الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون و الاخير
الفصل الرابع عشر
كان يجلس السيد مصطفى امام هذا المختل عقلياً الذى اقتحم شقته و ايقظه من النوم الساعه السابعه صباحاً يوم الجمعه يوم الراحة الوحيد و العطلة الرسمية . و لم يكتفى بهذا بل دخل الى المطبخ يبحث عن اى شئ يصلح للاكل و ها هو ىامامه الان قد خلع جاكيت بذلته الرجاليه الانيقه و قد شمر على ساعديه و شرع فى اعداد الطعام و هو يُدندن ببعض الاغانيه الاجنبية المرحه . وضع مصطفى وجنته على كف يدة الايسر و هو يراقب حركته الخفيفه و هو يرص الاطباق على الطاولة امامه و قد نظر الى هذا الكم من الاطعمة و تلك الرائحة  الذكيه . و قد انتهى المطاف بهذا البرهان بان جلس على الطاولة و قد امسك بالشوكة و السكين و بداء ياكل بشراهه و تلذذ لم يراه مصطفى على مدار عشرين عاماً من معرفته به . و عندما لم يجده ياكل اشار له بالشوكة ثم ابتلع قائلاً بدهشه مصطنعه : ما الامر سيد مصطفى الم يعجبك الطعام هيا تفضل  

 ثم غرس الشوكة فى قطعة بيض مقلى و قربها الى فمه قائلاً باستفزاز : هيا يا رجل تفضل خذ من يدى . 

و حاول ان يُطعمه بالقوة و الاكراه لاو قد هز مصطفى راسه بالرفض و ابعد يدة بقوة قائلاً و هو يصيح بغضب : برهان توقف الان !! 

ثم تابع بشك قائلاً : ماذا فعلت بالفتاة ؟! 

امال برهان راسه بلامباله و ابتلع ما فى الشوكة قائلاً ببرود و ادعاء بالبرئه كاذب : اى فتاه تقصد ؟

 اغمض مصطفى عينية و ضغط بجفنيه على مقلتيه ثم زفر بهدوء لعله يهدء قليلاً ثم حاول تمالك اعصابة قائلاً : زوجتك ايه . ماذا فعلت بها ؟  

برهان بابتسامه تعبر عن مكنون الشر باخله و قد فهم مصطفى ان وراء تلك الابتسامة امر ليس بالجيد و حدث فى غاية الخطورة و الالم . ترك برهان الشوكة و السكين من يده ثم عقد مفيه و استند بمرفقيه على الطاوله و تحدث بهدوء قائلاً : ان اردت بالمراه فعليك بمراه مثلها و لن يكسرها شئ سوى المراه . 

نظر له مصطفى بريبه و هو يحاول ان يفهم مغزى كلامه ، عقد حابيه بتفكير و حك ذقنه بهدوء و هو يُجمع الخيوط و يفك الالغاز و امامه برهان الذى على وضعه و ينظر له بنفس النظرة و الطريقه . 

فتح مصطفى عينيه على وسعهما و نظر له بدهشه قائلاً : تقصد انك ... هز برهان راسه بهدوء و هو يُاكد له على ما فى باله ثم تحتدث بنبرة ساخرة و همس مثل الافلام : الانتقام عزيزى الانتقام . تحدث مصطفى بغضب: تنتقم من من ؟! انها طفله انها بعمر ازميرندا انظر لفارق العمر انت تكبرها ب١4 عاما . نظر له برهان بغموض هو حقاً لم يفكر بفارق العمر لم يدقق بعمرها انه سيتم الاربعين بعد شهر اما هي ذات ٢٦ عام فارق شاسع بينهم تذكر صغر طولها و حجمها بجانبه نفض تلك الافكار ثم قال بهدوء و هو يقف : كل هذا من اجل المصريه و لا تدعى الميثاليه . هب مصطفى واقفاً قائلاً بغضب : حتى لو من اجل عائشه ليس من شانك . لم يحص منه على اجابه سوى باب شقته الذى اغلق بالقوة و قد خرج البرهان و ترك هذا الذى يشعر بالاختناق و الضيق من تلك المحادثه التى لم تجدى سوى الشجار بينهم و بات يُدرك انه منذ ان دخلت النساء بينهم و بات فكر و قلب كل و احد منهم متعلق بواحده لن يجر عليهم سوى الخراب و الفراق . زفر بحنق و نظر فى الساعه و قد وجدها الثامنه و النصف لم يُفكر كثيراً ا رتدى ملابسه و قرر ان ينزل الى الشارع حتى يُنظف صدرة و رئتيه بهدواء نقى و نظيف . يُنظف تلك الضغينة و الغضب تجاه صاحب عمرة و صديقه الاول و الاخير .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

عاد الى القصر بهدوء بعد جولة فى شوارع اسطنبول اخذت من عمرة اربع  ساعات بلا اى فائدة او هوادة و كانه يهرب من الحقيقة و كلمات مصطفى التى تجول فى راسه ذهاباً و اياباً و كانها مثل صفارات الانظار فى حالات الغارات ايام  الحروب و الاحتلال . " الفتاه تصغرك باربعة عشر عام انها بعمر ازميرندا !! ، هل انت مجنون انا بعمر اختك الصغيرة ؟! " وقف امام بوابة القصر و ارجع راسه الى الوراء و اغمض عينيه من خلف نظاراته الشمسيه و سحب نفس عميق يُهدء من روعه قليلاً لكن ان له بالهدوء ؟ و هو من جلب كل هذا فوق راسه مشاعره متناقضه تجاهها كلما نظر لها ود لو يفتك بها بسبب ما تفعله به من حيرة فى حياته و ود لو يُنهى كل هذا و يجعلها له يجعلها امراته و زوجته و يعيش فى بحور عشقها . و من الناحيه الاخرى فارق العمر الشاهق و الكثير سيتسال لما لم يتزوج قبلها ؟ و بكل بساطه لم يكن يُريد ان يُحطم ما يبنيه من مجد شاهق و عالى قد تخطى عنان السماء و حاجز السحاب فى امور تافهه !! اجل تافهه زفاف و شهر عسل و حمل و اولاد و ضجه فى بيته  لا لا لا ...و غير هذا و ذك هو لا يريد ان نسخه طبق الاصل من ابيه هذا الذى تزوج ثلاث نساء فى العلن و خمسه فى الخفاء و فى النهايه يتركهم و لم يسقر مع اى واحده سوى والدة ازميرندا و قد انفق ماله و اعصابه و صحته على هذه الامور . عفواً للجميع لكن قلب هذا الرشيد ليس حمل للتحطم او الكسره يكفى ما مربه و هو صغير !! ارتجل من سيارته و قد تعجب كثيراً  من وجود تلك السيارة البضاء امام البوابه و من كون البوابه الحديديه الرئيسيه مفتوحه و هو يتذكر انه قد اغلقها جيداً قبل ان يذهب و الباب الحديدى الداخلى  للقصر ايضاً مفتوح !! ما هذا هل يُعقل ان تكون هرُبت ؟! لكن كيف لا تملك سيارة و الطريق العمومى على بعد كيلومتر من القصر ! اذاً من دخل الى البيت ؟!! اقترب على حذر من الباب و قد جال بباله انه وائل لكنه يعلم انه فى ازمير و سيعود يوم الثلاثاء . لكن مهلاً مهلاً... اقترب من الباب الخشبى المفتوح نصف فتحه و استمع الى صوت ضحكاتها و التى لاول مرة يسمعه في بيته و صوت ضحكات رجوليه فخمه  لم يتعرف عليها جيداً حتى تحدث صاحب الضحكه و قد كان صاحب الجلاله تونى !!! فتح الباب قليلاً على حذر حتى يتسنى له ان يسمع الى ما يقولون من دون ان يشرون به  .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

استيقظت من نومها الساعة التاسعه صباحاً و قد اندهشت للغايه من ان برهان لم يُقظها بعد . تسللت على اصابع قدميها الى غرفته و فتحت الباب على حذر لكنه لم يطن موجود تسللت الى البار الخاص به و مكتبه و لم تجد و ايقنت انه او ل صباح مختلف لها فى هذا البيت . و كم كان هذا الصباح مختلفاً عن اى صباح منذ ان دعست قدميها هذا المخور و القبر البشرى . و الاجابه ببساطه برهان ليس فى المنزل . قفظت من على السرير بمرح و فرح و لم يُهمها ابضاً ان تشعر بالدوار او غيرة هى كل ما تريد ان تشعر به السعادة و الحريه حتى و لو كانت لساعات قليله لتاخذ انفاسها يا عالم لقد كانت بين قضبان حديدى مُتحرك . بدلت ملابسها و اخذت حمام دافئ و مُنعش يُذيل عنها القليل من تعب الايام الماضيه . انتهت من اعمال البيت و اعدت غدائها و نظرت الى الساعه وجدتها تقترب من الواحده ظهراً . صلت الظهر و جلست تُشاهد التلفاز قليلاً و تلك مرتها الاولى و لم تستمتع كثيراً لان كل القنوات تركيه فلم تود المشاهده . اغلقته بملل و كادت ان تذهب الى غرفتها لولا صوت الطرقات على الباب الخشبى . التحم حاجبيها فى دهشها و من عشاه يمون عى تعلم ان برهان يفتح الباب وحده و لا يطرقه . تسللت الى النافذه و نظرت منها من خلف الستائر و من خلف فتحه ضيقة ونظرت الى السيارة البضاء تلك و الابواب المفتوحة و هذا العجوز الانيق الذى يضع فوق راسه قبعه و امسك بعكاز و قد تذكرت انها كانت رات له صورة على الانترنت مع برهان من قبل . زمت شفتيها و فكرت قليلاً هل تفتح ام لا و مع الحاح العجوز على الباب هرولت الى غرفتها و ارتدت عبائه و حجابها و اقترب من الباب و فتحته بهدوء .

 نظرت له قائله بهدوء : اهلاً و سهلاً .

 اتكا هذا العجوز على عكازه و على شفتيه بسمه هادئه قائلاً : اهلاً بكى ابنتى انا تونى صديق برهان . هل هو بالداخل ؟ 

هزت راسها بنفى قائله بحرج : لا عمى لقد خرج منذ قليل .

 ثم اشارت بمجامله و حسن نيه الى البيت قائله : لكن يُمكنك انتظاره عمى هو لن يتاخر كثيراً تفضل . 

تحدث بنبرة لطيفة مخادعه قائلاً : لا اريد ان اسبب لكى حرجاً .

ابتسمت بهدوء قائله و هى تُفسح له المجال للدخول :ان كان على كاس شاى فلا حرج تفضل عمى . 

دخل الى البيت و لاحظ انها لم تغلق الباب و تركته مُعلقاً . حركة ذكيه يا فتاه . و ما جعله غائباً عن الوعى هو هذا البيت . بيت الين !! الذى قدت فيه طفولتها و صباهه و حياتها حتى ماماتها . تركته ايه فى الصالون حتى تعد له الشاى و الضيافه . و تجول هو فى الصالون و هو ينظر الى الغرف حتى وقع نظره على غرفه و قد دق قلبه بشده و هو ينظر الى تلك الغرفه و تاكد انها غرفت الين حبيبته و حبيبت قلبه و روحه . و ما اكد له الامر انه حاول فتح الغرف و وجدها مغلقه و تاكد ان برهان يحفظ بداخلها كل ما يخصها و يخص حياتها حتى شهادة وفاتها . جلس على الاريكه و اخرج منديل يمسح دموعه التى خانته من دون ارادته قبل ان تعود ايه و تساله . خلع قبعته و وضعها على الاريكة جانبه . و قد عادت ايه و هى تحمل بيدها صينيه فضيه كبيره عليه فنجان من شاى و فاكهه و كعك قد اعدته صباح اليوم .و لوهله تصور انها الين و قد كان الشبه بينهم كبير الفرق الطول و لون العينين  و ظن للحظه انها عادت الى الحياه و ود لود جذبها الى احضانه الان الى ان صوتها اخرجه من تخيلاته تلك و هى تُقدم له الشاى . اخذ الفنجان و ارتشف منه القليل ثم وضعه امامه و اتكا على عكازة و نظر لها و قد جلست على الاريكه المُقابله له قائلاً بهدوء و كانه لا يعرف اى شئ و و ليس هو السبب فى تلك الزيجه : لا بد انكى زوجة برهان أ ليس كذلك ؟! 

عدلت حجابها و بللت شفتيها قائله بهدوء : اجل عمى . 

هز راسه  بنعم ثم تابع بهدوء حتى يكسر الصمت هذا و خوفها منه قائلاً و قد بدا بجذب انتباهها : اتعرفين انا و برهان اصدقاء منذ عشرين عاماً تعرفت عليه صدفه فى احد المقاهى و كنت عائد من رحلة بحريه و كان لطيفاً للغايه . 

نظرت له بفضول و تخلت عن تلك الرهبه قليلاً قائله بدهشه : هل انت بحار عمى ؟! 

هز راسه بنعم و تحدث معها و كانه يُشاهد الين امامه : كنت قبطاناً  تخرجت  من الاكاديميه البحريه و عملت فى البحر لمدة خمس سنوات  و قابلت من كل الوان و جنسيات و اشكال الارض هذا بعد ان تخرجت من كلية الاداب للغه الفرنسيه و عملت فى مجال الترجمه لكن البحر كان متعتى حتى فى احد الرحلات حدثت لى اصابه و منعتنى من ممارسة عملى و اتجعت لمجال التجارة وها انا امامك الان . 

وضعت قبضة يدها اسفل وجنتها قائله بفضول : ياه !! يا عمى انت مخضرم . هل انت متزوج ؟ اعنى البحر و الترجمه و التجارة بالتاكيد احببت و تزوجت . 

امال راسه قائلاً : انا فى الاصل فرنسى الجنسيه و جدى مصرى مسيحي تزوج من جدتى فرنسيه و عشت حتى سن السابعه و العشرين فى فرنسا و درست الاداب فى فرنسا و بعدها البحر و قابلت فتاه تركيه معلتنى اُشهر اسلامى و كنا سنتزوج لولا والدها كان عنيد للغايه و رفض الامر اكثر من سبع مرات و بعدها سمعت انها توفيت فى حادث فى بريطانيا . اكتائبت كثيراً و حاولت نسيانها و تزوجت من فتاه من الهند و كنا فى رحله بحريه مدتها اسبوع تعرفت عليها فى المركب و تزوجنا ثم طلقتها و هى طهبت من المركب .

 ثم نظر حوله بمسراحيه مدعياً الخوف ثم تابع قائلاً : بينى و بينك تزوجتها و انا ثمل بعد تحدى تافه بين اصدقائى و الخاسر يطلب منها الزواج و لم اتذكر شئ عندما استيقظت وجدتها على السرير و لله الحق كانت مثل ماتور الغساله القديم لا تتوقف عن الحديث . 

ما ان انتهى من حديثه حتى تعالت اصوات ضحكهم و لم تتمالك ايه نفسها من الضحك و ادمعت عينيها من الضحك  و تكاد تقسم ان تلك اول مره تضحك بها من قلبها هكذا منذ ان ظهر برهان فى حياتها و المسكينه لا تعلم ان برهان الان فى القصر و يقف امام الصالون . و توقفت عن الضحك بسرعه مثل الانسان الالى او التلفاز الذى يتحرك برمود كنترول . اعتدلت فى جلستها و قد لاحظ تونى توتورها . نظر لها برهان بنظرات ماريه معناها حسابنا فيما بعد اشار لها بيده ان تذهب الى غرفتها و بالفعل هرولت الى غرفتها  من دون حتى ان تودع تونى و تركتهم وحدهم . ما ان تاكد انها فى غرفتها حتى باشر برهان بالحديث و لم يجلس حتى قائلاً : كيف دخلت هنا و كيف عرفت المكان ؟!

اتكا تونى على عكازة حتى يقف  و امسك بقبعته و وضعها فوق راسه و شعرة الابيض ثم اقترب منه بهدوء و وقف امامه قائلاً : خمنت و لم اجد مكان مناسب اكثر من هذا و كنت على صواب . المهم .. لدينا شحنه كوكاين قادمه من روسيا اريدك ان تترك عش الزوجيه و تذهب غداً الى موسكو و تنتهى من الامور خلال شهر واحد . اتفقنا ؟!! نظر لها برهان من فوق الى تحت و هز راسه و وافق على مضد  و هو لا يريد شحنه او غير لكن ايه لا تعرف اى شئ و ان رفض تونى لن يتردد فى اخبارها و ليس امامه سوى القبول .و رحل تونى و اصبح المنزل فارغ الا و سيتسنى له تاديبها على طريقته . دخل الى خرفتها تزامناً مع خروجها من الحمام و قد كانت تخسل وجهها حتى تهدء قليلاً و تخفف من توتورها . من دون مقدمات جذب خصلات شعرها البنيه بين قبضته بقوة قائلاً من بين اسنانه و هو يصر عليها : الم اخبرك ان لا تتحدثى الى احد . كيف دخل تونى البيت ؟!! اجيبى . صرخ بالاخيرة و هز راسها بقوة . اما هى فكانت تنظر له بثبات و غرزت اظافرها متوسطة الطول فى جلد يده الاسمر السميك بقوة متماثله و تحتدث بشرلسه جديده و كانه تخبره ان كل هذا لم يعد يُخيفها او يعنى لها شئ . صاحت قائله بغضب : انت من نسى بوابة القصر الحديده و طرقه المستمر على الباب و كانه يعرف ان هناك احد فى البيت  جعلنى افتح الباب و مرة اخرى لا تحاسبنى على خطئك و فكر قبل ان تتحدث معى . ترك شعرها و ابتسم بسخريه و تحدث قائلاً بدهشه مصطنعه : برافو سيده ايه حقاً شجاعتك اثرت بى . ثم عاد الى قناع الجمود و الصلابه قائلاً بتحذير : سوف اسافر غداً لا اريد منكى ان تتحدثى مع احد او تفتحى الباب لاحد . ثم هم بالرحيل لولا صوتها المُتحدى العنيد الذى اوقفه قائله بعناد و قد عقدت زراعيها امان صدرها بثبات : انا اريد ان ابيت غداً عند عائشه لن امكث طول هذه المده وحدى فى البيت . التفت اليها و كاد ان يرفض لكنها باد رت البحديث و كانت صدمه له ان تلك الصغيرة فكرت بطريقه صحيحه و من هذا المنطلق و جعلته يبتلع لسانه . و استمع الى صوتها المتحدث قائله بعقلانيه : لقد عرف صديقك انى اعيش فى البيت انا و انت فقط و ان عرف منه احد لن نسلم و بالاخص بيتك به اوراق هامه بالتاكيد و لا يصح ان تترك فتاه وحدها فى البيت من دون جليس .. تعقل و اهدء و دعنى اذهب الى عائشه ابيت عندها غداً . وضع يده فى جيبه و نظر يساره الى الارض و فكر قليلاً و زفر بقوة ثم نظر لها قائلاً بهدوء : غداً فقط و تعودى الى البيت . 

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

كانت عائشة تسير فى الطريق بلا هواده ماذا يحدث يا الله؟!! هذا هو وائل اهذا هو من فاجأها فى عيد ميلادها اهذا الذى اغدقها بكلامه المعسول كل تلك المده عقلها سينفجر حتى و لو كانت ستتركه لكن ما ذنبها ان تنجرح مشاعرها بتلك الطريقه المهينه و كل هذا لانها احبت الشخص الخطا . تشعر بالاختناق صلت لله قضاء حاجه لم تشعر سوى انها ارتدت ملابسها و نزلت حتى من دون السياره او هاتفها ظلت شارده فى الطريق تنظر للدبله اكل هذا كذب؟!! لم تسمع صوت السيارة و لم شعر سوى انها اصتدمت بالسياره .

 لكن ليس بهذه الفجاجه  هذا ما قاله مصطفى بينه و بين نفسه  و هو يقود سيارته فى احد الشوارع الهادئه . سرح بنظره وز شرد بحزن على حاله و حال صديقه الذى لم يهده بكل كان مصطفى يقود سيارته خزين على حال صديقه و على تلك المسكينه هو يعلم بغضب صديقه لم يفق سوى على الفتاه التى اصتدمت بسيارته
نزل سريعا ليراها عرف من هى انها عائشة قترب منها كانت ممسكه برجلها تأن من الألم فقال بقلق: انستى هل انتي بخير

عائشة بألم: اجل لكن ساقى تؤلمنى اعتقد انها كسرت
مصطفى و هو يساعدها على الوقوف بعد ان تجمع الناس قائلا: انا اسف حقا تعالى للمشفى حتى يراكى الطبيب ثم الى القسم ان اردتى عمل محضر

ساعدتها احدى النساء على ركوب السياره و ذهبت للمشفى
قام الطبيب بالكشف عنها
كانت كسرت ساقها بالفعل
فدخل اليها مصطفى و

تنحنح بحرج قائلا: أنا آسف حقا انسة عائشة

عائشة بابتسامة هادئه: لا عليك انا لم اكن مركزه على الطريق

ثم مدت يدها لتصافحه قائلة بود: عائشة الحديدي

نظر مصطفى ليدها ثم قال: اسف انسه عائشة لكنى لا اسلم على النساء

ابعدت عائشة يدها بحرج ثم قالت بدهشة: اسفه لكن هل تعرفنى

مصطفى: لقد حضرت عيد ميلادك مع برهان

عائشة وكأنها تذكرت شئ: اه سيد مصطفى اسفه لم اعرفك

مصطفى بود: لا عليكى ثم تابع هل تريدين عمل محضر ام...
قاطعته عائشة قائلة: لا انا لم اراك جيداً لكن هل يمكنك ان تقلنى للمنزل
مصطفى: من دون ان تقولى لن اتركك هيا
ركبت السياره ثم ذهبت لمنزلها

ما ان فتحت والدتها الباب شهقت بعزع صارخه: عائشة يا ربي سترك ماذا حدث

عائشة و هى تستند على كتف والدتها و مصطفى: لا شئ امى مجرد كسر بسيط

والدتها: الحمدلله انك بخير دامك بخير يا ابنتى

ثم نظرت لمصطفى الذى اول مره تلاحظ دخوله فقالت عائشة: امى انه السيد مصطفى من ساعدنى

رحبت به والدتها و دعته للمكوث معهم من اجل الشاى
جلس معهم لاول مره يشعر بدفئ العائله فلقد ولد يتيما عاش مع عمه الطاعن فى السن و الذى لم يرزقه الله باطفال الى ان مات و مصطفى صاحب ١٩ عاما

نظر فى ساعت يده صائحا بدهشة: يا الله الساعه الثانية عشر لقد تأخرت حقا عليا الذهاب

ودع عائشة د والدتها ثم رحل
اما عائشة فعقدت بينه وبين وائل مقارنه وائل يبيح لنفسه مسك يديها و أحيانا احنضانها ام هو رفض فى البدايه ان يسندها لكن عندما لم يجد احد ساعدها

وائل ليس بتلك الطيبه و الشهامه
وائل ليس.. وائل ليس.. وائل ليس
عقلها سينفجر ابعدن تلك المقارنه و استسلمت لسلطان النوم 

© Salma Shazly,
книга «اسيرة البرهان».
الفصل الخامس عشر
Коментарі