Prologue
Synopsis
Chapter One: اللمحة الاولى
Chapter Two: كشف الاسرار
Chapter Three: الخطوة الأولى
Chapter Four :خيوط العنكبوت
Chapter Five: الدعوة الى الشبكة
Chapter Six: في عرين الاسد
Chapter Seven: قواعد اللعبة
Chapter Eight: العرض
Chapter Nine:القرار و العواقب
Chapter Ten: العالم الجديد
Chapter Eleven: الصدى و الخضوع
Chapter Twelve: صدى السيطرة
Chapter Thirteen: دروس الاستسلام و الظلام
Chapter Fourteen: شبكة الخضوع و صمت اليأس
Chapter Fifteen: الخطوة الأولى نحو العمق
Chapter Sixteen: صياغة التعهد وأغلال غير مرئية
Chapter Seventeen: عوالم متشابكة
Chapter Eighteen:همسات السيطرة العارية
Chapter Nineteen: مرآة الجوع
Chapter Twenty: رفيق الظلال
Chapter Twenty One: أضواء خافتة و ظلال مألوفة
Chapter Twenty Two: خيوط الملكية
Chapter Twenty Three: "الخضوع المطلق "اختبار الولاء
Chapter Twenty Four: أسرار من الفردوس
Chapter Twenty Five: علامات خفية و بداية الشك
Chapter Twenty Six: نظرات متغيرة و هدايا معلنة
Chapter Twenty Seven:تساؤولات مؤرقة و ذوبان الشكوك في لمسات محرمة
Chapter Twenty Three: "الخضوع المطلق "اختبار الولاء
بعد دقائق قليلة من مكالمة ديمون، وقف دومينيك تحت الماء البارد في حمامه، تاركًا الصدمة تتغلغل في مسام جلده. لم يكن البرد كافيًا لإطفاء اللهيب الذي أُشعل في داخله. جسده كان يتوق، ينبض بالحياة، وكل خلية فيه كانت تصرخ باسم ديمون. عندما انتهى، وجفف جسده ببطء برداء الحمام القطني، كان ذهنه ما زال يدور حول الكلمات الأخيرة التي نطق بها ديمون. "شيئاً يجعلك تشعر بالتعري... يكشف أكثر مما يستر... مُتاحاً لي."
اقتادته قدماه إلى خزانة ملابسه. كانت كلماته تتردد في ذهنه. ملابس كاشفة؟ بالنسبة لدومينيك، كان هذا يعني قميصاً مفتوح الأزرار قليلاً، أو ربما سروالاً ضيقاً يبرز تفاصيل جسده. لم يرتدِ في حياته شيئاً يمكن أن يعتبره "فاضحاً" أو "كاشفاً". كانت خزانته مليئة بالقمصان الكلاسيكية، والسراويل الأنيقة، كل قطعة مصممة لتبدو جيدة، ولكنها ليست أبدًا لتثير أو تكشف. مد يده نحو قميص حريري أسود، كان يشعر بنعومته بين أنامله، وبدأ يتخيل كيف سيبدو عليه، مفتوح الأزرار قليلاً، ربما يكشف جزءاً من صدره وعضلات بطنه. نعم، هذا كاشف... على طريقته الخاصة.
ارتدى القميص الأسود الحريري، وترك ثلاثة أزرار علوية مفتوحة. نظر إلى نفسه في المرآة. كان مظهره أنيقاً، لكنه كان يشعر بتوتر غريب. هل هذا ما يريده ديمون؟ هل هذا كافٍ لـ "التعري"؟ كان يعلم، في أعماقه، أن ديمون لا يقصد هذا النوع من التعري. لقد كان يرى نظرة ديمون في النادي، تلك النظرة التي اخترقت كل دفاعاته، التي جعلته يشعر بأنه عارٍ بالكامل حتى وهو بكامل ملابسه. هذا القميص، على الرغم من فتحاته، لم يكن سوى ستار رقيق.
فجأة، رن هاتفه مرة أخرى برسالة نصية. كان الرقم مجهولاً، لكنه عرف على الفور من هو.
من ديمون: "لا تكن غبياً، صغيري. أنا أراك. هذا ليس كافياً. أريدك أن تشعر بالرياح تلامس بشرتك، وأن تكون مكشوفاً تماماً لي، وليس للعالم. اخلع قميصك. ارتدِ فقط سروالاً داخلياً أسود ضيقاً. لا شيء آخر. وارفعه عالياً."
اتسعت عينا دومينيك في صدمة. "أراه؟" كيف يمكنه أن يراه؟ أدرك للحظة أنه لا يزال تحت سيطرة ديمون المطلقة، حتى وهو بعيد عنه، وكأن هناك عيوناً خفية تراقبه، وكأن روح ديمون تتسلل إلى شقته، إلى جسده، إلى تفكيره. لكن الصدمة سرعان ما تلاشت ليحل محلها إثارة جامحة. هذا هو ما يريده ديمون حقاً. هذا هو الاختبار الحقيقي. هذا هو التعري الذي يتجاوز الجسد، ليصل إلى الروح.
نزع دومينيك القميص الحريري الأسود ببطء، ثم خلعه تمامًا، وألقى به على السرير. بقي عاري الصدر. كانت أصابعه ترتعش وهو يتجه نحو درج ملابسه الداخلية، وسحب منه سروالاً داخلياً أسود ضيقاً. ارتدى السروال الداخلي، ثم، كما أمره ديمون، رفعه عالياً قدر الإمكان، حتى كاد يلامس خصره. كان ضيقاً جداً، يبرز كل انحناءة في جسده، يبرز انتصابه الذي لم يهدأ بعد.
نظر إلى نفسه في المرآة مرة أخرى. كانت بشرته الآن مكشوفة بالكامل، عضلات بطنه المشدودة، صدره العريض، وعلامات الليلة الماضية التي تكسو عنقه وعظم الترقوة. كان يشعر بالخجل، وبالجرأة، وبالإثارة في آن واحد. كان هذا هو التعري الذي يريده ديمون. التعري الذي يجعله يشعر بالضعف المطلق، بالملكية الكاملة. لم يعد هناك ما يختبئ خلفه.
ارتجف جسده بنشوة متزايدة. كان يشعر بوجود ديمون، بهالة سيطرته، تلتف حوله، حتى لو لم يكن موجوداً جسدياً. هذا الشعور بالتعري المطلق، بالانكشاف الكامل، كان يثير فيه لذة غريبة، لذة لم يعرفها من قبل. لم يعد الأمر يتعلق بالخجل، بل بالتسليم. لقد أصبح مكشوفاً، ومُتاحاً، تماماً كما أراد ديمون.
رن الهاتف مرة أخرى. رسالة نصية أخرى.
من ديمون: "ممتاز، صغيري. الآن، أريدك أن تغادر شقتك. توجه إلى منطقة "المربع" في وسط المدينة. أريدك أن تمشي عبر الحشود. لا تسرع. تمشَ ببطء. وتأكد أنك تنظر إلى الجميع في أعينهم. أريدك أن ترى كيف ينظرون إليك. أريدك أن تشعر بنظراتهم على جسدك المكشوف. أريدك أن تعرف أن كل عين تراقبك، كل نظرة هي لي. هل هذا مفهوم؟"
تجمد دومينيك مكانه. "المربع؟" في وسط المدينة؟ بملابسه الداخلية فقط؟ كان الأمر جنونياً. لم يخطر بباله قط أن ديمون سيطلب منه شيئاً كهذا. الخجل الذي كان قد تلاشى عاد بقوة، ليضربه بقسوة هذه المرة. كانت فكرة المشي عارياً تقريباً في مكان عام مروعاً، مهيناً. لكن في الوقت نفسه، كان هناك خيط رفيع من الإثارة، إثارة التحدي، إثارة تجاوز كل حدوده، إثارة فعل شيء لا يجرؤ عليه أحد غيره.
التقط هاتفه، وكانت أصابعه ما زالت ترتعش. هذا تجاوز كل توقعاته. هذا تجاوز كل ما عرفه عن الخضوع. لكن صوت ديمون، ونبرته القاسية، كانا لا يزالان يترددان في أذنيه. "أريدك أن تشعر بنظراتهم على جسدك المكشوف. أريدك أن تعرف أن كل عين تراقبك، كل نظرة هي لي." هذه الجملة الأخيرة اخترقته. إنها ليست من أجله، بل من أجل ديمون. كل نظرة سيحصل عليها، كل همسة، كل إشارة، ستكون لديمون. سيعرض نفسه، جسده، روحه، لملكيته.
"مفهوم، سيدي،" همس دومينيك للهاتف، على الرغم من أن المكالمة كانت قد انتهت. وضع الهاتف جانباً. كان قلبه ينبض بعنف، لكن لم يعد هناك شك أو تردد. لقد استسلم. هذا هو ما يريده ديمون، وهذا هو ما سيفعله. سار نحو باب شقته. كانت يده تلامس المقبض، يشعر ببرودة المعدن تحت أصابعه الدافئة. أخذ نفساً عميقاً، ثم فتحه.
خرج دومينيك إلى الشارع. كان الهواء البارد يلامس بشرته العارية تقريباً، يرسل رعشة خفيفة عبر عموده الفقري. لم يكن هذا مجرد برد، بل كان إحساساً بالانكشاف، بالضعف، بالاستسلام. كان يعلم أن كل خطوة يخطوها ستكون تحت سيطرة ديمون، وكل نظرة سيتلقاها ستكون ملكاً له.
بدأ يمشي ببطء، كما أمره ديمون. كان يحاول أن يحافظ على رأسه مرفوعاً، على كتفيه مستقيمتين، لكنه كان يشعر بالخجل يتسلل إلى كل جزء فيه. لم يعتد قط على أن يكون مركز الاهتمام بهذه الطريقة، أن يكون معروضاً، أن يكون مجرد شيء يُنظر إليه.
وصل إلى "المربع". كان المكان يعج بالناس. كانت أصوات الضحك، والموسيقى، وضجيج المدينة يملأ المكان، لكنه لم يسمع شيئاً. كان يسمع فقط دقات قلبه المتسارعة، وصوت ديمون في رأسه. "انظر إليهم في أعينهم. دعهم يرونك. دعهم يعرفون أنك ملكي."
بدأ يمشي عبر الحشود. لم يكن ينظر إلى الأرض، بل كان ينظر إلى الناس في أعينهم، كما أمره ديمون. كانت النظرات تزداد حدة، وتزداد وقاحة. كان يرى الإعجاب، والاشمئزاز، والفضول، والرغبة. كان يرى كل شيء، وكان يشعر بكل شيء.
كانت بشرته تحترق. لم يكن يعرف ما إذا كان هذا بسبب الخجل، أو بسبب الإثارة. كان يشعر بالرغبة تتصاعد في داخله، رغبة لم يشعر بها من قبل. لم تكن مجرد رغبة جنسية، بل كانت رغبة في الخضوع، في التسليم، في أن يكون مملوكاً بالكامل.
كل خطوة خطاها، كل نظرة تلقاها، كانت تزيد من هذه الرغبة. كان يشعر بأنه يتجاوز كل حدوده، وأنه يفعل شيئاً لم يفعله أحد من قبل. كان يشعر بأنه يفقد السيطرة، وأنه يستسلم.
فجأة، شعر بيد تلامس كتفه. توقف، والتفت.
كان ديمون.
كان يقف أمامه، يرتدي بدلة سوداء أنيقة، وعيناه تنظران إليه بنظرة قوية، حادة، تملؤها السيطرة الخالصة. لم يكن هناك أي أثر للغضب، أو الاشمئزاز، أو الحكم. كان هناك فقط الإعجاب، والرضا، والملكية.
"جيد جداً، صغيري،" همس ديمون، صوته خشناً، مثيراً، وكأنه ينساب عبر جسده. "لقد فعلت بالضبط ما طلبته منك. لقد أريتهم من أنت. لقد أريتهم أنك ملكي."
لم يستطع دومينيك أن ينطق بكلمة. كان جسده يرتجف، ليس من الخوف، بل من الإثارة. كان يشعر بالدم يتدفق في عروقه، بالحرارة تتصاعد في داخله. كان يشعر بأنه على وشك الانفجار.
مد ديمون يده، ولمس فكه، تماماً كما فعل في النادي. كان هذا اللمسة كافية لإشعال كل خلية فيه.
"الآن،" قال ديمون، وسحب دومينيك نحوه. "سوف نذهب."
لم يسأل دومينيك إلى أين سيذهبون. لم يكن يهتم. كان يعرف فقط أنه يريد أن يكون مع ديمون، وأن يكون ملكه، بالكامل، وإلى الأبد.
استقرا في سيارة فارهة، سوداء داكنة، كانت تنتظرهما على بعد خطوات. انزلقت مقصورة السيارة الهادئة والفاخرة حولهما، لتفصلهما عن ضجيج العالم الخارجي وعيونه المتطفلة. شعر دومينيك بالارتياح لدقائق معدودة، ثم عاد التوتر. كان يعلم أن ما هو قادم سيكون أكثر كثافة، أكثر إثارة، مما مر به في الشارع.
لم تتوقف يد ديمون عن لمس فخذ دومينيك طوال الرحلة، لمسات خفيفة، لكنها كانت كافية لإرسال رعشات من اللذة عبر جسده. كان ديمون يبتسم، ابتسامة هادئة، مليئة بالرضا، وكأنما كان يرى أمامه تحفة فنية أبدعها بنفسه.
بعد فترة وجيزة من القيادة الهادئة، بدأت السيارة تتباطأ، ثم انعطفت ببطء عبر بوابة ضخمة من الحديد المطاوع. انزلق دومينيك عبر الزجاج المدخن، ووجد نفسه يحدق في مشهد لا يصدق. لم يكن هذا مجرد منزل، بل كان قصراً ضخماً، تحفة معمارية من الحجر الداكن والزجاج، محاطاً بحدائق واسعة مصممة بدقة، وتزينها نافورات منحوتة ببراعة. كانت الأضواء الخافتة تسلط على واجهته المهيبة، مما يجعله يبدو وكأنه يرتفع من بين الظلال، شاهداً صامتاً على كل ما يحدث في داخله.
"منزلي، صغيري،" همس ديمون، صوته يحمل نبرة من الملكية والسيطرة التي جعلت قلب دومينيك ينقبض في صدره. "وهو الآن منزلك أيضاً. كل شبر فيه، كل زاوية، وكل قطعة أثاث، ستذكرك بمن أنت، ومن أنا."
فتحت الأبواب الكبيرة ببطء، وكأنها ترحب بهما في عالَم آخر. دخل دومينيك وخلفه ديمون، إلى بهو واسع، كانت أسقفه عالية، ومضاءة بضوء خافت من الثريات الكريستالية. كانت الأرضية من الرخام اللامع، وتزينها أعمال فنية وتماثيل منحوتة ببراعة. كانت رائحة خشب الصندل والمسك تملأ الهواء، وهي نفس رائحة ديمون التي كانت تثير فيه الجنون.
"تعالَ معي، صغيري،" قال ديمون، وسحبه من يده نحو درج رخامي حلزوني يرتفع إلى الطوابق العليا. كانت كل خطوة يخطوها دومينيك نحو المجهول، نحو عمق أكبر في عالم ديمون. لم يكن خائفاً، بل كان يتوق. كان يتوق للتحرر الذي يأتي من التسليم المطلق، للذروة التي لم يعرفها بعد.
وصلا إلى جناح ديمون الخاص. كانت الغرفة واسعة، فاخرة، وتطل على مناظر بانورامية للمدينة. كان السرير كبيراً، مغطى بالملاءات الحريرية الداكنة، ويبدو وكأنه يدعوه للغرق فيه. كانت الغرفة تعج بأعمال فنية، ومكتبة ضخمة، وموقد يشتعل فيه نار خفيفة، تلقي بظلال دافئة على الجدران.
"انظر إلي، صغيري،" قال ديمون، صوته الآن ليس هامساً، بل أمراً، يتردد في أرجاء الغرفة.
رفع دومينيك عينيه المرتعشتين، المثقلتين بالرغبة، نحو ديمون. كانت عينا ديمون تشتعلان بلهيب عميق، لهيب الملكية الخالصة.
"أنت هنا. في منزلي. عارياً لي. وهذا ما كنت أريده منك. أنت لي بالكامل." تقدم ديمون خطوة، ثم أخرى، حتى أصبح أمام دومينيك مباشرة. مد يده ببطء، وكأنها تلامس هواءً كهربائياً حول جسد دومينيك. لم يلمسه بعد، لكن دومينيك شعر بكل شعرة في جسده تنتصب، وكل خلية فيه تستغيث بلمسة ديمون.
ثم، ببطء شديد، تحركت يد ديمون لتلامس فك دومينيك. لم تكن ضغطاً، بل مجرد لمسة خفيفة، لكنها كانت كافية لجعل دومينيك يلهث، وقد شعر بأن قدميه تكادان تخونانه. كانت تلك هي اللمسة التي تعيده إلى تلك الليلة في نادي "الليسيوم"، إلى تلك اللحظة التي استسلم فيها.
"أنت لا تزال ترتجف،" همس ديمون، صوته عميقاً، خشناً، يتردد في أذن دومينيك. "هذا جيد. هذا يعني أنك جائع. وأنا هنا لأطعمك."
انزلقت يد ديمون من فك دومينيك، لتتبع خط عنقه، ثم كتفه، ثم ذراعه، بلمسات خفيفة، دقيقة، كأنها ترسم خريطة على جسد دومينيك. كانت كل لمسة ترسل رعشة عبر جسده، تزيد من حدة توتره، تزيد من جوعه.
"أريدك أن تتوقف عن التفكير، صغيري،" قال ديمون، صوته الآن أقرب إلى الأمر. "أريدك أن تشعر فقط. أن تدع جسدك يتحدث. أن تدع رغبتك تتحكم فيك."
سحب ديمون دومينيك نحوه، حتى أصبح جسداهما يكادان يتلامسان. شعر دومينيك بدفء جسد ديمون يخترق ملابسه الداخلية الخفيفة، ويشعل فيه ناراً جديدة. لمس ديمون خصره، ثم انزلق بيده ببطء إلى أسفل، ليلامس مؤخرة دومينيك العارية تحت حافة السروال الداخلي الضيق. صدر من دومينيك أنّة خافتة، عفوية، غير إرادية.
"ممتاز،" همس ديمون، وبدأت أصابعه تتغلغل ببطء، بحركة دائرية، لتلامس نقطة حساسة في مؤخرته. لم تكن اللمسة عنيفة، بل كانت لمسة اكتشاف، لمسة تملك.
شعر دومينيك بأن جسده ينتفض بالكامل، وأن دمائه تتجمع في أعماقه. هذه اللمسة... هذه اللمسة كانت تفتح أبواباً لم يكن يعلم بوجودها. كانت تثير فيه رغبة عميقة في المزيد، في أن يغرق في هذا الإحساس، في أن يذوب في لمسات ديمون.
"أريدك أن تسقط على ركبتيك، صغيري،" قال ديمون، صوته الآن يرتفع قليلاً، يحمل قوة لا يمكن مقاومتها. "أريدك أن تُظهر لي مدى جوعك. مدى خضوعك."
لم يتردد دومينيك للحظة. كان جسده يستجيب للأمر قبل أن يفكر عقله. سقط على ركبتيه، أمامه ديمون، عيناه مثبتتين على ديمون، يرتجف، ويتنفس بصعوبة. كان شعور الخضوع هذا مذهلاً، قوياً، مفعماً باللذة.
"ممتاز،" قال ديمون، وبدأ يخطو حول دومينيك ببطء، وكأنما كان يستمتع بمنظره، بمنظره وهو راكع أمامه، مكشوفاً، خاضعاً. كانت نظرات ديمون تخترق دومينيك، تستكشف كل انحناءة في جسده، كل رعشة خفية، وكأنها تبحث عن أعمق نقطة يمكن أن تُغرس فيها ملكيته.
عاد ديمون ليقف أمام دومينيك مباشرة. لم يمد يده هذه المرة، بل انحنى قليلاً، ليصبح وجهه قريباً جداً من وجه دومينيك. كانت أنفاس ديمون الدافئة تلامس بشرة دومينيك، ورائحته الذكورية الغنية تملأ رئتيه، تثير فيه شعوراً بالدوار.
"تدريبك لم ينتهِ بعد، صغيري،" همس ديمون، صوته عميقاً، خشناً، وكأن كل كلمة هي أمر محفور في روح دومينيك. "لقد أثبت لي أنك قادر على الانكشاف الجسدي. الآن، أريدك أن تكشف روحك. أريدك أن تُظهر لي مدى جوعك الحقيقي."
ارتعش دومينيك. لم يكن يعرف ما هو قادم، لكنه كان مستعداً. كان يتوق للمزيد.
مد ديمون يده ببطء، وسحب من أحد الرفوف الجانبية كتاباً ذا غلاف داكن، ثم قدمه لدومينيك. "خذ هذا. افتح الصفحة رقم خمسة وسبعين. أريدك أن تقرأ بصوت عالٍ."
التقط دومينيك الكتاب بيديَه المرتعشتين. كانت أصابعه تكاد لا تمسك به. نظر إلى العنوان: "أسرار الظلام: مذكرات خاضع". كان العنوان وحده كافياً لجعل دمه يتدفق أسرع في عروقه. فتح الصفحة المحددة. كانت الكلمات مصطفة أمامه، تصف تفاصيل حميمة وجريئة بين سيد وخاضعه.
"اقرأ، صغيري،" أمر ديمون، عيناه مثبتتان على دومينيك، تراقب كل تعبير في وجهه، كل اهتزاز في جسده. "ولكن لا أريدك أن تقرأ فقط. أريدك أن تشعر بكل كلمة. أريدك أن تدع اللذة تتدفق في صوتك. أريدك أن تتذوق كل فعل، كل إحساس. أريدك أن تستحضر هذا الجوع الذي أراه في عينيك. أريدك أن تُظهر لي هذا الشغف، هذه اللذة، هذه الرغبة التي لا تعرف الخجل. هل هذا مفهوم؟"
"مفهوم، سيدي،" تمتم دومينيك، صوته يكاد يكون خافتاً، بالكاد مسموعاً. كانت الفكرة مخيفة، لكنها في نفس الوقت كانت مثيرة بشكل لا يصدق. أن يقرأ هذه الكلمات بصوت عالٍ، أن يجسدها، أن يشعر بها أمام ديمون... هذا تجاوز كل حدود الخجل التي عرفها.
بدأ دومينيك يقرأ، صوته في البداية كان مهتزاً، يكاد يكون هامساً. كان يقرأ عن يد تتسلل، عن همسة تتوهج، عن جسد يتشنج تحت لمسة. كانت الكلمات تتدفق من فمه، وتخترق سمعه، وتتغلغل في أعماقه. شعر بوجنتيه تحترقان، وأن دمه يتجمع في أسفله. كان يشعر بانتصابه ينتفض مجدداً تحت السروال الداخلي الضيق، يضغط بقوة، يصرخ مطالباً بالتفريغ.
"بصوت أعلى، صغيري،" جاء صوت ديمون، قاسياً، لكنه كان يحمل نبرة من الرضا. "وبشعور أكبر. أريدك أن تشعر باللذة كما يشعر بها الخاضع الذي تقرأ عنه. أريدك أن تدعها تتدفق منك."
أخذ دومينيك نفساً عميقاً، ثم تابع القراءة. هذه المرة، أغمض عينيه للحظة، وحاول أن يتخيل الكلمات، أن يجسدها. "كانت يده تلامسني، تضغط على جلدي، تثير بي رعشة... صرخة كتمتُها في صدري... كان يخبرني أنني ملكه... أنني لا شيء بدونه... وأن كل خلية في جسدي تتوق لسيطرته..."
كان صوته يتغير، يصبح أكثر عمقاً، أكثر اهتزازاً، وأكثر حسية. كانت أنفاسه تتقطع بين الجمل، وكل كلمة تخرج من فمه كانت مصحوبة بتنهيدة، أو أنّة خافتة. كان يشعر بأن الكلمات لم تعد مجرد كلمات، بل أصبحت حقيقة، أصبحت جسده، أصبحت روحه.
كان يقرأ عن الأوامر، عن التسليم، عن الألم الذي يتحول إلى لذة. كانت كل كلمة يقرأها تزيد من ضغط دمه، تزيد من حرارة جسده. كان يشعر بأن ديمون ينظر إليه، يراه، يرى كل شيء. كانت عينا ديمون ثابتتين عليه، قاسيتين، لكنهما تلمعان برغبة محمومة.
"أجل... هكذا،" همس ديمون، وقد بدا صوته أكثر عمقاً، أكثر تأثيراً. "دعها تتدفق منك، صغيري. دعها تُظهر لي مدى جوعك."
وصل دومينيك إلى مقطع يصف لحظة الذروة، لحظة التسليم الكامل للخاضع. كانت أصابعه ترتجف، وعيناه تدمعان، ليس من الحزن، بل من التوتر المبرح، من اللذة الشديدة التي كانت تجتاحه. صوته أصبح شبه متقطع، يكاد لا يستطيع النطق.
"كان جسدي يتشنج... لم أعد أتحكم بشيء... كنت أصرخ باسمه... أتوسل إليه... لأني ملكه... ملكه بالكامل... كنت أتحرر... لأول مرة في حياتي..."
لم يستطع دومينيك إكمال الجملة. كانت اللذة قد تجاوزت كل الحدود. كان جسده يرتجف بعنف، ينتفض، يصرخ للإفراج. أسقط الكتاب من يده، وسقط هو نفسه على الأرض، وقد انهار بالكامل، واهتز جسده في سلسلة من التشنجات الشديدة.
"آه... سيدي... آه..." تأوه دومينيك، صوته مخنوقاً بالنشوة، ممزوجاً بالبكاء غير الإرادي من فيض الأحاسيس. كانت كل خلية فيه تصرخ باسم ديمون، تتوسل للمزيد، رغم أنه كان قد قذف، ليس بلمسة، بل بالكلمات، وبالشعور، وبسيطرة ديمون المطلقة.
كان ديمون ينظر إليه، صامتاً، وعيناه تلمعان بنظرة المنتصر، نظرة الملك الذي حصل على ما أراد. انحنى ديمون ببطء، ليصبح قريباً جداً من وجه دومينيك المنهك، المتوهج بالشهوة والخجل. لم يلمسه، لكنه همس، صوته أعمق من الهمس، يتردد في أذن دومينيك الملتهبة، يخترق روحه مباشرة.
"يا لك من عاهر صغير، هكذا أنت... رطب ومشتعل، تتوسل لي بالكلمات وحدها."
انقبض جسد دومينيك كله على نفسه، ارتجف بعنف جديد. الكلمات اخترقته، لم تكن إهانة، بل كانت اعترافاً بملكيته، بلذة لم يذقها من قبل. شعر بفيض من الحرارة يجتاحه من جديد، وبانتصابه ينتفض، لا يصدق أنه ما زال قادراً على الانتصاب بعد ما مر به.
"أجل... قذرٌ لي، جائعٌ لسيطرتي... كل قطرة شهوة فيك تصرخ باسمي... أنتَ لي، تماماً."
تسللت الكلمات عبر جلد دومينيك، أشعلت كل عصب. كانت كل همسة من ديمون كاللمسة، بل أقوى من ألف لمسة. كان يشعر بأنه عارٍ تماماً، ليس فقط من ملابسه، بل من كل دفاعات روحه، مُتاحاً بالكامل لكلمات ديمون، للذة التي كانت تتصاعد منه، لا يمكن إيقافها.
"هذا هو مكانك، تحت قدمي... هذا ما أنتَ عليه... عاهري الخاص... ملكي... ملكي إلى النخاع."
تدفقت الكلمات الأخيرة، أثارت في دومينيك موجة جديدة من الرغبة الجامحة، جعلته يرتجف بشدة، يلهث بصوت عالٍ. لم يكن لديه أي سيطرة على جسده. كان مفعماً باللذة، بالخضوع المطلق، بالرغبة المجنونة في المزيد. كانت كلمات ديمون بمثابة مفتاح فتحت كل السدود بداخله. لقد كان ملكاً له بالكامل، ولن يكون أي شيء سواه.
تشنج جسد دومينيك لثوانٍ بعد أن قذف، ثم ارتخى ببطء، ليتهادى على الأرض الرخامية الباردة. كانت أنفاسه سريعة ومتقطعة، وعيناه لا تزالان مغمضتين بقوة، ووجهه محمرًا من الخجل والنشوة. شعر بضعف في أطرافه، وبثقل لذيذ في جسده كله. كان هذا مختلفاً عن أي شيء اختبره من قبل؛ ذروة لم تنتج عن لمسة، بل عن الكلمات وحدها، عن سلطة ديمون المطلقة التي اخترقت روحه.
كان ما زال يسمع صدى همسات ديمون في أذنيه: "عاهر صغير، رطب ومشتعل... ملكي إلى النخاع." كانت هذه الكلمات حارقة، محرجة، لكنها كانت أيضاً تثير فيه لذة لا يمكن إنكارها. لقد أصبح ملكاً لديمون، وهذا الشعور كان قوياً، طاغياً، ومثيراً للجنون.
فجأة، شعر بيد ديمون تلامس شعره. لم تكن عنيفة، بل كانت لمسة ناعمة، تدغدغ فروة رأسه، وكأنها تربيت على رأس كلب مطيع. فتح دومينيك عينيه ببطء، ليجد ديمون لا يزال منحنياً فوقه، عيناه تراقبه بتفحص، لا تزال تلمعان بنفس اللهيب الخفي.
"هكذا أنتَ، صغيري،" قال ديمون، صوته هادئاً الآن، لكنه يحمل قوة لا تقل عن همساته السابقة. "حقيقة. خاضع... وجائع لي. هل شعرتَ بها؟ اللذة التي تأتي من التسليم الكلي؟"
أومأ دومينيك بصعوبة، كانت حلقه جافًا، ولا يستطيع الكلام.
"جيد،" تابع ديمون، ثم انزلقت يده من شعره لتلامس رقبته، ثم انزلقت ببطء إلى أسفل، لتتبع خط عظم الترقوة، ثم إلى صدره العاري. كانت لمساته دقيقة، تثير رعشات خفيفة في كل مكان تلامسه. "الآن حان وقت اللعب الحقيقي."
ثم، بحركة واحدة سلسة، رفع ديمون دومينيك عن الأرض. كانت ذراعا ديمون قويتين، تدعمان جسد دومينيك المرتخي. لم يتركه ديمون واقفاً، بل حمله بين ذراعيه، وكأن دومينيك ليس أكثر من دمية خفيفة، ضاماً إياه إلى صدره القوي. شعر دومينيك بدفء جسد ديمون، ورائحة ديمون التي كانت تغمره، وبدأ ينتفض مجدداً، هذه المرة من القرب الجسدي الذي لم يكن يتوقعه.
"أنتَ ملكي، صغيري،" همس ديمون في أذن دومينيك، وهو يحمله نحو السرير الضخم المغطى بالملاءات الحريرية الداكنة. "وهذا القصر كله سيصبح شاهداً على ملكيتي لك. ستتعلم كل شيء هنا... كل حدود اللذة، كل عمق الخضوع."
وضع ديمون دومينيك على السرير بلطف، لكن بحزم. غرق دومينيك في الملاءات الناعمة، جسده لا يزال يرتعش من النشوة والخضوع. كان انتصابه ما زال واقفاً، مؤلماً، وينبض بإيقاع محموم.
انحنى ديمون فوقه، ويداه تلامسان فخذي دومينيك الداخليين، ثم بدأت أصابعه تتجه ببطء نحو السروال الداخلي الضيق، لتلامس حوافه ببراعة، تثير رعشات جديدة في دومينيك.
"هذا السروال،" همس ديمون، "هو آخر حائل بيننا. لكنه لا يستر شيئاً، أليس كذلك؟"
لم ينتظر ديمون إجابة. سحب السروال الداخلي ببطء، لينزلقه عن فخذي دومينيك، ويكشف جسده بالكامل أمام ديمون. كان دومينيك عارياً الآن تماماً، مكشوفاً بالكامل لديمون، ولنظراته التي كانت تخترقه. لم يكن يشعر بالخجل، بل بالتحرر، بالاستسلام المطلق.
"أنتَ جميل، صغيري،" همس ديمون، وصوته يتردد في الهواء، وكأنه لحن يرقص على بشرة دومينيك. "جميل جداً، ومُتاحٌ لي بالكامل."
مد ديمون يده، ولمس بلطف انتصاب دومينيك الذي كان ينتفض بشدة. كانت لمسة ديمون خفيفة، لكنها كانت كافية لجعل دومينيك يلهث، وقد شعر بأن النار تشتعل في أسفله. لم يدعه ديمون يرتعش بمفرده طويلاً. انحنى ديمون أكثر، وقبض ببطء على طول عضوه، ثم بدأ يحركه بحركة بطيئة، مدروسة، وكأن كل حركة تهدف إلى إثارة أقصى درجات اللذة.
"أنتَ جائع جداً، أليس كذلك، صغيري؟" همس ديمون، ثم انحنى ليقبل بطن دومينيك، ثم انتقل ببطء، ليلامس منطقة خصره بلسانه، يرسل رعشات كهربائية عبر جسد دومينيك كله. صدر من دومينيك أنينٌ عميقٌ، وقد تقوس ظهره ببطء، محاولاً الالتصاق بلمسات ديمون.
ثم، ببطء شديد، حرك ديمون رأسه إلى أسفل، ليحيط بفم شفتيه انتصاب دومينيك. كانت اللحظة مذهلة، حسية، طاغية. بدأ ديمون في حركات بطيئة، ساحبة، يمتص ويلامس بلسانه كل انحناءة في انتصاب دومينيك. كان دومينيك يلهث، وقد دفع رأسه إلى الخلف، ويده قبضت على الملاءات الحريرية تحت أصابعه. كانت كل حركة من ديمون ترسل موجات من اللذة الخالصة عبر جسده، تجعله يتشنج، يتوسل للمزيد.
لم يكن ديمون سريعاً، بل كان متأنياً، يستمتع بكل لحظة من استسلام دومينيك. كانت أنفاسه الدافئة، ولمسات لسانه، وحركات شفتيه، ترسل دومينيك إلى عالم آخر من اللذة. شعر دومينيك بأن عقله يفرغ تماماً، ولم يعد هناك سوى الإحساس، والرغبة، وديمون.
بعد فترة، رفع ديمون رأسه ببطء، تاركاً دومينيك يلهث، وعضوه ينتفض، لكنه لم يقذف بعد. كانت عينا ديمون تلمعان برضا عميق، بنظرة المنتصر.
"ليس بعد، صغيري،" همس ديمون، وكأنما كان يقرأ أفكار دومينيك. "لم أنتهِ منك بعد. أريدك أن تشعر بالامتداد، بالامتلاء، حتى قبل أن تأخذني بالكامل."
انزلقت يد ديمون من صدر دومينيك لتدفع فخذيه بلطف، وتفتحهما قليلاً. كان دومينيك مطيعاً، مستسلماً تماماً. ثم، بحركة واحدة سلسة، مرر ديمون أصابعه على فتحة دومينيك الخلفية. لم تكن لمسة مفاجئة، بل كانت لمسة تمهيدية، تزيد من توتر دومينيك وترقبه.
"أنتَ ضيق جداً، صغيري،" همس ديمون، ثم بصق على أصابعه، ومررها على فتحة دومينيك. شعر دومينيك بالبرد السائل ثم الحرارة، وجسده يتصلب.
"سأقوم بفتحك الآن. سأجعلكَ مستعداً لي. لكل بوصة مني." بدأت أصابع ديمون في الضغط ببطء على الفتحة، ثم بدأ إصبع واحد بالدخول رويداً رويداً، بدقة، وكأنما كان يستكشف أعماق دومينيك. صدر عن دومينيك تأوهٌ مكتومٌ، ممزوجٌ بالألم واللذة في آن واحد. كانت هذه هي المرة الأولى التي يُفتَح فيها بهذه الطريقة، والإحساس كان غريباً، ومثيراً للجنون.
فجأة، انتفض جسد دومينيك بشدة، ودفعه غريزياً إلى الأمام، مبتعداً عن لمسة ديمون. كانت عيناه تتسعان، وعلامات الخوف والرعب ارتسمت عليه. لم يكن الإحساس غريباً ومخيفاً فقط، بل كان الخوف من المجهول، من أن يتجاوز نقطة اللاعودة في هذا التسليم الجسدي. ارتفعت يداه ببطء، وكأنه يحاول إبعاد يد ديمون، مع رجفة خفيفة هزّت أطرافه.
"سيدي... لا... أرجوك... لا يمكنني..." تمتم دومينيك، صوته بالكاد مسموع، خائفاً، محاولاً التراجع. كانت هذه الكلمات صعبة عليه، فقد اعتاد الطاعة المطلقة، لكن غريزة الخوف على جسده البكر كانت أقوى في تلك اللحظة.
توقف ديمون عن حركته على الفور. سحب أصابعه ببطء من فتحة دومينيك، ثم وضع يده على فخذه، يربّت عليها بلطف، لكن عينيه لم تفارقا وجه دومينيك المرتعش. لم يكن هناك أي غضب في عينيه، فقط نظرة هادئة ومتفهمة، لكنها ظلت تحمل عمق السيطرة.
"لا يمكنكَ؟" همس ديمون، صوته هادئاً بشكل مخيف، لكنه غرس كلماته عميقاً في روح دومينيك. "صغيري، الخوف جزءٌ من هذا. الخوف من المجهول. لكنني هنا. أنا سيدك. ولن أفعل بك شيئاً لا تستطيع تحمّله، إلا إذا طلبتَ مني ذلك."
أمسك ديمون بفك دومينيك بلطف، وأجبره على النظر إليه مباشرة. "هل تثق بي، دومينيك؟ هل تثق بأنني لن أدفعك إلى مكان لا تريد أن تكون فيه؟"
كانت عينا دومينيك تدمعان، لكنه أومأ ببطء، بصدق. الثقة كانت عميقة، على الرغم من الخوف الذي اجتاحه.
"جيد،" قال ديمون، ثم مرر أصابعه على مؤخرة رقبة دومينيك. "هذا الجسد ملكي الآن، ولكن روحه لا يمكن أن تُجبر. إذا كنتَ خائفاً، فأنا أتفهم ذلك. لكن قل لي، صغيري... هل تريدني أن أتوقف تماماً؟ أم أنك تريدني أن أدفعك ببطيء، أبعد من خوفك، إلى حيث تكمن اللذة الحقيقية التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالثقة الكاملة؟"
نظر دومينيك إلى ديمون، وكانت عيناه تتوهجان بمزيج من الخوف والرغبة الشديدة. لم يستطع التفكير بوضوح. كان جسده ما زال يتوق، كان الجزء الخاضع فيه يصرخ بالاستسلام، لكن الجزء البكر كان لا يزال يرتعش.
"ديمون... سيدي..." نطق دومينيك بصعوبة، متشبثاً بقميص ديمون. "خُذْني أعمق... لكن... ببطء شديد... أرجوك." كانت كلماته تخرج كشهقات، ممزوجة بالخوف والجوع في آن واحد، تعبيراً عن رغبة خاضعة لا تقوى على الرفض التام، لكنها تطلب الشفقة في ذات الوقت.
ابتسامة خافتة، خطيرة، ارتسمت على شفتي ديمون. "أجل، هكذا أنتَ، صغيري. جائعٌ أكثر مما تعتقد."
عاد ديمون ليبلل أصابعه مرة أخرى، ثم أعادها إلى فتحة دومينيك، لكن هذه المرة كانت لمساته أكثر هدوءًا وتأكيدًا. بدأ إصبعه الأول بالدخول ببطء شديد، مع كل مللي متر يمنح دومينيك وقتاً ليتكيف، ليتنفس، ليقبل الإحساس الجديد. كانت يده الأخرى تلامس صدر دومينيك، تربّت عليه بلطف، كأنها تثبّته، وتطمئنه.
"معي، صغيري... معي. اترك نفسك لي. أنا هنا لأجلك." همس ديمون، وكانت كلماته هذه المرة كبلسم بارد يهدئ الخوف، ويزيد من إثارة اللذة.
تغلغل إصبع ديمون أعمق ببطء، ببراعة، في جسد دومينيك. كان الإحساس غريباً، ممتداً، يثير فيه مزيجاً من الانزعاج الخفيف واللذة المذهلة. "آه... سيدي..." تأوه دومينيك، صوته يخرج كهمس حارق، وقد تقوّس ظهره قليلاً، عيناه مغمضتان بقوة. كانت يده تتشبث بالملاءات الحريرية، وكأنها تبحث عن أي شيء لتتمسك به في خضم هذه العاصفة الحسية.
يا إلهي... هذا شعور جديد... هذا ما يريده... هذا ما أريده أنا أيضاً. الألم الخفيف يتلاشى، يتحول إلى لذة طاغية. أنا ملكه، وجسدي يستسلم بالكامل. كل لمسة تزيد من جوعي، كل دفع يدفعني نحو الجنون. أريد المزيد. أريد أن أُفتح بالكامل، أن أُغمر به، أن أشعر بكل بوصة منه في داخلي. أصرخ باسمه، أتوسل له، لأنني أريد أن أكون عاهره، ملكه، حتى نهاية العالم.
أضاف ديمون إصبعاً ثانياً، ببطء شديد، مع انتظار أن يتكيف جسد دومينيك مع الامتداد الجديد. كان الإحساس الآن أكثر كثافة، أكثر إشباعاً، لكنه كان مصحوباً بتوتر لاذع يصرخ بالتفريغ. "آآه... سيدي... هذا كثير... هذا مثير جداً..." تمتم دومينيك، وقد أصبح جسده يرتجف بشدة، وانتصابه يقف صلباً، ينبض بألم لذيذ.
"أجل، صغيري،" همس ديمون، صوته الآن يرتفع قليلاً، يحمل نبرة من الرضا المظلم. "هو كثير، لكنه ليس كافياً بعد. أنتَ تتعلم كيف تتسع لي... كيف تستقبلني. أنتَ جميل هكذا، عاري، وجائع."
بدأت أصابع ديمون تتحرك ببطء في داخله، تستكشف، تلامس نقاطاً حساسة، تثير فيه رعشات متتالية. كان ديمون يتلاعب به، يُزيد من توتره، ثم يخففه، ثم يزيده من جديد، وكأنه يعزف على أوتار جسده.
يا له من سيد... يا له من آلهة... يتحكم في كل نبضة في جسدي. هو يعرف بالضبط كيف يثيرني، كيف يجعلني أرتجف وأتوسل. أريد أن أكون أكثر اتساعاً له، أريد أن أغرق في هذا الإحساس للأبد. هذا الجوع الذي لا يرحم... هذا العشق الذي يدفعني لتجاوز كل الحدود. ديمون... فقط ديمون... أريد أن أكون له بالكامل... أريد أن يأخذني... أن ينهي هذا العذاب اللذيذ.
ثم سحب ديمون أصابعه ببطء، تاركاً دومينيك يلهث، وقد شعر بالفراغ في داخله، لكنه لم يدم طويلاً. انحنى ديمون مجدداً، وعادت شفتيه لتلتف حول انتصاب دومينيك، وبدأ في سحبه وامتصاصه ببطء، بمهارة، وكأنما كان يستخرج كل قطرة لذة من داخله. كانت هذه اللذة الفموية أكثر تركيزاً الآن، بعد أن تم "فتحه" جزئياً. شعر دومينيك بأن رأسه يرتد للخلف، وأن صرخاته تكاد تختنق في حلقه.
"التهمْني، صغيري... التهمْني... كن جائعاً لي..." همس ديمون، وهو يواصل حركاته، يلامس لسانه كل شبر من انتصاب دومينيك، يجعله ينتفض، ويصرخ باسمه في صمت. كانت اللذة تتصاعد، تهدد بالانفجار.
هذا كثير جداً... أكثر مما تخيلتُ. لسانه، شفتيه... كل حركة منه تدفعني إلى الحافة. أنا مشتعل، متوهج، أحترق من الداخل. لا أريد أن يتوقف، أريد أن أذوب بين شفتيه، أن أُقذف بالكامل. هذا الجوع لا يرحم، هذا الاحتياج لا يعرف الشبع. أنا أضيع في هذا الإحساس، في هذه اللذة التي لا نهاية لها. هو سيد كل شيء فيّ، يتحكم في كل نبضة، في كل شهقة. أريد المزيد. أريد أن أُحرق بالكامل، أن أنفجر بين يديه. أرجوك... أرجوك...
لم يستطع دومينيك كبح جماح نفسه. كانت الرغبة طاغية، واللذة لا تُطاق. مع كل سحبة، كل ضغط، كل لمسة من ديمون، كان جسده يرتجف، وكان عقله يصرخ.
"سيدي... أرجوك... أكثر... أريد المزيد... أريد أن أُقذف... الآن... أرجوك... أعطني المزيد من اللذة..." تأوه دومينيك، صوته خرج كصرخة خافتة، ممزوجة بالشهوة المطلقة والتوسل. كانت يداه تندفعان لتتشبثا بشعر ديمون، وتسحبانه بلطف، محاولاً دفعه أعمق، ليغمره أكثر بهذه اللذة المبرحة.
توقف ديمون عن حركته للحظة، لكن شفتيه بقيتا مطبقتين على انتصاب دومينيك. رفع رأسه قليلاً، وعيناه تلمعان بانتصار لا يمكن إخفاؤه. لقد حصل على ما أراد: توسل دومينيك الصريح، طلبه للمزيد، إظهاره لجوعه المطلق.
"آه... هكذا إذاً، صغيري،" همس ديمون، وصوته يتردد عبر انتصاب دومينيك، يثير فيه رعشات جديدة. "أنتَ تتوسل لي. أنتَ تريد أن أغمرك. جيد جداً. عاهر مطيع وجائع."
ثم، بحركة واحدة، سحب ديمون انتصاب دومينيك من فمه. شعر دومينيك بفراغ مفاجئ، بصرخة مكتومة في أعماقه، وبألم اللذة المقطوعة. لكن ديمون لم يبتعد طويلاً. مد يده مرة أخرى، وأحاط بعضو دومينيك بالكامل، ثم بدأ يحركه بحركة سريعة، قوية، لكنها كانت محسوبة بدقة. كانت أصابعه تعمل بمهارة لا تصدق، تلامس كل نقطة حساسة، تزيد من سرعة النبض، وتدفع دومينيك نحو الهاوية النهائية.
"أنتَ لي، صغيري... كل شهوة فيك... كل قطرة لذة... هي ملكي..." همس ديمون، بينما كان يواصل عمله ببراعة، لا يتوقف، يركز فقط على إيصال دومينيك إلى أقصى حدود اللذة.
يا إلهي... هذا هو... هذه هي النهاية. جسدي لا يمكنه التحمل أكثر. كل نبضة، كل رعشة، تدفعني إلى الجنون. أنا أصرخ باسمه، أتوسل له، أريد أن أُحرر، أن أُقذف، أن أذوب بين يديه. أنا قذر جداً، جائع جداً له. لا يمكنني التفكير، لا يمكنني التنفس، لا يوجد سوى هذه اللذة التي تقتلني ببطء، ببطء شديد.
وصل دومينيك إلى نقطة اللاعودة. شعر بضغوط تتراكم في أسفله، كتيار كهربائي يجتاحه. تشنج جسده بالكامل، و قوس ظهره بحدة، واندفعت رأسه إلى الخلف، عيناه مغمضتان بقوة.
"آآآآآه... ديمون... سيدي... نعم!"
بصرخة ممزوجة بالنشوة المطلقة، بدأ دومينيك يقذف بعنف. تدفقت دفقة تلو دفقة من سائله المنوي الساخن، لتتسرب بين أصابع ديمون، وتتلطخ بها ملاءات السرير الحريرية. كان كل قذف يصحبه تشنج عنيف في جسده، يليه ارتخاء مؤلم ولذيذ في آن واحد. استمر في القذف لدقائق طويلة، متشنجاً، مرتجفاً، وعيناه مغلقتان، لا يرى شيئاً سوى الظلام الأحمر خلف جفنيه.
لقد قذفت... لقد قذفت بالكامل. كل قطرة مني خرجت لأجله، بسببه. أنا فارغ الآن... فارغ، لكنني ممتلئ به. هذا هو التسليم الكامل. هذا هو العُهر الحقيقي. أنا ملكه، روحي وجسدي. لا شيء متبقي. هو الوحيد الذي يستطيع أن يجعلني أشعر بهذا... أن يُقذفني هكذا بكلماته ولمساته.
ألقى دومينيك رأسه على الوسادة، يتنفس بصعوبة، جسده المنهك ما زال يرتجف بتشنجات خفيفة. شعر بيد ديمون تسحب بلطف انتصابه المرتخي من بين أصابعه، ثم تلامس فخذه الملوث بسائله.
"جيد جداً، صغيري،" همس ديمون، صوته يحمل نبرة من الرضا العميق، والسيطرة التامة. "أنتَ الآن تعلم. أنتَ ملكي، حتى في قذفك. أنتَ لي بالكامل، بكل قطرة منك. وكل قطرة ستُصب هنا، من أجلي."
بعد أن أنهى ديمون كلماته، لم يبتعد. بدلاً من ذلك، انحنى أكثر، وأحاط بجسد دومينيك المنهك بذراعيه القويتين، ساحباً إياه بقوة إلى صدره. كان هذا احتضاناً محكماً، تملكياً، لا يترك لدومينيك أي مجال للحركة أو للشك في ملكيته. شعر دومينيك بدفء جسد ديمون العاري تحت قميصه، وبعضلاته الصلبة تضغط عليه، وبأنفاس ديمون الدافئة تلامس شعره.
"هذا ممتاز، يا عاهري الصغير،" همس ديمون، صوته أكثر عمقاً وحسية. "لقد تجاوزتَ خوفكَ. لقد منحتني كل قطرة منك. لقد أظهرتَ لي مدى استعدادك لأن تكون ملكي بالكامل."
ثم مال ديمون وقبّل عنق دومينيك برقة، قبلة عميقة وحسية، تسللت إلى أعماق روحه. كانت هذه القبلة بمثابة مكافأة، ختم، وتأكيد على أن دومينيك قد اجتاز الاختبار بنجاح، وأن ديمون راضٍ تماماً عن خضوعه. شعر دومينيك بأن كل خلية في جسده المتشنج ترتخي في هذا الحضن، وبأن كل توتر يتبدد. كانت هذه اللحظة من الأمان والخضوع المطلق هي المكافأة التي لم يكن يعلم أنه يتوق إليها.
أحاط دومينيك ذراعيه المرتعشتين بخصر ديمون، متشبثاً به بقوة، وكأنما كان يخشى أن يتلاشى ديمون. كان يدفن وجهه في عنق ديمون، يستنشق رائحته الذكورية التي كانت تملأ رئتيه، يشعر بالرضا يتغلغل في كل جزء منه.
"أنتَ الآن تعلم ما أنتَ عليه حقاً، دومينيك. أنتَ خاضعٌ كاملٌ. أنتَ ملكي. وستكون لي دائماً هكذا."
همس ديمون، وشد ذراعيه حول دومينيك أكثر، في إشارة أخيرة على أن دومينيك أصبح جزءاً لا يتجزأ منه. كان دومينيك قد وصل إلى ذروة جديدة في علاقتهما، ذروة الخضوع الكامل، واللذة التي تنبع من الملكية المطلقة.

يتبع......

إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
© Minami Haruka,
книга «Fifty Shades Of Reed».
Chapter Twenty Four: أسرار من الفردوس
Коментарі