1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47 ( The End )
44
لطالما يخبرونك الآخرين إذا اردت شيئاً بشدة اسعى إليه بكل قوتك، افعل كل ما تستطيع لأجل ذلك الهدف، لكنهم يغفلون دائماً بأن يخبروك بأن تنظر حولك بينما تسعى لما تريد، لترى ماذا تخطيت لتصل إلى ما تريد ، لنكتشف فالنهاية اننا ارتكبنا العديد من الأخطاء اثناء ركدنا نحوه .

ها انا اقف الأن فى مكانى عاجز عن فعل شئ، اقف مصدوم بعد ان ابصرت و رأيت ما فعله تهورى، لقد اردت الحصول عليها بشدة، اردت ان استعيدها مجدداً مهما يكن، لم افكر فى شيء سوى ان اجعلها تتذكرنى و تعود لى مجدداً، لم انتبه كم كنت انانى اثناء سعى لها ، إلا بعد ان تأذت بسببى مجدداً.

مازالت صورتها فى رأسى، وجهها الشاحب كالموتى و تلك النظرات المصدومة، كيف وقعت بين يداى كالموتى لا تتنفس لم اشعر بأى نبض، لحظات طويلة جلست عاجز انظر لها بين يداى لا اعلم ماذا افعل، عقلى تجمد كلياً، و انا افكر اننى فقدتها بسبب غبائى اللعين، لم افكر ان إصرارى اللعين لكى اجعلها تتذكرنى قد يؤذيها، مجدداً تأذت بسببى، لم افكر للحظة انها ستكتشف الأمر بتلك الطريقة، لم افكر انها ستكتشف أمر الغرفة ، و لم افكر انها قد تتأذى هكذا، هذا كله لأنى كنت انانى لعين.

" ستكون بخير؟ "

نظرت إلى سويونج بنظرات تائهة، لا اعلم متى اتت و وقفت بجانبى دون ان اشعر بها، و كأننى فاقداً للوعى، لم ازل نظرى عن تلك الساعة امامى بينما اقف فى رواق المشفى انتظر ان يأتى اى شخص لعين لينتشلنى من ذلك الجحيم.

" لا اريد شفقة سويونج، اريد ان يخرج ذلك اللعين من غرفتها و يخبرنى انها بخير " زمجرت بغضب لتذكرى ان كيم سوهو بالداخل معها بينما انا فالخارج لا اعلم ما بها.

" اهدئ قليلاً جونج ان، تعلم ان لا خيار لنا، هو من يعلم بحالتها اكثر من اى احد، لا احد يمكنه المساعدة اكثر منه "

صمت و لم اجيبها، اعلم اننى عاجز تماماً عن فعل شئ سوى الإنتظار و هذا ما يؤلمنى، وما يزيدنى آلماً معرفتى انها تأذت بسببي.

اندفعت مسرعاً بعد سماعى صوت باب غرفتها يُفتح " كيف هي الأن؟ " شعرت و كأن انفاسى تنقطع بينما اسأله، اصلى بداخلى ان يخبرنى انها بخير.

" تعلم جيداً انه لا يحق لك ان تسألني عنها، كل ما يحدث لها بسبب حماقاتك " اخبرنى بعدائية و غضب لأغمض عيناى محاولاً تمالك غضبى حتى لا ادق عنقه الأن.

" كيم سوهو هذا ليس وقتك "

" اليست الحقيقة، الم احذرك من الإقتراب منها، ها هى تتعرض للخطر مجدداً بسببك، لو لم تصر عن جعلها تتذكرك لما حدث كل هذا، لكنك مجرد شخص انانى لا تستحقها " زمجرت بقوة لأقوم بدفعه ليرتضم بالحائط.

" توقفوا الأن، هل جننت؟ نحن فى مشفى، هل انتم اطفال لتفعلوا هذا " صرخت بنا سويونج بينما تقف بيننا لتمنعنا من الشجار لأقبض على يدى بقوة محاولاً تمالك اعصابي .

" كيف هى الأن؟ " التفتت له سويونج لتسأله عن حالها لأقف منتظراً إجابته بقلق بينما الأخر ازال نظراته الغريبة نحوى ليلتفت إلى سويونج.

" لقد كان جسدها يقاوم تعويذة الذاكرة لذلك اثر الأمر عليها سلباً لكنها الأن تستعيد عافيتها " استطعت التنفس اخيراً بعد ان علمت انها بخير ، و كأن حملاً ثقيلاً زال عن كاهلى.

" متى يمكننا رؤيتها؟ " سألت سويونج مجدداً لألتفت له بإنتباه.

" لا يمكن لأحد رؤيتها الأن، لقد اعطيتها مهدئ لن تفيق قبل ساعتين على الاقل "

" كيف هى الأن؟ " التفت على صوت كريس القادم نحونا، كان يمشى بخطوات سريعة و يبدو عليه القلق.

" انها بخير لا تقلق " اخبرته لأبتسم له بوهن إمتناناً له.

" اسف لتأخرى، لقد كنت مسافر و عدت بمجرد سماعى للخبر "

" لا بأس انها بخير الان "

" انت متعب كثيراً اذهب مع كريس و اشرب شيئاً ما، انت لا تريدها ان تستيقظ و تراك بتلك الحالة المزرية، اليس كذلك " اخبرتنى مازحة لأومئ لها بشبح إبتسامة قبل ان اتركها هى و ذلك الحقير لأذهب مع كريس.

( سويونج )

تنفست الصعداء بعد ان استطعت اقناعه بالذهاب مع كريس لألتفت إلى سوهو بنظرات جادة.

" من الجيد انك لم تتحدث عن ما رأيت امامه "

" اريد ان افهم الأمر الأن سويونج، ماذا تخفون عنى؟ ، لقد رأيت لون عيناه تتغير للأزرق بينما نتشاجر، كيف هذا؟ "

" ما سأخبرك به عدنى ان يظل بيننا اولاً " اخبرته بنظرات ملحة لينظر لى بتردد.

" لأعرف اولاً ما هو هذا الأمر "

" عدنى اولاً سوهو " اخبرته بإصرار ليومئ لى بعد وقتاً من الصمت.

" حسناً اعدك "

" ان روح الذئب مازالت بداخله لم تختفى "

" كيف هذا؟ يمكننى الشعور بروحه البشرية، لا يمكن... " اخبرنى بنظرات مشوشة لأقاطعه.

" اعلم، نحن ايضاً لم نشك بشئ بأول الأمر انه بشرى خالد حتماً و اللعنة انتهت لكن علمنا مؤخراً انه بسبب ما حدث ذلك اليوم حين استخدموه سحرة العين السوداء تسبب فى خلل بين روحه و روح الذئب، الأن جونج ان و الذئب لم يعودوا ارواح منفصله بل متصلين "

" و ماذا ستفعلون الأن؟ "

" لا نعلم بعد، نحن بالفعل مشوشون و لا نعلم كيف سنخبره بهذا الأمر " تنفست بضيق، لا اعلم كيف يمكنني اخباره انه لن يعود بشرى طبيعى، انه سيبقى هكذا إلى الأبد.

" تعلمين، عليه الأبتعاد عن سوهيون، لن اسمح له بالأقتراب منها " نظرت له بتفاجئ و تشوش.

" لا يمكن، تعلم انه لن يتركها... "

" عليه تركها حتى لا يؤذيها، اليس لهذا السبب رحل و تركها؟ " اخبرنى بإبتسامة متهكمة لأنظر للفراغ بقلق.

" لقد عاشت معه سابقاً و هو هكذا، و قد كان كل شئ بخير "

" تعلمين ان الأمور لم تكن بخير، لقد تأذت بالفعل اكثر من مرة، لقد كانت قريبة جدا من الموت سويونج " صمت لا اعرف بماذا اجيب، ان الأمور معقدة كثيراً.

" تعلمين كم تهمنى سوهيون، لقد بقيت معها طوال تلك السنتين اعتنى بها و احميها، بقيت بجانبها بينما هو رحل و تركها، انا لن اسمح ان تتأذى كما سمح هو بذلك "

" اسفه سوهو لا يمكننا التدخل بينهم مجدداً، هذه المرة القرار يعود لهم "

" و انا اسف سويونج، انا سوف احميها " اخبرنى بملامح جامدة قبل ان يتركنى و يرحل.

( جونج ان )

" توقف عن تأنيب نفسك جونج ان، لا احد كان يعلم ما ستأول إليه الأمور " افقت من شرودى على صوت كريس.

" لقد تأذت مجدداً بسببى، اليست تلك الحقيقة ؟ "

" لكنها بخير "

" هذا لن يغير حقيقة الأمور كريس، فى كل مرة اخبر نفسى أننى لن اسمح ان تتأذى يكون انا من يؤذيها " قبضت على يدى بقوة، اشعر بالمرارة لما تسببت به.

" ستكون الأمور بخير جونج ان، انت و سوهيون تستحقوا ان تعيشوا حياة جيدة، صدقنى سوف تتحسن الأمور، انتم تحبون بعضكم البعض و سوف تتخطوا هذا معاً " اخبرنى بإبتسامة متفائلة واثقة.

" آمل ذلك حقاً "

( سوهيون )

( مرحباً جونج ان ، انا يونج سوهيون )

( اياً يكن لا اهتم ، انا لا اهتم لمعرفة اسمك ، او ان اكون صداقات مع احد ، و اكره المتطفلين كثيراً ، لذلك ان لم تعجبك قوانينى يمكنك الذهاب إلى اى فندق تريدين ، لن تضطرى إلى ان تتبعى تلك القوانين هناك )

( ياااا انت ايتها الشكولا المثيرة الحقيرة ، لما انت شكولا باردة هكذا ؟ )

( ياااا انت انتبه اين تضع يدك ، انها زوجتى كيف لك ان تحتضنها هكذا امامى )

( لنذهب إلى موعد )

( لا بأس ، انا اثق بك ، أنت لن تؤذينى ابداً )

( لا انتى لا تعلمين أى شئ ، انا سوف اؤذيكى ، سوف يقتلك ذلك الوحش دون رحمة )

( ربما ، لا اعلم ماذا سيحدث ، لكننى اعلم شيئاً واحداً ... أنت جونج ان اكثر شخص اثق به فالعالم ، أنت جونج ان الشخص الذى ... أحببته )

( و لما لا ارقص معه؟ )

( لأنك ملكى )

( احبك جونج ان )

شهقت بقوة بعد ان فتحت عيناى لأنهض من السرير و انا اتنفس بصعوبة ، امسكت رأسى بقوة من ذلك الألم القوى الذى اشعر به و تلك الذكريات لا تتوقف عن الولوج برأسى .

" اهدئى سوهيون، لا بأس انا هنا " التفت بسرعة نحو مصدر الصوت لأجده سوهو يتجه بخطوات سريعة نحوى ليقوم بمعانقتى و يربط على كتفى.

لم اشعر سوى و تلك الدموع تتدفق من عينى لأنفجر فى البكاء و كأنها انتظرت وقت طويل للغاية لتتحرر، بكيت و انا اشعر بذلك الألم فى قلبى يعود من جديد .

" لا بأس، ابكى سوهيون "

" انا اتذكر، لقد تذكرت كل شئ الان " انفجرت فى البكاء مجدداً دون توقف لأبتعد عنه بعد ان هدئت لأمسح وجهى من الدموع بيدى .

" كيف حدث هذا؟ كيف فقدت ذاكرتى؟ " سألته بتشتت لألاحظ نظراته المترددة لأستعيد تلك الذكرة حين كنت اقرأ رسالة وداعه لى.

" اسف سوهيون "

" على ماذا؟ " سألته بتشتت بصوتى الضعيف من البكاء .

" لأننى قمت بمحو ذاكرتك " اخبرنى دون ان ينظر لى لأنظر له بتشتت.

" لماذا؟ "

" اعلم اننى ما كان يجب ان افعل هذا لكننى لست نادم على ما فعلت ، لم استطيع تركك تتألمين " امسك يدى بترجى عيناه تطلب منى الا اغضب منه لأنظر له بشرود احاول إستعادة شُتات نفسى.

" ارغب فى البقاء وحدى قليلاً " اخبرته بينما انظر فى الفراغ، اشعر فقط بالضياع و التشتت.

نهض سوهو فى صمت بعد ان اومئ لى بتفهم.

نهضت من ذلك السرير بعد ان ازلت ابرة المغذى المتصلة بيدى لأتجه إلى النافذة لأنظر لذلك الفراغ امامى بينما استعيد كل شئ.

التفت فى فزع على صوت باب غرفتى يفتح بقوة، لأجده امامى، جونج ان.

كان يقف ينظر لى بصمت بينما سوهو يحاول منعه من الدخول.

" ابتعد من امامى سوهو "

" لا بأس دعه يدخل " اخبرت سوهو بنبرة جافة ليبتعد عنه بصعوبة ليلقى على نظرة اخيرة قبل ان يخرج من الغرفة لألتفت مجدداً بإتجاه النافذة، خشية ان يرى ضعفى نحوه.

سمعت صوت خطواته تقترب نحوى و انا اشعر بدموعى تهدد بالنزول مجدداً لكنى لن اسمح لها بالنزول الان.

" سوهيون، انا.... "

" اسف لأننى ذهبت بتلك الطريقة، أعلم انكى غاضبة منى الأن، لكن هذا ما كان يجب ان افعله، اود ان اعتذر على كل ما سببته لكى من ألم، اسف لأنكى عانيتى بسببى، لذلك كان يجب ان ابتعد لتعيشى بسلام دون خطر و عالم ما كان يجب ان تكونى به، ربما لا اعود لذلك اكملى حياتك و انسى ذلك الأحمق الذى تسبب لكى بذلك الأذى ، اريدك فقط ان تعدينى أنكى ستكونين بخير اينما كنتى ، وداعا يونج سوهيون *

" ماذا؟ " تسائل بتشتت لألتفت له بنظرات ساخرة بعد ان استطعت السيطرة على انفعالاتى امامه.

" اليست تلك الرسالة التى تركتها لى قبل ان ترحل و تتركنى ، اتذكرها جيداً الأن ... ربما لا اعود لذلك اكملى حياتك، اليس هذا ما اخبرتنى به، لما عدت؟ "

" فقط اعطينى فرصة، سوف اشرح لكى كل شئ "

" لا اريد ان اعلم اى شئ، يكفى جونج ان، يكفى حقاً لقد سئمت " اوقفته عن الحديث لأغمض عيناى احاول منع دموعى لأتنفس بقوة.

" لابد ان فقدانى للذاكرة قد افادك كثيراً حتى تستطيع خداعى من الجيد انى قد استعدتها حتى اعلم بالحقيقة " اخبرته لأضحك بسخرية " ان كنت تفعل هذا لأننى كنت محتالة و خدعتك إذاً فنحن متعادلان الأن "

" لا سوهيون، انتى مخطئة، انا لم افكر فى هذا حتى، لقد اردت ان تستعيدى ذاكرتك فعلت كل هذا لأجل هذا " اخبرنى بنظرات مترجية بينما يمسك كتفاى ليقترب منى لأحرك رأسى بالنفى و ابعد يده عنى.

" فقط ارحل، دعنى وحدى فقط " اخبرته بتلك النبرة الجافة مجدداً لألتفت نحو النافذة مجدداً بعد ان شعرت بتلك الغيامة على عينى بسبب دموعى التى تهدد بالنزول.

مر وقتاً طويلاً من الصمت بيننا الى ان سمعت صوت الباب يغلق لأقع على الأرض بينما ابكى.

لا ليس هذه المرة جونج ان، لا يمكننى ان انسى، لا يمكننى نسيان كيف تركنى و رحل بكل بساطة ليتركنى مع تلك الرسالة السخيفة يخبرنى ببساطة انه لن يعود مجدداً و ان اكمل حياتى كأنه لم يكن موجود بها، لا يمكننى نسيان ذلك الألم و كأنه قام بطعنى حينها، لقد تركتنى بتلك البساطة حتى لم تخبرنى بذلك وجهاً لوجه لكن اسفه جونج ان لن تعود بتلك البساطة .

                     ************
© Doo Yaqoot,
книга «My Curse || لعنتي».
Коментарі