1. A walk with a stranger
2. Coincidence
3 . Mystery
4. Into the woods
5. 1955
6. You know too much
7. Nightmares
8. Teen Murderer
9. Alex
10.madhouse
11. Hallucinations
12. But Someone Isn't me
13. Meredeath
14. Panic Attack
15. Anna
16. Necklace
17. Hidden Secrets
18. Cris
19. My desicion my responsibility
20. Deal With The devil
21. Illusions
22. Here We Go Again
23. video tape
24. Vengeance
25. Why me?
26. Dancing with a stranger
27. Massacre
28. PTSD
29. Ecstasy
30. Three Cases
31. The truth untold
32. Assassin
33. Grief
34. Immortal demon
35. Hard not to fall
36.shoot to kill
37. Keep my secret to the grave
38. Our little infinity
39. Finding bell
40. No more
41. May We Meet again
42. The end
36.shoot to kill
بقولكوا من دلوقتي ان الشابتر طويل و مهم و الي هيطنشه هزعل و لو مش هتقل عليكو يعني اعملوا vote بيلز
يلا إنجوي يولادي❤️
.
.
.
.

"إذاََ،ماذا قلت؟" قالتها إيما لدانيل الجالس بجوارها.
"إيما هذه مجازفة كبيرة، إن شعر كريس بأي شئ.."قاطعته إيما سريعاََ
"لن يشعر دانيل، كل ما عليك فعله هو التصرف بطبيعية أمامه، أتريد إتخاذ الجانب الخاطئ؟"

"لا، بالطبع لا، لكن أنتِ لا تعرفينه جيداََ إيم. هذا الرجل يتحدث بسلاحه، إن أخفقت و لو عن طريق الخطأ أنا ميت" عبست إيما أثر كلماته الغير مطمئنة بالمرة.

"أعلم أن الأمر أكثر من لاذع لتقبله لكنها الحقيقة" أومأت إيما بتفهم لكنها لن تتراجع بتلك السهولة فهي بأمس الحاجة له.
"أتثق بي دانيل؟" تفاجأ دانيل قليلاََ لكنه سرعان ما أجاب ب
"أجل" أبتسمت بإمتنان قبل أن تردف قائلة
"إذاََ لتثق بأنني لن أدعه يقتلك أو حتي يُلحق بك الأذي، هذا وعد"

نمت إبتسامة لطيفة علي وجهه جراء كلماتها العذبة المصحوبة بنظرات عينيها الصادقة.
"أنا صارحتك بكل شئ كي لا تتخذ الأسرار مكاناََ بيننا، لذا أرجو منك أن تفعل المثل"
"لا تقلقي إيما، أخيراََ تبسم الحظ لي و منحني صديقة لذا لن أفسد الأمر بالأسرار، ليس و كأن هناك ما أخفيه."
أبتسمت بوهن قبل أن تهمس قائلة "تُري متي سيبتسم لي الحظ أنا الأخرى، ألا أستحق؟"
ظنت أنه لم يستمع إليها لكنه فعل،و فضل مواساتها بالصمت.

"أتعلمين أنتِ شخصية لطيفة جداََ، أنا محظوظ حقاََ لكونك صديقتي" لانت ملامح وجهها العابسة لتتحول إلي بسمة خجلة لطيفة

كانت علي وشك الإجابة لولا أصوات الصياح التي صدحت علي حين غرة.
تفقد كلاهما المكان من حولهما لكن كل شئ يبدو طبيعياََ.
تكرر صوت الصياح مجدداََ و تلك المرة كان أكثر وضوحاََ حيث أستمعا إلي صوت ذكوري غليظ يصيح قائلاََ
"أنابيل"

توقف قلب إيما عن الخفق بمجرد سماعها لذلك الصوت المألوف يصرخ بأسم صديقتها المقربة.

______________

"أنابيل توقفي ما الذي تفعلينه" صرخ بها أيزاك حتي كادت أحباله الصوتية تتمزق من قوة صراخه لكنها لازالت لا تجيب و لا تنظر له من الأساس.

"أنابيل" صرخت إيما بها بعدما توقفت هي و دانيل عن الركض بإتجاه مصدر الصوت.

إرتعش جسد إيما رعباََ من رهبة المظهر و عبراتها تساقطت من مقلتيها أثر شدة الخوف.
قلبها يأبى الهدوء و أطرافها ترتجف كما لو أنها ليلة ثلجية قارسة البرودة من ليالي ديسمبر.

"إيما أعتقد أنها منومة" قالها دانيل لتجيب بنبرة مرتعدة
"لكن.. ك.. كيف؟"
"هي لا تستمع له بالرغم من صراخه عليها و حتي لا تنظر له، لا ترتعش، لا علامات توتر أو خوف، هي منومة بالتأكيد، كريس أخبرني من قبل كيف أفعل هذا بإستخدام أحد التعاويذ التي تمكنني من التحكم بكِ ذهنياََ "

"أيمكنك فعل شئ حيال إنقاذها دانيل أتوسل إليك قم بشيء" تمسكت بقميصه منهارة و دموعها لا تتوقف.

"أيزاك ماذا حدث؟" قالها أندرو بعدما ركض نحوه بسرعة.
"لا أعلم أندرو، أصعد لها رجاءََ، حاول منعها بشتى الطرق و أنا سأكون هنا بالأسفل في حال لم تستطع أنت" أومأ أندرو بإنصياع و هرع للمبني بسرعة البرق.

رفع أيزاك نظره نحو بيل و عيناه جمعت الدموع بداخلها، مستعدة لإجراخها بأي لحظة.

"أنابيل، حبيبتي أنظري لي، أتوسل إليكِ عودي أدراجك و أبتعدي عن الحافة، حسناََ عزيزتي؟"

لازالت لا تجيبه علي الرغم من أن نظرها موجه له، أقتربت خطوة أخري قرب الحافة ليرتعد قلب أيزاك و إيما كما لو أنه سيغادر مكانه و يصعد لينقذها.

تصور رؤية شخصك المفضل علي بعد خطوة واحدة فقط من الموت، خطوة واحدة و ينتهي كل شيء.

"آنا رجا.." رغبته في البكاء أصبحت أكثر إلحاحاََ حتي طغت علي كلماته.
عبراته المتجمعة شوهت وضوح صورتها أمامه لكنه سرعان ما تنفس بعمق و أبعدها بأنامله.

"هيا آنا ،أستمعي لي عزيزتي و أبتعدي أرجوكِ آنا من أجلي"

كما لو أنه يحاول جعلها تستفيق و تنتبه له بشتي الطرق لكنها كما هيا مُتصنمة، جميع الأصوات حُجبت، لا تستمع سوى للصوت عينه يكرر الجمله عينها.

"أذهبي للبناية المهجورة أمام الحانة، أصعدي الأدراج حتي تصلي لسطح البناية ثم أقفزي، أريحي من حولك من شرك قليلاََ"

"أنابيل" همس بها أندرو من خلفها بهدوء كي لا تفزع و تسقط، واضعاََ يداه أمامها و متقدماََ نحوها ببطء.
نظرت له بلا إكتراث لينتهز فرصته و يتحدث قائلاََ
"أنا هنا أنابيل لا تخافي، سأمسكك" تفصلهم بعض الأمتار القليلة لكنه حافظ علي هدوءه و خطواته البسيطة مقدراََ خطورة الموقف.

"كل ما عليك فعله هو الإمساك بيدي، حسناََ؟" مد يده لها لتنظر لها دون فهم

"هيا عزيزتي، أعطيني يدك، ثقي بي" قالها بنبرة مطمئنة ثابتة عكس ما يشعر به من إضطراب بداخله.

إيما و أيزاك و دانيل بالأسفل يترقبون اللحظة التي ستضع أنابيل يداها علي خاصة أندرو و كلما تأخرت تلك اللحظة شُدت أعصابهم للحد الذي سيتسبب بتمزيقها.

هدوء غير محبب يحوم المكان، ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة. كل شخص منهم بداخله مشاعر ستنفجر بأي لحظة لو لم تُنصت لأندرو، ستنفجر و تُفجر كل ما بطريقها.

"هيا أنابيل أتوسل إليكِ" همس بها أندرو لأنابيل المتصنمة أمامه
"تمسكي بيده رجاءََ آنا، لا تجعليني أفقدك مجدداََ بحق الإله" صاح أيزاك بصوت باكي.
"هيا بيل، أنتِ لن تتركيني بمفردي أليس كذلك؟" صاحت إيما هي الأخرى ببكاء ليمسك دانيل بذراعيها مهوناََ عليها بعدما أخبرها بأنه لا يستطيع مساعدتها.

مدت أنابيل يداها بتردد نحو أندرو ليخفق قلب ثلاثتهم بفرحة، كما لو أن في تلك اللحظة أصبح ثلاثتهم بقلب واحد، فؤاد يرتجف خوفاََ من فراق من أحب و يخفق بسعادة عندما يستجيب له الرب و يمنحه أملاََ.
"أجل أجل، فتاة جيدة" قالها أندرو و قرب يده منها بهدوء.
تمسكت إيما بقميص دانيل بأقوي ما لديها مترقبة االحظة التي ستتلامس يداهم و يسحبها له

لكن لحظهم العاثر، تعثرت قدم أنابيل و عادت خطوة للوراء، تجاوزت تلك الخطوة التي تفصلها عن الموت لتودع قدماها الأرض الصلبة.

"لا" صرخة ألم خرجت من إيما و دوت في الحي بأكمله، أطرافها لم تعد تقوى علي حملها فطرحتها أرضاََ علي ركبتيها بينما دانيل يحاوطها بذراعه لكن لا شيء من هذا سيهون الأمر عليها، لا شئ سيهون فقدانها. دفنت رأسها بعنقه كي لا تري ذلك المشهد الذي لن تنساه مهما حدث، كي لا تكون ذكرتها الأخيرة لصديقتها هي مشهد سقوطها من أعلي بناية. تصرخ بأعلى ما لديها مرددة كلمتها الأخيرة و جسدها يتحرك بعنف بين ذراعاي دانيل، يداها مُمسكة بقلبها كما لو أنها تريد إقتلاعه لتجعل هذا الألم يتوقف.

أعلي البناية حاول أندرو إلتقاط يدها بين يداه مرة أخرى لكنه فشل في إنقاذها، لحظة إدراكه بأنها لن تعود، أنه لن يتمكن من إنقاذها مجدداََ، أنه أفلت يدها و لن يمسك بها أبداََ، حينها فقط أدرك أنه أخفق، كما لو أنه مقدر له زهق الأرواح فقط، لا يعلم كيف ينقذها. طوال تلك المدة فقد أندرو الشعور بجزء كبير من إنسانيته أثر من تسبب بقتلهم، ظن أنه سيستعيده إن أنقذها اليوم لكنه الآن تأكد من أنه لن يعود له أبداََ، كما هو الحال مع صديقته.

أما عن أيزاك فأنا أكاد أجزم أن قلبه توقف عن النبض، لكنه من المحال أن يتركها تذهب هكذا آخذه كل ما منحته له بعيداََ، محال أن يقف مكتوف الأيدي حتي لو كلف الأمر حياته هو
لذا بلا تردد أو إهدار لثانية أخرى رفع يداه بإتجاهها و بدأ يتمتم بأحد التعاويذ التي تعلمها سابقاََ.

صراخ إيما لم يتوقف للحظة، عاهدت ألم لم تعاهد مثله من قبل و دانيل ما بيده حيلة، فقط يربت علي شعرها و يتمتم بكلمات مهونة. رفع نظره لبيل ليري جسدها المعلق بالهواء كما لو أنه هناك من يحملها و يمنعها من السقوط، و كأنها تطفو. أرتعد جسده فزعاََ لتلاحظ إيما و تحول نظرها لأنابيل.

صُدمت من مظهرها حتي أن عقلها توقف عن التفكير لمدة و عجز عن الإستيعاب.
"ك.. كيف؟!" همست بنبرة مبحوحة أثر الصراخ.
نظرت لأيزاك لتجد الدماء تنبعث من أنفه و فمه، صدره يعلو و ينخفض بسرعة كما لو أنه يواجه مشكلة في التنفس و قطرات العرق تنبعث من جبينه. كان هذا حال أندرو علي سطح البناية متمدد أرضاََ، ينزف و يواجه صعوبة بالغة في التنفس و ألم بجميع عضلات جسده.

"هو يحاول إنقاذها" قالها دانيل بإستيعاب
"إيما أوقفيه رجاءََ ،تلك التعويذة أقوى من أن يتحملها و هو بتلك الحالة" نظرت إيما له بإستنكار و دموعها لم تجف حتي ثم أردفت قائلة
"هل جننت؟ إذا توقف ستموت أنابيل"
"و إذا واصل سيموت كلاهما"

صمتت للحظات قبل أن تلُقي نظرة أخيرة علي أيزاك لتجده أسوأ حالاََ من ذي قبل ثم تتذكر شئ بالغ الأهمية لا تعلم كيف تناسته من الأساس
"ليس كلاهما، بل ثلاثتهم"

"تمسك بيدها أندرو هيا" صاح أيزاك بقوة أثر تألمه.

أنابيل تصرخ بفزع و تتحرك بعنف في الهواء بعدما أستفاقت و أخيراََ، وجهت نظرها لأندرو لتجده يكافح من أجل الوصول زحفاََ إليها.
مدت هي يدها له تلك المرة و أومأت له لتحثه علي التقدم أكثر لنجدتها بينما دموعها تتساقط بغزارة.

جسدها في مستوى بداية الطابق التاسع من ما جعل عملية الوصول لها أكثر صعوبة.
"ألا يمكنك النزول إلى الطابق التاسع؟" قالتها بصراخ
"أنا بالكاد أحرك يداي أنابيل" الدماء حول فمه تبرهن كلماته بينما يمد ذراعه لها بكل ما أوتي من قوة، ذراعه يرتجف من شدة الألم، لا يعلم ما إذا كان سيقوى علي حملها عندما يمسك بيديها أم لا.

حاولت التشبث بأي شئ قد يقربها و لو قليلاََ من أندرو لذا تمسكت بنافذة مغلقة في الطابق العاشر فوق رأسها تماماََ و حاولت رفع نفسها لتعود إلي مستوي الطابق العاشر
"أحسنتي، أحسنتي هيا حاولي الإقتراب أكثر بعد" قالها أندرو  بينما جبينه يتصبب عرقاََ
"سأحاول كسر النافذة" قالتها لكنه صرخ ب"لا"
"لمَ؟"
"إذا تحركتي بعنف ستُرهقيه أكثر هو بالكاد يتحمل التعويذة أنا أشعر به" أومأت بتفهم و بحثت بعيناها عن شئ سيقربها لأندرو أكثر.

"أيزاك يجب عليك التوقف" قالتها إيما
"أتهزأين بي؟ إن توقفت ستسقط" صاح بها
"و إن لم تفعل ستموت أنت و أندرو قبل أن يلتقطها"
ألقي أيزاك نظرة خاطفة علي أندرو ليجد أنهما يكافحان للوصول إلي بعضهم.

"لا ،لن أفعل مُحال أن أدعها تسقط" قالها بعناد، قبل أن تتحدث إيما بادر دانيل قائلاََ
"يمكنني فعلها" نظر كل من إيما و أيزاك له، لكن أيزاك سرعان ما أعاد نظره لبيل كي لا يفقد تركيزه.

"أيمكنك فعلها دانيل؟" سألت إيما و أزالت دموعها بكف يدها
"أجل، فقط أوقفيه و أنا سأفعلها عوضاََ عنه" نظرت إيما لأيزاك بمعني "أفعلها" ليهز رأسه نافياََ.
سعل الدماء من فمه قبل أن يقول
"أنسي الأمر، أنا لن أُحمل متدرب في السادس عشر من عمره مسأله حياة أو موت"
"هل ستضحي بحياة ثلاثتكم لسبب تافه كهذا؟" صاحت به
"هذا ليس تافهاََ، أنا لا أثق به"
"لا تثق به لكنك أرسلتني لإقناعه بالعمل معنا؟" صمت أيزاك لوهلة لتتخذ صمته كعلامة إقتناع و تستكمل قائلة
"أنا أثق به أيزاك أتوسل إليك توقف كي يتولي الأمر من هنا، إن كنت لا تحفل بشأنك ،أحفل بشأن أندرو"

ساد الصمت بين ثلاثتهم لفترة ليقطعه أيزاك سريعاََ
"هي لك دانيل، لا تخذلني رجاءََ"

ألقي أيزاك نظرة أخيرة عليها ، تحاول جاهدة إلتقاط يد أندرو و قد أقتربت منه كثيراََ،  أراد أيزاك أن يستكمل و يتحمل حتي يمسك أندرو بها لكنه شعر بأنه غير قادر علي إلتقاط أنفاسه فأخذها كعلامة و أبطل التعويذة مُتمنياََ بداخله أن لا يخذله دانيل.

"أنابيل، لا أستطيع التنفس" قالها أندرو محاولاََ إلتقاط أنفاسه، قبل أن تتمكن أنابيل من الإجابة أبطل أيزاك مفعول التعويذة لتشعر بجسدها يُسحب بقوة إلي الأسفل. أطلقت صرخة مدوية قبل أن تغلق عيناها مستسلمة لإصطدامها بالأرض، تتلو بداخلها صلواتها الأخيرة.

عندما شعرت بأن الإصطدام تأخر فتحت عيناها بتردد و نظرت للأسفل لتجد أنها بالفعل تطفو و لا يفصلها عن الأرض سوى عدة أمتار قليلة فحسب. راقبت مكان تواجد أصدقائها لتلاحظ شاباََ غير مألوف أمامها لكن من طريقة تثبيت ذراعيه بإتجاهها كما لو أنه يحملها عن بعد أستنتجت أنه دانيل.

فتحت إيما عيناها و تنهدت براحة حينما رأت أنابيل سالمة و قريبة من الأرض، دموع الحزن و الخوف في أقل من ثانية تبدلت إلي دموع فرحة.

هرع أيزاك لها و حملها بين ذراعيه و هي تمسكت به بشدة و أراحت رأسها بعناقه
"حمداََ لله" همس بها أيزاك بينما يضع جسدها أرضاََ لكنه لم يفلتها من ذراعه.
رفعت أنابيل رأسها من عناقه و جسدها يرتعد من هول الموقف.
نظرت له بإبتسامة خفيفة كي تبعث له بعض الطمأنينة، كما لو أنها تخبره بأنها بخير.

"هل أنتِ بخير عزيزتي؟" أومأت أنابيل و مسحت عبراته بأناملها
وجهت نظرها لدانيل و همست ب "أشكرك" ليومئ لها دانيل بإبتسامة خجلة.

"لقد أخفتيني كثيراََ آنا ،خشيتُ أن لا أتمكن من إخبارك بكم أنني أحبك مجدداََ، أو أن لا أراكِ مجدداََ" صمت لوهلة و تأمل ملامحها قبل أن يستكمل قائلاََ "أو حتي توديعك، آنا أنا.." قاطعته أنابيل بسرعة

"أنا بخير أيزاك، لقد تخطيناها معاََ ،أليس كذلك؟" نمت إبتسامة لطيفة علي وجهه و أومأ قائلاََ
"دائماََ ما نفعل"
أومأت مبتسمة، عانقته مرة أخري و همست بأذنه قائلة "أحبك" غمر الإطمئنان قلبه و أخيراََ بعد دقائق من التوتر و الفزع التي مرت عليه كالسنوات.

"أحبك" همس بها.

"أنابيل ،حمداََلله أنكِ بخير" هرعت إيما بوجهها الباكي نحو أنابيل، تفقدتها بعينيها لتتأكد من أنها بخير ثم سحبتها في عناق تستشعر منه الشوق، الخوف و الحب.

الجميع ملتف حول أنابيل التي يأبى أيزاك تركها أو إبعادها عن عناقه
شكر الجميع دانيل و أندرو علي ما فعلاه و بالأخص إيما التي لم تنفك عن معانقة دانيل و شكره، أكاد أجزم أنها لو أستطاعت أن تجلب له العالم بأسره لفعلتها من شدة إمتنانها.

"لمَ لم تخبرني أنك ساحر مثلي، ثيو؟" سأل دانيل
"ثيو؟!" سأل الجميع في آنٍ واحد عدا أيزاك.
قبل أن يتسني لدانيل الإجابة دوى صوت إطلاق ناري في الحي ليرتعد الجميع من حدة الصوت.

"دانيل! " هرعت إيما إليه و أخذته في عناقها قبل أن يصدم رأسه بالأرض.

هوى جسده أرضاََ بينما رأسه مثبتة فوق قدم إيما ، الطلقة و مع الأسف أخترقت صدره و الدماء تنبعث منها بغزاره.
وضعت إيما يد علي الجرح و الأخري بين خصلاته و هو فقط يراقبها بإبتسامة هادئة لكن علي الرغم من إبتسامته عيناه لا تتوقف عن ذرف الدموع.

"دانيل، ستكون بخير حسناََ؟ فقط أبقى معي" همست بأنفاس متسارعة و عبرات تأبي التوقف، تأمل بداخلها أن يكون بخير حقاََ كما تقول.

"أنا بخير بالفعل إيم" وضع يداه علي يدها المثبتة علي قلبه.
"ماذا؟!" همست بعدم فهم
"أنا لن أموت وحيداََ، كنت أخشي أن أكون بمفردي حينها لكنكِ هنا الآن لذا كل شئ علي ما يرام" همس خافت يخرج من بين شفتيه الباهتتين التي سُلب منها لونها الوردي وتحول للأبيض الشاحب.

"لا لا لا، أنت لن تذهب إلي أي مكان أتسمعني؟ أنت بخير سنأخذك للمشفي و هناك سيعالجك الأطباء و تعود لي سالماََ، فقط تماسك" نبرتها وأطرافها في حالة من الارتجاف الشديد حتي أنها فقدت التحكم بهما.
وجهت نظرها لأصدقائها و صاحت بهم قائلة

"لمَ لا تفعلون شيئاََ، هيا أتصلوا بالمشفي"
نظروا لها بأسى و ألتزموا الصمت فجميعهم حتي إيما علي علم بأن رصاصة كتلك مُميتة، لن ينجو منها أبداََ.
"حسناََ أنا من سيفعل" قالتها بنفاذ صبر ليزيد دانيل من قبضته علي يدها. نظرت له بإستفهام ليهمس قائلاََ

"إيما" عيناه تكاد تنغلق لكنه يُصارع لإبقائهما مفتوحتان
"لا دانيل، لا تُرهق نفسك سأتصل بالمشفي فقط أسترخي أنت بخير."
"إيم" أغمضت عيناها بأسى أثر همسه الواهن و في تلك اللحظة تحديداََ لم تعد تقوى علي التماسك، تلك اللحظة التي تحاول فيها جَاهِداََ إنكار الحقيقة لتوهم نفسك بأن كل شيء علي ما يرام لكن الحقيقة هي الحقيقة، ستصدمك في كلتا الحالتين.

شهقات متتالية هربت منها، فما بيدها حيلة سوى النحيب على فراق من قابلته عدة مرات فقط لكنها تعلقت به كما لو أنه صديق عزيز لها قضت معه دَهراََ.

"لقد وعدتك أنه لن يمسك بأذى" أبتسم دانيل بإرهاق قبل أن يهمس قائلاََ

" لا تقطعي وعوداََ لا يمكنكِ الوفاء بها"

أزداد بكاءها حسرةً على صديقها، تلك اللحظة التي تشعر فيها بكم أنك صديق سيء لأنك أخفقت في حماية أحبائك، ربما ستستغرق وقتاََ طويلاََ كأنبابيل لتتفهم أنه ليس خطأها. يجب على الجميع الكف عن لوم أنفسهم لأخطاء لم يرتكبوها من الأساس،فهذا أهون بكثير من تحمل عبء لا شأن لك به٠

"أنا أسفة دانيل" قالتها بين شهقاتها

"إيم، أنتِ تستحقين السعادة، سيبتسم الحظ لكِ يوماََ ما، تماماََ كما فعل معي و وهبني إياكِ" كانت تلك كلماته الأخيرة قبل أن تصعد روحه إلي حاميها و تنغلق عيناه مستقبلة السلام النفسي الذي لا وجود له بالعالم القاسي.

"أنا أسفة دانيل، عُد لي أرجوك" أغمضت عيناها بقوة كما لو أنها تتمني بداخلها أن يكون هذا الشئ بأكمله عبارة عن كابوس سيء و سينتهي.
"دانيل" صرخت بها حتي كادت عروق عنقها تنفجر من شدة الصراخ، صراخ الحسرة.
ضمته لها أقوى و أجهشت في بكاء الرب وحده يعلم متي سينتهي، أو متي ستجف دموعها، أو الأهم من ذلك... كيف؟.

أقترب أندرو منها بخفة و عانقها كي تهدأ لكنها رفضت إفلات جسد دانيل من يديها.

"أرأيتي أنابيل جونسون؟" نبرة صارمة غير مألوفة خرجت من رجل قوي البنية، أسمر اللون كان يراقبهم عن بعد.
أنتبه له الجميع بما فيهم أنابيل التي لم تلاحظ تسلل دموعها علي وجنتيها.

"من أنت؟" سأل أيزاك بحدة عندما رأى سلاح في يده، حاوط أنابيل بقوة أكبر خوفاََ من أن يمسها بضر و نظرته للغريب تكاد تلتهمه حياََ.
"هذا مصير كل من يحاول إنقاذك من الموت أنابيل، كل تلك الميتات ستكون علي عاتقك أنتِ، فلنرى كم شخص سيلقي حتفه بسببك."
نظر الجميع لبعضهم البعض بعدم فهم ليرحل الرجل بعيداََ

.............

"هل أنا السبب أيزاك؟" سألت أنابيل بعد دقائق من رحيل الرجل، صدقوا أو لا هو لا يزال يحاوطها في عناقه، ماذا عساي أن أقول؟ أنت تدرك أهمية الشخص عندما تكون علي وشك فقدانه.

"ماذا؟" سأل بعدم فهم
"هل أنا السبب في موت دانيل؟ أكل هذا لأنه أنقذني؟!"
"ماذا؟! بالطبع لا أنابيل هو من قتله بدم بارد و لورين هي من أمرت، لا تفكري حتي بالأمر أنتِ لست السبب بشيء، الأمر بأكمله يقع علي عاتقها هي" بدى غاضباََ بعض الشيء من طريقة تفكيرها لكنها سرعان ما أومأت بتفهم.

"سأتفقد أحوال إيما" أومأ لها و تركها تذهب.

"أتحاول قتلنا أيزاك؟ " صياح مألوف صدح خلف أيزاك ليلتفت لمصدر الصوت سريعاََ
"كريس؟"سأل بإستنكار ثم أستكمل بإبتسامة باردة بينما يتفقد قميصه الدامي "أنت أيضاََ شعرت بالتعويذة إذاََ"
"شعرت بها؟ أنا كنت أختنق، أنت كنت علي وشك قتلي و الآن تتساءل بمنتهي البرود ما إن كنت شعرت بها؟"وجهه يستشيط غضباََ علي عكس أيزاك الهادئ

" أنا لا أتساءل، في الحقيقة أنا لا أهتم من الأساس، بالمناسبة أعتقد أن هناك معضلة أكبر يجدر بك القلق حيالها" أشار برأسه إلي جثة دانيل.

"هذا سيء" قالها كريس بعد مدة من تأمل جثة الفتي لينظر أيزاك له بإحتقار.
"ماذا؟! لم يكن سريع التعلم علي كل حال" قالها كريس ببرود ليفقد أيزاك أعصابه و يصيح به قائلاََ
"أتهزأ بي؟"
"لا" أجاب ببرود

أقترب أيزاك من كريس و أمسك قميصه بقبضة من حديد
"لحظة لحظة، هل قتلت طفلاََ؟" قلب كريس عيناه علي إتهام أيزاك و دفع يداه بعيداََ عن قميصه

"أتراني أحمل سلاحاََ؟" سأل بإستنكار بينما يفرغ جيوبه و يلتف حول نفسه كي يثبت له أنه لا يحمل سلاحاََ.

صمت أيزاك لكن بداخله يشتعل غيظاََ من حركات كريس الباردة.
"لا، أليس كذلك؟" قلب أيزاك عيناه ثم قال بتزمت
"أنت من أرسل الرجل؟" تأفأف بضجر ثم قال
"ألا يشغلني سواك أنت و حبيبتك المدللة؟ أنت لا يحق لك توجيه أي إتهامات لي أيزاك، فلتكن شاكراََ أنني لم أفجر سلاحي برأس ديلان منذ اللحظة الأولي التي رأيته بها"

رفع أيزاك جاجباه و همس بصدمة "ماذا؟"
"ماذا؟ أظننت أن خدعتك التافهة ستنطلي علي؟ بحقك يا صاح أنت تُقلل من شأن الأعوام التي قضيناها معاََ"

رائع، الخطة فشلت من جميع الإتجاهات.

"ثم لحظة واحدة، من ذاك الأحمق الذي سيقبل بتلك النسبة الضئيلة، لا إهانة يا صاح لكن المرة المقبلة أرسل لي شخصاََ بالغاََ" أشتعل وجه أيزاك غضباََ يتمني أن يقتلع قلبه في يداه حتي يرتاح الجميع منه.

"مرحباََ أليكس" لوح بيداه لأنابيل المرهقة بجانب إيما لتقلب عيناها.
"بالمناسبة عزيزتي حافظي علي أخاكِ؛ لأنه لو ظهر أمامي مرة أخرى عن طريق الصدفة سأقتله" حول نظره لأيزاك و همس ب "هذا وعد" ثم رحل بعيداََ.

................

"هل أنتِ بخير عزيزتي؟" صدح صوت ديلان القلق من هاتف أنابيل
"أجل ديلان، لا داعي للقلق صدقني" أجابت بهدوء
"أعتذر كثيراََ أنني لم أكن هناك حينها بيل، أندرو منعني كي لا يراني كريس، أنتِ تعلمين أنه يتواجد في تلك الحانة دائماََ" همهمت أنابيل بتفهم ثم قالت

"لن يكون هناك داعٍ للإختباء بعد الآن ديلان، كريس يعلم بكل شيء"
"ماذا؟ لكن كيف؟!"
"لا أعلم، أعتذر لك ديلان، ما كان يجب علي إقحامك في الأمر أبداََ" قالتها بنبرة نادمة

"لا تعتذري أنابيل، أنتِ أختي الصغيرة هنا أنا أعتني بكِ، ما كان يجب أن تكوني في خضام كل هذا من الأساس، كان يجب أن تستمتعي بعطلتك كأي مراهقة طبيعية" رفعت أنابيل نظرها لأيزاك الجالس بجانب أندرو يحدثه بأمر ما و أبتسمت بشرود ثم أجابت قائلة
"الكثير قد يحدث خلال العطلة الصيفية، أليس كذلك؟" قهقة ديلان بخفة ثم سأل
"إذاََ أين أنتم؟"
"بمنزل أندرو، أنت أبقى في منزل آرثر حتي تكون آمناََ"
"بيل" فكر في إخبارها بما سرده آرثر له تلك الليلة لكن عندما همهمت أدرك أنه ليس بالوقت المناسب

"أحبك أختي، أعتني بنفسك رجاءََ" صمت ساد المكالمة لمدة أثر صدمة أنابيل.
علاقتهم لم تكن جيدة كباقي الإخوة من قبل، منذ ذلك اليوم الذي توفي والديهما به، لذا من الغريب أن يفصح كل منهما عن مشاعره للآخر بتلك السهولة، لكن هذا لن ينكر أبداََ حقيقة أنهم بحاجة إلى بعضهم البعض، بحاجة لدعم و مساعدة، بحاجة لكلمة عذبة تهون عليهم صعوبة ما يخوضونه، هما فقط أدركا ذلك لتوهما. علي الرغم من مرارة ما مروا به معاََ لكن ما يحدث الآن أكد لهما أنه مهما حدث بينهما من خلافات سيظلان بحاجة لبعضهم البعض دائماََ.

"حسناََ، علي الذهاب" قالتها بتوتر و أغلقت الخط سريعاََ. ألسنا جميعاََ جبناء حينما يأتي الأمر للمشاعر؟

بعد إنتهاء المكالمة تجمعوا حول طاولة الطعام الخاصة بأندرو كي يفكروا بطريق يقودهم خارج تلك المعضلة.
إيما في أسوأ حالاتها لتفكر بأي شيئ، عيناها حمراء و منتفختان بشدة، أنفها أحمر و تشعر بصداع كبير أثر البكاء.
وضعت أنابيل يدها فوق خاصة إيما و ربتت عليها بهدوء قائلة
"هو في مكان أفضل، هو سعيد أنا أؤمن بذلك و بالتأكيد لا يرغب برؤيتك حزينة"
"ما كان يجب أن يتركني بمفردي" ذرفت بعض الدموع لتنهض أنابيل من علي كرسيها و تعانقها

"ششش،أنتِ لستِ بمفردك إيما، أنا هنا معك. أليس هذا ما أخبرتيني به حينما أخبرتك عن وفاة والداي"
أومأت إيما ووضعت يدها علي خاصة بيل الموضوعة علي كتفها، أراحت رأسها بجانب عنق صديقتها في مظهر ملئ بالود، مريح للأعصاب.

"إذاََ ماذا سنفعل؟" سأل أندرو واضعاََ رأسه بين يداه بحيرة.
"لا أعلم" تنهد أيزاك بقلة حيلة
"ديلان لا يمكنه مساعدتنا بعد الآن، و من أين سنجد ساحراََ آخر سوى دانيل" أستكمل أيزاك

"المشكلة الأكبر هي أننا نتلقي الضربات من الجانبين، كما أننا نشبة الجندي الأعمى لا نعلم من يوجه الضربة و متى، أقترح أن نترك الكتاب لكريس ، هو لن يمنحه لنا بسهولة و ما من ساحر سيساعدك بعد وفاة دانيل، لا يمكننا خوض معركة نحن لسنا مستعدين لها أيزاك. " صمت أيزاك و أمسك بمقدمة أنفه، فبالتأكيد أصابه الصداع من كثرة التفكير.

ضربت أنابيل يدها علي الطاولة بعنف ليفزع كل من أندرو و أيزاك
"أتمازحني أندرو؟ بالطبع لا أنا لن أفرط بكم" وبختهم بإنفعال.
"نحن عشنا بما فيه الكفاية أنابيل" حرك كتفيه بلا مبالاة
"أنت لا تقرر من يحيا و يموت أندرو"
"إن كان لديكي حل أفضل فكلي آذان صاغية" قال بإنفعال لتصمت محاولة العثور علي حل لكن يبدو أن جميع الطرق مسدودة.
"هذا ما ظننته أيضاََ" قالها بسخرية
"لمَ لا نعثر علي ساحر آخر، أو فتي سريع التعلم كما كان يفعل كريس"
"هذا سيهدر وقتاََ لا نملكه من الأساس" أجاب أيزاك لتتأفأف بعدم رضا.
"سنفعل شيئاََ حسناََ، سنجد حلاََ" قالت أنابيل
"سنجد حلاََ لكن لن نجد ساحراََ" أجاب أندرو

"لو تطلب الأمر سأفعلها بمفردي" همس أيزاك علي أمل أن لا يسمعه أحد لكن للأسف حدث عكس ما تمني تماماََ، ألتفت الجميع له بملامح منصدمة و كأن الزمن توقف عند تلك الجملة.

"ما كان يجب أن أقولها بعلو" قال ساخراََ من نفسه
"حسناََ حسناََ ،الآن أنت تمازحني" قالتها أنابيل بعدم تصديق
"آنا أنا.." قاطعته إيما سريعاََ قبل أن يكمل قائلة بسخط
"ستترك أندرو ليموت؟"
"ماذا؟! هل فقدتي عقلك؟" سأل أيزاك بإستنكار و نبرة صارمة
"أنا من فقدت عقلها أم أنت؟ كلانا يعلم أن التعويذة تحتاج لعدد سحرة بعدد الذين سيتم إنقاذهم. هل حقاََ ستترك أندرو للموت؟" ضرب أيزاك علي الطاولة مسبباََ إرتعادهم جميعاََ ثم صاح فيها قائلاََ
"و من قال أنني سأستخدمها لصالحي من الأساس؟"

ساد صمت طويل مشحون بالتوتر و الخوف بين الأفراد الأربعة لتقطعه أنابيل بنبرة على حافة البكاء
"م.. ماذا تعني؟! "
"أنابيل أنا قتلت أبرياء و ظلمت أناس لا ذنب لها بشئ، أنا عرضتك للخطر و أذيتك أكتر من مرة أنابيل لأنني مضطرب لعين، أنا حقاََ نادم علي ما فعلته بكِ و بكم جميعاََ، لذا لا يمكنني أن أكون عائقاََ في طريقكم بعد الآن"

كانت كلمات أيزاك كموجة من المشاعر المتداخلة التي طغت عليهم جميعاََ ،تلك المشاعر التي تعاني لوصفها أو حتي لتجميع الكلمات المناسبة لها في عقلك و حتي إن حاولت ستأبى محاولاتك بالفشل بسبب العلثمة الناتجة عن التوتر أو حتي الخوف من التفوه بشيء خاطئ.
"لا ،هذا ليس صحيحاََ أيزاك أنت لست عائقاََ، أنت صديق و أخ و حبيب" قالها أندرو بنبرة حنونة

" أتتحدث عن الأخ الذي تسبب في مقتل أخته، أم عن صديق مغيب كان سيقتل صديقه بهدف الإنتقام فحسب، أم عن الحبيب الذي ألحق الأذي بحبيبته مراراََ و تكراراََ؟ أخبرني عن أي واحد تتحدث لأن ثلاثتهم يستحقون الإبادة"

"لماذا أنت دائماََ هكذا؟! " صرخت بها أنابيل لينظر لها الجميع بعدم فهم فأستكملت "لمَ دائماََ ما تُعيد نفسك لنقطة الصفر؟! أجل قتلت و أذيت و ظلمت و أرتكبت أشياء شنيعة لكنك علي الأقل تحاول أن تكون أفضل. لمَ كلما تيأس من المحاولة تُذكر نفسك بالماضي فقط كي يقتنع عقلك الصغير هذا بأنك لا فائدة منك."
"لأن هذا الماضي لا ينفك عن ملاحقتي آنا" قاطعته بصياح
"بل أنت من لا ينفك عن ملاحقته" للمرة الأولي يراها أيزاك بذلك الغضب من قبل و الجميع مُلتزم الصمت غير راغباََ في التدخل في حوار حاد كهذا.

"ما حدث حدث و أنتهي، أنت لن تعاقب نفسك طوال حياتك، خاصةََ إذا كان عمرك طويل كهذا، حتي و إن لم يكن كذلك فأغتنم كل فرصة تجدها لتصبح أفضل أيزاك، كل ما فعلته الآن لا شأن له بمن أنت في الوقت الحالي، لا يحدد ماهيتك. أجل ربما لم تكن أفضل أخ و حبيب و صديق لكنك تحاول الآن و هذا يساوي العالم بأكمله بالنسبة لي. "

أومأ أندرو بخفة متفقاََ مع كلماتها و أيزاك فقط يراقبها بصمت.
"لذا فلتضع يدك علي خاصتي و لتخبرني بأننا سنجد طريقنا خارج تلك المعضلة لأنني لن أتحمل فقدانك"

مدت يدها الصغيرة لأيزاك بنظرة راجية، نظر ليدها بتردد لكنه أمسك بها بعد عدة ثواني و أومأ متفهماََ. أرتسمت إبتسامة خفيفة علي محياها بينما تتمعن النظر بوجهه لتقاطع إيما اللحظة بسؤالها

"ما هدف لورين من وراء كل هذا؟ هل حقاََ ستقتل أبرياء من أجل أذية أنابيل فحسب" حول الجميع نظره لأنابيل مجدداََ لترتجف أثر الحديق عن تلك الذكرى الغير محببة.
"فقط أخبرينا آنا، لا داعي للخوف نحن هنا بجانبك" تنهدت أنابيل بقلة حيلة ثم أومأت بإنصياع.

"لورين كانت صديقتي المقربة منذ أن كنت في الثانية عشر ، كانت تعلم عني كل صغيرة و كبيرة. نتسكع سوياََ، نتبادل ثيابنا الجديدة و طعامنا، نبيت معاََ في بعض الأحيان، كانت كالأخت بالنسبة لي. والدي هو سبب تعارفنا و هذا لأن والدها السيد باركر كان شريكه في العمل لذا عندما علم أن صديقه يمتلك أبنة في مثل عمري أراد مني أن أصبح صديقتها كي لا أشعر بالوحدة في ذلك السن الصغير، لكن ماذا عساي أن أقول؟ الأصدقاء ليسوا دائماََ نعمة"

***

صباح مشرق من شهر أغسطس عام ٢٠١٤

"أنابيل هذا عيد مولدي، ستأتين و هذا غير قابل للمناقشة" صدح صوت لورين المتذمر عبر الهاتف.
"أنتِ تعلمين أنني أكره الأماكن المزدحمة لورين، بالتأكيد جميع المدرسة ستحضر، لمَ لا نحتفل أنا و أنتِ بمفردنا في وقتٍ لاحق"  تأفأفت لورين بملل
"حسناََ لكن علي شرط" قهقهت أنابيل ثم تساءلت
"ما هو آنسة باركر؟"

"سيكون الليلة بمنزلي" أجابت بنبرة آمرة
"ماذا؟! لكن...أنا لست جاهزة" أصبحت تحوم حول نفسها بتوتر، لطالما كرهت المفاجأت
"لا يُهم آنا سنكون بمفردنا تلك ليست المرة الأولي التي أراكِ  بشعرك المبعثر و منامتك" ضحكت أنابيل بصخب ثم قالت بمزاح
"بالتأكيد، لن آتي لمنزلك بمنامتي يوم مولدك لوري"

"حسناََ حسناََ ،الثامنة مساءََ لا تتأخري" أومأت أنابيل و أغلقت الخط.
"أبي" صاحت بصخب و ركضت نحوه كي تطلب أذنه.

الثامنة مساءََ

طرقت أنابيل بخفة علي باب منزل لورين الفخم دلالة علي الأثرياء الذين يقطنون فيه. أنتظرت لبضع دقائق قبل أن ينفتح الباب و تظهر لورين  بفستانها الأحمر القصير، شعرها الأشقر المنسدل عي كتفيها، عيناها الزرقاء الفاتنة من خلفه.

"عيد مولد سعيد لوري" صاحت أنابيل بحماس و أعطتها هديتها بلهفة.
ألقت لورين نظرة سريعة علي مظهرها البسيط
قميص أبيض مزخرف، بنطال أسود و شعر ناعم منسدل، و بالطبع بعض المجوهرات البسيطة.

"تبدين بغاية الجمال بيل" قالتها لورين ثم عانقتها.
"أنظروا من تتحدث" قهقهت لورين بخجل و سحبت ذراعها داخل المنزل.

"هيا أفتحي الهدية الآن" قالت أنابيل بحماس لتفعل لورين و تجد أمامها قلادة بغاية الجمال علي شكل طائر يحمل قلباََ.
"ظننت أنها ستليق بكِ" أبتسمت لورين بوسع و أردفت قائلة
"أحببتها كثيراََ أنابيل، شكراََ لكِ" هزت أنابيل رأسها نافية
"لا شكر بين الأخوة" أومأت لورين بموافقة ثم نهضت
"إلي أين؟"
"سآتي بشراب لنا" أجابت ببساطة
"أنتِ تعلمين أنني لا أشرب، ثم أنكِ أتممتي الرابعة عشر لا الثامنة عشر"

"أنا الآمرة و  الناهية هنا هذا عيد مولدي، و أنتِ ستحتسين مشروباََ معي آنسة جونسون. أنتهي الأمر" قهقهت أنابيل بخفة و أومأت بإنصياع كي لا تُفسد يوم صديقتها.

عادت لورين بعد فترة قصيرة تحمل بيدها المشروبات
"جئت" قالتها بحماس و وضعت كوب أنابيل أمامها.
"تعلمين أن والدي سيقتلني لو علم، أليس كذلك؟" سألت أنابيل لتهز لورين كتفيها بلا مبالاة قائلة
"من الجيد أنني لا أرى السيد جونسون هنا" ضحكت أنابيل و أرتشفت من كوبها.
أرتسم علي وجهها ملامح الإشمئزاز ما إن تجرعت السائل اللاذع
"هذا مقزز" قالتها بإشمئزاز.
"هذه أغلي زجاجة يمتلكها والدي بالمناسبة" قالتها بإبتسامة خبيثة.

"ماذا؟! ما كنت لأهدر قرشاََ عليها لو كنت مكانه" ضحكت لورين بصخب علي سذاجتها.
"أين هما بالمناسبة؟"
"من؟" سألت لورين بعدما تجرعت مشروبها
"والداكِ" أشارت بإصبعها خلف بيل و قالت بإبتسامة لا تبشر بالخير.
"خلفك مباشرةََ" نظرت أنابيل خلفها  لتري شابان لم تراهما قبلاََ، كانت علي وشك سؤال لورين عنهما لكنها شعرت بشيء صلب يرتطم برأسها بقوة و هذا كان آخر ما رأته قبل أن يحاوطها الظلام من جميع الجهات.

فتحت أنابيل عيناها بوهن و قبل رؤية أي شيء أغلقتها بسرعة أثر الألم الشديد الذي شعرت به برأسه و كأنه هناك من جلب مطرقة حديدة و يطرق على رأسها بها.
تأوهت بتألم و وضعت يدها علي رأسها، نظرت ليدها مجدداََ لتجد دماءََ تنبعث من رأسها
"سحقاََ"
نظرت حولها لكنها لا ترى شيئاََ سوي العتمة، ضوء القمر ينبعث من نافذة صغيرة لتضيء جزء بسيط من الغرفة المعتمة.

حاولت أنابيل النهوض بكل ما تملك من قوة و علي الرغم من تعثرها عدة مرات بسبب إلتفاف الأشياء من حولها إلي أنها وصلت لباب الغرفة أخيراََ.

وضعت يدها علي المقبض لتشعر بكهرباء تسري بجميع أنحاء جسدها  تصعقه بلا رحمة، صرخت بقوة و أزالت يدها سريعاََ، سقط جسدها المرتعش أرضاََ
"أيتها الساقطة" همست أنابيل بسخط.

"آسفة عزيزتي ، لم أعثر علي مفتاح تلك الغرفة لذا لم أجد حلاََ سوى هذا" صدح صوت لورين خلف الباب
"أخرجيني من هنا لورين ما الذي تفعلينه؟!" صاحت بغضب عارم.
"سأفعل ، لكن بعدما أتأكد أن صورك الجديدة وصلت لجميع من بالمدرسة"
"ماذا؟! أي صور؟" صاحت بتعلثم.
"لا تقلقي، لقد أرسلتها لكِ كذلك كي تتمعني النظر بهم" تحدثت بنبرة خبيثة و كأن قناع الملاك الذي كانت ترتديه طوال تلك السنوات سقط ليُظهر الوجه الشيطاني الذي أخفاه طوال تلك السنوات.

"لورين أقسم أنها لو كانت إحدى ألاعيبك فهي غير طريفة بالمرة" صاحت بنفاذ صبر
" سنري حيال ذلك غداََ، بالمناسبة سأحتفظ بقرطك، يبدو أجمل من القلادة على كل حال " ركلت أنابيل الباب بقدمها بقوة و صرخت
"أخرجيني من هنا لورين، الآن"
"حسناََ حسناََ فلتصمتي قليلاََ" قالتها لورين متأفأفة بضجر.

"إدريان"
"أجل آنسة باركر" قالها الشاب عينه الذي تسبب في إغماء أنابيل.
"سأذهب أنا بينما أنت ستخرجها من هنا، حاول أن تجعلها مرتعبة بقدر الإمكان كي تخرج ركضاََ، و لا ضرر من بعض الخدوش علي جسدها أو وجهها، أفعل ما يحلو لك" أومأ إدريان متفهماََ ثم همس بأذنها
"ماذا لو حاولت فعل أي شيء فاضح، كالصراخ؟" نظرت له بالإبتسامة الخبيثة عينها قبل أن تردف

"أطلق النار لتَقتُل"

"آنستي هي مجرد مراهقة" قالها بإستنكار
"حسناََ حسناََ كنت أمزح فحسب، يكفي أن تعود لجورج _والدها_ باكية، هذا سيكون تحذيراََ كافياََ كما قال والدي" اللا مبالاة و عدم الإكتراث في نبرتها لا يوحي بأنهم كانوا أصدقاء يوماََ، كيف لمرء أن يكون بتلك القسوة كما لو أنه يمتلك زراََ يُمَكِنه من محو جميع تلك الذكريات و الأيام، كما لو أنها هباءََ؟ أم هي لم تكن حقيقية منذ البداية؟ ربما كانت حقيقة بالنسبة لبيل المسكينة فقط.

فُتح الباب و ظهر من خلفه إدريان يحمل سلاحاََ بيده اليمني و باليسري يفتح الباب.
"م.. من أنت؟" قالتها أنابيل بتعلثم و أنفاس متسارعة أثر الخوف.

أقترب منها بخطوات بطيئة، بداخله ما يخبره بأن هذا خطأ ليس من المفترض أن يوافق عليه، و الجزء الآخر يخبره بأنه مجرد عبد مأمور، كل ما فعله و سيفعله من أجل الأموال، لذا ما الفرق؟

تنفس الصعداء و وضع فوهه السلاح علي رأس أنابيل لتجهش ببكاء لم تكن تعلم أنها تحتبسه من الأساس.
رق قلبه من صوت بكاءها العاجز لذا ألقي بالسلاح بعيداََ عن وجهها.
توقفت عن البكاء و نظرت له بحيرة. جثى علي ركبتيه ليكون بمستواها و ساعدها على النهوض متجاهلاََ من عدم إتزانها.
"أنظري يا فتاة، إما أن تركضي الآن و حالاََ أو سأطلق النار عليكِ" على الرغم من أنها تريد الركض بسرعة البرق لكن قدماها مثبته في الأرض فقط تراقبه بعدم فهم.

"هذه أوامر حسناََ؟ لذا أتوسل إليكِ أركضي دون صراخ كي لا أضطر علي إيذائك، حسناََ؟ "  أومأت بحكرة سريعة ليفلت ذراعها و يصرخ ب
"أركضي"

كانت كلمته كاليد التي فتحت باب القفص لها فلم تهدر ثانية واحدة من وقتها و أخذت تحلق بعيداََ متمتعة بحريتها التي عادت إلي أحضانها.
تركض في وسط الشوارع المعتمة بأسرع ما لديها و خصلاتها البنية تتطاير من خلفها، عيناها العسلية تذرف الدموع في مشهد مأساوي مؤلم، لكنها سريعاََ ما تمسحها بأناملها كي لا تُشوه رؤيتها.

ترغرغت الدموع بعيناها مرة أخري و تلك المرة أعاقت رؤيتها تماماََ لتخونها قدمها و تطرحها أرضاََ.
جرحت يداها أثر سقوطها لكنها لم تكترث كثيراََ، حاولت النهوض أكثر من مرة لكن قواها خائرة كلياََ تشعر بثقل قلبها أكثر من ثقل جسدها.
وضعت يدها علي قلبها و الأخرى علي فمها و شرعت تبكي و تصرخ بحرقة.

تُرى ما الذي فعلته لتستحق أن تكون مراهقة مثلها تبكي بإنكسار في زقاق مظلم في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، وحدها دون أن يراها أحد أو حتي يعرض عليها المساعدة، أم أن العالم يمارس قسوته المعتادة لا أكثر؟

***

"و بعدها ساعدتني سيدة أربعينية علي النهوض و طلبت لي سيارة أجرة لأذهب للمنزل، صباح اليوم التالي صوري كانت تتناقل بين الطلاب في جميع أنحاء المدرسة، صور لي مع شاب غير الذي أنقذني بينما أنا فاقدة الوعي تماماََ، يحتضنني و يقبلني في صورة و في الأخري يصفعني، كنت دميتهم كي أكون أكثر دقة. بالطبع الجميع أخبرني بكم أنني أستحق الموت و أنني عاهرة، لا بد أن أبي و أمي يشعران بالخزي لكوني أبنتهم. فقدت شعبيتي بالمدرسة و بين جميع من أحب، حتي أصدقائي كانوا يرمقونني بنظرات قاتلة. عندما أستمر الوضع علي هذا النحو أنتقلنا من فلوريدا إلي لوس أنجلوس كي نبدأ حياة جديدة و يالا جمال البدايات، توفي والداي بعد إنتقالنا بستة أشهر و حينها كنتُ بالخامسة عشر. لنتخطي الحديث عن الأطباء النفسيين الذين فشلوا في علاجي و أخبروا ديلان بأن الوقت سيشفي جراحي لأنهم لا حول لهم و لا قوة. بالطبع كان علي التظاهر بأن كل شيء علي ما يرام و الإلتحاق بالمدرسة، حينها قابلت إيما التي هونت علي ألم التظاهر."

راقبت بيل ملامحهم المختلفة، أيزاك يود لو يقتلع رأس لورين من مكانها من شدة غضبه، أندرو أرتسمت علي محياه ملامح الإشمئزاز و الغضب الطفيف، و إيما علي وشك البكاء مجدداََ.
"و ها أنا هنا، محاطة بصديقتي المفضلة التي لن تطعن ظهري أبداََ، و رجلان وسيمان يبلغان المئة من عمرهما"

قهقه كل من أيزاك و أندرو بخفة و تحولت ملامحهما العابسة إلى إبتسامة لطيفة في أقل من ثانية.

"لازلت لا أفهم ما الذي تريده منكِ بعد كل تلك الأعوام لكنني سعيدة لأنكِ أخبرتيني عن شيء من ماضيكِ" قالتها إيما و ربتت علي يد أنابيل بخفة لتبتسم أنابيل بود.

"هذا تقدم بالمناسبة" قالها أندرو لتنظر له بعدم فهم
"أعني الأطباء النفسيين لم يتمكنوا من إستخراج المعلومات منك، لذا كونكِ تخبرينا عن شأن كهذا من ماضيكِ، فهذا يُعد تقدماََ" أبتسم أيزاك بفخر و شبك يده بيداها و طبع عليها قبلة رقيقة ثم أردف قائلاََ

"يبدو أنني لستُ الوحيد الذي يُحرز تقدماََ هنا"

إبتسمت أنابيل بخجل و أراحت رأسها علي ذراع أيزاك ليضع رأسه فوق خاصتها و يتحدث بصوت مسموع قائلاََ
"لن يهدأ لي بال سوى بعدما أتأكد من أن كريس و لورين سيتعفنان بالسجن، لن أقتلهما لأن هذه لم تعد طريقتي بعد الآن" 

...............

"إيم" همس أندرو لإيما الجالسة علي الأريكة. أفسحت له مكاناََ ليجلس بجوارها. جلس وناولها كوباََ من الشوكولاتة الساخنة لتبتسم له بإمتنان و تأخذه  بين يديها لترتشف منه.

"اليوم كان يوماََ عصيباََ" قالها لتومئ متفقة ثم ترتشف مجدداََ.
"أنا أتفهم شعورك إيما، هو في مكان أفضل، مكان حيثُ ينعم بالسلام الذي فقدناه نحن. ربما هو يرانا الآن، و يشعر بنا، أنا واثق من أنه لا يريد أن يراكي تعيسة بينما هو سعيد."  تجمعت الدموع في عينيها و همست بنبرة باكية

"أشعر و كأنني صديقة سيئة لأنني لم أستطع حمايته، أنا لم أكن أعلم أن هذا سيحدث و لم أكن أعلم أن تلك الخطة جعلتني أتعلق به كصديق حقيقي"
ربت أندرو علي يدها و قال ساخراََ "صدقيني إيما أنتِ أبعد ما يكون عن كونك صديقة سيئة، أسأليني أنا" أبتسم بحزن في نهاية جملته لكنها شعرت بالسوء، جعدت ملامح وجهها و لكمت ذراعه بخفة ثم قالت

"لا تتحدث عن ذاتك بتلك الطريقة ليس و كأنه كان بيدك"
"أنا أخبرك بالحقيقة علي الأقل كلماته الأخيرة لكِ لم تكن 'أتمني أن تحترقي في الجحيم' " إبتسامة مزيفة أرتسمت علي شفتاه لكنها لم تخبيء ما تحمله وراءها من  حسرة و حُرقة.
"أتفتقدها؟" سألت إيما.
"في كل يوم"
"ربما تكون في مكان أفضل، بجانب دانيل" أبتسم أندرو بشرود قبل أن يلتفت لإيما

"هذا ما يُبقيني علي قيد الحياة"

..............

أنابيل تحوم في غرفة أيزاك و أندرو اللذان سيتشاركان الغرفة لأنه لا يوجد بالمنزل سوى غرفة واحدة لإستقبال الضيوف و تلك ستتشاركها إيما و بيل.

أندرو بالأسفل مع إيما  و هي جلست بجانب أيزاك علي الفراش و لم تتوقف عن الثرثرة بشأن الكتاب حتي كاد أيزاك يفقد صوابه منها

"ألا يمكننا الحديث عن الأمر لاحقاََ آنا؟ أنتِ لا تتصرفين كمن كُتب له عمر جديد" قال بسخرية

"أصمت و أمسح الدماء المنبعثة من أنفك رجاءََ" قلب أيزاك عيناه و تمتم ب "سحقاََ" قبل أن يلتقط منديلاََ و يمسح أنفه.
"هل أنت بخير؟" سألت بنبرة قلقة.
"أجل أنا كذلك لا تقلقي" قالها مربتاََ علي خصلاتها بحنو.
"أيزاك حاول تذكر أي شيء، إذا وجدنا الكتاب الآن هذا سيوفر لنا وقتاََ لتدبر بقية الأشياء، فقط فكر أنت عهدت كريس لفترة، فكر في أي شيء، مخزن، منزل، قبو، ذكري."

قرعت كلماتها جرساََ مهماََ لا يعلم كيف تناساه أو كيف لم يخطر علي باله من قبل.
"ذكرى" قالها بإدراك
"أجل" قالت لينظر لها بإبتسامة تكاد تصل لأذنه

"آنا، أعتقد أنني أعلم أين أخبأ كريس الكتاب"

________________
© Shorouk ,
книга «Isaac».
37. Keep my secret to the grave
Коментарі