Chapter Twenty Six: نظرات متغيرة و هدايا معلنة
عاد دومينيك إلى شقته المتواضعة بعد لقائه مع ليو. كان هدوء المكان يتناقض بشدة مع الفوضى التي تعصف بذهنه. علامات ليو الغريبة، تهربه الواضح، والرائحة المميزة التي استشعرها على ديمون في ذلك الصباح، كل ذلك كان يتشابك في عقله، مخلفًا وراءه شعورًا مزعجًا بأن عالم ديمون أعمق وأكثر تعقيدًا مما بدا عليه في البداية.
كانت حياة دومينيك اليومية، كطالب صحافة في الجامعة، عادية ومألوفة. يرتاد المحاضرات، يجلس في المقاهي مع زملائه، يقضي ساعات طويلة في المكتبة. لم يكن يملك وظيفة بعد، وكانت حياته تتمحور حول دراسته. لكن منذ دخوله عالم ديمون، أصبح هناك تيار خفي من الرفاهية الغريبة يتدفق إلى حياته. أحيانًا يجد مبلغًا كبيرًا من المال في حسابه البنكي دون تفسير، أو تصل إليه هدايا فاخرة من علامات تجارية عالمية إلى عونه، دائمًا دون أي ملاحظة أو اسم مرسل. كان ديمون يعتني به، لكن بطريقة غير مباشرة، تُشعر دومينيك وكأن هناك خيوطًا غير مرئية تمتد لتصل إليه في أي مكان.
في الأيام التالية، بدأت هذه التغييرات تتضح أكثر، وإن بقيت دقيقة. لم تكن درامية، بل كانت تكاد تكون غير ملحوظة، لكنها كانت تتراكم. عندما كان ديمون يأمر دومينيك بالخضوع لتدريبات التحكم، كانت يده تلامس جسد دومينيك بلطف أكثر. كانت كلماته لا تزال تحمل السلطة، لكن أحيانًا، عندما كان دومينيك يتألم أو يتنهد، كان ديمون يراقب وجهه بعناية غير معتادة، وقد تلمع في عينيه وميض من القلق الخفي، أو ربما شعور بالملكية أعمق من مجرد السيطرة الجسدية. كان يلاحظ كيف يتنفس دومينيك، كيف يرمش، وكيف تتغير تعابير وجهه مع كل إحساس.
حتى في اللحظات العادية، مثل مرور ديمون بجوار دومينيك في الممر، كان كتفه يلامس كتفه بشكل غير مقصود، أو يده تمتد لتعديل قميص دومينيك بطريقة تكاد تكون حانية. هذه اللمسات العابرة، الخالية من أي دوافع واضحة للسيطرة، كانت تثير تساؤلات في ذهن دومينيك. لم تكن هذه هي الطريقة التي يتعامل بها ديمون مع "ملكيته" عادةً.
في أحد الأيام، بينما كان دومينيك يراجع ملاحظاته الصحفية في شقته، رن جرس الباب. فتح ليجد ساعيًا يحمل صندوقًا أنيقًا ملفوفًا بشكل جميل. لم يكن هناك اسم للمرسل، فقط عنوانه. تقلص قلب دومينيك بحدس. هذه بالتأكيد من ديمون.
فتح الصندوق بفضول ممزوج بترقب. في الداخل، وجد غلافًا داكنًا لكتاب، تصميم غلافه جريء ومثير. سحب الكتاب، وقلب صفحته الأولى. كان عنوان الكتاب يثير الدهشة: "قيود الشغف: قصص من عالم الخضوع". لم يكن كتابًا عاديًا، بل رواية جريئة تتناول العلاقات بين الذكور في عالم BDSM، بأسلوب صريح ومثير.
اتسعت عينا دومينيك. كانت هذه هي المرة الأولى التي يرسل له ديمون شيئًا شخصيًا كهذا، شيئًا يتجاوز مجرد المال أو الرفاهية. جلس على أريكته، ممسكًا بالكتاب، يشعر بدفء غريب يسري في عروقه. هل هذه طريقة ديمون لتعليمه المزيد؟ هل هي دعوة ليتعمق أكثر في هذا العالم؟ أم هي مجرد وسيلة لإبقائه مشغولاً؟ كانت عيناه تتجولان على الكلمات، على وصف المشاهد الجريئة، وشعر بوميض من الإثارة المخيفة، مزيج من الفضول والخوف.
بدأ يقرأ. كانت الرواية مكتوبة بأسلوب آسر، تصف بدقة العوالم النفسية والجسدية للخضوع والسيطرة. كل صفحة كانت تأخذه أعمق، وتفتح عينيه على جوانب من العلاقات لم يكن يعرفها، جوانب كانت تتطابق بشكل مخيف مع تجربته مع ديمون. كانت بعض المشاهد تثير قشعريرة في جسده، وأحيانًا كان يشعر باحمرار يصعد إلى خديه. ومع كل صفحة، كان جسده يستجيب بشكل لا إرادي. يده امتدت لتمسح فخذه المرتعش، ثم انتقلت إلى عضوه الذكري الذي بدأ ينتصب بقوة. أنفاسه أصبحت سريعة ومتقطعة. أنات خافتة بدأت تخرج من حلقه، "أوه... نعم،" همس، ثم أصبحت أكثر عمقًا وإثارة، "ممم... لا أستطيع... آآآه." لم يكن يستطيع التوقف، كانت الكلمات تتدفق في ذهنه، وتترجم إلى أحاسيس جسدية قوية. استمر في القراءة، وعيناه لا تفارقان الصفحات، بينما كانت يده تتحرك بخبرة، يوجه جسده نحو تلك اللذة العارمة، متتبعًا إيقاع النبض المتسارع في جسده. ومع كل كلمة، كل إحساس، كان يهدر بـ "آآآه" عميقة، ثم "آآآآه" طويلة وممزوجة باللذة، حتى وصل إلى الذروة، وانبعث قاذفاً، وشعر بارتخاء كامل، تاركاً إياه منهكاً، وغارقاً في مزيج من النشوة والارتباك.
في تلك اللحظة، رن هاتفه المحمول الذي أعطاه إياه ديمون. كان ديمون نفسه. التقط دومينيك الهاتف على الفور، وشعر بتسارع نبضات قلبه. حاول أن يلتقط أنفاسه، ويُخفي أثر ما حدث لتوه.
"صغيري،" جاء صوت ديمون العميق من السماعة. لم يكن صوته يحمل أي أثر للحدة، بل كان هادئاً، تقريباً حنوناً. "هل وصلت الهدية؟"
شعر دومينيك بأن خديه قد احمرّا. "أجل... سيدي. وصلت. شكراً لك."
"وهل بدأتَ في قراءتها؟" سأل ديمون، ونبرة صوته كانت تحمل لمسة من الترقب الخفي، كأنما يتوقع شيئاً.
تردد دومينيك للحظة. كيف يجيب؟ كان ما حدث له للتو أمراً حميمياً للغاية، لكن ديمون كان يسأل، وكان يرى أن هذه الرواية جزء من "تعليمه". "أجل، سيدي،" أجاب بصوت خافت، ثم أضاف بصراحة حذرة، وصوته يكاد يكون همساً: "إنه... مثير للاهتمام... ومربك في نفس الوقت. لم أقرأ شيئاً كهذا من قبل... وقد أثار فيّ الكثير من الأحاسيس. جعلني... أشعر بالكثير."
ضحك ديمون ضحكة خفيفة، صوتها كان نادراً ومبهجاً، ولم تصل من قبل إلى أذني دومينيك بهذه السلاسة. كانت ضحكة تدل على الرضا العميق، وكأنما قد حقق مراده تماماً. "جيد، صغيري. هذا ما أتمناه. أريدك أن تتعلم. أن تفهم. هناك الكثير لتكتشفه في هذا العالم." توقف لبرهة. "عندما نلتقي الليلة، ربما يمكننا أن نتحدث عنها باستفاضة."
أنهى ديمون المكالمة، تاركاً دومينيك مع نبضات قلبه المتسارعة والكتاب بين يديه. كانت الهدية، والمكالمة، وتلك الضحكة الخفيفة من ديمون، كل ذلك يؤكد لدومينيك أن ديمون كان يراقبه، ويهتم به، لكن بطريقة تتجاوز مجرد كونه "ملكية". هذا الاهتمام كان أكثر تعقيدًا، وأكثر إثارة للقلق والإثارة في آن واحد. لم يستطع دومينيك أن يحدد ما إذا كانت هذه "العناية" نوعاً من الحب الجديد، أم طريقة أكثر دهاءً لفرض السيطرة.
في تلك الليلة، عندما وصل دومينيك إلى القصر، كان الترقب يمزج بالخوف والفضول. كانت الرواية قد فتحت أبواباً في عقله وجسده لم يكن يعلم بوجودها، والآن كان على وشك استكشافها مع ديمون. كان ديمون ينتظره في الغرفة الخاصة المعتادة، الأجواء فيها كانت أكثر دفئاً وإثارة من المعتاد، ربما بفضل شمعات خافتة وعبير عطري خفيف يملأ المكان.
نظر ديمون إلى دومينيك نظرة طويلة، تلك النظرة التي تستكشف أعماق روحه، ثم ابتسم ببطء. "أهلاً بك، صغيري. هل أنت مستعد لنتعلم المزيد اليوم؟"
انحنى دومينيك. "أجل، سيدي." كانت كلماته بالكاد مسموعة، لكن فيها رغبة غير منكرة.
لمسة ديمون كانت مختلفة هذه الليلة. لم تكن مجرد لمسة سيطرة، بل كانت استكشافية، حانية، وكأنما يقرأ جسد دومينيك حرفاً حرفاً. بدأ بأصابعه تمسح على طول عنقه، نزولاً إلى كتفيه، ثم على طول ذراعيه، وكأن كل لمسة تحمل وعداً بلذة عميقة. كان دومينيك يشعر بقشعريرة تسري في جسده، تارة من البرودة، وتارة من لهيب الشهوة الذي بدأ يشتعل فيه. كانت عينا ديمون ثابتتين عليه، لا تفارقان تعابير وجهه، يراقبان كل تشنج، كل رعشة، كل إيماءة تكشف عن استسلامه.
بينما كانت يدا ديمون تتنقلان، كان يهمس بكلمات ناعمة، توجيهات خافتة، تزيد من الإثارة، وتأمر دومينيك بالاستسلام التام. كانت تلك الكلمات تذيب مقاومة دومينيك، وتدفعه إلى حافة الجنون. تلوى دومينيك تحت لمسات ديمون، وخرجت منه أنات عميقة، "أوه، سيدي... أرجوك..." همس، بينما كان جسده ينتفض بانتظام، خاضعاً لرغبات ديمون التي لا تقاوم. "نعم... لا أستطيع..." استلقى دومينيك على الطاولة التي جهزها ديمون، جسده يرتعش تحت لمساته التي أصبحت أكثر جرأة وعمقاً. بدأ ديمون في استخدام ريشة ناعمة، يداعب بها بشرة دومينيك الحساسة، من بطنه، إلى فخذيه، ثم إلى عضوه المنتصب، مما أثار منه أنات عالية ومتقطعة، "آآآه... نعم، هكذا،" ثم تنهدات عميقة مليئة باللذة، "أممم... لا أستطيع تحمل هذا، سيدي." كانت كل حركة مقصودة، تهدف إلى إيقاظ أقصى درجات الشهوة، ليتعلم دومينيك كيف يتفاعل جسده مع السيطرة الكاملة.
لم تكن الجلسة مجرد إخضاع، بل كانت رحلة حسية. ديمون استخدم أصابعه، ثم ربما لمسات خفيفة من أداة جلدية ناعمة، يضغط بها أحياناً، ويلامس بها بلطف أحياناً أخرى. الألم الخفيف الذي كان يجلبه، كان ممزوجاً بلذة غريبة، يربط جسد دومينيك بشعور لا يوصف من الخضوع المثير. كان ديمون يوجهه بخبرة، يدفعه أبعد في دهاليز المتعة، كلما شعر دومينيك أنه وصل إلى أقصى نقطة، كان ديمون يهمس كلمة، أو يضغط لمسة، ليفتح أمامه مستويات جديدة من الإحساس. كانت أنات دومينيك تملأ الغرفة، "أرجوك، سيدي... لا تتوقف... آآه... أكثر..." يرتعش جسده كله تحت إتقان ديمون، مستسلماً تماماً لأهواء سيده الذي كان يصقله باللذة، مدفوعاً إلى حدود الوعي واللاوعي.
عندما وصل دومينيك إلى أقصى نقطة من التوتر، كان ديمون يراقبه بعينين متقدتين. زادت يده ضغطاً خفيفاً على عضوه المنتصب، وهمس له في أذنه بكلمات خشنة، "استسلم لي يا صغيري. دع كل شيء يخرج... الآن." انفجر دومينيك في أنات عالية، ارتعش جسده بقوة، وتشنج، بينما قذف بسخاء، غارقاً في موجة عارمة من النشوة المطلقة. شعر بارتخاء عميق، وكأن كل خلية في جسده قد استسلمت للتو. كانت أنفاسه سريعة ومتقطعة، وعيناه مغلقتين، يطارد بقايا اللذة في أعماقه.
سحب ديمون يده ببطء، ثم مررها بلطف شديد على صدر دومينيك المتصبب عرقاً، يمسح آثار القذف بحركة ناعمة. ثم انحنى وقبّل جبين دومينيك برقة لم يكن يتوقعها، لمسة حانية نادرة لم يكن ليقدمها من قبل.
"أحسنت، صغيري،" قال ديمون بصوت عميق، لكنه كان هذه المرة مملوءاً بالرضا النادر الذي أثلج صدر دومينيك. "لقد تعلمت جيداً الليلة." كان هذا هو مكافأة ديمون: الكلمات القليلة، اللمسة الحانية، والاعتراف باستسلام دومينيك التام. شعر دومينيك بدفء غريب يسري في روحه من هذه المكافأة، أعمق من أي متعة جسدية.
بعد الجلسة، بينما كانا يتكئان على السرير، ديمون يراقب دومينيك، سأل بصوت هادئ: "إذن، هل استمتعت بما قرأته حقًا، دومينيك؟ وأي من تلك الأحاسيس التي ذكرتها هي الأكثر إثارة للاهتمام؟"
نظر دومينيك إلى ديمون، وعيناه لا تزال تحملان أثر النشوة، ممزوجة ببعض الحيرة. "أجل، سيدي،" همس. "لقد كان... قوياً للغاية. جعلني أفكر في الكثير من الأشياء. أما الأحاسيس... إنها تلك التي لا يمكن وصفها بالكلمات، تلك التي تجعل الجسد يستجيب دون تفكير. تلك اللحظات التي تتلاشى فيها الحدود، ويصبح فيها الخضوع... متعة." كان يتحدث بصراحة غير متوقعة، مدفوعًا بتأثير الرواية والخبرة الحديثة.
ابتسم ديمون ببطء، ابتسامة نادرة ودافئة، عيناه تلمعان. "أعلم، صغيري. هذا العالم مليء بالقدرات غير المكتشفة. أريد أن أريك كل زاوية فيه." كانت تلك الكلمات وعودًا، ورغبة في استكشاف أعمق، رغبة تتجاوز مجرد السيطرة الجسدية.
بعدها بقليل، بينما كان دومينيك يغفو منهكاً على سرير ديمون، مد ديمون يده، ومررها بلطف على وجنته، لمسة تكاد تكون حانية، لكنها كانت خفيفة جداً لدرجة أن دومينيك لم يشعر بها إلا كنسيم.
وقف ديمون بجوار السرير، يراقب دومينيك النائم. وجهه كان هادئاً، ويده لا تزال مرفوعة في الهواء، وكأنما يخشى إزعاجه. كان يشعر بقبضة باردة في معدته. هذه المشاعر. هذه اللمسة. هذه الرغبة الملحة في سحبه أقرب، في حمايته من أي شيء قد يضره، بما في ذلك نفسه. هذا لم يكن جزءاً من خطته. لم يكن الحب أو المودة شيئاً يختبره ديمون، أو يرغب فيه.
كان ديمون يعتقد أن السيطرة هي كل شيء. لكن دومينيك، بهذا التحدي الصامت، وهذا الاستسلام المختلط بالريبة، كان يعلمه أن هناك شيئاً أكثر قوة من السيطرة المطلقة. كان قلبه ينبض بشكل غريب، شعور غير مريح لكنه ساحر. "يا إلهي،" همس ديمون لنفسه، ويده تنقبض على الملايات، "ماذا تفعل بي يا دومينيك؟"
كانت هذه هي بداية الخوف الحقيقي في قلب ديمون. الخوف ليس من فقدان السيطرة على دومينيك، بل الخوف من فقدان السيطرة على نفسه، وعلى مشاعره التي بدأت تتغير بشكل لا يمكن إيقافه. هذا الشعور الجديد، غير المرغوب فيه، كان ينمو بصمت وبقوة، يهدد بتقويض حصونه، وبجعل عالمه المنظم فوضى عارمة. كان يعلم أن هذا خطير، لكنه لم يستطع إيقافه. لقد وقع، أخيراً، في فخ المشاعر.
يتبع.....
اذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
كانت حياة دومينيك اليومية، كطالب صحافة في الجامعة، عادية ومألوفة. يرتاد المحاضرات، يجلس في المقاهي مع زملائه، يقضي ساعات طويلة في المكتبة. لم يكن يملك وظيفة بعد، وكانت حياته تتمحور حول دراسته. لكن منذ دخوله عالم ديمون، أصبح هناك تيار خفي من الرفاهية الغريبة يتدفق إلى حياته. أحيانًا يجد مبلغًا كبيرًا من المال في حسابه البنكي دون تفسير، أو تصل إليه هدايا فاخرة من علامات تجارية عالمية إلى عونه، دائمًا دون أي ملاحظة أو اسم مرسل. كان ديمون يعتني به، لكن بطريقة غير مباشرة، تُشعر دومينيك وكأن هناك خيوطًا غير مرئية تمتد لتصل إليه في أي مكان.
في الأيام التالية، بدأت هذه التغييرات تتضح أكثر، وإن بقيت دقيقة. لم تكن درامية، بل كانت تكاد تكون غير ملحوظة، لكنها كانت تتراكم. عندما كان ديمون يأمر دومينيك بالخضوع لتدريبات التحكم، كانت يده تلامس جسد دومينيك بلطف أكثر. كانت كلماته لا تزال تحمل السلطة، لكن أحيانًا، عندما كان دومينيك يتألم أو يتنهد، كان ديمون يراقب وجهه بعناية غير معتادة، وقد تلمع في عينيه وميض من القلق الخفي، أو ربما شعور بالملكية أعمق من مجرد السيطرة الجسدية. كان يلاحظ كيف يتنفس دومينيك، كيف يرمش، وكيف تتغير تعابير وجهه مع كل إحساس.
حتى في اللحظات العادية، مثل مرور ديمون بجوار دومينيك في الممر، كان كتفه يلامس كتفه بشكل غير مقصود، أو يده تمتد لتعديل قميص دومينيك بطريقة تكاد تكون حانية. هذه اللمسات العابرة، الخالية من أي دوافع واضحة للسيطرة، كانت تثير تساؤلات في ذهن دومينيك. لم تكن هذه هي الطريقة التي يتعامل بها ديمون مع "ملكيته" عادةً.
في أحد الأيام، بينما كان دومينيك يراجع ملاحظاته الصحفية في شقته، رن جرس الباب. فتح ليجد ساعيًا يحمل صندوقًا أنيقًا ملفوفًا بشكل جميل. لم يكن هناك اسم للمرسل، فقط عنوانه. تقلص قلب دومينيك بحدس. هذه بالتأكيد من ديمون.
فتح الصندوق بفضول ممزوج بترقب. في الداخل، وجد غلافًا داكنًا لكتاب، تصميم غلافه جريء ومثير. سحب الكتاب، وقلب صفحته الأولى. كان عنوان الكتاب يثير الدهشة: "قيود الشغف: قصص من عالم الخضوع". لم يكن كتابًا عاديًا، بل رواية جريئة تتناول العلاقات بين الذكور في عالم BDSM، بأسلوب صريح ومثير.
اتسعت عينا دومينيك. كانت هذه هي المرة الأولى التي يرسل له ديمون شيئًا شخصيًا كهذا، شيئًا يتجاوز مجرد المال أو الرفاهية. جلس على أريكته، ممسكًا بالكتاب، يشعر بدفء غريب يسري في عروقه. هل هذه طريقة ديمون لتعليمه المزيد؟ هل هي دعوة ليتعمق أكثر في هذا العالم؟ أم هي مجرد وسيلة لإبقائه مشغولاً؟ كانت عيناه تتجولان على الكلمات، على وصف المشاهد الجريئة، وشعر بوميض من الإثارة المخيفة، مزيج من الفضول والخوف.
بدأ يقرأ. كانت الرواية مكتوبة بأسلوب آسر، تصف بدقة العوالم النفسية والجسدية للخضوع والسيطرة. كل صفحة كانت تأخذه أعمق، وتفتح عينيه على جوانب من العلاقات لم يكن يعرفها، جوانب كانت تتطابق بشكل مخيف مع تجربته مع ديمون. كانت بعض المشاهد تثير قشعريرة في جسده، وأحيانًا كان يشعر باحمرار يصعد إلى خديه. ومع كل صفحة، كان جسده يستجيب بشكل لا إرادي. يده امتدت لتمسح فخذه المرتعش، ثم انتقلت إلى عضوه الذكري الذي بدأ ينتصب بقوة. أنفاسه أصبحت سريعة ومتقطعة. أنات خافتة بدأت تخرج من حلقه، "أوه... نعم،" همس، ثم أصبحت أكثر عمقًا وإثارة، "ممم... لا أستطيع... آآآه." لم يكن يستطيع التوقف، كانت الكلمات تتدفق في ذهنه، وتترجم إلى أحاسيس جسدية قوية. استمر في القراءة، وعيناه لا تفارقان الصفحات، بينما كانت يده تتحرك بخبرة، يوجه جسده نحو تلك اللذة العارمة، متتبعًا إيقاع النبض المتسارع في جسده. ومع كل كلمة، كل إحساس، كان يهدر بـ "آآآه" عميقة، ثم "آآآآه" طويلة وممزوجة باللذة، حتى وصل إلى الذروة، وانبعث قاذفاً، وشعر بارتخاء كامل، تاركاً إياه منهكاً، وغارقاً في مزيج من النشوة والارتباك.
في تلك اللحظة، رن هاتفه المحمول الذي أعطاه إياه ديمون. كان ديمون نفسه. التقط دومينيك الهاتف على الفور، وشعر بتسارع نبضات قلبه. حاول أن يلتقط أنفاسه، ويُخفي أثر ما حدث لتوه.
"صغيري،" جاء صوت ديمون العميق من السماعة. لم يكن صوته يحمل أي أثر للحدة، بل كان هادئاً، تقريباً حنوناً. "هل وصلت الهدية؟"
شعر دومينيك بأن خديه قد احمرّا. "أجل... سيدي. وصلت. شكراً لك."
"وهل بدأتَ في قراءتها؟" سأل ديمون، ونبرة صوته كانت تحمل لمسة من الترقب الخفي، كأنما يتوقع شيئاً.
تردد دومينيك للحظة. كيف يجيب؟ كان ما حدث له للتو أمراً حميمياً للغاية، لكن ديمون كان يسأل، وكان يرى أن هذه الرواية جزء من "تعليمه". "أجل، سيدي،" أجاب بصوت خافت، ثم أضاف بصراحة حذرة، وصوته يكاد يكون همساً: "إنه... مثير للاهتمام... ومربك في نفس الوقت. لم أقرأ شيئاً كهذا من قبل... وقد أثار فيّ الكثير من الأحاسيس. جعلني... أشعر بالكثير."
ضحك ديمون ضحكة خفيفة، صوتها كان نادراً ومبهجاً، ولم تصل من قبل إلى أذني دومينيك بهذه السلاسة. كانت ضحكة تدل على الرضا العميق، وكأنما قد حقق مراده تماماً. "جيد، صغيري. هذا ما أتمناه. أريدك أن تتعلم. أن تفهم. هناك الكثير لتكتشفه في هذا العالم." توقف لبرهة. "عندما نلتقي الليلة، ربما يمكننا أن نتحدث عنها باستفاضة."
أنهى ديمون المكالمة، تاركاً دومينيك مع نبضات قلبه المتسارعة والكتاب بين يديه. كانت الهدية، والمكالمة، وتلك الضحكة الخفيفة من ديمون، كل ذلك يؤكد لدومينيك أن ديمون كان يراقبه، ويهتم به، لكن بطريقة تتجاوز مجرد كونه "ملكية". هذا الاهتمام كان أكثر تعقيدًا، وأكثر إثارة للقلق والإثارة في آن واحد. لم يستطع دومينيك أن يحدد ما إذا كانت هذه "العناية" نوعاً من الحب الجديد، أم طريقة أكثر دهاءً لفرض السيطرة.
في تلك الليلة، عندما وصل دومينيك إلى القصر، كان الترقب يمزج بالخوف والفضول. كانت الرواية قد فتحت أبواباً في عقله وجسده لم يكن يعلم بوجودها، والآن كان على وشك استكشافها مع ديمون. كان ديمون ينتظره في الغرفة الخاصة المعتادة، الأجواء فيها كانت أكثر دفئاً وإثارة من المعتاد، ربما بفضل شمعات خافتة وعبير عطري خفيف يملأ المكان.
نظر ديمون إلى دومينيك نظرة طويلة، تلك النظرة التي تستكشف أعماق روحه، ثم ابتسم ببطء. "أهلاً بك، صغيري. هل أنت مستعد لنتعلم المزيد اليوم؟"
انحنى دومينيك. "أجل، سيدي." كانت كلماته بالكاد مسموعة، لكن فيها رغبة غير منكرة.
لمسة ديمون كانت مختلفة هذه الليلة. لم تكن مجرد لمسة سيطرة، بل كانت استكشافية، حانية، وكأنما يقرأ جسد دومينيك حرفاً حرفاً. بدأ بأصابعه تمسح على طول عنقه، نزولاً إلى كتفيه، ثم على طول ذراعيه، وكأن كل لمسة تحمل وعداً بلذة عميقة. كان دومينيك يشعر بقشعريرة تسري في جسده، تارة من البرودة، وتارة من لهيب الشهوة الذي بدأ يشتعل فيه. كانت عينا ديمون ثابتتين عليه، لا تفارقان تعابير وجهه، يراقبان كل تشنج، كل رعشة، كل إيماءة تكشف عن استسلامه.
بينما كانت يدا ديمون تتنقلان، كان يهمس بكلمات ناعمة، توجيهات خافتة، تزيد من الإثارة، وتأمر دومينيك بالاستسلام التام. كانت تلك الكلمات تذيب مقاومة دومينيك، وتدفعه إلى حافة الجنون. تلوى دومينيك تحت لمسات ديمون، وخرجت منه أنات عميقة، "أوه، سيدي... أرجوك..." همس، بينما كان جسده ينتفض بانتظام، خاضعاً لرغبات ديمون التي لا تقاوم. "نعم... لا أستطيع..." استلقى دومينيك على الطاولة التي جهزها ديمون، جسده يرتعش تحت لمساته التي أصبحت أكثر جرأة وعمقاً. بدأ ديمون في استخدام ريشة ناعمة، يداعب بها بشرة دومينيك الحساسة، من بطنه، إلى فخذيه، ثم إلى عضوه المنتصب، مما أثار منه أنات عالية ومتقطعة، "آآآه... نعم، هكذا،" ثم تنهدات عميقة مليئة باللذة، "أممم... لا أستطيع تحمل هذا، سيدي." كانت كل حركة مقصودة، تهدف إلى إيقاظ أقصى درجات الشهوة، ليتعلم دومينيك كيف يتفاعل جسده مع السيطرة الكاملة.
لم تكن الجلسة مجرد إخضاع، بل كانت رحلة حسية. ديمون استخدم أصابعه، ثم ربما لمسات خفيفة من أداة جلدية ناعمة، يضغط بها أحياناً، ويلامس بها بلطف أحياناً أخرى. الألم الخفيف الذي كان يجلبه، كان ممزوجاً بلذة غريبة، يربط جسد دومينيك بشعور لا يوصف من الخضوع المثير. كان ديمون يوجهه بخبرة، يدفعه أبعد في دهاليز المتعة، كلما شعر دومينيك أنه وصل إلى أقصى نقطة، كان ديمون يهمس كلمة، أو يضغط لمسة، ليفتح أمامه مستويات جديدة من الإحساس. كانت أنات دومينيك تملأ الغرفة، "أرجوك، سيدي... لا تتوقف... آآه... أكثر..." يرتعش جسده كله تحت إتقان ديمون، مستسلماً تماماً لأهواء سيده الذي كان يصقله باللذة، مدفوعاً إلى حدود الوعي واللاوعي.
عندما وصل دومينيك إلى أقصى نقطة من التوتر، كان ديمون يراقبه بعينين متقدتين. زادت يده ضغطاً خفيفاً على عضوه المنتصب، وهمس له في أذنه بكلمات خشنة، "استسلم لي يا صغيري. دع كل شيء يخرج... الآن." انفجر دومينيك في أنات عالية، ارتعش جسده بقوة، وتشنج، بينما قذف بسخاء، غارقاً في موجة عارمة من النشوة المطلقة. شعر بارتخاء عميق، وكأن كل خلية في جسده قد استسلمت للتو. كانت أنفاسه سريعة ومتقطعة، وعيناه مغلقتين، يطارد بقايا اللذة في أعماقه.
سحب ديمون يده ببطء، ثم مررها بلطف شديد على صدر دومينيك المتصبب عرقاً، يمسح آثار القذف بحركة ناعمة. ثم انحنى وقبّل جبين دومينيك برقة لم يكن يتوقعها، لمسة حانية نادرة لم يكن ليقدمها من قبل.
"أحسنت، صغيري،" قال ديمون بصوت عميق، لكنه كان هذه المرة مملوءاً بالرضا النادر الذي أثلج صدر دومينيك. "لقد تعلمت جيداً الليلة." كان هذا هو مكافأة ديمون: الكلمات القليلة، اللمسة الحانية، والاعتراف باستسلام دومينيك التام. شعر دومينيك بدفء غريب يسري في روحه من هذه المكافأة، أعمق من أي متعة جسدية.
بعد الجلسة، بينما كانا يتكئان على السرير، ديمون يراقب دومينيك، سأل بصوت هادئ: "إذن، هل استمتعت بما قرأته حقًا، دومينيك؟ وأي من تلك الأحاسيس التي ذكرتها هي الأكثر إثارة للاهتمام؟"
نظر دومينيك إلى ديمون، وعيناه لا تزال تحملان أثر النشوة، ممزوجة ببعض الحيرة. "أجل، سيدي،" همس. "لقد كان... قوياً للغاية. جعلني أفكر في الكثير من الأشياء. أما الأحاسيس... إنها تلك التي لا يمكن وصفها بالكلمات، تلك التي تجعل الجسد يستجيب دون تفكير. تلك اللحظات التي تتلاشى فيها الحدود، ويصبح فيها الخضوع... متعة." كان يتحدث بصراحة غير متوقعة، مدفوعًا بتأثير الرواية والخبرة الحديثة.
ابتسم ديمون ببطء، ابتسامة نادرة ودافئة، عيناه تلمعان. "أعلم، صغيري. هذا العالم مليء بالقدرات غير المكتشفة. أريد أن أريك كل زاوية فيه." كانت تلك الكلمات وعودًا، ورغبة في استكشاف أعمق، رغبة تتجاوز مجرد السيطرة الجسدية.
بعدها بقليل، بينما كان دومينيك يغفو منهكاً على سرير ديمون، مد ديمون يده، ومررها بلطف على وجنته، لمسة تكاد تكون حانية، لكنها كانت خفيفة جداً لدرجة أن دومينيك لم يشعر بها إلا كنسيم.
وقف ديمون بجوار السرير، يراقب دومينيك النائم. وجهه كان هادئاً، ويده لا تزال مرفوعة في الهواء، وكأنما يخشى إزعاجه. كان يشعر بقبضة باردة في معدته. هذه المشاعر. هذه اللمسة. هذه الرغبة الملحة في سحبه أقرب، في حمايته من أي شيء قد يضره، بما في ذلك نفسه. هذا لم يكن جزءاً من خطته. لم يكن الحب أو المودة شيئاً يختبره ديمون، أو يرغب فيه.
كان ديمون يعتقد أن السيطرة هي كل شيء. لكن دومينيك، بهذا التحدي الصامت، وهذا الاستسلام المختلط بالريبة، كان يعلمه أن هناك شيئاً أكثر قوة من السيطرة المطلقة. كان قلبه ينبض بشكل غريب، شعور غير مريح لكنه ساحر. "يا إلهي،" همس ديمون لنفسه، ويده تنقبض على الملايات، "ماذا تفعل بي يا دومينيك؟"
كانت هذه هي بداية الخوف الحقيقي في قلب ديمون. الخوف ليس من فقدان السيطرة على دومينيك، بل الخوف من فقدان السيطرة على نفسه، وعلى مشاعره التي بدأت تتغير بشكل لا يمكن إيقافه. هذا الشعور الجديد، غير المرغوب فيه، كان ينمو بصمت وبقوة، يهدد بتقويض حصونه، وبجعل عالمه المنظم فوضى عارمة. كان يعلم أن هذا خطير، لكنه لم يستطع إيقافه. لقد وقع، أخيراً، في فخ المشاعر.
يتبع.....
اذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
Коментарі