1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47 ( The End )
38
( سوهيون )

" سوهيون  "

فتحت عيناى على مصرعيها و انا اتنفس بسرعة بعد ان استيقظت من نومى، نهضت من سريرى لأمسك رأسى من الألم الشديد فى رأسى .

منذ سنه توقف ذلك الصوت عن القدوم إلى فى احلامى و لكنه عاد مجدداً ليعود معه الألم بعد إستيقاظى ، ذلك الصوت الذى ينادى على من بعيد ،  ذلك الصوت الذى يأتى ليأرق نومى، لا اعرف لما يستمر بمراودتى، أشعر دائماً ان هناك شيئاً مفقوداً بداخلى و لكننى لا استطيع ان اعرفه، منذ استيقظت من الغيبوبة و انا اشعر بذلك لكن لا اجد تفسير للأمر، احياناً اشعر بأننى سأفقد صوابى بسبب هذا الأمر حقاً.

امسكت رأسى لأهزه بقوة لأطرد تلك الأفكار من رأسى، تنهدت بإنزعاج قبل ان يقع نظرى على ساعة الحائط امامى ، الساعه السادسة صباحاً، قمت من سريري متمللة لأقوى بفتح الستائر و السماح لضوء النهار بالدخول لأنظر للخارج بشرود.

" أستيقظتى مبكراً اليوم ليس من عادتك " تقدمت نحو اخى بإبتسامة لأعانقه من الخلف بقوة.

" صباح الخير اخى العزيز " اخبرته بينما اتخذ المقعد المقابل له لألقى اهتمامى بالطعام الموضوع على الطاولة مستئنفة الحديث " لم استطيع النوم جيداً هذا كل شئ ،  يبدو ان معدتى من قامت بإقاظى باكراً اليوم " اخبرته بمزاح بينما اقوم بوضع المربى على الخبز لأكلها بشره.

" هذا واضح جداً " اخبرنى بإبتسامة ساخرة قبل ان ينهض من مقعده .

" على ان اذهب الأن اتريدين ان اوصلك معى إلى المشفى؟ "

" لن اذهب إلى المشفى الا عند الرابعة ،  لا امتلك مواعيد كثيرة اليوم " اخبرته بينما اضع بعض القهوة فى فنجانى لأستأنف الحديث مجدداً بعد ان رشفت القليل من قهوتى " افكر بالذهاب بعد قليل لمقهى كريستال لقد طلبت منى ان امر عليها قليلاً، لا داعى لتوصلنى إليها ان المقهى قريب و افضل المشى قليلاً "

" لم اكن لأعرض عليكى ان اوصلك إليها " اخبرنى بضحكة ساخرة ليلتفت للخروج من المطبخ لأرمقه بإنزعاج.

" مزعج "

" حمقاء "

خرجت من المنزل بعد ان ودعت والدتى متجهة للمقهى ، كنت اتمشى ببطئ شاردة فالطريق لأتوقف فجأة بعد ان شعرت و كأن احد يلاحقنى نظرت خلفى و لكننى لم اجد احد كان الشارع خالى من اى احد و الهدوء يملئ المكان، حركت رأسى بقوة، لأعود للسير مجدداً، لابد ان تلك الروايات البوليسية قد اثرت على مخيلتى، لم اكن يوماً احب قراءة الروايات البوليسية لكن لا اعرف ماذا جرى لى،  بعد ذلك الحادث الذى لا اتذكره اصبحت اهتم بأشياء لم اهتم لها من قبل و كأنه حدث انقلاب فى عقلى كلياً، و الأغرب ان بعض تلك الروايات كنت اشعر و كأننى قرأتها من قبل، ربما شاهدتها كفيلم و لم الاحظ.

توقف امام المقهى لأدخل و انا اتفقد بنظرى باحثة عن كريستال.

" تاو؟  ماذا تفعل هنا؟  لم اراك منذ اسبوع، اشتقت إليك يا رجل " اتجهت نحو طاولة تاو بعد ان وقع نظرى عليه لأعانقه بقوة.

" و انا ايضاً ايتها المزعجة، كيف حال عملك، اتمنى ان الا يكون مرضاكى فقدوا ما تبقى من صوابهم بسببك " اخبرنى بمزاج بعد ان انتهينا من التعانق.

قمت بضربه على كتفه و انا ارمقه بنظرات إنزعاج " انت تعلم جيداً اننى طبيبة جيدة، و ايضاً لا اسمح لك بأن تشكك فى صحة عقل مرضاى، انهم اعقل منك ايها المختل " صرخت فى وجهه قبل ان استئنف حديثى " بمناسبة ذكر المختلين " اين هى كريستال؟  " سألته بينما ابحث عنها بعيناى.

" انها بالداخل هيا و المختل الأخر "

" و تركتهم وحدهم ؟ افقدت صوابك!  "

" لا اعتقد انهم سيفعلون شيئاً فى وضع النهار "

" لا اقصد هذا ايها المنحرف المختل، بل كنت اقصد انهم ان تُركوا وحدهم لدقائق قد تحدث كارثة " ضربته على رأسه المنحرف لأتنهد و انا انظر له بإزدراء " لا فائدة ترجى منك،  سوف اذهب إليهم قبل ان تحدث كارثة.

تركته لأتجه للداخل حيث يتم اعداد الطلبات باحثة عنهم.

" لا لست موافقة لن اشترك معكم فى تلك المؤامرة انت و صديقك الأحمق المختل، انتم حقاً مختلون لتفكروا بتلك الخطة اللعينة "

كان هذا ما سمعت حين دخلت إليهم و جتهم يقفون فى احد زوايا الغرفة و كان يبدوا عليهم انهم كانوا يتجادلون... كعادتهم.

" عن اى مؤامرة تتحدثون؟ " اخبرتهم بمزاج بينما اضيق عيناى بنظرات بوليسية.

التفتوا نحوى بإرتباك ليسود الصمت للحظات قبل ان يتحدث بيكهيون.

" سوهى؟  منذ متى و انتى هنا؟  "

" لقد اتيت للتو،  اخبرنى تاو انكم بالداخل لذلك اتيت لأنقذ المقهى قبل ان تدمروه اثناء شجاركم " اخبرته بينما اضحك بمزاح لتتبدل تعابير وجوههم لإرتياح و يضحكوا بمرح، غريب انهم  يصرخون فى وجهى دائماً حين اسخر من شجارتهم ،  لما هم غريبوا الأطوار هكذا،  هذا لا يشعرنى بالإرتياح على الإطلاق.

" إذاً ،  ماذا تفعل هنا فى هذا الوقت المبكر، اليس لديك عمل فى هذا الوقت ؟  " نظرت إلى بيكهيون بتساؤل.

" لقد عاد رئيس عملى من الخارج لذلك لم يعد هناك ضغوط عمل كثيرة مأخراً " اومئت له بتفهم .

" سوف اذهب لأرسل تلك الطلبات للزبائن " رمق كريستال بنظرة غريبة قبل ان يخرج من الغرفة.

" لما تتصرفون بغرابة اليوم هكذا؟ " تسائلت بينما القى نظرة أخيرة لبيكهيون قبل ان يخرج لأعيد نظرى لكريستال.

" نحن لا نتصرف بغرابة ، أنتى تتوهمين فقط "

" عن اى مؤامرة كنتم تتحدثون و اى خطة، هل اصبحتم تعملون كجاوسيس ام ماذا، لن اتفاجئ إن اكتشفت هذا "

" انه فقط اثنين من اصداقائنا انا و بيكهيون يتواعدون و قد تشاجروا معاً و نحن نعمل على إصلاح الأمر بينهم " انفجرت من الضحك بعد ان انهت حديثها.

" تمزحين معى اليس كذلك  !  أنتى و بيكهيون تعملون على إيقاف مشاجرة بين أحباء "

" و لما لا نفعل ؟  " عقدت زراعيها امام صدرها و هى تنظر لى بتذمز.

" و تسأليننى؟ انا اكاد اجزم انكم كنتم آلهة المشاجرة عند اليونان فى حياتكم السابقة " اخبرتها بضحكة ساخرة.

" توقفى عن السخرية ،  أننى احب ان اتشاجر معه لأنه يبدو لطيفاً و هو منزعج، و ايضاً لا يوجد آلهة للمشاجرة فى الأساطير اليونانية "

" احقاً ابدو لطيفاً؟  " التفتنا على صوت بيكهيون المتفاجئ لتتوسع عينا كريستال.

" منذ متى و انا هنا؟  " سألته بإرتباك

" منذ كونى لطيف حين انزعج لذلك تختلقين الشجارات " اخبرها بإبتسامة رضى و غرور على وجهه.

" يااا لم اكن اقصدك انت "

" لقد سجلت كلامك على هاتفى و لا يمكنك إنكار الأمر " اخبرها بإبتسامة منتصرة بينما يلوح الهاتف امام وجهه.

" ياااا اعطينى هذا الأن  صرخت به و هى تهرول نحوه.

" لا " اجابها و هو يضحك ليقوم بركض لتركض خلفه.

" مجموعة اطفال حمقى "

امضيت طوال النهار اساعد كريستال و بيكهيون فى المقهى ، حيث ان كريستال تقوم بإعداد الطلبات بالداخل و انا و الرفاق نقوم بأخذ الطلبات للزبائن، استمتعت كثيراً بمساعدتهم ، و خاصتاً كوننا مجتمعين معاً، لم نفعل ذلك منذ مده.

" اعتقد على الذهاب الأن يا رفاق ، لقد تأخرت كثيراً " نظرت للساعة التى كانت تشير إلى الثالثة و خمسة و اربعون دقيقة لم اشعر بمرور الوقت.

" يمكننى إصالك إذا اردت... " لم يكمل تاو جملته ليتأوه متألماً بعد ان ركله بيكهيون على قدمه لأنظر لهم بتعجب.

" يااا ماذا؟ " صرخ به تاو متذمراً.

" هل نسيت؟ لقد وعدتنى بمساعدتى بما انك حصلت على إجازة اليوم " اخبره بيكهيون بنظرة محذرة.

" لا بأس تاو سوف استقل سيارة تاكسى " اخبرته و انا اقوم بفك عقدة رداء المقهى .

" يمكنك اخذ سيارتى هكذا ستصلين اسرع " اخبرنى بيكهيون لأنظر له بريبة، انهم يتصرفون بغرابة اليوم حقاً.

" هل أنت متأكد من هذا ؟ " سألته بنظرات ريبة و انا اراه يمد لى مفتاح السيارة.

" اجل بالطبع، انا لا احتاج لإستخدامها اليوم سوف ابقى طوال اليوم فالمقهى مع كريستال "

" هل سأموت اليوم ام ماذا؟  منذ متى تجعل احد يقود سيارتك "

" توقفى عن مزاحك قبل ان اغير رأى " صرخ بى بمزاح لأخطف المفاتيح سريعاً و اركض إلى الخارج قبل ان ينفذ ما قال و يغير رأيه، فلن تتكرر تلك المعجزة مجدداً.

قدت السيارة مسرعة حتى لا أتأخر على العمل ، كان الطريق يسير بشكل جيد، لا زحام اليوم،  و هذا من حسن حظى، قطع ذلك الهدوء صوت هاتفى لأرد عليه بعد ان وضعت سماعة الإذن.

" مرحباً سوهو "

" اين أنتى الأن، اتيت إلى مكتبك و لم اجدك "

" لم اصل بعد لقد اقتربت انا فالطريق "

" حسناً سأنتظرك فى مكتبك ارغب بالتحدث معكى فى امراً ما، ان كان لديكى وقت "

" حسناً لا بأس، مازال امامى بعض الوقت عن الموعد الأول "

" حسناً سوهى سأنتظرك "

نظرت عبر الهاتف لأغلقه لأرجع نظرى للطريق للتوسع عيناى من الصدمة و اتجمد فى مكانى، كان هناك شخصاً ما امامى يعبر الطريق ، ضغط بقدمى بعصبية على المكابح لتزداد حدة انفاسى لأنها لم تكن تعمل، لأسمع صوت استطام لتتوقف السيارة فجأة بعدها و كأن المكابح قررت العمل الأن فقط ، بقيت جامدة فى مقعدى لا استطيع الحراك من الصدمة، لقد.... لقد صدمت احدهم،  يا إلهى لقد قتلت احدهم ، فككت حزام الأمان فى توتر بعد محاولات فاشلة لفعلها من الخوف الذى سيطر على بقوة لأفتح الباب بسرعة و اخرج راكضة امام السيارة،  كان هناك بعد الأشخاص المجتمعين حول من قمت بصدمه، تحركت من بينهم لأقارب ذلك الجسد الممدد على الأرض،  كان جسد رجل طويل نظرت إلى وجه ذلك الرجل لتتوسع عيناى لأشهق بقوة و اضع يدى على فمى، انه ذلك الرجل، كيم جونج ان.

" سيد جونج ان؟  هل انت بخير؟  "  ارتميت على الأرض بجانبه و انا انظر إلى وجهه بخوف و اشعر بقلبى الذى سيتوقف فى اى لحظة،  من حسن الحظ انه كان يتنفس كما انه لم يكن هناك دماء مما اعطانى الأمل انه قد يكون بخير، لكن مازال هناك خوف من ان يكون يعانى من نزيف داخلى او اصابات خطيرة،  و تلك المخاوف تنهش فى عقلى.

افقت على صوت سيارة الإسعاف التى وصلت مسرعة لتنقله، حملوه من على الأرض ليضعوه على ناقلة بحرص لأنظر له بقلق و انا اتبعهم و اصلى للرب الا اكون قد قتلته و الألم ينهش فى قلبى.

تبعتهم عبر سيارتى بتوتر الى ان وصلنا إلى المشفى ،  ركضت مسرعة خارج السيارة لألحق بهم و انا اراهم يقومون بتنزيله لأن له بلهفة و خوف.

اختفى عن ناظرى بعد ان ادخلوه إلى غرفة الطوارئ ليقوموا بفحصه لأطر للإنتظار فالخارج بعد ان منعنى الممرضات من مرافقته ، ظللت اتحرك فالممر على غير هوادة منتظرة ان يطمئننى أحدهم ، اخرجت هاتفى بعد ان استعدت بعضاً من وعى ،  اتصلت ببيكهيون لأخبره بما حدث معى بصوتاً مرتجف ليخبرنى بأنه سيتأتى فى أسرع وقت، اقفلت الهاتف لأستند على احد جدران المشفى و امسك رأسى فى تعب، لن اسامح نفسى ان اصابه مكروه.

" سوهيون " رفعت رأسى لأجد بيكهيون امامى لأقف و ارتمى فى حضنه و انا ابكى، ليقوم بالربت على رأسى.

" يا إلهى بيكهيون ، لقد قمت بقتل احدهم "

" لا تقلقى، سوف يكون كل شئ بخير " اخبرنى بهدوء ليطمئننى لكن هذا لم يساعد، فأنا اكاد افقد صوابى.

" أنسة يونج سوهيون " ابعدت نفسى عن بيكهيون بعد ان سمعت ذلك الصوت بجانبى لألتفت له، كان رجل طويل للغاية بحيث اطررت لأرفع رأسى كثيراً لأنظر لوجهه.

نظرت له فى تساؤل بينما كان وجهه خالى من اى تعبير " 

" انا كريس وو محامى السيد كيم جونج ان " اخبرنى ليرتعد جسدى بأكمله من الخوف، محامى؟  لما ؟  هل سأدخل للسجن الأن؟  يا إلهى ما الذى يحدث معى الأن؟

" لقد علمت أنكى من صدم السيد كيم جونج ان ، اليس كذلك ؟ " سألنى ببرود مخيف لأبتلع ما فى حلقى بخوف.

" اجل " اجبته بتوتر لأنتظر ما سيخبرنى به فى خوف.

" على اى حال سوف ننتظر ان يخبرنا الطبيب عن حالته، ادعى الرب ان يكون بخير " نظر لى بهدوء مريب بينما بيكهيون يربت على كتفى ليطمئننى، قاطعنا صوت باب الغرفة يفتح لأنظر للطبيبة التى خرجت من الداخل فى لهفة.

" هل هو بخير؟  اخبرينى ارجوكى " سألتها فى لهفة لألمح نظرة متعاطفة فى عينيها قبل ان تحمحم فى هدوء.

" لا تقلقوا لم يصاب بإصابات خطيرة "تنفست الصعداء بإرتياح لأشعر و كأن جبل قد انزاح عن كاهلى، استأنفت الحديث لأنظر لها بإهتمام " لكنه مصاب ببعض الكسور، لديه كسر فى يده و قدمه اليمنى و بعض الردود فى جسده "

" هل يمكنني رؤيته الأن؟ " سألها ذلك المحامى المدعو كريس لتوجه نظرها له

" سوف يستعيد وعيه بعد ساعه يمكنكم رؤيته حينها " استأذنت لتذهب لأبقى مع بيكهيون و ذلك المحامى نقف فى الممر.

كان الوضع موتر للغاية طوال تلك الساعة و انا اشعر بنظرات ذلك المحامى الثاقبة نحوى، الا يكفى ما اشعر به من تأنيب ضمير و بيكهيون بجانبى يحاول تهدئتى، لا اعرف ماذا كنت سأفعل بدونه فى ذلك الموقف الذى لا احسد عليه على الإطلاق.

انتهت تلك الساعة أخيراً لتسمح لنا الممرضة المسؤلة عنه بالدخول ، سبقنى ذلك المدعوا كريس إلى الداخل لأتبعه بينما اقف خلف بيكهيون بخجل.

" كيف حالك سيد جونج ان؟ "

" و ماذا ترى؟  اشعر بالألم بجميع انحاء جسدى، من الجيد أننى مازلت حى إلى الأن بعد ذلك الحادث " اخبره بتذمر طفولى بينما يتأوه من الألم لأغمض عيناى بخجل.

" من هؤلاء؟ " فتحت عيناى لأجده ينظر لنا بتساؤل لأبتلع ما فى حلقى بتوتر قبل ان اقرر اخيراً ان اتحدث.

" مرحباً سيد جونج ان، الا تتذكرنى انا يونج سوهيون الطبيبة النفسية صديقة كيم سوهو " اخبرته بإبتسامة متوترة و انا اضع املى فى ان يتذكر تلك السهرة فى المطعم 

" لا اتذكرك " قالها بإختصار و برود بعد ان امعن النظر بى بنظرات متفحصة ليعيد نظره الى ذلك المحامى لتتسع عيناى بصدمة، ماذااا؟  هل قال للتو انه لم يتذكرنى؟  بكل بساطة هكذا؟  و لكن... كيف؟  ذلك الحقير.. لا أصدق .

" انها الفتاة التى تسببت فالحادث لك "

" إذاً أنتى من تسبب بما انا فيه الأن " ابتلعت ما فى حلقى و انا اشد على زراع بيكهيون و انا ارى تلك النظرات الثاقبة المزعجة.

" هل تود منى ان اتخذ الإجراءات القانوية ضدها؟  " سأله ذلك المحامى اللعين بينما يلقى نظرة عابرة نحوى، فليقوم احدهم بقطع لسانه اللعين.

" سيد كيم ، لا داعى لكل ذلك متأكد انه يمكننا التوصل إلى حلاً ما " اخبره بيكهيون ليوجه جونج ان نظره له فى هدوء و كأنه يفكر فى أمراً ما.

قطع ذلك الصمت صوت باب الغرفة لنلتفت جميعاً له، كانت تلك الطبيبة تتقدم نحو سريره .

" مرحباً سيد جونج ان، كيف تشعر الأن؟  "

" اشعر بألم فى سائر جسدى كما اعانى من الألم فى رأسى ، هل اصابتى خطيرة " سألها بينما يرقمنى بنظرات قاتلة.

" لا تقلق انها بعض الكسور سوف تشفى بعد شهر لا يوجد شئ يدعوا للقلق "

" إذا متى استطيع الخروج؟  "

" يمكنك الخروج غداً، بعد ان تنهى الفحوصات الازمة و لكن يجب ان يكون لديك من يعتنى بك طوال هذا الشهر، يمكننا ان نوفر لك احد ممرضاتنا اذا اردت " صمت قليلاً ليفكر قبل ان يرمقنى بنظراته المزعجة مجدداً .

" شكرا لكى طبيبة... "

" بارك سويونج "

تركتنا تلك الطبيبة ليسود الصمت مجدداً و انا اقف و كأننى انتظر ان يتم الحكم على بالإعدام.

" حسناً أنسة يونج سوهيون، اعتقد أننى عرفت ما سأفعله بكى "

" و ما هو؟  " سألته بإرتباك.

" سوف تكونين ممرضتى الى ان اشفى، و بالتالى سوف تبقين معى طوال هذا الشهر "

فتحت فمى بصدمة احاول استيعاب ما قاله منذ قليل.

" ماذا قلت؟  "

" كما سمعتى أنسة يونج "

" لكن هذا مستحيل، لا يمكننى ، لنفكر فى حلاً اخر يرضى الطرفين "

" اما هذا او اجعل المحامى الخاص بى ان يبدأ الإجراءات القانونية حينها قد تجيدين نفسك اكثر من تلك المده بكثير داخل السجن " اخبرنى بكل قسوة لأشعر بأننى على وشك فقدان الوعى.

تنفست بقوة محاولة جمع شتات نفسى لأنظر له مدعية الهدوء " حسناً اعطينى فقط مهلة لأفكر فالأمر "

" حسناً لديكى وقت حتى غداً صباحاً، اذا لم تأتى قبل ان اغادر من المشفى سوف اطر للبدء بأخذ الإجراءات ضدك "

ارتعدت من نظراته، و تهديداته نحوى،  لا يمكننى التصديق ما يحدث معى حتى الان، و كأن جميع لعنات الأرض انصبت على مرة واحدة، التقت لأغادر و كأنه يمكننى الهروب بعد ما وضعت نفسى به، ذلك الرجل مختلف تماما عن ذلك الذى رقصت معه الأسبوع الماضى و كأن هناك شيطان استحوذ على جسده، تلك النظرات الثاقبة و اللهجة الباردة المخيفة ان جسدى يقشعر بمجرد تذكرها فقط، تنهدت بقوة و استياء بعد ان استعوبت ما ينتظرنى غدا،  اما ان اعتنى به لمده شهر او اسجن.

( جونج ان )

تنهدت بقوة بعد ان تأكدت من ذهابها لأعتدل فى جلستى.

" كيف كان تمثيلى؟ " سألته بمزاح

" مبتزل " اجابنى كريس بتهكم.

" لقد كاد يتوقف قلبى من الخوف ان يتم كشف امرنا ، ظننتها اذكى من هذا لا اعرف كيف استطاعت تصديق تمثيلك الأحمق" اخبرنى كريس بسخرية .

" و ما به تمثيلى، و ماذا عنك انت، لقد كنت تكاد تقول شيئاً، انا من توليت كل شئ "

قطع حديثنا صوت فتح الباب لتتدلى رأس سويونج تراقب المكان فى حزر .

" إذاً ماذا حدث؟  هل نجحت الخطة؟  "

" لقد قمنا بكل ما اتفقنا عليه سوف ننتظر الى الغد لنعرف النتيجة " اخبرها كريس لتومئ له بتفهم.

" هل كنت جيد؟  " سألته بينما احرك قدمى الموضوعة فذلك الجبس المزعج

" مبتزل " اجابتنى بسخرية

" ياااا هل انتم متفقون على اليوم ام ماذا ؟ "

" لا بل لإنها الحقيقة، من حسن الحظ انها لم تشك بأى شئ "

" هل تظنون انها ستأتى غداً " سألتهم بقلق و ذلك الخوف يتسلل بداخلى ان يفسد كل ما خطت له.

" لا تقلق بيكهيون سوف يعمل على اقناعها، و ليس لديها حلاً اخر، حسب خبرتى السابقة بالتعامل معها، هى لن تختار ان تسجن " اخبرنى كريس لأشرد بكلامه.

اتمنى ان يكون على صواب، اخشى ان تقرر الهروب و عدم القدوم غداً،  كان على الا اعطيها فرصة للتفكير،  بل اخذها و نذهب إلى المنزل على الفور، ماذا ان استطاعت إيجاد حل اخر للتهرب من عدم تنفيذ الأتفاق،  لم يعد امامى سوى الإنتظار إلى الغد...

                     **************
© Doo Yaqoot,
книга «My Curse || لعنتي».
Коментарі