مقدمة
-١-
-٢-
-٣-
-٤-
-٥-
-٦-
-٧-
-٨-
-٩-
-١٠-
-١١-
-١٢-
-١٣-
-١٤-
-١٥-
-١٦-
-١٧-
-١٨-
-١٩-
-٢٠-
-٢١-
-١٥-
•|لا بَأس ستشرق الشمس مجدداً، وسنحاول مرات عدة حتى غروبِها ، أو حَتى نفلح فيما نحن صانعون  |••

  Bielle

بعد أن وضعت ملابسي القليلة التي أبتاعتها لي هالزي مؤخراً في الحقيبة ، سألت الرسالة عن مكان المدرسة بدقة وهي أخبرتني عنه ،وكان يبتعد كثيراً عن المنزل لذا ساضطَّر إلي للأستيقاظ فجراً.

لذا غُصت في عالم الأحلام ، لكي أستقبل يومٌ جديد بتركيز ولا أشك في كونه حافل .

أستيقظت على الرابعة فجراً ، غسلت وجههي وأسناني ولَمْلَمْتُ شعري سريعاً في ذيل حصَان، وأرديت كنزة صوفية كحلاء، ووضعت السترة الجلدية التي أبتعتها أمس عليَّ ، ووشاح أحمر .وأمسكت بمقبض الحقيبة وأنزلتها لأسفل.

وأسرعت في تناول فطوري المكون من  بيضة مقلية وشربت قليل من اللبن .

وخرجت لأتمشى حتى موقف الحافلات ، كانت السماء  مخلصة للعتمة بصدق ، إلا أن جزءٍ منها كفر بذلك الأيمان، وأضاء بضوء النجوم الصغيرة الباهتة ، والقمر كان متخفى وراء الغيوم .

كان كل شىء ساكن وهادىء ، والظلمة إنتشرت فالأرجاء ولكن بعض المصابيح كانت مضاءة فالشارع الرئيسي .

العصافير لم تستيقظ للآن فلم أسمع شيئا عدا صوت خطواتي الواهنة .

ولكن ذلك الهدوء لم يكتمل إنما جاءت بعض الضوضاء التي عكرت صفوه.

"ساعدوني"

سمعت صوت شبه مكتوم لفتاةٍ ما ، لذا ذهبتُ بتريث لذلك الشارع الجانبي ، وكان في نهايته ملهى مقرف بصدق .
وأضئتُ مصباح الهاتف لكي توضح لي الرؤية بشكل أكبر ، فإذا برجل يحاول أن يكتم صوت فتاةً ما وهي تتلوى بين يديه تحاول الفرار وكانت ضئيلة الحجم .

كان يواجههني بظهره مما أعطاني فرصة لأفكر .

لقد كان الرجل ضخم إذا سقطت أرضاً سأنتهي بصدق ، لذا تركت هاتفى، حقيبتي ،وخلعت سترتي عني .

وفككت الوشاح قليلاً عن رقبتي ولمحت يد مقلاة قديمة في النفايات لذا فتحت الحقيبة السوداء أكثر قليلاً  لكي أستطيع أخراجها ، كانت محاطة بالقاذورات ولكن لا بأس .

وأخذت أتمهل في خطواتي من خلفه وداهمته مرة واحدة ولكن بوهنٍ وليس بقوة ، لأجده ترك الفتاة المسكينة من يده وبدأ يسب ويمسك برأسه .

"أي عَاهر تجرأ على ذلك؟ "

وقبل أن يلتف برأسه وضعت وشاحي على رقبته وحاولت أن أخنقه لعله يفقد الوعي .

ونظرت لتلك الفتاة وجدتها مطروحة في الأرض وتبكي بخوف ، وجسدها يرتعش.

"اتصلي بالشرطة"

اومأت لي ومازال الخوف يسكن عيناها ، وقد أستطعت أن أراها بسبب ضوء الملهى ذلك بعد أن أقتربت قليلاً .

وبينما أنا أتأملها فقدت السيطرة على ذلك المقرف الذي أمامي ، لأجده يلتف بسرعة ويلكمني في أنفي .

كنت على وشك السقوط ولكني تماسكت لكي لا تكون تلك نهايتي ، وأستندت على ركبتي.

رؤيتي أصبحت شبه ضبابية لثوانٍ ،وشعرت أن أنفي يسيل منه سائل دافئ، ولم يكن الشعور بالدم صعب في ذلك الجو القارص.

ولم يمضى الكثير من الوقت إلا أن أتى وهاجمني مجدداً ،أخذت أتملص من ضرباته ولكنني لم أفلت منهم جميعاً فيوجد ما أصابني بالفعل  ،أنا لن أهرب أو أفكر حتى في ذلك ، لكي لا أترك تلك المسكينة وحيدة .

وعندما أيقنت أنه لا أمل في التملص ألتقطت تلك المقلاة القذرة مرة أخرى وجعلتها تلتحم بوجهه مثلما هاجمني قبل قليل  ، وفيما يداي منشغله أخذت أركله بقوة في أرجله  في مناطق عشوائية لكي أشتت تركيزه .

كانت تعبيرات وجهه إلي حد ما مصدومة كأنه لم يتوقع ذلك ،وفيما عقله يحاول أحتواء الصدمة أنتهزت تلك الفرصة في أبراحة ضرباً بقوة لأنهيه .

ولم أتوقف إلا عندما وجدت خطين ذو أحمر قاني مرسومين على وجهه أحدهم من أنفه والٱخر من رأسه ، وعينيه لم يستطيع تثبيتهم علي حتى .

لذا أسرعت بدفعه بجوار حائط كان به أنبوب مياه وأنبطح بالفِعل أرضاً  ، وقيدت يديه بوشاحي وأوثقتهم في ذلك الأنبوب.

"أسف ، أتركيني"

تشه، أيعلم صدقاً كيفية التحدث بأدب ؟
أخذ يصيح بعبارات كتلك ولكنني لم أعره أهتمام ذلك الحشرة لن يغمض لي جفن إلا إذا زُج به بالسجن أمام ناظرتي، وتوجههت للفتاة .

"أأنتِ بخير ؟ "

دموعها كانت لاتزال تسيل لكن بغزارة أقل بد ، ولكن عندما رأتني أخذت تبكى مرة أخرى وأرتمت في ذراعي ولم أعرف ماذا أفعل، توترت قليلاً .

ولكني اخذت أقلد هالزي عندما تربت على ظهري ، وبالفعل وجدت أنها بدأت تهدأ قليلاً .

"أنا حقاً خائفة "

أخبرتني بنبرة متقطعة ، ودموعها كانت تسيل بغزارة ، وشفتيها مالت للزرقة ، ويديها كانت باردة للغاية .

"لا بأس، نحن سوياً الٱن "

اومأت لي عدة مرات وجلسنا هكذا في منتصف الشارع وبطريقة ما كان الشمس تشرق الٱن ، بالرغم من سوء الموقف إلا أنها أحتفظت بجمالها .

على كل في النهاية قد أتت الشرطة وأخذته وكان يوجد كاميرات مراقبة بالفعل في الشارع لذا الأمر سيكون سهل في التحقيق .

بعد الأنتهاء من ذلك كله أنتبهت لمعدتي التي كانت ترسل لي نبضات ألم ، أعتقد أنني أصبت بلكمة قوية.

وواصلت السير لأصل إلي المحطة على السادسة إلا ربع ، سيأخذ الطريق ثلاث ساعات سأصل متأخرة ولكن لا بأس ، ليس وكأنني أهتم أساساً.

كان يجب أن أصل على الثامنة والعشر دقائق ،ولكنني وصلت على التاسعه إلا رُبع .

وعندما وصلت لذلك المكان كان مثلما رأيته قبلاً في تلك الرسالة .

لم يكن يوجد حراس على الباب مما أثار دهشتي ،

كان كل حجر في تلك المدرسة يصرخ ب"أنا عتيق".

لَكن ذلك المبنى الذي سنبيت فيه كان عصري وغريب، كان يحتوى على زجاج ملون بألوان غريبة ولا يوجد لون مثل الٱخر حرفياً .

كان يوجد داخل الغرف ستائر لكي تحجب ما بداخلها لكن  الدور المنخفض كان لا يحتوى على ستائر لذا تمكنت من رؤية ما بداخله بسهولة .

وسمح أيضاً لأشعة الشمس بالعبور لذا أمتزجت العديد من الألوان .

وكان الألطف من ذلك كله أن ذلك المبنى يُحيط به العديد من الأزهار اللطيفة .

ولكن ما شوهه المظهر بصدق هم الغربان ،كان يوجد العديد منهم وكان صوتهم مزعج .

تأفأفت قليلاً وجررت رجلي لحيث مصدر الأزعاج الأعظم في الفناء الخلفي .

ووجدت الكثير من الأشخاص هناك يجلسون على طاولات وكانت أعمارهم مختلفة حتى جنسياتهم وأشكالهم ، وبجانب كل واحد حقيبته .

⁦لم أستطيع التمعن في وجه كل واحد لأنهم بالفعل كثير.لقد كانوا يتناولوا الفطور تقريباً لكن الٱن هم على وشك الأنتهاء وبينما أنا أشق طريقي لأجلس أصتطدم بكتفي فتى ما بدا أصغر مني ، لأتأوه بسبب الكدمات التي حصلت عليها فجراً .

"أسف"

تأسف بدون أن يلتفت إلي حتى ومن ثم أكمل طريقه للخارج ، وأكملت أنا أيضاً طريقى لتلك الزاوية الهادئة لأراقبهم هُنا ،يبدو أن الجميع لا يعرفوا بعضهم هُنا ، يحاول البعض تكوين صداقات جديدة ويوجد آخرون جالسون هكذا .

وضعت يداي في جيوب سترتي لأتدفأ قليلاً وبعد مرور القليل من الوقت،
أقبلت إلي فتاة قوامها متوسط وشعرها أجعد بني وعيناها سوداء واسعة ترتدي كنزة وردية مرسوم عليها القليل من الورود الزرقاء .

"مرحباً، أنا لان "

صافحت يدها الممدودة .

"تشرفت لان ، أنا بيلي "

اومأت لي ومن ثم تركت يدي .

" هل جئتي لتوك ؟"

اومأت لها .

" يا إلهي ،هل ستظلي جائعة طوال اليوم ؟ هل ستتحملي ؟ "

بدت لي خائفة علي حقاً ، قد أكون غبية قليلاً فيما يتعلق بالٱخرين ومشاعرهم إلا أنني أستطيع تميز المشاعر إذا كانت صِدق أو كَذب .

"لا بأس حقاً "

أشرت لها برأسي ، وفجأة سمعنا صوت خارج من مكبرات الصوت .

"انتباه"

بدأ الجميع يصمت فعلاً ، وتلك الساحة هدأت.

---------------------------🌸----------------------------

لان =زهرة الأوركيد بالصينية
∆معلومة ، عندما نشعر بالخوف فإن الدم يتدفق إلي الرجلين لكي يساعدنا على الجري بسرعة والهرب ؛فبالتالي يهرب من الجزء العلوي .

دُمتم بخير كتاكيتي 🐥🧡




© ماريَام ' ,
книга «Ο ήλιος- 1أيُولُوسْ».
Коментарі