مقدمة
-١-
-٢-
-٣-
-٤-
-٥-
-٦-
-٧-
-٨-
-٩-
-١٠-
-١١-
-١٢-
-١٣-
-١٤-
-١٥-
-١٦-
-١٧-
-١٨-
-١٩-
-٢٠-
-٢١-
-٩-
|وفي النهاية بعد ما خذلت ذاتك من اجلهم مرارا وتكرارا رحلوا منكرين جهودك من أجلهم،ووقتئذ فقط تلتفت إلى ذاتك لتجدها قد تدمرت بالفعل
لذا أعطيها أولوية في اهتماماتك|••🌼

Jimin

وعندما عدت للمنزل بعد قضاء وقت رائع مع تلك الفتاة ويونقي ،هي ودودة ولطيفة جدا

لقد شاهدنا فيلم معها وقدمت لنا فشار وبعض المشروبات الغازية.

كنت قد عرفتها بالمصادفة حيث أوقعت محفظتها في الحافلة،

فذهبت لإرجاعها لها ومن ثم أخبرتني أنها ستكون سعيدة إذا أصبحنا أصدقاء،فأخبرتها أنه لا مانع لدي،

وهكذا اصبحنا علي معرفة وفي الأمس دعتنا لنقضي وقت سويا،

هذا كل ما في الامر وبعدما رحلنا أخبرني شوقا أنه سيذهب لمنزله لأستكمل أنا طريق العودة لمنزلي وحيداً،

وقبل أن أصِل ببعض مترات قليلة وجدت المصابيح ذات الضوء الأصفر تنطفئ لتجعل الشارع أكثر ظلاماً ،

أنا لا بأس لدي مع الظلام لذا أكملت الطريق بهدوء لكنني وجدت هواء بارد يلفح رقبتي وسمعت لوهلة همسات بعيدة ومنخفضة لذا لم أستطيع تمييزها جيداً،

وبدأ الخوف يتسلل وهو يشق طريقه لذاتي ،

ولم أعلم وقتها ما يجب علي فعله فلقد بدأت يدي ترتعش قليلاً ووجهي بدأ يتعرق بشدة بالرغم من برودة الجو فمازِلنا في فبراير،

"هل من أحد هنا؟"

خرج صوتي مرتعشاً لكني لم التقي جواباً وبعدها قررت أن أسير فقد تكون فقط هلاوِس بسبب بقائي يومين بدون نوم،

ولكني لا أعتقد أنها فقط هلاوس أو مصادفة فقبل عدة أيام وجدت أضواء المنزل تنطفئ كلياً بدون سبب ومن ثم جاءت مرة أخري بدون أن أجلب كهربائي ليتفحص العطل،

فقط من تلقاء نفسها كما لو أن شئٍ لم يحدث،

وبعد وصولي للمنزل كنت قد شعرت بالراحة أخيراً ،وكنت قد بدأت أخطط لنومي ولكن قبل نومي كان علي فعل شئ ما وهو العبث مع ذاك الفتي المسكين ،

أنني أشفق عليه ولكنني أشفق علي نفسي أيضاً الأمر ليس أنانية ولكن أنا أيضا أريد مقابل تعبي أنا وصديقي ،

أنه ليس من الجيد إهدار تعبنا هكذا ،نحن لا نريد الكثير من المال نحن نريد فقط جزء منه ،

نحن نريد حقنا إلا يكفيه كلب المال ذلك كل تلك الأرباح التي يأخذها ،

أنه يملك أموال تستطيع ملء أحواض سباحة .

فتحت الحاسوب وجلست أنتظر إلي أن يصل الفتي منزله ،

لا أريد منه أن يفعل ذلك أمام الناس لكي لا يتعرض للسخرية،

وعندما وصل أرسلت أوامر إليه أن يكسر الصحون ويقلب الطعام ويسكب الماء وجلست فقط أرسل له الكثير من الأوامر التي تحثه علي التخريب والتخريب،

أن الخطة الحالية هي فقط جعله يقوم بالعبث كثيراً حتي يتيقن أهله أنه يوجد خطب ما ،

ومن ثم يطالبون استرداد أموالهم مرة أخرى وكان هذا من أحدي شروط العقد أنه يمكنك أن تيسترِد مالك في حالة حدوث أي خطأ أو عطل ،

ومن ثم سيد برود سيتضطر لحماية شركتهُ العظيمة فسيقوم بأستدعائنا وأعطائنا ما نريد وتلك خطة جيدة إلي حد ما،

وكانت رأسي قد بدأت تثقل وعيوني بدأت تنغلق جزئياً تتطالبني بالنوم وقررت أن أستجيب لرغبة جسدي ومنحه بعض الراحة ،

وكعادتي القديمة قررت قبل النوم أن ارتوي ماءً وعندما دخلت للمطبخ انغلق النور ودخل هواء بارد قاسي يحمل صفات هواء يناير ،

وإذا بصوت يخرج من العدم ولم يكن ينتمي لبشر فإن الصوت مثل صوت المياه الوفيرة ،وكأن مياه ما تتحدث

"يكفيك عبثاً معنا"

لا أعلم لما حقا ولكنني عجزت عن الكلام والاستفسار بشأن مقصد ذلك المجهول،

فأنا كنت أحد تلك الشخصيات التي فقط تستسلم للقدر وتتهمه بظلمه لها دائماً ،دون المحاولة أو المحاربة لتغييره ففي النهاية نحن من ينسج أقدارنا بخيوط المواقف.

ولم أفعل أي شئ لأرجاع حقي يوماً إلا في ذلك الموقف وفي الحقيقة لولا يونقي لكنت تخليت عن حقي أيضاً تلك المرة

لذا لا أفهم الٱن من هولاء الذي أعبث معهم أنا اعبث مع شخص واحد فقط وهو جين ،

لذا حاولت تجاهل الأمر وإغماض عيوني لكي أحصل على كفايتي من النوم وأستطيع الأستيعاب جيداً في المدرسة غداً.

وقد نجحت في ذلك لأستقبل عالم الأحلام اللطيف خاصتي وبرغم كون عالمي هذا من صنع عقلي الباطن إلا أنه يخفف عني حقاً.

وبعد النوم لمدة جيدة أيقظني المنبه ليعلن لي عن بداية يوم ٱخر يتطلب مني التركيز والعمل بجد لأن أمتحاناتي أقتربت جداً وأنا لا أريد أن أخذل والدتي،

إن الخذلان من احدى وحوش المشاعر حقاً وإذا أردت أن لا تتعرض له في حياتك يجب أن لا تتوقع الكثير من أي أحد وتوقع أي شئ توقع نكث الوعود وتوقع أن يأتي اليوم ويحطم الصورة التي في رأسك ،
التي رسمتها له بألوان من الخيال وبدت مزهرة جداً مزهرة للدرجة التي تصل لخداعك .

ولا تعلق عليه ٱمال لأن تعليق الٱمال علي أحدهم سئ جداً فجميعنا بشر غي المنطقة الرمادية يمكننا أن نصبح قديسون أو شياطين الأمر يعتمد علينا فقط ،

يعتمد علي مدي سماعنا للصوت المرشد ،للناي المنقذ لنّا ولكننا ندفنه دوماً كما الحال معي وأنا أدفنه لكي أتوقف عن الشعور بالذنب المفرط تجاه هذا الفتي ،

أنا اجعله مثل الأبله في مواقف كثيرة وكل ذلك لما؟
لا أعلم حقاً أهو من أجل المال أم لأنه ولأول مرة أستطيع أن اخذ حقي لا أعلم بالظبط أم أنني أجاري صديقي وحسب لا أعلم حقاً.

و كانت أول حصة لفصلي اليوم هي الفلسفة وعلم النفس ،
وألقي علينا معلمنا التحية وكان بالفعل الشيب بدأ يزحف على شعره مما أعطته مظهر أكثر وقاراً وهيبة.
ووقفنا نحن لنرد له التحية.

وعاد صوته الرخيم مرة أخري يشق طريقه بين الأصوات الكثيرة

"أنتباه ،درس اليوم يتحدث عن الصراع النفسي للبشر"
القي كلامه علينا ومن ثم التفت ليكتب العنوان علي السبورة قبل أن يبدأ شرحه السلس ،

فشرح هذا المدرس له طابع خاص فهو يوصل لك المعلومة بدون تعقيد الكتب ذلك ،كأنه يدردش معك.

"هل أحدكم قرأ عن هذا الموضوع؟ أو يملك حتي فكرة بسيطة عنه"

أنهي سؤاله وعينيه أخذت تنظر لنا منتظرة منا أن نرفع يدينا، ولبّت أحداهن طلبها لترفع يديها ومن ثم صوتها،

"امم أن الصراع النفسي لنا هو التعارض بين رغبتين أو أكثر وتكون شخصيتنا منقسمة لشبه أجزاء وكل جزء يحبذ رغبة ما"

نظر لها معلمنا وأخذت أبتسامته تحدث شقوق في وجهه ومن ثم أشار لها لتجلس، وأنتظر أحد ٱخر ليرفع يده وعندما تيقن أنه لا يوجد إجابات منّا أخري بدأ يشرح الدرس.

"حسناً كانت أجابتك صحيحة يا بُنيتي، لنبدأ إذن في الشرح بما أنه لا يوجد في حوزتكم ما تقولونه

ببساطة يوجد أربع أنواع صراع نفسي كما قسمهم ليفين وهم
صراع أقدام أقدام: ويتوجب عليك الإختيار بين اختيارين جيدين مثلاً أنه يتوجب عليك مساعدة شخص واحد فقط وترك واحد ٱخر .

وثاني نوع هو عكسه تماماً وهو صراع أحجام أحجام وهم شيئين سيئين تحاول تجنب كلاهم مثلا انت الآن كسرت احدي القواعد في المدرسة فانت تحاول تجنب العقاب او التزويغ من المدرسة.

وأما الثالث فهو صراع اقدام -احجام وهو عندما يقف امام قرار له جانب سلبي واخر ايجابي مثلا كحبك للطعام وتناولك له بكثرة انت ستستمتع به ولكن وزنك سيزيد أيضا.

وٱخر نوع هو صراع اقدام- أحجام مزدوج وهو مثل النوع الثالث ولكنك تكون متحير بين قرارين اثنين لهما جوانب سلبية وإيجابية في ذات الوقت مثلا كتحقيق حلمك والعمل في وظيفة احلامك ولكن راتبها قليل في حين انه يوجد وظيفة آخري لا تحبها لكن راتبها اعلي ."

أنهي شرح درسه ببساطة وسرعة وتوقف قليلاً ليجمع أنفاسه الضائعة منه

"هل يوجد أي سؤال؟"

ولم يسأل أحدهم لأن الدرس فُهِم بالفعل ومن ثم ودعنا وتوالت الحصص إلي أن جاء وقت الراحة وأخذت أتحدث قليلاً مع يونقي

"إذن الموقف الذي نحن فيه مع هذا الفتي يعتبر بالنسبة لك أي نوع من أنواع الصراع؟"

صمت يونقي قليلاً ليفكر ومن ثم نظر لي

"أنه يمثل لي صراع أحجام -أحجام لأنه يتوجب على الإختيار بين أن أؤذي ذلك الفتي وتضييع تعبي"

طأطأت رأسي عدة مرات وفكرت في كلامه قليلاً ومن ثمّ بعدها اخذنا ندردش إلي أن أنتهي الوقت ورجعنا مرة أخرى لفصولنا.

•---------
© ماريَام ' ,
книга «Ο ήλιος- 1أيُولُوسْ».
Коментарі