00 : I.N.T.R.O
01
02
03
04
05
06 -M-
07 -M-
08 -M-
09
10
11
12
06 -M-
سادس جزئِيَّة 🍀 إستمتعوُا~

تَعليقَات ؟~
فوتس؟~

[رجَاءًا 🙏]



❜ خَطأ فَادِح ❛



❞ بَينَما يَخُوضُ الجَمِيعُ مِن حَولِي بِالأحَادِيث ، أُبْقِي نَفسِي سَاكنَة مَعْزُولَة ، فَمَا حَاجَتِي بِذَلِك .. اِن كُنتُ أمْتَلِك كَونِي الخَاصَ المُخُتَلفَ عَن كَونِهم .. أنْت ❝















رائِحَة زكيَّة انتَشرَت بالأرجَاء مُداعبَة انفَ الصَبيّ النَائِم بعُمق ، يُمكنُه الشعُور بتَلاعُبها داخِل جُدرَانه. و بفَضلِ حاسَّة الشَّم القَويَّة لدَيه هوَ تمكَّن سَريعًا من مَعرفَة مَا التقَط أنفُه رائِحتَه .









”كَعكُ الفَراوِلة!~“ بِيكهيُون تمتَم بأعينٍ مغمَضَة نَاعسَة لَم تَحضَى بنومٍ كافٍ، ليَتحرَّك بعَفويَّة علَى سَريرِه يصدِر بعضَ الأنِين .. سببُه تَمايلَات جَسدِه الغَريبَة و المُعتادَة ككلِّ يَوم و التِي تعدُّ كَطقسٍ مِن طُقوسِه الصَباحيِّة التِي تَنتهِي ببَعثرَته لشَعرِه الذَهبِيّ .









قهقَهة لَطيفَة صَدرَت عَن ثَغرٍ انثوِي يُراقِب تحرُّكاتِه بحُب . أنَامِلها الطَويلَة اللممَاثلَة لأنَامِل صغِيرِها ، مَسحَت بنُعومَة عَلى وَجنَته الشَاحبَة مُسبِّبة إستِقاظِ الصَبيّ بعُبوسٍ علَى وَجهِه .









ببُطءٍ هُو فتَح عَينَيه يَستَشعِر الكفَّ النَاعمَة التِي تُلامِس وَجنتَه ليَبتَسم بَينَما يُحرِّك انفَه ، ثمَّ يمدَّ يدَه ليَقبِض علَى تلكَ الأنامِل بَينَ خَاصتِه .









”نِمتَ جيّدًا ؟؟“ هِي سألَت ليَنفِي بِيكهيُون و قَد اغلَق عينَاه مُجددًا ، ”اشتَقت لَك!!“ هو تَحدَّث بنَبرَة نَاعسَة ليضَع يدَها اسفَل وَجنَته و يعدِّل وَضعيَّة نَومِه لوَضعيَّة جانبيَّة أخرَى مُريحَة .









”سَتتأخَّر إن بَقيتَ هَكذَا .. لَديك مَدرسَة !!“ هِي قالَت لتَسحَب يدَها مِن خاصَة صَغيرِها و بِيكهيُون عبَس اكثَر . ”فلتَستحِم .. سَنتنَاوَل الإفطَار معًا اليَوم“ ربَّتت أخيرًا عَلى رأسِه لتَتجِه بِخطَاها خَارِج غرفَة صَغيرِها الذِي استَوقَفها بنِدَائِه ، ”احبُّك امّي!!“.









بِيكهيُون سَريعًا انهَى حَمامَه ليَرتَدي زيَّه المَدرسِيّ و بدَقائِق مَعدودَة هُو أصبَح جَاهزًا يَنظُر الَى نَفسِه بمِرآتِه الخَاصَّة التِي بطُولِه ، يدُه تَخلَّلت خُصلَات شَعرِه تُرتِّبها بإِهتمَام ثمَّ تتَحرَّك لتُعدِّل ياقَة قـميصِه مرورًا بِسُترَة الزِي المدرَسيّ .









عندَما اقتَنع أخيرًا بمَظهرِه هو عادَ الَى حَمامِه الخَاص ليُحدِّق بالمَجموعَة العطُور التِي تَوضَّعت بخطَّ مُستَقيم اسفَل مرآتِه . نَظرَ بغيرِ رضًا الى كلِّ نَوعٍ و التِي كانَت جَميعُها عِبارَة عَن عطُور بعَبقٍ لَطيفٍ و طُفولِيّ و التِي قَررَ بِيكهيُون عدَم استِخدَامها بأيِّ حالٍ مِن الأحوَال .









خرَج بِخطًا مُثقلَة مُتجهًا الَى مَكتَبه و نَحوَ آخرِ درجٍ نَظرُه اتَّجه ، ليَفتَحه بِبطءٍ ينظُر لكَثِير مِن الأورَاق التِي تكدَّست فوقَ بَعضِها، و بِيكهيُون ابتَسم اثنَاء تَقليبِه لتلكَ الأورَاق و التِي كانَت عِبارَة عَن اعتِرافَات بالحُبّ قد حَصلَ عليهَا خلَال سَنتَين.. عَددٌ هائِل منهَا.








هُو ابعَد تِلك الأورَاق ليرَى ما كَان بصَدد البَحث عَنه. علبَة بسَوادٍ قَاتِم، و اعلَاها رباطٌ فِضيّ يستَعمَل لإغلَاقهَا .. بطَريقَة جذابَة ، كانَت علبَة عِطر مغلَّفة بطرِيقَة سَاحرَة انِيقَة .. قد كَان واضحًا ان العِطرَ مُكلِّف من طَريقَة تَشكِيل عُلبَته.









بيكهيُون للحظَة فكَّر بِتَسدِيد الزُجاجَة نَحو الحَائِط ، لَكنَّه فكَّر مُجددًا .. عَبيقُها سَيدُوم داخِل الغُرفَة للأبَد و عندَها لَن يَكون بإِستطَاعتِه العَيشُ معهَا ابدًا .









فكّ عُقدَة الشَرِيط ببُطءٍ ليَفتَح العلبَة و يُخرِج زُجاجَة العِطر بينَ يدَيه ، مُستَذكرًا كثِيرًا ممَا شهِدَته رائحَة هذَا العِطر من حَميميَّة و حبَّ في ليلَة قَضاهَا بيكهيُون كالحُلم ... تِلك الليلَة التِّي شعَر فيهَا بأنَّه و أخِيرًا .. هُو و حبيبُه أصبحَا رُوحَين بِجسدٍ وَاحِد .









يتَذكَّر ذلِك كمَا لو انَّه الأمس، عندَما حَبيبُه السَّابق منحَه هذا العِطر فَرنسِيّ الصُّنع ذِي الوَقعِ العمِيق كَهديَّة عندَ عَودَته مِن سَفرِه القصِير. بِيكهيُون لَم يتَردَّد ابدًا في استِعمَال هَديَّته و ردِّ جَميلِ حَبيبِه الذِي مَنحَه كلَّ شَيء .. في ايَّام كانَت الأسعَد بالنِسبَة له .









و التِي تَلاشَت الآن .. و باتَت مُجرَّد ماضٍ ألِيم .. يعِيش بِيكهيُون حبِيسًا لَه.









بدُون تَفكيرٍ ، ضغَط بِخفَّة اعلَى الزَّجاجَة لتَنتَشر رائحَة العِطر فتأخُذ نَصيبَها مِن عَبقِ بيكهيُون ، ثمَّ يَضغَط مرَّات أخرَى نَاشرًا تِلك الرائِحة في ارجَاء الغرفَة، يغمِض عَينَيه مُستقبلًا تِلك الرَائِحة .









هُو لَم يعلَم مالسبَب الذِي دَفعَه للبَحثِ عَنه وَ استِعمالِه ، لكِن و لأنَّ لا يَعلم .. سَيفعَل مَا يرِيد .









اعَاد الزُجاجَة لعُلبَتها ثمَّ ادخلَها مَكانَها بذلِك الدُرج ليعِيد تَرتِيب الرَسائِل فَوقهَا ثمَّ اغلَق الدُّرج، ليَدلَف خارِج الغُرفَة مُتجهًا للمَطبَخ الذِي يَقبَع بالطَّابِق السفلِي، حيثُ سيَحظَى بفطُور عَائلِي لطِيف مَع والدَيه.









جلَس بيكهيُون على كُرسيَّه مُقابلًا والدَه المُستغرِق في قِراءَة صَحيفتَه ، و الذِي رفَع رَأسَه لمُجرَّد رؤيَة ابنِه الوَحيدِ مع ابتِسامتِه اللَّطيفَة، ليَطوِي الصَّحيفَة وَاضعًا ايَّاها جانبًا و مُركِّزا جلَّ اهتمَامه على صَبيِّه.









”نحنُ آسفَان بيكهيُونآه، لأنّك تَبقَى بمُفردِك هاتِه الأيّام“ والدُه اعتَذر بأَسفٍ يرَبِّت علَى يدِ ابنِه الذِي هزَّ رأسَه نافيًا متَفهِّما ، ”لَا علَيكمَا، اعلَم انكُما مُنشغلَان بعَملِكمَا“ هُو اجَابه ليَنظُر لِوالدَته المُنشغلَة بتَرتِيب طاولَة الإفطَار الفَخمَة .









”عدتُما لَيلَة أمس؟“ بيكهيُون سَأل بوَتيرَة صَوتٍ مُتبَاطئَة يَتبَع بعَينَيه صَينيَّة الكَعك الذِي اُخرِج مِن الفُرن للتَوّ ، ”أجَل .. بوَقت مُتأخِّر مِن اللّيل ، كانَ لدَينا ضيُوف مهِّمُون“.









”أيُمكننِي الحصُول علَى وَاحدَة..“ بِيكهيُون إنتَحبَ بِقلَّة صَبر بسَببِ منظَر الكَعكِ الشَهِي الذِي يرهِق عَينَيه و بَطنَه و رَائحَته الطَيبَة التِي تُرهِق انفَه .









”انَّه سَاخِن، سَيؤلِم بَطنَك“ والدَته وَضحَت و بيكهيُون نفَى بِغيرِ إهتمَام ليَأخُذ كَعكَة و ، يُحارِب اللَّسعَات التِي أصابَت اصَابعِه بِسبَب حَرارَة الكَعك ، ليُلوِّح امَام شَفتَيه المتَضرِّرة و بألَم هُو عبَس.









”ألَم اخبِرك.. يالَك مِن عَنِيد“ والدَته قالَت معَاتبَة ايَّاه لتُمسكَ أنامِله بينَ خاصَتِها فَتمسِّدها بنُعومَة علَّ ذلِك يُخففُ مِن ألمِ صَغيرِها .








”كُن حذرًا هيُونااه“ والدُه تَحدَّث ليَرتَشف قَهوَته مُتلذِّذا بطَعمهَا و مُنغمسًا بالنَظر لتَعابِير صغِيرِه العابسَة بلطَافة .. إذ مازَال نظَره مُعلقًا بالكَعك بنَدم لَكنُّه لَا يَتوقَّف عَن تنَاوُله عَلى ايِّ حَال ، و مَا كَان علَيه سوَى الإِبتسَام اكثَر.









”هيونِي..“ والدَته تحدَّثَت بصوتٍ خَافتٍ بعدَ ان جلَست مكانَها ، هِي شابَكَت يدَاها اسفَل ذِقنِها لتتَحدَّث بإبتسَامَة متأسِّفَة، ”آسفَة لكِننَا مُدعوَان لحَفل افتِتَاح مَطعَم صَديقٍ لوَالدِك في اليَابَان، سنُضطَّر الى الرَّحيلِ اليَوم.. و العودَة غدًا“ اردَفت مربّتَة عَلى يدِ بيكهيُون بأَسفٍ و الفتَى هزَّ رأسَه بِتفهُّم.. ”لا علَيكمَا.. لديّ مَشروعٌ دِراسيّ مُهم، إنجَازه سَيشغَلني حتَّى عودَتكمَا“.








🌿









”الجوُّ يبدُو مشحُونًا اليَوم..“ كيُونغسُو سَأل بتَعجُّب بعدَ ان جلَس بمَكانِه و لوهَان بِجانِبه سَحبَ كرسيًا بعَشوَائيَّة ليَجلِس هو الآخَر . كيُونغسُو اردَف ”مؤكَّد شَخصٌ ما قَام بنَشرِ اشاعَة جَديدَة“ . ”الكَثيرُ من الثَرثَرة .. لكِن لا يُمكنِني فَهم شَيء“ لوهَان وافَقه علَى الفَور ليَلتَفت باحثًا عَن ثَالثِهِم ، ”بيكهيُون لَم يصِل بَعد“.









و قَبل ان يُعيدَ لوهَان بَصرَه الَى كيُونغسُو، بيكهيُون همَس بأذنِه بِغنَج، ”هنَا!~“ مُسببًا نَوبَة هلعَ للآخر و الذِي كَان مُظهرُه مُثيرًا للسُّخريَّة.









”بِيكهيُون .. الرَائِحة التِي تَضعُهما قَويَّة ، ثمَّ منذُ متَى أصبَحت تَستَعمِل هَذا النَّوع؟“ ضيَّق لوهَان عَينَيه بشكٍّ بَينمَا يتنَفَّس بسُرعَة لتَنقيَة رئَتَيه ، فَأنفاسَه قَد سُلبَت مِن قِبلَ تِلكَ الرَّائحَة القَويَة بحَق ، و بِغيرِ مبَالَاة استَقام بِيكهيُون عَن انحنَائِه ليتِّجه لمَقعَده .









تشَانيُول فِي تِلك الأثنَاء يَقترُب مَع صَديقَيه بمَلل ككلِّ يَوم دراسيّ عادِّي ، لَن يكُون ابدًا سَعيدًا بقضَاء يَومِه مَحبوسًا داخِل اسوَار المَدرسَة سوَى مَع مَعشوقِه و الذِي لَم يعُد بجَانبِه الآن ، مانحًا ايَّاها سَببًا إضَافيًّا لنَبذِ المَدرسَة .









قبلَ ان يَخطُو أولَى خُطوَاته دَاخِل الصَّف ؛ تِلك الرَّائحَة المَألوفَة ، يُمكِنه الشُّعور بهَا تُهاجِم جُدرَان انفِه بلَسعٍ مَرِير . و تزَامنًا مَع اقترَابِه من مَكانِه.. وَقعُ الرَّائحَة يصبِح أعمَق مُداعبًا دَواخِل تشانيُول مُسببًا لَه مِن التوتُّر ما قَد يَقتُله.









عندَما أصبَح يقِف امَامَ مقعَده، كافَّة شُكوكِه باتَت صَحيحَة. وَضعَ حقيبَته بهدُوءٍ علَى طَاولَته ليَنظرَ الَى بِيكهيُون و الذِي قَد اجادَ تَجاهُله ببَراعَة ، ذَلك بِمنحِه اتِّصالًا بَصريًا دامَ اقلَّ مِن ثانيَة ليشِيحَ بَصرَه بعدَ ذلكَ نَحوَ النَافذَة بِجانِبه بغَيرِ اهتِمام .








🌿








”الكثِير مِن الحَديث اليَوم ؟“ كَاي سَألَ يجُول بنَظرِه فِي الأرجَاء ليعُود بِه الَى سِيهُون، ”اشاعَة جَديدَة.. علَى الأرجَح“ سيهُون تَحدَّث بِمللٍ يَضعَ جَبينَه عَلى الطَاولَة.. يَقتُل بعضَ الوَقت الَى حِينِ ابتِداء الحِصَّة التَاليَة .








”هَل هانيُول غَنيٌّ حتَّى ؟“ ، ”أجَل.. عائلَته كذلِك!!“ . ”بِيكهيُون رفَض خَوضَ ايِّ علاقَة طُول هاتِه السَّنوَات، هو رَفضه سَابقًا لَكنَّهما خَرجَا معًا أخيرًا ؟ أ رذَخ لِلأمرَ عِندَما علِم انَّه غَنيّ ؟ قامَ بإِغوائِه بِمالِه ربَّما ؟“ ، ”ربَّما قامَ بتهدِيدِه ! بيكهيُون لا يَحتَاج للمَال بَعدَ كلِّ شَيء.. مَطعَم عائلَته يُصبِح مَشهورًا هَذهِ الأيَّام“ ، و كَثيرٌ من الأحَادِيث الجَانبيَّة يُمكِن سَماعُها في الصَّف ، و التِي جَميعُها تُصبُّ بموضُوعٍ واحِد. ”سُول قالَت انَّ بيكهيُون بدَى غاضبًا“.









سِيهُون بهدُوء نَظرَ الَى كَاي الذِي بدَى مَصدُومًا ايضًا، ليقِف بِسرعَة بَاحثًا عَن هَيئَة الفتَاة ذاتِ الشَّعر القَصير قَمحيّ اللَّون . ”رأيتُها تخرُج قبلَ قَليل!!“ كَاي تحدَّث بهَمسٍ مُشيرًا الَى المَخرَج ليَركُض سِيهُون خارِجًا، و بِتلك اللَّحظَة نَظرُه سقَط عَلى هيئَة الفتَاة المُتخفيَّة خلفَ جَسدٍ شَامِخ الكيَان .









يُمكِنه ان يَتعرَّف ببَساطَة علَيه ليَحزِر اَن الشَّخص الوَاقفَ معَ الفتَاة لَم يَكن سوَى بَارك. بِبطءٍ هو عادَ الَى الصفِّ ليَجلِس مَكانَه امَام تَحديقَات كَاي الذِي يَتبَعه بعَينَيه. ”مُشكلَة.. تشَانيُول امسَك بهَا“.









لَم تَلبَث أن مرَّت دَقائِق مَعدودَة حتَّى دخلَت الفتَاة بتَعابِير هَلعَة ، لتَجلِس مَكانَها بخطًا سَريعَة ملتَقطَة مِرآتَها مُطرَّزة الجَوانِب في يدِها . سيهُون بِحنقٍ وَقفَ متجِهًا الَيها ، مُمسكًا ذِراعَها ليَدفَعها خَارِج الصَفِّ امَام انظَار الجَمِيع المُستغربِة.









”ماذَا أخبرتِه!“ سِيهُون سألَ بقلَّة صَبر يُحكِم القَبضَ علَى مِعصَم الفتَاة. ”سيهُون مَا خطبُـ-...“ الفتَاة تَذمَّرت لدَى مُحاولَتها انتزَاع مِعصمهَا و سِيهُون صرَّ عَلى اسنَانِه اثنَاء اقترَابه اكثَر مِنها، ”سُول .. تحدَّثي“ هُو تَحدَّث بنَبرَة خَافتَة ضَربَت بأذُنهَا مبَاشرَة مثِيرَة مَوجَة ارتِجاف بكَامِل جَسدِها.









”هُو سَألنِي.. و أنَا أخبَرتُه“ الفتَاة قالَت بهَمسٍ تركِّز بنُظرِها علَى الواقِف أمَامَها . ”ماذَا عَن بيكهيُون و هانيُول ذَاك؟“ سِيهُون سَأل بِهدُوء متَجنبًا النَظرَ الى عيُونِها المُهتزَّة ، اذ يُمكنُه الشُعورُ بارتِجَاف جَسدَها ضدَّ جَسدِه.








”تناوَلت العشَاء مَع عائلَتي بالأَمس فِي مطعَم فَخم، و بالصُّدفَة بيكهيُون و هانيُول كانَا هنَاك ، ربَّما كانَا بموعِد منذُ انَّ الوَقت كانَ متأخِّرًا. بِيكهيُون فيمَا بعد خرجَ اولًا و هانيُول لحِقَ به.. ربَّما تَشاجرَا.. لا اعرِف حقًا“ سُول اوضَحت سَريعًا ما رأَته لتُحسَّ بإرتِخاء قبضَة سِيهون بعدَ ذَلك.









”أين؟؟“ سِيهُون سألَ بَعدَ ان تنهَّد ليَبتَعد عَنهَا تاركًا مساحَة بَينهمَا ليتمَكَّن من سمَاع انفَاسهَا التِي كانَت مكبُوتَة . ”مَطعَم فُـ-..  فُندُق...!“ هيَ أجَابَت بِهالَة مِن الرُّعبِ مِن ملَامِح سِيهُون الجادَة .









”انتِ لَم يُكن علَيك اِخبَار الجمِيع بذَلك ..“ زفرَ سيهُون ليَعودَ للخَلف يُحاوِط خِصرَه بيَديه . ”لَم أفعَل ، أنَا قَد اخبَرتُ بَعضَ الفتَيات فَحَسب. لَا اعلَم كَيفَ انتَشر الأمر“ هي بَررَت بنَبرَة مُنخَفضة تُوطِأ رَأسها بنَدم .









لَم يَجد سِيهُون مَا يفعَله سوَى التَنهُّد بقِلة حِيلَة يفكِّر فِي مَا سيَكون آتِيًا لَاسيَما بعدَ عِلم تشَانيُول ، ليُبعثِر شَعرَه بِحنقٍ عائدًا الَى الصَّف .. تَاركًا الفتَاة التِي اتَّكأَت بظَهرِها علَى الحَائِط مُحاوِلة استِرجَاع انفَاسِها الضَائعَة .









🌿









في إحدَى زوايَا المَقصَف .. طَاولَة اِنفرَد بهَا بيكهيُون رَغبَة بتَصفيَة عَقلِه المُرهَق ، و الذِي كَان فِي وسَط صَراعَات دَاخليَّة كَثيرَة . بِهالَته الهَادئَة تِلك .. دَواخلُه مِن جَانبٍ آخر تغلِي بغَيض ، و بندَم شدِيد هو تنهَّد ليَأخُذ قَضمَة كَبيرَة من الأرزّ يحشُو بها ثَغرَه الصَغِير فيَسعُل بقوَّة ، ثمَّ يضرِب بقبضَته الضَئيلَة بخفَّة على صَدرِه بينمَا يستَعمِل يدَه الأخرَى لشُربِ المَاء.









جَفلَ بيكهيُون بصَدمَة عِندمَا شَعرَ بضَربَة قَويَّة تَخترِق ظَهرَه ليَسعُل اكثَر عندَما بَصقَ الطَّعام المُتكدِّس في فمِه، تَلتهَا ضربَات خَفيفَة بِذاتِ المكَان مُسببَة ارتجَاف بِيكهيُون الذِي امسَك عُنقَه بإِنزِعاج.









صِينيّة الطعَام الخَاصَة بمُنقذِه توضَّعت امَام خَاصتِه، ليَنظُر بيكهيُون الَى صَاحبِها-..









”كُن حذرًا!!“ هُو تَحدَّث بصَوتِه العمِيق ليبتَسِم ببلَاهَة و مَا كَان علَى بِيكهيُون سوَى مبادَلتِه الإبتسَام عَلى الرَّغم مِن انَّه كانَ سَببَ انزِعاجِه.









”آسِف..!!“ هُو اعتَذر بنَبرَة هادئَة اذ يُمكِن لبِيكهيُون استِشعَار الصِّدق بها فيَهزُّ رأسَه بتَفهُّم. ”نحنُ مَوضوعُ ثَرثرَة اليَوم“ تحدَّث بِيكهيُون آخذًا قَضمَة صَغيرَة مِن تفاحَتِه بملَل.









”لَقد كَان بسبَبي..آسِف“ الأطوَل طَأطَأ رأسَه ليَعبِس بلطَافَة و بيكهيُون هزَّ كتَفيه بِغيرِ اهتِمام، ”سَتهدَأ الأوضَاع بَعد ايَّام“ هُو قالَ مع ابتسَامة تَشكلَّت تَدريجيًا علَى مَحيَا ثَغرِه .









بيكهيُون يَعلَم انَّه مَهمَا حاوَل لَا يُمكنُه كرهُ هانيُول ، هوَ لَا يمتَلك الحقَّ لفِعل ذلِك منذُ انَّه ارادَه و ارَاد حبَّه بصِدق .. و ذَلك اخَاف بِيكهيُون ، الخَوف من التعرُّض للهَجر مُجدّدًا . و بالنِسبَة لأيٍّ ممَا فَعله، بِيكهيُون تجَاهل ذلِك لمَصلَحته، لَم يَعد بإمكَانِه اثقَال رَأسِه بأفكَار اخرَى.









فِي ذلِك الحين، زوجٍ من الأعيُن تَتبِع تَحركَاته القليلَة، تنظُر لَه.. تتمعُّن بِملامِحه كمَا لو انَّه آخِر يَوم في حَياتِه، دونَ ان تَنحلَّ تِلكَ العُقدَة التِي تَشكَّلت بينَ حَواجبِه.









”مَرحبًا..“ صَوتٌ حَماسيٌّ اختَرق اجوَاء الهدُوء فَجأة ، صَاحبُه بقوَّة وَضع صِينيَّة الغدَاء ليَجلِس بإستِعرَاض . ”ارجُو الَّا تُمانِعا ان انظَممنَا لكمَا!“ هو تحدَّث مُشيرًا لرَفيقِه الوَاقفِ على بَعدِ مَسافَة مُعتبَرة ، يَحثُّه عَلى التَقدُّم.









”لَا.. عَلى الإطلَاق“ هانيُول تحدَّث بإِبتسَامة مُشيرًا للفتَى القصيرِ الوَاقفِ علَى بعدٍ منهُم بالإِقترَاب، مُربِّتا علَى المكَان بجَانبِه .









”لُوهَان .. مَالذِي تُحاوِل فعلَه؟“ همَس بيكهيُون بَينمَا يُخفِي وجهَه بينَ كفَّيه . ”أحاوِل مَعرفَة التفاصِيل مِنك“ أجابَ بحرِّك حَاجبَيه بطَريقَة لعُوبَة ليَأخُذ لقمَة مِن ارزِّه مُشيرًا بعِصيِّه نَحوَ بيكهيُون.









”لَا تعِرهُ إهتمَامًا!!“ تحدَّث كيُونغسوُو بنَبرَته الهَادئَة المُعتادَة عندَما جلَس بالقُرب من هَانيُول المُنغمِس فِي مُراقبَة محَادثَة الثلاثِي المَرحَة بإستِمتَاع.








🌿









خطَى بيكهيُون خَارجَ حَمامِه بِجسدٍ دافِئ عارٍ لَا يُخفِيه شَيء .. ليَضرِب هَواءُ المسَاء الشَّتوِي بعِظامِه فَيرتَجف جَسدُه . شتَم عقلَه الفَارِغ لنِسيانِه اغلَاق شُرفَة غُرفَته ، أو انَّ فَتحَها من البِدايَة كانَ فِكرَة سَخيفَة ، ليسَارع بِخطَاه نَحوَ الشُّرفَة يُغلِق نَافذَتها بسُرعَة.









هُو حَملَ المِنشفَة التِي كانَت مَطويَة بطَريقَة مُرتَّبة علَى سَريرِه ليُجفِّف جَسدَه بإِستِمتَاع ، ثمَّ يرفَع ذِراعَيه ليَشتمَّ رائحَته و ذلِك كَعادَة غَريبَة امتلَكها منذ صِغرِه ، فتَتعَكّر مَلامِحه فَجأة عِندَ اخترَاق تِلك الرَّائحةَ لأنفِه ... رائحَة العِطر الفرَنسيّ الرُجولِي.









”لَقد أخبرنِي انهَا لا تَزولُ بسُهولَة!!“ هو تَذمَّر لدَى تذكُّره لذَلك ليَقذِف المِنشفَة على الأرضيَّة بِغضَب .. يَشتِم نَفسَه لأنَّه للحظَة اصِيبَ بالجُنونَ و قرَّر استِعمَال ذلِك العِطر و الإكثَار مِنه ، كانَ ذلِك اختِيارًا خَاطئًا ... غبيًا ان صحَّ التَّعبِير و لَا هدَف مِنه .









”سيزُول اِن اكثَرت الإستِحمَام“ تنهَّد بقلَّة حِيلَة ليأخُذ لبَاس الحمَام خَاصتَه و الذِي يُخفِي نِصفَ سَاقَيه فحَسب فيَرتدِيه بإِهمَال، عِندَما نَغمَة هاتِفُه قَد اختَرقَت الهدُوء . حملَ هاتِفَه و بغَير تَردُّد اجَاب عِندَما عرَف هويَّة المُتصِل.









”سَأمُر بَعد سَاعة.. لِأخذ سُترتِي..! لَا تَقلَق سأغَادِر في الحَال فأنَا شَخص مَشغُول“ .. هَمهَمة صُحبَت بقَهقَهة خفِيفة، عِندَما تَحدَّث هانيُول بسُرعَة غيرَ سَامِح لبِيكهيُون بقَولِ إعتِراضِه.









اغلَق هاتِفه و ووضَعن بجَيب ردَائِه ليتَجه لخزَانتِه، يُخرِج السُترَة و يُكوِّرها داخِل ذرَاعَيه ثمَّ يأخذَ بِخطَاه نَحوَ السَلالِم مُتجهًا الَى الطَابق الأرضِيّ .. حَيثُ المَطبَخ .









بعدَ بحثٍ دامَ لبضعَة دقَائِق .. هُو ابتَسم عندَما وَجدَ كافَّة المُكونَات التِي ارادَها ، و التِي سَيستَعملهَا لصُنعِ شَطيرَة تَشبِع الحَاح مَعدَتِه الجائعَة. و بإرتجَال ، هُو وَضعَ المُكونَات داخِل قِطعَة الخُبزِ مُشكلًا شَطيرَة شهيَّة رَغمَ مَظهرِها البَسيطِ و الفَوضيّ، ليبتَسم مُجددًا بإِنتِصار.









حملَ الصَّحنَ بتَلذُّذ بَين يدَيه ليَأخذَه الَى غُرفَة المَعيشَة، يُبعِد السُترَة التِي رمَاها بإهمَال على الأرِيكَة ليَجلِس على الارضيَّة بعدَ ذلِك و بيدِه جِهازُ التَحكُّم يقلِّب القَنواتِ بملَل ، ليَترُكه بعدَ ذلِك بإستِسلَام. قلَّب نظَره بينَ التِلفَاز و الشطِيرَة ليُمسِكها اخيرًا بَين يدَيه يَدفَعها ببُطء نحوَ ثَغرِه.









تِلك اللَّحظَة الحمَاسيَّة قَد قُطعَت عندَما رنَّ هاتِف بيكهيُون الذِي بجَيبِه ليُخرجِه و يردُّ بإنزِعاج، ”ماذَا الآن؟!“ هو ترَك الشطِيرة ليتَنهَّد . ”لَن آتِي ، طرَأ امرٌ مُهم.. دَعها ليَوم آخر!“ .








”سأحضِرها لَك بالغَد ..!“ بيكهيُون أغلَق الخَط بوَجه هانيُول دونَ ان يَسمَح له بالرد ليَرمِي هاتِفه بجَانبِه و يعُود لإستِئنافِ لَحظَته الجمِيلة مع شطِيرَته ، عِندمَا رنِين جَرسِ البَاب صدَح فِي الارجَاء مسببًا الصَّمم لأذَانِه الصَغيرَة، و بِيكهيُون اغمَض عَينَيه ليَتنَفس بعُمقٍ بينَما يُحرِّك شفَاهه، يشتَم دَاخليًا كلَّ شَيء يَمنَعه مِن اسكَات جُوعِه في هاتِه اللَّحظَة.









هوَ ترَك الشطِيرَة و حدِّق بالبَاب، ”ألَم يَقل لتَوِّه انَّه لَن يأتِي ..!“ قلبَ عينَيه ليَرفَع الشَطيرَة حتَّى يَأخُذ لقمَة على الأقَل ، عِندمَا صدَح صَوتُ الجَرس مجَددًا مُبديًا اصرَار مَن خلفَ البَاب.









”عَلينَا تَغييرُه.. انَّه مُزعِج“ بيكهيُون تذمَّر للمرَّة المليُون لليَوم ، تَزامنًا مع وُقوفِه يدَاه تحرَّكتا بعَفويَّة لرَبطِ حِزامِ رِداء الإستِحمَام حولَ خِصرِه المَكشُوف .. مُتنَاسيًا تَمامًا حقِيقَة انَّه مِن غيرِ ملَابس الآن ، مُنذ انَّه قد قرَّر البقَاء بردَاء استِحمَامِه بعدَ ان اعلَمه هَانيُول بتَأجُّل خُطط زيَارَته.










”هَانـ-..“ تعَابيرُ بِيكهيُون المُنزعِجة اختَفت تَدرِيجيًا و هو يَنظُر بِغيرِ تَصدِيق للوَاقِف امَامه . و بأَيدٍ أصابَها الإِرتجَاف ، لَم يقوَى حتَّى عَلى رَبطِ الحِزامِ حَولَ خِصرِه بطَريقَة صَائبَة ، عِندَما اختَرقَته اعيُن الذِي امَامَه و حرَكة التَضخُّم البَارز الذِي بمُقدِّمة عُنقِه .. التِي تتَحرَّك صعُودًا و نزُولًا ، فصَاحبُها يبتَلع ما بفَمه بِصعُوبَة و قَد اصَاب الجفَاف حَلقَه.









بعدَ فَترَة من الصَّمت كِلاهُما يقفُ أمامَ البَاب الرئِيسيّ لمَنزِل بيُون، بِيكهيُون بإستِسلَام ابتَعد عَن المَدخَل يَسمَح لتشَانيُول على الدُّخول .. و قَد فَعلَ بَعد صِراعٍ دَاخليٍّ طَويل، ليَجلِس عَلى أحدِ الأرائِك التِي توسَّطت غُرفَة المَعيشَة.









”لَقد كُنتُ مارًا مِن هنَا و ..“ تشَانيُول تَوقَّف عَن الحَديثِ بعدَ ان حَاولَ كَسر الصَّمت، عندَما لَم يتَلقَّى ايَّ ردَّة مُدركًا انَّه بالفِعل يتَجاهَله و لَا يلقَي لَعنَة لوُجودِه .. كمَا تَوقَّع. مجِيؤه لَم يَكن بالحُسبَان، فَقط تَفكِيره قَاد قَدمَاه الَى المَكان.









بِيكهيُون بالجَانِب الآخر و بِطريقَة غَيرِ متَوقَّعة اجادَ التَحكُّم في تعَابيرِ وَجهِه ، و التِّي مكَّنته مِن الظُهورِ بثقَة على الرَّغم مِن إرتجَاف جَسدِه ، و يدُه التِي تُحاوِل بكدٍّ سَحبَ الرِداء علَّه يُخفِي جُزءًا اكبَر مِن سَاقَيه الظَاهرَة ، اضَافَة لخَجلِه الشدِيد الذِي كانَ واضحًا و مِن حُسن حظِّه توتُّر تشَانيُول قَد اَغفلَه عَن مُلاحظَة ذلِك .









بيكهيُون بِكرمٍ شتَم نَفسَه .. و ذلِك بسَبب عَبيقِ العِطر الفَرنسِيّ ذُو التَركِيز العَمِيق الذِي انتَشر في الأرجَاء مُداعبًا انفَ تشَانيُول، و الذِي لَا يسَاعِد فِي مَوقِفٍ كهذَا عَلى الإطلَاق.









الأطوَل ابتَلع بِصُعوبَة بَينمَا ينظُر الَى سَاقَاي بيكهيُون التِّي تَحتكُّ ببَعضِها ، مُحاوِلًا بكدٍّ غضَّ بَصرِه عَن شُحوبِ بَشرَته التِي لَم يَكن بإمكَان الرِداء إخفَائَها .









”ألدَيك شَيء لتقُولَه ؟“ سألَ بيكهيُون بتَردُّد دونَ ان يَتوقَّف للَحظَة عَن جَمعِ سَاقَيه ببَعضهَا و سَحبِ الردَاء مُخفيًا ايَّاها، موقظًا الأطوَل مِن شُرودِه.









”أنَا.. آسِف“ تشَانيُول قَال بِصوتٍ خَافتٍ شبهِ مَسمُوع مُطأطِأً رأسَه ، مُسببًا ارتِفاع زَاويَة شفَاه الأصغَر بتَخاذُل ، ”كمَا توقَّعت.. هَذا كلُّ مَا ستَقولُه!“.









بِيكهيُون ببُطءٍ استَقام عَن جلُوسِه ليَردِف مُشيحًا بنَظرِه عَن تشانيُول الذِي مازَال متَصنِّما بذَات بُقعَته، ”ان كَانَ هَذا كلَّ مَا لدَيك.. فلتُغادِر“ .









تقَدَّم متجهًا نَحوَ السلَالِم و قبلَ ان يخطُو خُطوَته الأولَى، يدِ تشانيُول التِي تُحكِم القَبضَ علَى ذِراعِه منعَته مِن التقدَّم .. بِصعوبَة هو كافَح لإبعَادِه لكنَّ قوَّة تشانيُول لَا يُستَهان بهَا.








عِندمَا بِيكهيُون تمكَّن اخيرًا مِن انتزَاع ذِراعِه بشدَّة .. مخلِّفًا احمرَار طَفيف ، ”اعطِني سَببًا واحدًا..“ هُو تَحدَّث بصَوتٍ مرتَجف.. بثقَة مُهتزَّة.. و مشَاعِر هَائِجة ، عَكس الهَالَة القَويَّة التِي احِيطَت بِه سَابقًا .. تَماما ، كلَّ شَيء تَحطَّم بتِلك اللَّحظَة.









”احتَاج عُذرًا فحَسب.. هَذا كلُّ شَيء“ اردَف عِندمَا التَفت ليَنظرَ بعَينَي تشَانيُول و التِي تُصيبُ دَواخِله بإِضطِرَاب شَدِيد.









تشانيُول لَم يَكن أفضَل حالًا من بِيكهيُون ، اِذ يمكِنه الشُعورُ برُوحِه تتَخبَّط بيَأسٍ أمَام مَلامِح فتَاه الحَزِينة. و المُؤسِف أكثَر هوَ انَّه لا يُمكنُه فِعلُ شَيء سوَى استِغلَال الفُرصَة لإِمعَان النَظرَ الَيه و اشبَاع اشتيَاق رُوحِه الباليَة ، فهوَ لا يَدرِي متَى سَيتَمكَّن مِن رُؤيَة مَعشوقِ قلبِه بهذا القُرب مرَّة اخرَى.









ابتَسم بِيكهيُون بوَداعَة اثنَاء تبَادُله للأنظَار مَع أعينِ تشَانيُول التِي تَحكِي الكَثير ، هو أرَاد البَقاء كذلِك لوَقتٍ أطوَل ، معَ ذلِك هو عاكَس رَغبَته و استَدَار صَاعدًا الدرَج نَحوَ غُرفَته.









”لَا تأتِي مُجدّدًا ، و لَا تتَبعنِي بعدَ المَدرسَة ، ان فَعلتَ سأبلِّغ عَنك“.








و تشانيُول بِمشاعِر مُختلطَة ارَاد الابتِسام علَى نبرَة الأصغَر الغَاضبَة و التِي تَجعلُه اكثَر لَطافَة، لكنَّه حاوَل بكدٍّ مَنعهَا مِن الظهُور . لَن يَسمَح لبِيكهيُون برُؤيتِها، هو سَينهِي حَياتَه ان فعَل ، فهُو عَلى مَعرفَة بأنَّ بيكهيُون سَيستَشيض غَضبًا لأن الأطوَل لا يَأخذُه على محمَل الجِد.. لَكن تشَانيُول يَفعَل و بِحق،  اكثَر ممَا قَد يَتصوَّر بِيكهيُون.









لكن سَريعًا ما تَلاشَت إبتسَامته عِندَما تحدَّث بيكهيُون بصَوتٍ مُرتجِف ، ”تَصرَّف كمَا لو انَّك لا تعرِفني“ ، تأتأة وَجدَت طَريقَها بَين شِفاهِ بيكهيُون التي لَم تتَفرِق بِشكلٍ صَحيح ، كانَ يُحاوِل حَبس مَشاعِر عدَّة دَاخلِه.. و ذلِك لمدَّة طَويلَة، طَويلَة اكثَر مِن ان يحتَملهَا ايُّ انسَان.









عِندَما لامَست قَدمُه العِاريَة آخرَ درَجة مِن الدَرج .. اذ أصبَح أمَامَ بابِ غُرفَته ، صَوتُ تشَانيُول الخَافِت و هو ينَادِي بإِسمِه كانَ مَسمُوعًا بالنِسبَة لَه ، اذ يُمكِنه سَماع صَوتِه المُهتَز بِوضُوح و الذِي تَخلَّله مِن اليَأس الكثِير.. اثنَاء لَفظِه لإسمِ بيكهيُون عدَّة مرَّات كمَا لو انَّه يُهلوِس.









جسَده لوَهلَة قَد خَانه ، هُو كانَ على وَشكِ العَودَة .. علَى مقرُبة مِن السَير بِضع خُطوَات للخَلف ، لكِنه فقَط سارَ نَحوَ غُرفَته ليُغلِق البَاب خلفَه.








عِندَما سَار حتَّى توَسَّط غُرفَته ليَتوقَّف عَن الحرَاك .. فقَط يُحدِّق بالفَراغ ، هو كانَ تقريبًا فَاقدًا لوَعيِه، يَشعُر بأن جسَده على وشكِ الإنهيَار و ان كافَّة حوَاسِه قد تَوقَّفت عَن الإشتِغَال. و بثَوانِي اولَى دمُوعِه قَد سَالت.. دونَ ان يَجفَل او يتَحرَّك له جَفن.









يُمكِنه الشُعورُ بصَوتٍ خَافِت قَد اختَرق هدُوءه الدَّاخلِي المُخيف ،خُطواتٍ تَقتربُ مِنه بِوقعٍ سَريعٍ ثمَّ صوتُ انفِتَاح البَاب الذِي صدَح بصَخب... جمِيعُها كانَت اشبَه بالهَمس في اذُنه.










يدُ غلِيظَة قَد قَبضَت بإحكَام على كَتفِه مِن فوقِ الرِّداء، تَسحَبه ليَلتَفت. نَظرُ بيكهيُون كانَ ضبَابيًا ليَرى ما كَان امَامه و سَمعه قَد تَوقَّف أيضًا فمَا يَراه كانَ عبارَة عَن حرَكاتٍ مُبهمَة لشِفاه شخصٍ ضَخم البُنيَة امَامه، بصُورَة غيرِ واضِحة.








”أخبِرنِي..“ الصَوتُ الذِي تُصدِره الشِّفاه الثَّخينَة امَام بِيكهيُون قد اتَّضح اكثَر و بإستِطاعة الأقصَر فَهم حدِيث الأطوَل التي تخَللَته لَمحَة من الغَضب . هزُّ تشانيُول لبِيكهيُون يصبِح اكثَر حدَّة، لَكن كانَ صعبًا استِدرَاج انتِباه بِيكهيُون او حتَّى صُنع اتصَال اعيُن مَعه.









في اللَّحظَة التِي رفَع فِيها بيكهيُون عينَاه ليُحدِّق بتِيه بالأطوَل، هُو ابتَلع بصُعوبَة لمَدى قُرب وَجه تشَانيُول مِنه، بأعيُنِه الوَاسعَة التِي ترمِي بشرَارَاتِها، اذنَاه البَارزَة التِي تَلونَّت باللَّون الأحمَر، شفَتاه التِي ارتَجفت، جمِيعهَا مؤشِّرات تدلُّ على غَضبِ الأطوَل و سَخطِه.









بيكهيُون لَم يعلَم السبَب و لَم يَرغَب بأن يَعلَم، تنفَّس بِعُمقٍ و هو مُغمَض العَينينِ قبلَ ان يُمرِّر اصَابِعه اسفَل عيُونِه يُجففِ بَللهَا ، ثمَّ يُبعِد يَدي تشَانيُول عَن كَتفَيه، ”غَادِر..!“ تحدَّث بهدُوء.. بَل تَقرِيبًا هَمس مُنذ انَّ اخِر مَا يَرغَب بِه هُو افتَتاح منَاقشَة عقِيمَة مَع الأكبَر ، ليتَخطَّاه مُبتَعدًا.









بيكهيُون شعَر بشَيء يصفَع اسفَل قَدمِه، و ببُطء هُو التَفت، ليَتأكَّد مِن ان ذلِك الشَيء لم يَكن سوَى سُترَة هانيُول ، و تشَانيُول هو مَن قد رمَاه بهَا. ”هَل نَام هُنا؟ انَّها ذَاتُها مِن تِلك الليلَة ..“ هو تحدَّث بصَوتٍ عمِيق لَم يشهَده بِيكهيُون طوَال فترَة علَاقتِه مع تشَانيُول.









أجَل، مِن تِلك اللَّيلَة ، الوَقت كانَ مُتأخِّرا و الظَّلامُ كانَ حَالكًا ، فَقط تِلك البُقعَة امَام بابِ منزِل عَائلَة بيُون اسفَل اضَاءة المَدخَل السَّاطعَة . علَى الرَّغم مِن ذلِك، عينُ الأطوَل بسُهولَة التَقطَت كلَّ ما يتَعلَّق بالفتَى الطوِيل الذِي يهدِّد وُجودَه.









و قَد كانَ سهلًا عَليه مَعرفَة انَّها ذاتُ السُترَة مِن تِلك اللَّيلَة فَترتَفع نسبَة امكَانيَّة حدُوثِ ذلِك الذِي يَخشَاه تشَانيُول، انَّ بِيكهيُون بالفِعل سَمح لهَانيُول بدُخولِ مَنزِله، و النَومِ مَعه. هَانيُول ببُطءٍ يُبعِد تشَانيُول عَن حيَاةِ بِيكهيُون و يَستَولِي علَى مكَانِه، و مجَردُ التَّفكِير فِي ذلِك... تشَانيُول ابتَلع بصُعوبَة بَينمَا تنَفسُه لَم يُضبَط بَعد.









رَفعَ بِيكهيُون نَظرَه ليُقابِل تشَانيُول الذِي يَرتَفع صَدرُه صُعودًا و نزُولًا، معَ نظرَته الفَارغَة و دُون أن يَقطَع تَواصُل الأعيُن، هُو انخَفضَ بجَسدِه ليَحمِل السُترَة و يضعَها بحَذر على سرِيرِه قبلَ ان يدِير ظَهرَه لتشَانيُول بغَير اهتِمام.









لَم تَكن سوَى بِضعَ خطُواتٍ تَحركَها بِيكهيُون عندَما احسَّ بذِراعَاه تُثبَّتان للخَلف، ”بِيكهيُون.. اخبِرني انَّك لَم تَفعَل ذلِك!“ ، نبرَة تشَانيُول انخَفضت و صَوتُه العمِيق تلَاشَى ليَظهَر بذلِك ضُعفُه و خَوفُه بتِلك اللَّحظَة ، فَمجرَّد التَّفكِير بأن بِيكهيُون قَد تخطَّاه يُصيبُه بالجُنون .









قبلَ ان يُحاوِل بيكهيُون المقَاومَة هو احسَّ بإِرتِطام ظَهرِه بصَدرٍ عَريضٍ مَشدُود ، فقبلَ ان يُنهِي تشانيُول هَمسَه امَام اذنِ الأصغَر هوَ احَاط ذرَاعَاه حولَ جسدِه .









و بِضئَل هَيئتِه، هُو بسُهولَة اختَفَى دَاخِل حُضنِ الأطوَل الذِي يُضيقُ حولَه أكثَر فأكثَر غيرِ سَامِح له بالمُقاومَة حتَّى . بضُعفٍ هو ابعَد اصَابِع تشانيُول التِي تُحكِم إحَاطَة خِصرِه ليتَنفَّس بصُعوبَة بسَبب انفَاس الأطوَل الحَارة التِي تَضرِب بأذنِه.









”أبعِد.. يدَيك“ هُو قالَ تزَامنًا مَع تَمايلَات جَسدِه دَاخِل عِناقِ الأطوَل الضيَّق حَولَه ، يتَمسَّك بِه مُستنشِقًا رَائحَة العِطر الفَرنسيِّ الذِي لَم يُغادِر جَسدَ الصَبيِّ .









هوَ رغِب بإخبَارِه ان اشتِياقَه لَه قَد تخطَّى الإمكَان.. رغِب برُؤيتِه و سَماعِ صَوتِه، الإستمَاع لشَكاوِيه و انتِحَابه لأبسَط الأمُور.. ارَاد احتِضانَه و اخفَاء عن انظَار ايٍّ مَن يُحاوِل سَلبَه ايَّاه.









”لَا يُمكننِي..“ تشانيُول هَمهم بِصوتٍ خَافِت لإدرَاكه واقِعه الأليم.. حَقيقَة ان بيكهيُون قطعَة مِنه لَا يمكِنه العَيشُ بِدونِه . امعَن نظَره بمَا يرَاه امَامَه مِن شحُوب جمِيل قبلَ ان يَبسِط شفتَاه عَلى المَنطقَة خَلفَ اذنِ بيكهيُون بقُبلَة سَطحيَة، ثُم تتَحرَّك شِفاهُه بغَير وَعيٍ مِنه لتَنبسِط مُجددًا بمنَاطِق مجَاورَة قَريبَة مُخلفًا قُبلَات سَطحيَّة كثيرَة .. مُسبَّبة رَعشَة مُخيفَة بجَسدِ بِيكهيُون.









”تَوقَّف..“ خرَجت مِن ثَغرِ بيكهيُون بنبرَة غَيرِ ثَابتَة بِسببِ جِلدِ رقبَته الذِي تمَّ القبضُ علَيه داخِل ثِخن شفتَي الأطوَل... و الذِي تَحوَّلت قبلَاتُه السَّطحيَة لأخرَى شَرسَة تلتَهمُه بلَا رَحمَة.









يدُ تشانيُول و بجُرأة تَسللَّت أسفَل ردَاء الإستِحمَام الأبيضِ مُتحَسسَة سَطحَ بشرَة صَدرِ الأصغَر، تَتلمَّس كلَّ جُزء مِنه برَغبَة عَارمَة.. فيمَا شَفتَاه لَم تَتوقَّف عَن التهَام جلدِ عُنق الأصغَر مُخلِّفة بعضَ العَلامَات الأرجوانيَّة القَاتمَة .. التِي ترصَّعت بِشكلٍ واضِح بكلِّ زاويَة مِنه .









جفلَ بِيكهيُون بصَدمَة اِثرَ مُلامسَات الأطوَل الجَريئَة لجَسدِه مُسببَة ارهَاق سَاقَيه فلَم تعُد تَقوَى علَى حَمل جسدِه . هُو بضُعفٍ تمسَّك بِأذرُع الأطوَل التِي تحِيطُ خِصرَه، ليَترُك ثقلِ جَسدِه بينَ احضَان تشَانيُول .









بحَركَة سَريعَة ، ذِراعَا الأطوَل رَفعَت جَسدَ الأصغَر المُرهَق بِخفَّة لتُحاطَ سَاقاه حَولَ خِصرِ تشَانيُول بإحكَام بَينمَا ذِراعَاه عُقدتَا حَولَ عُنقِه .









حدَّق تشَانيُول بمَلامِح الأصغَر الذِي يُغمِض عينَيه بِفزَع غَيرِ قَادِر على مُواجهَة نَظرَات الأطوَل الَيه ، ليُوزِّع قُبلَات سَطحيَّة ابتدَأت مِن عَينَيه فإِنتَقلت الى ارنبَة انفِه ثمَّ وَجنتَيه ، و بِيكهيُون أنَّ اثرَ ذلِك لِعلمَه بالآتِي .









انفَاس تشَانيُول الحارَة النَاتجَة عن دَواخلِه الثَائرَة ضَربَت بشِفاه الأصغَر التِي انكمَشت بذُعر ، ليَبسِط كفَّه عَلى عُرضِ صَدرِ الآخر يزِيد مِن المَسافَة بَينهمَا بَينما يدُه الأخرَى تُحيطُ عُنقَ الأطوَل بإِحكَام خَوفًا مِن سُقوطِه ، ليعُود الى المُقاومَة مُحاولًا الإبتِعاد .









اشَاح بيكهيون بوَجهِه عَن تشَانيُول ليَضرِب صَدرَه بقوَّة . ”انزِلـ-...“ هُو لُجم عَن الحدِيث بسَبب قبلَة ساخنَة سَلبَته كلمَاته ، فَشفَاه تشَانيُول هاجَمته شِفاهه بِرغبَة جَامِحة قابضًا على وجنَتَي مؤَخّرتِه بإحكَام يُحاوِل تَثبيته اثنَاء تَحرُّكه نَحو السرِير .









بحَركَة لعوبَة هُو لعقَ شفَاه الأصغَر العلويَّة ليَنتقلَ الى سُفليتِه مُرطبًا ايَّاها ببَعضٍ مِن اللعَاب . بيكهيُون و بضُعفٍ أصابَه لدَى شُعورِه بإِختفَاء شَفتَيه داخِل ثِخن شَفتِي الأطوَل هو فتَح ثَغرِه سَامحًا للِسانِ الأطوَل بإقتحَامه جَوفِه الحَار .








حرَّك تشَانيُول لِسانَه بعفَويَّة داخِل ثَغرِ الصبيِّ عندَما لَم يجِد مُنافسَة مِنه ، يَستَشعر حَرارَة جدرَانِه ليُمرِّره بحَركَة دائرِيِّة حولَ لسَان الأصغَر ثمَّ شِفاهِه قبلَ أن يفصِل القبلَة لإِسترجَاع انفَاسهمَا التِي خُنقَت طَويلًا، مخلِّفَة خيطَ لعابٍ ضئِيل مُتصلًا بشَفتَيهما.








مسحَ تشانيُول بإبهَامه علَى عيُونِ بيكهيُون النَّاعسَة ، ليبتَسم بأسَف واضعًا الأصغَر على السَّرِير امَامه . بِيكهيُون ببُطءٍ عادَ الى الخَلف تاركًا مَسافَة بينَه و بينَ تشانيُول ، ”تـ-..تشانـ-.. يُول-... لَا تَفعَل“ هوَ تحدَّث بأَنفاسٍ مُتقطِّعة تزَامنًا مَع اقتِراب تشَانيُول الذِي يلهَث اعلَاه .









بِمباغَتة يدُ تشَانيُول قَبضَت علَى الجلدِ السفلِي مِن فَخذِ الأصغَر تتَحسَّسه اثناءَ اعتلَائِه لَه، و بجُرأة اكثَر يدُه امتدَّت اَسفَل الردَاء آخذَة طَريقَها نحوَ منطقَة الأصغَر المُحرَّمة.. تعبَث بها بلمسَات عابرَة، مُفقدَة ايَّاه صَوابَه.









هاجَم تشانيُول مجَددًا شِفاهَ الأصغَر المُتضرَّرة كِفايَة يمتصُّها مُمرّرًا لسانَه عَليها، مُستَشعرًا نُعومَتها و كيفيَّة تنَاسبهَا مَع حَجمِ شفاهِه . بِيكهيُون انَّ بِنشوَة داخِل تِلكَ القبلَة ليقوِّس ظَهرَه بألَم عندَما قضَم تشَانيُول شفَّته السفلَى بينمَا يدُه تَعبَث بِحلمَته بقَسوَة.









”تو-.. قَّف!“ بيكهيُون ترجَّى بصَوتٍ متقطِّع بسبِب احرُفه التِي تُسلَب بقُبلَات تشَانيُول الشغُوفَة . هُو انَّ سريعًا بَينمَا يقضِم شفتَيه لشُعورِه بشِفاه الأطوَل تهاجِم عنقَه تَقضِم كلِّ جزءٍ منهُ بلَا رحمَة .. تضيفُ عَلى العَلامَات الأرجُوانيَّة .. علَامات أخرَى بلَونٍ قاتِمٍ اكثَر .









ابتَعدَ تشَانيُول عن بِيكهيُون ليُحدِّق بمَنظرِه الفَوضَي اسفَله، بشَعرِه الغَيرِ مرتَّب و مَلامِح المرهَقة ليَبتَسِم ، تزَامنًا مَع يدَاه التِي تَحرَّكت ببُطء تُبعِد السُترَة الصُوفيَّة ثمَّ قمِيصَه عَن جزئِه العُلوِي مُظهرَة تقَاسيِم مَعدتَه المُثيرَة و عرضِ صَدرِه المَشدُود .. تمامًا كمَا عَهدَه بِيكهيُون .









”بِيكهيُون.. أنَا..“ اردَف بصَوتٍ هَامِس ليُبعِد الردَاء عن كتفَيه مُفرجًا عَن عِظامِ ترقوَة بيكهيُون الظَّاهرَة و المُثيرَة فيَطبَع قبلَات دافئَة متَتاليَة بكلِّ جزءٍ منهَا ، فيمَا امتدَّت يدُه لفكِّ عقدَة ربَاط حِزامَ رِداءِ الإستِحمَام الأبيضِ مُفرجَة عن شُحوبِ بشرَة الأصغَر و التِي لا تشوبَها شائِبة ..









ابتَلع تشانيُول بِصعوبَة عندَما جالَ بنَظرِه حَول صَدرِ الأصغَر منتقلًا ببصرِه الى خِصرِه المنحُوت ، ليشعُر بإنتِفاخ غَريبٍ ببِنطَالَه ، ليَقترِب طابعًا قبلَة علَى جَبينِ بيكهيُون ، مُفصحًا عمَّا بدَواخِله و التِي انتظَر طويلًا لقولِها .. ”بكلِّ حركَة .. صَغيرَة او كبيرَة .. أنا اقَع لَك للأبَد .. بيُون“.









ابتَعد عَن بِيكهيُون المُستلقِي بمنظَرٍ فَوضوَي اسفَله و الذِي يُشيحُ بنظرِه للجَانِب .. مُحاولًا اخفَاء انتحَابِه الصَّامت و مَلامِحه المُنتشيَة ، ليَفُك حزَام بنطَالِه ثمَّ السَّحاب ليَنزِله بسُرعَة فيُحرًِّك يدَه علَى القطعَة القُماشيَّة التِي تُخفِي خَاصتَه ، مُحاولًا تهدِئَة نَفسِه الثَّائرَة التِي تنفُث بلهَاث مُرهَق.









”لذَا لَا تَذهَب لغَيرِي ..ولَا حتَّى ذلِك الأخرَق الطَّويل“ ، ذِقنُ بِيكهيُون قَد تمَّ شدُّه لأعلَى بخشُونَة مِن قبلِ يد تشَانيُول الذِي تَحدَّث بتشدِيد علَى كلَامه بصِيغَة أمر مُخيفَة ، بَينمَا يُحملِق بالأقصَر اسفَله يجبِره علَى مبَادلَته النَظر .









يُمكِن استَطاع بِيكهيُون الشُّعور بثقَل الآخر علَى جَسدِه ، حُيثُ تصادَم عريِّ صَدرِه بصَدرِ الأطوَل المَشدُود ، ليُغمِض عينَيه بوَهن غَيرَ قَادرٍ على المُقاومَة .. خَائِر القوَة لَيسَ بإِمكانِه مَنعُ ما يَحصُل .









و بمُباغَتة ، عادَ الأطوَل لنَثرِ قبلَات خَفيفَة على صَدرِ الأصغَر مُستنشِقًا عَبيقَ العِطر الفَرنسِيّ القوِي الذِي يسلُبه عقلَه .. صَانعًا لِشفتَيه طَريقًا نحوَ الأسفَل مُقبلًا سطحَ بَشرَة بيكهيُون .. كلَّ جُزءٍ منهَا مُسببًا تأوَّه الأصغَر الذِي كافَح لكَبتِ صَوتِه.. دُونَ جدوَى.









هوَ خَسرَ في النِّهايَة عِندَما صَرخَة قَويَّة تحرَّرت مِن ثَغرِه بألَم لدَى شُعورِه بإِختِراق أحدِ أصَابِع الأطوَل الدبقَة لفُتحَته الضيِّقة ، و التِي لَم يَمسُّها من بَعدِ عَشيقِه السابِق احَد.









صرخَة اخرَى صدرَت عن الأصغَر عندَما اصبَع اخَر اخترَقه، أنامِله ضَغَطت علَى ظهرِ الأطوَل بقوَّة مُخلِّفة خُدوشًا وَاضحَة ، مُنتحبًا بعيُونِه التِي باتَت زجَاجيَّة و التِي كانَ تشَانيُول مُنشغلًا ليُلاحظَها، سَعيدًا بمَا حَاصرَ اصابعُه مِن ضِيق .









انينُه اخرِس بقُبلة عَميقَة تَمتَص آلَامَه ، لدَى تَداخِل شَفتَيه بَين ثِخن شفَاه الأطوَل تَمتصُّها بقَسوَة مُستشعرًا الدمَاء التِي افرَزتها جُروحُ شفتَي بِيكهيُون بِتلذُّذ.









تشانيُول خللَّ اصابِع يدِه الحرَّة بينَ أصابِع بِيكهيُون النَّحيلَة قابضًا عَليهَا ، بَينمَا يُحرَّك اصَابِع يدِه الأخرَى بوتِيرَة بَطيئَة، يَخترِق اعمَق دَواخِل الأصغَر ثمَّ يرخِي أصَابِعه للخَارِج .. مكرِّرًا المِثل عدَّة مرَّات ، فِي حينِ تَنشَغل شِفافُه بإمتِصَاص صَرخَات بِيكهيُون المُستغيثَة.









”لَا..“ بصَوتٍ مُهتزٍّ تحدَّث بِيكهيُون أثنَاء القبلَة بَينمَا يكَافِح لإبعَاد تشانيُول عَنه و مَنعِه . ”لا تَفعَل.. ارجُوك“ هو تَحدَّث مُجددًا بنبرَة مُختلطَة ببُكائِه و الذِي بَات نَحيبًا مَسموعًا.









يِمسِك بذِراعِ تشَانيُول بِضعفٍ يتَرجَّاه أن يتَوقَّف لشعُورِه بأصابِع الأطوَل تنهَش دَواخِله ، تزدَاد وَتيرَة انتِحابِه التِي تخلَّلتها شَهقَات سَريعَة ، يسحَب ذراعَ الأطوَل .. الوحِيدَة الأقرَب الَيه.









فَصلَ الأطوَل القبلَة ، يتَصنَّم مَكانَه عِندمَا اُخترِق سَمعُه مِن قبلَ بكَاء بِيكهيُون الذِي تخلَّل صُراخَه و احرُفه التِي تَخرُج بصُعوبَة ، و الذِي كانَ بمَثابَة صَفعَة لَه اخرَجته عَن شرُودِه فَتعِيدُه لوَاقِع الِيم .









بهدُوء هوَ أخرَج اصَابعِه الدبقَة بالكامِل ، و تعـابِير الإستِمتَاع التِي كانَت مرسُومَة على وَجهِه قبلَ ثَوانٍ اختَفت ليَحلَّ مَحلَّها ذعرٌ و ارتِعاب، فيَبتَعد تَاركًا مَسافَة بَينه و بَين الفتَى ليَنظُر الَيه .. و بِأسفٍ هُو قَضمَ شِفاهَه علَى مَافعَله بِه.









ببُطء ، استَقام تشَانيُول من علَى السرِير بَينمَا تحدِّق عينَاه بِفعلَته الشَنيعَة و التِّي لَم يُدرِك متَى بَدأَت حتَّى .. متَى أصابَه العمَى ليَستَغل جسدَ مَحبوبِه الضَعيفِ بغَيرِ رَغبَة مِنه .








شهَق بصَدمة لمَ يرَاه .. أ لِتلك الدَرجَة هو تَمادَى معَه ؟ ، ذلِك عِندَما التَقط بأنظَارِه وَجهَ الأصغَر الرَّطب بفِعل دمُوعِه ، شفَاهه المُتضرِّرة و التِي تسِيل بالدِّماء . وجنتَاه التِي اكتَسبَت حمرَة قويَّة اضَافة للعَلامَات القَاتمَة التِي شوَّهت صَفوَ بشرَته آخذَةً نَصيبَها مِن كلِّ زاويَة بجَسدِه ، بينمَا يدَاه المرتَجفَة تَستُر جزءَه السُّفلِي بردَاء الإستِحمَام .









عينَاه لَم تُغادِر جسدَ الفتَى.. و الذِي يمثِّل خَطيئَته التِي ارتَكبهَا بلَحظَة ضُعف ، بِلحظَة أعمَتهُ الغَيرَة عَن فعلَة شنِيعَة . بتَردُّد هو اقتَرب يسَاعدُه بلفُّ ردَاء الإستِحمَام حَولَ جَسدِه ، لكِنَّ قلبُه سقَط بمعِدتِه عندَما لَاحَظ تِلك الخدُوش و النَّدبَات التِي تنتَشِر بفَخذَيه . أ للتَو رآهَا ؟ أتَغافَل حتَّى عَن رؤيَة هذِه ؟ فَبالتَّأكِيد هي لَم تظهَر الآن فَقط !!








”بيكهيُون .. هَذا !“ سألَ تشَانيُول بصَوتٍ متقَطِّع يمدَّ يدَه ليتحَسسَ تِلك الخدُوش بأصَابِعه بغَيرِ تَصدِيق لمَا ترَاه عَينَاه . ”هل حقًّا فَـ-..!“ تَوقَّف عَن الحدِيث عندَما بدَأ بيكهيُون بالرَّكلَ بِساقَيه بذُعرٍ يبعِد الأطوَل عَنه ، ثمَّ يبتَعد بِجسدِه للخَلف متكَورًا حولَ نفسِه.









بوَهنٍ اكتَسح ساقَيه هو دنَى مُلتقطًا قَميصَه و سُترَته ليَستُر جَسدَه ، ثمَّ يلتَفت آخذًا نظرَة أخِيرَة ، يجدُه قَد التَفَّ حولَ نَفسِه دونَ ان يهدَأ جَسدَه عن الإرتِجاف بهلَع ، فبِإستِطاعَة تشانيُول سمَاع لهثَاتِه المتحَررَة بقَسوَة .









”هَل .. قُمتَ بفِعل ذلِك بِنفسِك ؟“ استَفسَر تشَانيُول بصَوتٍ هامِس ليَصفَع جَبينَه على ذلِك السُّؤال ، و دُونَ ان يَتلقَّى اجابَة من الآخر و الذِي انكَمش حولَ نفسِه اكثَر ، ليَشتِم نفسَه .. نذلٌ حقِير .. هُو نَعتَ نَفسَه.









”آسف ..“ ذلِك ماكَان بإِمكَانِه قولُه ، هوَ تمتَم بِه ليَتقدَّم بخطًا مُثقلَة نَحوَ بابِ الغرفَة ليدلَف خارِجًا بِقلبٍ مُتألِّم نادِم أكثَر .. لَا يعلَم كيفَ سَيتمكَّن من التَّكفِير عن ذَنبِه الكبِير هَذا !!









”كلُّ شَيء.. بسبَبِك..“ بنَبرَة مُهتزَّة الصَبيُّ تمتَم بينَ شفتَيه ، مُغمضًا عَينَيه بقوَّة مُحررًا كافَّة الدُموعِ المتَحجِّرة داخلَها و التِّي احتفَظ بهَا لوَقت طَويل...









”بِـ-.. بسَببِك..!“











هيلُوز 🌚👋

مش رح أسألكم عن رأيكُم 😶

اهتمُوا بأنفُسكم 🍃🌸 و كونُوا بِخير.. 🙌
© فَـ'ـاسِيلِيسَا ツ,
книга «LACUNA <CB>».
Коментарі