Prologue
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 8
فقط بعض الدماء و سنخرج .

بعض القطرات الحمراء و سيُفتح كل شئ .

أنت المفتاح .

و نحن ننتظرك .

___________________________

السماء..

فجأة أصبحت حمراء!

و شعاعاً يخرج من الأرض ممتداً نحو الغيوم الدموية..

الترانيم في أذني..تعلو و تعلو!

و عاصفة شديدة تبدأ بضرب الهواء من حولنا!

أناساً كثيرون يركضون بكل الأنحاء و بعكس الإتجاهات..

يحاولون أن ينجو بحياتهم و ها نحن ذا..

نقف صامدين ننظر إلي هذا المكان الغريب .

و فجأة أصبحت وحدي..لا فالديمير ولا آليك معي!

أصبحت كالمجنونة أصرخ بأسمائهم بهستيرية و لكن لا حياة لمن تنادي..

الجميع يركض حولي و لكني أقف وسطهم أنظر إلي ذلك المبني و دموعي تنهمر..أطرافي ترتعش و كذلك قلبي..أنفاسي لم تكن منتظمة و جسدي كان في حالة إنهيار و لكني لن أسمح له!

أريد البكاء..أريد الصراخ..و لكن حتي الدموع في عيناي تأبي النزول .

في عقلي جملة واحدة فقط كأني لم أتعلم سواها في حياتي..

علي أن أنجو!

إلتفتت من أمام هذا المبني و كنت علي وشك الركض مبتعدة و لكن إستوقفني صوتاً..

"فالكايتري.." قدماي وحدها توقفت و جسدي عضلاته كلها تجمدت..و بدون إستيعاب مني إلتفتت لمصدر الصوت لأجد إمرأة..

عيناي توسعت عندما رأيتها و فجأة أنفاسي لم تعد منتظمة!

إبتسمت تلك المرأة إبتسامة تعكس كل معاني الشر..

قدامي كانت تتراجع و لكن دماغي أصبحت تدور بشدة كلما نظرت إلي مظهرها تحت السماء الحمراء و أمام ذلك المبني الغريب!

جسدي لم يعد يتحمل أكثر و أصبح عقلي يدور أكثر و أصبحت أفقد وعيي ببطء و جفوني تُغلق مع نفسها قبل أنا أستمعت إلي ذلك الصوت..

"إستخدمي جميع قواكي، فالكايتري!"

هذا كان آخر ما سمعته قبل أن أفتح عيني بقوة تصاحبها شقهة عالية بسبب نفاذ رئتاي من الهواء .

جسدي إنتفض مستندة بمرفقي علي السرير أحاول أخذ أنفاسي بينما أستمع لدقات قلبي التي كانت كالطبول..تُعزف بقوة .

فالديمير جلس بسرعة بجانبي ممسكاً بكتفاي و يمسح العرق علي جبيني .

"إهدأي..إنه مجرد كابوس ." أغمضت عيناي و تحسست يداي..كانت أبرد من الثلج بالنسبة ليدا فالديمير الدافئة التي إحتوتهم..

عدت أستلقي بشكل أفضل علي السرير محدقة بالسقف و فمي مفتوحاً لأستقبل الهواء بشكل أكبر..و مع الوقت هدأ جسدي..و لكن عسي عقلي عن الهدوء..

نظرت إلي و رأيته بقي محدقاً بي و عيناه بها القلق و لكني أمسكت بيده و أغمضت عيناي..

"أنا بخير.." صوتي خرج مبحوحاً و سمعته يزفر يراحة وهو يكوم يدي بين يداه..

"ما بال الكوابيس التي تحلمين بها تلك؟" فتحت عيناي لأعاود شرودي في السقف..

"لا أعلم..لم يحصل هذا مطلقاً ."

_____________________________

كنا في نفس المكان الذي جلسنا به في الصالة البارحة .

طلبت بعض الفطور لنا بينما هو طلب زجاجة ويسكي..

 كلما أخذت قطعة من الطعام..كلما شعرت بعيناه تتفحصني كنت و تحدق بي .

إبتسمت و حولت نظري من الطبق إلي عينيه .

"ماذا؟! أخبرتك بأني بخير!" ضحك و هو يستند بظهره علي الكرسي بعدما كان متقدماً بجسده للطاولة مسنداً رأسه علي معصمه .

"أعلم ذلك!" رد بالمقابل لأبتلع الطعام الذي في فمي و أحدق به بأعين متوسعة .

"أنت تحدق بي!"

"و ماذا في ذلك؟ ألستي زوجتي؟" خداي توردا علي الفور و نظرت تحت للطبق مخبأه وجهي .

ضحك علي مظهري و أغمضت عيني مبتسمة..برغم أننا لازلنا لا نعرف كل شئ عن بعضنا لكن و كإن علاقتنا بسبب ليلة البارحة تقدمت .

ليلة البارحة..

______________________

"كأني كنت متوقعاً كوكباً واحداً فقط..و أتيتي أنتي تعرضين علي مجرة كاملة في عيناكي ."

لم أعلم مالذي حصل لي في تلك اللحظة و لكني كنت سعيدة .

كأن جميع الهموم التي كانت علي كتفاي أُزيحت..و شعرت بأن قلبي يرقص من الفرحة .

كومت وجهه بين يداي و أنا العب بشعره بيدي اليمني، لم أعلم مالذي علي قوله و لكني قربته مني و ألصقت شفتاي بخاصته ثم عدت مرة أخري..

عيناه التي تحدق بي توسعت قليلاً و لكني سندت جبهته بخاصتي ثم أكملت .

"لا تتركني، فالديمير..لا تكذب علي ابداً ." ظل صامتاً للحظة ولا يتحرك..بل يتنفس أنفاسنا المتخالطة قبل أن يطبق شفتاه و يومئ بخفة..

"لن أكذب عليكي.."

ظللنا في وضعيتنا تلك حتي قام بوضع قبلة سريعة و لكن عميقة علي شفتاي ثم يستلقي بجانبي..

و يضع ذراعاه حولي لكي أعدل وضعيتي و يحتضنني من ظهري و يدفن وجهه في شعري..

كان تنفسه نوعاً ما يهدأني..و حضنه يشعرني بالأمان حتي أني لم أشعر بعيناي التي تُغلق لوحدها، ثم تمتم هو قبل أن أغط في نومٍ عميق..

"أحب رائحة شعرك.."

_____________________

إبتسمت  و قلبي يدق بقوة علي كل ما حصل..لمسته..إبتسامته..كل شئ .

برغم من الكابوس الذي حلمته في الصباح..ولكني سعيدة بكونه بجانبي .

"أنتِ تحدقين بي ." قال هو .

"و ماذا في ذلك؟ ألست زوجي؟" ضحك علي الرد خاصته الذي إستخدمته ضده .

في ظل ضحكاتنا، دخل آليك إلي الصالة التي نحن جالسين بها و هو يبعثر شعره بيده و أعين شبه مغلقة بملامح تظهر بأنه لم يستيقظ سوي الآن.. ليسحب كرسي و يجلس معنا .

ظللنا أنا و فالدي ننظر له بينما هو يسرح في اللا شئ كأن عقله يتسآل عن كل قرارات حياته التي إتخذها .

سلكت حلقي ثم قلت له: "صباح الخير.."

عاد من حالة اللا وعي و هو ينظر لي و يومئ..لازال في حالة ما بعد الإستيقاظ..

حتي يشعر بالكسل للرد علي من حوله .

فجأة نظر إلي فالديمير و عقد حاجبيه .

"لقد إستيقظت و لم تكن موجوداً.." أومئ له فالديمير ليخرج زجاجة الخمر المعدنية خاصته من جيب معطفة الداخلي ثم يبدأ بملإها بالويسكي من الزجاجة التي قُدمت له .

"نعم..هذا لإني نمت مع فالكايتري ." توسعت عيناي من كلامه الذي يظهرنا بالشكل الخاطئ أمام آليك .

"ماذا؟! نمت مع من؟!" حتي آيرون -الفتي الذي يعمل في النُزل- نظر لنا بحاجبين معقودين لأمسك آليك الذي قام من مكانه محدقاً في فالديمير بصدمة و أحاول وضع يدي علي فمه .

"أصمت! هذا ليس كما تفهم!" صحت بصوت منخفض و أنا أشده للمقعد و لكنه لا يستجيب .

"أفهم ماذا؟! كلامه واضح كالشمس!" سحبته إلي مقعده لأقترب منه و أحاول جعله يفهم تحت نظرات فالديمير الذي يستمتع بالوضع بإبتسامة جانبية تُزين شفتاه .

"نحن لم نفعل شيئاً! فقط خلدنا إلي النوم! لا شئ آخر!" توقف عن حالته العصبية تلك و نظر إلي بجسد هادئ و ملامح تريد تصديقي لكي أومئ له .

"صدقني لم يحصل أي شئ سوي-.."

"فقط قبلنا بعضنا و-.."

"اصمت فالديمير!" توسعت عينا آليك علي ما قاله لينظر لي كي أشرح لكني رفعت كتفاي بقلة حيلة .

"هه..هو رفيقي في النهاية.." 

عُدنا إلي حالتنا الصامتة، و آليك إنضم إلي في أكل الفطور حتي لاحظ أن فالديمير لا يأكل معنا..

نظر له بحاجب مرفوع .

"من يفطر ويسكي في الصباح؟!" فالديمير إلتفت له بسرعة و قال ببرود .

"أنا يا وجه البرص ."

"أنا وجه البرص أيها المجعد الأحمق؟!"

"و ما بال شعري بالموضوع؟!"

"و ما بال وجهي بالموضوع؟"

"أنت وجهك قبيح!"

"و أنت-.."

"توقفوا أنتما الإثنان!" صحت بهم لينظروا لي بسرعة و يهدأوا و لكن عادوا بالتقاتل بنظرات حادة لاتنهد و أنظر لهم بملل .

"توقفوا عن هذا ايضاً ."

أعادوا نفسهم إلي وضعيتهم و بقي آليك يأكل معي الفطور و فالديمير يكمل ما كان يفعله -شرب الويسكي- .

من بين الهدوء، تحدث آليك بعدما إنتهينا من فطورنا لبعض الوقت و هو ينظر إلي .

"فالكايتري ." وجهت نظري لي ليقترب علي و يخبرني بصوتٍ منخفض و أشعر بفالديمير نظرته تحتد .

"علي ذئابنا الخروج لبعض الوقت ." بالفعل..لقد نسيت كل هذا .

"بالطبع..و لكن خذ حريتك في الكلام عن هذا الموضوع، ففالديمير أصبح يعلم بالفعل ." نظرته تبدلت للصدمة ليوجه نظره له بسرعة و يقابله الآخر بنظرة حادة .

"حقاً؟" إبتسم فالديمير إبتسامة جانبية و اومئ له ليعقد آليك ذراعيه و ليستند براحة علي الكرسي خاصته .

"اذاً أنت تعلم بأني يمكنني نهش عظامك، أليس كذلك؟" زادت إبتسامة فالديمير ليقهقه بإستهزاء .

"أرني ما لديك ." 

خرجنا نحن الثلاثة من النُزل إلي الغابة حتي إبتعدنا بقدرٍ كافي و ذهبت أنا و آليك في مكانين مختلفين بينما تبعني فالديمير .

"هل أخيراً سيتركنا علي راحتنا و لن يتدخل في شئوننا الخاصة؟" قهقهت قبل أن ألتفت له و أقترب لأضع يداي علي صدره .

"لا..نحن نفعل ذلك لأننا سنخلع ملابسنا كي لا تنقطع في التحول و نجد ما نستر به أجسادنا.."

إبتسامة خبيثة نمت علي شفتيه قبل أن يقترب بوجهه أكثر .

"إذا تحولي الآن..لن أُمانع رؤيتك عارية طوال الوقت ." توسعت عيناي قبل أن أكوم قبضتي و أضربه بخفة ليضحك .

إلتفتت بسرعة لأُكمل طريقي و أسمعه يصيح .

"إجعليني حتي أراكي الآن!" 

اللعنة علي الإحراج .

فور ما تجردت من ملابسي وراء الشجرة، ربطتها بقدمي و إستعدت إلي التحول .

"هيا بنا ." تمتمت قبل أن أشعر بتكسر عظامي و يكسو الفرو عظامي و أطلق العنان لذئبتي .

خرجت ذئبتي بسرعة من وراء الشجرة لتقابل فالديمير الذي كان يقف بعيداً..

كان لونها رمادي داكن بها بعض الخصلات السوداء و لكنها كانت جميلة، حتي أن فالديمير ظل يحدق بها بفمٍ مفتوح .

إقتربت منه حتي أصبح وجهنا قريباً منه..أنفاسه كانت مكتومة و لكنه أخرجها عندما وضع يده علي رأسي و بأصابعه يلعب بالفرو خاصتي .

"اذا هذا هو مظهرك و أنتي عارية! لكن لمَ أنتي مليئة بالفراء هكذا، كايتري؟"

ماذا؟! 

ذئبتي علي الفور زمجرت في وجهه ودفعته لتطيحه بقوة برأسها .

إستلقي علي الأرض و هو يضحك بصوت عالي لتتحرك ذئبتي و تصبح فوقه بينما تداعبه بفمها و أنفها البارزان كإنها تأكله و هو لازال يضحك .

"حسناً حسناً أسحب كلامي ." وضع يده مرة أخري علي وجهي لينظر لي بعمق و لكن ذئب آليك دبت قدمه في المكان .

نظرنا نحن الإثنان إليه و كان ينظر نحونا ليتحدث فالديمير بمزاح .

"اوه! اذا ذئبك أشقر مثل شعرك بالحقيقة!" 

مالذي يقوله هذا المغفل .

آليك ذئبه لونه بني و لكن بدرجة فاتحة و جميلة .

"فالكايتري أنا أريد إحتضان رفيقنا، سأستلقي عليه!" تحدثت ذئبتي داخل عقلي .

مهلاً لا!

أبعدت نفسي من فوقه قبل أن تفعل ذئبتي أي شئ غبي لينظر لي و يستند علي معصمه و يرفع حاجبه بتلاعب لي و إبتسامة جانبية علي شفته .

"لمَ إبتعدتي؟" هو أرادني بالفعل أن أقترب لكني لن أسمح لذئبتي أن تقوم بإحراجي خاصتاً أن آليك يقف و يشاهد .

أتي قليلاً و وقف بجانب فالديمير ينظر له ثم ينظر لي لأسمع صوته في عقلي .

"إذا ركضنا نحن حول الغابة، ماذا سيفعل هو عنده؟"

فكرت في ذلك بالفعل..هل سنتركه وحده؟

في لحظة قامت ذئبتي بالإقتراب منه بجانبها مشيرة إليه لكي يركب علي ظهرنا  .

قام بوضع يده علي رأسها و هو يقهقه و لكنها هزت رأسها لتبعده ثم إنخفضت بجسدها قليلاً ليفهم ما ترمي إليه .

"ماذا؟! تريديني أن أركب علي ظهرك؟! مستحيل!" 

ذئبتي قامت بضربه بخفه بأنفها البارز في خده لكي يستمع لكلامي، و بعد لحظات من النظر إلي بعضنا كان بالفعل يجلس فوق ظهري..

بدأنا أنا و آليك نركض و فالديمير علي ظهري يتمسك بي .

الهواء كان عليلاً و صافياً..

إبتسمت بداخلي علي هذه الفكرة و لكن إبتسامتي زادت أكثر عندما أسمعت لضحكاته بين الحين و الآخر بينما الهواء يداعب وجهه وأشعر بالفرح الذي يشعر به..

الفرح..و الحرية .

نعم، هذا ما أشعر به عندما أكون في هيئة ذئبتي..

كإن جميع الطاقة السلبية التي كنت أشعر بها تدوب و أنا أتحول..

و ها نحن ذا..في الغابة..بدون أي أشخاص مزيفين حولنا، في هيئات الذئاب خاصتنا..و أنا مع رفيقي و صديقي المقرب .

شعرت بيداه تتمسك بي أكثر لأبتسم داخلياً .

تخيلت إبتسامته الواسعة لُغمر قلبي بالسعادة .

و ظللنا نركض لوقتٍ طويل..

و بعد مرح الصباح..كنا نخطط للخطوة القادمة في الوصول إلي ديابولي في المساء .

"ألا تعتقدون أن كاسيوس يلاحقنا؟" تسآل آليك و هو يجلس علي الكرسي و يضع قدمه اليمني علي المسند و يده اليسري تستند علي المسند الآخر .

"بالطبع..أعني من الممكن أن يستخدم الساحرات خاصته في محاولة إيجاد مكاننا..لكن كيف لم يعثر علينا و نحن بعيدون عن المنزل منذ يومان ."

صمتنا نفكر في تفسير لهذا و لكن تحدث آليك و هو يتعدل في جلسته .

"هذا ليس مهماً الآن..المهم هو أن علينا الوصول إلي غابة ديابولي و هذه الغابة تكون في الشرق و لكن كل الشكر لشخصاً ما قد قام بقطع الخريطة!" صوت آليك أصبح حادةً في آخر جملة ليتجاهله فالديمير و ينظر بعيداً .

فجأة نادي علي آيرون ليأتي له مسرعاً .

"بماذا أُساعدك، سيدي؟" أخذ نفساً ثم تحدث .

"ألديك بوصلة؟" 

"بوصلة؟ نعم لدي ."

نظر لنا فالديمير ليري في أعيننا بعض الأمل .

"اذا نحن سنستعيرها منك لبعض الوقت ." أومئ الفتي ليذهب و يحضرها بسرعة .

"هكذا ستصلي إلي والدك بسرعة ." أمسك بيدي و فرك إصبع الإبهام بها و إبتسامة دافئة علي وجهه جعلت شفتاي بدون تحكم تبتسم له بالمقابل .

"اذاً علينا أن نتحرك في الصباح!" قال فالديمير بسرعة لنومئ له أنا و آليك .

_______________________

كل شخص توجه للمكان الذي سينام فيه .

فالكايتري ذهبت إلي غرفتها و أنا و فالديمير إلي خاصتنا..

و بعدما إستلقينا أنا و هوعلي السرير بالطبع بعد شجار ليس له أي سبب..لم تكن لحظات إلا و غطيت في نومٍ عميق .

و لكن بعد بعض الوقت من الخلود إلي النوم، فجأة إستيقظت .

و شعرت بأن كل شئ ليس علي ما يرام .

ذئبي يخبرني بأن شيئاً غريباً يحدث .

فتح تعيناي اليمني ببطء لأجد أن فالديمير لم بجانبه .

مجدداً؟..هل ذهب إليها؟..

عقدت حاجباي و أنا أهرش في فروة رأسي بإنزعاج .

لكن كل تلك الأفكار المزعجة ذهبت عندما رأيته يجلس أمام النافذة ولا يتحرك .

كان مظهره مريباً..و لم يشعر قلبي بالطمأنينة .

ببطء نزلت من علي السرير و تقدمت نحوه .

"مالذي تفعله عندك؟" 

و عندما وقفت و إلتففت إليه..

قلبي توقف مصدوماً مما رأيته .

__________________________

"فقط قومي بتعويذتك اللعينة و أخبريني أين هي؟!"

تحدث بعصبية و حدة لهارييت التي تجلس في منتصف الغرفة أمام جسده الغاضب .

"لم يكن علي تركها.." همس بين أنفاسه الهائجة قبل أن ينظر للحراس و المسئولين بحدة و يقوم بالصياح بهم .

"ألم أخبركم أن تبقوا أعينكم عليهم أم علي أن أترجاكم كي تقوموا بعملكم؟! صاح بهم بقوة لدرجة بأنهم أغمضوا أعينهم من الهالة المظلمة التي تُحيطه .

"لقد رأيناها تدخل الملهي و كان به العديد من الناس و الروائح و لم نستطع أن نميزها بينهم-.."

"أصمت! و أنتي! قومي بتعويذتك!" صاح بهم بقوة قبل أن تنتفض هارييت منه و تغمض عيناها بتردد و تبدأ بتمتمة التعويذة و أمامها الخريطة و الشموع .

فجأة إهتز لهيب نار الشموع حولهم و تبدأ الأتربة التي وضعتها علي الخريطة بالإهتزاز لتخبرها بمكانها حتي توقفت عن التحرك..

فجأة عُقد حاجبا هارييت ليستغرب كاسيوس من ردة فعل وجهها الذي به الهلع و عدم تصديق .

إنها في مكانٍ ما في الغابة..و لكنها لن تخبره بذلك، ستخبره المكان الذي سبقه و الذي لا تصدق بأنها ذهبت إلي هناك بالفعل .

"هل علمتي أين هي؟" تنفس بقلق عندما راوده شعور بأنها ذهبت إلي أبيها الحقيقي و لكنها صدمته بقوله و هي تبعثر التراب عن الخريطة كي لا يري:

"إنها في مملكة مصاصين الدماء ."

______________________________________
© Nerve ,
книга «Apocalypse | نهاية العالم».
Коментарі