Prologue
Synopsis
Chapter One: اللمحة الاولى
Chapter Two: كشف الاسرار
Chapter Three: الخطوة الأولى
Chapter Four :خيوط العنكبوت
Chapter Five: الدعوة الى الشبكة
Chapter Six: في عرين الاسد
Chapter Seven: قواعد اللعبة
Chapter Eight: العرض
Chapter Nine:القرار و العواقب
Chapter Ten: العالم الجديد
Chapter Eleven: الصدى و الخضوع
Chapter Twelve: صدى السيطرة
Chapter Thirteen: دروس الاستسلام و الظلام
Chapter Fourteen: شبكة الخضوع و صمت اليأس
Chapter Fifteen: الخطوة الأولى نحو العمق
Chapter Twelve: صدى السيطرة
مرت الأيام التالية ببطء شديد بالنسبة لدومينيك، كأنما الزمن نفسه قد تباطأ. كانت كل ساعة تقضيها يوماً كاملاً في دوامة من الأفكار والمشاعر المختلطة. حاول أن يعود إلى روتينه المعتاد في شقته، إلى كتبه ومحاولاته اليائسة للتركيز على البحث. لكن عقله كان مشتتاً، وتفكيره يعود بلا هوادة إلى تلك الغرفة الداكنة في برج بلاكوود، وإلى الرجل الذي غير عالمه في لحظة واحدة.
كان يشعر بصدى لمسة ديمون بلاكوود، وببرودة القيود الجلدية حول معصميه، وبإحساس لسان ديمون وهو يداعب قضيبه. كانت تلك اللحظات، بكل صدمتها وإثارتها، محفورة في ذاكرته، تومض كالفلاش بين كل صفحة يقرأها، وكل سطر يحاول كتابته. كان يتساءل مراراً وتكراراً: كيف يمكنني أن أستجيب بهذه الطريقة؟ كيف يمكنني أن أستمتع بشيء كهذا؟ كانت إجابته الخاصة، التي تتردد في ذهنه، مخيفة ومحررة في آن واحد: لأنك أحببت الأمر، دومينيك. أحببت السيطرة. أحببت أن تقع في قبضته.
ظل هاتفه صامتاً من جانب ليو. حاول دومينيك الاتصال به مراراً، أرسل رسائل نصية متعددة، لكن لا رد. كان يشعر بقلق متزايد. حاول زيارة شقة ليو، لكن الباب كان مغلقاً، والأنوار مطفأة. لم يكن هناك أي علامة على وجوده. شعر دومينيك بالوحدة تتسرب إلى روحه، وأدرك مدى اعتماده على ليو كمرساة له في عالمه الطبيعي. الآن، وقد اختفى ليو، كان هناك فراغ هائل، فراغ يبدو أن ديمون بلاكوود وحده من يمكنه ملؤه.
كان الترقب ينهش أعصابه. كان ينتظر اتصال ديمون بلاكوود. كل رنين هاتف، كل إشعار بريد إلكتروني، كان يرسل قشعريرة عبر عموده الفقري. لم يكن يعرف ما سيفعله ديمون بعد ذلك، لكنه كان يعلم أنه سيكون أمراً حاسماً، وأن حياته القديمة قد انتهت.
في اليوم الثالث بعد زيارته لبرج بلاكوود، بينما كان دومينيك يحدق بلا هدف في شاشة حاسوبه، تلقى بريداً إلكترونياً جديداً. لم يكن من ديمون بلاكوود مباشرة، بل من مساعدته، السيدة جيتا.
إلى: Dominic.Reed@email.com
الموضوع: ترتيبات السيد بلاكوود
عزيزي السيد ريد،
بناءً على تعليمات السيد ديمون بلاكوود، يرجى منك تحديد موعد لجلسة خاصة معه خلال الساعات القادمة. وقد أشار السيد بلاكوود إلى أهمية حضورك في أقرب وقت ممكن. يرجى تأكيد تواجدك. يُفضل ارتداء ملابس خالية من الأزرار أو السحابات المعدنية، وتجنب أي مجوهرات أو إكسسوارات.
مع خالص التقدير،
جيتا، مساعدة السيد بلاكوود الشخصية.
ابتسم دومينيك ابتسامة خافتة، ابتسامة ارتسمت على شفتيه تلقائياً، ممزوجة بالتوتر والإثارة. "ملابس خالية من الأزرار أو السحابات." "تجنب أي مجوهرات." كانت الأوامر واضحة، تشير إلى طبيعة لقائهم القادم. لم يكن هناك أي سؤال، فقط الامتثال.
أرسل رداً سريعاً، يؤكد فيه توافقه مع الموعد المقترح، ثم قام من مقعده وتوجه نحو خزانة ملابسه. كان يبحث عن ملابس بسيطة، خالية من أي معوقات، كما أمر سيده. ارتدى سروالاً رياضياً قطنياً فضفاضاً وقميصاً قطنياً خفيفاً. كان هذا بحد ذاته عملاً من أعمال الخضوع، استعداداً لما هو قادم.
عندما وصل إلى برج بلاكوود في وقت لاحق من ذلك اليوم، شعر بالوعي الشديد بملابسه، ببرودة يديه، بالنبض السريع لقلبه. هذه المرة، كانت السيدة جيتا تنتظره في بهو الاستقبال مباشرة.
"سيد ريد،" قالت بابتسامة غامضة. "السيد بلاكوود ينتظرك. المصعد جاهز."
صعد دومينيك إلى المصعد، الذي كان ينتظره فارغاً. هذه المرة، لم يذهب إلى نفس الطابق. بدلاً من ذلك، توقف المصعد في طابق آخر تماماً. عندما انفتح الباب، وجد نفسه في ممر أطول، جدرانه مكسوة بالخشب الداكن الفاخر، يؤدي إلى باب وحيد في نهايته. كان هذا الباب أيضاً خشبياً، لكنه كان يحمل نقشاً معقداً ولامعاً يبدو كـ "B" كبيرة مزخرفة، شعار بلاكوود.
وقف أمامه اثنان من حراس ديمون، نفس الرجلين الضخمين من قبل. أومأ أحدهما برأسه. "سيد ريد. السيد بلاكوود بالداخل."
فتح الباب ليكشف عن غرفة مختلفة تماماً عن "غرفة اللعب" التي زارها سابقاً. كانت هذه الغرفة مضاءة بشكل ساطع، لكنها كانت لا تزال تحتوي على نفس الأجواء الفاخرة والقوية. كانت مكتبة واسعة، جدرانها مغطاة بالكتب من الأرض إلى السقف، وروائح الجلد والورق القديم تملأ الهواء. في المنتصف، جلس ديمون بلاكوود خلف مكتب خشبي ضخم، يحدق في شاشة حاسوبه. لم يرتد ملابس الاسترخاء هذه المرة؛ كان يرتدي قميصاً أبيض أنيقاً وبنطالاً داكناً، أكمامه مطوية بعناية.
رفع ديمون بلاكوود رأسه، وعيناه الرماديتان التقتا بعيني دومينيك. لم تكن هناك ابتسامة على شفتيه، بل نظرة فاحصة، تقييمية. "دومينيك،" قال صوته، نبرته رسمية، خالية من الدفء الذي شعر به دومينيك في لقائهما السابق. "تفضل بالدخول. أغلق الباب خلفك."
امتثل دومينيك فوراً. أغلق الباب بصمت، وشعر به يضغط على كتفيه، ويقطع عنه آخر خيوط العالم الخارجي. تقدم بخطوات ثابتة نحو المكتب، يراقب ديمون بلاكوود الذي ظل ثابتاً، يحدق فيه.
"لقد تلقيت رسالتي الإلكترونية، وأنت هنا في الوقت المحدد. جيد." قال ديمون، ثم أشار بيده نحو كرسي مريح أمام مكتبه. "اجلس."
جلس دومينيك على الكرسي، وظهرت يد ديمون بلاكوود من تحت المكتب وهي تحمل كتاباً سميكاً بغلاف جلدي أسود. دفعه عبر المكتب نحو دومينيك.
"هذا هو واجبك الأول يا دومينيك،" قال ديمون، وعيناه لا تزالان ثابتتين على دومينيك. "اقرأ هذا الكتاب. كل كلمة فيه. ثم عد إليّ في غضون يومين، وكن مستعداً لمناقشة كل ما تعلمته. تذكر القواعد. الصدق. الطاعة. عدم التشكيك."
كان عنوان الكتاب على غلافه الأسود مكتوباً بخط ذهبي: "فن الخضوع: دليل المبتدئين".
شعر دومينيك بقلبه ينقبض في صدره. كان هذا مجرد البداية. بداية عالم جديد تماماً، عالم سيغيره ديمون بلاكوود إلى الأبد. كانت هناك رغبة غريبة في الترقب، في الخوف، في الاستسلام. وكان يعلم، بعمق في روحه، أنه لم يكن هناك هروب.
وفي شقة ليو، في مكان آخر من أوريليا...
مرت الأيام على ليو في حالة من العزلة شبه التامة. كانت شقته، التي كانت في السابق ملاذاً للفوضى الإبداعية، قد أصبحت الآن ملجأً مظلماً، تعكس حالته الداخلية. كانت الكدمات على مؤخرته قد بدأت في التلاشي، لكن الألم النفسي ظل حاداً. كان يستيقظ كل صباح مع شعور بالعار، يذكرنا بفقدانه لكرامته على يد ديمون بلاكوود.
هاتفه، الذي كان دائماً مصدراً للموسيقى والصخب، كان صامتاً معظم الوقت، مدفوناً تحت كومة من الوسائد. كانت مكالمات دومينيك ورسائله تزعجه. كان يعرف أن دومينيك قلق، وكان يفتقده بشدة، لكنه لم يستطع الرد. كيف يمكنه أن يخبر دومينيك أنه تعرض للجلد؟ أن ديمون بلاكوود قد سحقه بكل بساطة؟ كانت الهزيمة مُرة، والذل أعمق من أي كدمة.
لم يخرج ليو من شقته إلا للضرورة القصوى، لشراء الطعام أو لوازم بسيطة. في إحدى تلك المرات النادرة، بينما كان يعود محملاً ببقالة خفيفة، لمحت عيناه سيارة سوداء فارهة متوقفة في نهاية الشارع، أضواءها خافتة. لم يستطع رؤية من بداخلها، لكن شعوراً غير مريح تسلل إليه. لم تكن هذه أول مرة. في الأيام القليلة الماضية، كان لديه إحساس مزعج بأنه مراقب، شعور لم يستطع نفيه، كأن عيني ديمون بلاكوود، أو أحد رجاله، تراقبه من بعيد.
لم يتلق ليو أي اتصال مباشر من ديمون بلاكوود نفسه، ولا من أي من مساعديه. لم يكن هناك تهديد مباشر، لكن الصمت كان أكثر رعباً. كان الصمت رسالة بحد ذاته: أنت مراقب. نحن نعرف مكانك. وستكون العواقب أشد إذا ما تدخلت مجدداً.
في محاولاته اليائسة للتشتت، حاول ليو أن يغوص في مشاريعه الفنية، لكن الإلهام كان قد تبخر. كانت أفكاره تدور حول ديمون بلاكوود، وسيطرته المطلقة. لم يلتق بأي شخص جديد. كان عالمه قد انكمش ليقتصر على جدران شقته، ورائحة العار التي تلتصق به. لم يكن في نادي BDSM، ولا كان على اتصال بأي شخص يمكن أن يساعده. كان وحيداً، ومحاصراً في دوامة الخوف التي نسجها ديمون بلاكوود من حوله. كان يعلم الآن أن ديمون بلاكوود لا يمزح. وكان عليه أن يبقى بعيداً. من أجل سلامته... ومن أجل دومينيك.

يتبع.....

إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
© Minami Haruka,
книга «Fifty Shades Of Reed».
Chapter Thirteen: دروس الاستسلام و الظلام
Коментарі