Chapter Fourteen: شبكة الخضوع و صمت اليأس
في الغرفة الخاصة، خلف جدران المكان الصاخبة في أوريليا، الولايات المتحدة الأمريكية، ترك ديمون بلاكوود ليو عارياً جزئياً، وروحه ممزقة. بقيت لمسات ديمون الهادئة، الباردة، محفورة على بشرة ليو، أكثر إيلاماً من أي ضربة. لم يكن الألم جسدياً هذه المرة، بل كان وجعاً نفسياً عميقاً، شعوراً بالاجتياح التام، بأن لا جزء من جسده أو روحه كان ملكاً له. ارتجفت يداه وهو يرتدي قميصه المفتوح، تحاول أصابعه المرتعشة تثبيت الأزرار التي بدت وكأنها أصبحت أثقل من الجبال. كل خيط، كل لمسة للقماش على بشرته، كانت تذكره بالعينين التي راقبته، باليدين التي استكشفته كملكية خاصة.
نظر ليو إلى الكرسي الجلدي الأسود الذي كان يجلس عليه، ثم إلى الوشاح الحريري الناعم الملقى على الطاولة. كانا أدوات "اللعب" التي استخدمها ديمون، أدوات السيطرة النفسية التي أبقت ليو مجمداً ومذعناً. شعر بغثيان يصعد إلى حلقه. كان ديمون قد أوضح الأمر بجلاء: لا هروب. لا يوجد مكان آمن. حتى عندما حاول ليو أن يدافع عن نفسه، عن صداقته مع دومينيك، لم يكن رده سوى تأكيد بارد على أن ديمون يعلم كل شيء، وأن ليو لا يزال تحت سيطرته، وأنه مهم بالنسبة له بطريقة مرعبة.
بخطوات ثقيلة، خرج ليو من الغرفة الخاصة، ثم شق طريقه بصعوبة عبر الممرات الجانبية للمبنى حتى وصل إلى المخرج الرئيسي. كان الهواء البارد في الخارج بمثابة صدمة، لم يتمكن من محوها الأضواء المتلألئة لمباني أوريليا الشاهقة. بدا وكأن العالم كله قد تقلص ليصبح سجنًا له. لم يجد سيارة أجرة. لم يهتم. بدأ يمشي في الشوارع المضاءة بالنيون، وجهه شاحب، عيناه فارغتان. كان يعلم الآن أن ديمون بلاكوود ليس مجرد رجل قوي أو مريض؛ إنه قوة لا يمكن هزيمتها، شبكة سيطرة لا مرئية تحيط بكل شيء. كان ليو مجرد خيط في تلك الشبكة.
وصل إلى شقته أخيراً، بالكاد يتذكر الطريق. دخل، وأغلق الباب خلفه، وكأن الأبواب وحدها يمكن أن توفر له حماية. سقط على الأريكة، وغاص في صمت مطلق. لم تكن لديه دموع ليبكيها بعد الآن؛ كانت الدموع قد جفت، تاركة خلفها شعوراً بالاحتراق. ما الفائدة من المقاومة؟ ما الفائدة من الهروب؟ لقد أدرك ليو، وبكل وضوح مؤلم، أن ديمون بلاكوود كان يمتلكه. ليس كحبيب، ولا كصديق، بل كشيء يمكن اللعب به، والسيطرة عليه، وإعادته إلى مكانه عندما يحيد عن المسار. كان هذا هو اللعب الحقيقي، وكان ليو هو اللعبة الوحيدة فيه.
في مكان آخر من أوريليا، كان دومينيك غارقاً في كتاب "فن الخضوع".
لم ينام دومينيك في تلك الليلة. كان الكتاب بين يديه، كلماته تتردد في ذهنه، وعالم جديد ينكشف أمامه. كل صفحة كانت بمثابة إيضاح، تأكيد، لكثير مما شعر به دون أن يفهمه. لم يكن الأمر يتعلق فقط بالعلاقة الجسدية، بل بالاتصال الروحي العميق، بالثقة المطلقة، بالتخلي عن السيطرة لشخص موثوق به. كان يرى ديمون بلاكوود في كل سطر. يرى قوته، هدوءه، نظرته الحادة التي يبدو أنها تخترق روحه.
كان الكتاب يتحدث عن الإحساس بالتحرر الذي يأتي مع التخلي عن السيطرة، عن المتعة في كونك متمسكاً بالكامل، موثوقاً به بالكامل. كانت تلك الكلمات تثير فيه مزيجاً من الفضول والخوف، ولكن الفضول كان ينتصر ببطء. لم يكن ما قرأه عنفاً أو إكراهاً، بل كان اختياراً، اتفاقاً. وبدأ دومينيك يدرك أن اختياره كان قد اتخذ بالفعل في اللحظة التي دخل فيها غرفة ديمون بلاكوود، في اللحظة التي استسلم فيها.
شعر باندفاع غريب من الطاقة، كأن شيئاً ما كان مقيداً بداخله قد بدأ يتحرر. لم يكن هذا الخوف الذي شعر به ليو، بل كان شعوراً بالترقب، بالرغبة في استكشاف هذا الجانب الجديد من نفسه، مع ديمون. كانت كل خلاياه تستيقظ، تتوق إلى المزيد. لقد انتهى وقت التردد. لقد حان وقت البدء. لقد أصبح دومينيك جاهزاً.
يتبع.....
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
نظر ليو إلى الكرسي الجلدي الأسود الذي كان يجلس عليه، ثم إلى الوشاح الحريري الناعم الملقى على الطاولة. كانا أدوات "اللعب" التي استخدمها ديمون، أدوات السيطرة النفسية التي أبقت ليو مجمداً ومذعناً. شعر بغثيان يصعد إلى حلقه. كان ديمون قد أوضح الأمر بجلاء: لا هروب. لا يوجد مكان آمن. حتى عندما حاول ليو أن يدافع عن نفسه، عن صداقته مع دومينيك، لم يكن رده سوى تأكيد بارد على أن ديمون يعلم كل شيء، وأن ليو لا يزال تحت سيطرته، وأنه مهم بالنسبة له بطريقة مرعبة.
بخطوات ثقيلة، خرج ليو من الغرفة الخاصة، ثم شق طريقه بصعوبة عبر الممرات الجانبية للمبنى حتى وصل إلى المخرج الرئيسي. كان الهواء البارد في الخارج بمثابة صدمة، لم يتمكن من محوها الأضواء المتلألئة لمباني أوريليا الشاهقة. بدا وكأن العالم كله قد تقلص ليصبح سجنًا له. لم يجد سيارة أجرة. لم يهتم. بدأ يمشي في الشوارع المضاءة بالنيون، وجهه شاحب، عيناه فارغتان. كان يعلم الآن أن ديمون بلاكوود ليس مجرد رجل قوي أو مريض؛ إنه قوة لا يمكن هزيمتها، شبكة سيطرة لا مرئية تحيط بكل شيء. كان ليو مجرد خيط في تلك الشبكة.
وصل إلى شقته أخيراً، بالكاد يتذكر الطريق. دخل، وأغلق الباب خلفه، وكأن الأبواب وحدها يمكن أن توفر له حماية. سقط على الأريكة، وغاص في صمت مطلق. لم تكن لديه دموع ليبكيها بعد الآن؛ كانت الدموع قد جفت، تاركة خلفها شعوراً بالاحتراق. ما الفائدة من المقاومة؟ ما الفائدة من الهروب؟ لقد أدرك ليو، وبكل وضوح مؤلم، أن ديمون بلاكوود كان يمتلكه. ليس كحبيب، ولا كصديق، بل كشيء يمكن اللعب به، والسيطرة عليه، وإعادته إلى مكانه عندما يحيد عن المسار. كان هذا هو اللعب الحقيقي، وكان ليو هو اللعبة الوحيدة فيه.
في مكان آخر من أوريليا، كان دومينيك غارقاً في كتاب "فن الخضوع".
لم ينام دومينيك في تلك الليلة. كان الكتاب بين يديه، كلماته تتردد في ذهنه، وعالم جديد ينكشف أمامه. كل صفحة كانت بمثابة إيضاح، تأكيد، لكثير مما شعر به دون أن يفهمه. لم يكن الأمر يتعلق فقط بالعلاقة الجسدية، بل بالاتصال الروحي العميق، بالثقة المطلقة، بالتخلي عن السيطرة لشخص موثوق به. كان يرى ديمون بلاكوود في كل سطر. يرى قوته، هدوءه، نظرته الحادة التي يبدو أنها تخترق روحه.
كان الكتاب يتحدث عن الإحساس بالتحرر الذي يأتي مع التخلي عن السيطرة، عن المتعة في كونك متمسكاً بالكامل، موثوقاً به بالكامل. كانت تلك الكلمات تثير فيه مزيجاً من الفضول والخوف، ولكن الفضول كان ينتصر ببطء. لم يكن ما قرأه عنفاً أو إكراهاً، بل كان اختياراً، اتفاقاً. وبدأ دومينيك يدرك أن اختياره كان قد اتخذ بالفعل في اللحظة التي دخل فيها غرفة ديمون بلاكوود، في اللحظة التي استسلم فيها.
شعر باندفاع غريب من الطاقة، كأن شيئاً ما كان مقيداً بداخله قد بدأ يتحرر. لم يكن هذا الخوف الذي شعر به ليو، بل كان شعوراً بالترقب، بالرغبة في استكشاف هذا الجانب الجديد من نفسه، مع ديمون. كانت كل خلاياه تستيقظ، تتوق إلى المزيد. لقد انتهى وقت التردد. لقد حان وقت البدء. لقد أصبح دومينيك جاهزاً.
يتبع.....
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
Коментарі