Prologue
Synopsis
Chapter One: اللمحة الاولى
Chapter Two: كشف الاسرار
Chapter Three: الخطوة الأولى
Chapter Four :خيوط العنكبوت
Chapter Five: الدعوة الى الشبكة
Chapter Six: في عرين الاسد
Chapter Seven: قواعد اللعبة
Chapter Eight: العرض
Chapter Nine:القرار و العواقب
Chapter Ten: العالم الجديد
Chapter Eleven: الصدى و الخضوع
Chapter Twelve: صدى السيطرة
Chapter Thirteen: دروس الاستسلام و الظلام
Chapter Fourteen: شبكة الخضوع و صمت اليأس
Chapter Fifteen: الخطوة الأولى نحو العمق
Chapter Sixteen: صياغة التعهد وأغلال غير مرئية
Chapter Seventeen: عوالم متشابكة
Chapter Eighteen:همسات السيطرة العارية
Chapter Nineteen: مرآة الجوع
Chapter Twenty: رفيق الظلال
Chapter Twenty One: أضواء خافتة و ظلال مألوفة
Chapter Twenty Two: خيوط الملكية
Chapter Seventeen: عوالم متشابكة
في الأيام التي سبقت توقيع دومينيك ريد عقده مع ديمون بلاكوود في أوريليا، الولايات المتحدة الأمريكية، كانت هناك سحابة غريبة تخيم على صداقته مع ليو. بعد تلك الليلة المقلقة التي أمضاها ليو مع ديمون، اختفى ليو فعليًا. لم يرد على المكالمات، ولا على الرسائل النصية. أثار هذا الصمت غير المعتاد قلق دومينيك بشدة، فهو لا يتذكر آخر مرة انقطع فيها اتصال ليو به بهذه الطريقة. انتابه شعور بالضيق والقلق على صديقه المقرب، وبدأ يتساءل عما حدث له.
ثم، في المساء الذي سبق توقيعه للعقد، رن هاتفه أخيراً. كانت أنفاس دومينيك تتسارع عندما رأى اسم ليو على الشاشة. "مرحباً ليو! أين كنت؟ لقد كنت قلقاً عليك كثيراً!" قال دومينيك فوراً، وقد شعر بالارتياح يغمره، لكنه استشعر شيئاً غريباً في نبرة ليو.
جاء صوت ليو خافتاً، ومختلفاً قليلاً، وكأن هناك حاجزاً بينهما. "أنا آسف يا دومينيك. كنت... مشغولاً ببعض الأمور الشخصية. لقد انشغلت حقاً. أنا بخير الآن."
"أنا سعيد لسماع ذلك. لقد كنت حقاً قلقاً عليك،" رد دومينيك، وهو يحاول جاهداً فهم لمسة الغرابة في نبرة ليو. عزاها إلى ما وصفه ليو بـ "الأمور الشخصية" التي لا يريد التحدث عنها. "هل أنت متفرغ للعشاء هذا الأسبوع؟ يجب أن نلتقي ونتحدث."
"بالتأكيد يا دومينيك. سأتصل بك قريباً ونرتب شيئاً،" أجاب ليو، قبل أن ينهي المكالمة بسرعة، تاركاً دومينيك مع شعور بالارتياح المشوب بحيرة خفيفة. لقد عاد ليو، وهذا هو الأهم. كان صديقه، وظلا كما كانا دائماً، أو هكذا بدا له.
في الوقت نفسه، وفي قلب أوريليا، الولايات المتحدة الأمريكية، كانت حياة ديمون بلاكوود تدور حول محور ثابت من السيطرة والتخطيط الدقيق. لم يكن عمله مجرد وظيفة، بل إمبراطورية. كانت شركة بلاكوود، التي تقع في واحدة من أعلى الأبراج الزجاجية في المدينة، اسماً مرادفاً للقوة والنفوذ في قطاع التكنولوجيا المتقدمة. من مكتبه الشاهق، الذي يطل على مدينة أوريليا المترامية الأطراف، كان ديمون يدير اجتماعاته ببرود وهدوء، كل قرار محسوب، كل حركة استراتيجية. كان يعتبر عمله امتداداً لشخصيته: لا مجال للخطأ، لا مكان للصدفة، كل شيء تحت السيطرة. كان الموظفون يخشونه ويحترمونونه في آن واحد، فهم يعرفون أن ديمون يرى كل شيء، ويتوقع الكمال، ويقدم في المقابل نجاحاً لا مثيل له.
لم تكن سيطرة ديمون تقتصر على قاعات مجالس الإدارة. كانت حياته الشخصية منظمة بنفس الدقة. كان يستيقظ قبل الفجر، يبدأ يومه بجلسة تأمل صارمة، تتبعها تمارين رياضية مكثفة. كان يفضل السباحة في حوضه الخاص، أو التدرب على فنون الدفاع عن النفس، كل ذلك بهدف الحفاظ على سيطرة جسدية وعقلية لا تتزعزع. لم تكن لديه هوايات عادية، بل كانت كلها أنشطة تزيد من تركيزه وانضباطه. كان يقرأ كثيراً، لا سيما الكتب التاريخية والتحليلات النفسية، يبحث دائماً عن فهم أعمق لديناميكيات القوة البشرية.
وفي خضم هذا الروتين المحكم، كان ليو قد أصبح جزءاً لا يتجزأ من جدول ديمون اليومي. بعد تلك الليلة الغريبة التي أمضاها ليو في المكان الخاص، أصبحت لقاءات ديمون بليو منتظمة، تتم مرة واحدة على الأقل يومياً، أحياناً في نهاية يوم عمل ديمون في مكتبه، وأحياناً عبر مكالمة فيديو هادئة في الصباح الباكر أو المساء. لم تكن هذه اللقاءات مليئة بالدراما أو التهديدات؛ بل كانت تتسم بنبرة من العناية الهادئة التي أخفت تحتها سيطرة مطلقة. كان ديمون يحرص على أن يسأل عن أدق تفاصيل يوم ليو، عن حالته النفسية، حتى عن نومه ووجباته. كانت تلك أسئلة شخصية، لم يطرحها عليه أحد قط بهذا العمق، مما أوجد إحساساً غريباً بالرعاية، بل حتى بالحميمية القسرية.
"كيف حالك يا ليو؟ هل نمت جيداً بعد المكملات التي أرسلتها لك؟" سأل ديمون في إحدى المكالمات المسائية، وعيناه الرماديتان الثابتتان على ليو عبر الشاشة. كانت نبرته دافئة، لكن هناك شيئاً في عمق عينيه يخبر ليو بأن ديمون يرى كل شيء، ويملك كل شيء.
"نعم سيدي، لقد كانت مفيدة جداً. نمت أفضل قليلاً،" أجاب ليو، صوته يعكس خليطاً من الامتنان والإرهاق. كان ديمون يرسل له طروداً صغيرة تحتوي على كتب موصى بها، أو أنواع شاي نادرة، أو حتى ملابس مريحة، مصحوبة برسائل قصيرة: "هذا سيفيدك يا ليو. أريدك أن تكون في أفضل حالاتك." كانت هذه اللفتات تذكره بقبضة ديمون التي لا ترحم، تذكره بأنه تحت "رعاية" خاصة لا يستطيع الهروب منها، رعاية تجعل حياته مريحة ظاهرياً، لكنها تخنقه في الوقت ذاته. كان ديمون لا يهدده، بل كان يوفر له كل ما يحتاجه، مما يجعله يشعر أنه مدين له، ويزيد من إحساسه بالتبعية.
"أنا سعيد لسماع ذلك،" قال ديمون، ابتسامته بالكاد مرئية. "أتفهم أن هذه الفترة قد تكون صعبة عليك. التغيير ليس سهلاً. لكن تذكر، أنا هنا لأعتني بك، لأضمن راحتك وسلامتك. أنت الآن جزء من عالمي، وعالمي منظم تماماً. لا يوجد ما تقلق بشأنه، طالما أنك تلتزم."
شعر ليو بكلمات ديمون تخترق روحه. كانت هذه هي الحميمية التي تحدث عنها ديمون. ليست حميمية المشاعر الصادقة المتبادلة، بل حميمية السيطرة المطلقة، حيث يرى ديمون كل نقاط ضعفه، ويهتم بها بطريقته، مما يجعل ليو يشعر بأنه مكشوف بالكامل، وعاجز عن المقاومة.
ثم تغيرت نبرة ديمون قليلاً، لتصبح أكثر جدية: "والآن، هل تحدثت مع دومينيك مؤخراً؟"
"نعم، تحدثت معه قبل قليل. كان يتحدث عن عمله الجديد. يبدو جيداً يا سيدي،" أجاب ليو.
"جيد. أريدك أن تظل صديقاً مقرباً منه، يا ليو. أن تقدم له الدعم كالمعتاد. تذكر، العلاقة بيننا هي... خاصة. لا يعرف عنها أحد. هذا ضروري لسلامة الجميع. هل أنا واضح؟"
"واضح سيدي،" قال ليو، وشعر بضغط الكتمان يثقل صدره. كان عليه أن يكذب على صديقه الوحيد، وأن يمثل دوراً لا يريده، وأن يخفي العالم الذي أصبح جزءاً منه، العالم الذي يسيطر عليه ديمون بلاكوود.
في صباح اليوم التالي، وبداية خطوات دومينيك الأولى في عالمه الجديد.
بعد أيام قليلة من توقيع العقد، رن هاتف دومينيك. كان ديمون بلاكوود على الخط. صوته الهادئ الواثق ملأ الغرفة، فأشعر دومينيك بانتفاضة خفيفة في جسده. "دومينيك، هل أنت مستعد للخطوة الأولى في تدريبك؟" سأل ديمون.
"نعم سيدي،" أجاب دومينيك على الفور، بقلب يخفق بين التوتر والإثارة.
"جيد. أريدك أن تأتي إلى مكتبي غداً في الساعة التاسعة صباحاً. لا تحضر معك أي شيء سوى هاتفك ومحفظتك. ارتدي ملابس مريحة، لكن مرتبة. لا تتأخر." كانت لهجة ديمون قاطعة، لم تترك مجالاً للجدال.
نام دومينيك تلك الليلة نوماً متقطعاً. كان عقله يتسابق، يتخيل ما يمكن أن يحمله الغد. هل سيكون تدريباً جسدياً؟ أم نفسياً؟ كانت فكرة أن يكون تحت توجيه ديمون تثير فيه شعوراً غريباً بالرضا، كأن جزءاً من روحه كان ينتظر هذه اللحظة بالذات.
في صباح اليوم التالي، في أوريليا، الولايات المتحدة الأمريكية، اتبع دومينيك تعليمات ديمون بدقة. اختار سروالاً رياضياً أنيقاً وقميصاً قطنياً عالي الجودة. عندما وصل إلى مبنى بلاكوود، شعر بالرهبة المعتادة التي تثيرها هذه العظمة. صعد إلى الطابق المخصص لمكتب ديمون، ودخل دون تردد.
كان ديمون ينتظره في مكتبه. لم يكن يرتدي بذلة العمل المعتادة، بل قميصاً أسوداً بسيطاً وبنطالاً داكناً. "صباح الخير، دومينيك،" قال ديمون، وهو يشير إلى الكرسي أمامه.
"صباح الخير سيدي،" أجاب دومينيك، وجلس.
"تدريبنا سيبدأ بخطوات بسيطة،" أوضح ديمون، وعيناه لا تزالان تقرآن دومينيك بعمق. "أولاً، أريدك أن تفهم أن هذا المكان، مكتبي، هو مكان آمن لك. يمكنك أن تشعر بالراحة هنا، وأن تكون على طبيعتك. لكن هذا لا يعني أن القواعد لا تنطبق. ثانياً، أريدك أن تبدأ في ممارسة اليقظة. كل يوم، لمدة عشر دقائق، اجلس في صمت، وركز فقط على أنفاسك. لا تحاول السيطرة على أفكارك، فقط لاحظها تمر. هذا سيساعدك على التركيز والتخلص من الضوضاء الداخلية."
أومأ دومينيك. كانت هذه التعليمات بسيطة، لكنها حملت وزناً هائلاً من السلطة.
"ثالثاً، وهذا الأهم الآن، أريدك أن تبدأ في تدوين ملاحظات يومية. كل ليلة قبل النوم، ستكتب ثلاثة أشياء تعلمتها عن نفسك، وثلاثة أشياء شعرت بها بقوة خلال اليوم، وثلاثة أشياء تتوقعها أو ترغب فيها للمستقبل. هذه الملاحظات ستكون لي. لن أطلبها منك كل يوم، لكن كن مستعداً لتقديمها عندما أطلب."
"ملاحظات يومية؟" سأل دومينيك، وقد فاجأه الطلب.
"نعم. هذا جزء من فهمك لذاتك، وجزء من إخلاصك لي. سأرى تقدمك، وسأفهمك بشكل أفضل من خلال هذه الملاحظات. تذكر، الشفافية هي أساس ثقتنا. هل تفهم يا دومينيك؟"
"أفهم سيدي،" قال دومينيك، وقد وقف أيضاً. لم يكن هذا ما توقعه، لكنه كان يشعر بقوة هذه البداية. لم يكن الأمر يتعلق بالعقوبة، بل بالانضباط والتأمل الذاتي تحت توجيه ديمون. كانت هذه "المهام" تجعله يشعر بأنه تحت سيطرة ديمون تماماً، بطريقة لم تكن مخيفة، بل واعدة بنوع من التطور الشخصي لم يكن ليحققه بمفرده.
"جيد،" قال ديمون، ونهض من كرسيه. "هذا يكفي ليومنا الأول. ابدأ باليقظة والملاحظات اليومية. سأتواصل معك قريباً لتحديد موعد لقائنا التالي. تذكر، أنت ملكي الآن. وهذا يعني أنني أهتم بك. هل هناك أي أسئلة يا دومينيك؟"
"لا سيدي،" قال دومينيك، وقد وقف أيضاً. "شكراً لك."
خرج دومينيك من المكتب، وعقله يدور بالتعليمات الجديدة. لم يكن يشعر بالخوف، بل بالإثارة. كان هذا هو تدريبه، بداية رحلته في عالم ديمون بلاكوود. كانت القواعد واضحة، والتوقعات محددة، وشعر بأن جزءاً منه كان يزدهر تحت هذا الهيكل الجديد. لم تكن مجرد مهام، بل كانت طقوساً لبداية تحوله.
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، بعد أن أنهى ديمون مهامه المكتبية وغادر شركة بلاكوود، لم يتوجه مباشرة إلى قصره الفاخر. بدلاً من ذلك، قاد سيارته إلى شقة ليو المتواضعة في أوريليا. لم يعلن عن زيارته، بل استخدم المفتاح الذي كان بحوزته. وجد ليو جالساً على الأريكة، يحدق في الفراغ.
"ليو،" نادى ديمون بهدوء، فأثار صوتُه قفزة خفيفة في ليو.
نظر ليو إليه، ملامح وجهه تحمل مزيجاً من الدهشة والتسليم. "سيدي؟"
تقدم ديمون وجلس بجانب ليو على الأريكة، متجاهلاً المسافة بينهما. مد يده ووضعها على جبهة ليو، ففحص حرارته بلطف. "لا تزال تبدو متعباً قليلاً. هل تناولت عشاءك؟"
"ليس بعد، سيدي،" أجاب ليو بصوت خفيض.
تنهد ديمون بهدوء. "يجب أن تهتم بنفسك. أنت ملكي، وأنا مسؤول عن رعايتك." حرك إبهامه بلطف على جبين ليو، ثم انحنى قليلاً. لم تكن هناك كلمات إضافية، فقط نظرة عميقة في عيني ليو، ثم قبلة هادئة على شفتيه. كانت القبلة خالية من الشغف، بل كانت أشبه بختم الملكية، تذكيراً صامتاً بأن ليو ملك له، وأن رعايته هذه هي جزء لا يتجزأ من السيطرة. كان ديمون ينقل من خلالها نوعاً من الاهتمام الجسدي الذي لم يكن رومانسياً، بل كان يجسد قبضته المحكمة، كأن يقول: "أنا أملكك، ولذلك أعتني بك."
سحب ديمون جسده قليلاً، لكن يده ظلت على ذراع ليو. "سأطلب لك بعض الطعام. ما رأيك في حساء الدجاج الدافئ؟ إنه خفيف ومغذٍ." سأل ديمون بنبرة ناعمة، لم تكن اقتراحاً بقدر ما كانت توجيهاً، لكنها حملت لمسة اهتمام حقيقية. "عليك أن تأكل شيئاً يا ليو، وأن ترتاح جيداً الليلة. أريدك أن تكون في أفضل حالاتك. مفهوم؟"
"مفهوم سيدي،" قال ليو، وقد شعر بمزيج من التوتر والراحة تحت لمسة ديمون ونبرته المهيمنة. عندما وصل الطعام بعد قليل، راقب ديمون ليو وهو يأكل، وتأكد من أنه يتناول كل ملعقة، بابتسامة خفيفة ترتسم على شفتيه، ابتسامة لا تصل لعينيه، لكنها كانت كافية لتجعل ليو يشعر بأنه مراقب بعناية فائقة. كانت هذه اللحظات من "العناية" تذكره بقفصه الذهبي، بوجود ديمون الذي يحيط به من كل جانب، ويفرض عليه "رعايته" الخاصة.

يتبع.....

اذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
© Minami Haruka,
книга «Fifty Shades Of Reed».
Chapter Eighteen:همسات السيطرة العارية
Коментарі