الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون و الاخير
الفصل الخامس
لكل منا صديق يحبه و يتمنى له كل الخير و السعادة و الفرح و البركة . صديق كما يقول العرب رُب اخ لم تلده لك اُمك . صديق فى كتفك دائماً يحزن لحُزنك و يفرح لفرحك . صديق بالرغم من جنونة الا انه مثل والدك فى المشورة و المشاجرة و المصيبه . صديق ان بحثت عنه فى الدنيا كلها لن تجده مهما بحثت فهو كالفرصه نادرة الحدوث و يجب عليك ان تغتنمها ، فتلك المشاعر الصادقة نادرة و اصبحت اشد نُدرة و شُحاً فى تلك الايام العصيبة و المجهولة و التى يتمنى جميعنا نسيانها فى المُستقبل القريب . 

و مثْل هذا الصديق هو خير دليل ابن آل اكارسو " مصطفى ". كان مثل الثور الهائج فى حلبة المُصارعه الذى استفزه تحرك المُصارع بقطعة قماش حمراء و قد تهئ له انه بتلك الطريقه يستفزة بحق  قد فعل. هكذا كان مصطفى يا سادة يقود سيارته بسرعة كبيرة و جنون وتهور لا يعرف من اين جاء بهم ز هو المعروف بالهدوء و الرزانه  لكن اين له بالهدوء و الرزانه و قد جن جنونه،  ف" برهان " اعزائى قد عاد من امريكا اخيراً بعد أسبوعين و ليس هذا سبب غضبه بل ان هذا الاربعين الخرف سافر فاجاه و من دون ان يخبرة و هو يعلم جيداً اين كان و قد نصحة مراراً و تكراراً حتى ذبُلت احباله الصوتيه من كثرة النصح و الارشاد لكن هيهات هيهات له ان يسمع او يعى اى من ما يقول.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
دخل الى مغارة على بابا و الأربعين لص او قصر برهان الذى تراست على طول الحديقه الموجهه الى الباب الداخلي للقصر الكثير من التماثيل الرخاميه البيضاء ذات اللمسه الرومانيه و اليونانية. لفت نظرة صوت الماء فى حمام السباحه المضرب و التفت اليه بفضول حتى وجد عزيزه يسبح بحريه و مهارة وسط الماء و كانة سباح محترف و هو بالفعل كذلك!!
اقترب منه حتى اصبح امامة و قد وضع يديه في جيبيه و امتص شفتيه بين اسنانه بنوع من الضيق و نفاذ الصبر من هذا الذى القى عليه نظرة عابرة ثم اكمل ما كان يفعل حتى استند عند حافة المسبح و قد فرد زراعيه التى صرخت بالقوة و العضلات و الجاذبيه مثل الالهه الرومانيه المنحوته  ثم امسك بتلك القنينة الخضراء التى لا تحتاج بان تُصرح عن ما فيها من كحوليات . ارتشف القليل ثم و نظر الى مصطفى الذى قد زادت وتيرة انفاسه بغضب و هو يحاول ان يقظم غيظه و ان لا ينفجر فى وجهه.

 تحدث قائلاً ببرائه مُصطنعة : ماذا هناك ؟! 

ابتسم مُصطفى باصفرار و هز راسه بمعنى لا و تحدث بنوع من السخريه و الغضب فى ان واحد و قد تجولت عينيه فى جميع الارجاء ما عدا وجه برهان قائلاً : لا ابداً لا شئ ، امر تافه لدى احد اصدقائى يعمل فى المُخدرات و مع جماعه مجهولين الهويه و قد نصحته اكثر من مرة بان يتركهم و كل مرة يعود لهم و اقربها منذ اسبوعين و سوف يفتح عليه و على ابواب جهنم و سوف تضيع سُمعة الشركة ان علم احد و كن اريد ان اعرف رايك و اخذ المشورة . ثم نظر له قائلاً بسخريه : انصحنى يا فيلسوف زمانك و اوانك .

ادعى برهان التفكير و قد مط شفتيه باسى ثم نظر له قائلاً ببرود و هدوء يُسبب الشلل : ادعوا له اذاً بالهداية . 

نفخ مصطفى اوداجة بغيظ و ضيق و ود لو امسك بحنجرتة بين يديه الان لكنه يعلم العواقب جيداً سيفتك به برهان و لن يُجدى هذا باى نتيجة سوى الجلوس فى المنزل لمدة ثلالثة اسابيع فى جبيرة طبيه . هز راسه بياس ثم نظر له قائلاً : ماذا ستفعل فى امر المصرية ؟ هنا و قد ايقن مُصطفى ان وراء تلك الابتسامة الخبيثة كارثة و فاجعة ابشع من قُنبلة اليابان النووية و انه بعد قليل سوف يستمع الى نعى السفارة المصرية لها فى التلفاز . سبح برهان و تقدم من مصطفى الذى احضر احد الكراسى و جلس امام المسبح حتى اتكا على الحافة الرخميه بيديه على عكس الوضعيه السابقه و قد اصبح بطنه المُعضل اتجاه مصطفى و ظهره للماء و الهواء . نظر له برهان بتمعن و هدوء و كانه قد اصبح فى ملكوت اخر توجس منه مصطفى خوفاً . 

حك شفته السُفليه بابهامة ثم تحدث و قد سرح نظرة فى بعيد و تناغمة حركة يدة مع كلامه و كانه فيلسوف و مُفكر بحق قائلاً بنوع من الحكمة : اتعرف هذا النوع من اصدقاء السوء الذين لا ياتون سوى بالخراب و لكن لهم عقل شيطان مملؤ بافكار جبارة ، هذا هو تونى ولى نعمتى سوف اظل اعد جمايله حتى مماتى لولاه لظللت امسح الاحزيه فى ازقة اسطنبول فى الصباح و اعمل كنادل فى المساء لكن هذا ليس موضوعنا ، ما اريد قوله ان ايه تلك امراه صعبه مثل الفاكهة المُحرمة المغويه و شرسه كل شئ فيها يدعوا اى رجل ان يقترب منها سواء كان بسبب نجاحها هذا فى تلك المدة القصيرة او لانها ابنت ابى الهول و لانها تمتلك جمال يُشبه جمال صوفيا لورين و جسدها الذى يُشبه عارضات الازياء كل تلك مقومات تجعل اى رجل يتمناها لكن... صمت قليلاً ثم نظر الى مصطفى الذى يجلس امامه كالتلميذ الذى لاول مرة يستمع الى دروس اللغه الفرنسيه من طريقة تفكير صديقة و تحليله للامور من هذا المُنطلق و قد ادرك ان عقل صديقة ليس بالهين بالرغم من صداقة دامت لاكثر من عشرين عام و ها هو الان يكتشف عقل صديقه . سحب نفس و زفره بهدوء قائلاً : لكن انا كل هذا لم يجذبنى اليها بل الشبه بينها و بين الين و انها اسطتاعت فعل ما لم يفعله الرجال و النساء و لهذا تخيل معى ان تكون فى فراشى و تحمل لقب سيدة ال اوغلو و بينى و بينك هى تستحق بالرغم من انى سوف افجر راسها لكن من ترفض لمستى تستحق ان تكون زوجتى ... امم مصطفى لقد قررت الزواج من ايه بارك لى !!!

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

" سمعاكى يا سمر كويس بس اية الدوشه الجامدة دى اقفى فى حته هاديه شويه " تلفظت بتلك الكلمات ايه التى كانت تُمسك بالهاتف اتجته اذنها اليُسرى بكتفها و فى يدها القلم و بعض الاوراق و العقود التى تنتظر فقط امضاتها و امامها ايميليا سكرتيرتها الخاصه بها و امامها مراد و وائل و عائشه الت كبتت ضحكها بصعوبة و هى ترى مراد الذى يجلس بضيق امامهم بسبب ايه التى امسكت به مُتلبساً و هو يتحدث الى سمر و يُغدقها بكلمات الغزل فى مكتبه و قد رفع سماعة الهاتف الارضى حت لا يزعجة احد و قد اتصلت ايه على مكتبه اكثر من عشر مرات و اتجهت اليه و وجدت فعلته تلك حتى خصمت من راتبه عشرة ايام و ننذ ان قص لعائشه و هى تكبت ضحكاتها بقوة . لكن وائل اراد ان يختلى بايه و يخب رها بامر هام لذلك طلب من عائشه مشروب ساخن و قد وافقت بكل سذاجة و طيب نفس و عرضت على مراد الذى وافق هو الاخر و ذهب معها و اصبح المكتب خالى عليهم بعد ان ر حلت ايميليا ايضاً و قد راقب تعابير وجه ايه التى تتغير تناغماً مع ما تسمعه و قد ادرك ان هذا الامر يخص اهل بيتها .

خرجت سمر من المدرج الذى كان تجلس فيه بعيداً عن ضجت التلاميذ الذين صرخوا فرحاً بعد ان علموا بان دكتور المادة  قد غاب اليوم و قد استغلت هى الفرصه حتى تتحدث اليها لان هند قد اعتبرت هذا جريمة دوليه و من يفعلها يوضع على قوائم الارهاب . و ايضاً حتى تعرف بعودة مريم و زوجها من الخارج و ابنتهم معهم بعد ان عرفوا بامر حملها هذا و ان المعركة بينها و بين هند سوف تزداد اشتعالاً بالاخص انها نجحت فى ان تملئ راس مريم بتلك السموم عن ايه . تحدثت بهدوء قائله : معلش عشان فى الجامعه المهم انا كنت عاوزة اطمن عليكى و اقولك ان مريم رجعت اول امبارح من بره . 

وضعت اصبعيها السبابه و الابهام فوق شفتيها قائلة بهدوء : اممم ... و اية الجديد ؟

" ولا حاجة جديدة الدنيا هاديه .. و سلام عشان هفطر باى يا جميل فى رعاية الله يا عسل " 

ابتسمت بهدوء على مرحها و اغلقت الهاتف ثم نظرت لوائل الذى اقترب منها و جلس امامها على الكرسى امام المكتب بعد ان كان يجلس على الاريكه الجلديه تلك و تلاشت ابتسامتها و حل مكانها اللا شئ . لكن ! كلماته التى قالها تلك لن تنساها ابداً .

" خلى بالك من نفسك و حرص من اللى حوليكى و بالذات مامتك و برهان هما مش ناوين على خير ابداً "

© Salma Shazly,
книга «اسيرة البرهان».
الفصل السادس
Коментарі