الفصل العاشر
دلفت فتون المنزل بعد سهرتها الجامحه مع وائل و هى ثمله مترنحه. فالمسكين منذ زفافها و هو ليس على الحار او البارد لا يعرف الخطاء من الصواب و الخير من الشر و كان خلايا مخه قد شُلت و توقفت عن التفكير و لا يقبل باى شئ و كانه قد توقف على لحظة توقيع عقد قرانها، يبحث عن شئ ينسى فيه و يُفرغ طاقته فيه لكن للاسف مثله مثل غيره من الحمقى اختار الطريقه القذرة و المبتزله تلك و مع اخت خطيبته يا لك من اخرق كبير عزيزى.... يا لك من شنقيط!!!
قابلتها عائشة الجالسه على الكرسى فقالت و هى تشعل الاضواء بسخريه: حمدلله علي سلامتك اين كنتى اختى لقد فاتك زواج ايه.
تقصد هذا و تقصد ما تقوله و تقصد ما تفعله حتى تستفزها و تخبرها ان تبتعد عن زوج صديقتها و هى تعلم العلاقه بينهم و مشاعرها تجاهه و انها قد حسرت معه لغلى ما تمتلك الفتاه الحرة و الان لا تعلم اين تذهب و اين تجيء و المشكله هى امها التى تعتقد ان ابنتها امراه مصون و فتاه ذكيه تعرف كيف تفكر و تتصرف ابنتها و هى اشد الناس جهلاً بها و بتصرفاتها و للاسف هذا ليس حالها فقط بل حال اغلب الامهات فى زمننا الغريب هذا!
وقفت فتون و تحدثت و هى تتافف و تترنح قائله و قد تملك شعور الثماله من جميع جوارحها : اوووف الن تكفى عن هذا الحديث لقد مللت منكى و من تفكيرك الرجعى هذا .
ا قتربت منها عائشة و هى تشتم رائحتها قائلة بصدمه: يا اللهى انتى ثمله ثم امسكتها من زراعها تهزها بشده: هل انتي مجنونه اذا علمت امى عن ما تفعليه سوف تقتلك.
ازاحت فتون ذراع عائشة و قالت و هى تصعد للغرفه مترنحه: اوف انتى مثالية و الكل مثالى الان اليس كذلك
ثم تابعت و هى تبخ سمومها: حسنا اذا يا قديسه اسألى عن خطيبك المصون اين هو الان و مع من كان
نظرت لها عائشه بريبه و قالت: ماذا تقصدين
فتون و هى تفتح الغرفه: لا اعلم لكن احذرى
اقفلت الباب و ظلت تنظر عائشة الي اثارها و هى الان تزداد و تؤكد الشكوك و الظنون السيئة بالسيد المحترم الخلوق وائل لكن فقط لو ترمى ذهبه فى وجهه و ترتاح منه و من امره للى للابد لكن من ان له رُئيته و هو لا يظهر أبداً لا فى عمل او مقعى او بيت فقط فى عقد قران ايه و الذى لا تعلم كيف عرف موعده و لم تخبره ايه و لا هى و لا حتى مراد و من بعدها و كان الارض انشقت و ابتلعته و قد تجمعت جميع الكائنات على اخفائه. فكرت ان تتحدث اليه عبر الهاتف و تفهم منه ما الامر و تخبره انها تريد فسخ تلك الخطوبه لكن شئ ما فى داخلها يخبرها ان لا تفعل و بالفعل القت الهاتف مره اخرى على الكرسى باهمال و صعدت الى غرفتها حتى تنام فالنوم خير و افضل لها من هؤلاء الكائنات.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
دلف وائل منزله مترنحا اغلق الباب و خلع حزائه بصعوبه و القى كل قطعه بمفردها بعيداً عن الاخرى باهمال سار قليلاً فى البت حتى اتجه الى المطبخ و امسك بكوب ماء يملئه على و يرتشف ما فيه حتى فرغ ثنظر له بثماله و ضيق و قد قلبه حتى يتاكد انه فراغ و ما ان تاكد حتى قذفه بطول زراعه بقوة و قد تهشم متحولاً الى قطع صغيره و شظايا و من ثم اتجه بغضب مترنحاً و قد تبدل حاله هو يهشم كل ما تطوله يديه فى طريقه و قد تفادى امر السقوط او فقدان الوعى بصعوبه حتى وقف امام مُراده صوره كبيره معلقه بطول و عرض الحائط فى غرفته لايه وحدها فقط قد حصل عليها من اوراقها الخاصه و قد كبرها حتى يحصل على هذا الحجم . ملس على وجنتها من فوق زجاج البرواز قبل وجنتها ثم وضع وجنته عليها و كانته بتلك الطريقه يُعانقها و يحظى بدفء احضانها لا برهان .
ابتعد عندما انتقلت دموعه اليها نظر لها بغضب شديد و ضرب على الحائط جوار الصوره و صارخ بثماله كانه يتحدث الى شخص بحق و يشكى له امره قائلاً : ليه يا آيه ليه !!ديما كنت بحبك من و انتى عيله على ايدى بحبك ليه بتعملى فيا كده ليه !! عشان برهان .. برهان الى عمره محبك و لا هيحبك ادى ليه !! ثم ابتعد خطوتين الى الوراء نظر لصورتها المعلقه على الحائط قائلا بثماله و هو يحرك اصبعه بتهديد : و لسه بحبك انتى بتعتى انا انا اول واحد شالك يوم ما اتولدتى انتى حقى انا و عمر ما حد هيقدر يخدك منى ابدا ً سامعه عمر ما برهان و لا غيره هيعرف يخدك منى ابداً .
ثم تابع و هو يجلس على الارض: انا اسف بجد على اللى هيحصل انا عارف ان برهان ايده طرشه بس مش لازم تحبيه لازم تكرهيه و بكره تيجى بتعيطى و ساعتها محدش غيرى هيسعدك و هنتجوز يا ايه . ثم وقف بصعوبه و طبع قبله على شفتيها من فوق الزجاج قائلاً بجنون : معلش انا غارف انى طولت عليكى تصبحى على خير يا حبيبتى .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
" هو انت مش عاوز تيجى و نتنيل نلبس الدبل ليه .. هو انت يا ابنى مش كنت فى مصر من يومين مشيت لييييه !!! انت عارف انى بقيت بايره بسببك " كانت تلك الثرثرة و كل هذا الحديث او لنقول معاً انه جزء من الثرثرة و الحديث الطويل و حديث الليل و اخره من ربة الصون و العفاف سمر التى كالعادة فى مناوشات فبينها و بين مراد الذى الي الان لم يغلق الخط فى وجهها بسبب هذا الالم الذى سببته باذنه بسبب اختلاف نبرات و ترددات صوتها بسرعه ما بين الهدوء و الصراخ ، الضحك و البكاء ، الانخفاض و العلو . و كالعادة المشاجرة على هذا الامر المعتاد متى سوف يعلن خطوبتهم و يبسوا الدبل و تنتهى من قرائة الفاتحه التى عمرها الى الان سته اشهر . اشار مراد بيده بمعنى ارحل الى مسؤول المخازن الذى كان يحصل على توقيعه على بعض الاوراق الهامه و ما ان رحل حنى استئنف الحديث معها ولكن على طبيعة مراد الالفى.
مسح وجهه بنفاذ صبرو سحب نفس عميق لعله يهدء قليلاً ثم تحدث بهدوء مخادع قائلاً : سمر يا حبيبة قلبى صلى على النبى كده و اهدى .. انا لما نزلت مصر رجعت فى نفس اليوم تركيا زى زى اختك و عائشه و وائل مش كه يا حبيبتى .
اجابته بنعم حتى صاح قائلاً و قد تبدل الهدوء هذا الى مئه و ثمانون درجه : و اما هو اه بتكلى دماغ اللى خلفونى ليه !!! اختك اتجوزتك عقبالنا و سبتلى كل حاجة من طقطق لسلامو عليكو شركات مخازن مصانع معامل كله على قفى حمار اسمه مراد اى غلطه هتودينا فى دهيه و هتشمع المصانع و الشركات بالشمع الاحمر ده مجال ادويه مش هزار .
لانت نبرة صوتها قليلاً بعد ان فهمت الوضع و خطاها ثم تحدثت بهدوء قائله : انا اسفه والله مكنتش فاهمه كده بس ماما بتقول انك بتتسلى بيا كام يوم و بعدين هتشوفلك شوفى تانيه .
عقد احد زراعيه امام صدره و اتستند عليه بالزراع الاخر و قلب عينيه بنفاذ صبر و ملل الان علم سبب جنونها الفتره الاخيرة . هند ! هند و ما ادراكم من هى هند نار موقده بل ابشع و العن لكن هى ليست حديثنا الان . زفر بهدوء ثم تحدث قائلاً بنبره حاسمه و ناهيه للامر : سمر انا لو بتسلى بيكى مكنتش قريت فتحتى عليكى .. و اسمعى الجواز و ربط الكلام ده كلام رجاله الستات لو دخلت فيه الدنيا بتخرب طلعى الكلام الفاضى ده من دماغم و سلام دلوقتى عشان داخل على اجتماع عشان نشوف هنتصرف ازاى من بعد الحجه اختك سلام .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هبط محمد من على درجات السلم بسرعه و هو يشعر بالرعب و الخوف الشديد يتملكه و يتملك قلبه بقوة و ينهش فيه مثل الوحوش الضاريه و الاشباح التى لا يُخيفها التجويع او التعذيب . نظر له رامز و سليم الذان يُشاهدين احد مُباريات كرة القدم و يتشاورون في امور المباره و اداء اللاعبين و ايه الصغيرة التى كانت تجلس على ساقه و تعبث فى مادلية المفاتيح بدهشه و هى تنظر للاحجام و الالوان المختلفه و كلما تركت مفتاح و انتهت منه و امسكت الاخر حت استفسرت عنه و عن الغرض منه و هم الان ينعمون بلحظات هدوء و صمت لا تتكرر كثيرً بعد ان نامت كلاً من هند و مريم اخيراً . زفر محمد بضيق و قلق عندما انزل الهاتف من على اذنه و قد اعادة الكرة اكثر من مره .
نظر رامز و سليم الى بعضهم بدهشه ثم تحدث رامز قائلاً فى دهشه و قد اجلس ايه على الكرسى بجواره : خير يا عمى فى حاجه ؟!
نظر لهم محمد قائلاً بقلق : ايه ماتصلتش خالص و موبيلها مقفول و مش معايا نمرة جوزها حتى اطمن عليها .
اشار رامز الى الكرسى بمعنى اجلس و حاول طمئنته قائلاتً بنوع من المرح : يا راجل اقعد عرسان لسه و اكيد هيقفلوا التليفونات متقلقش لو حصل حاجة هنعرف ده الاخبار الوحشه بتوصل قبل الكويسه .
جلس محمد مكان ما اشار له رامز و هو يحاول ان يقنع نفسه بما قال و انهم قد يكونوا نائمون و لهذا اغلقوا الهاتف او غيرة لكن قلبه لا يشجعه و لا يقتنع بمثل تلك العبا رات المُطمئنه المُقرره بالرغم من انها ليست من صلبه و لا دمه لكن قلبه يحترق من اجلها و يخبره ان ابنته ليست بخير و تعانى اشد ويلات العذاب الان و انه لولا موافقته ما كان شعر بمثل تلك الحرقه و هذا الشعور بالذنب البشع بانه رمى ابنته فى النار و قد فعل !!!
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
"غريب !! غريب انسان غريب مقدرش افهمه . مش عارفه ازاى بيتحول بالسرعه دى و ازاى الانسان اللى جابلى الفستان و محولش يتعرضلى لما قعدت معاه هو نفسه الانسان اللى ضربنى امبارح و ورملى وشى كده ؟! مش عارفه افهمه سعات بحس انه كويس و غلبان لو حد بص فى وشه و فهمه يشوف حزن و ظلم اكبر من ظلم الحسين و سعات بحسه متعجرف و عايز قلمين على وشه من الخيله الكدابه اللى هوه فيها كان كل الناس اتولدت بطريقه و هو بطريقه تانيه ميعرفش احترام و لا غيرة بس الاهم ان فى حاجه مخبيها و مبقاش ايه بنت المصرى لو معرفتش هو مخبى اية قبل ما اموت "
تلك الافكار دونتها آيه فى كراسه يومياتها عن ايامها الاولى مع برهان . اقلفت الدفتر و القلم الازرق و تلك الاقلام الملونه حولها ثم فتحت درج المكتب و وضعتهم فيها و اغلقته بالمفتاح و باحكام شديد و خبات المفتاح فى احد علب الادويه الفارغه و وضعتها فى درج اخر وسط ملابسها حتى لا يتوصل الى الدفتر او الاشعه و الاستشارات الخاصه بها و بمرضها الخبيث اللعين الذى يلتهم خلايا مخها بشراها و نهم . فالموت اهون عليها من ان يعرف هو و يساعدها اذا ساعدها اساساً !!! زفرت بهدوء و تعب و مسحت مكان صغعته بالم و قد تورمت وجنتها ثم شفتيها الكرزيه تلك التى مجروحه بضيق . و تمنت لو كان بامكانها التحدث مع ابيها او حتى سمر او عائشه لكن هذا الابله سحب منهالا الهاتف امس و صباح اليوم الالب توب بعض مشاجرة طويله كادت فيها ان تفقد شعرها من شدة جذبه لها و وفق فقط على ان تاخذ الهارد و البطاريه فقط ثم هشمه امام عينيها على الا رض و هى تذكر ان ابها قد وفر ثمنه بصعوبه و جاء هو بمنتهى البساطه و حطمه .اذن العشاء و ان الله يسمعها و بالفعل هو _عز و جل _ يسمعها ادت فرضها و هى تدعوا فى كل خطوه ان تمر تلك التسعة اشهر على خير . دخلت الى المطبخ و الذى تاملت باعجاب و هى كم تلك الوسائل و الاجهزه العصريه التى قد تتمناها اى انراه فى مطبخها و هى اولهم اعدت شطيره و كوب حليب و اكلت الشطيرة و شربت الحليب على مضض و كادت ان تخرج لولا ضميرها القذر هذا الذى اجبرها على ان تعد له طعام لانه لم يفطر قبل ان يذهب الى العمل و بالفعل استجابت لضميرها ثم اعدت له الطعام و هى تسُب تفسها و تسُبه مئه مرة و الف مره حتى انتهت منه و وضعته فى الحافظه الحراريه على المنضده ثم دلفت للنوم الذى بالحق لجات اليه بسرعه قبل ان يعود الى البيت و تلك المرة اغلقت الباب بالمفتاح حتى لا يحاول ان يدخل الى الغرفه مثل ما فعل بالصباح .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
اما صاحبنا المتعجرف دخل البيت و هو فى اوج و شدة سعادته و كانه مثل طالب حصل على اعل ى الدرجات و الدرجات النهائيه فى كل المواد . فاليوم حصل على اهم صفقات حياته و غنرة التى يحلم بها لولا البغضاء بينه و بينها لقبلها و اخبرها انها وجه الخير و البركه و اليعد عليه لكن لا بذكائه و فطنتقد حصل عل ما حصل عليه لكن هو لا يريد ان يراها الان هو فرح و لا يريد ان يُعكر مزاجه اى شئ و لا حتى هى . قد تعتقدون انه طفل او احمق كبير لكن هو فى الحقيقه ينتظر اى شئ صغير يُفرح قلبه الحزين .
دخل البيت اشتم رائحة الطعام الشهى نظر للطاوله وجدها اعدت الطعام منذ متى و احد يهتم به اذا اكل ام لا لكنها تذكره بها "الين"تمتم بها برهان و هو يقترب من الطاوله فتح الفلب و نظر الى العشاء الشهى و رائحته الذكيه تذوق القليلا منه حتى توسعت زرقواتيه ثم جلس و هو يشمر عن ساعديه متذوق الطعام بعد ان تاكد انها ليست فى المكان و قد خلدت الى النوم فى غرفتها وقد سرح بذاكرته منذ ٣٠ عام و هوطفل صاحب العشر سنوات .
Flash Back
فى قصر كبير عام 1990 و الخدم يجوبون القصر و ابيه قد خرج منذ الصباح و لم يعد و قد خرج هذا الصغير حتى ياتى بنتيجه الصف السادس الابتدائى و قد عاد جرياً الى البيت بفرح عارم بعد ان علم انه قد حصل على المركز الرابع على مستوى المدرسه .دلف برهان القصر متجه الى المطبخ بصخب مرح و هو يصرخ: الين لقد نجحت الين.
التفتت الين اليه فتاه جميله بملامح هادئه تُشبه صاحبتنا الى حد كبير ذات عينين بنيه و شعر بنى طوبل و ناعم و قد عقدته على هيئة كعكة فوق راسها و كانت ترتدى مازرة المطبخ و شرعت فى اعداد الطعام مع الخدم حملته من على الارض و احتضنته بحب مقبله وجنتيه قائله بحنان : احسنت يا حبيبي برهان دائما هو الافضل .
بادلها برهان العناق قائلا: لا الين هى الافضل
انزلته ارضا قائله: لقد اعدت لك الطعام فى الغرفه فى الحافظه الحراريه هيا بدل ملابسك و صلى العصر ولا تتهرب
The End Of Flash Back
"اه الين اشتقت اليكى " تمتم بها بعد ان انها طعامه و نظر للطعام وجد نفسه انهاه من دون وعى كم كان لذيذا حقا !!!
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
صباحاً فى شركة المصري دلف وائل الى مكتب آيه العزيزة احبيبه على اعتقاد احمق و خرف بانه سيجد ايه بالداخل و يتحدث معها و يُقنعها ان تترك برهان فور ان يخبرها عن طبيعة عملة و كم هو شخص دنئ و يخبرها بما حضر من كلمات غزل و وعود بان يصونها و يحفظها .لكنه تصنم مكانه عندما وجد مراد جالسا يتحرك بالكرسي يمينا و يسارا و على ثغرة ابتسامه شامته . اه عزيزى وائل يبدو ان كثرة قرات الروايات الرومانسيه قد سلبة لبه و اسكنتع فى قلعة من الخيال . اعتدل مراد فى جلسته بهدوء ثم قال بسخريه : اهلا اهلا وائل باشا نورك غطى على اللمبه النيون
تجاهل وائل سخريته قائلا: آيه فين
مط مراد شفتيه باستفزاز قائلا: اية الاسئله دى يا راجل حد يسال عن عرسان فى شهر العسل هما فين ملناش دعوة بس كنت عاوز اقولك على حاجة صغيرة كده .. ايه عملتلى توكيل عام يعنى وائل باشا و الهيلامان ده حتى ايه كل ده تحت رحمتى
وائل و هو يعقد زراعيه اما صدره: لا احنا تحت رحمت ربنا
مراد بمسرحيه: اللهم صلي على النبي الله اكبر يا شيخ وائل تراني ابكى والله اتاثرت بس تعرف
تابع و هو يحك شفته السفليه بسبابته افقيا: بس دور التقوى و الورع مش لايق عليك شغل الوساخه احسن
ثم تابع و هو يربت على كتفه: يلا بينا احنا ورانا شغل
نفض وائل يد مراد بعنف قائلا و هو يطحن اسنانه: ورحمة امي لهتندم يا مراد الكلب و بكره تيجى تبوس جزمتى علشان ارحمك
ثم خرج صافعا الباب بشده
اما مراد فضحك بسخريه قائلا: بكره الجمعه اجازه
اه صح متنساش خطوبط اخوك بكره و انت مش محتاج عزومه
ثم حمل مفاتيحه مغلقا المكتب باحكام خرجا لترتيب السفر
استيقظت آيه على صوت اذان الفجر قامت و ادت فرضها ثم قرأت وردها اليومي من القرآن و الاذكاردلفت الى المطبخ ابتسمت عندما وجدت اطباق الطعام فى الحوض هذا يعنى انه اكل الطعام و يعنى انه لا يرفض اى شئ منها و لا حتى اهتمامها كل الامر هو ثار و سينتهى متى لا تعلم لكنها تعلم انه سينتهى .
يُتابع .....
قابلتها عائشة الجالسه على الكرسى فقالت و هى تشعل الاضواء بسخريه: حمدلله علي سلامتك اين كنتى اختى لقد فاتك زواج ايه.
تقصد هذا و تقصد ما تقوله و تقصد ما تفعله حتى تستفزها و تخبرها ان تبتعد عن زوج صديقتها و هى تعلم العلاقه بينهم و مشاعرها تجاهه و انها قد حسرت معه لغلى ما تمتلك الفتاه الحرة و الان لا تعلم اين تذهب و اين تجيء و المشكله هى امها التى تعتقد ان ابنتها امراه مصون و فتاه ذكيه تعرف كيف تفكر و تتصرف ابنتها و هى اشد الناس جهلاً بها و بتصرفاتها و للاسف هذا ليس حالها فقط بل حال اغلب الامهات فى زمننا الغريب هذا!
وقفت فتون و تحدثت و هى تتافف و تترنح قائله و قد تملك شعور الثماله من جميع جوارحها : اوووف الن تكفى عن هذا الحديث لقد مللت منكى و من تفكيرك الرجعى هذا .
ا قتربت منها عائشة و هى تشتم رائحتها قائلة بصدمه: يا اللهى انتى ثمله ثم امسكتها من زراعها تهزها بشده: هل انتي مجنونه اذا علمت امى عن ما تفعليه سوف تقتلك.
ازاحت فتون ذراع عائشة و قالت و هى تصعد للغرفه مترنحه: اوف انتى مثالية و الكل مثالى الان اليس كذلك
ثم تابعت و هى تبخ سمومها: حسنا اذا يا قديسه اسألى عن خطيبك المصون اين هو الان و مع من كان
نظرت لها عائشه بريبه و قالت: ماذا تقصدين
فتون و هى تفتح الغرفه: لا اعلم لكن احذرى
اقفلت الباب و ظلت تنظر عائشة الي اثارها و هى الان تزداد و تؤكد الشكوك و الظنون السيئة بالسيد المحترم الخلوق وائل لكن فقط لو ترمى ذهبه فى وجهه و ترتاح منه و من امره للى للابد لكن من ان له رُئيته و هو لا يظهر أبداً لا فى عمل او مقعى او بيت فقط فى عقد قران ايه و الذى لا تعلم كيف عرف موعده و لم تخبره ايه و لا هى و لا حتى مراد و من بعدها و كان الارض انشقت و ابتلعته و قد تجمعت جميع الكائنات على اخفائه. فكرت ان تتحدث اليه عبر الهاتف و تفهم منه ما الامر و تخبره انها تريد فسخ تلك الخطوبه لكن شئ ما فى داخلها يخبرها ان لا تفعل و بالفعل القت الهاتف مره اخرى على الكرسى باهمال و صعدت الى غرفتها حتى تنام فالنوم خير و افضل لها من هؤلاء الكائنات.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
دلف وائل منزله مترنحا اغلق الباب و خلع حزائه بصعوبه و القى كل قطعه بمفردها بعيداً عن الاخرى باهمال سار قليلاً فى البت حتى اتجه الى المطبخ و امسك بكوب ماء يملئه على و يرتشف ما فيه حتى فرغ ثنظر له بثماله و ضيق و قد قلبه حتى يتاكد انه فراغ و ما ان تاكد حتى قذفه بطول زراعه بقوة و قد تهشم متحولاً الى قطع صغيره و شظايا و من ثم اتجه بغضب مترنحاً و قد تبدل حاله هو يهشم كل ما تطوله يديه فى طريقه و قد تفادى امر السقوط او فقدان الوعى بصعوبه حتى وقف امام مُراده صوره كبيره معلقه بطول و عرض الحائط فى غرفته لايه وحدها فقط قد حصل عليها من اوراقها الخاصه و قد كبرها حتى يحصل على هذا الحجم . ملس على وجنتها من فوق زجاج البرواز قبل وجنتها ثم وضع وجنته عليها و كانته بتلك الطريقه يُعانقها و يحظى بدفء احضانها لا برهان .
ابتعد عندما انتقلت دموعه اليها نظر لها بغضب شديد و ضرب على الحائط جوار الصوره و صارخ بثماله كانه يتحدث الى شخص بحق و يشكى له امره قائلاً : ليه يا آيه ليه !!ديما كنت بحبك من و انتى عيله على ايدى بحبك ليه بتعملى فيا كده ليه !! عشان برهان .. برهان الى عمره محبك و لا هيحبك ادى ليه !! ثم ابتعد خطوتين الى الوراء نظر لصورتها المعلقه على الحائط قائلا بثماله و هو يحرك اصبعه بتهديد : و لسه بحبك انتى بتعتى انا انا اول واحد شالك يوم ما اتولدتى انتى حقى انا و عمر ما حد هيقدر يخدك منى ابدا ً سامعه عمر ما برهان و لا غيره هيعرف يخدك منى ابداً .
ثم تابع و هو يجلس على الارض: انا اسف بجد على اللى هيحصل انا عارف ان برهان ايده طرشه بس مش لازم تحبيه لازم تكرهيه و بكره تيجى بتعيطى و ساعتها محدش غيرى هيسعدك و هنتجوز يا ايه . ثم وقف بصعوبه و طبع قبله على شفتيها من فوق الزجاج قائلاً بجنون : معلش انا غارف انى طولت عليكى تصبحى على خير يا حبيبتى .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
" هو انت مش عاوز تيجى و نتنيل نلبس الدبل ليه .. هو انت يا ابنى مش كنت فى مصر من يومين مشيت لييييه !!! انت عارف انى بقيت بايره بسببك " كانت تلك الثرثرة و كل هذا الحديث او لنقول معاً انه جزء من الثرثرة و الحديث الطويل و حديث الليل و اخره من ربة الصون و العفاف سمر التى كالعادة فى مناوشات فبينها و بين مراد الذى الي الان لم يغلق الخط فى وجهها بسبب هذا الالم الذى سببته باذنه بسبب اختلاف نبرات و ترددات صوتها بسرعه ما بين الهدوء و الصراخ ، الضحك و البكاء ، الانخفاض و العلو . و كالعادة المشاجرة على هذا الامر المعتاد متى سوف يعلن خطوبتهم و يبسوا الدبل و تنتهى من قرائة الفاتحه التى عمرها الى الان سته اشهر . اشار مراد بيده بمعنى ارحل الى مسؤول المخازن الذى كان يحصل على توقيعه على بعض الاوراق الهامه و ما ان رحل حنى استئنف الحديث معها ولكن على طبيعة مراد الالفى.
مسح وجهه بنفاذ صبرو سحب نفس عميق لعله يهدء قليلاً ثم تحدث بهدوء مخادع قائلاً : سمر يا حبيبة قلبى صلى على النبى كده و اهدى .. انا لما نزلت مصر رجعت فى نفس اليوم تركيا زى زى اختك و عائشه و وائل مش كه يا حبيبتى .
اجابته بنعم حتى صاح قائلاً و قد تبدل الهدوء هذا الى مئه و ثمانون درجه : و اما هو اه بتكلى دماغ اللى خلفونى ليه !!! اختك اتجوزتك عقبالنا و سبتلى كل حاجة من طقطق لسلامو عليكو شركات مخازن مصانع معامل كله على قفى حمار اسمه مراد اى غلطه هتودينا فى دهيه و هتشمع المصانع و الشركات بالشمع الاحمر ده مجال ادويه مش هزار .
لانت نبرة صوتها قليلاً بعد ان فهمت الوضع و خطاها ثم تحدثت بهدوء قائله : انا اسفه والله مكنتش فاهمه كده بس ماما بتقول انك بتتسلى بيا كام يوم و بعدين هتشوفلك شوفى تانيه .
عقد احد زراعيه امام صدره و اتستند عليه بالزراع الاخر و قلب عينيه بنفاذ صبر و ملل الان علم سبب جنونها الفتره الاخيرة . هند ! هند و ما ادراكم من هى هند نار موقده بل ابشع و العن لكن هى ليست حديثنا الان . زفر بهدوء ثم تحدث قائلاً بنبره حاسمه و ناهيه للامر : سمر انا لو بتسلى بيكى مكنتش قريت فتحتى عليكى .. و اسمعى الجواز و ربط الكلام ده كلام رجاله الستات لو دخلت فيه الدنيا بتخرب طلعى الكلام الفاضى ده من دماغم و سلام دلوقتى عشان داخل على اجتماع عشان نشوف هنتصرف ازاى من بعد الحجه اختك سلام .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هبط محمد من على درجات السلم بسرعه و هو يشعر بالرعب و الخوف الشديد يتملكه و يتملك قلبه بقوة و ينهش فيه مثل الوحوش الضاريه و الاشباح التى لا يُخيفها التجويع او التعذيب . نظر له رامز و سليم الذان يُشاهدين احد مُباريات كرة القدم و يتشاورون في امور المباره و اداء اللاعبين و ايه الصغيرة التى كانت تجلس على ساقه و تعبث فى مادلية المفاتيح بدهشه و هى تنظر للاحجام و الالوان المختلفه و كلما تركت مفتاح و انتهت منه و امسكت الاخر حت استفسرت عنه و عن الغرض منه و هم الان ينعمون بلحظات هدوء و صمت لا تتكرر كثيرً بعد ان نامت كلاً من هند و مريم اخيراً . زفر محمد بضيق و قلق عندما انزل الهاتف من على اذنه و قد اعادة الكرة اكثر من مره .
نظر رامز و سليم الى بعضهم بدهشه ثم تحدث رامز قائلاً فى دهشه و قد اجلس ايه على الكرسى بجواره : خير يا عمى فى حاجه ؟!
نظر لهم محمد قائلاً بقلق : ايه ماتصلتش خالص و موبيلها مقفول و مش معايا نمرة جوزها حتى اطمن عليها .
اشار رامز الى الكرسى بمعنى اجلس و حاول طمئنته قائلاتً بنوع من المرح : يا راجل اقعد عرسان لسه و اكيد هيقفلوا التليفونات متقلقش لو حصل حاجة هنعرف ده الاخبار الوحشه بتوصل قبل الكويسه .
جلس محمد مكان ما اشار له رامز و هو يحاول ان يقنع نفسه بما قال و انهم قد يكونوا نائمون و لهذا اغلقوا الهاتف او غيرة لكن قلبه لا يشجعه و لا يقتنع بمثل تلك العبا رات المُطمئنه المُقرره بالرغم من انها ليست من صلبه و لا دمه لكن قلبه يحترق من اجلها و يخبره ان ابنته ليست بخير و تعانى اشد ويلات العذاب الان و انه لولا موافقته ما كان شعر بمثل تلك الحرقه و هذا الشعور بالذنب البشع بانه رمى ابنته فى النار و قد فعل !!!
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
"غريب !! غريب انسان غريب مقدرش افهمه . مش عارفه ازاى بيتحول بالسرعه دى و ازاى الانسان اللى جابلى الفستان و محولش يتعرضلى لما قعدت معاه هو نفسه الانسان اللى ضربنى امبارح و ورملى وشى كده ؟! مش عارفه افهمه سعات بحس انه كويس و غلبان لو حد بص فى وشه و فهمه يشوف حزن و ظلم اكبر من ظلم الحسين و سعات بحسه متعجرف و عايز قلمين على وشه من الخيله الكدابه اللى هوه فيها كان كل الناس اتولدت بطريقه و هو بطريقه تانيه ميعرفش احترام و لا غيرة بس الاهم ان فى حاجه مخبيها و مبقاش ايه بنت المصرى لو معرفتش هو مخبى اية قبل ما اموت "
تلك الافكار دونتها آيه فى كراسه يومياتها عن ايامها الاولى مع برهان . اقلفت الدفتر و القلم الازرق و تلك الاقلام الملونه حولها ثم فتحت درج المكتب و وضعتهم فيها و اغلقته بالمفتاح و باحكام شديد و خبات المفتاح فى احد علب الادويه الفارغه و وضعتها فى درج اخر وسط ملابسها حتى لا يتوصل الى الدفتر او الاشعه و الاستشارات الخاصه بها و بمرضها الخبيث اللعين الذى يلتهم خلايا مخها بشراها و نهم . فالموت اهون عليها من ان يعرف هو و يساعدها اذا ساعدها اساساً !!! زفرت بهدوء و تعب و مسحت مكان صغعته بالم و قد تورمت وجنتها ثم شفتيها الكرزيه تلك التى مجروحه بضيق . و تمنت لو كان بامكانها التحدث مع ابيها او حتى سمر او عائشه لكن هذا الابله سحب منهالا الهاتف امس و صباح اليوم الالب توب بعض مشاجرة طويله كادت فيها ان تفقد شعرها من شدة جذبه لها و وفق فقط على ان تاخذ الهارد و البطاريه فقط ثم هشمه امام عينيها على الا رض و هى تذكر ان ابها قد وفر ثمنه بصعوبه و جاء هو بمنتهى البساطه و حطمه .اذن العشاء و ان الله يسمعها و بالفعل هو _عز و جل _ يسمعها ادت فرضها و هى تدعوا فى كل خطوه ان تمر تلك التسعة اشهر على خير . دخلت الى المطبخ و الذى تاملت باعجاب و هى كم تلك الوسائل و الاجهزه العصريه التى قد تتمناها اى انراه فى مطبخها و هى اولهم اعدت شطيره و كوب حليب و اكلت الشطيرة و شربت الحليب على مضض و كادت ان تخرج لولا ضميرها القذر هذا الذى اجبرها على ان تعد له طعام لانه لم يفطر قبل ان يذهب الى العمل و بالفعل استجابت لضميرها ثم اعدت له الطعام و هى تسُب تفسها و تسُبه مئه مرة و الف مره حتى انتهت منه و وضعته فى الحافظه الحراريه على المنضده ثم دلفت للنوم الذى بالحق لجات اليه بسرعه قبل ان يعود الى البيت و تلك المرة اغلقت الباب بالمفتاح حتى لا يحاول ان يدخل الى الغرفه مثل ما فعل بالصباح .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
اما صاحبنا المتعجرف دخل البيت و هو فى اوج و شدة سعادته و كانه مثل طالب حصل على اعل ى الدرجات و الدرجات النهائيه فى كل المواد . فاليوم حصل على اهم صفقات حياته و غنرة التى يحلم بها لولا البغضاء بينه و بينها لقبلها و اخبرها انها وجه الخير و البركه و اليعد عليه لكن لا بذكائه و فطنتقد حصل عل ما حصل عليه لكن هو لا يريد ان يراها الان هو فرح و لا يريد ان يُعكر مزاجه اى شئ و لا حتى هى . قد تعتقدون انه طفل او احمق كبير لكن هو فى الحقيقه ينتظر اى شئ صغير يُفرح قلبه الحزين .
دخل البيت اشتم رائحة الطعام الشهى نظر للطاوله وجدها اعدت الطعام منذ متى و احد يهتم به اذا اكل ام لا لكنها تذكره بها "الين"تمتم بها برهان و هو يقترب من الطاوله فتح الفلب و نظر الى العشاء الشهى و رائحته الذكيه تذوق القليلا منه حتى توسعت زرقواتيه ثم جلس و هو يشمر عن ساعديه متذوق الطعام بعد ان تاكد انها ليست فى المكان و قد خلدت الى النوم فى غرفتها وقد سرح بذاكرته منذ ٣٠ عام و هوطفل صاحب العشر سنوات .
Flash Back
فى قصر كبير عام 1990 و الخدم يجوبون القصر و ابيه قد خرج منذ الصباح و لم يعد و قد خرج هذا الصغير حتى ياتى بنتيجه الصف السادس الابتدائى و قد عاد جرياً الى البيت بفرح عارم بعد ان علم انه قد حصل على المركز الرابع على مستوى المدرسه .دلف برهان القصر متجه الى المطبخ بصخب مرح و هو يصرخ: الين لقد نجحت الين.
التفتت الين اليه فتاه جميله بملامح هادئه تُشبه صاحبتنا الى حد كبير ذات عينين بنيه و شعر بنى طوبل و ناعم و قد عقدته على هيئة كعكة فوق راسها و كانت ترتدى مازرة المطبخ و شرعت فى اعداد الطعام مع الخدم حملته من على الارض و احتضنته بحب مقبله وجنتيه قائله بحنان : احسنت يا حبيبي برهان دائما هو الافضل .
بادلها برهان العناق قائلا: لا الين هى الافضل
انزلته ارضا قائله: لقد اعدت لك الطعام فى الغرفه فى الحافظه الحراريه هيا بدل ملابسك و صلى العصر ولا تتهرب
The End Of Flash Back
"اه الين اشتقت اليكى " تمتم بها بعد ان انها طعامه و نظر للطعام وجد نفسه انهاه من دون وعى كم كان لذيذا حقا !!!
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
صباحاً فى شركة المصري دلف وائل الى مكتب آيه العزيزة احبيبه على اعتقاد احمق و خرف بانه سيجد ايه بالداخل و يتحدث معها و يُقنعها ان تترك برهان فور ان يخبرها عن طبيعة عملة و كم هو شخص دنئ و يخبرها بما حضر من كلمات غزل و وعود بان يصونها و يحفظها .لكنه تصنم مكانه عندما وجد مراد جالسا يتحرك بالكرسي يمينا و يسارا و على ثغرة ابتسامه شامته . اه عزيزى وائل يبدو ان كثرة قرات الروايات الرومانسيه قد سلبة لبه و اسكنتع فى قلعة من الخيال . اعتدل مراد فى جلسته بهدوء ثم قال بسخريه : اهلا اهلا وائل باشا نورك غطى على اللمبه النيون
تجاهل وائل سخريته قائلا: آيه فين
مط مراد شفتيه باستفزاز قائلا: اية الاسئله دى يا راجل حد يسال عن عرسان فى شهر العسل هما فين ملناش دعوة بس كنت عاوز اقولك على حاجة صغيرة كده .. ايه عملتلى توكيل عام يعنى وائل باشا و الهيلامان ده حتى ايه كل ده تحت رحمتى
وائل و هو يعقد زراعيه اما صدره: لا احنا تحت رحمت ربنا
مراد بمسرحيه: اللهم صلي على النبي الله اكبر يا شيخ وائل تراني ابكى والله اتاثرت بس تعرف
تابع و هو يحك شفته السفليه بسبابته افقيا: بس دور التقوى و الورع مش لايق عليك شغل الوساخه احسن
ثم تابع و هو يربت على كتفه: يلا بينا احنا ورانا شغل
نفض وائل يد مراد بعنف قائلا و هو يطحن اسنانه: ورحمة امي لهتندم يا مراد الكلب و بكره تيجى تبوس جزمتى علشان ارحمك
ثم خرج صافعا الباب بشده
اما مراد فضحك بسخريه قائلا: بكره الجمعه اجازه
اه صح متنساش خطوبط اخوك بكره و انت مش محتاج عزومه
ثم حمل مفاتيحه مغلقا المكتب باحكام خرجا لترتيب السفر
استيقظت آيه على صوت اذان الفجر قامت و ادت فرضها ثم قرأت وردها اليومي من القرآن و الاذكاردلفت الى المطبخ ابتسمت عندما وجدت اطباق الطعام فى الحوض هذا يعنى انه اكل الطعام و يعنى انه لا يرفض اى شئ منها و لا حتى اهتمامها كل الامر هو ثار و سينتهى متى لا تعلم لكنها تعلم انه سينتهى .
يُتابع .....
Коментарі