1. A walk with a stranger
2. Coincidence
3 . Mystery
4. Into the woods
5. 1955
6. You know too much
7. Nightmares
8. Teen Murderer
9. Alex
10.madhouse
11. Hallucinations
12. But Someone Isn't me
13. Meredeath
14. Panic Attack
15. Anna
16. Necklace
17. Hidden Secrets
18. Cris
19. My desicion my responsibility
20. Deal With The devil
21. Illusions
22. Here We Go Again
23. video tape
24. Vengeance
25. Why me?
26. Dancing with a stranger
27. Massacre
28. PTSD
29. Ecstasy
30. Three Cases
31. The truth untold
32. Assassin
33. Grief
34. Immortal demon
35. Hard not to fall
36.shoot to kill
37. Keep my secret to the grave
38. Our little infinity
39. Finding bell
40. No more
41. May We Meet again
42. The end
35. Hard not to fall



"أنابيل" وضع كلتا يداه علي وجنتاها و أخذ يبعد قطرات المطر الممزوجة بدموعها بأنامله.
"لا يمكنني خسارتك أيزاك، أفعل شيئاََ أرجوك" تشحرجات البكاء جعلت صوتها أقرب إلي الهمس لكنه أستطاع سماعها.

أراح جبينه علي خاصتها و أغمض عيناه ليمنع دموعه من التسلل خارجها. شعر بضيق كبير يجتاح صدره فمجرد التفكير بأنه من جعلها تتعلق به هكذا كفيلة لجعله يبغض ذاته.

أبتعدت عنه بعد فترة و رمقته بنظرة غاضبة قبل أن تتفوه ب "لمَ كذبت؟ لمَ لم تخبرني بأنه هناك شئ غريب يحدث لك؟" تنهد بحزن قبل أن يبرر قائلاََ
"كنتِ مشغولة بما فيه الكفاية أنابيل، أنا أرهقتك كثيراََ و لا أستطيع إرهاقك بهذا الشأن أيضاََ، هلي الأقل ليس في أكثر وقت أنتِ خائرة القوى به"

هزت رأسها للجانبين بعدم إقتناع و أستدارت مجدداََ كي تذهب لكن قبل أن تُحرك ساكناََ صرخ بها قائلاََ
"أنابيل لا ترحلي أرجوكِ، أنا أعتذر ما كان يجب علي إخفاء الأمر. عودي معي رجاءََ" حاولت تجاهله و مواصلة سيرها.

نظر أيزاك حوله بحيرة فهو لن يدعها تذهب هكذا، لم يجد حلاََ سوى الصراخ بأعلي صوته متفوهاََ بكلمة لم يكن يعتقد أنه يمتلك الجرأة ليتفوه بها من الأساس.

"آنا، أنا أحبك"

تصنمت أنابيل في مكانها دون حراك كما لو أن كلماته البسيطة كانت كالعاصفة الثلجية التي جعلت كل ما بها يتجمد بدءََ من عقلها، وصولاََ إلي قلبها حتي أطراف أصابع قدميها.

ألتفتت لتواجهه و لم يكن يقل صدمةً عنها، شفتاه مفترقة بعدم تصديق. لأول مرة يصفح عن مشاعره بتلك الجرأة دون حتي أن يفكر بالعواقب، دون أن يفكر من الأساس. هذا كان دليلاََ آخر علي أنها الوحيدة القادرة علي إخراج أجمل ما فيه، الوحيدة القادرة علي جعله يتفوه بما يريد وقتما يريد لأنه يثق بها، و يثق بأنه مهما أختلفت طرقهم ستتقابل مجدداََ عند نقطة ما.

كل ما كان بحاجه له هو الإعتراف بمشاعرة تجاهها، في كل مرة يفكر بها بالأمر يشعر كما لو أنه مجرد وهم صنعه له عقله ليشتته عن حقيقة العالم القاسي الذي يعيش به، عالم بلا حب، لكن هذا غير حقيقي، أنت لا تحب العالم، أنت تحب من يجعلك تؤمن بأنه لايزال هناك ما يمكنك التمسك به في عالم كهذا، تحب من يخوض معك المعركة حتى نهايتها، بل و لا يهدأ له بال سوى بعد تضميد جروحك.

مع كل ما فعلته بيل له كان من الصعب ألا يقع لها، هو فقط أدرك ذلك لتوه. هناك كلمات نتفوه بها في لحظة عفوية و لا ندرك كم أحتجنا لقولها بعلو لنشعر و لو لمرة واحدة بالراحة، لنشعر بأننا لا نعرف الخوف. ربما ليس كل ما تتفوه به دون تفكير حماقة، ربما تكون بداية جديدة،أنت فقط بحاجه لأن تطلق العنان لنفسك، و لو لمرة واحدة فقط.

الجرأة، السعادة، الإرتياح، التوتر، كان هو مزيج من جميع تلك المشاعر بينما هي كالصنم أمامه لا تعرف ماذا دهاها.
الكلمات التي كانت تتوق لسماعها و أخيراََ تخرج من شفتاه لكنها أكثر من مرتعبة لتجيب.
جزء منها يعتقد أنها مجرد كذبات جميلة ستتلاشي بعيداََ عند عودتها للمنزل معه، و الجزء الآخر كل خلية به تخفق حباََ لذاك الشاب أمامها. تُري أيٍ منهم تتبع؟ أيٍ منهم علي حق؟

"أنتِ أيضاََ تحبينني أنابيل، أليس كذلك؟ لذا فضلاََ إن كنتِ تفعلين عودي معي" قالها بإبتسامة حنونة ليحثها علي القدوم، لكن للأسف لا حياة لمن تنادي.

"أنت أطلقت النار علي القلب الذي أحبك سابقاََ أيزاك، ما الذي يؤكد لي أنه لن يحدث مجدداََ؟"

عقد أيزاك حاجباه، يبحث عن أي كلمات تثبت صدق حبه لها لكنه تقريباََ فقد القدرة علي الحديث بعدما أعترف لها بحبه. أخذت أنابيل صمته كإجابه و أومأت بتفهم قبل أن تردف بخذلان
"هذا ما ظننته" كانت تلك جملتها الأخيرة قبل أن تتركه بمفرده تحت الأمطار، لا يعلم ما إن كانت تلك النهاية لقصتهم أم أنه لا يزال هناك أمل، ناهيك عن أن كلمة الأمل لا تتواجد بقاموسه لكنها سبق أن منحته واحداََ، ربما ستفعل مجدداََ.

دلف للمنزل بملابسه المبللة و قطرات الماء تنبعث من خصلاته، وجهه لا يبشر بالخير فهو قد ينفجر في أي ثانية كالقنبلة الموقوتة.
"هذا ما توقعته أيضاََ" همس بها أندرو عندما رأي السخط واضحاََ علي ملامح أيزاك.

صعد أيزاك إلي غرفة فارغة بجانب غرفة أنابيل راغباََ في البقاء وحدة. تتردد كلماتها في أذنه مما تجعله أشد كرهاََ لذاته و أحد غضباََ.
أحتد فكه بسخط و لم يتحمل أكثر من ذلك، أمسك بالمزهرية و ضرب بها عرض الحائط لتتهشم و تتساقط أشلاءها علي الأرضية.
لكم خزانة الملابس الخشبية بقبضة قوية و أستمر علي ما يفعله قرابة العشر دقائق حتي ظهر أندرو و سحب ظهره ليبعده عن الخزانة.

"أهدأ أيزاك ،أهدأ" أيزاك لا يصغي إليه و يحاول الإفلات من قبضته لكن أندرو قد أحكم قبضته جيداََ كي لا يفلت
"دعني و شأني" صاح بصخب ليمسك أندرو بذراعه يكتفه جيداََ و يعيق حركته فربما يهدأ.
لحسن الحظ هدأ بعد مدة ليست بطويلة و بعد صيحات متتالية. كل ما يصدح صوته في الغرفة هو صوت أنفاسه الغاضبة المتسارعة. تركه أندرو و جلس أَمامه ليظهر له وجهه المشتعل من شدة إحمراره

"هل أغضبتك لهذه الدرجة؟" سأل أندرو ليهز أيزاك رأسه نافياََ و لم يحرك عيناه من الأرض
"إذاََ ماذا حدث؟"
"أنا غاضب من نفسي" همس بحزن
"لمَ؟"
"لأنني أفسد كل شئ." قالها بنبرة منكسرة ، دموعه تجمعت في عيناه و لولا أنه لا يطلق لها العنان لما كان توقف عن البكاء.
"لا هذا ليس صحيحاََ" صوت أندرو هادئ يبعث الطمأنينة في قلب أيزاك و نبرته المستنكرة تبرهن كلامه.
"بلي، هي كانت تحبني و أنا من أفسد كل شئ بأنانيته، أبعدتها عني و رفضتها أكثر من مرة حتي أفسدت كل شئ"

تنهد أندرو بثقل ثم سأل "لمَ فعلت ذلك؟"

"لحمايتها مني، أنا لستُ صالحاََ لها لا يجب أن تقع لي بينما هناك من يستحقها أكثر، لا يمكنني أن أكون أنانياََ عندما يأتي الأمر لها أندرو لكنني لا أستطيع كبح حبها كذلك"

"حمايتك لها أكبر دليل على كونك غير أناني، هي تحبك أيضاََ أيزاك أنا أري ذلك بعيناها، لذا لا فائدة من دفعها بعيداََ لأنها ستعود لك في كل مرة، لأن هذا ما يفعله الحب بالمرء أيزاك، لذا عوضاََ عن التفكير بأنك غير صالح لها حاول أن تفكر كيف تكون الشخص المناسب لأجلها. "

"لكن هي أخبرتني بطريقة غير مباشرة بأنها لم تعد ترغب بي، بعدما نظرت في عيناها و صارحتها بمشاعري نحوها"

"الطريقة الغير مباشرة دائماََ ما يكون بها تلاعب أيزاك، إن كانت واثقة من ما تشعر به مئة في المئة كانت ستخبرك بأنها لا تريدك بكل وضوح، هي تحبك أيزاك هي فقط غاضبة و خائفة، و بمجرد أن تتقبل الأمر سوف تعود ركضاََ لك"

أومأ أيزاك علي أمل أن يكون كلامه صحيح و ساد الصمت بينهما لفترة حتى قطعه أيزاك قائلاََ
"أنت أحببتها أيضاََ أندرو" أومأ أندرو مبتسماََ بخفة كما لو أنه يذكره بذكري جميلة.
"فعلت ،هي شخصية لطيفة حقاََ من الصعب ألا تقع لها"

"ميف تفعل ذلك؟ أنت تساعدني علي الرغم من حبك لها؟! " سأل أيزاك مستنكراََ.

"يقول الناس دائماََ إذا كنت تحب شيئاََ ما، فعليك أن تتعلم كيف تفلته من يديك
أنا أريدها أن تصبح سعيدة أيزاك لكن كلما أنظر لها أري سعادتها معك، لذا ربما كل ما علي فعله هو التنحي جانباََ كي تنعم بتلك السعادة. "

شعر أيزاك بالسوء من أجله لوهلة لكنه سرعان ما أومأ متفهماََ
"ثم أنني أري جيداََ أنها بالفعل تغيرك للأفضل، أنت لست الفتي عينه من المصحة الذي يفرغ غضبه بالأشخاص " هز أيزاك رأسه بالسلب بينما يبتسم بوهن ثم قال
"لا، لست الفتي عينه"

____________

"جئت" قالها ديلان لإيما الجالسة بمفردها تنتظر قدوم بيل.
"أين بيل؟" سألها ديلان لكنها لم تجيبه، عوضاََ عن ذلك حركت قدماها بتوتر.
" ماذا هناك إيما؟ ماذا حدث؟"

تنهدت بثقل قبل قول "تشاجرت مع أيزاك و أندرو و خرجت من المنزل"
أرتعد ديلان خوفاََ علي أخته التي تُكرر الأخطاء عينها

"في هذا المطر؟! " سأل بتعجب.
أومأت إيما و حركت كتفيها بقلة حيلة.

توجه ديلان نحو الباب بسرعة و قبل أن يضع يداه علي المقبض قاطعه صوت جده السيد آرثر قائلاََ
"ديلان ،كنت أنتظرك تعالي هناك ما ينبغي علينا التحدث به"
"ليس الآن جدي بيل بالخارج، سأجلبها و آتي"
"الأمر غير قابل للتأجيل ديلان" قالها بنبرة صارمة
"جدي أنا لن أترك أنابيل بالخارج وحدها"
"أقترب منه آرثر و همس كي لا تسمعه إيما قائلاََ

"إن لم ترافقني الآن للغرفة، ستندم لأن الأمر متعلقاََ بها" لحظة صمت دامت بين كلاهما ليقاطعها ديلان بقول
"حسناََ" ترك ديلان مفاتيحه علي الطاولة و صعد مع جده كي يري ما هذا الخطب الجلل الذي لا ينتظر.

____________

أستمعت إيما لصوت الباب ينفتح بهدوء لتهرع له. ظهرت بيل من وراء الباب ملابسها مبتلة و خصلاتها ملتصقة بوجهها.
"حمداََلله بيل" قالتها إيما و أرتمت في عناقها ،أبتعدت عنها بعد فترة و تحسست وجنتها
"هل أنتِ بخير؟ " أومأت أنابيل بهدوء ثم نظرت خلف إيما لتري أندرو و أيزاك يراقبونها ،توترت ما أن تذكرت ما قاله أيزاك لذا صعدت لغرفتها سريعاََ.

كانت إيما على وشك اللحاق بها لكن أندرو أوقفها قائلاََ
"أعتقد أن أيزاك سيصعد بنفسه إيما، أرتاحي هنا قليلاََ" أومأت بتفهم.

"هيا أنت لها" قالها أندرو مشجعاََ.
تنهد أيزاك و صعد الدرج لغرفتها بخطوات مترددة و بعد عدة درجات كان أمام باب غرفتها.

طرق بخفة على الباب ثم أردف "أنابيل؟"
مسحت دموعها بسرعة و تنفست بعمق قبل أن تقول بنبرة باردة لكنه لاحظ أنها تبكي

"ماذا؟"
"هل يمكنني الدخول، أنا فقط أريد أن أحدثك."
أنتظر وراء الباب عدة دقائق قبل أن ينفتح الباب و تظهر هي من خلفه ترمقه بنظرة باردة، عيون حمراء أثر البكاء، و ملابس جافة.
لاحظت تحديقه بها لتتحمحم و تسمح له بالدخول.

"من الأفضل أن تسرع فأنا متعبة" قالتها بجفاء ليعقد أيزاك حاجباه قائلاََ
"لمَ تفعلي ذلك أنابيل؟ هل هو ذنبي؟"
"لا يمكنك تركي هكذا يا أيزاك، ليس بعد كل ما مررنا به"
"ليس باليد حيلة أنابيل" قالها مبرراََ لكن يبدو أن لا شئ ينجح في إرضائها.

"أنت حتى لا تحاول أيزاك، تقولها بكل بساطة كما لو أنك لن تفعل شيئاََ حيال الأمر" صوتها مرتفع بسبب غضبها العارم لكنه كالعادة لا يعلم ما عليه قوله لإخماده

"ماذا تريديني أن أفعل إذاََ؟ هذا قدري أنابيل" ذرفت عيناها الدموع دون إرادتها لكنها فقط لا تستطيع كبحها.

"جد حلاََ أيزاك، كنت لأفعل من أجلك" جلست علي الفراش ليقترب هو منها، جثي علي ركبته كي يكون أمامها ثم قال
"حسناََ ،سأفعل شيئاََ، فقط لا تبكي أرجوكِ" مسحت دموعها بكف يداها و تنفست بعمق كي تهدأ.

أراد أيزاك التلاعب قليلاََ فربما يشغلها عن حزنها لذا قال بإبتسامة خبيثة
"ظننتك لا تريدين رؤيتي بمجرد أن ننتهي. "
أبتسمت بخفة و قالت بعناد "لا هذا الإتفاق تم إلغاءه"
"حقاََ؟! " تساءل بنبرة حماسية لتومئ مبتسمة.
"ألا تتمسك أنابيل جونسون بوعودها أكثر من أي شئ؟" ضيق عيناه بشك، قهقهت بخفة ثم قالت

"لنقل أنك جعلتني أعيد النظر في العديد من الأشياء" أبتسم بتكلف علي إقتباسها لجملته ذلك اليوم في المشفي.

"أعتذر ، ما كان يجب أن أخفي الأمر عنك" الندم يتضح من نبرته و محياه أيضاََ.
"أعتذر علي تصرفي، أنا فقط كنت مرتعبة من فكرة أنني قد أفقدك في يوم" أمسك بيداها الموضوعة علي قدمها و وضعهم علي وجهه مبتسماََ إبتسامة دافئة.

"لماذا؟" عقدت حاجبيها بلا فهم و تساءلت
"ماذا تعني؟"
"لمَ كنتِ مرتعبة من فقداني؟ " أزالت يدها بتوتر عن وجهه.
"لأنك الوحيد الذي جعلني أشعر بالحياة أيزاك، لا يمكنك أن تمنحني إياها ثم تتركها و ترحل لأنها بلا قيمة إن لم تكن أنت بها"

"لكنني أؤذيك آنا." تجمعت الدموع بعيناه لكنها سرعان ما قالت
"ما سيؤذيني حتماََ هو رحيلك"
"لمَ؟" سألها بشرود، فمن الطبيعي أن يعتقد الجميع أن حياتها ستتحسن بمجرد توقفه عن إقحامها بأشياءه، لكن الحقيقة هي أنها بأحسن حالاتها طلاما أنه بجانبها.

"لأنني أحبك"

هزة قلبية تضرب يسار صدره أثر ما وقع علي مسامعه، شعر براحة عارمة كما لو أنه عاد لمنزله عقب رحلة شاقة و جاءت هي بإبتسامتها الحنونة تضمه في أحضانها كي تهون عليه مشقة السفر... أو كمن أحتبس الحقيقة بجوفه خوفاََ من الإفصاح عنها حتي طفح كيله و أطلق العنان لكلماته فتبين له أنه لم يكن هناك ما يستحق الخوف منذ البداية.

أجل يا أعزائي لقد هرمنا من أجل تلك اللحظة لكنها كانت تستحق.

"أنا لازلت أحبك يا أيزاك، أنا لم أُقلع أبداََ عن حبك"

دون كثرة حديث فما بعد تلك الكلمة شئ يقال، سحبها في عناقه كي نعلن أنهم و أخيراََ روح واحده تسكن جسدان، علي الرغم من أن كلاهما لايزال يتألم إلا أن هذا لا يهم الآن، أياََ يكن عدد الجروح التي يحملها كلاهما ستُشفي لأنهم معاََ، و رحلة الحياة الشاقة ستستحق كل العناء لأنهم سيخوضوها معاََ.

"أنا أيضاََ أحبك كثيراََ آنا" ضمته لها أكثر و ترقرقت الدموع في عيناها، دموع ممزوجة بالفرحة و الحزن في آنٍ واحد فربما هي اليوم بعناقه لكن غداََ قد لا تكون كذلك، الوقت يداهمهم لكن كل ما يمكنها التفيكر به أنها واقعة له و بشدة، أحبته حتي ملأ حبه جنبات قلبها دون أن يدع لغيره مكاناََ .

أبتعد عنها بعد عناق طويل و مريح للأعصاب، نظر إلي وجهها الجميل بهيام ليجد أن دموعها تسللت مجدداََ خارج عيناها. مسحها بعيداََ بأنامله و همس بنبرة حنونة
"سنجد حلاََ معاََ أنابيل ،دائماََ ما نفعل" أومأت له ترغب بشدة في تصديقه، تتمني بداخلها أن يجدوا حلاََ كما يقول.

"أتعلمين ،كنت أفكر بما قلتيه تلك الليلة عن العلاج النفسي و قررت أنني سأخضع له، كل شئ يستحق فرصة أخري أليك كذلك؟ " كان ذلك ثاني أجمل شئ أستمعت له الليلة
"حقاََ؟" قالتها بعدم تصديق ليومئ
"أجل، بمجرد أن نجد حلاََ و ننتهي من كريس و لعنته سأفعل" هزت رأسها بعدم تصديق و إبتسامتها تعلو مع كل كلمة يتفوه بها
"أنت لا تتصور مدي سعادتي لسماع ذلك" عانقته مجدداََ بحماس ليقهقه علي تصرفها.

أبتعدت عنه قليلاََ لكن ذراعاه لازالت تحاوطها، وضعت يداها علي وجنته و إبتسامتها المشرقة كانت أجمل ما بالأمر
"أنا فخورة بك جداََ يا أيزاك، لطالما كنت كذلك"
"أعلم" همس بإمتنان
"ما الذي جعلك تفكر بالأمر؟"
"أريد أن أكون شخصاََ جيداََ لكِ و لي، بدلاََ من الندم علي كوني طالحاََ" أبتسمت بتلكف و سألت بمراوغة
"و من الذي نصحك بذلك؟" ضحك بصخب، هي حقاََ لا يستهان بها.
"صديق قديم"

___________

لازالت إيما علي الوضعية ذاتها منذ أن عادت أنابيل، جالسة علي الأريكة تحرك قدماها بتوتر و أندرو فقد يراقب ملامحها القلقة.
جلس أندرو بجانبها و أمسك بذراعها كي تتوقف حركة قدماها و قال
"هيي، كفاكِ قلقاََ إيم هي ستكون بخير"
"أعذرني أنا لا أثق بهذا المدعو بأيزاك، ليس بعد ما سمعته"

تنهد بحنق، يبدو أن الجميع لديه بعض الخلافات مع أيزاك.

"بيل تعرف كل شئ، هي فقط لم تخبرك لأنها كانت تحاول حمايتك و لا تريد إقحامك في الأمر، من الأصل فكرة ذهابك لدانيل كانت أهم شرط لتنفيذها هو عدم إقحامك بأي شئ آخر"
"أنا فقط لست معتادة علي تلك الأسرار بيني و بين أنابيل"
"أتفهمك لكن هذا لفترة قصيرة فحسب، هذا فقط لحمايتك إيما"
نظرت له إيما، أرتسمت إبتسامه خفيفة علي شفتيها أثر كلماته اللطيفة و أومأت بتفهم.
"أخبرني بكل شئ إذاََ"

نظر حولهما ليتأكد أن أيزاك لايزال بالأعلي مع أنابيل ثم همس بإبتسامة خبيثة
"تبدو كفكرة جيدة لي"

____________

صباح اليوم التالي

"ركزي أنابيل ، و ضعي قبضتك في مستوي وجهك" قالها أندرو لأنابيل بأنفاس متسارعة فهما يتمرنان منذ ساعتان و لا يزال آداءها سيئاََ جداََ.

لكمته أنابيل في وجهه لكنه لم يرمش حتي، رمقها بسخرية و قال "أتسمين هذه لكمة؟"

"هييي، لا تكن قاسياََ علي فتاتي هذا يومها الأول" قالها أيزاك الجالس أمامهما يراقبها بفخر بينما يحمل بين يداه قنينة مياة في حال إحتاجتها أنابيل.

إبتسمت بيل بتكلف علي طريقته الطفولية ليقلب أندرو عيناه قائلاََ بتملل "حسناََ أيها المُحب هل يمكنك الذهاب لأي لعنة أخري لأننا منشغلون هنا"

"لا" صاح بها لأندرو ثم نظر إلي أنابيل المنهكة أمامه و همس بصوت مسموع قائلاََ "هو فقط يحقد علينا عزيزتي لا تعيريه إهتماماََ" ضحكت أنابيل بصخب لكنها لمحت أندرو و كان علي وشك لكم وجهها لكنها ثنت ذراعه سريعاََ و لكمته بقوة في وجهه.

"أجل، هذا ما كنت أتحدث عنه" صاح بها أندرو بفخر، تركت أنابيل ذراعه و أنحنت تحيي الجمهور الوهمي، لم يكن وهمياََ بالمعني الحرفي فقد كان أيزاك واقفاََ في الزاوية يصفق لها بحرارة و يهتف بأسمها لتبتسم علي تشجيعه لها.

"أحسنتي بيل ،غداََ سنكمل حسناََ؟" قالها لتشكره أنابيل و تتوجه نحو أيزاك المبتسم ببلاهة.
"ماذا؟" قالتها بعدما سحبت القنينة من يداه
"كنتِ رائعة"
" رائعة! هل كنت تراني حتي؟" قالتها بسخرية
"أجل، فقط كنت أراكِ من منظوري الخاص" أجاب مبتسماََ بوسع
"و كيف أبدو من منظورك الخاص؟" سألت مازحة
"تبدين كماقتلة فاتنة"
"المرة القادمة يستحسن أن تدقق النظر" مازحته ليضحك بصخب.

بعد ساعات تجمع كل من أندرو، أيزاك،إيما،بيل لمناقشة الخطة الجديدة. حاولوا البحث عن ديلان لكنه أختفي منذ ليلة أمس فقرروا البدء نظراََ لأن الوقت يداهمهم.

"أنظروا يا رفاق يجب علينا السعي وراء الكتاب بجهد أكثر، إذا تمكنا من سرقة الكتاب ستكون تلك التعويذة لنا أنا و أندرو، كل ما علينا فعله هو العثور علي الكتاب في أسرع وقت قبل أن يتسني لكريس إجراء التعويذة"
"لكن ماذا عن كريس؟" سألت إيما

"سنفصله عنا بتعويذة بسيطة و سيموت وحيداََ أثر إنتهاء مفعول التعويذة القديمة" أومأ الجميع بتفهم فهذا ما كان ينوي كريس فعله منذ البداية، أن يفصل نفسه عنهم، إذا أستطاعَا سرقة الكتاب لن يستطيع القيام بالتعويذة الأخري، تلك التي تبقيه حياََ فبالتأكيد سيلقي حتفه.
" لكن التعويذة تحتاج لأكثر من ساحر طبقاََ لما قاله دانيل" قالتها بيل

"و هنا سيحين دور إيما، ستبذل جهدها لتقنع دانيل بالإنضمام إلينا، حينها سنكون ساحرين لإنقاذ شخصين"

"لحظة لحظة، كم ساحر تحتاج أنت لإجراء تلك التعويذة، ثم ألا يمكنك فعلها بمفردك؟" سأل أندرو
"في الواقع عدد السحرة يعتمد على عدد الأفراد المطلوب إنقاذهم" أجاب أيزاك
"لكن كريس فرد واحد و مع ذلك يستعين بدانيل" قالت بيل بحيرة

"هذا لأن التعويذة تتطلب سحرة أقوياء و كريس يفقد قوتة الجسمانية تماماََ كما يحدث لي أنا و أندرو لذا سيحتاج دانيل كي لا يلقي حتفه أثر التعويذة، أما عن سؤالك أندرو فأجل أستطيع فعلها بمفردي لكن حينها سيتعين عليا إختيار من سأنقذ لأنه من المستحيل إنقاذ كلينا، لذا دعونا نأمل أن تنجح إيما في إقناعه، دانيل لايزال شاباََ و إذا وافق لن نحتاج لساحر ثالث بل سنتدبر الأمر سوياََ. " أومأ الجميع بينما يدعون الإله بداخلهم بأن تنجح إيما فهي مسألة حياة أو موت لا إستهانة بها.

قاطع صمتهم رنين هاتف أنابيل لتستأذن من الجميع و تذهب بعيداََ. كان رقم غريب لكنها أجابت علي كل حال.

"مرحباََ" أستمعت لتمتمة غير مفهومة عبر الهاتف و كلما حاولت التركيز أكثر كي تعرف من المتحدث أو ماذا يقول لا تفهم شيئاََ البتة
"عذراََ أنا لا أفهم.." قبل إنهاء جملتها ألقي المتصل بجملته عليها بصوت صارم، أومأت بإنصياع و تفوهت ب "حسناََ" أنهت الإتصال و تركت الهاتف علي الطاولة ثم توجهت نحو باب المنزل و خرجت منه، جميع الأصوات من حولها حُجبت، لا تستمع سوى للجملة الأخيرة تتكرر في عقلها مراراََ و تكراراََ و ها هي في طريق تنفيذها.

____________

هرول ديلان إلى غرفة المعيشة حيث يقف أيزاك و أندرو معاََ يتبادلان أطراف الحديث.
ألتفت كلاهما لديلان حينها تساءل أيزاك قائلاََ

"أين كنت ديلان؟ لقد خططنا لكل شئ و أنت تأخرت"
العرق يتصبب بغزارة من جبين ديلان و مظهره لا يبشر بالخير بتاتاََ، تحدث بإرتجاف قائلاََ
"سأخبركم بكل شئ لكن أولاََ علينا إيجاد بيل و إيما في الحال. أين هما؟"

"إيما ذهبت لمقابلة دانيل أما عن أنابيل فهي بغرفتها تتحدث بالهاتف" قالها أندرو بهدوء عكس ديلان المرتجف فزعاََ.
"ما بك ديلان أنت ترتعد؟" سأل أيزاك بحاجبان معقودان

"رفاق، أنا أعلم لمَ تسعي لورين وراء أنابيل؟"

تجمد أيزاك و علي الرغم من خوفه من الإجابة إلا أنه سأله علي كل حال "لماذا؟"
"سأخبركم بمجرد أن تأتي، هي أيضاََ يجب أن تعلم لمَ" أومأ بتفهم و صعد لغرفتها كي يناديها
"آنا عزيزتي" وضع يده علي مقبض الباب لكن عندما فتحه لم تكن أنابيل بالغرفة، كانت الغرفة خالية تماماََ.
عقد حاجباه و أنتابه شعور القلق لكنه قرر عدم التسرع.
"رفاق أبحثوا عنها في أنحاء المنزل لأنها ليست بغرفتها. " صاح بها ليبحث ديلان عنها في المرحاض و أندرو في المطبخ.

"سيد آرثر" قالها أيزاك عندما وجد جد بيل أمامه
"هل صادفت بيل؟"
"آخر مرة رأيتها تترجل خارج المنزل"
"ماذا؟! " سأل أيزاك بإستنكار و دون كثرة حديث ركض نحو باب المنزل بأسرع ما لديه فهو يعلم جيداََ أنها لم تكن لتخطو خطوة واحدة خارج المنزل دون علمه.
"رفاق" صاح بها أيزاك و نظرة مثبت علي الباب المنفتح على مصراعيه. ألتفت له كل من أندرو و ديلان ليستكمل قائلاََ
"أظن أننا في ورطة"
"تظن! ماذا تعني بتظن؟" سخر أندرو

"أنا متأكد من أننا في ورطة، مجدداََ"

________________

"هل وجدتها أندرو؟" قالها أيزاك ما إن أجاب أندرو علي إتصاله
"لا ،ماذا عنك؟"
"لمَ سأتصل بك إن كنت عثرت عليها يا أحمق؟" سخر أيزاك بنفاذ صبر فهو يحوم في الأنحاء منذ فترة لكنه لا يجدها.

خطة البحث عنها كانت كالآتي
أيزاك يبحث في الأماكن القريبة للحانة
ديلان و أندرو يبحثان في الأماكن القريبة من المنزل أو التي أعتادت بيل زيارتها مسبقاََ.

"هلا ذكرتني مجدداََ ما الذي يؤكد لنا أنها ليست و اللعنة مُخطتفة؟" سأل أندرو بنفاذ صبر.
"آرثر قال أنه شاهدها تخرج من المنزل،و لا أعتقد أن هناك من أخطتفها، لنأمل أنه... اللعنة!"
"ماذا؟ ماذا هناك أيزاك هل وجدتها؟"
"أجل" قالها أيزاك بملامح كادت تتشقق من شدة الصدمة
"أين هي؟" لم يجيبه فهو بحالة من الشرود أثر صدمته.
"أيزاك و اللعنة لمَ صمت أين هي؟" أستفاق أيزاك علي صياح أندرو، ألقي نظرة علي بيل لا يزال غير قادراََ علي إستيعاب ما يحدث، سريعاََ ما بدأ في الإرتجاف و التوتر و قال بنبرة مرتعدة

"أعلى بناية، هي و اللعنة تقف على سطح بناية" ركض سريعاََ نحو المبني المكون من عشرة طوابق حيث تقف أنابيل علي سطحه محدقة بالأرض كما لو أنها منومة.

"ماذا تعني ب 'علي سطح البناية' هل تتلاعب بي لأنه حتماََ ليس الوقت المناسب؟" سأل أندرو بنفاذ صبر

"أندرو أعتقد... أعتقد أنها ستقفز"

..................
يتبع

© Shorouk ,
книга «Isaac».
Коментарі