00 : I.N.T.R.O
01
02
03
04
05
06 -M-
07 -M-
08 -M-
09
10
11
12
10
الجُزئِيَّة العَاشرَة 🍀 إستَمتِعُوا~

فُوتس ؟~
تعلِيقات بِين الفقرَات ؟~

[رَجاءًا 🙏]


[قَرأت؟ تَعلِيق عَن رَأيِك بصَراحَة 🌷]




❜ الوَداع.. مُجدَّدًا ❛





❞ كمَن يقِف عَلَى جُرفِ المَوت ، تَنفَستُ ما تَبقَى مِن هوَائِي .. مُستَعدًا للهُروب بَعيدًا .. ان كَانَ ذلِك رَاحَة لَك ❝




















بِيكهيُون تحرَّك بإستِمرَار، لَا يمكِنُه النَّومُ برَاحة بسَببِ ضَوضَاء تحدُث في الأرجَاء، بالرَّغمِ من كونِها خَفيفَة لكِن ذلِك مَنعَه مِن النَومِ نظرًا لمُشكلَة النّوم الخَفِيف لدَيه.










فرَك عَينَيه بِخفَّة لتَصحِيح رؤيَتِه ثمَّ بعثَر شَعرَه بِغيَة ترتِيبِه و ببُطءٍ هو خرَج من خَيمَته متفَحصًا المكَان حَولُه و الذِي بدَى هادِئًا علَى عَكسِ الأصوَات الغَريبَة التِي تَسمَعها أذنَه.










بتَرنُّح هو اتَّبع مَصدَر الصَّوتِ ، و بإنذِهال هو فَغر فاههُ لمَ تراهُ عينَاه، يقسِم انَّه لن يرَى بِحيَاتِه اجمَل من ذَلك. كانَت بُحيرَة صغِيرَة و يصبُّ بهَا شلَال مُتوسِّط العُلو ، المَنظَر كانَ خاطِفًا للأنفُس و ذلِك حقًا هُو مَا حدَث لبِيكهيُون .










”هيُون..“ صوتٌ مَا ندَه علَى بيكهيُون ليلتَفت لَه بِسرعَة، و بإشرَاق هُو ابتَسم عندَما تَعرَّف عَلى الفتَى، و الذِي لَم يكُن سوَى هانيُول. هو تقدَّم بِخطًا بطِيئَة نَحوَ البِركَة و التِّي كانَ بها عَددٌ من الشبَان يستَغلُونها للمرَح و الإستِمتَاع... فيمَا تجلِس الفتَيات بإستِرخَاء على اليابِسَة المحيطَة بِها .










”ألَن تنزِل..؟“ هانيُول سَألَ مِن دَاخل البُحيرَة ليرشَّ بعضَ المَاء على بيكهيُون الوَاقِف على الحَافَّة ، و الأصغَر جفل بِصدمَة لرُؤيَة قَميصِه المُفضَّل يَتبلَّل.










بيكهيُون ارَاد ان ينظَمَّ لَهم، خِصيصًا بعدَ رؤيَة طَريقَة استِمتَاعهم و هُو يحتَاج لإستِغلَال هاتِه الرِّحلَة على اكمَل وَجه ، لكِّن انتَهى به الأمر جَالسًا علَى الجانِب بمُفردِه بعدَ ان رَفضَ النزُول.










حسنًا هو حقًا لعنَ حظَّه ، فللتوِّ تَذكَّر انَّه الأسوَء بالسِّبَاحة . فقَد ارَاد ان يتَعلَّم و قَد كانَ مُتحمِّسًا لذَلك ، و تشَانيُول اخبَره بأنَّه سيُعلمُه لكِنه.. اختَفَى قبلَ أن يفعَل. بيكهيُون هزَّ رأسَه ثمَّ صفَع جبينَه بغيرِ رضَا، كيفَ انتهَى الأمرُ بِه بالتّفكِير في تشانيُول حتَّى!!










لربَّما بِيكهيُون سيَعتبِر ذلِك سببًا سَخيفًا يمنَعه مِن قضَاء وقتٍ مُمتعٍ مَع رفَاقِه ، لكِن حظُّه السَيء مُجددًا هنَا ليتَدخَّل للمَرة الثَانيَة ، فهوَ و اللعنَة نسيَ احضَار ملَابس داخِليَّة غيرَ التِي يرتَدِيها و مستَحيلٌ ان يخَاطِر و يُبلِّلها فيَبقَـ-.. هو فقَط توقَّف عن التَّفكِير في الأمر، مجرَّد التَّفكِير بِه يَجعَله محرَجًا.










”بيكهيُون..“ هو رفَع نظرَه نحوَ مصدَر الصَّوت و الذِي اتضَح انَّه كَاي هذِه المَرَّة . ”سأمنَحك ملَابس داخلِيَّة، لدَي مخزُون اضافِي!“ كاي صاحَ بلَا حيَاء ليُقهقِه هانيُول بعدَ ان اقتَرب مِن الأسمَر فيضرِبه بمِرفقِه ليَتحدَّث بإستِمتَاع ، ”و سَنعلِّمك السبَاحَة لذَا لَا تقلَق!!“ .










بيكهيُون اخفضَ بصرَه بحَرجٍ بعدَ ان تمَّ فضحُه من قبلِ الأحمَقين ليُطلقَ وابِل شتَائِمه عليهِما ، ثمَّ منذُ متَى اصبَحا ودِيَين مَع بعضِهما!! بيكهيُون تَساءَل بينمَا يبسَط كفَّه على وَجهِه يُخفِي احمِرار وَجنَتيه.










بقلَّة حيلَة هو عادَ نحوَ خَيمَته ليغيِّر ملَابسَه بعدَ ان اخرَج بنطَالًا صَيفيًا قَصيرًا ليرتَديه و قَد ابتَسم برضًا لكَون البنطَال الصَيفِي غيرَ قصِير كِفايَة لإِظهَار الندُوب التِي تشوِّه فخذَاه . هوَ لوَهلَة ارَاد الثَّناء علَى نَفسِه لإختيَاره الحكِيم ، فَحقًا هو لَا يَحتَاج لحضُور آخَر لحظِّه السَيء فَيمنَعه مِن الإستِمتَاع كالبقيَّة هُنا.










أخيرًا هو انتَزع قَميصَه ليتَفحَّص مظهَره اللطِيف ، مُفرجًا عن شحُوب سَاقَيه و عَن عضَلات بَطنِه اللَّطيفَة الغَيرِ مَرئيَّة ، عائدًا نَحوَ البحَيرَة .










اقتَرب مِن المَاء ليَنزِل بهدُوء امَام صيَاح الفِتيَان و تَرحِيبِهم الغرِيب بِه و الذِي كانَ هجُومًا مائيًا غيرَ عادِل عَلى الصبِّي ، بينمَا الفتيَات الجَالسَات على اليابسَة يرَاقبنَ بِتمعُّن اجسَاد الفتيَان الممشُوقَة و المُغريَة.. و جسَد بيكهيُون اللَطيف و الجذَّاب الذِي يتَوسَّطهُم .










تشَانيُول راقَب بصَمتٍ ما يحدُث فيمَا يَجلِس بهُدوء على الجَانِب ، بمَكانٍ كانَ قريبًا مِن خاصَة بيكهيُون كثِيرًا . ذلِك جعلَه يفكِّر ، إن كانَ الأصغَر لَم يلحَظ وجُودَه هُناك أم تجَاهلَه عمدًا !! و بسهُولَة استَنتج ان الصَبيّ لَم يرَه حقًا علَى الرَّغم من مكَان جلُوسِه المَكشُوف و الوَاضِح ، و ذَلك احبَطه لحدِّ الجَحِيم.










هوَ فقَط رَاقبَه بغَيرَة تُشعِل عظَامَه، ففتَاه يبدُو سَعيدًا بَين اذرُع آخَر يُعلِّمه السِبَاحة، و التِي كَان مِن المفتَرضِ ان يُعلِّمه ايَّاها ، فكَاي يطَّوقُ خصرَه بذرَاعَيه بَينمَا هانيُول يُمسِكك ساقَاه، و ذَلِك لم يرضِي تشانيُول بَل اطلَق لَعناتِه المتكَرِّرة ليشِيح بنَظرِه بعدَ ذلِك عن المَنظَر المُزعِج.










”ألَيسَ بيكهيُون لطِيفًا ! علَى الرَّغم من حَجمِه الضَّئيل و مظهَره الطُّفولِي هو يَحضَى بشعبيَّة كَبيرَة داخِل المَدرسَة و خارجَها“ احدَى الفتَيَات قالَت ، تجلِس على مقربَة مِن الأطوَل .










”الكَثيرُون يترَاجعون عن الإعترَاف له بِسببِ شُهرَته ، يعلَمون انَّ لَا فرصَة لهُم معَه“ الأخرَى قالَت ليتوَافقَها الفتَاتَان سريعًا ليتردِف احدَاهن ”أنَا لَم أعلَم لكِن صدِيقَة لِي بذاتِ صفِّه تُخبِرني دائمًا عن الهدَايا التِّي توضَع علَى طَاولَته كلَّ يَوم مَصحوبَة بإِعترَافَات“.










”أنَا حتَّى فكَّرت بالإعتِراف لَه .. لَكنِّي تَراجَعت!“ احدَاهن تَحدَّثت مازِحَة بعدَ ان تنهَّدت لتَرتَفع قَهقَهات الأخريَات كردَّة فِعل لكلَامِها، ”هوَ لَن ينظُر لَك او لِأي فتَاة اخرَى .. كمَا انَّ نوعَه المُفضَّل مِن الشُّبان مختَلف. بالتَّأكيد كونُه لطيفًا و صغِيرًا سيُحبُّ ان يكُون حبِيبُه رجُوليًا و شهمًا ، طَويلًا اضَافَة لكَونِه وسيمًا!“ الأخرَى شرَحت بإِهتمَام لتَحصُل على مُوافَقة الأخريَات بسُرعَة.











”بعيدِ الحبِّ ، صدِيقتِي اخبَرتني انَّ مكَانَه يمتلِئ بالهدَايَا و الشكُولَاه ، لكنَّه في النهايَة سيقُوم بتَوزِيع الشكُولَاه علَى زملَائِه بالصَّف ، و لا يأكُلها“ ، ثالثَتهم قالَت لتُردِف ، ”ربَّما هديَّته المُفضلَّة شَيء آخَر غيرُ الشكولَاه!!“ ، انتَهت من حَديثِها لتهزَّ الفتَاتَان رأسَهما ثمَّ تلتَفت ثلاثَتهنَّ مُراقِبات بيكهيُون بإفتِتان .










”هو لَا يحبُّ الشكُولَاه!!“ تشانيُول تَمتَم بينَ شفتَيه ليظهَر شبَح ابتِسامَة علَى محيَا ثغرِه . بالعَودَة لذكرَياتِه مَع الأصغَر هوَ لَم يهدِيه يومًا شكُولَاه بِعيدِ الحُب ، فعَلى غيرِ الهدَايا التِي يرغَب بهَا البقيَّة بعيدِ الحُب ، هديَّة بيكهيُون المعتَادة التِّي يحبِّها و التِّي ستَشرِق ابتِسامَته لرُؤيتِها كَانَت كعكَ الفرَاولَة مَع الكرِيمَة .. لَا غَير.










بيكهيُون احبَّ ايضًا عندَما يمنَحه تشَانيُول بذُورًا لأنوَاعٍ مُختلِفَة مِن الأزهَار فلَطالَما ارَاد بِيكهيُون امتِلَاك حَديقَته الخَاصَّة مِن مختَلف الأزهَار التِّي يحِب، الأطوَل سيَسعَد فِي كلِّ مرَّة سيرَى فيهَا ابتِسامَة الفتَى و هوَ يمُد يدَاه لإستِقبَال هديَّتِه المُعتَادة، معَ حمَاسِه الشدِيد لمَعرِفَة النَوع الجَدِيد الذِي اختَاره تشانيُول لأجلِه ، و الذِي عمِل بجدٍّ ايضًا لإيجَاد انوَاعٍ جديدَة لَا تخطُر ببالِ الأقصَر ، حتَّى ان اضطَرَّ للسفَر خَارجَ البَلد لإقتنَائِها هوَ سيفعَل ، فإبتِسامَة بيكهيُون كانَت كَفيلَة بردِّ مجهُوده و عملِه الجَاد.










تشانيُول ابتَسَم، مجرَّد التَّفكِير في تِلك الذكرَيَات يرِيحُه.










”بِيكهيُوون!!~“ صوتُ صرَاخ لُوهَان صدَح بالمكَان ملفتًا انتِبَاه الجمِيع ، و بفزَع جَميعَ مَن كانَ بالبُحيرَة بدَأ بالرَّكضِ ناحيَة الصبيِّ الذِي هوَى جسدُه تحتَ المَاء بسَببِ ثقلِه اضافَة الى انعِدَام خبرَته بالسبَاحَة.











كانَ الصُّراخ المَألُوف أشبَه بصَفعَة اخرَجت تشَانيُول مِن حلقَة ذكرَياتِه السعِيدَة ليَستَفيقَ من احلَام اليقضَة خَاصتِه ، فَو اللَّعنَة ذلِك الصرَاخ لم يَكن عاديًا فقَد احتَوى اسمَ صَبيِّه الصغِير ، قد كَان ذَلِك صرَاخ لوهَان المُختَلط بدُموعِه ، و الذِي لَمحه و هوَ يركُض خَلفَ مَجموعَة الشبَان الملتَفِين حولَ جسدٍ مَا محمُول بينَ أيدِيهم.











عقلُ تشانيُول اصبَح فارغًا للَحظَة لا يعلَم مالخُطوَة التَاليَة التِي علَيه اتِّخاذُها ، هو اقسَم انَّ قَلبِه يركُض لأميَال لَاسيَما بعدَ سمَاعِه المتكَرِّر لإسمِ بيكهيُون ؛ و بصُعوبَة هو سَحبَ جسدَه نحوَ مَجموعَة الطُّلاب.










الجَمِيع ابتَعدوا طَواعيَة سَامحِين لتشَانيُول بالمُرور ، و الى حِينِ وُصولِه نَبضَات قلبِه لَم تهدَأ ، يتمنَّى انَّ ما يفكِّر بِه لَيسَ هُو مَا حدَث حقًا .










نظرَاتُه باتَت فارِغة بمعنَى الكلمَة ، اطرَافُه شُلَّت .. جسدَه تجمَّد و كلَّ ما حَولَه فَعل ، بغَير تصدِيق لمَا ترَاه عَينَاه هو شهقَ عندَما رَأى جسَد فتَاه ملقًا على الأرضِ كجثَّة هامِدَة و قد بَات لَون وَجهِه مزرَقًا بِشكلِ مخِيف . بَينمَا لوهَان يجلِس القُرفصَاء امَام قَدمي الأصغَر ، كَاي و هانيُول يجثُوان على ركبَتيها على جانِبَيه بفزَع واضِحٍ عَلى مَلامِحهما.










تشانيُول صدِم للحرَكة التَاليَة و الغَيرِ متوقَّعَة ، عندَما ضَغطَ كَاي بقبضَتَيه ضدَّ صَدر الصبيّ المزرَق لونُه، ثمَّ دنَى مِن وجهِه ليَمتَص شفتَيه نافخًا الهوَاء في الفرَاغ بينهمَا، مُعيدًا الكرَّة عدَّة مرَّات.









الأطوَل لَم يحتَمل، لَا يُمكِنه رؤيَة صبيَّه بينَ ايدِي شخصٍ آخَر، و بالأخصِّ كاي. لَاسيَما و انَّ رؤيَة ما يحدُث امَام عَينَيه، يُعيدُ شرِيط ذكرَياتٍ اسوَد لعِينٍ لذَاكرَته، لتَعتمرَه رغبَة عارِمة بلَكم الأسمَر حتَّى يغمَى علَيه.










تشانيُول اخفَى شِفاهَه المُرتَجفَة بكَفِّه ليَسحَب نفسَه من الحَشدِ مبتَعدًا عن ذلِك التَّجمُّع بلَا حولٍ و لَا قوَّة ، يقُود قدَميه نحوَ المجهُول.











🌿










بيكهيُون ومضَ عدَّة مرَّات ليتدَارَك الضَوء الأبيضَ العَائِد للمِصبَاح المُثبَّت اعلَى الخيمَة، فيَستَقيم بألمٍ خَفيفٍ في ظهرِه. هو دعَك عينَيه علَّ رؤيَته تتصَحح ، ليُحاوِل الخرُوج من الخيمَة بعدَ ذلِك .










الأصغَر صدِم بالمكَان خارِج خيمَته، الليلُ قد بسَط ثنَاياه بالفِعل، لَكنَّ المكَان كانَ مُبهرًا للنظَر ، اذ زُيِّن بفوَانِيس كَثيرَة بمُختَلف الألوَان ، بالرَّغمِ من عتُومَته .










بصُعوبَة هو تقدَّم نحوَ مَجموعَة الطُّلَاب الملتَفيِّن حولَ شعلَة النَّار مُنشغِلين بتبَادل الحدِيث. ”مرحبًا!!“ بيكهيُون قالَ تَحيَّته ليَنحنِي انحنَاءة بَسيطَة نظرًا لِإحرَاجه منذُ انَّه لم يَتعرَّف على ايّ من الموجُودين هنَاك.










”هل اَنت بِخير؟“ شخصٌ مَا سألَ ليهزَّ بيكهيُون رأسَه مع ابتِسامَة، ”أفضَل حالًا !!“ هو اجَاب بتوتُّر ليَسأل بصَوتٍ مهزُوز لشُعورِه بلسعٍ في حنجُرتِه . ”أيُمكنني الحصُول على مَاء؟“ هو طلبَ و مَا كانَ على الفتَى سوَى الوقُوف و احضَار بعضِ المَاء تلبِيَة لطَلَب الفتَى اللطِيف.










بيكهيُون اخذ كوبَ المَاء من يدَي الفتَى ليشرَب محتَواهُ دفعَة واحدَة لشدَّة عطشِه ثمَّ يعِيدَه للفتَى ليَشكُره بإنحنَاءة بَسيطَة اخرَى ثمَّ يلتَفت مبتَعدًا، قبلَ ان يتفَاجأ بشَيء ما يُوضَع على رأسَه يمنَعه من الرؤيَة.










قَد كَان غطَاءًا ، و قد سحبَه بسرعَة ليلتَف لمَن خلفَه، هو ابتَسم سَريعًا عندَما رَأى ملَامِح كاي الغاضبَة . ”لا تتَجوَّل هكذَا ستَمرَض ، قُم بلفِّ نفسِه بهذَا“ كاي عاتَبه ليَسحَب الغطَاء مِنه و يلفَّه خلفَ ظهرِه ثمَّ يربِطه حولَ عنقِه، ”هكذَا“.










”أولَم اخبِركَ أن تبقَى بِجانبِي؟ أنَا لَم الحَظ ابتِعادَك حتَّى!“ الأسمَر قالَ بنبرَة هادئَة مُعاتبًا بعدَ ان انتهَى من تَعدِيل الغطَاء و لفِّه حولَ بيكهيُون الذِي لَم يتمَكَّن من حَجبِ ابتِسامَته ليهزَّ رأسَه معتَرفًا ”صحِيح، لقَد كَان خطَئي..“.










”بَل كَان خَطئِي، مَا كانَ يجبُ ان اطلُب مِنكَ بالنزُول“ بوَّز كاي شفتَيه بنَدمٍ ليَخفِض نظرَه للأسفَل بينمَا يعقِد ذراعَيه خلفَ ظَهرِه ، عندَما بيكهيُون رفَع جَسدَه على رؤُوس اصَابعِه ليُصبِح بطُوله ثمَّ يربِّت على كتِفه مَع ابتِسامة ودِيعَة ، ”لَيس كذَلك، ثمَّ انتَ انقَذتني“.










”لَا يزَال..!“ كاي ابتَسم يَنقُر بسبَّابَته على جَبينِ الأصغَر ليدفَعه عَنه، و بيكهيُون عادَ للوُقوف بشَكلٍ عادِي بعدَ ان وازَن جَسدَه يقابِل الأسمَر بينمَا يردُّ علَى ابتِسامَته بأخرَى.










”هيُوني-....!!~“ صرَاخ صَاخِب اقتَرب الى مسَامِع بيكهيُون يشعُر بإِقترَابه مِن خلفَ ظَهرِه، هو اندَفع نَحو جسدَ كاي ليرتَدَّ ضِد صَدرِه عندَما اربَعة او خَمسَة اشخَاص قامُوا بدفعِه معًا .









كاي لفَّ جَسدَ الصبِيِّ بِذراعَيه ليسَاعِده علَى الوُقوفِ بإِستِقَامَة بعدَ ذلِك ان قَام بتَثبِيت يدَيه على كتِفي الفتَى يساعِده لموَازنَة وضعيَّته.










”أنتَ مجنُون ، لِم دخَلت المَاء؟“ لُوهَان عاتَب بصَوتِه الصَّاخِب المُختَلطِ بدمُوعِه التِّي بدأَت بالنزُول بالفِعل. ”لقَد اخفتَني حتَّى المَوت“ هو اردَف ليمسَح دُموعَه بخشُونَة و يَعودَ للنَّظرَ بحدَّة للأصغَر رغبَة  مِن بإشعَارِه بتَأنِيب الضَّمير.










”كيفَ تشعُر؟ اصبَحت بخَير؟ لَا يُوجد دُوار ولا حرَارَة؟ أهنَاك خطبٌ ما؟“ كيونغسُو تحدَّث بلَا توقَّف يسألَ بيكهيُون عَن حالِه بِقلقٍ بينمَا يدُه تلمِس جبينَه ثمَّ تنتقِل لتحتَضنَ وَجنتَاه ثمَّ اصابِعه التِّي تتَفحَّص عينَاه، و ذَلك امَام انظَار البَقيَّة المستَغربَة.










”وااه لَم اعلَم انَّ كيونغسُو يمكِنه الكلَام هكذَا!!“ سيهُون قالَ بإنذهَال ليَتخطَّى الجمِيع مُقتربًا مِن بيكهيُون بعدَ ان دفَع كيونغسُو ، يضعَ يدَه على كتِفه ثمَّ يدنُو مِنه ليَقتَرب مِن وَجهِه ، ”حَسنًا اعلَم انَّنا لسنَا مقرَّبين لكنِّي قلقتُ علَيك!!“ هو تحدَّث بنَبرَة هادئَة ليجفَل عِندمَا صوتٌ انثوِيّ تَدخَّل بعدَ ان تمَّ دفعُه للجانِب ايضًا.










”أنَا ايضًا هيُون، لقَد ارتَعَبت عندَما سمِعت الصُّراخ و الجمِيع التَفُّوا حولَك ، لقد شعَرت بالهَلـ-..“ صوتُها فَجأَة اختَنق عندمَا سيهُون وضعَ كفَّه على فمِها يوقِفها عن الكلَام ، ”حسنًا سوُل.. توقَّفي عن الثَرثَرة“.










”فلتَرتَح ، سَننَادِيك عندَما يجهَز العَشَاء“ كاي اشَار الى الخيمَة يُخبِره ان يعُود اليهَا ثمَّ ابتَعد تاركًا ايَّاه مع الفتَى الطوِيل المُتبقِي بعدَ مغادَرة البقيّة، يمشِي مَعه حتَّى يصِل خَيمَته.










”انتَ بخَير؟ كيفَ تشعُر؟“ هانيُول استَفسَر بِتعابِيرِه القلقَة ليجِيب بيكهيُون بهزِّ رأسِه . ”بخيرٍ هانيُول، شكرًا لَك على انقَاذي“ الصَبيّ شكرَه ليبتَسِم لتورُّد وجنَتي الأطول.










زَوجُ الأعيُن ذَاك، الوَاسِع و الجمِيل ذُو الزوايَا المرتَفعَة قليلًا ، لَم يجفَل لحظَة ، خشيَة ان يختَفي الصَبيُّ عن ناظِره. هو فقط رَاقبَه مِن عَلى بعدِ مَسافَة دونَ ان يمتلِك الجُرأةَ للإقتِراب و سؤالِه عن حالِه حتَّى، خشيَة ان يشعرَ ذلِك الفتَى بالضِيق و عدَم الرَّاحة.











بصُعوبَة يكبَح رغبَة في احتِضان جسدِ صبيِّه المرتَجف تَحت الغطَاء بينَ ذراعَيه، يدفِنه فِي صدرَه فَيمنَحه بعضًا من الدِّفء و يَروِي روحَه المتَعطشَة مِن جانبٍ آخَر.










مجرَّد رؤيَة بيكهيُون بينَ اذرِع فتًا آخرَ تؤذِيه ، اضَافَة الى ذلِك المَشهَد الشنِيع الذِي رأتهُ عينَاه سَابقًا ، مازَال حيًا فِي ذاكرَته و لَم و لن تنطَفئ شعلَته.









🌿










”شكرًا لكُم على الطعَام، سنأكُل جيدًا“ تردَّدت الجملَة بمرَحٍ بينَ الطلَّاب قَبل أن يَصدَح صوتُ تصَادُم المَلَاعِق و اعوَاد الطَّعَام ، مُنذرَة بإبتِدائِهم وَجبَة العشَاء فِي الهوَاء الطَّلق .











”مَن سَيغسِل الأطبِاق ؟“ سُول ضيَّقت عَينَيها تنتَقلُ بِها مِن شَخصٍ لِآخَر، و الجمِيع قد أشَاحَ بنَظرِه متَجنبًا ايَّاها ، فلَا احدَ يرغَب بفِعل ذلِك . ”أنَا سَأفعَل“ بِيكهيُون رَفعَ ذرَاعَه عاليًا و بِصوتٍ مختَنقٍ بسببِ فَمه المَملوء هو قَال .










”مَن يسَاعِده؟؟“ سُول تَحدَّثَت مُجددًا لتَنتَقل بإِصبَعها علَى الجمِيع و بتَلاعُب هي هَدَّدت، لتَحطَّ اخِيرًا على اختِيارِها.. و بِمكرٍ هي ابتَسمت.










”تشَانيُول سيَفعل!!“ ، الفتَاة صَاحت عندَما توقَّف اصبَعها على تشَانيُول ، و الأطوَل اختَنَق بطَعامِه ليضرِب علَى صدرِه بقُوّة و سيهُون بجَانبِه يربِّت على ظهرِه ثمَّ يمنَحه كوبَ المَاء ، لينتَشلَه بسرعَة من بين يدَيه و يشرَب مُحتَواه دفعَة وَاحدَة .










لَم يلبَث ان رفَع تشانيُول رأسَه بعدَ أن افرَغ فَمه من الطعَام، ليدرِك ان الجمِيع قد رَحلُوا بالفِعل، اي لَا مجَال للرفضِ او الترَاجُع، و بتَوتُّر هو نظرَ نحوَ بيكهيُون الذِي بدَأ بِترتِيب الأطبَاق بالفِعل.










و بعدَ دقَائِق مَعدُودة تشَانيُول وجَد نَفسَه جنبًا الَى جنبٍ مَع الأصغَر ، يأخُذ عَنه الأطبَاق التِي يَغسلُها ليُجفّفهَا . بَين الحِين و الآخَر يحصُل تلَامُس طفِيف بَين اصَابعِهما، تشانيُول عندَها سَيشعُر بأنَّه علَى وَشكِ الإغمَاء، بينمَا بِيكهيُون سيتَصرَّف بغَير اهتِمام و بطَبيعيَّة اكثَر، لِأن ذَلك غيرُ مهمٍ بالنسبَة لَه بحَق.










تشَانيُول يَستَمرُّ بالتَنهُّد دُونَ ان يُدرِك انَّ ذلِك مَسموعٌ بالنِسبَة للآخَر، كمَا لو ان الأطوَل يفعَلها بأذُنه، فقَد بدَى الامرُ متعمَّدًا بالنِسبَة للأصغَر ، لَكِن بحق لَم تَكن بيَده حِيلَة فوجُودُه بهذَا القُرب من بِيكهيُون يسلِبه انفَاسه، يشعُر بأن روحَه تكَافِح للخُروج.










”دَعها ، سَأكمِل بمُفردِي!!“ بيكهيُون تحدَّث بنَبرَة بارِدَة اثنَاء تركِيزِه على الطَّبق بيَده و ذَلِك بعدَ ان طَفَح كَيله ، و تشانيُول امَال رَأسُه بغَير فَهم.










”يُمكِنك الرَّحيل !!“ بِيكهيُون تحدَّث مُجددًا بعدَ اَن وضَع الطَبق علَى الطَاولة بقوَّة مُصدرًا صَوتًا مسمُوعًا و بذَلك جاذبًا انتِباه الأطوَل الذِي عادَ لتوَهِ لتَجفِيف الأطبَاق.










تشانيُول نظرَ بتوتُّر لبِيكهيُون الذِي يَرمُقه بنَظرَة حادَّة ، و بفَراغٍ هوَ هزّ رَأسَه نَافيًا، معارِضًا رحِيله ، ”سأكمِل عملِي ثمَّ ارحَل، اخبَرتنِي سُول اَن أفـ-...“..










”تغَادر أَو اغَادِر !؟“ بِيكهيُون صرَّ على أسنَانِه بقِلَّة صَبر بينمَا يضغَط بأصَابعِه على الطَّبق. تشانيُول شعَر برَجفَة تسرِي بكَامِل ارجَاء جسدِه، يشعُر بالجَفاء التَام الذِي تخلَّل صوت بِيكهيُون، و الذِي استَطاع بسُهولَة دبَّ الرُّعبِ به.










دقَائق معدُودة و كلَاهما يقِف بِبقعَته بلا حرَاك، لَا تشانيُول رغِب بالرَّحيل و لَا بِيكهيُون تقَبَّل بقَاءه، عندَها بيكهيُون وضَع الطبَق بقوَّة على الطَّاولَة ليهَسهِس بسَخط، ”اكمِل بمِفردِك اذًا!!“.










ابتَعد بِيكهيُون بعدَ أن انتَزع قفَّازَاتِه ليَرمِيها على الأرضِ، و ببرُودٍ هو وضَع كلتَا يدَيه بجيُوب سروَالِه ليَسير مُبتَعدًا، علَى الرَّغمِ من ندَاء تشانيُول بإسمِه، هو لَم يُعره اهتِمامه ليُكمل طريقَه.










تشانيُول انتَزع يدَ الأصغَر مِن جَيبِه، ليحكِم القَبض عليهَا بينَ اصَابِعه الكَبيرَة التِي خَنقَت يَد بيكهيُون الصَّغيرَة . ”بيكهيُون، ارجُـ-..“ تشانيُول ارَاد الحَديث، للحظَة ارَاد البَوح بكُلّ شَيء ، ارَاد استِعادَة فتَاه.










ارَاد فِعل المُستَحيل ، المُهم بالنسبَة لَه كانَ عودَة بيكهيُون كالسَّابق. ارَاد ان يَمحِي نَظرَة بِيكهيُون الحادَّة و الغَير مبَاليَة تجَاهه، ارَاد ان يمحِي نبرَته الجامدَة و البَاردَة التِّي يحَادثُه بهَا، ارَاد ان يتوَقَّف بِيكهيُون عَن التَغيُّر تجَاهه... ذاكَ كانَ الأمر المُهم بالنِّسبَة لَه ، حتَّى و ان تطلَّب الأمرُ الإعتِراف بكلِّ شَيء.










بِيكهيُون .. لَم يَكن لدَيه ذَات الإرَادة. نظرَته ، نبرَته ، تعَاملُه ، اهَانَته و اساءتُه لتشَانيُول ،حتَّى تجَاهلُه ... هوَ لَن يَتوقَّف ، لَم تَكن لدَيه نيَّة لفِعلِ ذلِك.










”بِيكهيُون مَن ..؟؟“ هو اقتَطع حدِيث تشانيُول دونَ أن يمنَحه و لَو نظرَة شفقَتِه المعتَادَة تِلك ، يستَمرُّ بالنَظرِ للأمَام بينمَا تشانيُول يقِف خلفَه ممسكًا مِعصَمه.










”بيكهيُون الذِي خَذلتَه ؟“ بيكهيُون التَفت قليلًا برأسِه لينظُر الى الأطوَل بجَانبيَّة . ”بيكهيُون الذِي وَعدتَه و لم تحَافِظ على وعدِك مَعه ؟“ هو اردَف لتَزدَاد نبرَته حدَّة.










”بيكهيُون الذِي ظَننت انَّه من السَّهل وقوعُه لك ؟“ ، ”بيكهيُون الذِي ظَننتَه غاضِعا لِك ؟“ ، ”بِيكهيُون الذِي ظَننتَه سيستَقبلُك بالأحضَان عندَما تعُود ؟“ التَفت بيكهيُون بالكامِل ليُقابِل الأطوَل و ينظُر بعينَيهِ بتَحدِّ ، و بنبرَة جادَّة هو تحدَّث كمَا ملَامحُه التِي تزدَاد حدَّة ككلمَاتِه .










”بيكهيُون الذِي اوهَمتَه بحبِّك لَه ثمَّ ترَكتَه و غَادرتَ فِي الليلَة التِي إستَفدتَ فِيهَا مِن جسدِه ؟ بعدَ ان استَغللتَه لإشبَاعِ رغبَته ؟ للتَخلَّص من انتِصابِك المُؤلِم ؟ و تترُكه بعدَ ذلِك دون النَّظر خلفَك ؟ لترحَل دونَ التَّفكِير فِي كيفَ سيَعيش بعدَ فعلَتِك تلك ؟“ ، تِلك الكلمَات التِّي ترَاصَّت ببعضِها فلَم يَكن هنَاك فرَاغٌ زمنِي بينهَا ، بيكهيُون استمرَّ بالحدِيث بلَا انقِطاع و دُون اَن يسمَح لنَفسِه بأخذِ نفسٍ عمِيق بينَ الفينَة و الأخرَى ، كأنَّه انتَظرَ هاتِه اللَّحظَة مُنذ الأزَل .










وَقع تِلك الكلمَات ، نَظرَة بيكهيُون الحادَّة و نبرَته البَاردَة ، صرُّه على اسنَانِه و قبضَة يدِه المضغُوطَة بإحكَامٍ بجَانِب خصرِه ، كانَت تِلك عوَامِل كافيَة لإرتِدادِ جَسدِ تشانيُول للخَلف ، عائدًا خطُواتٍ معدُودَة تَاركًا مسَافة بَينَه و بَين الأصغَر ... فقَد باتَ البقَاء قريبًا مِن الأصغَر مخيفًا .










”فلتَستَيقِظ تشَانيُول، لَم يعُد هنَاك بِيكهيُون في حيَاتِك!! و لَم يعُد هنَاك تشانيُول في حيَاتِه!!“ تحدَّث بيكهيُون بأكثَر النبَراتِ هدُوءًا .. تتَخللُها لمحَة من الجفَاء.










و بثَوانٍ ، كانَ تشانيُول يقفُ ببقعَته ذاتِها وَحيدًا بعدَ ان اختَفى بيكهيُون اختَفى عَن انظَاره دونَ ان يشعُر ، فقَد كانَ منغمِسًا بتَقلِيب كلَام الأصغَر بدَاخل عقلِه ، ليتنَهَّد مُخفظًا كتِفَيه .. مَتأكِدًا مِن أن الأمر قَد اوشَك علَى الإنتِهاء .. على الرَّغم من رغبَتِه المتَعارضَة مع ذلِك.










🌿










هنَاك ، شُكلَت حلقَة كَبيرَة حولَ الشُعلَة الناريَة في الوَسط . التَفَّ الطُلاب جنبًا الى جَنبٍ ، البَعضُ مُنغمِس في تكوِين الصدَاقَات الجَديدَة و البعضُ يتبَادل الحدِيث مَع أصدِقائِه فيمَا البَعضُ الآخَر يَجلِس بدُون فِعلِ شَيء ، مِن بينِهم تشَانيُول.










”هَااك !!“ تشانيُول جفَل بصَدمَة عندَما شعَر بثِقلٍ مَا بحِجرِه ، و عندَما ايقَن انَّ الشيء كَان غيتَارًا هو رفَع نظرَه نحوَ الوَاقفِ امامَه . ”فلتَغزِف لأجلنَا!!“ سوُل ابتَعدت عائدَة الى مَكانِها لتصفِّق بحمَاسٍ يتبَعها تَصفِيق حادٌّ مع بعضِ التَّصفِير الحماسِي.










تشَانيُول تنهَّد لتوتُّرِه الشدِيد ، لَا يَتذَكر متَى كانَت آخرَ مرَّة غزَف فيهَا على الغيتَار . بإِرتِجافٍ امسَكه ليتَفقَّد اوتَارَه ، يدَاعِبها بِأنامِله متحسِّسًا صوتَها ثمَّ يعُود لتَعديلِها. و أخيرًا هوَ امسَكها بينَ يدَيه مُتأهِّبًا للبَدأ.









’النُجُوم فِي السَّمَاء‘
’هَذِه اللَيلَة لَيسَت غَيرَ مَألُوفَة‘
’مكَان اعتَدتُ المَجِيء إلَيه مَعَك‘
’مكَانٌ اِعتَدتُ أن اكُونَ بِه مَعَك‘
’هَل تَذْكُر ؟‘
’عِندَمَا تَهبُّ الرِيحُ كمَا اليَوم‘
’أفَكِّر فِي هَذَا الشَّارِع الذِي إعتَدتُ أن أمشِيَ بِه مَعَك‘









تشَانيُول اطلَق سَراحَ صَوتِه النَّاعِم و الذِي يختَلفُ تمَامًا عن صَوتِ كلَامِه العَمِيق المُعتَاد ، بينمَا تتمَايلُ الأجسَاد بجَانبِه تَناغُما مَع صَوتِه و مع انغَام الغيتَار التِي تطلِقهَا انَاملُه.










’أنتَ نَجمِي‘
’لقَد اِعتَدت أن تَعتَرِف لِي‘
’لَقد اِعتَدت أن تَأتِي الَيّ ، عِندَما اشتَاقُ الَيك‘
’تمُرُّ كحَلُم‘
’قَضَيتُ ليَالٍ طَوِيلَة‘
’فقَط مَع ذِكرَياتِي مَعك‘
’لَم أعلَم عِندَها ، قَلبَك‘
’هَل تَتذَكَّر؟‘
’لقَاؤُنا الأوَّل الثَّمِين‘
’ظُهُورُكَ الذِي سيَبتَسِم بِخَجَل‘









تشانيُول اشَاحَ بنَظرِه قَليلًا عن غيتَارِه بينمَا انَاملُه تستَمرُّ بالتَحرُّك بِخفَة على الأوتَار ، فيمَا عينَاه تَستمِرُّ بمُراقبَة الهَيئَة الصَّغيرَة التِي تبعُد بضعَ مترَات عَنه ، بِتمَعنٍ منغَمس بدرَاسَة ردَّة فِعله ، و التِّي اصابَته بخيبَة ، فبِيكهيُون حقًا لا يَفتَعل ايّ ردَّة فِعل كمَا لو انَّه اصمُّ و ابكَم .










’أنتَ نَجمِي‘
’لقَد اعتَدت ان تَعتَرف لِي‘
’لَقد اعتَدْت أن تَأتِي الَيّ ، عندَما اشتَاقُ الَيك‘
’تمُرّ كحَلُم‘
’قَضَيتُ ليَالٍ طَوِيلَة‘
’فقَط مَع ذِكرَياتِي مَعك‘
’لَم أعلَم عِندَهَا ، بأنَّ ذَلِك كَانَ الحُبّ‘










بيكهيُون اخفَض بصَره بينمَا يشَابك انَاملَه ببَعضِها يتمَنَّى لَو تحُلُّ لعنَة ما فيَنقطِع وتَر الغيتَار او ايّ شَيء يُصمِت تشانيُول عمَّا يَفعلُه . هو لَعن بكَرمٍ كلّ شيء ، بدءًا من تشَانيُول ، نفسَه و لوهَان الذِي كانَ السّبب اللعِين في مَجيئِه.










زفَر بحَنقٍ عِندما شعَر بالأنظَار التِّي تحرِقه بلَا رَحمَة ، هو تصوَّر حُدوثَ ذلِك ، فَقط لَو انَّ تشَان لعِين يُول اختَار غيرَ هاتِه الأغنيَة التِي تحمِل مثلَ تِلك الكَلمَات ليُؤدِّيها ، و بيكهيُون فكَّر أنَّ الأطوَل يلعَب مُجدّدًا بطرِيقَة مَاكرَة.










و بِهدُوء هو استَقَام بينمَا الجَمِيع منشَغِلٌ مع صوتِ تشانيُول، ليَسِير مبتَعِدا غيرَ آبِه أيَّ طرِيق يسلُك، كانَ همُّه الوَحِيد أن يبتَعد لمَكان لَا يسمَع فِيه ذلِك الهرَاء .










يعقِد ذرَاعَيه لصَدرِه و بشُرودٍ يسِير الَى المَجهُول و عندَما لَم شعَر بإبتِعَاد الصَوتِ عَن مسامِعه هو توَقَّف ليَجلِس علَى العُشبِ و يَستَلقِي بعدَها محدِّقا بالسَّماء طَويلًا ، عاتِمَة كانَت طغَى علَى لونِها الأزرَق النيلّيُ مرصّعَة بنُجومٍ مبَعثَرة بعَشوائيَّة .










بِيكهيُون شعَر بهدُوء المكَان و جمَالِه ، لَا يعلَم متَى تأتِيه فرصَة ليرَى منظَر السمَاء اللَيليّ هذَا او حتَّى يُجرَّب هدُوءهَا ، لذَا و بدُون ان يدرِك سمَح لجَفنَيه بالإلتِقاء ليغرَق بعدَها فِي عالَم الأحلَام الهَادئ.










’فَقط نَحنُ الإثنَان ، تَحتَ ضَوءِ القَمَر‘
’أقِفُ فِي نِهايَة المَوسِم‘
’وَ استَرجِع ذكرَياتِك‘
’مجدَّدًا‘
’انتَ فِيمَا مَضَى‘
’كُنتُ شَاكرًا لَك لوُجُودِك هنَاك‘
’عِندمَا تُفكِّر فِيَ ، آمُل أن تتَمكَّن مِن الإِبتِسَام أيضًا‘










تشَانيُول انهَى اغنِيتَه بصُعوبَة ليَضع الغيتَار جَانبًا و يتَنهَّد، نظرُه علَى المكَان الذِي جلَس بِه بِيكهيُون سابقًا و الذِي لَم يعُد صَاحبُه بَعد.










نظرَ الَى اصابِع يَده التِي كانَت تعزِف بِتوتَّر ، و التِي تجمَّدت في اللحظَة الذِي وقفَ فيها بِيكهيُون دونَ ان يلَاحظَه احَد . كَانَ علَى وَشكِ التوَقّف و الرَّكضِ خلفَه ، لَكِن هُو علَى عِلمٍ تَام بأنّ الآخَر قَد هَرب، و إثَارَة جلبَة بإستِوقَافِه ستُشعِل غضَب الآخر، لذَا هو تنفَّس بهدُوء ليكمِل مَا تبقَّى مِن الأغنِية ، بَينمَا يتَّبع بنَظرِه الفتَّى حتّى اختَفى.











أغنِيَة، اثنَتَان، ثلَاثَة، لعبَة و لعبَة أخرَى تلَتها ، و أخرَى ايضًا ، و بِيكهيُون لَم يظهَر بَعد منذُ مغَادرَتِه. تشانيُول قَضَم ابهَامِه بقلَّة صَبر و هو يحدِّق ببُقعَة بيكهيُون التِي ما تزَال شاغِرة.










عمَّ عقلُه سوَادًا مظلِم و جمِيع الأفكَار الكالحَة قد تنَازَعت داخِله، دوَاخلُه تغلِي و اصابِعه ترتَجف، يتمنَّى لو احدُهم يلَاحظُ غيَاب بيكهيُون، فيَقلَق علَيه كمَا هو قَلقٌ الآن.











حسنًا هو لَم يرِد من احدٍ ان يَقلَق علَى بيكهيُون، بَل لا احَد سيَقلَق علَيه كما يَفعل هو، لَكنه وجدَ نفسَه عاجِزًا عن فِعل شَيء سوَى الدُّعاء بأن يَكُون بِيكهيُون بخَير، فِي مكَانٍ مَا.










”سأغَادِر لأتمَشَّى قلِيلا!!“ تشانيُول قال ليستَقيم و يستَعدُّ للهروَلة بعِيدا عندَما صَوتُ لوهَان اوقَف الجمِيع عن استِمعتَاعِهم . ”و لَكن بِيك، ألَم يَعد بَعد؟“ هُو استَفسَر ليَنظُر بالأرجَاء دونَ ان يجِد اثرًا لَه. ”هاتِفه هنَا!!“ كيونغسُو حملَ الهاتِف ليَعقِد حَاجبَيه عندَما اتَّصلَت عينَا لوهَان المُهتَزَّة بعَينَاه القلقَة.










تشَانيُول حَمد الربَّ ، فأخيرًا لَاحظُوا غيَاب بِيكهيُون، علَى مَن سَيعتَمد ان تَعلَّق الأمرُ ببِيكهيُون غيرَ صدِيقاه، هو بحقٍ ارَاد مُعانَقة كلَيهِما لكِن ترَاجَع عن فِكرَته ، فبالتَأكِيد هو سيتَلقَّى لَكمَة مِن لُوهَان قد تفقِدُه وعيَه .










”لتَنفصِل ، كلُّ اثنَان سيبحَثان معًا ، خذُوا هواتِفكُم . ان حَدث و وجَدتُموه اتصِلوا“ سُول اوضَحت بهُدوء بعدَ ان غادَر الأستَاذ للنَوم ، و بعدَ ان قررَ الطّلاب عدَم اشرَاكِه بالأمرِ الَّا ان باتَ خطِيرًا .










”سيهُون سيَذهَب معِي !! لُوهَان و كيُونغسُو !! كَاي و تشَانيُول“ هي اكمَلت لتدفَع سيهُون المُتصنِّم امَامَها ، ”انَا اكرَه الحشرَات ، لمَ تقحِميننِي في هذَا ؟"“ سيهون تذمَّر عندَما التَفت ليَدفَعها الى المقدِّمة و يمسِك كتفَيها . ”ألَم تَقُل أنّك تَهتمُّ لأمرِ بيكهيُون ؟ تأخَّر الوَقت و الفتَى لَم يعد بَعد ، توقّف عن التصرُّف بسَخافَة“ هيَ عاتَبته لتَسحَبه من ياقَة قميصِه خلفَها.










كلًا مِن كاي و تشانيُول واقفَان بذَاتِ البقعَة منذُ دقَائِق بعدَ ان غَادَر الجمِيع ، توتَّر الجوّ بَينَهما لَم يسَاعِدهُما حتَّى بالبَحث، لذَا في النِّهايَة قررَا الإنفصَال بعدَ تفكِير طوِيل .










تشانيُول رَكض في الأرجَاء كالمَجنُون، لَا يرَى امَامه بَل كلَّ ما امَامه هو صَورَة بيكهيُون متأذٍ او يعَانِي بعِيدًا عَنه، و ذَلك افقَده صوابَه.










لَم يحصِي عددَ المرَّات التِي عُرقِل بها، سَقط ، و اصطَدَم بِجذُوع الأشجَار او حتَّى نباتَات قد تَكونُ سامَّة ، لَكنَّه لَم يتوقَّف بَل يعرَج بكلِّ مكَان بحثًا عن صبيِّه، الَى ان تلقَّى اتصَال مِن سُول اربَكه حدَّ اللعنَة بل ايقَض الجحِيم بدوَاخلِه ، ”تشانيُول، لَقد وجدَه كاي لذَا عُد للمُخيّم!!“.











كاي بذلِك الوَقت لَم يبتَعِد كثِيرًا عَن بقعَة انفصَالِهما هو و تشانيُول و بإحدَى الزوَايا هنَاك هو سَمع اصوَاتًا غرِيبَة كمَا لَو انَّه انِين ، اقتَرب بهدُوء و بِقلبٍ يوشِك على القَفزِ خارِج صَدرِه ليَلمح جرمًا صغِيرًا يتَقلَّب على العُشب بأعينٍ مغمَضة و بعقدَة على حاجبَيه .










هُو كَان نائمًا لَكن يدَاه تتحرَّك في الهوَاء ، تصَارِع الحشرَات التِّي تهَاجِم وجهَه. بَدى لطيفًا و هو يعبِس لإِنزِعاجِه ممَن يخرِّب علَيه نومَه الهَادئ ، يخرِج تنهُّدَات متَتاليَة بينمَا يمسَح على وجهِه، ليلتَفت الى الجانِب الآخَر و يُحاوِل استِئنَاف نَومِه.










كَاي اقترَب ليَجلِس اَمَامَه، يمعِن النظَر بملَامِح بِيكهيُون البرِيئَة ، يمرِّر اصَابِعه على وجهِه بخفَّة يدرُسه بإهتمَام، ”أنَا ارتَكبتُ فعلَة شنيعَة بيكهيُون، ارجُو الَّا تكرَهنِي عندَما تعرِف!!“.










استَقامَ الأسمَر ليَدنُو من بيكهيُون يهزُّ كتِفه محاوِلًا ايقَاظَه، و بسُهولَة هو فعَل. ”أنتَ حقًّا فَقدتَ صوابَك!!“ كَاي زمجَر بغَضبٍ ليقفَ بينَما يحكِم خصرَه بيدَاه ، معاتبًا الأصغَر الذِي يحاوِل الإستِقامَة من نومِه.









بيكهيُون ابتَسم ليَجلِس بظَهرٍ مقوَّس ثمَّ يرَبّت على كتفَيه المتصلبَة، ”المكَان رائِع..“ هو قالَ ليقِف متقدِّما تاركًا الاسمَر خلفَه، و الذِي لحِق بِه بَعد ثوانٍ من وقوفِه شاردًا.










”مازِلت لَا تُحادِث تشانيُول ؟ اعتَقدت انَّكما تصَالحتُما لَكن يبدُو انكُما لَم تَفعلَا !؟“ كاي سألَ بعفوِيَة بَينَما يمشِي بجَانب بِيكهيُون عائدَين الى المُخيَّم.










”لَا شيء. كمَا انَّ من الأفضَل لكِلينا الَّا نفعَل!“ بِيكهيُون اجَاب هازًّا كتِفيه بغَيرِ اهتِمام، ليردِف الأسمَر ”الَا يُمكنُك.. أن تتَفهّم الأمر، اقصِد مهمَا حدَث هو سيُخـ-..!!“ .











”تأخَّر الوَقت، لَم أعُد مهتمًا بسمَاع تبرِيرَاتِه. اخبَرتُه سابقًا ان يفعَل، ان يبرِّر لِي.. كنتُ قادرًا على نسيَان كلِّ شيء، كلُّ ما عانيتُه بعدَ رحيلِه، لأنِّي ايضًا اردتُ ذلِك، اردتُ عودتَنا“ بيكهيُون اقتَطع حدِيث الأسمَر ليَتحدَّث بنبرَة واثقَة مختلِفَة عَن نبرَتِه الخائبَة المعتَادَة و التِي استَخدمَها قبلَ قلِيل ، ليُردِف ”الآن، لَن يشكِّل اخبَاره لي او عَدمه فرقًا. بالفِعل تخطَّيتُه!“.











دقَائِق معدُودَة حتَّى اصبَحت اضوَاء المخيَّم قريبَة من مَرأى اعيُنِهم، ليستَمرَّا بالمَشي الَى اَن اصبَحا امامَه.









”لقَد فَقدت صَوابَك حقًّا!!“ لوهَان تحدَّث بحدَّة ليركُض نَحوَ بيكهيُون و يسحَبه من يدِه و لَو انَّ كيونغسُو لَم يمسِكه لكَان ركَله بقوَّة ، و بيكهيُون فقَط قهقَه بإِستِمتَاع.










”ايّها القَزم ! مستَمتِع بإثَارَة قلقنَا ؟“ سيهُون هسهَس بإنزِعاج بعدَ ان بسَط يدَه على رأسِ بيكهيُون يدفَعه لرَفع رأسِه و مقابلَة انظَارِه ، و تعابِيرُه كانَت مرحَة فقَد كَان من الممتِع لَه سمَاع تذمُّر الجمِيع علَيه ، بَل كَان متأثرًا بقلقِهم علَيه .. متأثّرًا لكِن بطرِيقتِه الخَاصَّة ، ”الَهي ، لقَد التَهمتنِي الحشرَات بِسببِه لكنَّه مستَمع هنَا!!“.










”وَجدتُه نائمًا ..“ كاي قالَ ليصِيح لوهَان بغَضبٍ و يبدَأ بالرَّكضِ خلفَ بيكهيُون الذِي ركضَ ليختَبِأ خلفَ كَاي بمَرح. ”غادَرت لتنَام في العرَاء بمفرَدك ؟ لَو اصابَك مكرُوه فأنا المَسؤول ايهَا السَّافِل ، والدَاك سيُرسلَانني الَى الجحِيم.“











في نِهايَة الأمرِ ، تمَّ سحبُ بِيكهيُون مِن اذنِه مِن قبلِ لُوهان بِغيرِ اكترَاث ؛ و بيكهيُون انصَاع ليتَقدَّم خلفَه بتَألُّم.. مُستعدًا و مستَسلِما لإستِلام العقَاب الذِي يستَحقُّه.










”أحدَث شَيء مَا !!“ صوتُ كيُونغسُو ظهرَ من خَلف كاي مِن العَدم بعدَ ان اختَفى الجمِيع ، و ببطءٍ همَا وجدَا نفسَيهِما يسيرَان بعيدًا عن الضَوضَاء الحَافلَة نَحوَ مكانٍ اكثَر هدُوءا .










”لا شَيء!!“ كَاي أجَاب بهزِّ رأسِه نافيًا ، و بِغيرِ فهمٍ هو نظرَ لكيُونغسُو . ”أستَنام معه هاتِه الليلَة ؟“ الأصغَر صاحِب العيُون الكَبيرَة سأل مجدَّدا و كَاي هزَّ رَأسَه بالإيجَاب يشعُر بالغرَابة لأنَّه يبدُو كمَا أنَّه يتمُّ استِجوَابُه ، ”هو لَم يعتَرض لذَا أجَل“.










كيُونغسُو اشاحَ بنظرِه الى الجَانِب الآخَر ليحُلَّ صمتٌ غرِيب على المكَان، كِلاهُما هادِئَان بشَكلٍ مخِيف و مَن بالمُخيَّم القَريب قَد هدَأوا ايضًا.










”كيُونغسُو، أبإمكَانِك رؤيَة عودَة تشَانيُول و بيكهيُون لبَعضِهما ؟“ كاي سألَ من العدَم بعفَويَّة كاسرًا حاجِز الصمتَ الذِي وُضعَ فجأَة ، ”لا اعلَم لكنِّي اتمَنّى ذلِك حقًا“ كيونغسُو اجابَ بينمَا يشابِك انامِله بِبعضِها مُركزًا نظرَه علَيها.










”بيكهيُون يقُول أنَّه تخلَّص مِن مشاعِره نحوَ تشانيُول“ الأسمَر تحدَّث ليدَاخِل اصابِعه بخُصلَات شعرِه يرفَعها عَن عينَيه ، و كيونغسُو رمَقه بنظرَة فارغَة. ”تظنّ ذلِك !؟“ هُو سَأل بإستِغراب ليتلقَّى اجابَة الآخر الذِي هزَّ رأسَه ليرفَع نظرَه للسمَاء بعدَ ذلِك ، ”يَعتَلي البُرودُ ملامِحه عندَما يرَاه!! لذَا اعتَقِد ذلِك“.










”لا تتوَهَّم فالأمرُ ليسَ بتِلك السُّهولة!! لَا يُمكِنه التَخلُّص مِن مَشاعِره تجَاهَه بسُهولَة“ ملَامِح كيونغسُو الفَارغَة تحوَّلت لأخرَى جادَّة فَجأة ليُردِف بَعد ان استَقام مِن جلُوسِه ، ”لَا تحاوِل ايهَام نفسِك، ما ترَاه غيرُ ما هُو مَخفِي. سيكُون صعبًا علَيك عندمَا تُدرِك انَّك مُخطِئ!!“.










كَاي حدَّق بإستِغرَاب ليُمسك مُعصَم كيُونغسُو الذي نفَض الأتربَة عن بنطَالِه يَستَعدُّ للمُغادَرة ، ليسألَه بضيَاع ”لِم اصبَحت جادًا فَجأة ؟“ .










كيُونغسُو تنهَّد ليُبعِد يَده عن قبضَة الأسمَر ثمَّ يَتحَدث ”لَا تقدِم على ايّ فِعل غبِي ، مَا فعَلتَه سابِقًا يَكفِي و تشانيُول لَن يغفِر لَك اي تصَرف غَبيٍّ آخر“. هو جديًا قَد بصَق كَلامَه بحدَّة ، و كَاي خلفَه راقَبه اثنَاء مغادَرتِه و مازَالت تَعتلِيه نظرَته الفَارغَة ، يحَاول وَضعَ تفسِير لمَا تفوَّه به الأقصَر قبلَ قليل.









🌿










كيُونغسُو لم يتَحدَّث بعدَ عَودَته و مُباشَرة دخَل الخَيمَة لينَام متجَاهلًا تشانيُول الذِي يَجلِس خارجَها بَينمَا يَجمَع ساقَاهُ لصَدرِه و يُحدِّق بالفرَاغ بشُرود.










علَى عَكسِ مظهَر تشَانيُول الهادِئ من الخَارِج فإنَّ دواخِله تغلِي بسُخونَة ، يوشِك على الإنفجَار . لَم تَعد له طاقَة احتِمال فبِالفِعلِ هو اِستَنزفَ ما تبقَّى لدَيه مِن صبرٍ اليَوم .











قضَم ابهَامَه بذُعرٍ في كلَّ مرَّة تشعَّ مخيِّلتُه بصورَ بيكهيُون المُبتسِم و الذِي يبدُو سعيدًا مَع غيرِه ، و ليسَ من غيرِه فحَسب بَل مَع صدِيقِه كَاي ، فتَعتَليه رغبَة عارمَة بقَتله او حتى قَتلِ نفسِه حتَّى يرِيح نفسَه من ذلِك العذَاب الذِي يجعَله خَائِر القِوى .










استَطاع رؤيَة كَاي يتَقدَّم مِن خلفِ الأشجَار ، و دُون ان ينظُر لَه هو دَخل خيمتُه التِّي يشاركُها مع بيكهيَون ، ليَستَشيضَ تشانيُول غضبًا فيَهزَّ جَسدَه الى الأمَام و الخَلف بينمَا اسنَانُه تَضغَط على ابهَامِه بقَسوَة.










بحرَكَة اصَابعِه السرِيعَة هو ضغَط على شاشَة هَاتِفه ليسَجِّل بعضَ الكلمَات ثمَّ يغلِقه ليغَادِر بقعَته.










كَاي شعَر بالتَوّتر، المكَان بالدَّاخِل ضيِّق فيُمكِنه الشُعور بأنفَاس بيكهيُون الحَارَّة تَضرِب بعُنقِه لذَا هو قرَّر الإلتِفاتَ و مُقابلَة ظهرِه للأَصغَر. و لدَى محاوَلتِه للنَّوم مع الجَو الخَانِق بالدَّاخِل ، اهتَزَّ هاتِفه معلنًا ورُود رسَالَة ، ليستَقيمَ من استِلقَائِه فَيحمِله بينَ يدَيه و يتفَحصَ ما ورَده .










«فلتَخرُج للحظَة ، لنَلتَقي عندَ البُحيرَة».










هوَ قرَأ ما كُتب عَلى شاشَة هاتِفه ليُميل رأسَه بإستِغرَاب ، الرسَالة قَد ارسِلت من قِبل تشانيُول الذِي يطلُب مقابَلتَه بعدَ ان قرَّر كلٌّ مِنهُما تجَاهُل الآخَر طيلَة هذا اليَوم بلَا سَبب يُذكَر ؛ و بقلَّة حيلَة هُو اغلَق هاتِفَه ليَسِير نحوَ البحيرَة بِخطًا متثَاقلَة.










تشَانيُول يقفَ بجَانِب البحَيرَة ، يجُول بِحلَقاتٍ بينمَا يعقِد حاجِبَيه ، بدَى عَلى ملَامِحه التَعب و كذَا إنزِعَاج مع غَضبٍ عَارِم . كَاي اقتَرب ببُطء و بتَوتُّر يقتُله ، يرَاقِب تحرُّكَات تشَانيُول الغَريبَة فقَد بدَى بحـَالَة هِيستِيريَّة .










لَم يعلَم كيفَ يجذِب انتِباهه فالأطوَل شَاردٌ مَع ذاتِه ليلَاحِظ وجُود الأسمَر، في النِهايَة اقتَرب مِن خلفِه و وضعَ كفَّه على كتِفه ليلتَفت تشَانيُول له.










كاي لَم يتمكَّن من تصدِيق ذبُول ملَامِح تشانيُول ، أتَغافَل عَن حالَة تشانيُول هاتِه طوَال اليَوم؟ الأطوَل بدَى مرهَقًا و ايضًا غاضبًا ، كَان تَائهًا و ضَائعًا و بالفِعل استطَاع كَاي رؤيَة لمحَة الجنُون بتعَابيرِه الحَادَّة.










”مالذِي تُحاوِل فِعلَه ؟“ تشَانيُول ابعَد ابهَامَه المتضَرِّر عَن اسنَانِه ليتحَدَّث بهدُوء بينمَا يضَيِّق عينَيه. ”أكُنتَ تخطِّط لكُلّ هذَا ؟ يُعجِبك أنَّ بيكهيُون الآن بَات يَكرهُني ؟“ ، نبرَة تشَانيُول ازدَادَت حدَّة و بصُعوبَة حاوَل منعَ غَضبِه العارِم مِن الظهُور.










”لَا اعلَم عمَّا تتحَدَّث تشانيُول !!“ كاي قَال بتوتُّر ليقتَرب خطوَة مِن تشَانيُول ، متَفآجأً مِن ابتِعادِه خَطوَة عَنه ، يَبقِي ذاتَ المَسافَة ثابتَة بَينهُما. ”تَوقَّف عَن التصَرُّف بطُفوليَّة ، تَعلَم ان لَا شَيء يَحدُث بَـ-..“.










”فلتَصمُت ..!!“ تشَانيُول صرَخ ليخرُج عَن سُكونِه ، ثمَّ اقتَرب مِن كَاي فيُشدَّ عَلى ياقَة قَميصِه و يَدفَعه للخَلف ليُثبِّت جَسدَه على جِذعِ الشَجرَة . ”لا تُحاوِل استِغبَائي ، تعلَم انِّي لَستُ سَهلًا !!“ تشَانيُول هَسهَس ليَشدَّ على ياقَة كاي بقوَّة اكبَر مُتسبِّبًا بسعَاله لشعُورِ بالإِختِناق .










تشانيُول لَم يهتَم هُو فَقط حدَّق بأعيُن كَاي التِّي تسرَّبَ لبيَاضِها بعضُ الإحمرَار ، مُتجَاهلًا يدَ الأسمَر التِّي تَضرِب بضُعفٍ على قبضَتِه التِي تَخنُقه.. تُحاوِل ابعَادها . ”لَا تقتَرِب مِنه ، لَقد حذَّرتُك!!“ تشانيُول هدَّد يَدفَع جَسدَ الآخر بقوَّة ليَرتَد على الشجَرة خلفَه فيَسقُط .










”انتَ فـ-.. فقَدت صـ-..ـوابَـ ..ـك“ كاي ردَّد بصَوتٍ متقطِّع بينمَا يفرِك عنقَه و ينظُر بتَشوِيش لتشَانيُول الذِي عادَ للتَجوُّل فِي حلقَات مُجددًا.










”أنَا اعرِف بالفِعل .. عَن مَشاعِرك تجَاهه“ نبرَة الأطوَل كانَت هَادئَة و تِلك الكَلمَات كانَت كلَّ ما يَسمَع بالمكَان نظرًا لسُكونِه ، تشَانيُول و دونَ ان ينظُر لكَاي تَحدَّث بَينمَا تخلَّل حَديثُه شَهقَات مُتكرِّرة .










”لقَد رَأيتُ كلَّ شَيء .. لذَا لَا تُنكِر“ تشانيُول صرَخ بصَخبٍ ليَلفت و يسِير بِسرعَة نَحوَ كاي ، يقتَرب مِنه ليشدُّ قَبضَته على قميصِ الأسمَر بينمَا يشهِر قبضَته الأخرَى بوَجهِه .
من









كَاي فقَط نظَر بفَراغ ، عقلُه اصبَح فارغًا لوَهلَة ، جمِيع افكَارِه تلَاشَت بعدَ قولِ تشانيُول ، أكَان يعلَم عَن الأمر طوَال هاتِه السنوَات و قامَ بإخفَاء معرِفتِه ؟










”لَقد رَأيتُك .. عِندمَا قمتَ بتَقبيلِه!!“ .










ذكرَيات لَمعَت بِعقلٍ مِلؤُه السوَاد ، ذكرَيات ارَاد صَاحبُها ان تتلَاشَى على الرَّغم مِن انَّه اعتَبرهَا ذكرَى جَميلَة بِحياتِه ، لَكنَّها كَانت ناتِجة عَن جشَع سَيء ، مُؤذٍ و ممِيت .











كَاي تذَكَّر ، على الرَّغم من مُحاوَلاتِه للنِسيَان .. كانَ القولُ اسهَل مِن الفِعل . يمكِنه رؤيَة ذلِك .. يتكَرّر امَام عينَيه كمَا لَو انَّها حدَثت بالأَمس . عندَما شعَر برَفرَفة اجنِحتِه الوَهميَّة و التِّي ترفَعه للسمَاء السَّابعَة ، عندَما عاشَ نعِيمَه الخَاص لثوَانٍ بعيدًا عَن الجمِيع.











لَم يستَطع ان ينسَى ، فالذَنب مازَال يلَاحقُه و يؤلِمهُ في كلِّ مرَّة يرَى فيهَا مَا آلَت اليهِ علاقَة تشانيُول و بيكهيُون ، فيجعَل مِن نفسِه بمخيِّلَته سببًا لتلَاشي الحبِّ الذِي بينهُما. على الرَّغم مِن انَّه ليسَ كذلك هو يستَمرُّ بلَوم نفسِه ..










يتذَكَّر جيدًا ، بيكهيُون النَّائِم بمقعَدِه عندَما كَان الصفَّ فارغًا بعدَ مغادَرة الجمِيع، و الذِي نَام اثنَاء انتِظارِه لقُدومِ حبِيبِه تشَانيُول .









ملَامِحه المَلائكِيَّة التِّي ابرزَتها اشعَّة الشمسِ الربِيعيَّة و التِي تلمَع فوقَ خصُلات شَعرِه الذهبِيَّة ، و اهدَابِه القصيرَة و كذَا بشرَة الأطفَال الشَّاحبَة خاصَته ، عوَامِل كثيرَة ادَّت لتحرَّك مشاعِره الغَريبَة بدوَاخِل الأسمَر. المشَاعِر التِي لطَالمَا ارَاد اختِفاءها و تخطِّيها.. جمِيعها عادَت لتَتجمَّع اثنَاء تحدِيقِه بذلكَ الملَاك الذي ينَام بسَلام.










محَاولَاتُه لتَخطِّي ذلِك الكمِّ الغَفير من الأحَاسِيس للفتَى الجمِيل لسنوَات كانَت يائِسة لحدٍّ كبِير ، لحدٍّ رغِب بخنقِ نفسِه حتَّى المَوت فمَا يحدُث كانَ غيرَ منطِقي.. مشاعِره لحبِيب صدِيقِه كانَت غيرَ منطقيَّة و غيرَ عادلَة بحَقِّ ثلَاثتِهم .










في بعضِ الأحيانَ تجتَاحه رغبَة عارِمَة بإمتِلَاكِه، فمشَاعِره نحوَ بيكهيُون و رغبَته بالحُصول علَيه قد نَبتت مِن قبل ارتبَاط الأصغَر بتشَانيُول... تجعلُه يفكِّر بأحقيَّة امتِلاكِه للصبيِّ ذو الخصلَات الذهبيَّة التِي تعودُ لَه .. لا لتشَانيُول .










لكِنه يذكُر جيدًا ذلِك الوَقت ، هوَ كانَ جبانًا ليعتَرف بمشَاعرِه .. كانَ مرتَعبًا من فِكرَة انجِذابِه لفتًا و ردَّة فعلِ من حولِه، ليُصدَم بعدَ ذلِك بإمتِلَاك الأصغَر لحبِيبَة بالفِعل، و ذلِك جعلَه يرمِي فكرَة اعترَافِه لآخِر نقطَة فِي رأسِه. غيرَ عالِم بأنَّ الأصغَر سيُصبِح بعدَ ذلِك حبيبًا لصدِيقِه المقرَّب، و الذِي امتَلكه بفَضل جُرأَة يَفتَقر لَها الأسمَر.










أجَل هو يعتَرف .. لقَد قبَّله ، فلَا يُمكِنه الكذِب بعدَ الآن.. هو احتَفظ بذلِك السرِّ المرهِق طوِيلًا .










يذكُر جيدًا، أنَّه اقتَرب بهدُوء و جلَس القرفُصاء امَام مقعَد بيكهيُون المُستَغرق بنَومِه حتَّى يُصبِح بطُولِه ، عندَها اَصبَح وجهُه امَامَه بالذَات ، و مَن قَد يُقاوِم حركَة شفَاه بيكهيُون اللَّطيفَة أو هزَّه لأنفِه الصغِير الحسَاس .










كاي لَم يدرِك سوَى عندَما فتَح عينَيه ، يجدُ نفسَه ملتَصقًا بوَجهِ الأصغَر ، يشعُر بنَسيجٍ ناعِم يُلامِس شفَتاه مُستَطعمًا ذوقَ المثَلجَات بنكهَة الفرَاولَة المتَبقَّاة علَيها .










شفَاه بيكهيُون كانَت ذا ملمَس غَرِيب ، بعيدًا عَن كافَّة القُبل التِي حَصلَ عليهَا كاي ، خاصَّة بِيكهيُون كانَت كالإدمَان ، لَم يقوَى عَلى الإبتِعَاد فقَد افقَده وعيَه و اشعَرتهُ بالثمَالَة . يجِد نفسَه متَعلقَة بتلكَ القبلَة كمَا لو انَّها حبلُ نجاةٍ بالنسبَة لَه ، محاولَاتُه للإبتِعاد باءَت بالفَشل كافَّة ليَسمَح لنَفسِه بطَبع قُبلَات مُبعثَرة كدَواخِله عَلى شفَاه الأصغَر و الأجزَاء المُحيطَة بهَا.










اخيرًا ، هو فصلَ آخرَ قبلَة سَطحِيَة ليحدِّق ببيكهيُون ، و يبتَسِم بعدَ ان نقرَ بإصبَعه عَلى انفِه ، ثمَّ يستَقِيم مغادِرًا الصّف، مصطَحبًا سرَّه الخفيَّ معَ ذاتِه .









لَم يَدرِك انَّ سرَّه في الوَاقِع لَم يَكن سرًا ، بَل كُشف قبلَ ان يُحاوِل اخفَائه حتَّى . تِلك كانَت ذكرَياتُ كاي التِّي يَستَعيدُها عقلُه في كلِّ مرَّة يكُون فيهَا مع بيكهيُون .










”أجَل ، لقَد فَعلت .. قبَّلتُه ، و اعتَذِر!“ كاي اعتَرف ببَساطَة ، لَم يرغَب بَل لَم يعُد بوُسعِه اخفَاء الأمرَ بعدَ الآن . امسَك بالشَجرَة خلفَه ليحَاوِل الوُقُوف لكنَ تشانيُول دفَعه ليرتَدَّ الى الخلفِ مِن جدِيد.










”كيفَ امكَنك ؟ فَعلت ذلِك بدُون ان تفكِّر في عوَاقِب فِعلَتك ؟ كيفَ استَطَعت التَفكِير في شَيء كهذَا ؟ حبِيب صَدِيقِك من بَين الجمِيع !!“ تشانيُول ردَّد بنبرَة حادَّة بينمَا يمسِك كتفَي كاي و يهزُّه بقوَّة .










بينمَا الآخَر قد اغمَض عينَيه ليتَنهَّد بعُمق ، لوَهلَة فكَّر بإخبَارِه .. عن احقيَّته ببِيكهيُون .. عن مشَاعرِه التِي كتمَها طويلًا .. عَن جبنِه و تخوُّفاتِه . لكِنه تراجَع عن كلِّ ذلِك ، سيَكون تافهًا ان فَعل ، كَما أن لَا هدَف مِن كلِّ ذلِك الآن ، و قَد انتَهَى به الأمرُ مبتَسمًا بجَانبيَّة على نَفسِه البَائسَة.










تشانيُول لَم يتوَقَّف عن هزِّ كاي و الحدِيث عن تخاذُلِه ، بِالمقَابل كاي اختَار عدَم مقاوَمة الآخر ، لَا طاقَة له لفِعل شَيء ، يسمَح لَه بالتَّنفِيس عن غضبِه و يسمَح لذَاتِه بأن تعاتَب علَّ تأنِيب ضمِيرِه يُغادِره .









”مشَاعرِي تجَاهه تلَاشَت بالفِعل لذَا لَا تقلَق“ الأسمَر تحدَّث ليُبعِد يدَي تشَانيُول عَنه بخشُونَة ليقِف بعدَ ذلِك ، ”ثمَّ أنتَ لستَ بريئًا ايضًا تشانيُول ..“ هو اردَف.










”صحِيح، لربَّما نظرَة بِيكهيُون تجَاهي قَد تتغَيَّر اِن علِم بمَا حَصل ، لَكن فِعلَتك شنِيعَة كَفعلَتي!!“ بنَظرَة فَارغَة رمَق الأسمَر رَفيقَه الذِي يحَاوِل الوُقوف بصعُوبَة بالرَّغمِ من تَرنُّحه، يحدِّق بعينَي الأسمَر بغيرِ فَهم.










”مَا قـ-...!!“ تشانيُول ارَاد الحدِيث لَكن كَاي اقتَطع كلَامه ، ”أعلَم ايضًا ، انّك السَّبب في انفِصَال بِيكهيُون عَن حبِيبتِه !! علَى الرَّغم من انَّك تعلَم مِقدَار حبِّهما لبعضِهما لكِنَّك تسبَّبت في انفِصالِهما“ .










”رَأيتُ ذلِك !!“ نطَق كاي بتمرَّد و بتَشدِيد عَلى كلمَاتِه يرغَب بتحدِي تشانيُول . الأطوَل حملَق بإرتِباك لمَ يحصَل ، فلَم يتصَوَّر يومًا ان يحدُث و يهدِّد كلَاهمَا الآخَر ، امرٌ مُستَحيل . كاي لَم يُرد ذَلك ايضًا ، فَذنبُ فعلَتِه يقتُله بالفِعل ، و كَون تشانيُول عَلى معرِفَة يزِيد عَلى شعُورِه بالذَنبِ اضعَافًا.










تشَانيُول تصنَّم مكَانَه .. متَى انقَلبَت الأوضَاع ، لَقد كَان لتوِّه غَاضِبًا و عَلى وشكِ لَكم الأسمَر و اشعَارِه بذنبِه لَكِنه مَن يشعُر بالذَّنب الآن .










”لَقد اجبَرت حبيبَة بيكهيُون عَلى الإنفصَال عَنه ، و الإنتِقَال الى مدرَسة اخرَى !! مهمَا كانَ حبَّك له كبيرًا ، لَم تفكِّر كم أنَّ فعلَتك ستُؤذِيه ! رأيتَ حالَه بعدَ ان انفَصلَا ؟؟“ حدِيث كاي الذِي كانَ ببدايَتِه هادِئًا بَات صرَاخًا دونَ ان يُدرِك ، ”لَقد اذَيتَه تشَانيُول .. لَا تُبرِّر ذلِك بحبِّك لَه“ .










المكَان عادَ لسُكونِه ، لَا يُسمَع سِوى صفِير الهوَاء الخَافِت ، المُصاحِب لحَفِيف إحتِكاك الأغصُن بِبعضِها . هدُوء مخِيف احَاط كِليهِما ، يحدِّقان بأعيُن كلَيهمَا بضيَاع ، تتآكَل دوَاخِلهما كلٌّ بطرِيقَته الخَاصَّة.










شهقَة تسرَّبت من اللَّا مكَان فتُخرِجهمَا عَن شرُودِهما و من دوَّامَة الأفكَار التِي برَأس كلّ منهُما . تشَانيُول التَفت يبحَث عَن مصدَر ايٍّ مما سَمعَه للتوِّ فيمَا الأسمَر يَتبِعه بِعينَيه بلا حرَاك ، ثمَّ بعدَ ثوَانٍ يسحَب جَسدَه تاركًا الأطوَل خلفَه .










جلَس بجَانب خيمَته المُشتَركَة مع بِيكهيُون لينظُر اليهَا طويلًا ثمَّ يستَلقِي على الارضيَة بجانِبها و يسمَح لجفنَيه بالإلتِقاء ، و بثَوانٍ هو نَام لشدَّة ارهَاقِه ، فعلَى هذَا اليَوم الحَافِل ان ينتَهي عندَ هذا الحَد.










بيكهيُون بالدَّاخل كانَ يُغمِض عَينَيه بينمَا يتَنفَّس بسُرعَة . عِندَما احسَّ بسُكونِ الوَضعِ خَارجًا و انعِدَام الخَطر ، فتَح عَينَيه ببُطء يتتَبَّع تَحرُّكات الأسمَر التِي يُظهِرها ضَوء القَمر عَلى جُدرَان الخَيمَة، و الذِي جلَس بجَانِب الخَيمَة ليَستَلقي بَعد ذلِك.










بيكهيُون نقَل بصَره بعدَ ذلِك ليُحملِق بسقفِ الخَيمَة بينمَا يغطِّي ثغرَه بيدَاه يَحبِس شهقَاتِه داخِل صَدرِه ، هو قبلَ دقائِق استطَاع رؤيَة ظلَال كَاي و مِن بعدِها اختَفى. تفقَّد السَّاعَة التِي اشَارت الى الثالثَة صبَاحا ليتنهَّد ، هو لَم ينَم بَعد و لَا يُمكِنه ذلِك .










اخرَج رَأسَه بِبطءٍ ليجُول بنَظرِه حولَ المكَان ، و أخيرًا نَظرُه حطَّ على جَسدٍ منكَمشٍ حولَ نَفسِه ، بسهُولَة اكتَشف صَاحبَه ذُو البشَرة السَّمرَاء . ادخَل رأسَه مُجددًا و بشُرُود استَلقى عَلى ظَهرِه ليُحدِّق بالسَّقف و يشَابِك أصَابعَه ليَضعهَا عَلى صَدرِه.










فتَتسرَّب شهقَة أخرَى مِن ثغرِه تُجبرَه على تذكُّر ذَلِك ، يرِّبت عَلى اذنَيه بخفَّة ثمَّ يهزُّ رأسَه يُحاوِل ان ينسَى، ينسَى مَا سمِعه لتوِّه مِن معلُومات هائلَة و صادِمَة ، لَا يكَاد يصدِّق انَّ كلاهُما قامَا بإستِغبَائِه لتِلك الدرَجَة.










بيكهيُون يذكُر جيدًا ، كم كَان سعيدًا عندَما سنَحت لَه فُرصَة مواعَدة فتَاة احلَامِه و التِّي اختَارَته من بَين جمِيع معجَبيها . لَكنَّ تحطمُه في اللحظَة التِّي طَلبَت انفصَالهمَا من العدَم هو ما لَن ينسَاه ما دَام حيًا.










لَم يعلَم احدٌ ، مدَى انكسَارِه و هشَاشَته على الرُّغمِ من انَّه بدَى قويًا و ثابتًا ، في الحَقيقَة هزَّة ريحٍ كانَت قادِرة عَلى اسقَاطِه . فيظهَر تشانيُول بعدَها فِي حيَاتِه كفَارس على حصَانِه الأبيَض و يسَاعِده على النسيَان ، ثمَّ يوقِعه في حبِّه .











ثمّ تبدَأ قصَّة حبّ أخرَى مختَلفَة عن سابقَتها ، لَكنَّها تَنتهِي بأذيَّة اخرَى . الأولَى كَان تشانيُول سببًا متخَفيًا بها فِيمَا الأخرَى كان سبَبا واضحًا ؟ بِيكهيُون قهقَه بخِفَّة وسَط دمُوعِه التِّي بدَأت بِالإنهِمار بتمرُّد ، تشانيُول حقًا يستَمرُّ بمُفاجَأتِه بكلِّ مرَّة.










🍃











بِيكهيُون اغلَق عينَيه المنتَفخَة بتَعب بينمَا يعَانق ذرَاع كيُونغسُو يحاوِل الإستنَاد عَليهَا اثنَاء وقُوفِه ، فلَم ينَم بَل لَم يُغمَض لَه جفنٌ طِيلَة ليلَة اَمس .











هزَّ رأسَه الذِي بدَأ يدُور حولَه ، و نظرُه الذِي باتَ مُشوشًا كعقلِه ليَقبِض على ذراعِ كيونغسُو اكثَر . ”انتَ بِخير ؟“ هو لَم يسمَعه حقًا فكلُّ حواسِه توقَّفت عنِ العَمل لكِن يمكِنه ان يحزِر ان كيُونغسُو يخبِره شَيئًا ما فمَا كَان عليهِ سوَى هزِّ رأسِه موَافقًا على امرٍ لَا يعلَمه ، ”سنركَب الحافلَة قريبًا لذَا نَم عندَها ، تبدُو متعبًا!!“.










كَاي بالجَانب الآخَر لَم يسَعه النظَر ناحِيَة كيُونغسُو او بِيكهيُون ، فَقط يَحمِل حقِيبَته بيدٍ وَاحدَة بينَما يُطأطِأ رَأسَه، يحَاول تجنُّب كلِّ شَيء قَدرَ الإمكَان.











”سأقُوم بمنَادَاتِكم، الوَاحد تِلو الآخَر حسَب القَائمَة فَأتأكَّد مِن الحضُور !!“ الأستَاذ تكلَّم بينمَا يتأمَّل الورَقَة بينَ يدَيه ليَشرَع في ذِكر الأسمَاء المُدوَّنة علَيها، يتأكَّد مِن وجُود الجمِيع .











”هُو لَم يذكُر بَارك !!“ كيُونغسُو سَأل لوهَان الذِي يَجلِس خلفَه بصَوتٍ خافِت عندَما تأكَّد من ان بيكهيُون نائِم و لَن يسمَعُه . ”الأستَاذ يعرِف عن أمرِه . عائلَته قامَت بإرسَال بعضِ الرِّجال لأخذِه ، لقَد غادَر صبَاحًا !!“ لُوهان اجابَ ليهزَّ كتِفيهِ بغَير عِلم عن سَببِ مَا حدَث، هو فقَط اخبَره ما رأَى و سَمع على اي حَال.










”فلتَحضُوا ببَعضِ الرَّاحَة هنا ، و لترتَاحُوا بمنَازلِكم لبقِيَّة اليَوم . لنَلتَقي بالغَد!!“ الأستَاذ تحدَّث مُجددًا عندَما تأكَّد مِن ان كَافَة الطُّلاب موجُودِين ليعطِي امرَه بتحَرُّك الحافِلَات .











🍃











اسنَد رأسَه الَى الحَائِط بجَانبِه ليُدلَّك كَتفَيه بتَعبٍ ، لَا يصدِّق انَّه نَام ليَوم كامِل بعدَ عودتِه من المُخيَّم؛  لَا يتذكَّر اغلَب التفَاصيل حتَّى كيفيَّة وُصولِه للمنزِل حتَّى استِيقاظِه صباحَ اليَومِ التَالِي عَلى سرِيره، لَا يعلَم شيئًا.











”عزِيزِي سَتأخُذ درَّاجتَك !؟ الَست متعبًا ؟“ السيَّدة بيُون وضَعت كوبَ الحلِيب الدَافئ امَام صبيِّها و بِجانبِه خبزٌ محمَّص سَاخِن و بعضُ المربَّى و الزبدَة بصَحنٍ اخَر .. فطُورُه البَسيط كمَا يحِب.










بِيكهيُون هزَّ رأسَه مؤيِّدا ليشرَع بتنَاوُل افطَارِه ، لَكن اهتِزاز هَاتِفه منعَه من البَدأ حتَّى ، فيُخرِجه من جيبِه ليتَفقَّد ما ورَده .












« دعنَا نتَقابَل فِي مكَاننَا المُعتَاد ، خلفَ المخزَن في المدرَسة السَّاعة الثَّامنَة و النِصف بالضَّبط!! ارجُوك لا تَقُم بتَجاهلِي .. اَرغَب برُؤيتِك ، سيَكُون هذَا آخِر طلَب .. ارجُوك !! » ..










بيكهيُون تنهَّد ليغلِق هاتِفه ، لَا يُمكِنه ان يصدِّق كيفَ استَطاع تشَانيُول الحصُول على رَقمِ هاتِفه بعدَ ان قَام بتَغييرِه ، رفَع معصَمه ليَتفقَّد ساعَة يدِه التِي تشِير الَى السَّابعَة و النَّصف ، دوَامُه الدرَاسِي لليَوم يبدَأ السَّاعَة التَّاسعَة و مازَال يمتَلك وقتًا كافيًا للذهَاب الى المدرسَة .










بعدَ تفكِير مُطوَّلٍ ، بدُون ان يضعَ لقمَة في فَمِه هو سحبَ جسدَه نحوَ غرفَته في الطَّابق العُلوِي يدخُلها و يغلِق البَاب خلفَه . بهدُوء يتَّجِه نحوَ مكتَبه ليَجلِس القرفُصاء امَام دُرجِه السُفلِي .










زفَر بضيقٍ قبلَ ان يدَوِّر المفتَاح فيُفكَّ قفلَ الدرَج ثمَّ يفتَحه بهدُوء ، ليحرِّك انفَه الحسَّاس على الرَّائحَة المُنبعِثة من الدَرج. هُو اخرَج العلبَة الزرقَاء التِي زُيِّن اعلَاها بشرِيط فِضيّ ، و التِّي تنبَعث منهَا رائِحة العِطر الفرنسيّ القوِي .











بلَا تفكِير هُو وضعهَا بِحقيبَة ظهرِه ليدلَف خارجَ المنزِل نحوَ درَّاجَتِه ، ليسلُك الطَرِيق المُؤدِّي لمَدرسَته بعدَ ان وَضعَ سماعَات اذنِه مع تَشغيلِه لمُوسِيقَى هادِئَة ..










دقَائِق معدُودَة حَتى اصبَح بيكهيُون امَام بابِ مَدرسَته ، اخرَج هَاتِفه ليتفَقَّد السَّاعة و التِّي اشَارت الى الثامنَة الَّا بضعُ دقائِق . سَحب دَراجَته ليُغلِق قفلَها ثمَّ يتَّجِه الى المكَان المنشُود بخُطًا بطِيئَة.










هُو تنهَّد بصُعوبَة ، عندَما بعدَ ثوانٍ وجدَ نفسَه بذلِك المكَان ، حيثُ اعتَاد ان يأتِي الَيه مع الفتَى الذِي انتَشلَه مِن حفرَة الكآبَة خَاصتِه ، الذِي كلُّ زاويَة مِنه تصرُخ بذِكريَات لَا تنسَى.










بِيكهيُون رمَى بجَسدِه على احدَى الأرائِك المهتَرِئة ليضعَ حقيبَة ظهرِه بِجانبِه ، يُخرِج علبَة العِطر الفرنسِي ليلَاعبَها بينَ يدَيه ، ثمَّ يُخرِج زجَاجتَه الزرقَاء و يرفَعها امَام وَجهِه .










”استَعملتُ اكثَر مِن نصفَها بالفِعل ..“ بيكهيُون همَس محدِّثا نَفسَه بتعجُّب ، هو لَم يدرِك انَّه استَهلَك نصفَها حقًّا ، مستَذكرًا تصرُّفاتِه الطَائشَة سابقًا ليبتَسِم بِجانبِيَّة على طفوليَته .











”تشانيُول .. يَجب ان يتَوقَّف كلَانَا عِندَ هذا الحَد“ بيكهيُون تمتَم بينمَا عَينَاه مرتَكزَتان على زُجاجَة العِطر التِّي يُمسِكها من غطائِها بتَهوُّر ، لينثُر بَعضًا مِن رَذاذَها على مِعصَمه .










لَم يسمَع بالمكَان الهادِئ سوَى صوتُ تناثُر الزُجاج الأزرَق بالأرضيَّة الغيرِ معبَّدة ، و انتِشار رائِحَة العِطر الفَرنسيّ القويَّة بالأرجَاء . عندَما بيكهيُون اقدَم على ضَربِ الزجاجَة ضدَّ الارضيَّة دُون تردُّد ، هو ابتَسم عندمَا انتشرَت الروَائِح بالمكَان لتدَاعب انفَه ؛ ليتَقدَّم بَعدَ ان وقفَ تاركًا بقعَته شاغرَة ، سوَى من اثَر فعلَته التِي خلَّفها من بعدِه.










تمشَّى بهدُوء و ببُطء يُمعِن النظرَ بالمكَان حولَه ، و الذِي يزعَم انَّ هذه ستَكون آخِر مرَّة تطَأه قدَمه ، كانَ ذلِك ودَاعه لكافَّة الذكرَيات التِي تجمعُه بتشَانيُول ، مشَاعِره و ايُّ مَا يربِطه بِه.










عندَما سمِع صوتَ ضجِيجٍ لَفتَ انتِباهَه جعلَه يتوقَّف عن التقدُّم . كمَا لو انَّه صَوت كسرٍ و تَخرِيب ، اشيَاء ترمَى و أخرَى تُقذَف صاحَب ذلِك اصوَات صرَاخٍ مكتُوم ، ليَسحَبه فُضولُه فيعِيده الى بقعَته السَابقَة ، و بهدُوء يقتَرب عندَما اصبَح الضجِيج خَافتًا ، فَيختَفي خلفَ الجدَار الهَش، يراقِب بصَمت.










امَال رأسَه بغيرِ فهمٍ ليضيِّق عينَيه ، يمكِنه رؤيَة مجمُوعَة من الرِجال ببذلَات سَودَاء و اجسَاد ضخمَة تَحكِم القَبضَ على شابٍ وَسطَها . بسهُولة تمكَّن من التعرِّف على الشَّاب و الذِي لَم يكُن سوَى تشانيُول ، بدَى عازمًا على مُكافَحتهم و التَملُّص من قبضَتهم لكِن لَم يستطِع . بَل تمَّ حملُه و جرُّه بقَسوَة ، و مِن المُمكِن انَّه تعرَّض للقوَّة ايضًا.










”مالذِي فعَله هاتِه المرَّة ؟ الَى متَى سَيستَمرّ بكونِه الفتَى العنِيد ؟ أمَازَال والدَاه يرسِلَان رِجالَهما حتَّى يحضرَاه ؟ ألَن يكبُر و يَتوقَّف عن كونِه الفتَى الطفولِيّ الطائِش؟؟“ بيكهيُون تأتَأ بينمَا يهزَّ رأسَه بشفقَة ، يشفِق على والدَي بَارك لأنَّ ابنَهما ما يزَال طَائِشًا و هُو بعُمرِ الثامنَة عشَر .










بيكهيُون التَفت ليَحمِل حقيبَته عائدًا الى صفِّه عندَما اختَفى تشانيُول و الرِّجال ذوِي الأجسَاد الضَّخمَة مجَال نَظرِه.










”بيُون بِيكهيُون؟!“ صوتٌ رُجولِي عمِيق نادَى بإسم الأصغَر الذِي اوشَك على مغَادرَة تِلك البقعَة، ليَعودَ الَيها بعدَ تلقِيه لذلِك النِداء ، يستَجِيب بالإلتِفات لمَصدَرِه.









هنَاك و فقَط.. بيكهيُون وقَف مكَانَه بينمَا يُضيِّق عينَيه اثنَاء تحدِيقِه بصَاحِب الصَّوت مِن رأسِه لأخمَص قَدمَيه ، يَرى امَامَه شابًا يافعًا، بطُولٍ خرَافي .. جَسدٍ منحُوت بكَامِل مُواصَفات المِثاليَّة، صَدر عرِيضٌ مشدُود و عضلَات واضِحَة من اسفَل قمِيصِه الرَّسمي الأبيَض الذِي تكابِر ازرَاره علَى الثبُوت مَكانِها.










وجهُه الوَسِيم و تَسرِيحَة شَعرِه المُصفَّف لأعلَى.. اضَافَة لبذلَتِه الرَّسميَّة باللَّون الأزرَق النِيليّ و ربطَة عنقِه باللَّون الأزرَق الفَاتِح .. فتُضفيَ على حُسنِ مظهَرِه مثالِيَّة و كَمالًا لَا طائِل لَه ، و بيكهيُون فقَط فغَر فاهَه بعدَ تَحدِيق طَوِيل ليَجفَل عِندَما لَاحظَ اقترَاب الرَّجل مِنه.










”إنَّه أنتَ حقًا .. بيُون بِيكهيُون-شِي !!“ الرَّجل تَحدَّث مُجددًا، يبتَسِم ليَمدَّ يدَه بتَرحِيب نحوَ بيكهيُون الذِي ارتَخت عقدَة حاجِبَيه حتَّى انفَكَّت، ليبتَسِم تلقَائيًا ثمَّ يمدَّ يدَه لمُصافَحة الرَّجل.










بيكهيُون ارَاد صفعَ نفسِه لغبَائِه فللَحظَة هو غفَل عن هويَّة الرَّجل الذِي يقفُ امَامه، لكِن لَا يُمكِنه ان يلُوم نفسَه فقَد مرَّت فترَة طَويلَة منذُ تَقابَلا آخِر مرَّة.. ثلَاث سنَوات علَى الأقلِّ مرَّت منذُ آخِر لقَاء لهُما.










”كيفَ حالُك؟ يَاه لَا أصدِّق انَّ ثلاثَ سنوَات قَد مرَّت منذُ آخِر لقَاء لنَا و هَا انتَ تبدُو كمَا انت. مَا تزَال هيُون الفتَى الجَمِيل ذاتَه!!“ الرَّجل أشَاد بِحمَاس بَينَما يَرفَع يدَيه في الهوَاء امَام جَسدِ الآخَر و يغلِق احدَى عَينَيه، يتفَحصُه بإهتِمام، و بيكهيُون قهقَه بخَجل ليَخفِض بصَره ثمَّ يرفَعه مجددًا .










”شُكرًا لَك شِين هيُون !!“ هو ابتَسم كردِّ فعلِ لإبتِسامَة الآخَر الودُودَة تجَاهَه ليُردِف بصوتٍ خافِت ، ”أنتَ ايضًا .. وسِيم ، كمَا تعلَم!!“ . شين هيُون ابتَسم ليَرفَع اكتَافَه بفَخر قبلَ ان يجِيب ”لطَالَما كُنت!!“ ، و بيكهيُون قَهقَه فحَسب عَلى ثقَة الأكبَر التِي لَم تتغَيَّر.










”أينَ كنتَ يا رَجُل؟ كِدت أنسَى وجهَك حتَّى!!“ بِيكهيُون تَحدَّث مَازحًا و الرَجل امَامه حكَّ مؤخِرة عنقِه ليهزَّ رأسَه، ”فقَط.. هنَا و هنَاك، بعضُ الأعمَال المُهمَة منعَتنِي من العودَة لكُوريَا!“ الرَجل اجَاب بعدَ ان تقدَّم ليَجلِس علَى احدِ الأرَائِك المُهترئَة التِي انتَشرَت بالمكَان القدِيم.










بِيكهيُون طوَاعيَة جلسَ بِجانِبه لينظُر الى شين هيُون و الذِي بادَله النظَرات الفارِغة ذاتَها، و بعدَ مدَّة قصِيرَة من التَّحدِيق قهقَه الأكبَر بإستِمتَاع ليُبعثِر شعرَ الأصغَر الذِي قهقَه بدَورِه، ”ما تزَال مرحًا.. كمَا كنتَ بالضَّبط!!“.










”اذًا أخبِرني عَن درَاسَتك! أتَسيرُ بشكلٍ جيِّد ؟ اذكُر انَّك كنتَ ذَكيًا للغايَة، و تحتَلُّ المرَاتِب الأولَى بصفِّك..“ سَأل شِين هيُون بعدَ ان عدَّل جلسَتَه ليقَابِل بيكهيُون، و الآخَر هزَّ رأسَه ليفرِك مؤخِرَة عنقِه بإبتِسامَة بلهَاء ثمَّ يُشكِّل رقمَ اثنَين بأصابِعه ، ”المَركز الثَّاني..!“ هو اجَاب بخَجل ليقهقِه الآخر و يرفَع ابهَامَه بإعجَاب ، ”ما تزَال ذكيًا كمَا عهَدتُك!!“.










”اذَن ..!“ شِين هيُون تَحدَّث مُجددًا لَافتًا انتِباه بِيكهيُون الذِي يُحدِّق بالفَراغ ليُردِف بعدَ ان وقَف و عدَّل بذلَتَه، ”كيفَ هيَ علَاقتُكما ؟“ سألَ بعدَ ان اخرَج علبَة سجَائِر ليَسحَب احدَاهَا و يغرِزها بينَ شفَتيه الثَّخينَة ليغلِق العلبَة بعدَها و يعيدَها مكانَها و يبدَأ البَحث عَن ولَاعَة لإشعالِ مَا بينَ شفَتيه.










”أنتَ و تشانيُول..!“ هُو اردَف بعدَ اَن أشعَل سيجَارَته، يسحَب مِنها داخِل ثَغرِه ثمَّ يُمسِكها بينَ اصابِعه ليَنفُذ بِدُخانِها خَارِجه معكِّرًا صفوَ جوِّ المكَان هنَاك.











”حسنًا .. لَا شَيء بَيننًا!!“ بِيكهيُون اجَاب بهدُوء ، بعدَ ان وَضعَ يدَيه دَاخِل جيُوب بِنطَال زيِّه المَدرسِي ليُؤرجِح ساقَه بغيرِ اهتِمام متمَلِّصًا مِن الحدِيث و الأكبَر لَاحظَ ذلِك، ليمتَنِع عن مُساءلَتِه.










”حَسنًا .. علَى كلٍّ بِيكهيُون!!“ ابعَد شِين هيُون السِّيجارَة ليَنفَث بدُخانِها خَارِج ثَغرِه ثمَّ يَرمِيها علَى الأرضِ بعدَ انتِهائِه منهَا ليدهَسهَا بقدَمه يُخمِد اشتِعالَها ، مُستَأنفًا حديثَه بإبتِسامَة .. ”سعِيد بلِقائِك مجددًا .. و ابلِغ والدَاك تحيَّاتِي ، اتمنَّى ان يستَمرَّ نجاحُ عملِهما !!“ الأكبَر انهَى حديثَه تزامنًا مع مدِّه ليدِه ناحيَة بيكهيُون و الذِي صافحَه ليهزَّ رأسَه.










”اعتَني بنَفسِك !!“ مدَّ بِيكهيُون يدَه يصَافِح الآخَر ليَنحَني بعدَ ذلِك ثمَّ يَستَقيم ، يرَاقِب الأكبَر الذِي يبتَعد عَن المكَان مغادرًا مِن حيثُ اتَى، ليَبتَسم بيكهيُون مُستَذكرًا احدَاث قبلِ قَليلٍ بعدَ ان التَفت مُغادرًا هوَ الآخَر ، و التِي بشَكلٍ عجِيب قَد رفَعت مِن معنَويَّاتِه قليلًا بعدَ ان كانَت تَنحَدر على الأرض.










في الرِّواق الطَوِيل المُؤدِّي الى الصفّ هُو وضعَ سمَّاعات اذنِه ليسِير بخطًا مُتثَاقلَة ، يشدُّ على سيرَ حَقيبَته و ينظُر للأَرض . المكَان كانَ هادِئًا للَحظَات قبلَ ان يرتفِع صَوتِ وقعِ خُطوَات .. ليُصبِح ركضًا بعدَ ذلِك.










و قبلَ ان يَلتَفت ليرَى ما يحدُث هو احسَّ بجَسدَين قد مرَّا بكلتَا جِهتَيه ليَختَفيا عَن انظَارهِ بعدَ ذلِك بعدَ ان هرعَا الَى داخِل الصفَّ .










انتزَع بيكهيُون سمَّاعَات ليدلَف للدَّاخِل بعدَهما ، عندَما وَجدَ كلَّا مِن كاي و سِيهُون بنَفسٍ مقطُوع ، و بوجُوه مُتعبَة ، و كلَاهمَا بحالَة هيستِيريَّة غريبَة ، يركُضان مِن شخصٍ لآخَر .










بيكهيُون خطَى بِهدُوء نَحوَ مَقعدِه ليضعَ حقيبَة ظَهرِه جَانبًا ، و يُسنِد رأسَه الى ذراعَاه المَعقودَة على الطَّاولَة بِغيرِ اكتِراث . ”ما خطبُهما !؟“ لوهَان سَأل بعدَ ان ضَربَ كُرسيِّ بِيكهيُون محاوِلًا جلبَ اهتِمامِه.










و بعدَ محاوَلات عدَّة هُو التَفت ، ”لَا اعلَم.. حقًا“ اجَاب ليضيِّق لوهَان عَينَيه بغيرِ تصدِيق. كيونغسُو تقدَّم ليقِف امامَ لوهَان، فيمَا يرَاقبُ الجمِيع بصَمتٍ تَصرُّفات كَاي و سيهُون الغريبَة و المثِيرَة للشَك.











”تشَا-.. نيُول ..“ كاي سَأل بتنَفُّس متَقطِّع بينمَا يَستنِد الى ركبَتيه بظَهرٍ مقوِّس ، ”أ رَآه أحدُكم ؟“ هو اكمَل لينقُل نظرَه بينَ لوهَان و كيُونغسُو بِتوتُّر ، فقَد كانَ النَظرُ في عينَي بِيكهيُون صعبًا للغايَة .










”لَم يأتِي حتَّى الآن!!“ لوهَان اجَاب بخفُوتٍ مُشيرًا لمقعَد تشانيُول الخَالِي و الذِي يسبِق مقعدِ بِيكهيُون . ”لَيس مِن المفتَرض أن يأتِي ..“ سيهُون تحدَّث بعدَ ان سحَب كُرسيًا ليَجلِس.











”لَكن السيِّد لِيم أخبَرنا انَّه اتَى ، بالأحرَى هرَب مِن المَنزِل ليَأتِي الى هنَا“ هو اكمَل بتَخوُّف شَديدٍ واضِح على ملَامِحه ، ”سيَّارَته مركُونَة على الجَانب الخلفِي للمَدرسَة ، مفتُوحَة و حاجيَاتُه بدَاخلِها.. لَكِن لا أثَر لَه!!“ . كلاهُما كانَ مُتعبًا ، مُتوتِّرا و قلقًا كاللَّعنَة ، همَا تركَا الثُلاثِيّ ليَستَأنفَا عمليَّة بحثِهم المَيئُوس مِنها .











بيكهيُون اعَاد رأسَه على ذراعَيه ليحدِّق بكُرسيّ بارك امَامَه في شرُود ، فكَّر للحظَة بإخبَارِهم عن الرِّسالَة ، و عمَّا رآه و عَن شِين هيُون لكِنَّه امتَنع عن ذلِك فيمَا بَعد ، ليَختَار عدَم التَدخُّل في شُؤونِ بارك المُزعِجَة بعدَ ذلِك .











”مالذِي فعَلته هذِه المرَّة بَارك ؟“ هو تمتَم بينَ شفَاهه قبلَ ان يَقطَع علَيه صوتُ لوهَان تفكيرَه ”هَل أنتَ و بأيِّ فرصَة تفكِّ فِي بَارك ؟“ هو سَأل بينمَا يقطِب حاجبَيه و يحدِّق بمُؤخّرَة رأسِ الأقصَر الشقرَاء.










بيكهيُون استَدارَ بهدُوء ليرمُق لوهَان بنظَراتٍ غيرِ مقرُوءَة . ”ماذا ؟“ لُوهان سَأل مجَددًا بِترَدد ، ”سألتَني اِن كنتُ افكِّر فِي بَارك !“ بيكهيُون حدَّق بتَحدٍّ ليَهمِس مربكًا مَن أمَامَه ، لوهَان الذِي يحاوِل دِراسَة كلمَات الآخَر المبهَمة ، و التِّي كانَ من الصَّعب تحدِيدُ ما ان كانَت اجَابَة لسُؤالِه ام سؤَالًا آخَر .










لُوهان شعرَ بدوَار ليَجفَل عندَما بيكهيُون استَقام من جلُوسِه ليُغادِر ، ”عَن أي هرَاء تتحدَّث !!“ هو تمتَم تزَامنًا مع خرُوجِه.











”لقَد ظَننتُه سيَضربُني !!“ لوهَان همسَ لكيُونغسُو بعدَ ان استَدار لَه بذُعر قابضًا علَى يسَار صدرِه ، ”تمنَّيت لَو فعَل!!“ الآخر بَصقَ كلِمـاتِه ليستَقِيم هُو الآخَـر تاركًا مكَانَه ، فيَتبِّع خطَا بيكهيُون خارِج الصفّ ..










”أنتُم فقَط تستَمرُّون بصبِّ غضبِكم علَيّ!!“ لُوهَان هسهَس بإنزِعاج ليُسنِد رأسَه الى الطَّاولَة متجَاهلًا الضَّوضَاء الحادثَة بالصَف ليُغمِض عينَيه .










حقًّا الكثِيرُ مِن الأمُور الغرِيبَة تستَمرُّ بالحدُوثِ منذُ ظهُور بَارك...














هيلُووز 👋

آسفَة على التَّأخير .. 💔 فيكُم تضربُوني :(

بس العبَارَات الأوليَّة الي ببدَايَة كل بَارت هيَ الي تخلِي نشر البَارت يتأخَّر 🌚💔

عمُومًا .. شُكرا للنَاس الي مُو مقصَّرة بدَعمها للروَاية ، سوَاءا من نَاحيَة التعلِيقَات او اللَايكَات ... كمَان المُشاهدَات تهمنِي كثير .. و الرِوَاية اقتَربت مِن 10 ألَاف مشَاهدَة و هالشِي مفرحنِي كثير :( شكرًا لكم .. 💙

أرَاءكم و تعليقَاتكُم على البَارت؟ 💁

اهتمُّوا بأنفُسكُم و كُونُوا بِخَير .. 🙏
© فَـ'ـاسِيلِيسَا ツ,
книга «LACUNA <CB>».
Коментарі