00 : I.N.T.R.O
01
02
03
04
05
06 -M-
07 -M-
08 -M-
09
10
11
12
09
تاسِع جُزئِيَّة 🍀 إستَمتِعُوا~

فُوتس ؟~
تعلِيقات بِين الفقرَات ؟~

[رَجاءًا 🙏]


[قَرأت؟ تَعلِيق عَن رَأيِك بصَراحَة 🌷]




❜ انكِسَار ❛






❞ شَارِد بعَالمِي الخَاص و بجَوفِي كلِمَات تتمنَّى جُرأَة تَمنَحهَا الحُريَّة، فَأصرُخ مُعلنًا للجمِيع عَن مَدى حبِّي العَظِيم لَك، لنَعُود لسَابقِ عَهدِنا.. فشَوقِي لمَاضِينا الجمِيل يَقتُلنِي ❝


















اهتِزَاز الهَاتِف كَان مُزعِجًا للحَدِّ الذِي أرَاد بِيكهيُون رميَه ضِدَّ الحَائِط. هُو يَشعُر بِدِفء غَرِيب، بشَرة وَجهِه تَحتكُّ بخُصلَات شَعرٍ ربَّما ، كمَا أنَّ رائِحة عِطرٍ رجُولي تدَاعِب أنفَه. الوَضع كَان غرِيبًا.. كَون بِيكهيُون يستَشعِر راحَته و هوَ بتِلك الوَضعيَّة، لربَّما هُو متَقبِّل لمَا يَحدُث؟










”اللعنَة!“ أعيُن بيكهيُون اتَّسعَت بذُعر، نَبرَة صَوتِه المُنخَفضِة التِي يهمِس بِها لنَفسِه بِشتَائِم مِن كافَّة الأنوَاع. هُو إنتَفض مِن علَى السَرِير و بنظَرٍ مشوَّش هُو أرَاد الإِستِقامَة لكِن ثِقلٌ مَا قَد حطَّ علَى خصرِه.










ذرَاع تشانيُول التّي تلتَفُّ بإحكَام حَول خِصرِه تحدُّ مِن حرَكتِه فتَمنعُه مِن الإبتِعاد، الأصغَر زفَر بحَنق ليَحمِل ذرَاع تشَانيُول بَينَ يدَيه ليُبعِدها عَن خِصرِه ثمَّ يَسحَب نَفسَه بعِيدًا عَن السَّرير، و بحَركَة سرِيعَة هُو دَفع وسَادتُه ليَحتَضنهَا تشانيُول فلَا يشعُر بالفَراغ.










تنهَّد عِندمَا انتَهى الأمرُ بسَلاسَة و بعَودَة الأطوَل للنَّوم دُون مشَاكل ليَدنُو مِنه محدِّقًا بفرَاغٍ بِه ، يستَند الَى السَرِير متَفقِّدًا هَاتِفه الذِي هدَأ رنِينُه بعدَ أن فَقد الأمَل مِن صاحِبه بإيقَافِه. السَّاعة أشَارت الَى الرَّابعَة و النِّصف صبَاحا و بيكهيُون هزَّ رأسَه برِضًا.. فَقد استَيقَظ فِي الوَقتِ المُحدَّد.










شَهقَة تَحرَّرت مِن ثَغرِه، عِندَما حرَكة صغِيرة ارَاد من خِلالِها تَقوِيم ظَهرِه و الوُقوف ، كانَت كفِيلَة ببثِّ موجَة مِن الألَم أسفَل ظَهرِه و بِكلِّ انحَاء جُزئِه السُّفليّ ، ليُمسِك خِصرَه بكِلتَا يَديهِ يُمسِّده بألَم. ”أبدُو كالحَامِل!“ هُو تذمَّر بينمَا يصرُّ علَى أسنَانِه مُحاوِلًا امتِصاصِ بعضٍ مِن ألمِه الذِي يَمنَعه مِن الإِستِقامَة بشَكلٍ صحِيحٍ حتَّى.










التَفت ليحَدِّق بنَفسِه عندَما اصبَح امَام المِرآة الكَبيرَة، يُعايِن جَسدَه المَلفَوف برِدَاء الإستِحمَامِ ذُو الحَجم الكَبير و الذِي ابتَلعه بالكَامِل، بهدُوء هوَ فتَح عقدَة الحزَام ثمَّ ابعَد الردَاء مِن علَى كتِفَيه فيترُكه ليهوِي الَى الأسفَل كاشفًا جسدَه.










رُؤية تِلك العلَامات الدَّاكنَة التّي تأخُذ حيزًا مِن كلّ رقعَة بجسَده بلَا استِثنَاء عَدا عُنقِه الذِّي مازَال مُحتَفضًا بشُحوبِه النَّاصِع . فخذَاه ، ذرَاعَان ، بَطنُه و صدرُه ، حتَّى حلمَتاه لَم تَسلَم مِن الضّرَر .. بعدَ تلكَ الليلَة الجَامحَة.










زَفر بقِلّة حيلَة ليدنُو بصُعوبَة ملتَقطًا ثيَابَه المُلقَاة بإهمَال علَى الأرضِيَّة، فيَرتدِيها بسُرعَة ثمَّ يلقِي نظرَة أخِيرَة علَى تشَانيُول النَّائِم فيَقترِب مِنه. عِندمَا اصبَح امَام وجهِه هُو ابتَسم بجانبِيَّة و بغَير مشَاعِر.









بالأحرَى كَنت تلكَ اوَّل مرَّة يصَاب قلبُ بِيكهيُون بالجُمود امَام ملَامِح تشَانيُول، فلَم يَهم من قبلُ ان كانَ نَائمًا ام مُستَيقظًا، خَوضُهما لعلَاقَة طويلَة المدَى لسنَتين، لَم يغَير مِن طبِيعَة بِيكهيُون التِي تغدُو ضَعيفَة مُضطربَة امَام الأطوَل.









الآن شعَر بِيكهيُون بقَدر ضئِيل مِن الاختِلاف في مشَاعرِه ، فيُمكنُه الآن ان ينظُر الى تشَانيُول بعَينٍ فَارغَة خَاليَة من الرُّوح ، و قَد كانَ ذلِك مُؤشِّرا جيدًا بالنِسبَة لبِيكهيُون، و أمِل ان يتَوسَّع ذلِك القَدر الى حينِ يمحُو قلبُه كل اثَار تشَانيُول المُتبقيَّة.









اقتَرب بيكهيُون ليَنفُث بهدُوء نَفَسَه علَى جبِين الأطوَل مُبعثِرا غُرَّته و الذِّي تكشَّرت ملَامِحه لوهلَة بفِعل ذَلك، ”لقَد استَمتَعتُ بلَيلَتنا الأخيرَة ..!“. رفعَ سبَابَته ليُقحمهَا بينَ خصلَات غرَّة الأطول و بعفَويَّة يرتِّبها ليَهزَّ رأسَه مُردفًا قبلَ ان يستَقيم.












”هنِيئًا لَك تشَانيُول، الوَداع.. الآن“.









🌿










”مزَاجٌ جيِّد؟“ لوهَان سَألَ بترَقُّب و برَفرفَة أهدَابِه التِّي تُغيضُ بيكهيُون كاللعنَة. كيُونغسُو ابتَسم بوُسع ، يُمكِنه رؤيَة الأمُور تَعودُ لوَضعهَا الطّبيعيّ بطرِيقَة ما.










بيكهيُون هَمهَم، هُو بمزَاجٍ جيدٍ و لَا يرغَب بتَعكِير صَفوِه مهمَا حدَث، ليشَابِك ذراعَيه بذرَاعَي رفِيقَيه، ”فطَائِر ؟ علَى حِسابِي“ هو تحدَّث بحمَاسٍ ليَسحبَهما .










الثلَاثِّي خطُوا خارِج الصَّف بعدَ ان ترَكوا حقَائِبهم متَّجهِين للكَافِيتيريَا حيثُ سيَقومُ بيكهيُون و لأوَّل مرَّة مُنذ زَمنٍ بشرَاء شَيءٍ لأجلِهم. فِي العَادَة مزَاجيَّة بِيكهيُون ستَطغَى علَيه فِي كلَّ صبَاح، هُو اليَوم عكسَ ذلِك.. شعُور جيّد ربّما!~











بيكهيُون تحدَّث بإريَاحيَّة كالعَادَة مَع رفِيقَيه، يستَغِلَّان طَرِيقَهم للكَافِيتيرِيا فِي مناقَشات عدَّة بالرَّغمِ مِن كَونهَا تافِهَة فبِيكهيُون اشتَاق لَها. لَكن ذَلك لَم يدُم طوِيلًا، عندَما اتَّصلَت عَينَاه بِأعيُن جَميلَة بزَوايَا مُرتَفعَة هوَ فَقدَ ودَّه الذِي ارتَسمَ عَلى وَجهِه قبلَ دقَائِق و استُبدِل بتَعابِيرَ فَارغَة .










لا~ بِيكهيُون لَم يُرد أن يبدُو كذَلك، هُو ارَاد تعَابِير لطِيفَة مُبتسِمة و غَير مُكتَرثَة مِن جَانِبٍ آخَر ، و هُو سرِيعًا افتَعلهَا . بسُهولَة غيرِ متوَقعَة هو تحكَّم بتَعابِيرِ وَجهِه و قَد ذَلِك غَريبًا بالنِّسبَة لَه ، لَا يَذكُر أنَّه كانَ سَابقًا قَادرًا علَى فِعل ذلِك ان كَان مَن أمَامَه بَارك تشَانيُول .










بيكهيُون أحكَم القَبضَ علَى أذرُع رَفِيقَيه بَينَ خاصَتَه ليَبتَسِم بوُسعٍ بينمَا يستَأنِف حدِيثَه ، ليُشيحَ بنَظرِه سَريعًا عنِ الأطوَل عِندَما إستَشعَر حرَكة شِفاهِه و التّي كَان وَاضحًا مَا ستُردِف بِه.










بيكهيُون إستَطَاع سَماع أحرُفِ إسمِه الأولَى فيَقتَطِع علَى الأطوَل فُرصَة اكمَال نُطقِ إسمِه ، و بِنصرٍ يَبتَعد تَاركًا مَن خَلفَه فِي حَيرَة مِن أمرِه، و لأوَّل مرَّة على الإطلَاق لَم يرَى ايَّ تأثُّر على نفسِه ، بَل بكلِّ برُود لَم يلقِي بالًا لمشَاعِر الأطوَل .









🌿










نسِيم الهوَاء الدّافِئ الذِّي يُشِير لقُدُوم رِبيعٍ لَطيفِ الأجوَاء تسلَّل مِن النَّافذَة المَفتُوحَة علَى مصرَعيهَا ، مدَاعِبًا خُصلَات شَعرِه السَّودَاء بنُعومَة نَاشرًا موجَة قشعَريرَة بجسَدِه ، ذاكَ الذِي يجلِس فِي صَفِّه الفَارِغ و الذِي لَم يجِد سوَى المَنظَر الذِي تطِل عَليه نافذَة الصَفِّ ليَأتَنسَ وِحدَته .










هُو أرَاد ذلِك حقِيقَة ، أرَاد أن يبقَى بمُفردِه ، لعلَّه يرَتِّب مجرَيات مَا يحدُث حَوله . علَامَات الذُّهُول لَم تتلَاشَى بعدُ مِن علَى وَجهه و لَا يظنُّها ستَفعَل . لَا يزَال غَيرَ مصَدِّق أنَّ بِيكهيُون حَرفيًا تَجاهَلَه طولَ اليَوم ، حتَّى عِندَما ينَادِيه بإِسمِه سيَصطَنِع الصَمم ، سوَاء كَان بمُفردِه أو غيرَ ذلِك .. سَيفعَل ايَّ حَركَة ذكِيَّة للتَّهرُّب مِنه بدُون جَلب اهتِمام مَن حَولَه.










حصَّة الرِياضَة قَائِمة بسَاحَة المَدرَسة، و تشَانيُول تَسلَّل مِنهَا بَعد أَن حَصلَ علَى الإذنِ بصعُوبَة، حقًّا لَا يَشعُر انَّه قَادِر علَى التَحرُّك حتَّى فمَا بَالك القَفز أو الرَّكض أو هزِّ الأردَاف الذِي لَا يَعرِف ان كَان ذَلك ضِمن مَفهُوم الريَاضَة حتَّى.










نظَرُه رَاقَب بتَمعُّن الهَيئَة الصَّغيرَة التّي تركُض في الأرجَاء بمُتعَة ، لطَالمَا كَان مُحبًا للريَاضَة عَكس تشَانيُول ، الذِّي علَيه أن يَعترِف أن فَضلَ امتِلَاكِه لجسَدِه المَمشُوق و عَضلَاتِه المَنحُوتَة يَعودُ لبِيكهيُون .










فلطَالمَا قارنَه بشَقِيقِه الأكبَر .. نوعُ بيكهيُون المثالِي و لطَالمَا هدَّده بتَركِه ان لَم يهتَمَّ بجَسدِه ، و كَيفِ لتشَانيُول أن يَرفُض طَلبًا لمَعشُوقِه الصَّغِير.










”بِيكهيُون ، مالذِي تُحاوِل فِعلَه ؟“ تشَانيُول تَمتَم بَين أنفَاسِه بينمَا يستَمرُّ بتَتبُّعه بعَينَيه ، يهَروِل بطَريقَة مُضحِكة و يُحرِّك رَأسَه بعَفويَّة بينمَا يَعبَث بشَعرِه فَيُبعثِره . الأطوَل استَطاعَ سمَاع قهقَهات عَاليَة، فقَد كانَ بِيكهيُون دائمًا صَانِع المِزاج المُحبَّب لصفِّهِم ، و يبدُو انَّه لَا يزَال كذلِك .










اغمَض تشَانيُول عينَيه ليتَنفَّس بعُمق ، و باللَّحظَة التِي فتَحهُما بهَا ، هوَ حمَل حَقيبَته ليَندَفِع بسُرعَة خَارِج الصَفِّ آخذًا خُطوَاتِه نَحوَ سَاحَة المَدرسَة . بخُطوَاتٍ مُتبَاعدَة هُو قَطَع المَسافَة بأقَلَّ مِن ثَوانٍ ليُصبِح أمَام المَوقِع المَنشُود.










نادَى تشَانيُول علَى بِيكهيُون الذِّي كَان يَقفُ علَى مَقرُبَة مِنه، لَكنَّه لَم يتَلقَّى ردَّ الآخَر الذِي لَم يتَكبَّد عنَاء الإلتِفاتِ لَه .. متَجاهلًا ايَّاه بإصرَار.










بنفَاذِ صَبرٍ تشَانيُول نَادَا مُجدَّدا و مُجددًا لكِن الأصغَر أصرَّ علَى عدَم تَلبيَة ندَاءِه، و أمَام انظَار الجَمِيع التِّي تُراقِب بصَمت مَا يَحدُث ، هُو اندَفع نَحو بِيكهيُون قَابضًا علَى مِعصَمِه ليجُره خَلفه.










بِيكهيُون أرَاد أَن يُقاوِم لَكنَّه لَم يَفعَل، يُمكِنه و لَو أرَاد لفَعل لكِنَّه سَمح للأطوَل بتَرأُّس المَوقِف، و سَحَب نَفسَه طوَاعيَة خَلفَ تشانيُول الذِي يجُرُّه بخشُونَة نحوَ أبعَد مَوقِعٍ بالمَدرسَة خَالٍ مِن ايِّ وَقعٍ بَشريّ .










عندَما توَقَّف تشَانيُول عَن سَحبِ الأقصَر دونَ ان يترُك يدَه ، بِيكهيُون عَقد حَاجِبيه بغَيرِ رضَا للمكَان الذِي تمَّ اخذُه الَيه.










”لِم أتَينَا الَى هُنا ؟“ بِيكهيُون سَألَ بِهدُوء بَعدَ اَن سَحب مِعصَمه مِن قَبضَة الآخَر ، و بإِنزِعاج واضِحٍ هوَ ركَّز نظَره علَى البقعَة أمَامه مانِعًا نفسَه مِن تفحُّص المكَان الذِي يعجُّ بالذِّكريَات.










القَليلُ يعرِفُون عَن المَكان أو الكَثيرُ مِنهم لكِن لَا حَاجة تستَدعِيهم للمَجيء. قَد كَان مكانًا شِبه فَارِغ يقبَع خَلفَ مَخزَن المَدرسَة ، ارتَمت بِه بعضُ الأرَائِك القَديمَة لكِنُّه كَان جَميلًا ، رغمَ أن لَا قدَم بشرِيَّة قد وطَأته سوَى خاصَة بيكهيُون و تشَانيُول. فقَد اعتَادَا الهَرب الَيه بعِيدًا عَن الجَمِيع، حتَّى تتَاح لَهمَا فُرصَة الحَضيِّ بعالَمِهما الخَاص بعِيد عَن باقِي البَشر.









”لَا يُعجِبك المَكان؟ بيكهيُون هذَا المكَان يَخصّ كِلينَا .. يَخصُّنا نَحن معًا . هنَا حضَينَا بأَوقَات جميلَة معًا“ تشانيُول تحدَّث بَينمَا ينظُر حولَه ، دُون أن يمنَع نَفسَه مِن الإِبتسَام لكلُّ تلكَ الذِّكريَات التِّي تحُوم حولَه .










”عندَ تسَاقُط الثَّلج ، هنَا حضَينَا بقُبلَـ-..!“ كانَت تلكَ أهمَّ حَادثَة قَد استَذكرَها عقلُ تشانيُول .. لَا يُمكِنه ان ينسَى، لكِن بدَى لَه ان بيكهيُون لَا يشَاركُه الرَّأي ذاتَه ، فقَد وقَف أمَامه بتَصنُّم بينمَا يعتَلي البُرود ملَامح وجهِه.










”أجَل .. أجَل ، كَانَت اوقَات جمِيلَة .. باتَت مُجرَّد ذِكرَياتٍ الآن“ بِيكهيُون اقتَطع حدِيثِ تشانيُول بكلَامِه العَفويِّ ليَزفَر بإنزِعَاج واضِح لشُعورِه بالضِّيقِ ، كمَا لَو انَّ كلَّ زاويَة مِن المكَان تهاجِمه.










”لَا يَهُمنِي فأنَا لَم اعُد اهتَم .. ثمَّ لمَ احضَرتنِي الَى هنَا ؟“ بيكهيُون قالَ دونَ أن ينظُر لتشَانيُول يستَمرّ بخَفضِ بصَره ارضًا و التَّصرُّف بعَدَم اهتِمَام ، بَينمَا يُدخِل يدَاه بجُيوبِ سِروَالِه الريَاضيّ .










”لِم تَقُوم بتَجاهلِي ؟“ تشانيُول سألَ بتَوتُّر مستَجمعًا بعضَ الشَجاعَة للحَديثِ لكِنَّ بيكهيُون رفَع بصرَه و حدَّقَ بِه ، ”و لِم لَا أتجَاهلُك ؟“ هو بَصقَ كلامَه ببرُود و جفَاء طغَى على نبرَة صوتَه .









”أتُدرِك مَا تقُولُه بِيكهيُون ؟ ما حَدثَ بالأمسِ كـ-..“ تشَانيُول ارَاد الحَدِيث لَكن بِيكهيُون اقتَطعَه مجَددًا بذاتِ النبرَة البَاردَة و التَعابِير الفارِغَة ، ”مَا حدَث بالأمسِ لَم يَكُن شَيئًا ، يُمكِنك أن تَقُول أنَّنا بتنَا مُتعادِلين!!“.









”استَخدمتُك كمَا استَخدمتَني، أنتَ بالتَّأكِيد لَم تَنسَى تِلكَ الليلَة!“ بِيكهيُون انهَى حَديثَه بهزِّه لكتِفَيه. ”لِذا لَا تُعر ذَلك اهتِمامًا ، كَانَت نَزوَة عَابرَة“ اردَف الأصغَر مبتَسمًا ببلَاهَة ، ”فَقط.. فَضلتُك على الذَّهاب لمَلهَى خَاص بالرِّجال!! لأنِّي سأقَع فِي مُشكلَة ان تمَّ كَشفِي!“ ، بِكلمَاته التِّي هزَّت دوَاخِل تشَانيُول و بَعثَرتها فتتلَاشَى تَعابِيرُه الحادَّة و ترتَسِم مكَانهَا اخرَى متخَاذلَة.










”لَقد استَغلَلت جسدِي لنَزوَتِك العابِرة تشَانيُول، ألَن تَعترف فحَسب؟ انَّها المرَّة الثانِية!!“ ، و كَم كَان حدِيثُ بِيكهيُون جَافِيًا و حاقدًا بتِلك اللَّحظَة ، و ذَا وقعٍ عمِيق .. كسرَت جِديَّة تشَانيُول بثَوانٍ .









الفتَى لَم يَكن يمزَح ، تشانيُول و لأوَّل مرَّة لَم يتَمكَّن مِن درَاسَة ملَامِحه . تعَابيرُه فَارغَة ، دَواخِله بَدت هائِجة و نبرَته جَافيَة للحَد التِّي جعَلت تشَانيُول يترَاجَع بضعَة خطوَات تارِكة مسَافَة اكبَر بينَهما .










”أرَدت اللَّعب قلِيلًا ، و لَن الُومك ان قُلت انِّي سافِل حقِير .. لَا بأس فنَحنُ متمَاثلَان الآن!!“ كانَت نبرَته ساخرَة للحَد الذِي نَشرَت موجَة ارتِعَاش بِجسدِ الأطوَل ، بينمَا يتَّبع بعَينَيه تحرُّكات الأصغَر الذِي يتحرَّك في الارجَاء .











”قَد إتضَح لي فيمَا بعدُ أنَّ ما أتَيت لأجلِه كسَبب اضَافيٍّ كَان تَخلِيص نَفسِي مِن نزوَتي أيضًا . كُنت الخيَار الأمثَل فَقد مرَّت فترَة طوِيلَة لَم امَارِس فِيها الجِنس“ أكمَل بيكهيُون بنَبرَة مرحَة ليتوَقَّف عن تحرُّكاتِه أمَام تشانيُول و يُمِيل رأسَه بزاويَة صغيرَة ثمَّ ينكُز صدرَ الأطوَل اربَع مرَّات متَتاليَة ينطِق مع كلِّ نكزَة كلمَة.. تاركًا فاصلًا زمنيًا قصيرًا بَينهَا.










”تَمامًا.. كمَا.. فَعلتَ.. أنت .. مِن قبل“ أنهَى جملَته بتَوزِيعِه لإبتِسامَات عدَّة، ليَتحرَّك مُجددًا و مُجددًا.. رغبَته بإربَاك تشَانيُول و كَسرِه تزدَاد اكثَر فأكثَر.










”لكِن اثنَاء ذلِك أنَا ادرَكتُ شيئًا!!“ هو توقَّف فَجأة لينظُر بعَيني الأطوَل بتَنافسيَّة شرسَة ، ”التّأكُّد مِن مشاعِري الحَقيقيَّة كانَ هدفًا خفيًا مِن اللُّعبَة! و قَد فَعلت“ بيكهيُون قَهقَه ليعُود للتَّحرك في دوَائِر بَينما يدَاه تتحرَّك في الهوَاء تُساعِده علَى الشَّرح.









”ادرَكت أنَّ كلَامَك لَم يعُد لَه تأثِير علَي. ثمّ أتصَدِّق أنّي قُمت بِضبطِ المُنبِّه حتَّى اغادِر قبلَ أن تستَيقِظ ، و رَحلتُ بدُون النَّظرِ خلفِي. ذَلِك كَان سهلًا. لَقد تخطَّيت مشاعِري تِجاهَك!“ أردَف الأصغَر بإستِمتَاع ، و بثِقَة غريبَة لَم يعهَدها بنفسِه مِن قَبل، و قد كانَ ذلِك كفيلًا كاللَّعنة بإحبَاط الأطوَل.










”بيكهيُون.. ماحدَث تِلكَ الليلَة كَان خطَأ و قَد اعتَرفت بِه. ثمَّ ذَلِك لم يَكن بسَبِب نزوَة أو ايّ مما تَقصِده.. ليسَ تِلك المرَّة ولا أيَّ مرَّة سَبقَتها، أنتَ تفـ-..“ نبرَة تشَانيُول الخَائِبة طَغت علَى صوتِه العمِيق فتَجعلُه كطفلٍ صغِيرٍ علَى وشكِ البُكاء ، بقلَّة حيلَة أمسَك يَد بِيكهيُون يلفُت انتِباهَه لكِنّه ومضَ بذُهولٍ عندَما بيكهيُون نفضَ يدَه بقوَّة مبعدًا ايّاه عَنه.









”كَانَت كذَلِك . سافِل .. متَحرِّش ، علَيك ان تَعتَرف بهذَا فَحسب! كُنتُ نَزوَة عابِرة بالنِسبَة لَك ، ارَدتَ جَسدِي و بَعد أن حصَلت علَى مرَادِك تَركتَـ-..“ بيكهيُون هوَى الَى الأرضِ ليَرتَد جسَده بشَكل مُؤلِم ، يحسُّ بسَائِل دَبقٍ يخرُج مِن زاوِية فَمه و فَكِّه الذِّي يشعُر بتَغيُّر مكَانِه ، هوَ أيقَن أنَّ تشَانيُول قَام بلَكمِه حتَّى يُخرِسه.










بِيكهيُون ابتَسم بينمَا يُحاوِل الوُقوف و ابهَامُه يمسَح بخفَّة علَى الجُرحِ الذِي تَسبَّب بِه تشانيُول له، و الذِي يقفُ متصَنِّما مَكانَه غَير مصدِّق لمَا حدَث.










يَده التِّي اذَت الشَّخص المحبَّب لقَلبِه ترتَجف كسَائِر جَسدِه و عينَاه اهتَزَّت بضُعف و هوَ يراقِب صَغيرَه الذِي يحاوِل الوُقوف و بضعفٍ أكبَر هوَ تمعَّن الجُرحَ الذِي افتَعله بجَانب شفَافه التِّي شوَّه جمالَها!.










”بيكـ-..“ تشانيُول اقتَرب بِبطءٍ مُحاوِلًا مسَاعدَة الأصغَر لكِنَّه سريعًا وقَف بمُفرَده ليَنفِض الغبَار عَن ملَابِسه و شَعرِه فيُبعثرَه بإِهمَال. ”لَا علَيك.. استَحققتُ ذلِك“ هوَ قَال قَبل أن يُردِف ، ”مَا حدَث ، اعتَبرهَا هديَّة.. هديَّة ودَاع“ بِيكهيُون همسَ معَ ابتِسامَة جانبيَّة ليلتَفِت مُغادِرًا.









”وَدَاع ..؟“ تشَانيُول ردَّد بشُرود ، بينمَا يرَاقِب الصَبيّ الذِي يَمشِي بتَكَاسُل ليَجفَل عندَما التَفت فَجأَة عائدًا الَيه .









”أجَل تشانيُول ، هديَّة وَداعٍ مُقدَّمَة . تبقَّت بِضعَة أشهُر فَقط و سَنتَخرَّج مِن هذِه الثَّانويَة اللَّعينَة . أنتَ ابنُ بَارك الثانِي ستَدرُس ادَارَة الأعمَال فتُصبِح رئِيس احدَى شركَات والِدك، و أنَا سَأختَار ايَّ جامِعَة لَن يَحدُث و أن ارَى وجهَك فِيها و لَو بالصُّدفَة“.









بيكهيُون اقترَب و ابتَسَم ببلَاهَة و هُو يرَاقِب الأطوَل الذِي يحدِّق بعَينَيه بتِيه فينقُر علَى صدرِه، ”و حتَّى ذَلِك الحِين، حتَّى انتِهاء السَّنة الدرَاسيّة.. لا أرِيد رؤيَة وَجهِك أمَامي، ارجُوك لَا تجعَل طرُقنا تتقَاطُع .. افعَل ما بوُسعِك كمَا سأفعَل أنا“.










كانَ ذلِك مُؤذيًا .. مؤذيًا للحَدّ الذِي جعلَ مِن رُوح تشانيُول تُغادِر جسدَه، للحدِّ الذِي شعَر بنفسِه تهوِي للحَضِيض.. بينمَا جَسدُه يُجرَف للهاوِيَة.










أجَل .. هُو شعَر بإنعدَام سَببٍ يَجعلُه متَمسِّكا بحَيـاتِه البَائسَة التِي انقَلبت رأسًا على عقِب. يرَى جمِيع مَن هم محبَّبين لقَلبِه يرحَلُون مخلِّفينَه بالخَلف.. بلَا ايّ قيمَة.










تشَانيُول فَقط شَاردٌ بأفكَارِه ، بَل بالفَراغِ منذُ انَّ رأسَه باتَ خاليًا. آخِر مَا حصلَ علَيه كَان تربِيت بِيكهيُون علَى كتِفه و كلَامُه القَاسِي الذِي اذَاه و كسَره.










ألَم بيكهيُون مَن يُغذِّي روحَه اليَائسَة؟ تشَانيُول لَا يَكاد يصدِّق أنَّ ذلِك هو بِيكهيُون ، فتَاه اللَّطِيف الذِي لطَالمَا كَانت نبرَة صَوتِه ليِّنة لطِيفَة ككَلمَاته ، قَد قَال ذَلك! و لَا يَكاد يُصدِّق اكثَر .. أنّ هُو تجرَّأ و قامَ بلَكمِه!










”لِم علَيكُم أن ترحَلوا جميعًا!؟“









🍃









”اللعنَة !! اللعنَة !!“ بيكهيُون شتَم بكَرم كلَّ مَن اتَى بتَفكيرِه. يُعدِّل ملَابسَه التِي اختَارَها بإهمَال أمَام مِرآتِه الطوِيلة ثمَّ يمدُّ يدَه لمُجفِّف الشَّعر ليجَفف شَعرِه المُحتَفظ ببلَلِه ثمَّ يرتِّبه.










”عزِيزِي!! الفَطور“ الصَوتُ الأنثَوي نادَى مِن الطَّابِق السُّفلِي و بِيكهيُون سرِيعًا أخذَ حقِيبَته الكَبيرَة ليَحمِلَها بِصعُوبَة ثمَّ ينزِل الى المَطبخ .










”صبَاح الخـ-..“ بيكهيُون استُوقِف بسَبب والدَته التِّي تدفَعه ليَجلِس . ”اجلِس ، بسُرعَة“ هي أمَرت لتَضع كوبَ الحَليبِ أمَامَه و بِجانِب خبزُ مُحمَّص مُحضَّر حدِيثًا و بصَحن آخرَ وُضعَت بَعضُ انوَاع المُربَّى ، لتُربِّت علَى كتِفه تحثُّه علَى تناوُل افطَاره.










”لِم لَم تُخبِرنِي أنَّك ستَذهَب برِحلَة تَخيِيم ! الهِي علَيك الإِسرَاع حتَّى لَا تتأخَّر ، لَقد حضَّرت لَك الكثِير مِن الأطبَاق فَلتَتشارَكها مَع أصدِقَائِك.“ وَالدتُه تحدَّثت بِحمَاس بَينما تضَع العُلب بِحقِيبَة اخرَى اصغَر مِن خاصَة بِيكهيُون.










”اسرِع !“ هي صاحَت ليَجفَل بِيكهيُون بذُعر ، والدُه قهقَه لمَظهر ابنِه المصدُوم ليُربِّت على يدِه ، ”لَا تَلمهَا فهِي مُتحمسَة ، أنتَ لَم تخرُج مَع رِفاقِك منذُ مدَّة لذَا استَمتع !!“ .










شعَر بيكهيُون بالإِمتِلاء سريعًا ليُنهِي فطورَه ثمَّ يستَقيم ليَحمِل حقيبَته خلفَ ظَهرِه بصُعوبَة ثمَّ الحَقيبَة الأخرَى التِّي حضَّرتهَا والدَته لأجلِه و يتَقدَّم ببَطء نَحوَ المَخرج . ”وَضعتَ كلَّ حاجيَاتِك صحِيح ؟متأكِّد أنكَ ستتمَكَّن مِن حملِهَا ؟“ والدَته سألَت بتَخوُّف بعدَ أن رَأت التعَب علَى وجهِ بِيكهيُون بالفِعل.









”والِدك سيُقلِّك بِطرِيقِه !!“ هي صَفَّقت بحمَاس لتُساعِده علَى حملِ حاجيَاتِه نحوَ سيارَة والدِه الذِي كانَ بإنتظَارِه بدَاخلها . ”اهتَم بنَفسِك صَغيرِي“ هي قالَت بَينما تلوَّح لهمَا .










الطَّرِيق الَى المدرَسة فِي سَيارَة والدِه قلِيل الكلَام مَنحه بعضِ الوَقت التَّفكِير .و بيكهيُون لعنَ ذاتَه و لعنَ كلَّ شَيء ، هُو لَيس بحَالٍ جيِّدة و كلُّ ما ينقُصه هوَ رحلَة تخييِم مدرَسيَّة مِن العَدم!؟










هُو لا يُصدِّق منذُ متَى تقِيم مدرَستهم رحلَات كهذِه، هَو حتَّى لَم يعلَم عن ذَلك سوَى عِندَما وَصلَه الإشعَار بهَاتِفه بالأمسِ يُخبِره عن تَوقِيت التَّجمُع و انطِلَاق الحَافلَة .









الأفضَع مِن ذَلك كونُه مسجّلًا بالرِّحلَة فلَا مجالَ للترَاجُع، لَم يعلَم ايّ مِن الخرقَى الذِي فعَل ذلِك بِه، لَكن تسَاؤلاتُه اختَفت سرِيعًا عندَما وصلَه اشعَار آخر ، رِسالَة نصيَّة مِن لوهَان يخبِره انَّه مَن فَعل. حسنًا ذَلك فسَّر الكثِير...









🌿










”كَاي و كيُونغسُو يجلِسَان معًا؟ مُنذ متَى أصبَحتمَا رفِيقَين؟“ لُوهَان سَأل بِإبتِسامة جانبِيَّة بينمَا عينَاه تتفَحص المَقاعِد الشَّاغرَة فِي الحَافلَة.










”فقط هكذَا، جلَستُ لأنَّ المكَان غَير مَحجُوز“ كاي برَر نافيًا بيدَيه ”ثمَّ نحنَ لسنَا عَدوَّين“ هو اردَف.










”هَان ..!!“ لوهَان صاحَ ليقتَرب مِن الفتَى الطَوِيل الجَالس بمفرَدِه بأحَد المَقاعِد بالخَلف. ”أهو مَحجُوز ؟“ لوهَان سألَ بِحمَاس ليتَلقَّى هزَّة رأسٍ نَافيَة مِن الفتَى و سَريعًا هو جلَس يبعِد حقِيبَته عن ظهرِه.










”هانيُول ، أنتَ تذكُرني صَحيح ؟“ لوهَان سألَ مُشيرًا لنَفسِه و هَانيُول ابتَسم يُبعِد سمَّاعات اذُنه ثمَّ يهُز رأسَه مجدّدًا . ”بالتَّأكِيد ، صديقُ هيُون .. لُوهان“ هانيُول أجَاب ليرفَع يدَه في الهوَاء يَحثُّ الأصغَر علَى مُصافَحتِه و لوهَان فعَل بلَا تردّد.. سعِيد بحَق . ”سعيدٌ برؤيَتِك مجددًا“ هو قال.










”تشانيُول، أنتَ منزَعج ؟“ صوتُ سيهُون الخَافِت تسَلل مِن بَين الفَراغ الذِي يفصِل المَقعَدين امَام تشانيُول نحوَ اذنِه فَيفزِعه ، تشانيُول لم يحسَّ عندمَا سيهُون ابعَد احدَى سمَّاعَات اذنِه ، و بلَا مبالَاةٍ هو اعادَها ليردَّ بنبرَة هادئَة دونَ ان ينظُر لمَصدر الصَّوت، ”أجَل، بَعد رؤيَتِك؟“ .









”هذَا جَارح!“ سيهُون تذمَّر بدرَاميَة ليجلِس بإِعتدَال مكَانَه ، و تُقهقِه الأنثَى الجالسَة الَى جانبِه علَى الموقِف . سيهُون رمقَها بحنَقٍ مهددًا ”اصمتِي سُول ، ابتَعدي سأغَادر..“ هو تحدَّث بإنزِعَاج ليقِف لكنَّ تعَابِيرَها الوَديعَة و يدُها التِّي تشدُّ علَى ذراعَه جَعلَته يَترَاجع.










”سأتَوقَّف.. لَا ترحَل، لقَد وعَدتني بأن تعرِّفنِي علَى صدِيقِك الوَسِيم ذَاك، قلتَ بأنَّك ستَمنَحنِي معلُومَات مُهمَّة“ هيَ ترَجَّت بأهدَاب مرَفرِفة ليجلِس سيهُون و يتَكتَّف بتَعالٍ ، ”سأفَكِّر في الأمر“.









”هيُوني..“ هانيُول صاحَ بصَخبٍ لَافتًا انتِباه الجَمِيع حولَ الفتَى المَعنِي الذِي وصلَ للتوّ ، ليتَقدَّم بكسَلٍ بَين الحَشدِ.







”مرحبًا هانيُول..“ هو حيَّاه ليتَلقَّى ابتِسامة الأطوَل المُشعَّة ذاتَها. ”ظَننتُك لَن تأتِي..“ لوهَان تَحدَّث ليَضرِب قَبضَته بصَدر بيكهيُون بِخفَّة مازحًا فيتَلقَّى نظرَات الأصغَر الحَادَّة . ”سأجعَلك تَندَم علَى مَافَعلتَه..“ هو هددَ هَامسًا ليبتَعِد باحثًا بعَينيهِ عن مكَان شَاغِر.










نظرُه تَحدِيدًا وقَع علَى الفتَى الطَوِيل الجَالِس بمُفردِه و الذِي يَنغمِس بعَالَمه الخَاص بعِيدًا عَن الضجِيج الحَادث حَوله ، بعدَ ان فَضَّل وَضعَ سمَّاعَات الأذُن و الإمتنَاع عَن تبادُل الحَدِيث معَ ايَّ كَان.










هُو تَخطَّاه بغَيرِ اهتِمَام و قبلَ حتَّى أن يُلاحِظه فهوَ لَم يُدرِك بعدَ ان بيكهيُون قَد وصَل. يَتفقَّد الأمَاكِن الشَّاغرَة ليعُود راكِضًا الَى لُوهَان بذُعرٍ وَاضِح علَى الرَّغمِ مِن مُحاوَلَاته لإِخفَائِه.










”جُونغ السَّمينَة، كِيم المُتحَرِّش و ذَلك الأخرَق الطوِيل ..“ بيكهيُون تذَمَّر بصَوتٍ خافِت و لوهَان أمَال رَأسَه بغَير فَهم، غيرَ مستَوعِب لغرَض بيكهيُون مِن كلِّ ذاكَ التَذمُّر ، ”مَا خطبُهم؟ ثمَّ من الاخرَق الطوِيل؟“.









”أظنُّه يقصِد تشَانيُول!!“ شرَح هانيُول ليَهزَّ لوهَان رأسَه بتَفهُّم ، كَان يجِب ان يحزِر ذلِك بسُهولَة . ”لَكِن لمَ تخبِرني عَنهُم؟ جِد مكانًا لَك بسُرعَة.. فالحَافلَة ستَتحرَّك فِي دقَائِق!“ دفَع لوهَان بِيكهيُون للخَلف يُبعِدُه عَن مكَان وقُوفِه لينغمِس مجددًا في محادَثاتِه التَّافهَة مع هانيُول.










زفرَ بيكهيُون ليُبعثِر شعرَه، و التَفت يجُول ببصَرِه حولَ الأمَاكِن المتَاحة للجلُوس مجدَّدا. و مُستَحيل.. هوَ شهَق عندَما اتَّضحَ لِرؤيَتِه أنَّ جمِيع الأمَاكِن قَد حُجزَت بالفِعل ، و المكَان الشَّاغرَ الوَحيد بالحَافلَة هُو المكَان الذِي بجَانِب الأطوَل الأخرَق كمَا يَنعَته .. كَلقبٍ جَدِيد ، هَل الجمِيع وَقفُوا ضدَّه بالفِعل؟ .









”لُوهَان .. جمِيع الأمَاكِن..“ هزَّ بيكهيُون كتِفَ لُوهان بذُعر يَستَدعي انتِباهَه نَحوَه ليُشِير الى الأمَاكِن بينمَا يهمِس ، ”مُستَحيل .. ان أجلِس بجَانِبه“ وَجهُه شُحب كأنَّه اصيبَ بالمَرض لمُجرَّد في انَّه سيَجلِس بِجانِب تشَانيُول بَعد كلِّ مَا حَدث .










”و لَكِن نحنُ نتَحدَّث هنَا !“ لُوهَان عبَس بثَانيَة و بالثَّانيَة الأخرَى ملَامِحه باتَت جادَّة عندَما سحَب بِيكهيُون مِن ذِراعِه يَجعَلهُ أقرَب ليَهمِس بأذُنِه ، ”أنتَ تقتَطِع عليَّ فُرصَة الحصُول علَى حبِيب جَدِيد ، و تُخرِّب عليَّ مخَططَات زوَاجِنا المثَاليّ!!“ هو شَددَ عَلى كلمَاتِه ليَترُك ذرَاع الأقصَر و يبتَسِم ببلَاهَة بعدَ أن التَفتَ للأطوَل الذِي يرَاقِب بصَمت.










”هيُون .. يُمكِنك الجلُوس هُنا !!“ هانيُول سرِيعًا وقَف مِن مكَانِه يمنَحه لبِيكهيُون الذِي شُع وجهَه بإبتِسامَة بلهَاء لَكِن سرِيعًا مَا إختَفَت عِندَما يدُ لُوهَان شدَّت عَلى مِعصَمه بينمَا يَرمقُه بِعبُوس طُفولِي هازًّا رَأسَه بلَا.. متَرجيًا ايَّاه، ”سأفعَل ايَّ شَيء..!“ هو همَس.










”لَا عَليك.. !“ همَس بيكهيُون بعدَ ان لوَّح بيَدِه ليبتَعِد بظَهرٍ مقَوَّس متجِهًا لضحيَّتِه التَّاليَة، على أمَل ألَّا ينتهِي بِه الأمرُ بعدَ كلِّ هاتِه المحَاولَات جَالسًا الى جانِب الأطوَل ، عندَها هو سيُفضِّل البَقاء واقفًا على فِعل ذلِك.









الثُّنائِي التَالي بدَى منسَجمَين بشَكل غرِيب، يجلِسان بالقُرب مِن بَعضِهمَا بِحميمِية يتَوسَّطهمَا كتَاب قَد كانَا مُنشَغلين بتَصفُّحه بإهتِمَام. هالَة مِن التَّركِيز الغرِيب احَاطَت كلَيهما و بيكهيُون ترددَ بلَحظَة مِن فكرَة مقاطَعتهِما.










”كتَاب؟ ما اسمُه؟“ بيكهيُون سألَ بعدَ ان انتَزع الكتَاب مِنهمَا يُبعدُهما عن تركِيزِهما. ”روَايَة!؟“ هو اردَف بعدَ ان تفحَّص غلَاف الكتَاب ليعِيدَه بعدَ ان نجحَ بإستِدرَاج انتِباهِهما، يبتَسِم بتوتُّر.









”لِم لَم تَجلِس بَعد..!؟“ استَفسَر كيُونغسُو بشَك، بينمَا كاي قَد رفَع جَسدَه قليلًا ينظُر مِن حولِه ليَجلِس مجدَّدًا بعدَ انتِهائِه ليَقلِب عينَيه بإنزِعاج ، بعدَ أن لَمح الأطوَل بالخَلف .. يَحضَى بغَفوَة قصِيرَة .










”كَاي..!“ لأنَّ بيكهيُون صوتَه الذِي خرَج انثَويًا متَغنجًا، لَكِن ان كَان ذلِك كفيلًا بإخرَاجِه مِن مُشكِلتِه هاتِه فلَا بَأس. يُمكِنه رؤيَة الإنزِعاج عَلى وَجهِ كاي، هو ليسَ غبيًا فَبالفِعل يعلَم عَن رغبَة الأصغَر و هدَفه مِن كلِّ هذا.









”مُستَحيل أن اجلِس الَى جَانِبه. لَقد تشاجَرنَا بالأمسِ ،بعدَ ان اتَّصَل بِي ليَصرُخ بوَجهِي يُخبِرني انِّي السَّبب فيمَا قلتَه. أنَا لا أعلَم ما قُلتَه انتَ حتَّى لكنَّه يَتصِل بِي فِي كلِّ مرَّة ليلُومنِي علَى سَير علاقَتِكما السَيِّء..“ كَاي تَذمَّر بغَضب.. لَا ينفُك يتنَفسُ اثنَاء حدِيثِه و لَا يحضَى بِفاصِل ليمنَح نفسَه راحَة ، كمَا لَو انَّه انتظَر تِلك اللَّحظَة بفَارِغ الصَّبر ليتَحدَّث عَن ذَلك الموضُوع.










”واضِح انَّه شرِب الكثِير بِالأَمس، لَقد كانَ ثملًا . ذَلك الأحمَق، يَستَمرُّ بالشرَب بالرَّغمِ من كونِه قاصِرًا“ تَكتَّف الأسمَر بينمَا يُسنِد ظهرَه للمَقعَد ، و عُقدَة حَاجِبيه فُكَّت سريعًا عندَما أُخذَ تفكِيرِه نَحوَ قلقِه الشَدِيد علَى رَفيقِه.










”ألَن يقَع بمُشكِلة اِن أمسَك بِه والدَاه؟“ استَفسَر كيُونغسُو ، ”عَن ايِّ والِـ-..“ كاي كانَ على وشَك الحدِبث ، لَكِن نبرَة صوتِه انخَفظَت فَجأة ليتَوقَّف عَن الحَديث . ارتِباك الأسمَر كانَ واضِحا و هوَ يجولُ بحدَقتَيه بتوتُّر. ”بالتَّـ-.. تَّأكِيد.. غالبًا.. مـ-..ما يَفعَل!“ هو اجابَ ليَلتَفت للجَانِب الآخَر سرِيعًا متمَلصًا مِن تحدِيقات الأقصَر المُشكِّكة.










”كيُونغسُو!!“ بِيكهيُون ردَّد بأعيُن الجرَاء خَاصتِه و كيُونغسُو اغلَق الكتَاب ليُحاوِل الوُقوفَ قبلَ ان تمنَعه يدُ كاي مِن التقدُّم.










”الكتَاب كيُونغسُو، ان جلَست هنَاك كيفَ سنَقرأُه معًا؟“ و بِيكهيُون ضَربَ جبينَه بكفِّه بقَسوَة، هوَ لَم يعُد قادرًا علَى الإحتِمَال و قَد اصبَح متعبًا مِن الوُقوفِ بالفِعل .










”لنَلعَب حَجرَة ورقَة مِقص ! سيغَادر مَن يخسَر“ بعدَ صمتٍ دامَ لدَقائِق، كاي اقتَرح بِحمَاس بينمَا يجمَع قبضَته و يدفَعها امَام الشَّابَين بإستِمتَاع. بيكهيُون هزَّ رأسَه موافقًا فلَيسَ و كأنَّه يمتَلِك حلًّا بدِيلًا ، فيمَا امتَنع كيُونغسُو عن ابدَاء رأيِه فلَا شَيء ليَخسَره على أيِّ حال ، لَا مُشكلَة لَديه في الجلُوس بأيِّ مكَان .










بينمَا يدُه الأخرَى المُشكلَة بقَبضَة تمتَدُّ خلسَة لخِصرِ صاحِب العيُون المُستَديرَة بعيدًا عَن انظَار بِيكهيُون ، تلكُمه بخفَّة كانَ الهدَف مِنها غِش بَريء، مُشيرًا لَه بإظهَار القَبضَة.. حتَّى يتِم ارسَال بيكهيُون طوَاعيَة للأطوَل الأخرَق، فالأسمَر بالفِعل سَئِم من شجَارَاتهمَا و متأكِّد من ان لكيُونغسُو رأيٌ مماثِل.










تشَانيُول بالفِعل تجَاهل تلكَ الضَّوضَاء المُزعجَة التِي التِّي يثيرُها الثُّلاثِي الذي اقتَطع علَيه غفوَته المُريحَة ليعدِّل سَماعَات الأذن بأذُنيه و يرفَع مِن صوتِ المُوسيقَى الهادِئَة التِي اِختَارهَا كشرِيك لَه برِحلتِه هذِه.










لَم يعلَم مالخَطبُ مَع لَعبِهم الفَوضَوي و المُزعِج، لَكن ذلِك استَمَّر لدَقائِق ، و بقلَّة صَبرٍ هو تَنفَّس بعُمق ليُغمِض عَينَيه بعدَ ذلِك قَصدَ إراحَة أعصابِه، حتَّى انتِهاء ذلِك الضَّجِيج.










الهدُوء عادَ ليترَبَّع بالمكَان، و تشانيُول عدَّل جلسَتَه لوَضعيَّة اخرَى مُريحَة ، لربَّما بإستِطاعتِه النَّوم الآن و الحضيُّ ببعضِ الرَّاحة. لَكِن باللَّحظَة التِي حرَّك بهَا جسدَه ليتَزحزَح للأسفَل ، جسدٌ ما قد اعَاق تحرُّكه.. ذلِك عندَما اصدَم كتَفه بكَتف آخَر.










فتَح عَينَيه ببُطء لكِنه بحقٍّ ارَاد غلقَهما مُجددًا و للأبَد عندَما وجدَ صاحِب الجُرم الصَّغير و العيُون المُستدِيرَة قَد احتَلَّ المكَان الذِي بجَانبِه.










ابتَلع تشانيُول بصعُوبَة اثنَاء تحدِيقِه بكيُونغسُو الذِي لَم يُعره اهتِمام .. فَقط يجلِس بجانِبه عابِثًا بهَاتفِه ، بهَالتِه المخِيفَة تِلك، مثِيرًا رعبًا لَا نهايَة لَه بدَواخِل تشانيُول . فعلَى الرَّغم مِن هدُوء كيُونغسُو مُقارنَة بلُوهَان الذِي ينفَعل مبَاشرَة و يسَارِع لإفتِعال شجَار، كيُونغسُو كانَ اكثَر اخافَة بالنِّسبَة لتشَانيُول.










لَم تكُفّ تحدِيقَات تشَانيُول عَن التِهام كيُونغسُو بجَانبِه ، بتِيه يحدِّق بِه . هوَ مُتأكِّد مِن انَّ الآخَر يعلَم بشَأنِ تحدِيقَاته لكنَّه يعلَم ايضًا انَّه لَن يلقِي لَه بالًا ايضًا، فلَطالَما كانَ كيونغسُو جيدًا في التَّجاهُل.










”أنتَ ..“ تشانيُول أرَاد ان يَستَفسِر، بالتَّأكِيد سيَفعَل فآخِر شَخصٍ يتوَقَّع جُلوسَه الى جَانبِه كانَ كيُونغسُو .. ثمَّ هو قد كانَ جالسًا الى جانِب كَاي ، إضافَة الى فضُولِه الذي يقتُله ، جمِيعُها كانَت عوَامِل تصبُّ في النهايَة نحوَ دَفعِه للسّؤَال ، حتَّى ان تمَّ ضربُه من قبَل كيُونغسو.










”لَا تتوتَّر، الرِّحلَة ستَدُوم لأربَع ساعَات. بَعدَها لَن نُضطَر للبقَاء معًا. و لَا تخَف ، لَيسَ كمَا لَو انِّي سَأقُوم بضَربِك“ كيونغسُو تحدَّث اثنَاء عبثِه بهَاتِفه بعشوَائِيَّة قبلَ ان يُخرِج سمَّاعَات اذنِه فيوصِلهَا بالهَاتِف و يضَع الأطرَاف الأخرَى بأذنَيه، ثمَّ يعُودَ بجَسدِه للخَلف و يُغمِض عَينَيه.










”لِم.. أنت؟“ تشانيُول سألَ بتردَّد ليبتَسِم كيونغسُو، ”خسِرت لعبَة حجرَة ورَق مِقص“ .










تشانيُول زَفر بإنزِعاج، لَا يصدِّق أنَّه تمَّ اختِيار مَن يجلِس الَى جانِبه بلُعبَة ؟ و الخَاسِر هو مَن يجلِس الى جانبِه، ألَا يجعَل ذلِك مِنه خَاسرًا ايضًا؟ . هو بعثَر شعرَه بِحنقٍ ليعِيد سَماعَات اذنِه و يرفَع صَوتَ الموسِيقَى لأعلَى درَجاتِه املًا بأن يُرِيحه ذلِك و لَو قليلًا.









🌿










ربَّت بِيكهيُون علَى أسفَل ظَهرِه بألَم، مُتذمِّرًا مِن تقوُّس ظهرِه بِسببَ جلُوسِه بتِلك الوَضعيَّة الغَيرِ مُريحَة لساعَات. هُو سحَب حَقيبَته ليَدفَعها بتَعب علَى بَعد ان نزَل اولًا مُنتظرًا لحَاق أصدِقائِه به.










”أسَنخيِّم هنا!؟“ سيهُون سألَ بعدَ ان سحبَ كاي نحوَه ليُردِف ”في العرَاء؟“ . ”بَل في فندُق!!“ لُوهان اجَاب بَعدَ ان كانَ مارًّا من امَامه راسِمًا على وَجهه تعابِير فارغَة مُستَخفًّا بالآخَر.










”المكَان لَا يصلُح لِلتَـ-..“ بيكهيُون توقَّف عَن الحدِيث عندَما صدَح صوتُ الأستَاذ الذِي يطلُبهم للتَجمُّع . ”الحَافلَة لَن تتَمكَّن من الوُصولِ لمَكان التخييِم لذَا سنُكمِل مَشيًا علَى الأقدَام ..“ هو انهَى كلامَه ليوَضِّب حقائبَه مُتقدِّما اولَهم ، ”تقدَّموا خلفِي ، ثنائِيات“.










بيكهيُون بِعبُوس نظرَ لحَقيبَتيه ، بالتَّأكِيد سينقَسِم ظهرُه نِصفَين ان حاوَل رفعَهما معًا . و بقلَّة حِيلَة هو تنهَّد ليَرفَع حقِيبَته الضَّخمَة و يَضعَها خَلفَ ظهرِه ، و بصُعوبَة يُحاوِل الحفَاظ علَى توازُنِه و قَد اصطَبغ وَجههُ بالأحمَر بالفِعل ،و ارتَفعَت درَجة حرارَة جسدِه .










جفَل بِغيرِ فهمٍ عندَما اختَفت الحَقيبَة الأخرَى الصغرَى خاصتَه من أمَامِه لتُوضَع بينَ يدَيه مُفاجِئة ايَّاه ، ثمَّ حَقيبَة اخرَى اخفُّ مِن سابقَاتِها قَد أضيفَت لحمُولَته بَينمَا الحَقيبَة الضَّخمة التِّي عَلى ظَهرِه انتُزِعت بسُرعَة ، ببسَاطَة حمُولَته اصبَحت اخفَّ فَجأَة، حتَّى انَّه اقَام ظهرَه بسُهولَة .









”سأسَاعدُك لذَا أحمِل هاتَين ، سأحمِل الكبِيرَة . سَيُغمى علَيك قبلَ ان تَقطَع رُبع الطرِيق مع حَقيبَتيك“ كاي تحدَّث بعجَالَة ليتَقدَّم اولًا ، غيرَ تاركٍ المَجال لبِيكهيُون للتَّعلِيق حتّى ، بَعد ان جَعَل الدِّماء تتجَمع فِي وَجنَتيه .









بيكهيُون سَريعًا حملَ الحَقيبَة التِي تخصُّ كَاي خلفَ ظَهرِه ثمَّ يحتَضِن التِّي تخصُّه بَينَ يدَيه ليسَارع بخُطاهُ حتَّى يلحَق بالفتَى الأسمَر ، دونَ ان يمنَع ابتِسامتَه مِن الظهُور ، و دُون ان يلحَظ زوجَ الأعيُن التِّي تحدِّق به بِغَيض .










”اسرِع“ كَاي صَاح ليَسحَب بِيكهيُون الذِي يَمشِي خَلفَه فيُصبِح بجَانبِه ثمَّ يُردِف ”ماذَا بهَا ؟“ . بيكهيُون ابتَسم ليُجيب ”ملَابِسي و بَعضُ الحَاجيَات“ هُو تحدَّث بإحرَاج ليُردِف ، ”هذِه بهَا طعَام و وَجباتٌ خَفيفَة ، سَنتَشارَكه معًا“ و سَريعًا هتَف بَينمَا يرفَع الحَقيبَة الصُغرَى التِي بيدِه ليقَهقه كَاي علَى لطَافَته.










”الهِي انَّها تصبِح ثقِيلَة اكثَر، أذَلك بِسببِ الطَرِيق؟“ كاي تسَاءَل عِندَما احسَّ بثِقلٍ غَرِيب خلفَ ظَهرِه و بِيكهيُون طَأطَأ رأسَه بإحرَاج ، ”آسِف..“ هو إِعتذَر بهَمس . ”لَا عَليك..“ كاي هتفَ ليبتَسم ثمَّ يشِيحَ بنَظرَه الَى الطَرِيق.










تشانيُول بحَنق حدَّق الثنَائِي امَامه و الذِي يبدُو بِمزَاج جيِّد علَى عكسِه و بمَكر هُو تقَدَّم منهُما ليُمسِك طرَف الحَقيبَة و يَسحَبه للأسفَل، مضيفًا ثقلًا اضَافيًا لها، ثمَّ يبتَعد سريعًا عندَما بدَأ كاي بالتَّحرُّك حتَّى يوازِن وَقفَته قبلَ ان يتمَّ كَشفُه ، فقد كانَ مِن حظِّه انَّ مَن حولَه كانُوا مُنشغلِين ليَلحظُوا ما يَفعلُه.









كررَ ذلِك مرارًا و تكرَارا و لحظِّه هو لَم يُكشَف، فَعندَ احسَاسِه بالخَطر هوَ سيتَسلل مُختَفيًا بَين الطّلَاب بذَكاء.










تشانيُول زفرَ بإِنزعَاج لأنَّ مُحاوَلاتِه لفَصل الثنَائي لَم تَفي بالغَرض، و غضبُه باتَ اكبَر لدَى ملَاحظَتِه لتصرُّفَات بيكهيُون الودِيَّة تجَاه كَاي . بيكهيُون سيقُوم بتَهوِية الأسمَر ثمَّ يمسحُ عرقِه ، يفتَح زُجاجَة الميَاه خاصَته ليسَاعِد كاي علَى شربِ مائِه ، و مِن نفسِ الزجَاجَة بعدَ ان استَعملَها هو، و تشانيُول لم يتمَكَّن من التَّغاضِي عن الأمرِ مطلَقًا .










تشانيُول تسللَ بَين الطلَاب ليُصبِح خلفَ كاي مجدّدًا و قبلَ ان يضَع يدَه علَى حقيبَة الآخَر هو تصنَّم مكَانَه بتَفآجُئ عندمَا بيكهيُون التَفت ليحَدِّق به بتَعابِير حادَّة دونَ ان يردِفَ بكلمَة.










”ألَن تتوَقّف؟“ بيكهيُون تَحدَّث بنَبرَة هَادِئَة مخِيفَة ليلتَفت كاي بعدَ ان لاحظَ اختِفاء الآخر من جانبِه ، ”ألَم نتَّفق؟“ هو اردَف و ما كانَ بإستطَاعَة تشَانيُول سوَى التَراجُع خطوَاتٍ معدُودَة بينمَا يبتَلعُ بصُعوبَة، بِيكهيُون قَد كَان يعلَم بالفِعل بتصَرفَات تشَانيُول الطفُوليَّة لَكنَّه امتَنع عَن مُعاتبَة آمِلًا ان يتَوقَّف عَن ذلِك بإرَادتِه .










كاي نظرَ بغَير فَهمٍ غيرِ مُدرِك لِأنّ الثِّقل الذِّي اخلّ بتوازُنِه لَم يكُن سوَى تلَاعبًا طفُوليًا مِن صدِيقِه، و الذِّي اكلَت الغيرَة دمَاغه . و بيكهيُون اقتَرب ليشَابك ذرَاعه بذِراع كاي يسحَبه خلفَه غيرَ آبِه لمَدى تأثِير ذَلك المنظَر على الأطوَل خلفَه.










”انا مُرتَعب!!“ سيهُون همسَ بأذُن الأطوَل يخرُجه عن شرُودِه، ذرَاعَاه حاوَطتَا ذرَاع تشانيُول و بخوفٍ هو ارتَجف ضدَّ جَسدِه . ”الحشرَات بكلِّ مكَان، و يستَحيل أن أنَام بالخَارِج“ تذمَّر الشَّاحب بينمَا يبوِّز شفتَيه للخَارِج.










”ألَست من قامَ بتَسجيلِي؟ توقَّف عن ادِّعَاء الجَهل و تصرَّف كرَجل، تحمَّل عوَاقِب افعَالك..“ تشانيُول بصقَ بكلَامه ليَبعِد ذِراعَه ثمَّ يشدُّ علَى نهايَة حبلِ حقيبَته ليَكمِل طرِيقَه مختَفيًا بينَ الحَشد.









🌿










”سنُخيِّم هنَا!!“ صوتُ الأستَاذ صدَح بالمكَان مجدّدًا ليتَجمهَر الطُلَّاب حولَه بإِرهَاق يرمُون بحَقائبِهم علَى الأَرض. ”فلتَرتَاحوا، سنَبدَأ بنَصبِ الخيَم بعدَ نِصفِ ساعَة“ هُو قالَ خاتِمًا حَديثَه بإبتِسامَة لطِيفَة.










”هُنا!!“ كاي زفَر بِتَعبٍ بَعد أن وضَع الحَقيبَة الضَّخمَة علَى العُشبِ ثمَّ يرمِي بجَسدِه بِجانِبهَا ليُحرِّك كتِفيهِ ثمَّ يدلِّكَهما بيدَيه . ”سَننصِب خيمَتنَا!!“ هو اردَف ليربِّت عَلى المكَان بجانِبه يَحثّ الأقصَر على الجلُوس و الآخر سَريعًا لبَّى ذلِك.










”ألدَيك مانِع؟“ الأسمَر سَأل عندَما لَم يتَلقَّى اي إجابَة لمَا قالَه، ظنًّا مِنه انّ قد يقُوم بإرغَام الفتَى و لربَّما هو لَديه رأيٌ آخَر في ذَلِك، لكِن سُرعَان ما انحلَّت عُقدَة حَاجِبيه عِندَما ابتَسم بِيكهيُون بإِشرَاق نافيًا برَأسِه، ”مؤكَّد لَا..“.










”جيِّد اذًا..“..










بِيكهيُون استَقام مِن جلُوسِه ليَتجوَّل بالأرجَاء يُنعِم بصرَه بكلِّ ما طَابَ لَه نَاظرُه ، فقَد كَان للمَكان الذِّي اتخَذَه الجَمِيع التَخيِّيم معنًا آخرَ للنَعِيم بَل اشبَه بالجنَّة .










عشبُه كانَ أخضرًا محتَفضًا بِبللٍ ضئِيل و بِنبَاتَانه قَطرَات الندَى التّي تَتوضَّع على الوُرَيقاتِ كقِطع اللّؤلُو. الأشجَار و كلَّ ما حَولَه .. كثِيرٌ من الأخضَر احَاط عَينَيه .. و المزِيد و المَزِيد.










لهوَاء ذَاك المكَان حكَايَة الأخرَى، فمَا كانَ لبِيكهيُون سوَى أن يَستَنشقهُ فيشعُر بمدَاعبَته لمَجارِيه التَّنفسيّة فينظِّفها و ينقِّيها ، نسمَـاته العلِيلَة .. الدَّافئَة نوعًا ما تدَاعب عَضلَات وجههِ ثمّ تتخطَّاه متخلِّلة خصلَات شعرِه ، و مَا كان على الصغِير سوَى ان يهمهَم بإعجَاب شدِيد لمَ تَشهَده عينَاه .. لرُبّما لَم يكُن المجِيء لهنَا خطَأً بعدَ كلِّ هذَا.










قادَ قدمَاه بتَعبٍ عائدًا لموقِع التَّخييم بعدَ رحلَة استِطلَاع قَصيرَة ، ببُطء اقتَرب مُحاوِلًا عدَم اخرَاج كَاي —المُنغمِس فِي تفحُّص الخَيمَة الموَضَّبة بإِهتمَام— مِن تركِيزِه، و الذِي بكدٍّ يُحاوِل وضعَ اللمَسات الأولَى لتنصِيبِها.










راَقبَه بيكهيُون بإستِمتَاع فَقد كانَ ما يرَاه مرحًا و لطِيفًا، فالجمِيع قَد تخطُّوا المرَاحِل الأولَى لتشيِيد الخِيم فيمَا يُوجَد كاي هنَاك يعقِد حاجِبيه بتَفكِير يقلِّب الخَيمَة بينَ يدَيه ، تنفَك عُقدَة حَاجِبيه بإبتِسامَة سَعيدَة لكِنَّها تختَفي في اللحظَة التَّاليَة لأنَّ ظنَّ كاي بأنَّه قد وَجدَ طرِيقَة تنصِيب الخَيمَة لَم يَكن صحِيحًا، و انتهَى الأمرُ بِه ملقيًا بالخَيمَة على الأرضِ بإستِسلَام و بخَيبَة أمَلٍ كبِيرَة .










اقتَرب بيكهيُون و رَمى بجَسدِه الَى جانِب حَقيبَته ليُغمِض عينَيه متجَاهلًا الأسمَر الذِي حملَ الخَيمَة بسُرعَة مجددًا في اللحظَة التِي لَمح فيهَا اقتِراب الأصغَر ، يحَاوِل الحفَاظ عَلى صورَتِه الشَّهمَة و المُكدَّة بعمَلهَا .










”أتعِبت بالفِعل ؟“ كَاي سَخرَ مُتعمِّدًا اغاظَة الأصغَر عِندَما ، ”أ-سأنصِبها بمُفردِي ؟“ هو اكمَل عندمَا اقترَب بهدُوء ليقِف امَام رأسِ بِيكهيُون المتَكاسِل ثمَّ يدنُو مِنه . الأصغَر فتَح عينَيه ليفزَع مِن مدَى قُربِ كاي مِن وجهِه فيُغطِّيه بكلتَا يدَيه بِخجَل .










”لا علَيك .. سأفعَلها بمُفردِي!“ ابتَعد كاي عَائدًا الى الخَيمَة المُلقَات بإهمَال ، و بثوَانٍ بِيكهيُون لَحق بِه ليُمسِكها مِن احَد الجوَانِب ثمَّ يشيرَ الى الجَانب الآخَر ، ”امسِك ذَلك الطَّرف ، لنَفتَحها اولًا“ الأصغَر تَحدَّث موجِّها الأسمَر قلِيلَ الخِبرَة.










”امسِكها مِن هنا!!“ بِيكهيُون استَمر بتوجِيه الآخَر بثقَة تامَّة، و بفترَة قصِيرَة همَا فرغَا مِن نَصبِها و المُفاجِئ انَّهما كانَا اوَّل مَن فَعل علَى الرَّغم من كونِهما آخِر مَن بدَأ ، و بثوَانٍ تعالَت اصوَات الهتَاف و تصَاعَدت بإعجَاب، اذ أشَاد الجمِيع بمدَى سُرعَة عَملِهما.










”سآخُذ قيلُولَة..“ بيكهيُون هزَّ كَتفَيه بتفَاخرٍ ليَدخُل خيمَته و سرِيعًا يطرَح جَسدَه المُرهَق مُستَعدًا لأخذِ بعضِ الرَّاحَة، و كاي فَجأة ادخَل رأسَه مُتَسببًا بإرتِعَاب الأصغرِ الذِي اِستَقام بسُرعَة.










”كانَ ذلِك جَيدًا!!“ كاي تَحدَّث بإعجَاب ليَرفَع ابهَامَه امَام وَجهِ بيكهيُون المَذهُول، ”فلتَحضَى ببَعضِ الرَّاحة“ الأسمَر انهَى حديثَه ليبتَعد مُعدِّلا غطَاء الخَيمَة فيَغلِقه ثمَّ يمضِي في طرِيقِه.










”الهِي، لقد ارعَبني!!“.











هيلُوووز ❤

اعتذر اعتذر اعتذر 💔😭 أدري متأخرة

أتمنى ما تزعلو مني و من تأخرِي 🙏 و رح اعمل جهدي لحتى ظل اعوضكم

السنة الدراسية طبعا بدأت من زمان 💔 و السنة دي صعبة كتير و كمان فيها ضغط كبير بالرواية راح تتأخر شويتين 😭

يعني ما رح اوقفها.. لا مستحيل و راح اعمل جهدي لحتى اخلصها قريبا.. كمان البارت الجاي متوفر ناقصه بس تعديلات قليلة و كمان شوي تصحيحات و فراح انشره عن قريب كمان ❤

احبكم و اتمنى تستمروا بدعم الرواية ❤ و شكرا لكل شخص دعم الرواية بإعجابه او بتعليقاته اللطيفة.. تعليق واحد يمكنه تعديل مزاجي ، يشعرني بأن الوقت الذي قضيته بالكتابة ما ضاع مع الريح ❤❤👏 للابد شاكرة ..

اهتَمُّوا بأنفُسكُم 🙋 و كُونوا بخَير 🙏
© فَـ'ـاسِيلِيسَا ツ,
книга «LACUNA <CB>».
Коментарі