00 : I.N.T.R.O
01
02
03
04
05
06 -M-
07 -M-
08 -M-
09
10
11
12
11

الجُزئِيَّة الحَادِيَة عشَر 🍀 إستَمتِعُوا~



فُوتس ؟~
رجَاءًا علقُوا بينَ الفقَرات ؟~



[قَرأت؟ تَعلِيق عَن رَأيِك بصَراحَة 🌷]









❜ مَرحبًا .. مُجدَّدًا ❛
















❞ أرَانِي بَائسًا ، بِحيَاةٍ بغَيرِ طُعمَة مِن بَعدِك . أُشفِي غلِيلَ إشتِيَاقِي ببَعضِ صُورِك التِي تُشعُّ أمَام عَينَاي ، أو صَوتِك الذِي يَرنُّ بمَسامعِي. كَيفَ لِي أَن أغدِر بنَفسِي و أوهِمهَا باطلًا نسيَانكَ و كلُّ تفَاصِيلَك قَد حُفرَت بطيَّاتِي ، عَقلِي و قَلبِي . أمَا تَرفَق بِي و بِرُوحٍ كلُّ رغبَتها احتِضانُ عبِيقِك ، كلُّ آمَالِها تقبِيل عَينَيك ، كلُّ أمَانِيهَا .. أنت ❝

























بَينَما يَمشِي بِهدُوء بالرِّواق ، يحتَضِن كتُبَه بينَ ذرَاعَيه ، رفَع مِعصَمه متَفحِّصا ساعَتَه التِي أشَارت الى السَّاعَة السَّابعَة و النِّصف ليَتنهَّد برَاحَة، فمَا زَال لدَيه وقتٌ كافٍ ..













خلَّل أصَابِعه بشَعرِه يرفَعه عَن جَبينِه المُتعرِّق بفِعل درَجة الحرَارَة المُرتَفعَة ، عندَما شعَر بأنفَاسِه تُسلَب مِنه بسبَب اكتِظَاظ الروَاق الذِي لَا يَحتَمل ، ليتَنفَّس بعُمقٍ اثنَاء محاوَلتِه لتَخطِّي التجمُّعاتِ حتَّى يتَسنَّى لَه الوُصول لقَاعَة الإمتِحَان.













عندَما أصبَح امَام قاعَة الإِمتِحان المَقصُودَة هُو دلَف للدَّاخِل بغَير تردُّد ليَختَار مكَانَه المعتَاد ، و سرِيعًا جلَس ليضَع كتُبَه الكثِيرَة عَلى الطَّاولَة ثمَّ يتنَهَّد بتَعب ليُلوِّح أمَام وجهِه مَانحًا نَفسَه بَعضَ التَهوِيَة.













قبلَ ان يجلِس بمكَانِه، نظَرُه التَقط مَا كانَ موضُوعًا على طَاولَتِه ، كعكٌ مُحلَّى و علبَة عَصِير و زُجاجَة مَاء ، كلَّ مَا احتَاجَه و فكَّر بالخرُوج لشرَائِه قد كَان موجُودًا امَامَه كالعَادَة ، تِلك كانَت المرَّة التِي لَا يذكُر عددَها .. حيثُ يَدخُل فيهَا قاعَة الدَّرس او الإمتِحان ليجِد تلكَ الأشيَاء .. بذاتِ النَّوع بمكَانِ جلُوسِه المعتَاد.













جلَس بمكَانِه ليَدفَع الكُتبَ بعيدًا ثمَّ ينظُر حَولَه ، عندَما نَظرُه توقَّف عندَ الفتَاة ذاتِها بشَعرِهَا الأسوَد الطَّويل و عيُونِها الوَاسعَة كلَّ يوم، ابتَسَمت بخَجلٍ بعدَ ان رفَعت قبضَتها كتَشجِيع ثمَّ اشَاحَت بنَظرِها سرِيعًا نَحوَ كتُبها ، و لَم يَكن بوُسعِ الفتَى سوَى ردِّ الإبتِسامَة بتَوتُّر و الإنحِناء لهَا بإمتنَان ، ليعُود للجلُوس بإستِقامَة قبلَ ان يلتَقطَ زجَاجَة الميَاه فيفتَحهَا ليَرتَشف منهَا ما يروِي عطَشَه.













حدَّق بالكَعك الذِي امَـامَه ليتَنهَّد بأسَف ، كونُه مُنجَذبًا لكِلَا الجِنسَين جيِّد فِي بعضِ الأحيَان لَكِن مِن المُؤسِف انَّ انجذَابَه للفَتيَات باتَ شبهَ معدُوم فِي الآونَة الأخِيرَة ، فقَد كانَت الفتَاة جَميلَة بحَق .. علَيه أن يعتَرِف .













كثِيرٌ مِن التَّشجِيع و الدَّعم قد تلَقَّاه الفتَى الذِي كَان علَى وشَك خوضِ آخِر إمتِحانٍ مهمٍ لَه لهاتِه السنَة الدرَاسيَة . ”حظًا مُوفَّقا .. بِيكهيُون!!“ عبَارَة قد تردَّدَت عَلى مسَامِع الفتَى كثِيرًا و مَا كانَ علَيه سوَى تَوزِيع الإبتِسامَات الممتَنَّة هنَا و هنَاك ، ليعُود بعدَ ذلِك لغَرسِ كافَّة تركِيزِه بينَ صفَحاتِ كتُبِه بعدَ ان يتَخلَّص مِن تعَابِير السَّعادَة التِي تَشنَّج بِسبَبها فكُّه ، يستَغلُّ كلَّ دَقيقَة متبَقَّاة حتَّى ابتِدَاء الإمتِحَان لتَرسِيخ المعلُومات برَأسِه ، فرَغبَته بالحصُول على تَحصِيل ممتَاز بهذَا الإمتِحَان قَد كانَت ملحَّة.













اهتِزاز هاتِف الفتَى اخرَجه عن تركِيزِه ، ليُخرِجه مِن حقيبَة ظَهرِه بإزعَاج يتَفقَّد مَا ورَده و قَد كانَت رسَالة نَصيَّة قد أُرسِلت مِن قبَل رَفيقِه صَاحِب العيُون الغزَاليَّة مرفُوقَة بصُورَة ما .













«حظًا مُوفقًا في إمتِحانِك اليَوم هيُوني .. لُوهان و كيُونغ هنَا للأبَد لتَشجِيعِك !!» ..













كانَ ذلِك النَصُّ مرفَقًا بصُورَة للإثنَين معًا ، مَع ابتِسامَة مشرِقَة تشِعُ على وجهَيهمَا ، ابتَسم لهَـا الفتَى تلقَائيًا ليُمررَ اصبَعه على الصورَة يحدِّق طويلًا بهَا قبلَ أن يغلِق هاتِفه و يضعَه بِجانِبه ، هازًّا رأسَه للجَانبَين ليتنهَّد .. هوَ بحقٍ اشتَاق لرَفيقَيه ، مُنذُ انَّ ثَلاثَتهُم بجَامعَات مُختلِفة قَد مَنعَهم مِن الإلتِقاء كمَا اعتادُوا ذلِك .













الأُستَاذ دَخَل فَجأَة ، ليَجلِس كلٌّ بمكَانِه استِعدَاد لبَدإ الإمتحَان ، و بغيرِ اطالَة قَد شَرع الأستَاذ بتَوزِيع الأورَاق ليعُود الَى مَكانِه مُعلنًا بَدأ الإمتِحان ، ”بالأمسِ كانَت بِدايَة السنَة الدرَاسيَّة للدُفعَة الجدِيدَة مِن طلبَة علمِ النَّفس ، و الآن ها هوُ امتِحانُكم الأخِير بِالفِعل .. الوَقت يمُر سَريعًا!! سَنة قَد مَرَّت بالفِعل“ الأستَاذ تَحدَّث بجِديَّة و الفتَى هزَّ رأسَه مُؤيِّدًا .













الوَقت يمرُّ بِحقٍ ، فبِالفِعل يشعُر كما لَو انَّ تخرُّجَه مِن المَرحلَة الثَّانويَة قَد حدَثَ بالأمْس ، و ها هوَ الآن طالِب السنَة الأولَى فِي جامِعَة علمِ نفسٍ مرمُوقَة و معرُوفَة بعدَ ان حازَ على تَحصِيل مُمتَازٍ منَحه امكَانيَة اختِيار الجامِعة التِي يرغَب بهَا مَع مِنحَة لسنَة كَاملَة ايضًا ، و هذَا الإمتِحان هُو الحَاجزُ الأخِير لِإنتِقالِه للسَنة الثَّانيَة.












وجَد بيكهيُون تفكِيرَه يحَاط تلقَائيًا بالسَّنة الأخِيرَة مِن المَدرسَة الثَانويَة ، بالرَّغم مِن أن عامًا كاملًا قَد مرَّ عَلى أحدَاثِها الحَافِلة، يمكِنه بسُهولَة تَذكُّر تفَاصِيلِها.. مُنذ انَّ سنَته الجَامعِية الأولَى كانَت خَاملَة بمَعنَى الكَلمة، فلَا احَد ممَن يَعرِفهُم حَولَه، سوَاءٌ صدِيقاه.. حَتَّى هانيُول ، سُول ، سيهُون و كَاي بجَامعاتٍ مُختلِفة، اضَافَة للإختِفاء المُفاجِئ لبَارك تشَانيُول مِن حيَاته.. او بالأحرَى حيَاةِ الجمِيع اللذِين كَانُوا عَلى مَعرفَة بِه.













بدُون سَابِق انذَار .. عَقلُه باتَ يُشعُّ بكلِّ ذكرَياتِه المُرتبطَة بشَخصٍ مَا اعتَاد وجُودَه بحيَاتِه، شخصٌ لعِب بمَكرٍ معَه اكثَر مِن ايِّ شخصٍ ، يَختفِي ثمَّ يعُود ليَختفِي مُجددًا.. بَارك كانَ شَخصًا اسوَأ مِن السَيء في تَفكِير بِيكهيُون.













زاوِيَة شِفَاه بِيكهيُون ارتَفعَت بإبتِسامَة جانِبيَّة ليَتنهَّد ، لَا يَكادُ يُصدِّق أن سنَة كَاملَة قَد مرَّت مُنذُ آخِر لقَاء لهُما .. و الذِي حدَث فِي ذلِك المُخيَّم ، أو آخِر لَمحَة لبَارك قَد التَقطَتهَا عَينَاه .. بذلِك المكَان خَلف المَدرَسة حيثُ طلبَ مِنه الإلتِقاء ، المَنظَر الذِي ما تزَال عَينا بِيكهيُون مُهلوِسة بِه و تَفكِيره كذَلك.













هزَّ رأسَه بقلَّة حيلَة .. فَهو علَى عِلمٍ بأن تَفكِيرَه بالمَاضِي لَا هدَف مِنه و لَا حاجَة لَه ، لَكِن بيكهيُون وجَد حقِيقَة أنَّ تَعلُّقه بمَاضِيه امرًا محتُومًا.. يفُوق قدرَاتِه و رَغبَته بتَخطِّيه.













تِلك الحَقيقَة تُزعِجه.. بَل تُهلِك روحَه و تُتعبُها ، بالرَّغمِ مِن ذلِك .. مُحاوَلاتُه لتَخطِّي الأمرِ و عَيشِ حَياتِه بشَكلٍ طبِيعيِ باتَت أصعَب بعدَ رحِيلِه . بِيكهيُون ضِمن رغبَتِه بِالنِسيَان سيَجد نَفسَه عَالقًا بَينَ جُدرَان وَهميَّة ، تَحبسُه دَاخِلها لِيتم سَحبُه لنُقطَة البِدايَة .. نحوَ .. بَارك تشَانيُول دَائمًا .. على الرَّغمِ مِن عدَم وجُودِه.













و علَى الرَّغم مِن محَاولَته لإقنَاع نَفسِه ، بِأن بَارك قَد استَغل جَسدَه بعُذرِ الحُب و بَعد ان افرَغ شَهوتَه بِه هوَ رحَل و تَركَه دُون النَظرِ خَلفه ، هُو اوهَمه بالبَقاء لجَانبِه و موَاجهَة العَالم و هَجرَه بعدَ ذلِك. و بَعد أن عَاد لعَقدُ الصُّلح مَعه .. كَان الأوَان قَد فَات ، و عِندِما لَم يُفلِح فِي استِرجَاع بِيكهيُون لجَانبِه هُو حَاولَ اغتِصابَه و لَكمَه ايضًا ، ليَختفِي مجدَّدًا بَعد ذلِك..













تهرُّب تشَانيُول مِن موَاجهَة حقِيقَة حبِّه للرِجَال، و تَرك الأمرِ علَى كاهِل بِيكهيُون ، او ربَّما كَانت علَاقتُه ببِيكهيُون مجرَّد رغبَة عَابرة او للمرَح فَحسب. هُو فرَّ دونَ ايِّ تبرِير ، سمحَ لنَفسه بالعبَث بقَلب الأصغَر.












الأمرُ لَم يتَوقَّف عِند هذَا الحَد، فبِيكهيُون يَذكُر السنَوات الثلَاثَة الكَارثيَّة و كَيف سَمحَت بجعلِ حياتِه سوَادًا مُظلِمًا . رَشقُه بالبَيض و الدَّقِيق ، تَلفِيق الاشَاعَات عَن كَونِه عَاهر يَرفَع مُؤخرَته لأيّ شَاب غنيٍّ . بيكهيُون تعرَّض لكَافة انوَاعِ التَنمر، و مَازَال يُعانِي مِن آلَام في اكتَافه، منذُ تمَّ كسرُ ذلِك الكُرسِي عَلَيه. ذلِك الفتَى.. الذِي غرَس صُورَته في عقلِ بيكهيُون .












الأمر كَان افضَل دَاخِل مدرَستِه، طلَابُها يعلَمون حقِيقَة ما حدَث معَ تشَانيُول ،و لَم يُلقِي احدٌ علَيه ايًا مِن اللَّوم، لَكن الخرُوج من منزِله او مدرَستِه كانَ كابُوسه، فَيمكِن ان يَظهَر ذلِك الشَّاب و رفقَاؤه فِي اي لَحظَة، و مِن المُمكِن ان يكسِرُوا زجَاجَة علَى رأسِه هذِه المرَّة .












”صدِّقنِي ، سَأجعلُك و تشَانيُول تندَمان ! كيفَ له ان يرفُض شقِيقتِي و يجعَلها تبكِي ؟ مِن اجلِك ايهَا المثلِي الحقِير ؟“ ؛ ”ما رَأيُك ان تركَع و تطلُب الرَّحمة قبلَ ان اكسِر رَأسَك ايهَا الانثَويّ المُقزِّز ؟“ ؛ ”أخبِرني كيفَ يحدُث الأمرَ بينَ شابَين؟ لطِيف؟ تُحب ذلِك؟! تحِب كيفَ تتِم مُضاجعَتك مِن قبلِ بَارك ؟“ ؛ ”فقَط كَم يدفَع لَك حتَى تَسمَح لَه ؟ تحبُّ مضَاجعةَ ذلِك الغنِي السَّافِل لك؟“ ؛ ”ما هو شُعورُك بعدَ ان تمَّ هجرُك؟ بَارك مجرَّد حيوَان افرَغ شهوتَه بك، تظُنه احبَّك؟ لأيِّ حدٍّ انتَ غبِي؟“ ؛ ”فقَط لِأنَّ شقِيقَتي طلَبت مِنِّي التَوقُّف.. سَأدعُك ترحَل . لَكن لَا تدعنِي ارَى وجهَك مرَّة اخرَى، لأنِّي اقسِم انِّي سأخرِّب المَلامِح الأنثوِيَّة الجمِيلة التِي علَى وجهِك..! “.













بِيكهيُون يذكُر جيدًا، كلَّ ما تمَّ منَادَاتُه بِه ، و كلَّ ما تَعرُّض لَه مِن ذلِك الشَّاب و رِفاقِه .. و كَيفَ لَه أن يَنسَى . هُو كانَ ضحيَّة للتنمُّر و لكِن لَم يُخبِر والدَته او ايٍّ مِن رفقَاؤه ، و حقيقَة معانَاتِه التِي كتمَها بدَاخلِه طوَال الوَقت.













هُو حتَّى عادَ للمنزِل بوَقتٍ متأخِّر و كانَت علَى وجهِه أثَار لكمٍ و بقَايَا دمَاءٍ متخثَّرة، لكِنه تهرُّب مِن تسَاؤلَات والدَته التِي تَيقَّنت لحَالتِه، يُخبرُها انَّه وقع علَى سلالِم المدرَسة، دُون ان يتَوقَع منهَا تَصدِيقها لكذبَته، لكنَّه لَم يملِك ما قَد يقُولها لَها. يخبِرها انَّه يمتلِك حبيبًا و قَد تخلَّى عَنه و الآن هُو يتعرَّض للتنمُّر بسببِ ذلِك؟ مُستحِيل.













ليقرِّر تجنُّب اصدِقائه لفترَة الى حينِ اختِفاء الأثَار مِن علَى وجهه، و التهرُّب مِن استِفسَارَات كيُونغ و لُوهان .. كانَ افضَل مِن اخبَارهِم بالحَقيقَة.













ذلِك السِيناريُو الذِي يترَددُ بعَقلِ الأصغَر الذِي يُوشك علَى خوضِ امتِحانٍ مُهمٍ للغايَة ، امَله الوحِيد فِي إرغَام نَفسِه عَلى كرهِ بَارك و نسيَانِه .. لَكِنه بعدُ مدَّة مِن التَّفكيرِ سيَجد نفسَه الغبِيَّة تَمحِي كلَّ تِلك الأسبَاب و تَضعُ محلَّها ذكرَيات بَارك و بيُون الجمِيلَة.. تَجعَلها طاغِيَة عَلى كلِّ شَيء، عوَامِل كَافيَة لإبقَاء تَفكِير الأصغَر مَشغُولًا بتشَانيُول.













’لَم يَكن عَليهِ ان يَختفِي فَقط لأنِّي طلَبتُ مِنه ذلِك..!‘












هوَ سيَعترِف فِي كلِّ مرَّة .. سيَعترِف لنَفسِه لأنَّه غيرُ قادِر للإنكَار .. كَان وُجود تشَانيُول أمَام مَرأى عينَيه أفضَل مِن غيَابِه الآن . هوَ سيُحبُّ وجُودِه على الرَّغم مِن الكُره و الحِقدِ الذِي يُكنُّه له .. لذَا ما يزَال وجُودُه افضَل مِن عدَمه . هُو غبِي، سافِل و تَافه.. لأنَّه بعدَ كلِّ ما حدَث، مازَال ضعِيفًا امَام وجُود تشَانيُول و تقرِيبًا فاقدًا للحيَاة امَام غيَابه.













”حظًا مُوفقًا فِي امتِحانِكم ..!!“.













هزَّ بِيكهيُون رَأسَه نافيًا .. محاولًا ايقَاف تدفُّق الافكَار الدخِيلَة لرَأسِه ، يَتفقَّد السَّاعة و التِي اشَارت لمُرورِ ربعِ سَاعة مِن وقتِ الإمتِحان ، هو كَان شَاردًا بتَفكِيرِه و لَم يَسمَع الأستَاذ الذِي قد أمَر ببَدءِ الإمتِحان .













ملَامِح وَجههِ قَد اُعتِصرَت كمَا لَو انَّ احدًا لَكمَه علَى بطنِه، انشِغالُه اكثَر مِن اللُزوم بالتَّفكِير قَد اربَكه و الآن عَقلُه قَد اصبَح فَارغًا، لَا يُمكِنه تَذكُّر ايِّ شَيء ممَا درَسه.













”عَليّ ان انجَح..“ تَمتَم لنَفسِه عِندَما شَعر بألَم ببَطنِه ليُربِّت عَليه و يُغمِض عَينَيه ، يَأخُذ نَفسًا عَمِيقًا ثمَّ يَفتَح عَينَيه فَجأة بِفزَع ليَتنفَّس بشدَّة ، ”لَا يُمكِنني تَذكُّر شَيء!!“.













🌿













خرَج بخُطًا بطِيئَة من قاعَة الإمتِحان بإبتِسَامَة تشُقّ وجهَه ، بدَى سعِيدًا للغايَة بإِبتِسامَتِه البَلهاء تِلك بينمَا يركِّز نَظرَه على كُتبِه التِي تقبَع بينَ ذِراعَيه اثنَاء مَشيِه، واثِق بنجَاح عملِه الجَاد و مثابَرَته .. مُتأكدًا مِن حُصولِه على التَّحصيلِ المرغُوب بِه بهذَا الإمتِحان.













كلُّ ما سبَق الإمتِحان كانَ بسبَب تَوتُّرها مُنذ ان الإمتِحان مُهمٌ لنَجاحِه بتَحصِيل ممتَاز يَرفَع مِن امكَانيَة حصُولِه علَى مِنحَة درَاسيَّة أخرَى ، و قَد اختَفَى كلُّ ذَلك بَعد ان هَدأ و تَخلَّص مِن ذُعرِه.













وصَل الى البَاب الرَّئيسِي للمَبنَى الجَامعِي ليُخرِج هاتِفه، يَتفقَّد وجُود ايِّ اتصَالَات قَد وَردَته سَابقًا لكِنَّه لَم يجِد شَيئًا ليُغلِقه و بإِستِغراب يمِيل رَأسَه بِزاوِيَة طفِيفَة .. هوَ كانَ بإنتِظَار اتِّصال مَا.













”بيكهيُون..!“ صوتٌ انثَوي رقِيق ظهَر مِن اللَّا مَكان مُلفتًا انتِباه المَعنِي ليتَفت نَحوَ مَصدَر الصَّوت. تعَابيرُه أصيبَت بتَشنُّج عندَما قابَل انظَارُه الفتَاة ذاتُها مِن الصَف .. بشَعرهَا الأسوَد و عيُونِها الوَاسعَة ، للَحظَة تَوتَّر بِيكهيُون و لَم يعلَم ايٌّ مِن التَّعابِير علَيه ان يَصنَع ، ليَنتَهي بِه الأمرُ مَع ابتِسامَة غرِيبَة و عيُونٍ وَاسعَة .













”هَل أبلَيتَ حسنًا..؟!“ هيَ سألَت بصَوتِها النَّاعِم و بيكهيُون ابتَسم ليهزَّ رأسَه مهَمهمًا، ”أجَل.. و أنتِ !؟“ هُو سألَ كردٍّ على سؤالِها لتبتَسم هي الأخرَى بخَجل مجيبَة ، ”ليسَ جيدًا جدًا .. لكِن لَا بَأس“ ، ”لَا عَليك ، فَعلتِ ما بِوسعِكِ !!“ هُو رد.













”بالمُناسبَة.. شكرًا!!“ تحدَّث بيكهيُون بتَوتُّر و هوَ يرفَع أمَامَ وَجهِها كيسَ الكَعك الذِي لَم يَفتَحه بعدُ و علبَة العَصِير ، يهزُّهما بخفَّة ليَبتَسِم بإِمتنَان، فتُقابلُها الفتَاة بِابتِسامَة خجُولَة هَازَّة رَأسهَا بتَفهُّم.













لَم يعلَم بِيكهيُون مالخُطوَة التَّاليَة التِي علَيها اتِّخاذُها، فالفتَاة هنَا تقِف الَى جَانِبه فيمَا كلَاهمَا صامِتٌ عن الحَدِيث ، و بِطرِيقَة مَا هوَ وجَد نَفسَه يمشِي جَنبًا الى جَنبٍ مَع الفتَاة الَى مكَان مُظلَّل بعِيد عَن اشِعَّة الشَّمس الخَانقَة.













”بِيكهيُون أنَـا-..!!“ تحرَّكت الفتَاة بِمكَانِ جلُوسِها بتَوتُّر ، و يُمكِن لبِيكهيُون رُؤيَة ذلِك لذَا هو ابتَسَم فحَسب علَّ ذلِك يخَفِّف مِن توتُّرهَا ليَحثَّها عَلى استِئنَاف حَديثِها الذِي بدَى وَاضحًا لَه مَضمُونه .













”هيُـــــونِي !!~~“ كانَت تلكَ اشبَه بصَرخَة مدَويَّة ، و علَى الرَّغم مِن الصَّوت قَادمٌ مِن مسَافَة بَعيدَة فقَد كانَ مُزعجًا كفَايَة فمَا بَالُك اقتِرابُه، لكِن ما بِوسعِ بيكهيُون فِعلُه سوَى الإبتِسام؟~ هوَ حقًّا فَعل.. و شبَح ابتِسامَة لطِيف قَد ظهرَ عَلى محيَا شفَتيه بالفِعل.













بِيكهيُون لَم يلتَفِت للبَحثِ عَن مَصدَر الصَّوت فقَد كانَ واضحًا لَه مَصدَره، فيمَا الفتَاة أمَامَها قَد ركَّزت بنظَرِها عَلى زَاويَة مُعيَّنة ، بإرتِباك تنقُله بَينَ بِيكهيُون و الشَّخص الذِي يقتَرب مِن الثُنائِي بمَرح.













صَاحِب الصَّوت قَد اقتَرب ليَقفَ خَلفَ بيكهيُون، و بمبَاغتَة يضَع يدَيه بسُرعَة عَلى كتِفي الأصغَر بالرَّغم من انَّ ذلِك لَم يفَآجِئه. الفتَى لَم يتمَكَّن من رؤيَة ابتِسامَة الأصغَر التِي تُشعُّ بوَجهه، الفتَاة فَعلَت.. يُمكِنها رؤيَة بِيكهيُون ، دودَة الكتبٍ بِجامِعتِه يبتَسم أخيرًا ابتِسامَة سَعيدَة نابعَة مِن قلبِه ، مُختلِفَة عَن ايِّ ابتِسامَة لَه قَد رأَتها مِن قَبل .













استِقامَ بيكهيُون عَن جلُوسَه ليَلتَفت نحوَ الشَّاب الذِي يقِف بتَعابِير فَارغَة على وَجهِه ، و سريعًا هُو ضَحكَ ليَأخُذه بعنَاق مُحكَم ملِيء بالحُب. الفتَاة عَلى الجَانِب الآخَر حدَّقت بصَمت، يُمكِنها رؤيَة الحمِيميَّة التِي بينهُما، لذَا هيَ و بعُقدَة بينَ حاجِبيهَا و بشكَّ استَفسَرت..













”حبِيبُك..؟! سَمِعتُ انَّك مُنجَذبٌ لكِلَا الجِنـ-..“ هيَ سألَت اثنَاء تحدِيقِها المُطوَّل بالشَّاب الجمِيل الذِي يقفُ بجَانِب بيكهيُون لتُشيرَ الَيه، و كلَاهمَا رفَع ايدِيهمَا في الهوَاء ليُلوِّحا نَافِيين فِكرَة الفتَاة عَن علَاقتِهمَا ، مُظهرَين تَعابِير مُشمَئزَّة. ”مستَحيل..!!“ كانَت تلكَ اجابَة كافيَة من كِليهِما لتَساؤلِها.













”أنَا لُوهان.. صدِيقُ بِيكهيُون ، عضوٌ بفَريقِ كرَة القدَم للجَامعَة الريَاضيَّة لإدَارَة الأعمَال!“ لُوهَان مدَّ يدَه نَحوَ الفتَاة يُصافِحهَا على نَحوٍ سرِيع ليَبتَعد بإبتِسامَة مُتكلِّفة، يُدنِي رَأسَه لأسفَل بخفَّة ثمَّ يَستَقيم مُميلًا رأسَه للجَانبِ بتَأسُّف ، ”أنَا مضطَرٌّ لسَرقَته منكِ.. نرَاك لَاحقًا“ ، ثمَّ ليَسحَب بِيكهيُون خَلفَه.












لُوهان التَفت ليَستَعد للمُغادَرة، بعدَ ان شابَك اصَابِعه بأصَابَع الأصغَر النَحيلَة هُو بَدأ بجرِّه خلفَه بعَيدًا عن المكَان و بيكهيُون لَم يقَاوِمه، فقَط يكَافِح لألَّا يَسقُط علَى وجهِه بسبَب تصادُم اقدَامِها المتَكرِّر.













”سُو!!~~~...“ كانَ ذلِك صَوتَ بِيكهيُون الذِي خرجَ مَمزُوجًا بسعَادَة واضحَة، ليسحَب يدَه من يَد لُوهان و يبدَأ بالرَّكض سَريعًا نَحوَ الفتَى القَصير الذِي يقِف بجَانِب سيَّارَة ريَاضيَّة حَمرَاء فَخمَة.













الفتَى قَد انتَبهَ لبِيكهيُون، و كردَّة فِعلٍ تلقَائيَّة هو ابتَسَم ليقتَرب مِنه مُفرِجا عن ذرَاعَيه ليستَقبلُه بعنَاق مَشدُود، و سرِيعًا يفكُّ لوهَان اذرُعهُما المتشَابكَة ليضِيف نَفسَه للعنَاق المَحبب... تحتَ قهقهَات بيكهيُون و كيُونغسُو.













بعدَ انتِهاء لَحظَات اللِقاء بعدَ الإشتِيَاق هم قرَّروا الجلُوس بالقُرب مِن مَكانِهم، حيثُ العُشب تَحتَ شَجرَة كبِيرَة تقِيهِم من اشعَة الشَّمس الصَيفيَة، ليعُود بيكهيُون بعدَ مغادَرتِه منذُ دقائِق.. حَاملًا علبَ عَصائِر معدِنيَّة.













”تَخرُج فِي موَاعِيد غرَاميَّة؟!“ هسهَس لُوهَان بإنزِعَاج بينمَا اصَابِعه تمتَد لتَفتَح علبَة العصِير يدفَع العصِير نحوَ ثَغرِه بقوَّة ليَنظُر مُجددًا لبيكهيُون الذِي لَم يُعِره اهتِمَامًا.













”مَن تكُون تِلك ..؟ هل أصبَحت مُستَقيمًا الآن؟ ألَم تَقل بأنَّ انجِذابَك للفتَيات باتَ معدُوم؟ الفتَيات خطِيرَات عَلى اَمثَالك“ هو ارتَشف من عصِيرِه مُجددًا لتتَجهَّم تَعابِيرُه بسَبب حمُوضَة عصِير اللَّيمُون ، التِي تدَاعِب نهايَة حُنجُرتَه فتَمنَحه شعُور انتِعاشٍ لطِيف.













”رَفضتَ الذَّهاب بالمَواعِيد التِي حضَّرتُها لأجلِك مَع اوسَم طلَّاب جَامِعتِي !! لقَد تنَازَلت عَن افضَلِهم من أجلِك .. لكِنَّك هُنا تَخرُج مَع الفتَيات!؟“ كلَام لوهَان كانَ جادًّا، نبرَتُه حادَّة، و دُونَ ان يَنسَى دَفعَ علبَتِه أمامَ وَجهِ بِيكهيُون للإِستِحوَاذ عَلى انتِباهِه هو تحدَّث معَاتبًا، دونَ ان يمنَح نَفسَه فُرصَة لإستِردَاد انفَاسِه الهَاربَة.













”انتَ تعلَم .. طلَّاب جَامِعتِي وسِيمُون ، انَّها ادَارَة الأعمَال و ريَاضيَّة ايضًا. الجمِيع هنَاك بأجسَادٍ مَمشُوقَة مُتنَاسقَة و عَضلَات بَطن واضِحَة .. أطوَالُهم خرَافيَّة ايضًا..!! ارسَلت لَك صُورَهم أتَذكُر ؟“ أشَاد لُوهَان ليَرفَع اكتَافَه بتَفاخُر ، بِيكهيُون ابتَسم بِخفَّة ليَجولَ بنَظرِه ، دُونَ أن يرُد عَلى الآخَر .













لَا يعلَم حقًّا بمَا يَردُّ علَيه فلَيس لَديه سَببٌ وجِيهٌ لرَفضِ كلِّ تِلكَ الموَاعِيد .. هوَ فَقط لَم تخَالِجه رَغبَة بالإختِلَاط و الحصُول علَى أصدِقاء مِن حَولِه فمَا بَالُك حَبِيب جَدِيد ، هوَ لَم يَكُن مُستَعدًا .. و لَا يَعلَم بِحقٍّ متَى سيَكُون.













”عَلى كلٍّ ، جيِّد انَّك لَم تَخرُج بتِلك المَواعِيد..! احدُهم سيَكُون حزِينًا الآن ان فَعلت“ احتَضن لُوهَان العُلبَة بَين يَديهِ ليُثبِّتها عَلى رُكبتِه ثمَّ يتَنهَّد بعدَ ذلِك، امَام انظَار بِيكهيُون المُستَغربَة و التِي تشهَد تنَاقُض صَديقِه الغَريب بينَ اللَّحظَة و الأخرَى.













”أبلَيت حَسنًا..؟“ سألَ كيُونغسُو بإِهتِمام لتَغيِير المَوضُوع ، بالفِعل يُمكِنه التِقَاط شُعورِ عدَم الرَّاحَة عَلى وجهِ بيكهيُون ، بَينمَا يفتَح علبَة عصِيرِه ليَرتَشف مِنها، و بِيكهيُون هزَّ رأسَه بِسعَادَة .. هوَ حقًا أبلَى حَسنًا في امتِحانِه و كانَ بإنتِظارٍ احدٍ ليَسألَه.













”اذًا، كهَديَّة لعَملِك الجَاد انتَ تَحتَاج عُطلَة.. لذَا سنَذهَب في رِحلَة !!“ هتَف لُوهَان يرفَع علبَة عَصيرِه البَارد لأَعلَى فِي انتِظارِ مُوافقَة رفِيقَيه عَلى اقترَاحِه، و كيُونغسُو بِغيرِ تَرددٍ رَفعَ علبَته ليَصدِمها بخَاصَّة لُوهان كتَأكِيد علَى موَافقَته، و بِغيرِ رضًا حدَّقا بِالأصغَر الذِي امتَنع عن الإِجابَة، ينظُر لِعلبَته بينمَا يحرِّكهَا في دوَائر بمَلل.













”فقَط .. سَأرتَاح فِي المَنزِل!!“ هوَ اجَاب يَلتَقط حقِيبَته و يَستَقيمَ لينفُض الغبَار عَن بِنطَالِه ، هُو انهَى عصِيرَه ليضغَط عَلى العُلبَة بقُوَّة داخِل قَبضتِه ، ثمَّ يقذِفهَا دَاخِل سلَّة المُهمَلات ، و يستَعِد للمُغادَرة.













”الَى أين!؟..“ كيُونغسُو سَأله بعدَ ان استَقام ليَبتَسم بيكهيُون و يربِّت عَلى كتِفِه. ”سأقَابِل هانيُول.. سيُقلِّني للمَنزِل بِطرِيقِه..!!“ هو اجَاب عَلى تسَاؤُل الآخر ليلتَفت سرِيعًا، يُخرِج هَاتِفَه مِن جيبِه و يضغَط عَليه بعشوَائيَّة ليرفَعهُ بجَانِب اذُنِه . ”مُنذ متَى تخرُجان معًا..؟ هل تتَواعَدان؟ انتَ لَم تُخبِرني انَّكمَا تتقَابلَان..!؟؟؟“.













صَوتُ رنِين الهَاتِف المُعلِن عَن مرُورِ الإتصَال صدَح بأذُن بِيكهيُون مرَّة وَاحدَة قبلَ ان يتَمَّ الإِستِحوَاذ علَى هاتِفِه ، ليَشعُر بعدَ ذلِك بذِراعَيه تتعَاقدَان خلفَ ظهرِه، فَشَخصٌ ما للتَوِّ قامَ بتَكبِيلِها.













”نَعتَذر عَزِيزِي لَكنَّك مُضطَرٌّ للإِعتِذَار لهَانيُول لأنَّك ستُغادِر معنَا..!“ لُوهَان ابتَسم بمَكرٍ بعدَ ان انتَشل هاتِف بيكهيُون مِن يدِه ليُغلِق الخَط ثمَّ يُطفِئ هاتِفه نهَائيًا ليضَعه بِجيبِ بنطَالِه، ليعُود لتَكبِيل ذرَاعي الأصغَر خلفَ ظَهرِه بمُساعَدة كيُونغسُو الذِي بدَى مُستَمتِعًا بفِعلِ ذلِك.













”انَّه اليَوم المَنشُود عَزِيزِي..!“ قهقَه لُوهَان اثنَاء حدِيثِه ليَدفَع بِيكهيُون للأمَام ، والذِي تقدَّم بظَهرٍ مقَوَّس مُستَسلمًا لمَا يتَعرَّض لَه. ”هذَا اعتِداء لعِلمِكما، يُمكِننِي ارسَالُكما للسِجن ان قدَّمت شَكوَى ضِدكُما..“ هددَ بِيكهيُون بإنزِعَاج اثنَاء محاوَلاتِه للإفلَات و التِي بَاءت بالفَشل.













”مازَال علَينَا مقَابلَة شَخصٍ آخَر قبلَ رحِيلنَا!!“ ، يدُ لُوهَان بحرَكة سرِيعَة فَتحَت بابَ سيَارَته ليَدفَع بِيكهيُون دَاخلَها و يغلِق البَاب بعدَ ذلِك ، ليَحبِسُه بالدَّاخل. فلُوهَان علَى علمٍ بعنَاد الأصغَر.. الذِي يفُوق عنَادَه بأضعَاف الأضعَاف، هوَ حتَّى قَد يُحاوِل الرَّكضَ و الفرَار، و لُوهَان ليسَ في المِزَاج المنَاسِب ليلَاحِقه بالأرجَاء.













بيكهيُون لَم يستَسلِم، و لُوهَان بالخَارج يُمكِنه ملَاحظَة ذلِك، فطَرق بِيكهيُون على النَّافذَة لَم يتَوقَّف للحظَة و لَو وُجد ايُّ شَيء بالدَّاخل لإستَعملَه لكَسرِ الزُّجَاج دُونَ تَردُّد . تَذمُّراتُه لَم تَهدَأ و شتَائمُه المُوجَّهة لرَفيقَيه بالخَارج كانَت وَفِيرَة للحدِّ الذِي أصِيبَ حَلقُه بالجَفاف، فهُو مَحبُوس بالدَّاخل منذُ عِشرِين دقِيقَة ، لَم يَصمُت طوالَها لثَانيَة وَاحدَة.













توقَّف بيكهيُون بإِستِسلَام ليُسنِد جَبينَه عَلى زجَاج النَافذَة، هو لَا يُمكِنه حتَّى ان يُبصِر مِن خلَالهَا، فصدِيقَاه بالخَارِج يَصفَعان مُؤخرَتَيهما بهَا. زفَر بِقلَّة حِيلَة عِندَما صدَح صَوتٌ مُزعِج فِي الأرجَاء مُفسدًا السُكون ، بدَى كَصوتٍ مَألُوف و سرِيعًا هوَ فكَّر ... سيَّارة ريَاضيَّة أخرَى.








الرُؤيَة خارجًا قد اتَّضحَت لَه أخيرًا عِندَما ابتَعد رفِيقاه عَن النَّافذَة، و بإمكَانِه سمَاع صوتِ لُوهان الذِي يتذَمَّر لدَى اقترَابِه مِن تِلك السيَارَة.













”أكَان علَيك إحضَارُه معَك!؟“ تذمَّر لُوهَان و هُو يَضرِب قبضَتَه بقَبضَة الأَسمَر فَارِع الطُّول بمَرح و الذِي خرَج مِن جهَة السَّائِق ، قَبلَ ان يَصنَع تعَابِير فَارغَة امَام الشَّاحِب الذِي دلَف للتوِّ خَارِج السيَّارَة الريَاضيَّة البَيضَاء.













”انَّها سيَّارتِي لعِلمِك..!“ نكَز الشَّاحِب جبِين لُوهَان يدفَعه عنهُ ليتَخطَّاه مُتجِها لكيُونغسُو ، و بعدَ ان وقفَا طَويلًا بصَمتٍ كلَاهمَا وجَّه قَبضتَه نحوَ الآخَر ليَصدِماها بِبعضِها البَعض بعدَ ذلِك بِابتِسامَة وَاسعَة ، ”مَرحبًا .. كيُونغ!“.













ابتَسَم سِيهُون ليَبتَعد عائدًا لسيَّارَتِه ليُخرِج هاتِفه الذِي نَسيَ امرَه لوَهلَة، فيمَا اقتَرب الأسمَر نَحوَ كيُونغسُو ليَنكُز ذِراعَه معَ إبتِسامَة بلهَاء ، ”بِخَير..؟“ هو سألَه بعدَ ان وقفَ الى جانِبه، ليتَلقَّى ردَّ الأقصَر الذِي هزَّ رأسَه بالإيجَاب.













”أينَ هو !؟ رَجلُنا الصَغير ؟“ سيهُون استَفسَر بعدَ ان جالَ بنظرِه في الأرجَاء دونَ ان يجدَ اثرًا للفتَى المَقصُود. ”قمنَا بحَبسِه..! تَنهَّد بتَعبٍ ليعقِد ذِراعَيه بعدَ ان اشَار لسيَّارَتِه، موضِّحا حدِيثِه لآخِر الوَاصلِين.












هزَّ سيهُون رأسَه بتَفهُّم ليرفَع هاتِفه بعدَ ان ضغطَ عَلى شَاشتِه بإهتمَام، ”انهِي باقِي التَّحضِيرات، سنُغادِر فِي السَّادسَة مسَاءًا..!“ هو انهَى حَديثَه ليُغلِق الخَط ، ثمَّ يرفَع كتِفيه بإِستِعرَاض، ”كلُّ شيء جـَاهز!!“.













بيكهيُون بدَاخِل السيَّارَة ، قَد كَان مذهُولًا.. بَل مصدُومًا ان كانَ ذلِك يشرَح حالَته بعدَ ما ابصَره لتوِّه . أحقًا هوَ رأَى رفِيقَاه مع كَاي و سِيهُون؟ ليسَ ذلِك فَقط .. تَرحِيب بِتصَادُم قبضَات و عنَاقَات مرِحَة ؟ مُنذُ متَى ! هو حقًا لَم يعلَم متَى اصبَحُوا بتِلك القرَابَة، فَآخِر مرَّة قَد قابلَهما كَانت منذُ خَمسَة اشهُر تَقريبًا ان كَان يَذكُر الأمرَ جَيدًا ، و قَد كَان لقَاءًا اكثَر مِن مُمل ، و لَم يُظهِر ايُّ احدٍ ودًا تِجاهَ الآخَر .













دفَع بيكهيُون وَجهَه ضدَّ زجَاج نَافذِة السيَّارَة ، يُضيِّق عَينَيه حتَّى يتَمكَّن مِن رُؤيَة ما يَحدُث خَارجًا. بذُهولٍ اكبَر هوَ ابعَد وَجهَه عن الزُّجاجِ تَاركًا ثِقل جَسدِه مُستَندًا لِبابِ السيَّارة ، عندَما لمَح اِقترَاب لُوهَان مِن السيَّارَة يتبَعُه الشَّاحِب الطَوِيل ليُحيطَ كَتفَي الأقصَر بذِراعِه ، ليُقهقِه بسُخريَة.. مُؤكَّد يمزَحان.. لَا!!.













قَهقَهته السَّاخرَة لَم تَستَمرَّ سوَى لثَوانٍ عندَما شعَر  بِجسَده يَهوِي الَى الجَانِب ، لَا يَمنَعه شَيء مِن السُّقوط خارِج السيَارَة سوَى جسَدٍ صلبٍ قَد استَند الَيه ليَبقَى مُعلَّقا بوَضعيَّة غريبَة ، لأنَّه و للتوِّ كانَ يلقِي بكَافَّة ثقلِ جَسدِه علَى بَابِ السيَّارَة المُوصَد متَغافلًا عن انفِتاحِه المفَاجئ.













”مَرحبًا بيُون بِيكهيُون، مرَّ وَقتٌ طَوِيل مُنذ تَقابَلنا آخِر مرَّة..“ الشَّاحِب القَى بِكلَامِه بهَمسٍ قرِيب مِن اذُنِ الأصغَر المُحاطِ بهَالَة مِن الصَّدمَة، هو لَم يتَخطَّى بعدَ ما رآهُ قبلَ قلِيل و الآن هذَا، هوَ تقرِيبًا بينَ احضَان اوه سِيهُون مُسندًا لجَسدِه المَائلِ على صَدرِه بَينمَا تُحَاط كتِفَاه بيَدي الشَّاحِب ، يثَبِّته على وَضعِيَته تِلك.













بيكهيُون دفعَ سِيهُون بخفَّة ليَعود للجلُوس بإستِقَامة داخِل السيَّارة، يَنظُر بِطرَف عَينِه للشَاحِب الذِي يَجلِس القُرفصَاء أمَام البَابِ ليهُزَّ رأسَه نَافيًا بغَيرِ تَصدِيق. ثَوانٍ من الوَضعِ الغَرِيب هُو دفَع سَاقَيه ليُخرِجهُما يلِيهما بعدَ ذلِك جَسدَه، يكَافِح الَّا يرتَدَّ جَسدُه للخَلف بسبَب الشَّاحب الذِي يقِف علَى مسَافَة ضئِيلَة مِنه.













احكَم سيهُون القَبض على كَتِف بِيكهيُون يسَاعِده علَى الوُقوفِ بإعتدَال ، ”فلتَحظَى ببعضِ الرَّاحَة بيُون ، لنتَقابَل السَّاعَة السَّادسَة مسَاءًا !!“ هو أنهَى حدِيثَه ليَبتَسِم ببلَاهَة بعدَ ان تَركَ كتفَ الأصغَر ليَبتَعد عَائدًا للسيَّارَة.













فِي تِلك الأثنَاء، الأسمَر حدَّق طَويلًا ببِيكهيُون علَى بُعدِ مسَافَة ، و دُونَ أن يَجرُأ علَى الإقتِراب هُو ابتَسَم بتَوتُّر ليَرفَع يدَه فِي الهوَاء و يلوِّح، كَمجَارَاة لمَا فعَله بيكهيُون فعَل المِثل بعدَ تردُّد كبِير .. بتوتُّر ايضًا.













كانَ بِيكهيُون مُتوتِّرا كاللَّعنَة، فقَد استَمرَّ بالهرَب مِن كاي لفَترَة طوِيلَة ، حتَّى عندَما حدَث و تَقابلَا بعدَ تخرُّجِهم هو فَعل ، على الرَّغم مِن عدَم فهمِه لفِعله لذَلك .. على الأغلَب كَاي هو مَن يجدُر بِه التَهرُّب مِن بِيكهيُون، لَكن كمُجارَاة لفِعلتَي بعضِهمَا.. كلَاهمَا وجَد تجاهُل الآخَر لَه .. دافِعًا للإستِمرار.













كَاي لَا يعلَم.. هو لَم يعلَم ان بِيكهيُون بالفِعل يَعرِف، هو على درَايَة بفِعلتِه. هو لَم و لَن يُخبِره علَى ايِّ حَال .. مَالذِي سيَستَفيدُه ان فَعل ؛ ثمَّ مِن الأفضَل لِكلَيهمَا تَناسِي الأَمر..













”اركَب.. سَأوصِلك للمَنزِل، قُم بتَجهِيز حَاجيَاتِك!!“ صاحَ لُوهَان بعدَ ان قامَ بتَشغِيل السَيَّارَة، بيكهيُون فقَط حدَّق بسيَّارة سيهُون التِي يقُودُها كاي تبتَعد خارِج اسوَارِ الجَامعَة بعدَ ان نفَثَت بدُخانِه الخَانق ، ليَدلَف لدَاخِل سيَّارة لُوهَان.













”سأُقلُّك السَّاعَة الرَّابعَة ..!“ هُو أردَف عندَما بدَأت السيَّارَة تهتَزُّ مُنذِرة بتَحرُّكها ، وَ بِيكهيُون فقَط أسنَد وجَنتَه لقَبضَتِه بينمَا يُركِّز نظَره عَلى الطَريق أثنَاء تحرُّك السيَّارَة.













”لَا تُحاوِل..!“ تحدَّث بِيكهيُون أخيرًا بَعدَ فترَة مِن صَمتِه عندَما فَرقَع كيُونغسُو أصَابِعه امَام وجهِه يُخرِجه عَن شرُودِه، و ذلِك أطلَق اللَّعنَة داخِل عَقلِ لُوهَان ، و لَو لَم كيُونغسُو بجَانِبه لتَركِ مِقوَد السيَّارَة و التَفت لتَلقِين الأصغَر درسًا .













”بَل انتَ لَا تحَاوِل.. سَتذهَب حتَّى اذَا اضطَررنَا لتَخدِيرِك و إختِطافِك!“ انهَى لُوهَان تهدِيدَه ليتَنهَّد برَاحَة بعدَ عدَم تلقِّيه لإستِجابِة مِن الآخَر.













فَترَة مِن الزَّمن مرَّت، تَقريبًا نِصفُ ساعَة حتَّى وقَف بيكهيُون امَام مَنزِله بعدَ ان ترجَّل مِن السيَارَة ليَلتفتَ مقَابلًا رفِيقَيه ، لُوهَان لوَّح .. بإبتِسامَة مَاكرَة ”سَتشكُرنا فيمَا بَعد.. لذَا جهِّز نفسَك عندَ السَّاعَة الرَّابعَة ، مازَال علَينَا الذَّهاب للمَطار!“ .













”دَعنَا نقضِي وقتًا مُمتِعًا..!“ صفَّق لُوهَان بحمَاسٍ ليُحرَّك مِقوَد السيَّارَة بمَهارَة مبتَعدًا عَن منزِل بيُون. و بيكهيُون فقَط قلَب عينَيه على اصرَار الآخَر و عنَادِه، هو لَن يُغيِّر رأيَه على أيِّ حَال، بخَيرٍ حَالُه و لَا حاجَة لَه لرِحلَة راحَة . ثمَّ لُوهَان للتوِّ قالَ مطَار .!؟ جانِب شفتِه إرتَفع بإبتِسامَة ساخرَة.













”لَن .. أترُك .. المَنزِل“ ، مصِرًّا عَلى أسنَانِه بِعنَاد..













أمسَك بِسيرَ حقيبَة ظَهرِه ليَسحَبها خلفَه بمَلل، و اوَّل مَا قَابلَه بَعد ان فتَح البَاب قَد كَانَت والدَته التِي كوَّبت وجهَه بَينَ يدَيها. ”ستَذهَب فِي رِحلَة في السَادسِة ، لذَا قُم بتَجهِيز حقِيبَتك..!“ هتَفَت بينمَا تدفَعه ليَصعَد الدَرج دونَ ان تكُف عن الكلَام.













بِيكهيُون بِحقٍّ أصِيبَ بصُدَاع ، ألهَذه الدرَجة هو مُهمَل بالنِّسبَة للجَمِيع! حتَّى والدَتُه تَعرِف عَن الرِّحلَة و لَن يصدَم إن كانَ قد تَم اعلَامُها عَنهَا قبلَه حتَّى. هيَ جالَت بالأرجَاء بحَالة هِيستِيريَّة ، تلتَقطُ حقِيبَة السفَر خاصَته لتَبدَأ بتَفرِيغ ادرَاجِ خزَانتِه الوَاحِد تِلو الآخَر داخِل الحقِيبَة .













”ملَابِس دَاخليَّة، تحتَاج الكَثِير!!“ هِي الَحَّت بعدَ ان سَحبَت بيكهيُون مِن يدِه نحوَ الدَرج الخَاص بملَابِسه الدَّاخلِيَة تأمُره بحَزمِها ، بِيكهيُون فقَط حدَّق بهَا تُهروِل فِي الأرجَاء بينمَا تَحزِم مُستَلزمَاتِه بجِديَّة تامَّة.













سَحبَ جسدَه المُنهَك عَائدًا الى السَرِير ليَرتمِي علَيه مستَلقيًا عَلى بَطنِه بينمَا يدفِن وجهَه بينَ وسَائدِه، هو سَمع صيَاح والدَته التِي تعَاتِبه لأنَّه لَم يَحزِم الملَابِس الدَّاخليَة كَما أمرَت و قررَ تَجاهَلها فحَسب ، لَن تكُفّ ان أخبرَها بأن تَفعَل ، دائمًا هَكذَا هيَ ستُفضِّل الوُقُوف الى جَانِب رفِيقَيه عَلى الوُقوفِ لجَانبِه، فَليسَت هاتِه اولَ مرَّة .













انهَت حزمَ الأمتِعَة لتُغلِق الحَقيبَة ، و بإبتِسامَة رضَا هِي نَظرَت الَيهَا بَينمَا تَقبِض على خِصرِها بينَ يدَيها. اقتَربَت مِن بِيكهيُون المُستَلقِي عَلى بَطنِه و ربَّتت علَى كتِفه تَحصُل علَى إنتِباهِه. ”مازَال لدَيك وَقت ، فَلتنَم قلِيلًا.. سَأوقِضك السَّاعَة الثَالثَة..“.













سَيرُها نَحوَ المَخرَج توقَّف بعدَ حدِيث بِيكهيُون الذِي خرَج مخنُوقًا بَسبَب وَجهِه الذِي مَا يزَال مَدفُونا بينَ الوَسائِد، ”لَن اذهَب..!“ هُو قالَ دونَ ان يتَزحزِح عن وَضعيَّتِه. بالوَاقِع ، لَم يَنتَظر اجَابَة مِن والِدتَه و لَم يَتكبَّد عنَاء رَفعِ رأسَه ايضًا لتَلقِيها إن وُجدَت، عَلى الأرجَح هِي ستَوبِّخه رافضَة الإستِماعَ لرَأيه.













”فلتَنم عزِيزِي..!“ هيَ تحدَّثت مُجددًا مشدِّدة على كلَامِها، لَكن ذلِك لَم يغيِّر رَأي الفتَى، هو رَافضٌ للذَهاب عَلى ايِّ حال و لَم يهتَم لرَأي وَالدَته سوَاء تقبَّلت الأمرَ أم رفَضَت و عَاتَبته، لذَا هُو استَقام مِن استِلقَائِه مُتفَآجأً مِن والدَته التِي لَم تبرَح مكانَها.. ماتزَال وَاقفَة امَام بابِ غرفَته بعُبوسٍ عَلى وَجهِها.













”يُمكِنك المُغادرَة، سَأفرِغ الحَقيبَة فيمَا بَعد..!“ أجَاب بَعد ان إقتَربَ مِنها ، يَدفعَها خَارجًا و يُغلِق البَاب و بِغَير إهتِمام إِستَلقَى علَى السَّرِير بتَعبٍ و سرِيعًا انكَمش علَى نَفسِه ليَستَعد للنَوم.













كانَت بِضعَ دقَائِق فحَسبُ منذُ خرُوج السيَّدة بيُون مِن غُرفة ابنِها و هَا هِي تعُود ، تَطرق البَاب بِخفَّة لتَفتَحه دُونَ ان تَسأل او تَنتَظر الحُصُول على موَافقَة ابنِها، هِي فَحَسب اقتَحمَت غُرفَته حَاملَة صينِيَّة بيَدِها علَيهَا كُوب عَصِير و كُوب آخَر بِه مَاء .













”عزِيزِي..!“ هِي ربَّتت عَلى رَأسِه ، ”خُذ الأمُور برَويَّة.. اعلَم انَّك لَستَ بخَير!“ اردَفت بَعدَ ان احسَّت بإِهتزَاز رأسِه أسفَل يَدِها كإِشَارَة لعدَم نَومِه. ”فلتَعلَم انَّك مَحظُوظ بِوجُود أصدِقائِك الَى جَانِبك ..!“ تنهَّدت بقلقٍ لتُخلِّل أصَابِعها بَينَ خُصلَات شَعرِه تدَاعِب فَروَة رَأسِه .













بِيكهيُون ظلَّ صَامتًا، يُقابِل والِدتَه بظَهرَه بينمَا يَدفِن وجهَه بالوَسائِد . لَم يَكن نائِما بَل لَم يستَطِع.. لَم يكُن مُرتَاحًا ، عقلُه حَافِلٌ بالأفكَار و كَثِير مِن الأمُورِ تشغلُه ليتَمكَّن مِن النَّوم ، فلَا يَذكُر متَى كَانَت آخِر مرَّة استَطاعَ فِيهَا النَّوم بشَكل مرِيح دُون الإستِعانَة بدَواء الأرَق خاصَتَه ، سيُضطَرَّ دَومًا لإِبتِلَاع حبُوب منَوِّمة ليَستَيقِظ صبَاحًا بجَسدٍ مُنهَك .













أمورٌ كَثيرَة بالفِعل تُتعِب عَقلَه و رُوحَه ، عزَم عَلى نِسيانِها لكِنَّه سيَجد نَفسَه يفكِّر بهَا بِدُون أن يُدرِك حتَّى ، يَقضِي ليَالِيه بَينَ تَقلِيبِها دَاخِل رَأسِه و بَين محَاولَاتِه اليَائِسَة فِي النَّوم.













يُمكِنه سمَاع تنهُّدات والِدتَه المتَكررَة و الإِحسَاس بَيدِها التِي تُداعِب رأسَه، و بدلًا مِن الشعُور بالإستِرخَاء هُو شعَر بالذَّنب. وَالدِته تفعَل كلَّ ما بوُسعهَا لمُسَاعدتِه على تَخطِي مشَاعرِه المُختلِطة. فقَد علِم مؤخرًا فَقَط.. و قَد كانَ مصدُومًا عِندَما صَارَحته والدَته بِشأنِ عِلمِها بميُولِه و العلَاقَة التِي جَمعَته بتَشَانيُول ، بَعدَما كانَ مِن المُفتَرض ان يَكُون الشَّخصَ الذِي يصَارحُها .













صَدمَة اخرَى قَد تَلقَّاهَا بِيكهيُون ، كونُ وَالدَتِه دَاعمَة لَه، بَعدَ ان تَوقَّع رفضَها .. كَان بمَثابَة صَفعَة قَويَّة افقَدتهُ توَازُنه، هو كَان مذهُولًا. بَعدَ ان أخبَرته بتَقبُّلهَا لكلِّ شَيء .. بأشَّد النبَراتِ حنَانًا صرَّحت بدَعمهَا لَه دونَ علمِ زَوجِها حتَّى ، لتَمنَع ابنَها مِن الحَدِيث عَن الموضُوع.. تُربِكه مُجددًا بِحدِيثِها عَن تَركِ موضُوعِ مصارَحة وَالدِه بالأمرِ .. لهَا.













هيَ فَقط لَم تَحتَمل رُؤيَة ابنِها يضِيع مِن يدَيهَا ، اكتِئابُه او ايًّا كَانَت حالَته الصحيَّة و النَّفسيَة هِي أجبَرت نَفسَها على التدخُّل بعدَ ان مَنعَت نَفسهَا عدَّة مرَّات، فِي النِهايَة هِي ستَكُون اكبَر مُتضرِّر بَعدَ بِيكهيُون اِن سَاءَت حَالَته ، هي ستَنهَار حَتمًا.













”امِّي..!“ صوتُه خَرَج خَافتًا .. مُختَنقًا ، لكِن ذلِك لَم يمنَع لمحَة الأسَى بنَبرَة حَدِيثِه من الظُّهور ، و وَالدَته إستَشعَرت ذلِك لتُهمهِم تَحثُّه عَلى الحَدِيث دونَ ان تَتوقَّف عَن مُداعَبة و تَمسِيد شَعرِه . ”اشعُر بأنَّ كلَّ شَيءٍ ضدِّي !!“ هُو اردَف بِضُعف ، أكَانت تِلك مَوجَة إرتِعاش تَجرِي بكَامِل جَسدِه؟ هوَ لَم يَعلَم حقًّا .. لَكِن ارتِجَاف جَسدِه كَان دلِيلًا كَافيًا على شُعورِه بالضُّعف.













بِيكهيُون لَم يَبكِي، علَى الرَّغمِ من كُلِّ مِن شَيء.. دوَاخِله المُضطَربَة و مشَاعِر المُختَلطَة بَين حبٍّ و كرَاهيَة، اشتِياق و عَدم اهتِمام. هو ببسَاطَة كانَ مُشوَّشا لَكِن لَم يَبكِي ، علَى الرَّغم مِن رَغبَة العَارمَة في الإفصَاح عَمَّا خَبَّأه ، عمَّا كبَته مِن دُموعٍ لسَنَة كاملَة.. هوَ ذاتُه لَم يَعلَم ان كَان ذلِك ادِّعاءًا للقُوَّة و الثَّبات.. كذبًا و افتِراء علَى نَفسِه ام غيرَ ذلِك، هوَ لَم يهتَم .. لَن يَستَفيد شَيئًا مِن تحلِيلَاته العقِيمَة هذِه.













”جمِيعُنا معَك عزِيزِي ، لَا شَيء سيَقِف ضدَّك و نحنُ معك!!“ هيَ تحدَّث بصَوتٍ خَافِت . إثرَ ارتِجافِ جَسدِه اسفَل يدِ والدَته، هوَ احسَّ بالفَراغِ يحَاوِط رَأسَه، بعدَ ان سَحبَت يدَها مِن شَعرِه ، و بإِرتِخاء السَرِير أسفَله لوَضعِه الطَبِيعِي ، هُو ادرَك انَّ والدَته إستَقامَت مِن جلُوسِها لتَبتَعد..












بيكهيُون لَم يتحَرَّك او يَصدِر ايَّ ردَّة فِعل، فقَط يُغمِض عَينَيه، ”فلتَحضَى ببعضِ الرَّاحَة ، سأترُك عصِيرَك هنَا..!“ بيكهيُون استَمع لكلَامِها الرَقيقِ بعدَ ان احسَّ بقُبلَة قَد طُبِعت علَى مؤخرَة رَأسِه ، تلَتها تربِيتَة خفِيفَة بذَاتِ المكَان .













سمِع بِيكهيُون صوتَ البَاب و هوَ يغلَق بعدَ مدَّة ليَتزَحزَح مَانحًا جَسدَه وَضعيَة اخرَى مُريحَة، يَعلَم انَّه لَن يَحضَى بغَفوَة مرِيحَة عَلى ايِّ حال ، و هاتِه الرِّحلَة بالتَّأكِيد لَن تُرخِي اعصَابَه كمَا يُقالُ لَه .. لذَا سَيستَمرُّ بعَزمِه عَلَى الرَّفض . هُو فقَط بِحاجَة للبَقاءَ حبِيسَ غُرفتِه ، فقَط هنَا حَيثُ يَشعُر بالرَّاحَة و الإنتِماء.. لَا حَاجَة لَه بِأيِّ مكَان آخَر.













🌿














كثِيرٌ مِن الأنِين ملَأ الغُرفَة ، اضَافَة لوُجود تحَرُّكات هنَا و هنَاك. هوَ للتَو كَانَ يركُل بقَدمَيه و قَبلَ قلِيل كَان يَلكُم الهوَاء بعَفويَّة . الغُرفَة كانَت سَاكنَة و لَم يُحدَث بهَا و لَا حَولَها ايُّ ضجِيج قَد يُوقِظ الصَّغير المُستَغرِق فِي نَومِه.













بِيكهيُون ايضًا لَم يَعلَم، لِكم ساعَة نَام اَو ايِّ شَيء هو لَا يَذكُر حقًّا. لَكِن شعُور غرِيب رَاودَه ، يُخبِره انَّ وقتَ استِيقَاظِه قَد حَان.













و قبلَ ان يَفتَح عَينَيه هوَ بدَأ بالرَّكل و المُواء مِن جدِيد، اصوَات غرِيبَة صدَرت عَنه اثنَاء تحرِيكِه لسَاقَيه.. ذِراعَيه و رأسِه و كامِل جَسدِه ، كانَت تلكَ طقُوسَ إستِيقَاظ بيُون بيكهيُون المُميَّزة .. الأَغرَب علَى الإطلَاق.













هُو انتَظر سقُوطَه مِن علَى السَرِير فِي ايِّ لحظَة و قَد حضَّر نفسَه لذلِك، لَكِن ذلِك لَم يَحدُث . مُتأكِّد مِن انَّ قَد لَف جسَده و ادَاره لأكثَر مِن خمسِ لفَّات فوقَ السرِير لكِنه لَم يجِد بَعد حافَّة او حدُودًا للسَرير.













حَسنًا، سرِيرُه ليسَ بذَلِك الوُسع ، و لَيس بهَاتِه الليُونَة ايضًا.. شَيء مَا بدَى غَيرُ صَائِب . يدُه امتَدَّت أسفَل الغِطاء الذِي انكَمش جَسدُه أسفَله مُختَفيًا كليًا ، يَبحَث عَن هاتِفه دونَ الإستِعانَة بعَينيه ، نظرُه كانَ ضبَابيًا و لَن يسَاعِده على ايِّ حال.













بعدَ عَشرِ دقَائق مِن تَحرِيك يَده في الفَراغ ، لَم يجِد اثرًا لهَاتِفه ، لَكن يدُه قبَضت على شيءٍ آخرَ غيرَ هَاتفِه بعدَ ان جالَت خَارِج الغطَاء لمدَّة ، مُنبِّه .













دَعكَ عَينَيه لتَصحِيح نَظره الضبَابِي و بِصعُوبَة تَمكَّن مِن حَملِه بطرِيقَة صَحيحَة بَينَ يَديه . شعَر بعيُونِه تخُونُه ، أ كَانت تِلكَ السَّاعَة التَّاسعَة صبَاحًا ؟ أ مَعقُول نَام لِأكثَر مِن ثمَانيَة عشَر سَاعة ؟ تَقريبًا يَومٌ كامِل ؟ .













هوَ لَم يهتَم علَى ايِّ حَال ، فقَد إستَحقَّ غَفوَة طوِيلَة مرِيحَة كتَعوِيض لِليَالي أرَقه المُريع ، و مُستَعدٌ للعَودَة للنَومِ مجدَّدًا حتَّى . بِغيرِ اهتِمام هو رَمى المُنبِّه بجَانبه ليُبعِد الغِطَاء عَن جسَدِه و يَستَقيم بظَهرٍ مقوَّس ، عِندَها ألَم مرِيع هاجَم جسَده بِالكَامل ، و يُمكِنه ان يَشعُر بصُداعٍ قاتِل بَرأسِه أيضًا.













أيضًا لفحَة مِن الهوَاء الدَّافئ الصَّباحِي قَد ضرَبت بوَجهه ، تجعَله يستَديرُ لمكَان تسرُّبِه .. حيثُ الشُرفَة مفتُوحَة علَى مصرَعيهَا ، و قَد اتضَح مِن رُؤيَة بِيكهيُون الضبَابيَّة مِن خلَال الشُّرفَة انَّ النُّور قَد غلَّف العَالَم بالفِعل، هوَ حقًّا نَام لوَقتٍ طوِيل.













بصُعوبَة وقَف ليَبتَعد عَن السَرِير ، و بعيُون شِبه مفتُوحَة هُو تقدَّم نحوَ المَخرَج الذِي بالكَاد يُبصِره . تعثَّر عدَّة مرَّات و صدَم اصَابِع قدَميه لمرَّات لَا تُحصَى ، لَكنَّه وصَل للبَاب ليَفتَحه و يَدلَف خارجًا.













تمَشَّى فِي الرِّواق بجَسدٍ مُترَنِّح ، و بالرَّغم مِن محَاولَاتِه للمُحافظَة على ثبَاتِه هوَ سيَجد نَفسَه مُستَندًا علَى الحَائِط بينمَا يجرُّ ساقَيه ليَقطَع ذلِك الرِّواق الذِي بَدى طوِيلًا اكثَر مِن اللَّازِم ، بحَدقَتين مُهتزَّتين هو نظرَ امَامَه دونَ ان يرَى نِهايَة للطرِيق الذِي يسلُكه .














أذنَاه فَجأَة التَقطتَا حدِيثًا مَا ، كَان بَعيدًا عَن مسَامِعه  و اشبَه بالهَمس ، و قَبل ان يُدرِك.. احدُ الأبوَاب المَعدُودَة التِي تَنتشِر في الرِّوَاق فُتحَت بُغتَة و قَد اَوشَكت علَى صَفعِ وجهِه ، ليَخرُج مِنهمَا شخصَان قَد تعرَّف على هويَّتِهما سرِيعًا على الرَّغم مِن كونِه تَقريبًا فَاقدًا للوَعي ، احدُهما يحمِل هاتِفًا و قَد مشغُولًا بالحَدِيث بينمَا الآخَر يستَرِق السَّمع.













يُمكِن لبِيكهيُون رؤيَة ابتِسامَتهما السَّعيدَة ، و كذَا نبرَة حدِيث الطَرفِ الآخَر المُبتهجَة فِي الهَاتِف ، و الذِي لَم يبدُو اقلَّ سعادَة مِنهمَا.













”بِيكهيُون ..!“ احدُهمَا نادَى عَلى الأصغَر الذِي تَوسَّط الروَاق دُونَ أن يبرَح مَكانَه ، ينتَظرُهما ليَقتربَا مِنه فلَم تعُد لَه طَاقَة للحرَاك ، و سرِيعًا همَا فَعلَا .













”والِدتُك ..!“ صَاحِب الأعيُن الغزَاليَة اشَار بعَينَيه للهَاتِف بعدَ ان دَفعَه امَام وجهِ بِيكهيُون ، ليَلتَقطَه الآخَر كردَّة فِعل غيرَ واعيَة . صَوتُ والدَته .. كانَ ذلِك صَوتُها و نبرَتُها السعِيدَة في الحَديث .













عَينَا بِيكهيُون ثبَتتَا علَى الأرضيَّة ، تَستمرَّان بالإهتزَاز و الإرتِجاف و ذلِك يَمنَعه مِن الرُؤيَة بشَكل جيِّد . حتَّى هُو لَا يَستَوعِب كلَّ ما يَحدُث مَعه ، و حَدِيث وَالدَته يُربِكه اكثَر و يجعَل الأمرَ غيرَ وَاقعِي اكثَر.













”أنتَ فِي ألمَانيَا عَزِيزِي.. ! لقَد وصَلت قبلَ ساعَة مِن الآن ..!!“.













بِيكهيُون ابعَد الهَاتِف عَن اذُنه ليَدفَعه بضُعفٍ نحوَ لُوهَان ، لَا يَرغَب بسَماعِ مَزِيد مِن الهُراء . لَا يُمكِنه التَّفكِير فِي شَيء و لصُداعِ رَأسِه الفِضِيع الفَضل فِي ذلِك .














هوَ قررَ فقَط ، سيَتعَامَل مَع الأمرِ الذِي يبدُو كحُلمٍ غَرِيب لَاحقًا امَّا الآن فسَيعود للنَّوم فَحسب . بِيكهيُون امتَلك نَظرِية ، الحلُّ الوَحيدُ للتَخلُّص مِن صدَاع الإستِقاظِ من النَّوم .. هُو العَودَة للنَوم ، لَيسَ و كَأنَّ له حلٌّ آخر، الآن هو سينَام ليَستَيقِظ فيمَا بعدُ بوَعيٍ تَام.










هُو قَادَ قدَماهُ نَحوَ الغُرفَة التِي كانَ بِها و التِي بصُعوبَة وَجدَها عندَ احدَ اجزَاء ذلِك الرِّوَاق الطَوِيل اللَّعِين، الشُكرُ لتَركِه البَاب غيرَ مُوصدٍ سهَّل علَيه الأمر، و سرِيعًا عَادَ لسرِيرِه ليَسقُط فِي سبَات آخَر.













🍃













شَهقَ بِيكهيُون ليُدرِك الضَّوء الأبيَض الذِي سَطعَ علَى وَجهِه، مَع انفَاسِه المَسلُوبَة كمَا لَو انَّه يتِمُّ خَنقُه، هو ادرَك انَّه كانَ مَلفوفًا بالغِطاء بإحكَام. بيكهيُون لَم يستَغرِب ذلِك ، فعَادَات نَومِه فضِيعَة و لَاشكَّ في انَّه لَف نَفسَه بِه اثنَاء ذلِك ، حتمًا هُو سيَموت يَومًا مَا مُختَنقًا بغطَاءِه .













نومُ بيكهيُون كانَ مرِيحًا و سِلميًا و لَم يرغَب بالإستِيقَاظ ، لَكِن الكَثِير من الأمور أجبَرتهُ علَى الإستِيقَاظ بقَلبٍ مذعُور و مُرتعِب .













”مُجرَّد حُلم غَبي ..!“ هُو رَدد بَينَما يَدعَك صَدغَيه ثمَّ عَينَيه ، مُنشغلًا بمحَاولَة ازَاحَة بَعضِ مِن الثُّقل مِن عَلى جَفنَيه ليَفتحهمَا بشَكلٍ وَاسِع ، و بعدَ دقَائق معدُودَة هُو فتَحهُما ببُطء بَعدَ ان قرَّر الإستِقَامة مِن علَى السَرِير ، هُو اخَذ اكثَر مِن كفَايتِه فِي النَوم و يبدُو انَّه لَن ينَام للَيلَتين متتَاليَتين .













عينَاه تَوسعَتا بصَدمَة ، قلبُه يَضرِب خَلف قَفصِه الصَّدرِي ، الدَّم يُضخُّ بعَينَيه بشدَّة ، هو للَحظَة باتَ خَائِر القوَى و لَا يُمكِنه الحَراك ، كُل عُضوٍ بجِسمِه يَرفُض العَمل ، أطرَافِه و كُل شَيء آخر أصِيب بِالشَلل.













بِيكهيُون حَزرَ سَريعًا إجَابَة لوَضعِه الحَالِي ، امَّا انَّه مَايزَال نَائمًا و الحُلم الغَرِيب ما يزَال قَائِما و الَّا .. فَهو يَحلَم ايضًا عَلى ايِّ حَال ، لَم يُوجَد اختِيَار آخر غَير كَونِه عَالقًا في ذاتِ الحُلم الغَبي مُنذ الأمس .













ارَاد الصُراخ فمَا يرَاه الآن غيرُ واقعِي ، و بحَق.. هُو مَقتَ الحُلم اللَّعين الذِي مَا يَزال حبِيسًا بِه.













تِلك لَم تَكُن غُرفَة لُوهان ، و لَم تَكن خاصَة كيُونغسُو أيضًا . غُرفَة هانيُول ؟ بِيكهيُون هزَّ رأسَه نَافيًا ، مُستَبعدًا الفِكرَة سرِيعًا.








قَد كَانَت غُرفَة بَيضَاء بأسلُوب أجنَبي كلَاسِيكي ، غلَب عَليهَا الطَابِع المَلكِي . سوَاء أثَاثُها ، مِن الخزَانَة العملَاقة التِي تربَّعت في احدَى زوَايَا الغُرفَة ، حتَّى السرِير الكبِير الذِي اختَفى جسَد بيكهيُون الضَّئِيل داخِل حجمِه و افرِشَة الحَرير التِي تناثَرت علَيه ، و الذِي طغَى علَيه اللونُ الذَهبِي ، و إرتفَعت زوَاياه الأربَعة بعصِي باللَّون الذَّهبِي مُرصَعة بجوَاهِر بَيضَاء و بِقببٍ دَائريَة ذهبِية.













الطَابِع الكلَاسِيكي الملكِي اكتَسح حتَى جُدرَان الغُرفَة ذاتِ السَّقفِ المُرتَفع ايضًا ، فَزخرَفاتُها التِي تخللَ بيَاضُها بعضُ مِن اللَّون البِيج الحَليبِي و قلِيل مِن البُني الفَاتِح قَد خَتمَت اللَوحَة الفَنية التِي يُحتَجز داخِلها الفتَى.












بِيكهيُون فكَّر فِي انَّه لرُبمَا قَد تَم اختِطافُه ، لكِن ايًّا كانَ خَاطفُه فهوَ شَخص غنِي كاللَّعنَة، و انِيقٌ و يمتَلِك ذَوقًا رَفيعًا ايضًا.









بِيكهيُون ذُعِر مُجددًا بعدَ أن كانَ هَادئًا قبلَ لَحظَات يُبدِي اعجَابَه بالغُرفَة التِي استَيقظَ فِيها. التَّفكِير في انَّه داخِل مَنزِل المُختطِف لَا يُمكِنه ان يسَاعدُه على الهدُوء علَى الإطلَاق.













بِجسَد شِبهِ مُتخدِّر هُو حَاوَل التَزحزُح مِن علَى السَرِير ليقِف أخيرًا علَى قدَميه ، و بصُعوبَة تقدَّم مِن البَاب الكَبير يُمسِك مِقبَضه داخِل قَبضَته الصَغِيرة ليَسحبَه للأَسفَل بإرتِجافٍ لَم يتَوقَّف .













البَاب انفَتح و بيكهيُون قد سَحب جَسدَه خَارِج الغُرفَة ليَجد الروَاق الطوِيل ، ذاتُه مِن الحُلم؟ هُو فكَّر! اللَّعنَة.. هُو عَالِق في ذلِك الحلُم مُجددًا! تاليًا سيُفتَح احدُ الأبوَاب و سيَخرُج رفِيقَاه مَع هَاتِف، و سيُحادِث والدَته عَبره فَتُخبرَه ذلِك الهرَاء مجددًا عَن كَونِه فِي كندَا؟













تقَدم بيكهيُون ببُطء و تَردُّد شَديدَين يقطَع الروَاق في انتِظار اللَّحظَة التِي سيَظهَر فيهَا رفِيقَاه ، لكِن لا شَيء حدَث.













استَمر بالتَقدُّم و أخِيرًا هو وصَل لنهَايَة الروَاق حَيثُ وَجد سلَالِم، و بتَردُد هُو خطَا خُطوَته الأولَى فتَليهَا ثانِي خُطوَة و ثالثَة خُطوَة ، و دُونَ ان يَنسَى تَفقُّد ما خَلفَه او ما علَى جانِبيه هو نزلَ الدرَج ليُصبِح في الطَّابِق السُفلي... كمَا يَظُن.













تقدُّم بهدُوء علَى رؤُوسِ أصَابِعه مُتفقِّدًا أرجَاء المكَان ، الطَابق السُفلِي كانَ شَاسِعا بحَق و بِيكهيُون لَم يعلَم ايَّ جُزءٍ مِن سيَتفقَّد اولًا، جُزءًا لَن يَجعَله يوَاجِه خَاطفَه وَجهًا لوَجه.













بيكهيُون حدَّد بعَينَيه وِجهَته.. كانَت أحدَ الغُرف ببَابٍ عِملَاق و بِيكهيُون اختَارهَا بِدايَة. بتَوتُّر يَنهَش كلَّ جُزءٍ مِن عَقلِه، هُو إقتَرب مِن البَاب المَفتوحَة علَى مَصرعَيها بهُدوءٍ ، و عِندمَا أصبَح أمَامها دَلف لدَاخِل الغُرفَة مُتفحصًا ايَّاها بإهتِمام .













لوَهلَة كُل خلِيَّة مِن جَسدِه إختَارت التَوقُّف عَن العَمل ، مَوجَة ارتِجاف أصَابَت اطرَافَه، عَقلُه باتَ فارغًا ايضًا، و عينَاه اتسَّعتا بذُعرٍ و حدَقتَاه اهتَزتَا بقلَّة حيلَة لمَ ترَاه، فكُلُّ مَا تَشهدُه عينَاه لَم يَكُن بالحُسبَان.. و للَحظَة هُو ندِم علَى فكرَة تركِ الغُرفَة التِي استَيقَظ بهَا.













كلُّ مَا رآه بِيكهيُون كانَ جُزأه الخَلفِي، لَكنَّه لَم يحتَج لرُؤيَة الجُزء الأمامِي ليُحددَ هويَة الشَّخص امامَه. و كمَا لَو انَّ بينَهما تخَاطُر، بيكهيُون ما يزَال عَالقًا في صَدمتِه عِندما التَفت الآخر الَيه، يُريه نَفسه كَاملَة فيَجعل كافَّة شُكوكِه تَختَفي.













كانَ امَامَه مبَاشرَة، الشَّخصُ ذاتُه كمَا عَهدَه . ذَاتُ الجَسدِ و الوَجه، بعيُونِه ذاتِ الشَّكلِ المُميَّز و الزَاويَة المُرتَفعَة و شِفاهَه المُمتلئَة ، و شَعرِه المُسرَّح للأسفَل و الذِي يُخفِي جبِينَه و قليلًا مِن عَينَيه.. و الذِي كانَ اطوَل بشَكلٍ مبَالَغ فِيه .













لكِن بملَامِح مُتعبَة و وَجهٍ خَالٍ مِن التَّعابِير، فقَط تِلك الأعيُن الذَّابلَة التِي تَنظُر لَه بنَفس النَّظرة دائِمًا ، النَظرة المَليئَة بالعَاطفَة.. الوُد و الإشتِياق، كانَت نَظرة غَير غريبَة عَن بِيكهيُون .













لَم يَعلَم مالخَطأ الذِي فَعله بِيكهيُون ليُوضَع فِي وَضعيَّة كهَذه، لَم يَعلَم ما عَليه فِعله، لَكِنه اختَار الصَّمت كحلٍّ مُنذ انَّه غيرُ قَادر عَلى قَول شَيء ، هو ابتَلع بصُعوبَة مُستمرًا بمبَادلَة الآخر التَحدِيق .













انشِغال بِيكهيُون بهَول مَا يَراه امَامه قَد اغفَله عَن اكبَر اختلَاف طَرأ علَى الأطوَل امَامه ، كلُّ شَيء بدَا طبِيعيًا ما عدَا شَيء وَاحِد و هو للتوِّ لَاحَظ ذلِك... لِتكُون تِلك اكبَر صَدمَة بحيَاتِه .














بَارك تشَانيُول، ذاتُه بدُونِ ايِّ اختلَاف ..















سِوى كَونِه مُقعَدٌ علَى كُرسِيٍ مُتحرِّك..
















”قَد مرَّ وقتٌ طَوِيل.. بِيكهيُون !“...





و كَم كَان وَقعُ اسمِه بَينَ شفَاه الأطوَل.. جمِيلًا.. لطِيفًا.. مُسرًا لأذنَيه..
و بنَفسِ الوَقتِ مرًا.. لَاذعًا.. مُؤذيًا لقَلبِه و رُوحِه...



















هيلُوز ي حلوِيني :') *تعطيكم ابتسَامة أسَف*



آسفَة :(



بس ولله الي خلاني أتأخر هو الوَقت بين ألمانيا و كوريا، لأني كتبت البارت بلا ما انتبه لفرق الوقت و ما حسبت حساب مدة الرحلة بالطيارة. فإضطريت ابحث عن فرق التوقيت بيناتهم و مدة الرحلة بالطيارة و الي هيا تقريبا 12 ساعة؟ هيك لقيتها مدري اذا صحيحة 🌚💔 مدري اذا منطقية بالنسبة لكم او لا 😂💔



بالنسبة لجزئية الانتقال بالاحداث لسنة، اتمنى ما اكون سرعت الاحداث لأنو حرفيا ماصار شي بحياة بيك من اللحظة الي اختفى فيها تشان،، فانتقلت على طول لآخر السنة الجامعية الأولى لبيك و كيف رجعتلو ذكرى التنمر الي عانى منو بفترة اختفاء تشانيول الأولى. و بالبارتات الجاية بنفهم كتير اشياء و تتوضح الأمور تدريجيا.



كمان سلكوا اذا لقيتو اخطاء 🌚🔪 ولله دايخة هالايام بس حبيت انشر لأني تأخرت كثير 😭💔



بالنسبة للبارت 12 ، نقدر نقول فاضل 1/4 و يجهز بس حاليا مافيني اخلصه فرح يتأخر بسبب امتحاناتي.. مضغوطة مرررةةةةة و الامتحانات بعد اقل من 15 يوم 😭💔 اتمنى تنتظروه ..



ادري طولت بالحكي.. 🌚🔪 بس مشتَاقَة 😂



ايني وايز ، انا وصلت 300 متابع :( فاشكركم ، و شكرا على التفاعل و التعليقات و اللايكات بعد..



أرَاءكم و تعليقَاتكُم على البَارت؟ 💁


اهتمُّوا بأنفُسكُم و كُونُوا بِخَير .. 🙏


انستغرامي : @marcel__ine 🌸
© فَـ'ـاسِيلِيسَا ツ,
книга «LACUNA <CB>».
Коментарі