00 : I.N.T.R.O
01
02
03
04
05
06 -M-
07 -M-
08 -M-
09
10
11
12
01
أوّل جزئيّة ~

※ قَرأت ؟ تعليق عن رأيك بصِدق! ※



❜ العَودة ❛



❞ وَ مَا يَزِيدُنِي قُربُکَ سِوَى ألَمًا مَا بَعدَه ألَم ، فَرِفقًا بِقَلبٍ مَا كَانَ ذَنبُه سِوَى أنَّه عَاشِقًا وَلهَانَا~ ❝










"بيُون .."





وَضَع الصبِيّ رأسَه علَى الطّاولَة فِي مُحاوَلةٍ للإِستِعدَاد في قَضَاء ما تَبقّى مِن صفُوفٍ اليَوم فِي النَوم كَعادَته .. لكِن هُو فتَحَ عَينَيه حتَّى قَبلَ أن يُحَاوِل حتَّى عِندَمَا أحسَّ بِهَمسٍ غَريبٍ قرِيبٍ مِن أذنِه.





حدّق بَعدَ أن بسَط حَاجِبَيه بإِستِغرَاب ، الفتَى وَضَع يَدَه على كَتِفه و ربَّت بخِفَّة و هُو مَا جَعل بِيكهيُون يُقيِّم ظهرَه المقوَّس ببُطءٍ دونَ ان يكُف ان التَحدِيق بِمن امَامه.





"أنتَ بِخير ؟" ، أردَف سَائِلًا ايَّاه بِنبرَة قلقَة و بِيكهيُون استَشعَر الصِّدقَ بكلَامِه ، لكِن ذَلك لا يَزِيد الوَضعَ الّا غرابَة . بدُونِ سَابقٍ انذَارٍ يَأتِي زَمِيل صفٍ عادّي لا يُمكنُه تَذكّر كَم مرّة حَظيَا بمحادثَة ليَسألَه عَن حَالِه ؟ من العَدم ؟ .





رُبّما اليَوم يومٌ مميَّز .. لكِن لَا ، بِيكهيُون تفقَّد التَاريخ و قَد كَان يومًا عاديًا للغايَة .. فَلم هُو فَجأَة أصبَح مَحطَّ قَلق الآخَرِين ؟ بيكهيون تسَآؤل قَبلَ أَن يُومِأ بتَردّد ، بعدَ مدَّة مِن تقلِيبه لكلِّ تِلكَ الأفكَار برَأسِه.





"لا عَليك ، اعتَقِد أن عَليكَ تَجاهُل الأمر فحَسب .. ذلِك أفضَل لَك" الفتَى هزّ رأسَه بَينمَا يُحدّث بِيكهيُون بصَوتٍ خافتٍ دُون أن يتَوقَّف التّربِيت عَلى كتِفه .. "أتفهّم قَلقَك و انا اَشكُرك لكنّي لا اعلَم حقًا سَبب ذلك ؟".





مَلامِح الفتَى تغيّرت فَجأَة لأخرَى فَارغَة ، فيَبعِد يَده عن بيكهيُون الذِي شَعَر بعدَم الرّاحة . استَقامَ الفتَى سَريعًا .. "لـ-.. لَا علَيك .." هو قَال قَبل أن يُغادِر بِخطًا سَريعَة أو بالأحرَى فرّ .. بِيكهيُون كَشفَه .





تسَاؤُلات بِيكهيُون في تَزايُد و فضُولُه القاتِل لَا يسَاعِده علَى الإطلَاق . كَان هذَا خَامسَ شَخص يَسألُه عن حَالِه لليَوم ، هُم ليسُوا اصدقَاء او شَيء مِن هذَا القبِيل لكِن بيكهيُون يَذكُر أن عَلاقتَه جيدّة مَع الجَمِيع ، مَع ذلكَ لمَ لم يُسأَل عن حالَه سَابقًا ؟





"بِيك .. أنتَ .."

"آوه .. ارجوكُم توقّفوا"






🌿






"لَم تنَم جَيدًا بالأمس ، صَحِيح ؟" كيُونغسُو سَأل بقَلقٍ يجلِس مُقابلًا الأصغَر و يُربِّت على رَأسِه بخِفَّة ، عَلى الرّغم من أنهمَا في نَفسِ العُمر الّا أن مُعامَلة كيُونغسُو لَه غالبًا ما تَجعلُه يَبدُو الأصغَر بَينهُم.





ذُو الشعرّ الأشقَر الذَهبَي يَعقد ذِراعَيه و يَضعهُما على طَاولتِه وَاضعًا جَانِب رأسَه عَليهِما ، دُون اَن يتوَقّف عنِ التَحدِيق فِي الفرَاغ بإرهَاق وَاضِح ، فِيمَا يدُ كيُونغسُو تتخلّل خُصلات شَعره مدَاعبَة ايَّاه .. هُو شعَر بالرّاحة لذَا أغلَق عَينَيه المُتعَبتَين يُريحُهمَا.





"لَم أتمكّن مِن النّوم ، لا اَعلَم لمَ .. لَكن راوَدني شعُور غَريب" قَال بِيكهيُون بصَوت خَافِت ليَتنهّد في نِهايَة حَديثَه . "لا عَليك .. سَتنَام جيدًا اليَوم" ابتسَم كيونغسُو دُون أن تَتبدّد نظرَته القَلقة المُتعلقَة ببِيكهيُون .





بِيكهيُون بسَط شفَتَيه ليَستَقيم بَعد ثوَانٍ يُبادِله الإبتِسام بَينَما يَجمَع حاجيَاته داخِل حَقيبَته عِندمَا سمِع صَوتًا مُرتَفعًا .. اَم أنّه كان شَخصٌ مَا يَصرُخ بإِسمِه ؟





استَدَار ليَجِد لوهَان مُستَندًا بكفَّيه عَلى رُكبتَيه يُحاوِل التَقاط انفَاسه الضَّائِعة ، و بِيكهيُون أدرَك ان الآخر لَا يُمكنُه التَفوُّه بِكلمَة .. هُو بالتَّأكِيد رَكض طَويلًا حتَى فقَط القُدرَة علَى افرَاز الأحرُف.





اِستقَام لُوهَان مُمسكًا بجَانِب خِصرِه بوَهنٍ و ملَامِح مُتجهّمة بَينَما يتكِأ عَلى البَاب بيَده الحرّة. "الَى أين ؟" ، هُو سَأل عِندمَا تمكّن أخيرًا من التَنفّس بطَبيعيّة ..





"المقصَف ؟ يَجِب أن نتنـ-.."





"مستَحِيل" لوهَان صَاح بِصوتٍ اَشبَه بالصرَاخ دونَ أن يُدرك حتّى متَى ارتفَع صَوتِه ، عَينَاه ارتَجفَت بَينَما يُعنِّف أصَابِعه بتوتُّر قاضِمًا ايَّاها بأسنَانِه ، مُحَاولًا الشَّرح لكيُونغسُو خِفيَة .





بِيكهيُون رمَقه بنَظرَة "مَاللعنَة !" و لوهَان لَا يُمكِنه لَومُه ، مدرِكًا تمَامًا لتصَرّفاتِه المثِيرَة للشّك . هو سَريعًا حَاولَ تَدارُك الأمر ، عندَما نَظر الَى كيُونغسُو التِي تَجعَّدت مَلامِحُه فَجأَة.





"كيُونغسُو ، أنتَ بِخَير ؟" بِيكهيُون سَأل عندَ لاحَظ ارتبَاك كيُونغسُو الذي يقفُ خلفَه، اذ لَاحظَ ارتِجاف حدَقتَي عينَيه الوَاسِعتَين .






"فِي الواقِع ، نَحنُ لَن نتنَاول غَداءِنا في المَقصَف اليَوم ، كيُونغسُو مُصَاب بتَوعُّك و يَعتقد أن السّبَب هُو طَعامِ المقصَف ، لذَا سنَهرُب .. لتَناوُل الغَداء في مَطعَمنَا المُعتاد، دجَاج و شَطائِر .. عَلى حِسابنا" ، لوهَان وضَّح بتسرُّع ، و بأنفَاسِه الهاربَة اقتَربَ و احَاط اكتَاف بِيكهيُون الضّئيلَة بذِراعِه يَدفَعه للخَارج قَبل أن يلحَق كيُونغسو بِهما ..





سيرًا على الأقدَام.. نحوَ وجهَتِهم المعدُودَة، مشاعِر مختَلطَة راوَدَت كلّ واحِد مِنهم. بِيكهيُون تقدَّم اولًا ممسِكًا بسِير حقِيبتِه يمشِي بهروَلة لطِيفَة ، مخلفًا صدِيقَيه بسَيرهِما البَطيء خلفَه، بتوتُّر واضِح.





"و لَكن هَل يُمكنكمَا المَشيُ مَعي الَى المَنزِل اليَوم ؟" بيكهيُون التَفت و تَحدَّث في غفلَة عِندمَا كَثيرٌ من الأفكَار تَجوَّلت في عَقلِ الاثنيَن، يَتمنيَان اَن يَنتهِي هذَا اليَومُ بأَسرَع وَقتٍ ممكِن.





"لمَ فَجأَة ؟" لوهان سَأل ، "صَغيرِي خائفٌ مِن شَيء مَا ؟" أردَف بنَبرَة ساخرَة و بِيكهيُون عبَس بطُفوليَّة يقُودُ خطوَاتِه الصغِيرَة نحوَ كيُونغسُو و يهزُّ ذرَاعه بوَداعَة.





"أوه .. فقَط قُم بإِيصالِه ، لَن يتَوقَّف عَن توسِيع عينيه حتّى ينفَصل جفنَاه عن بعضِهما" لوهَان تحدّث مظهرًا تَعبيرًا مشمَئزًا ليمسَح علَى وجهِ بيكهيُون بخفَّة يُوقِفه عَن ايٍّ ممَا يفعَلُه.






بيكهيُون ضرَب بقدَمِه على الأرضِ ليتنَهّد بحَنق، يبادِلُه لوهَان التنهَّد كإغَاظَة لَه ، مستَمتعًا بفِعل ذلِك . "سَنذهَب ثلاثتُنا معًا .." كيُونغسُو قاطَعهُما موقِقًا شِجارَهمَا الطفُوليّ بعدَ ان وقَف بينَهما، ليسحَبهُما مستَرسلِين سيرَهم.





سَير الثَلاثَة تَباطَء بعدَ مدَّة تَدريجيًا عِندمَا بِيكهيُون تَحدَّث بِجديَّة ، "صَاحب الظِل الطَوِيل ؟"، بيكهيُون اَومَأ عِندمَا الإثنَان ردَّدا خَلفَه بآن واحدِد ! هُو أكمَل عندَما سحبَهما يجعَلهما أقرَب الَيه ليَبدَأ الحَدِيث بخفُوت ، يسرُد عَلى مسَامعهمَا مَواصَفات مُطارِده الجَدِيد.





"كَان طَويلاً .. لَمحَته لمرَّات فَقَط ، و قد كَان يقُوم بإتباعِي . يَرتدِي ملابِس سودَاء تمَامًل و يُخفِي وَجهِه بِقبّعَة سَودَاء ، لقد غادَر عِندَما دَخلتُ المَنزِل .. الَيس الأمرُ مُخيفًا ؟" ، بِيكهيُون انتهَى من حَديثِه أخيرًا لينظُر لوهَان الَى كيُونغسُو .





"انه مُجرَّد مُعجَب آخر فَحَسب ، لا تُعِره اهتمَامًا" كيُونغسُو أجَاب علَى عُجالَة بَينمَا يُمدِّد ذراعَيه ليُمسِك أخيرًا بنهايَة حبَال حقيبَته ، و بيكهيُون فَقط تذكّر .. ليسَ تِلك أوّل مرّة يلحَظ أشخَاص يَتبعُونه للمَنزِل ، فمُنذُ باتَ واضحًا للجَميع أن بِيكهيُون لا يَمتَلك أحدًا ليَشغَل قلبَه .. تسَابقُوا للفوزُ بِه و امتلَاكِه ، بِيكهيُون و لَطالَما كَان مَحط إعجَاب الجَمِيع ..





"لِم اشعُر بأنِّي اَعرفُه ؟" لوهَان قَال بعَفويَّة قَبل أن يَضرِب كيُونغ سُو اسفَل قَدمِه جَاعلاً ايّاه يخرَس. "هَلا تصمُت ؟" هدَّد كيُونغسُو بِهمسٍ و مَلامحَه إسوَدَّت بشَكل مُخيفٍ عِندمَا لوهَان قامَ بتغطية وَجهه مُخفيًا تعَابِير الألَم.





"علَى كلٍ .." بِيكهيُون ابتعَد مِن بَينهمَا ليَتقدَّم أولًا ، "شطَائر و دَجاج مَقليّ .. لعلمِكُما سَأتنَاول بِقدرِ مَا أرِيد" ، مشَى أولًا يبتَسِ بِسعادَة لمُجرَّد التَفكِير في أنّه سَيتنَاول الدجَاج بَدلًا مِن طَعامِ المقصَف .





أجَل .. هو يُمكنُه أن يَكُون مِزاجيًا عَلى كلِّ شَيء ، لكِن صَدِيقيَه هُنَا يَمنحَانِه غَداءًا مجَانيًا و لا يُمكِنه الرَّفض ، سَيكُون لَطيفًا و يَقبَل ذَلك بصَدرٍ رَحب.





لُوهَان هَمهَم موَافقًا لمُتطَلبَات الفتَى هازًّا رأسَه أن نَعم كإِجابَة ، بَينَما يَمشِي الَى جَانبِ كيُونغسُو خَلف بِيكهيُون الذِي استَدَار يُمِيل رأسَه بِزَاويَة صغِيرَة كعَادَة لَطيفَة و حَاجبَاه لَا يكفَّان عَن الصّعُود و النُزول.





"كيُونغ سيَدفَع .." لُوهَان قَال قَبل أَن يسرِعَ باللحَاق ببِيكهيُون يَجرُّه بِسُرعَة نَحو المَطعَم عِندمَا لاحَظ اقترَابهِما مِنه .





"ذلِك القَزم السَّافِل ، الأفضَل تَركُه ليَتضوَّر جُوعًا" و قَبل أن يُنهِي كيُونغسُو تَمتَمه .. أو شَتمَه الوَافِر للُوهان ، هُو سَمع صرَاخه ثُم لمَحه يجرَّ بِيكهيُون من حَقيبَته عَائدَان الَيه بَينمَا بِيكهيُون يُكافِح للإِفلَات.





"هَلّا تركت حَقِيبتِي قَبل أن أقحِم اصبَعِي فِي عَينِك ؟" بِيكهيُون صَاح بغَضبٍ يحَاوِل ابعَاد لُوهَان الذِي تركَه اَخيرًا و هُو يغَطّي عينَاه مُحاولًا حِمايَة غَزاليَّتَيه . "اللعنَة عَلى صَوتِك .." بَيكهيُون لَعن و كيُونغسُو عقَد حَاجبَيه بإِستغرَاب يُحاوِل قِراءَة تَعابِير لُوهَان الذِي يَقتُله بنَظرَة تَطلُب النَجدَة بينَما يُومِأ اَن لا ..





"اوه .. لنَعُد الَى المدرَسَة !! افضَل" كيُونغسُو قالَ بصَوتٍ مُهتزٍّ يضَع يدَه على كتِف بيكهيُون ، و الذِي هزَّ كتِفه محَاولًا ابعَاد يدِ الآخَر، "مَاذا ، هَل تُمازحنِي ؟" بِيكهيُون تذَمَّر يَجعَّد مَلامِحه بإِزدرَاء ، "هَل تَراجَعت بِبسَاطة ؟ أنا فَقَط طَلبت الدَجاج المَقليّ كَما نَتنَاول دائمًا ، لَيس كَما لَو انَّه غالٍ أو ..".





"فَقَط لنَذهَب مِن هنَا !" كيُونغسُو قالَ قبلَ أن يحِط اِحدَى ذرَاعَيه بخاصتَيه بَينَما الأخرَى قَد احتُضِنت بَين خاصَتَي لوهَان ليُبعدَاه عَن المَكَان.






🌿






"تشه ، أيّ نَوعٍ من الأصدِقَاء املِك ؟" بِيكهيُون تَذمّر و هُو يرتَشِف مِن عَصِيره المُعلَّب و يَرمُق الجَالسَين أمامَه بسَخَط ! كَما لَو أنَّه مُستَعدٌّ لغَرزِ عِصيِّ الطَعَام فِي عُنقِ كلِّ وَاحد مِنهمَا ، فِي النهَاية هُمَا خَدعَاه في أمرٍ يَتعلَّق بالطَّعام.





"هَذا مخزٍ ، اَنا لَم اطلُب ، أنتُما اقتَرحَ ذلِك ثم تَتراجَعان ؟ بَخيلَان" بَصقَ كلمَاتِه ليَكتَف ذِراعَيه عندَ صَدرِه بِغيرٍ رضَا.





"الطَّعام هُنا أفضَل .." لُوهَان أجَاب و هُو يقُوم بِحَشوِ فمِه بالطَّعامِ و يُكافِح حتَّى لَا يقُوم بإِرجَاعِه.





"اليكُما عنِّي ، فَلتمُت بِعُسرِ هَضمِك .. و اَنتَ اِختَنق فحَسب بَينمَا تتناوَل طَعام المَقصَف اللَّذيذ" بِيكهيُون فرَّق عَن شَفتَيه يُتمتَم بوَابلٍ مِن الشَّتائِم على الجَالسَين مُقابلَه ، بَينمَا يحَاولان النَّظر الَى أي مكَان عَدا الحُصُول على إتِّصَال أعيُن مَع بِيكهيُون .. هُما يَعلمَان مَدى صعُوبَة التعامُل مَع إنزعَاجه.





عِندَما صَمتٌ مُخِيف احتَوَى المكَان لدَقائِق ، الإثنَان راقَبا الأصغَر بينَما هُو فقَط يجبِس بطَهر مقوَّس ، يُرخي وجنَته عَلى قبضَتِه و ينظُر بشُرودٍ للفرَاغِ قَبل أن يُعود للجُلوس بإستقَامة .. كيُونغسَو فجأَة سَعل تزَامنًا مَع فِعلَتِه و لُوهَان ضَرب عَلى ظَهره بخفّة.





"و لكِن الجَمِيع يتَصرَّف بِغرابَة اليَوم ، قَد بَدأتَ أكره اسمِي بِحَق" بيكهيُون تذمّر بمَللٍ يَعقِد ذِراعَيه عندَ صَدرِه . لوهَان أراد التصرّف بطبيعِيّة و سؤاله ، لكنّه للحظَة قَرر اِبتلَاع تسَاؤُله مع طَعامِه .





"كيفَ ذَلك ؟" سرِيعًا هوَ ترَاجَع عَن ترَاجعِه السَّابق ، بعدَ أن قرَّر مُجددًا انّه سيَتصرَّف بشَكلٍ عَادي و يَستَفسِر بِفضُول كَما يفعَل دَائمًا. "الجَمِيع فَجأة يَسألنِي عن حَالِي ؟ أحَدث أمرٌ مَا اَجهلُه ؟" بِيكهيُون استَفسر و لُوهَان ابتَلع بِصعُوبة قَبل أن يحسَّ بِتوقُّف الطَّعام عَن المُرورِ بجِهازِه الهَضمِي فَيسعُل بِقوّة.





"علَى رَسلِك ايُّها الأحمَق" كيُونغسُو بغَير اهتِمام ضرَب علَى ظَهرِه بقَبضتِه ، و لوهَان رَمقَه بِنظرَة استِشاطَة يَمسحَ تعرقّ جَبينِه ليُجِيب لَكن كيُونغسُو قَاطعَه.





"ربَّما هُم لَاحظُوا تعَبك فقَط ! لا تَهتَم" هوَ أجَاب مغلقًا المُحادثَة قَبلَ أن يعُود لتنَاوُل طَعامِه و بِيكهيُون إتكَأ بِجسدِه للخلف بَينما الكَثير مِن التَساؤُلات تتَردَّد فِي رأسِه .





"الَن تتنَاول طعامَك !" لوهَان اِستفسَر يحَاوِل اخفَاء توتُّره ، "انسيَا الأمرَ ، فقَط تناوَلا طعَامكُما .. فَقدْت شَهيتِي".





"الَى أين ؟" لوهَان سَأل بفمٍ مُمتلِأ يتّبع بعينَيه بِيكهيُون الذِي وَقف يَحمِل حَقيبتَه ، "الَى المَنزل ! انتُما مُزعجَين للغَاية لَا تحَاولا الإتّصَال بِي !" ، بيكهيون رفَع قَبضَته أمَام وجهَيهِما .. ليعُود لُوهان الى الخَلف بذُعر .





"و قُومَا بالتَّغطيَة عليّ ، اخبرَا الأستَاذ انِّي مرِضتُ فَجأَة او ايّ شَيء ..جدَا عُذرًا !!" ، زَفر بِغضَب قَبل اَن يَتركَهما.





"أنت السَّبب ، مِن أين لكَ بفِكرَة الذَّهاب الَى المَطعَم ؟ ألَم تَرفُض المَجيء الَى المقصَف لأنّه كَان هنَا ؟ كيفَ أصبَح فَجأة فِي المطعَم ؟" كيُونغسُو تذمّر ليصفَع عصِّي الطعَام على الطَّاولَة قَبل أن يُردِف بِنبرَة دالَّة على إنزِعاجِه.





"كنتُ علَى وشَك المَوت و أنا أحَاوِل ابتِلَاع الطعَام" تذمَّر مُجددًا عندَما حدَّق بلُوهَان الذِي يُكافِح بِمعنَى الكَلمَة لهَضم الكمِّ الهَائل من الطَّعام الذِي ملَأ فمَه قَبل أن يُناولُه كوبَ المَاء و يُساعِده عَلى شُربه.





"لقَد كانَ وقتُ الغدَاء ، افتَرضتُ وجُودَه هنَا لِذلك حاوَلت الابتِعاد عن احتِمال مُقابَلته!" لوهَان تَحدَّث عندَما تَمكّن أخيرًا من افسَاح مكَانٍ لخرُوجِ كَلمَاته .





"لَا تقفِز الَى استِنتَاجاتِك الغبيَّة مجدّدًا ! ستَقودُني للجُنون .." كيُونغسُو أمسَك حقيبَته يُكمِل انهَاء اللّقمَة التِي فِي فمِه عندمَا لوهَان أوقفَه مَع نظرَات قلقَة. "و لكِن مَاذا لَو قابلَه فِي طِريق خُروجِه ؟"





"الهِي.." بصَق كيُونغسُو بالكَلمَة مِن بينِ طَعامِه قَبل ان يَحمِل حَقيبَته و يسحَب لُوهَان خلفَه الى الخَارِج.





"الهِي ، لمَ هُو حتَّى ذهبَ الى مطعمنَا المعتَاد ؟"..






🌿






"آش ، لقَد اصرَّا علَى اتّباعِي حتَّى بَعد أن طَلبتُ مِنهُما ألا يَفعلَا" بِيكهيُون ألقَى بحَقيبَته علَى السّرير ليَستلقِي عليهِ بِوهن ، هُو بالكَاد حَاول التَملّص مِن صَديقَيه اللذَان استمرّا بالعبث بغرابَة حَولَه .. لذَا هُو كَان متعبًا اليَوم.





لفَّ جسدَه بالكَامِل ليستَلقِي على ظهرِه مُخرجًا هَاتِفه يَتفحَّصه بِملَل ، هُو فِي العادَة سَيغلِق اشعَارَات مَجموعَة مُحادثَة الصَّف ، الجَميع هُناك سَيتحدَّث عَن الهُراء و لا شَيء غَير ذَلك و بِيكهيُون لَم يَكن عَلى اِستعدَادٍ للخَوضِ في مثلِ تلك المحَادثَات التَافِهة .





و لأنَّ كلَّ مَا تلقَّاه اليَوم كَان تَعابِير الجَميع القَلقة بلَا سَبب و اسئِلتهُم المُلحَّة ، هَو الآن أصبَح اكثَر اِصرَارًا علَى اغلَاق المحَادثة لليَوم أيضًا كَي يُنهِي يَومَه بِشكلٍ عَادي عَلى الأقَل.





رَفع اِصبعَه يضغَط بعفوِيّة عَلى الشَّاشَة عِندَما وَصلَته رِسالَة مـا ، الفِتيَان علَى وَشكِ أن يَبدؤُوا مُحادثَة جَديدَة .. و بيكهُيون قلَب عَينَيه على ذَلك ، لا يَرغَب بأنَّ يتمَّ الإمسَاك بِه بعدَ ان ظَهرَت اشارَة مُشاهدَته للرِسالَة .





"رَأيتُه ايضًا ! لقَد عَاد"




بِيكهيُون قَرأ بصَمت ، قَطب حَاجبَيه بتَساؤُل .. هُو دعَا أن يتجَاهل فُضولَه و يغلِق المُحادثَة . و قَبل أن يبدَأ صِراعُه الدّاخِلي .. رِسالَة أخرَى قَد وَصلَت و أخرَى بَعدَها و أخرَى تلتهَا .. بدَى لَه أن الجَمِيع كَان فِي إنتِظَار شَخصٍ مَا ليبدَأ الحَدِيث عَن ذَلك المَوضُوع فحَسب.





"هُو لَم يأتِي الى الصَّف اليَوم ، أتَعتَقدونَ أنَّ صفَّه تغيَّر ؟!"


"أعتَقِد أنَّه قامَ بزِيارَة المَدرسَة اولًا.. فحَسب!"



"للصرَاحة ، لَا أرِيدُه في صفِّنا.. لا أرِيدُه أن يكُون مَع بِيكهيُون فِي صفِّ وَاحِد"



"كيُونغ و لُو .. لقَد عملتُما بِجدٍ اليَوم لإِخفَائه عَن انظَار بِيك .. شُكرًا لَكمَا"


إخفَاؤه عنِّي ؟، شفَتَا بِيكهيُون إرتجَفت بذُعرٍ .. ضرَب جَبينَه بخفّة رغبَة في عدَم تَصدِيق ما تُبصره عَينَاه ، للحظَة هُو تَمنَّى لَو أنّه لَم يرَى شَيئًا .. لَو أنّه فقَط أصِيب بِالعمَى قَبل ذلِك. لَعن في دوَاخلِه عَندمَا طرَأ شَيء وَاحِد لا غَير علَى فِكره ، لأنَّ و اللَّعنة محتَوَى كلّ تِلك الرَسائِل قَد اِنتهَى عِند النُقطة ذَاتِها.








هُو عَاد .. و بَعد ثَلَاث سنَوات .
بَارك عَاد ..






"اللــَّـعنة .."


ضَغط علَى الشَّاشة مِرارًا عَلى زِر الخرُوج من المُحادَثة ، غَير آبه ان كَان ذلِك سَيكُون وَاضحًا لزمَلائِه فِي الصَف أم لَا .. هُو و اللّعنة لا يَهتم.









🌚 هيلُووززز



أول جُزء .. مبدئياً 💚

يمكِن قصِير :'( و مافِي احدَاث.. بَس عَن قرِيب بيكُون فِي انشَالله..

آراءكم ؟ تَعليقَاتكم ؟ ♥

بنشر جزءٍ جديد قرِيبًا~

يلَا قُدبَاي 🌚🌸


و شكرًا 🙌


° حسابي على الوات : @Marcel__ine °

© فَـ'ـاسِيلِيسَا ツ,
книга «LACUNA <CB>».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (2)
KH
01
بحثت ع الوات ع حسابك مش لاقيته
Відповісти
2018-06-16 05:06:49
Подобається
فَـ'ـاسِيلِيسَا ツ
01
@KH اهو https://www.wattpad.com/user/marcel__ine
Відповісти
2018-06-16 07:54:25
Подобається