1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47 ( The End )
46
( سوهيون )

عقدت حاجباى بإنزعاج من الضوء الساطع القادم من النافذة لأقوم بفتح عيناي تدريجياً، الى ان اعتدت على ضوء النهار الساطع، اخذت لحظات و انا شاردة فى ذلك اللون الابيض فالخارج نتيجة تساقط الثلج لأنتفض من سريرى فزعة بعد ان اندفعت بعض من ذكريات البارحة فى رأسي.

" لابد انه مجرد حلم " نهضت من سريري مسرعة لأخرج من غرفتي آملة ان اجد المنزل فارغ، و ان كل ما حدث امس مجرد وهم.

فتحت الغرفة بجانبي بسرعة لأجدها فارغة تماماً، لأعقد حاجباى بتسائل، احقاً كنت اتوهم الأمر؟

" اتبحثين عني؟ "

جفلت من ذلك الصوت خلفي لأتجمد في مكاني ، لألتفت خلفي تدريجياً، كان يقف بجانب الطاولة يحمل طبقين من البيض مع اللحم، ليضعهم على الطاولة بينما يبتسم لي بإشراق.

" ما الذي تفعله هنا؟ انت لست حقيقي اليس كذلك؟ " خرجت تلك الكلمات تلقائياً من الصدمة بينما استرجع احداث امس و محاولاتى اليائسة لإخراجه من المنزل قبل ان استسلم نهائياً بعد ان وجدت انه لا يوجد فائدة ترجى من ذلك.

ضحك بقوة ليتقدم نحوي و يقف امامي مباشرتاً " بالتأكيد انا حقيقي، هيا تعالي سوف يبرد الفطور "

اشتعل الغضب بداخلى من تصرفاته، منذ البارحة و هو يتصرف بمرح و لطف حتى انه لم يعتذر او يذكر اى شئ يتعلق بما فعله، اكاد اجن من تصرفاته.

" لست جائعة، كل بمفردك " اخبرته بنبرة غاضبة لألتفت عائدة إلى غرفتي .

" حسناً كما تريدين، هناك طعام إضافي في المطبخ، حين تشعرين بالجوع يمكنك أكله " توقفت فى مكانى على أثر حديثه لألتفت له فى صدمة، احقاً لن يحاول منعي حتى او يخبرني على تناوله، لقد ظننت انه سيوقفني لآكل لكن بدلاً من ذلك جلس ليتناول طعامه دون إكتراث و يخبرني بذلك ، ما خطبه و اللعنة؟

" لا اريد طعامك، إن جعت سوف اقوم بإعداد الطعام لنفسي "

" لا انصحكي بذلك، لا يوجد مشفى قريب من هنا و يوجد عاصفة فالخارج ايضاً " اخبرني بسخرية لأنظر له و انا اكاد انفجر من الغضب ، ذلك المزعج الحقير، لما هو لئيم هكذا معي؟

صفعت باب غرفتي بغضب فى وجهه لأسمع صوت قهقهاته من الخارج لأركل الحائط بقدمي ، لا يمكنني البقاء معه اكثر من ذلك، على إيجاد حل لهذا الأمر، هرولت نحو هاتفي لأتصل بسوهو لكى يقلني من هنا.

قمت برمي الهاتف بغضب على السرير بعد ان وجدت انه لا يوجد تغطية ، لا جدوى من هذا.

خطوت بتردد نحو الباب لأفتحه ببطئ لأراقبه و هو يأكل بهدوء و إسترخاء شديد، بينما انا هنا جائعة تكاد معدتي تصرخ من الجوع، ذلك الأحمق اليس من المفترض ان يصر على ان آكل معه، لما هو هكذا؟، من المفترض ان يحاول جعلي اسامحه، رغم اننى لن افعل ابداً، هو يستحق ذلك على اى حال.

( جونج ان )

احاول قدر الإمكان عدم الإنفجار من الضحك و انا اراها تراقبني من خلف باب غرفتها و تظن اننى لا اراها تلك الحمقاء ، اعلم انها جائعة كثيراً، لنرى كم ستظل على عنادها دون طعام.

" ستظلين تراقبين هكذا كثيراً، يمكنكي الإنضمام إلي إذا اردتي " اجبتها بينما اضع تركيزي على تقطيع الطعام امامي او هكذا ادعي بينما انظاري تراقبها و فمها مفتوح على مصرعيه.

" لم اكن اراقبك، انت تتوهم ، انا ذاهبة لإعداد بعض القهوة "اخبرتني بتوتر و هى تمر من جانبي بإتجاه المطبخ بخطوات سريعة، اسندت رأسي على يدي و انا انظر بنظرات متسلية بإتجاه الطريق الذي ذهبت منه قبل ان اقرر النهوض و الذهاب خلفها بخطوات متكاسلة لأستند على الجدار و انا اراقب ما تفعله كانت تسرق الطعام كلصة، تلك الحمقاء كان من الممكن ان تشاركني الطعام بدلاً من اخذه بتلك الطريقة.

اقتربت منها ببطئ لأقف خلفها مباشرتاً " ماذا تفعلين؟ " قفزت من مكانها لتشهق بتفاجئ بعد ان ادركت انها تم الإمساك بها لينعقد لسانها بينما تنظر لي بتردد و انا قريب منها إلى هذا الحد.

لاحظت إمساكها للشوكة و بها قطعة طعام لأسحب يدها التى تحمل الشوكة نحوي" تبدوا قهوة لذيذة للغاية " تناولتها بعد ان انهيت جملتي لأرى تعابير وجهها التى تزداد توتراً.

" ابتعد عني الأن " تحدثت بتوتر و هى تدفعني بيدها تحاول إبعادي من امامها و انا مازال نظري مثبت على وجهها اراقب تعابيرها المتوترة.

" لا اريد " اخبرتها بهدوء و انا اقترب اكثر من وجهها " اعلم انكي ايضاً لا تريدينني ان ابتعد " انهيت كلامي بقطع المسافة المتبقية لأقوم بتقبيلها بعد ان فشلت في منع نفسي عن فعل هذا، اردت فقط ان اضايقها قليلاً و لكن انتهى الأمر بأن افقد السيطرة.

اندفعت للخلف قليلاً بعد ان دفعتني عنها لتنظر لي بغضب " كيف تجرأ على تقبيلي؟من تظن نفسك؟ لا جونج ان لا اريدك و لا اريد ان اراك، و لا اريد مسامحتك، فقط ابتعد و اهرب كما كنت تفعل دائماً "صرخت بتلك الكلمات لتتركني و تخرج خارج المطبخ لأقف مكاني و انا اراقبها تخرج.

خرجت ورائها بعد ان تمالكت اعصابي لأقف بصدمة و انا ارى باب المنزل مفتوح على مصرعه لتتسع عيني بصدمة.

" تلك الحمقاء المجنونة " زجمرت بغضب من بين اسناني و انا التقط معطفي لأركض للخارج للبحث عنها و انا اطلق اللعنات .

( سوهيون )

انطلقت خارج المنزل و انا اركض بكل قوتي بعد ان فشلت فى منع دموعي من الهبوط، كل ما فكرت فيه فى تلك اللحظة هو رغبتي بالخروج من هذا المنزل و الإبتعاد عنه بعد ما حدث منذ قليل و تلك المشاعر التى هددت بالإنهيار.

توقفت في مكاني و انا اتنفس بقوة من الغضب و الإنزعاج " ايها الأحمق المغرور الأناني الغبي " صرخت بها بغضب و انا اتذكر مشاعري حين اقترب مني و قام بتقبيلي تلك المشاعر التى تجعلني اغضب من نفسي و ارى كم انا حمقاء و غبية لا استطيع ان اتحكم في نفسي و ابتعد عنه، انه احمق لا يستحق لكن قلبي الغبي مازال يصرخ لأجله.

مسحت دموعي احاول إزالة الضباب الناتج من دموعي احاول ان ارى اين انا بعد ان شعرت بالبرد الشديد يتخلل جسدي لأنتبه اننى خرجت دون معطف او اى شئ يقينى من ذلك البرد.

كانت العاصفة قوية لم استطيع رؤية اى شئ، لا اعرف إلى اى مسافة ركدت، تلفت حولي بقلق لأبحث عن المنزل لكنني لم استطع رؤية اى شئ من حولي بسبب العاصفة، ليتسلل الخوف إلى قلبي.

صرخت فزعة بعد ان شعرت بشئ يمسك بيدي و يشدني بقوة لأهدئ قليلاً بعد ان وجدته جونج ان.

" هل انتي حمقاء، كيف تخرجين في تلك العاصفة اللعينة،اترغبين فالموت "صرخ بي بغضب و الشرار يتطاير من عينيه.

" لا تصرخ بي هكذا، انت من تسبب بكل هذا، ما كان سيحدث كل هذا إن لم تأتي إلى هنا و تقوم بإزعاجي "

التفت و هو يسحب يدي بقوة دون إكتراث لأصرخ بتذمر احاول ان اسحب يدي من يده توقف فجأه ليلتفت لي بغضب لأتصنم مكاني بسبب اقتراب وجهه من وجهي " إن لم تتوقفي الأن و تسيري معي بهدوء سوف اقوم بحملك إلى المنزل، يمكنكي عدم التوقف عن عنادكي إن كنتي تريدين هذا، بالنسبة إلي ليس لدي اى مانع على الإطلاق " انهى حديثه بإبتسامة جانبية، اختفت إبتسامته و هو ينقل نظره لملابسي لأراقبه و هو يزيل السترة من على جسده ليلبسني اياها ليلتفت مجدداً و يقودني لكن تلك المرة لم احاول منعه من سحبي خلفه خوفاً من ان ينفذ تهديده.

كانت العاصفة قوية للغاية و البرد شديد، اتسائل كيف استطاع ايجادي بتلك السرعة فى مثل تلك العاصفة، لقد ظننت انني سوف اموت متجمدة من البرد قبل ان يستطيع احد إيجادي ، ربما خرج ورائي مباشرتاً و قام بتتبعي لذلك علم مكاني، لكن كيف يتحرك بتلك السلالة و كأنه يعرف الطريق على الرغم عدم وضوح الرؤية من حولنا.

قطعت تفكيري بالأمر لأنقل نظري على ما يرتديه، كان قميص ابيض خفيف لا يصلح لمثل هذا الجو، لأشعر بتأنيب الضمير بعد ان فكرت في تلك الفوضى التى صنعتها، لقد خرجت بتهور دون تفكير و جعلته يتبعني في تلك العاصفة و هو قام بالتخلي عن السترة التي كانت تحميه من البرد ليعطيها لي.

اردت ان اعتذر منه على ما فعلته لكن لا، هو سيستغل الأمر لصالحه فقط و يحاول التودد لي مجدداً، حركت رأسي بالنفي احاول طرد الفكرة من رأسي.

" هل تشعر بالبرد؟ " سألته من دافع الفضول فقط ليس اكثر و لأنه قام بالتخلي عن معطفه لأجلي.

" لا، انا بخير " اخبرني بإختصار بينما يستمر بالسير بخطوات واثقة دون تردد، من طول الوقت ادركت كم ركضت مبتعدة دون ان اشعر بطول المسافة التى قطعتها.

" كيف هذا؟ ذلك القميص خفيف للغاية، قد تصاب بالبرد، يمكنك استرداد سترتك مجدداً، سوف اكون بخير "

" لن يحدث لي شئ، انا بخير، على اى حال لقد اقتربنا من الوصول "

" كيف تعرف اننا اقتربنا؟ انا لا ارى اى شئ امامي " تسائلت بتعجب لكنه لم يجيبني هذه المرة بل تجاهلني تماماً، لأنظر له بإنزعاج لقد عاد لشخصيته المزعجة مجدداً.

نقلت نظري تلك المرة ليده الممسكة بيدي بعد ان انتبهت كم هى دافئة على عكس يدي المتجمدة من البرد، كيف ليده ان تكون دافئة هكذا فى مثل ذلك الجو، هذا حقاً غريب.

" لقد وصلنا " قطع تفكيري صوته لأنظر للأمام لأرى المنزل امامي، قام بترك يدي ليقوم بفتح الباب و يقف منتظر ان ادخل قبله بينما يرمقني بنظرات منزعجة.

اندفعت للداخل بسرعة و انا اخطط للتوجه لغرفتي و إغلاق الباب و ابقى بالداخل إلى ان تنتهي تلك العاصفة و تجنب محاضرته عن كوني تصرفت بحماقة و خرجت في تلك العاصفة دون تفكير.

اوقفتني يده قبل ان اتوجه لغرفتي لألتفت له بإنزعاج اردت ان اصرخ به ان يدعني و شأني و لا داعي للصراخ في وجهي و إلقاء محاضراته عن اخطائي لتتوقف الكلمات في حلقي بعد ان رأيت نظراته القلقة نحوي لأشعر بالإضراب بداخلي.

" لا تفعلي ذلك مجدداً، مهما حدث "امرني بصرامة و هو مازال ينظر لي بتلك النظرات القلقة نظرت له بصمت لا اقوي على التحدث، لا اعرف لكن تلك النظرة جعلت مشاعري تضطرب اكثر من قبل كل ما اريده في تلك اللحظة هو الهرب من تلك النظرات حاولت الالتفات و الهرب منه ليمسكني بقوة اكبر لأنظر له بإضطراب مترجية بداخلي ان يتركني و شأني.

" فقط عديني بذلك " اخبرني بإصرار، اعلم انه لن يتركني قبل ان افعل هذا لأتنهد بإستسلام و انا اومئ له بالإيجاب " حسناً اعدك "

اطلق صراح يدي بعد ان وعدته لأتحرك مسرعة نحو غرفتي و اقوم بإغلاق الباب و استند بظهري خلفه و انا اضع يدي ناحية قلبي " حسناً كل ما على فعله هو تجنبه طوال الايام الثلاثة القادمة و سوف ينتهي كل هذا "

قررت ان اشغل وقتي بأى شئ حتي استطيع التوقف عن التفكير به او بما حدث، قضيت الوقت فى الإستماع إلى الموسيقى و ممارسة الرياضة و الرسم بعشوائية إن كان يمكنني تسمية تلك الفوضى برسم و في النهاية قررت ان اقوم بالقراءاة لأبعد عقلي عنه و لكن بعد فترة ادركت انه لا جدوي من الأمر بعد ان رأيت أننى انظر لنفس الصفحة منذ اربع ساعات تقريباً، لأقوم برمى الكتاب ليصطدم بالحائط و اقوم بتحريك شعري بعشوائية لا يوجد شئ مما فعلته قد ساعد ، توقفت عن فعل ذلك بعد ان انتبهت كوني لم اسمع اى صوت فالخارج منذ ان حبست نفسي فى غرفتي، لقد اظلمت منذ مدة و لكن حتي الان لا يوجد اى صوت.

تحركت من سريري لأمشي نحو باب غرفتي لأقرر بعد لحظات من التردد ان اقوم بفتحه.

فتحته ببطئ لأحرك عيناي باحثة عنه لكن لا اثر لوجوده، ربما ذهب لغرفته لينام.

حسناً إنها فرصة جيدة لأتحرك كما اشاء في المنزل، يمكنني ان آكل و اعد كوب قهوة ساخن، و استغل فرصة انه لن يقوم بإزعاجي .

تحركت بإتجاه المطبخ بهدوء خوفاً من ان يستيقظ على صوت حركتي لأذهب إلى المطبخ لأتناول العشاء، قمت بتسخين الطعام الذي اعده جونج ان فالصباح و اعداد كوب من القهوة، لأقوم بتناوله و انا انظر بشرود نحو الباب و كأننى انتظره ان يمسك بي، ربما فخ ليزعجني مجدداً لكن مازال ذلك الهدوء لم ينتهي، ربما ادرك انه يزعجني و اراد ان يترك لي بعض الخصوصية.

حاولت إقناع نفسي بتلك الفكرة رغم عدم إيماني بها على الإطلاق، على اى حال انا متأكدة انه سيعود لإزعاجي غداً.

قررت ان من الافضل الذهاب إلى النوم بعد ان انتهيت من غسل الأطباق، خرجت متجهة إلى غرفتي بينما انظر بشرود بإتجاه باب غرفة جونج ان.

لا اعلم كيف تحركت نحوها بدلاً من غرفتي، لكنه ربما بعض الفضول، وضعت اذني بإتجاه الباب احاول سماع اى شئ لكن دون جدوى، قررت الذهاب إلى غرفتي عن فعل هذا قبل ان اوضع في موقف محرج آخر، لأجد نفسي التفت مجدداً احاول استراق السمع.

تلك المرة تصنمت في مكاني بعد ان التقتت آذني صوت ضعيف، يبدو و كأنه انين.

" جونج ان " ناديت عليه بقلق و انا انتظر اى إجابة لكن دون رد.

" جونج ان هل انت بخير؟ " ناديت عليه مجدداً لكن دون رد مجدداً لأقرر الدخول، قمت بفتح باب غرفته لأنقل نظري بإتجاه السرير حيث كان يرقد عليه في ثبات، تحركت بإتجاهه بتردد لأقف بجانب سريره.

" جونج ان؟ " ناديت عليه احاول ان اوقظه من نومه و انا اراقب وجهه المتعرق و ملامح الألم على وجهه، لأرفع يدي بإتجاه وجهه بتردد لأنتفض من مكاني بعد ان لمست وجهه المحترق من الحرارة.

وقفت في مكاني متجمدة من الخوف لا اعرف ما على فعله، مرت لحظات و انا هكذا اشعر بالشلل و لا استطيع التفكير إلى ان اجبرت نفسي على التحرك ، احضرت منشفة و مياه باردة و دواء خافض للحرارة بعد ان وجدته في حقيبة الإسعاف الأولية.

جلست بجانبه بعد ان جعلته يتناول الدواء بصعوبة و ضعت المنشفة المبللة بالمياه الباردة على رأسه.

" ابتعد عني " انتفضت من مكاني بعد ان سمعته يتكلم

" جونج ان؟ هل استيقظت؟ " نظرت له في قلق آملة ان يستيقظ.

" ابتعدي من هنا، الذئب ... سوف يقتلك " زادت ملامح وجهه اكثر إنزعاجاً و بدى و كأنه يصارع كابوس سئ للغاية.

" لا بأس جونج ان، انا هنا، لن يؤذيني احد فقط استرح " امسكت بيده احاول ان اهدئه، لتسترح تعابير وجهه، حاولت سحب يدي من يده لكنه يأبى ان يتركها لأتنهد بإستسلام بعد الكثير من المحاولات في إستعادة يدي، حتي و هو مريض يأبى ان يتركني و شأني، قررت بالنهاية العودة للجلوس على مقعدي بجانب سريره لأقوم بالاعتناء به و مراقبة درجة حرارته.

ذلك المزعج ما كان عليه ان يمرض بسببي، لا استطيع التوقف عن التفكير انني السبب فيما اصابه، لولا تصرفي الأحمق و خروجي في تلك العاصفة لما كان مريضاً الأن، ربما ما كان يجب ان اكون بتلك القسوة معه.

تنهدت بضيق و انا اضع رأسي بجانب يده على السرير لأراقب وجهه بقلق، لم تنخفض حرارته حتى الان و هذا ما يزيد قلقي عليه، ما كان عليه ان يتبعني إلى هنا ذلك الأحمق و الان قد مرض بسببي و انا عاجزة عن مساعدته.

استيقظت على ضوء ابيض يضرب عيني لأعقد حاجباي في إنزعاج، لا اعرف متى غفوت كل ما اتذكره جلوسي بجانب جونج ان منتظرة ان تتحسن حالته.

جفلت بعد ان تذكرت اننى غوقت على الكرسي بينما انام الان على سرير لأتقلب على ظهري بعد ان شعرت بحركة جانبي.

" لقد استيقظتي اخيراً، صباح الخير " نظرت له بصدمة و هو ينام بجانبي على السرير يسند وجهه بأحدى زراعيه و ينظر لي بإبتسامة هادئة و يبدو بصحة جيدة و كأنه ليس ذلك الشخص الذي سهرت لأعتني به البارحة.

" ماذا بكي لما تنظرين لي هكذا؟ " نظر لي بنظرات متعجبة بعد ان طال صمتي.

" لما تنام بجانبي؟ " هذا كل ما استطعت قوله بينما مازلت انظر له بصدمة.

" انه سريري و اين من المفترض ان انام؟ " اجابني ببلاهة و كأنه لم يفعل اى شئ

" و لما انا هنا إذاً؟ " اخبرته بنبرة منزعجة و انا اكاد افقد صوابي من ردة فعله الهادئة.

" استيقظت في الليل لأجدكي تنامين بجانب سريري على الكرسي، لم ارد تركك تنامين هكذا في مثل هذا البرد القارص لذى قمت بحملك للسرير، هذا كل شئ " شعرت بالتوتر بسبب الطريقة التي كان ينظر لي بها لأبتلع ما في حلقي و أزيل نظري عنه.

" كان عليك إيقاظي فقط و ليس جعلي انام هنا، على اى حال سوف اذهب لإعداد الفطور " قلتها سريعاً بسبب شعوري بالتوتر الشديد من نظراته لأحاول النهوض بسرعة و الذهاب لأشعر بيده تعيدني مجدداً مستلقية على السرير بجانبه و تحيط خصري ليقربني منه.

" انتي لا تجيدين الطبخ، كيف ستعدي الفطور لنا إذاً؟ "

اخذت وقتاً ليس بقليل لإستيعاب ما يحدث بينما لساني معقود من الصدمة بالإضافة إلى الحفلة الصاخبة التي تقام بداخلي و احارب بكل ما لدي من قوة لأستطيع التحدث.

" على اى حال اريد ان انهض، لذى دعني الأن " دفعته بيداي عسى ان يتركني اذهب.

" لا اريد " قالها بهدوء بينما يحرك كتفاه بعدم اكتراث.

" ما الذي تعنيه بلا تريد، جونج ان دعني الأن و توقف عن التصرف بصبيانية " اخبرته بغضب محاولةً إخفاء إرتباكي من قرب وجهه من وجهي.

" ليس قبل ان نتحدث "

" لكنني لا اريد التحدث معك " اخبرته بعناد بينما احاول التحرر من يده التي تحاوط خصري.

" و انا لن اتركك قبل ان نتحدث " توقف عن الحركة بعد ان ادركت انني لن استطع التخلص منه بعد محاولات عديدة لأتحرر من زراعه.

" لم يعد هناك شئ نتحدث بشأنه "

" بل يوجد و يجب ان تستمعي لما اريد قوله "

" ماذا تريد؟ "

" اعلم انكي غاضبة لما فعلته و انني اخطأت بشأن هذا، اعترف بهذا " اخبرني بنظرات حزينة معتذرة لأنظر له بغضب.

" من الجيد انك تعلم انك مخطئ و انني غاضبة و ايضاً لا انوي مسامحتك و الأن دعني و شأني "

" لم انهي ما اود قوله، لذا توقفي عن عنادك لبعض الوقت و استمعي لي " اخبرني بنظرات منزعجة لأنظر له بصمت قبل ان يعود ليتكلم بعد ان تأكد من توقفي عن محاولة التحرر مجدداً.

" منذ زمن حين اصبت باللعنة و قمت بقتل خطيبتي حين تحولت لذلك الذئب اول مرة ظننت انه ابشع ما مررت به و انا اعيش كل يوم مع تلك اللعنة و انا مع ذكرى ذلك اليوم الذي لا يفارقني، و انا اتخيل ان ذات يوم سأقتل المزيد من الأبرياء لذلك كنت اقوم بتقيد نفسي في تلك الغرفة عند اكتمال القمر و ابتعد عن البشر، حتى اتيتي انتي و اقتحمتي حياتي " تحدث بنظرة دافئة بينما يحرك يده الحرة على وجهي " حاولت جعلك تهربين بكل الطرق لكن فشلت،لقد كنتي مزعجة كثيراً ترفضين الاستسلام " قالها بإبتسامة لأنظر له بإنزعاج و إحراج.

" لكن في ذلك اليوم حين حُبستي معي فالغرفة في ليلة تحولي كان كابوساً، شعرت و كأن ما اقترفته فالماضي سيعود مجدداً، و انني سأوذيكي و ايضاً في ذلك اليوم حين دفعتني لتحلي محلي داخل الدائرة، في ذلك الوقت الذي توقف قلبك عن النبض و انا اكاد افقد صوابي و انا اظن أنني فقدتك للأبد و انكي تأذيتي بسببي من جديد ادركت انه ابشع ما حدث لي على الإطلاق " كان يخبرني بملامح متألمة و كأنه يعايش كابوس حي امامه.

" لا يمكنني وصف ما شعرت به حينها، لم استطع تحمل فكرة فقدانك كنت مستعد لفعل اى شئ لكي تكوني بخير حتي و ان كان تركك، في ذلك الوقت ادركت انكي كنتي لتعيشي بخير بدون وجودي، لما كنتي لتكوني بخطر، انكي تستحقين حياة طبيعية دون سحر او وحش قد يقتلك يوماً ما دون ان يدرك، لذا قررت ان ارحل و الا اعود قبل ان اتأكد انكي لن تتأذي بسببي "

" مع هذا لم يكن عليك ان ترحل، لقد اخبرتك انني احبك كما انت و اخبرتك انك لن تؤذيني،كان عليك البقاء و مواجهة الأمر معاً لا ان تهرب ايها الأحمق " لم استطع الرؤية جيداً بسبب الدموع التي ملئت عيني من الألم و انا اقوم بضربه على صدره بغضب .

"صدقيني لم يكن الأمر سهلاً، كنت اتألم كل يوم و انا بعيد لا استطع رؤيتك، عزائي الوحيد كانت اخبارك التي يخبرني بها كريس، هي ما كانت تحفزني لمقاومة التعاويذ و التدريبات القاسية للتخلص من اللعنة، لم اكن لأسمح بتعريضك للخطر من جديد حتى و ان عني هذا الإبتعاد للأبد، يمكنني تحمل اى شئ الا ان افقدك " اخبرني بينما يمسح الدموع التي تهبط من عيناي ليقبلني على جبيني.

" لا اطلب سوى فرصة واحدة، اعدك لن اتركك بعد الأن، دعينا فقط نبدأ من جديد، فرصة واحدة فقط " نظر لي بترجي و لهفة منتظر ان يسمع إجابتي.

" انا جائعة "

" ماذا؟ " سألت بصدمة مما قلته.

" لقد اخبرتني بما تود قوله و انا استمعت، لذى عليك تركِ الأن، اريد ان اذهب و ابحث عن شئ لأكله انا جائعة "

" حسنا " اخبرني بنظرات حزينة و خائبة ليحررني بالنهاية لأنهض من جانبه و أذهب بإتجاه الباب لأخرج.

" فرصة واحدة فقط جونج ان، لكن اقسم انني سأقتلك بيدي العاريتين ان اضعتها " اخبرته بينما ادير ظهري له حتي لا يرى تعابير وجهي المبتسمة و انا اتخيل تعابير وجهه حين يدرك ما قلته لأفتح الباب سريعاً و اخرج بإتجاه المطبخ اتظاهر بالبحث عن الطعام.

لحظات و وجدته يخرج من غرفته مسرعاً ليقف امامي بملامح مصدومة.

" هل ما سمعته للتو حقيقي ؟ هل سامحتني؟ "

" ليس بالظبط مازلت منزعجة منك، لكن لتستغل فرصتك " اخبرته متظاهرة بعدم الإكتراث ليتحول هدوئي لصراخ مفاجئ بعد ان شعرت بأنني ارفع من الأرض ليدور بي فالغرفة قبل ان ينزلني على الطاولة و ينظر لي بإبتسامة فرحة ليقوم بتقبيلي بشوق لتنفجر ضربات قلبي و اشعر بالفراشات في معدتي من اثر تأثيره على لأبادله فالنهاية بعد ان استعبت الصدمة .

شعرت و كأنني كنت انتظر تلك اللحظة اكثر منه، ادركت انه رغم غضبي و إنزعاجي منه لم استطع كره فحسب، لم استطع ان اتوقف عن حبه، فى لحظة كل ذلك الألم ذهب ليحل محله ذلك الحب له، كل تلك الذكريات، كل لحظه قضيتها بقربه، حتى الوقت الذي فقدت فيها تلك الذكريات كان قلبي يبحث عنه، كان يتذكر ما فقدته في ذاكرتي .

لا اعرف كيف مرت تلك الايام العاصفة سريعاً، في داخلي تمنيت ان تبقى قليلاً، لم اكن سعيدة هكذا من قبل، مجرد فكرة انه معي الان و لن يذهب إلي اى مكان تجعلني اشعر بالدفئ.

" متأكدة إنكي لا تحتاجين مساعدة؟ " سرت رعشة بداخلي من اثر لمسته بينما يعانقني من الخلف.

" لا سأعد الكعكة بمفردي و سوف ترى يمكنني النجاح " اخبرته بإصرار على عدم جعله يساعدني.

" آمل ذلك، فلا رغبة لي بالدخول إلى المشفى الليلى " تأوه بألم بينما يضحك بعد ان قمت بضربه على معدته.

" توقف عن إزعاجي يالك من لئيم مزعج، لست سيئة إلى تلك الدرجة لقد كان الفطور جيد " صرخت به بتذمر مدافعة عن نفسي بينما اعقد زراعاي امام صدري .

" لقد كان مالحاً كثيراً "

" لقد كان مكتوب في كتاب الطبخ ان اضع ملعقة ليست غلطتي "

" يقصدون ملعقة صغيرة و ليس كل هذا " اخبرني بينما يضربني بأصبعه على رأس لأمسك رأسي بينما انظر له بغضب.

" ليس خطئي ، كان عليهم ان يحددوا هذا "

" انه شيئاً بديهي " اخبرني و هو يحضر لنفسه كوب ماء لأدير ظهري متجاهلة إياه بإنزعاج، لما يحب دائماً إزعاجي ، مزعج احمق.

انتفضت من مكاني على صوت تكسر زجاج من خلفي لأستدير في قلق.

" جونج ان هل انت بخير؟ " جريت نحوه في قلق و انا ارى وجهه التى تظهر عليه تعابير الألم.

" انا بخير لا تقلقي انه مجرد دوار خفيف، ليس شيئاً " تجاهلت كلامه لأرفع يدي بإتجاه وجهه.

" بخير؟ إن وجهك يشتعل، لن نبقى هنا اكثر من ذلك، لنذهب للمشفى "

" لا داعي لهذا، انا لا اشعر بالتعب على الإطلاق، كما ان الليل سيحل بعد قليل و الجو مازال غير مستقر لن اخاطر بالقيادة الان، على اى حال سنرحل غداً " تنهدت بإستسلام امام عناده .

" حسناً لكن سوف اذهب لأبحث عن دواء ليخفض الحرارة "

" ابقي هنا لتعدي كعكتكِ، يمكنني احضاره بنفسي " حرك يده على شعري بمزاح ليتركني و يذهب بإتجاه غرفة النوم بينما اتبعه بعيني بقلق، لا داعي للقلق سوف يكون بخير، اخبرت نفسي محاولة إقناع نفسي بهذا و تجاهل ذلك الشعور بالسوء بداخلي .

" هل الكعكة جيدة؟ " تسائلت بترقب بعد ان قام جونج ان بتناول قطعة بينما نحن جالسون على الارض امام المدفئة .

اخذ يتناولها ببطئ بينما يتظاهر بالتفكير " لا بأس بها، اعتقد انكي نحجتي هذه المرة "

" حقاً؟ " ابتسمت بفرح لأقوم بمعانقته.

كنا نجلس بهدوء امام المدفئة نتناول الكعك مع القهوة الساخنة، كان الأمر اشبه بحلم دافئ.

" جونج ان " ناديت عليه للأقطع ذلك الصمت بيننا ليومئ لي.

" هل مازلت منزعج كوني حاولت خداعك في ذلك الوقت؟ " سألته في تردد، مدركة كوني آلمته ايضاً ذات مرة، اشعر بالألم و الحزن حين اتذكر كوني لم اكترث لمشاعره ذات مرة كل ما كان يهمني هو تحقيق مصالحي دون الإكتراث بالآخرين، كان هذا قبل ان اتغير و اقع في الحب.

" غضبت كثيراً حين علمت بالأمر، شعرت و كأنه تم طعني في ظهري، و ان كل ما حدث لم يكن حقيقي، لكن الأن حين افكر فالأمر كل ما اشعر به هو الإمتنان لكل ما حدث، لو لم تقومي بذلك لما تقابلنا " اخبرني بنظرات تعبر عن مدى حبه لي ليقبلني على رأسي.

قطع ذلك الهدوء صوت قرع جرس باب المنزل لننظر إلى بعضنا بتسائل.

" ابقي هنا، سوف ارى من الطارق " امرني لأومئ له قبل ان ينهض و يذهب بإتجاه الباب.

" ما الذي تفعله هنا؟ اين سوهيون؟ " تحركت من مكاني بسرعة على صوت سوهو الغاضب، على انقاذ الموقف قبل ان يتشاجروا مجدداً.

" هذا ليس من شأنك و لا تتدخل فيما لا يعنيك "

" ما الذي تفعلوه و اللعنة؟ توقفوا عن الشجار " صرخت بهم لينظروا لي بعد ان وقفت حائل بينهم.

" ابتعدي عنه سوهيون، ما كان يجب ان يتواجد هنا، انت خطر عليها، لن اسمح لك بإذائها حتى و ان اضطررت للقتال معك " صرخ به بتهديد لأنظر له في غضب من طريقة تحدثه مع جونج ان، كيف يخبره بمثل هذا الكلام، حتى و ان كان خائف علي ما كان يجب ان يقول هذا، لم اكد ان اتحدث لتتسع عيني بصدمة بعد ان رأيت سوهو يُدفع خارج المنزل بقوة ليتهاوى على الأرض.

" جونج ان؟ " خرجت من بين انفاسي بصعوبة بينما اراه يركض خارج المنزل و هو يزمجر بغضب و عيناه تشع بالأزرق لحظات و رأيت ملابسه تتمزق ليتحول إلي ذئب امامي و ينقض على سوهو قبل ان يدفعه سوهو ليصدم بإحدي الأشجار ليعوي بألم لينقض عليه سوهو من جديد ممسكناً رقبته بينما انظر لهم بتجمد غير مصدقة ما ارى، تحركت من مكاني يفزع بعد ان ادركت كما يحدث.

" لا سوهو لا تقتله ارجوك " صرخت بسوهو ليبتعد عن جونج ان لينظر لي قبل ان يتركه بعد لحظات من التردد من تركه.

وقف ذئب جونج ان مجدداً على اقدامه لينظر لي لبعض الوقت قبل ان يلتفت و يركض خلف الأشجار بأقصى سرعة.

" جونج ان " صرخت به احاول اللِحاق به ليمسكني سوهو من يدي يحاول منعي.

" يجب ان تتركيه الأن، من الخطر الذهاب خلفه "

لم انتبه لما يقوله كل ما كان يشغل عقلي جونج ان، و نظري معلق حيث ذهب مبتعداً...

               ***************
to be continued.......
ملحوظه " سبب مرض جونج ان ضعف التعويذة و بدأ جانب الذئب في الظهور .

جونج ان عرف يوصل الى سوهيون لما كانت تائهة فالعاصفة بسبب قدرات الذئب الى رجعتلو تاني لو لاحظتو دا "
© Doo Yaqoot,
книга «My Curse || لعنتي».
Коментарі