن يُقذف، أن يشتعل، أن ينهار تحت هذا الضغط، أن يستسلم كلياً، تماماً كما طلب منه ديمون.
لكن في لحظة اقترابه من الذروة، انحرف عقله فجأة، وانجرف بعيداً عن النشوة الجسدية نحو هاوية من القلق. لمسة يده توقفت للحظة، وإيقاع أنفاسه اختل. لماذا غادر ديمون هكذا؟ لماذا لم يقل كلمة؟ ترك دومينيك في خضم تلك اللحظة المجنونة، ثم اختفى. كان هذا الغياب الصامت، هذا التلاشي المفاجئ، كصفعة باردة تذكّره بالشكوك التي تكمن في أعماقه.
هل كان ديمون يعلم؟ هل كان يختبره؟ هل كان يختبر مدى خضوعه، حتى في غيابه؟ هذا الفكر، هذا السؤال المقلق، تسلل إلى ذهنه، وتضخم مثل الوحش الكامن. تذكر وجه ديمون القاسي في اللحظة التي عادت فيها يده لتضغط على فكه في النادي، ونبرته الآمرة: "أنت لا شيء بدوني. أنت ملكي. كن لي تماماً، الآن!"
كانت تلك الكلمات، تلك السيطرة المطلقة التي فرضها عليه ديمون، هي التي تغذي هذا الجوع وهذا الخوف في آن واحد. كان ديمون قد غرس ملكيته في أعماق روحه، بطريقة تجعله يشعر بالارتباط به حتى في غيابه. هذا الشعور بامتلاك ديمون له، هذا الاندفاع الغامض الذي لا يمكن تفسيره، كان يثير فيه لذة غريبة، ولكنه في نفس الوقت يغذّي قلقه.
"هل أنا كافٍ؟" همس دومينيك لنفسه، صوته بالكاد مسموع في صمت الغرفة. "هل سأكون دائماً ما يكفيه؟"
عاد بذاكرته إلى كلماته لديمون حول الخاضع الآخر، الرجل الذي كان "صادقاً" و"جائعاً". هذا هو مصدر قلقه العميق، شبح شخص آخر، غير معروف، لكنه يمثل تحديًا خفيًا لوضعه مع ديمون. كانت الشكوك تظل خبيئة في الظل، تنتظر أي شرخ لتنمو.
كانت يده ما زالت على جسده، لكن النبض الذي كان يدوي فيها قد خفت. تلاشت حدة الشهوة الجسدية للحظة، ليحل محلها توتر آخر، توتر عاطفي، قلق وجودي. أراد ديمون بجانبه، ليذيب هذه الشكوك، ليثبت له أنه ملكه وحده، ليخفف هذا القلق بالسيطرة المطلقة، باللمس الذي لا يترك مجالاً للشك.
رفع رأسه ببطء، متأملاً سقف غرفته، وقد أصبح جسده يرتعش بشكل مختلف، ليس فقط من الشهوة، بل من حاجة عميقة للتأكيد. كان عليه أن يعرف. كان عليه أن يثبت نفسه. كان عليه أن يستسلم أكثر، لدرجة لا يمكن لأحد أن يصل إليها سواه.
وعلى الرغم من عودة الشك، إلا أن الرغبة لم تختفِ تمامًا. كانت كامنة، مثل جمر تحت الرماد، تنتظر نفخة واحدة لتشتعل من جديد. في الواقع، القلق على ما إذا كان كافياً لديمون، وما إذا كان ملكه بالكامل، زاد من حدة توقه للخضوع. أراد أن يُثبت لديمون، لنفسه، أنه قادر على التجاوز، على الوصول إلى أبعد نقطة من التسليم التي لم يبلغها أحد من قبل.
فجأة، رن الهاتف مرة أخرى، هذه المرة بقوة أكبر، وكأنما كان يقطع خيط الأفكار المتشابكة. كان الرقم مجهولاً. تردد دومينيك للحظة، لكنه كان يعلم. كان يعلم من المتصل قبل أن يرى الاسم.
كان ديمون.
امتدت يده نحو الهاتف، كل عصب في جسده ينبض من جديد. هذه هي الفرصة. هذه هي الكلمة التي سينتظرها، اللمسة التي سيطلبها. كانت الذروة لم تتحقق بعد. كان الجسد ما زال يتوق، يرتجف، ينتظر الأوامر، يتطلع إلى اللحظة التي سيُسمح له فيها بالانهيار التام، الذوبان الكامل. لقد كان مستعداً أن يُقذف، الآن، فقط لأجله.
رفع دومينيك الهاتف، وكانت يده ترتعش بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ليس من الخوف، بل من الإثارة الجامحة التي تجتاحه. وضع الهاتف على أذنه، وقلبه يخفق بعنف، يملأ الصمت الذي سبق صوت ديمون. كل نفس أخذه، كل دقة قلب، كانت تنتظر.
في تلك اللحظة بالذات، بينما كان ديمون يتحدث مع دومينيك على الهاتف، كان ليو يجلس في غرفة مكتب ديمون الفاخرة، التي تطل على المدينة الصاخبة. لم تكن الغرفة مظلمة تماماً، بل كانت الأضواء خافتة، تلقي بظلال طويلة على جدرانها المكسوة بالخشب الداكن. على بعد خطوات قليلة من ديمون، كان ليو يجلس على الأرضية الرخامية اللامعة، راكعاً، يرتجف ببطء. كانت عيناه مثبتتين على ديمون، تتوسلان وتخضعان في آن واحد. لم يكن ليو مقيداً بحبال أو سلاسل، لكنه كان مقيداً بنظرة ديمون، وبوجوده الطاغي.
"صباح الخير، صغيري." قال ديمون، صوته عميقاً، خشناً، وكأنه ينساب عبر الخط ليمسح كل شبر من جسد دومينيك. بينما كان ينطق هذه الكلمات، رفع ديمون رأسه ونظر مباشرة إلى ليو، بنظرة عيون قوية، لا تخلو من الهيمنة، وكأنما يرسل إليه رسالة صامتة لا يمكن فهمها إلا للخاضع الحقيقي. كانت الكلمة الأخيرة، "صغيري"، كفيلة بإشعال كل خلية في جسد دومينيك، لكنها كانت أيضاً إعلاناً صامتاً لليو، تأكيداً لمن هو "الصغير" في هذا العالم.
"صباح الخير، سيدي،" تمتم دومينيك، صوته بالكاد مسموع، خفيضاً، خاضعاً، يكاد يذوب في الهاتف. كانت الرغبة في صوته واضحة، شهوة عارية لا يمكن إنكارها.
"هل نمت جيداً بعد ليلتنا؟" سأل ديمون، نبرته تحمل نبرة خفية من التسلية، وكأنما كان يرى دومينيك تماماً، يرى جسده المتشنج، ويعرف بالضبط مدى تأثيره عليه. في هذه الأثناء، مدت يد ديمون الحرة ببطء، وبلا مبالاة شبه قاسية، لتلامس مؤخرة عنق ليو، تماماً عند قاعدة جمجمته، وكأنما كانت تذكره بالخضوع الذي لم ينسَه. لم تكن لمسة عنيفة، لكنها كانت كافية لتجعل ليو ينتفض، يرتجف، ويصدر همهمة خافتة، أشبه بـ "نعم، سيدي." لم يكن هذا سوى تذكير خفيف من ديمون بأن ليو لم ينسَ مكانته، وأن أي انحراف عن الولاء كانت له تبعاته، حتى لو كانت هذه التبعات دقيقة وغير مرئية للعين غير المدربة. كانت اللذة والضغط يمتزجان على وجه ليو، تعبيراً عن خضوع لا يقل عمقاً عن خضوع دومينيك، لكنه خضوع مختلف، محمل بتاريخ طويل من الأوامر والطاعة.
"لم أنم كثيراً، سيدي،" اعترف دومينيك بصدق، عيناه تشتعلان بحرارة من الذروة المكبوتة. "كنت أفكر... كنت أفكر بك."
صمت ديمون لثوانٍ، ثم جاء صوته مرة أخرى، أكثر عمقاً، أكثر إثارة. "أنا أعلم ما كنت تفكر به، صغيري. أشعر بك. أشعر بكل اهتزاز في جسدك. كنت أنتظر هذه اللحظة بالذات لأدفعك أبعد." بينما قال ديمون هذا لدومينيك، حرك يده من عنق ليو لتلامس ذقنه، ورفع رأسه ببطء، مجبراً ليو على رفع رأسه لينظر إليه مباشرة. لم يكن هناك أي أثر للألم على وجه ليو، فقط تركيز مطلق وخضوع كامل، وعينان لا تجرؤان على الرمش، وكأنما يمتص كل كلمة تُقال للآخر، ويعرف أنها تنطبق عليه أيضاً.
"جيد،" تابع ديمون، وصوته أصبح أكثر حدة، أكثر سلطة. "الآن، أريدك أن تذهب إلى الحمام. خذ حماماً بارداً. أريدك أن تشعر بالبرد يتخلل عظامك، ليمسح كل أثر لليلة الماضية. أريدك أن تكون نقياً، فارغاً، مستعداً لما هو قادم. هل هذا مفهوم؟"
"مفهوم، سيدي،" أجاب دومينيك على الفور، حتى قبل أن يفهم تماماً سبب هذا الطلب. كان جسده يستجيب للأوامر، حتى قبل عقله.
حتى عندما أعطى ديمون دومينيك هذا الأمر، لم تتغير تعابير وجهه. كان يراقب ليو، الذي كان يرتجف قليلاً، ينفذ أمره الصامت بالخضوع. كان هذا هو عالمه. عالَم يتحكم فيه بكل خيط، بكل نبضة، بكل نفس. كانت هذه المكالمة مع دومينيك، واللمسة الخفيفة على ليو، هي مجرد طريقة أخرى للتأكيد على أن كليهما ملكه، وأن إرادته هي القانون الوحيد.
"بعد ذلك،" قال ديمون، نبرته عادت لتهدأ، لكنها تحمل وعداً بالجنون. "انتظر تعليماتي التالية. ستصلك رسالة. لا تتحرك من شقتك حتى أرسل لك ما يجب فعله. هل هذا واضح، صغيري؟"
"واضح، سيدي،" أكد دومينيك، وقد أصبح جسده يرتجف بشدة. كان ديمون يتحكم فيه تماماً، حتى عبر الهاتف، حتى في أدق تفاصيل حياته. لم يكن هذا إحباطاً، بل كان إثارة لا تُطاق. كانت الشهوة تتصاعد، تصل إلى نقطة اللاعودة. كان على وشك أن ينفجر، ليس بسبب لمسة، بل بسبب قوة السيطرة المطلقة لديمون. كل عصب، كل خلية في جسده كانت تصرخ، تتوسل للإفراج، للإنهيار.
"جيد. لا تتأخر." أنهى ديمون المكالمة فجأة، وأسقط الهاتف ببطء على المكتب.
ثم نظر ديمون إلى ليو، الذي كان لا يزال راكعاً أمامه، وعيناه لا تزالان مثبتتين عليه. انحنى ديمون قليلاً، وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة خافتة، ابتسامة تملؤها السيطرة الخالصة. مد يده ببطء شديد، وكأن كل حركة محسوبة، لتلامس مؤخرة ليو. لم تكن لمسة عنيفة، بل كانت ضغطاً خفيفاً، انزلقت فيه أصابعه بخفة، وكأنها تداعب، وكأنها تعد بشيء ما. لم تكن قوة، بل مجرد تملك.
صدر من ليو أنّة خافتة، عميقة، تكاد تكون شهقة، ممزوجة بفيض من النشوة والخضوع. ارتفعت أنفاسه قليلاً، وارتعش جسده بالكامل، من رأسه حتى أصابع قدميه. كانت لمسة ديمون كافية لتوقظ فيه كل الخلايا التي كانت تتوق لسيطرته. لم تكن العقوبة قاسية، بل كانت محض تذكير حميمي ومثير بأن وجود ديمون هو مصدر كل إحساس. كان ليو يعلم تماماً أن هذه اللمسة هي إشارة واضحة، تذكره بمكانه وبحدود دوره، وأنه لن يكون أبداً بديلاً لدومينيك في مسيرة ديمون الجديدة.
"تذكر،" همس ديمون، صوته أعمق من الهمس، "لا شيء يخصك. لا شيء تراه أو تسمعه. أنت مجرد ظل في عالمي. أنت تفهم."
"أفهم، سيدي،" تمتم ليو، صوته يرتجف، وقد امتزج الذل بالولاء في عينيه.
وقف ديمون ببطء، ثم وضع يده على رأس ليو، يضغط بخفة، كما لو كان يختم أمراً. "جيد. يمكنك الانصراف الآن."
ظل ليو راكعاً للحظة أخرى، ثم نهض ببطء، يرتجف، وغادر الغرفة بصمت، تاركاً ديمون وحده، يحيط به هالة من القوة والسيطرة المطلقة. كان ديمون يعلم أن كل شيء كان تحت سيطرته. كان دومينيك ينتظره، يستعد، و ليو قد عاد إلى مكانه. كانت اللعبة تزداد عمقاً، والرهانات تزداد ارتفاعاً، وكان ديمون يستمتع بكل لحظة.
بعد دقائق قليلة، وبينما كان دومينيك قد أنهى حمامه البارد، وجفف جسده ببطء، مرتدياً رداء الحمام القطني، رن هاتفه مرة أخرى. لم يكن اتصالاً هذه المرة، بل رسالة نصية. التقط الهاتف، وقلبه يدق بشدة، متوقعاً التعليمات التالية.
كانت الرسالة قصيرة، ولكنها كانت تحمل قوة زلزالية على جسده المتوتر:
من ديمون: "الآن، صغيري. أريدك أن ترتدي شيئاً يجعلك تشعر بالتعري. شيئاً يكشف أكثر مما يستر. أريدك أن تكون مُتاحاً لي حتى عندما لا أكون هناك. سأعرف. لا تتأخر."
اختفت الكلمات من الشاشة، لكن أثرها بقي محفوراً في عقل دومينيك وجسده. شعر بلهيب مفاجئ يجتاح وجهه، يصبغه بالاحمرار. لم يكن هذا مجرد أمر، بل كان تحدياً، دعوة للاستسلام أكثر، للتخلي عن كل حجاب. "ملابس كاشفة؟" تساءل دومينيك في ذهنه، وقد اتسعت عيناه في دهشة بريئة، بينما بدأت بشرته تتوهج بحرارة غير مألوفة. "هل يقصد قمصاناً شفافة؟ أم شيئاً أكثر جرأة؟ هل يجب أن يكون سروالاً داخلياً فقط؟" كانت الفكرة وحدها تجعل بشرته تتوهج وتزيد من خفقان قلبه. جسده البكر، الذي لم يعرف لمسة سوى يديه العرضيتين، وهذا النبض الذي لم يجد له تفسيراً كاملاً إلا مؤخراً، كان الآن يواجه طلباً يتجاوز كل ما تخيله. لم يعتد قط على التفكير في الملابس بهذه الطريقة، وكأنها أداة للإثارة، أو طريقة للتعري دون أن يكون عارياً بالكامل. هذا كان عالماً جديداً تماماً، عالماً يدفعه إلى حافة لم يجرؤ على استكشافها من قبل، عالماً يُظهر له مدى بعده عن الخبرة الجنسية، ومدى سيطرة ديمون على كل جانب منه، حتى تلك الجوانب البكر وغير المكتشفة.
شعر بانتصاب مؤلم يتصلب من جديد. لم يعد الأمر يتعلق فقط بالخضوع، بل باللذة العارمة التي تأتي من الانكشاف لديمون، من الشعور بالملكية المطلقة. كانت أصابعه ترتجف وهو يتجه نحو خزانته، يفكر فيما يمكن أن يرتديه ليلبي هذا الطلب الغريب المثير.
كان دومينيك يشتعل، ينتظر الأمر التالي بفارغ الصبر. كان ملكاً لديمون، بكل معنى الكلمة، وهذا الشعور كان أكثر إثارة مما تخيله يوماً.
يتبع......
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
Коментарі