Prologue
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 12
"أنا حارس العالمين ."

نظرت لهُ بعدم تصديق.. رفيقي حارس العالمين!

عيناه الصفراء..الهالة الغير مرئية التي حوله تعكس قوته التي لم نكن نعلم بأنه يملكها .

تلك الهالة التي رأيتها عندما إنحني له جميع التنانين..عندما هربوا منه مصاصين الدماء!

هم يعلمون!

فجأة شعرت بالإضطراب إتجاه كل شئ..ملامحي إهتزت لم اعلم ما التعبير الذي علي وضعه..

"أنت.." صوتي خرج مهزوزاً يعكس محيط الفوضي التي أغرق به بداخل عقلي ليقاطعني هو .

"نعم، أنا من كائنات العالم السفلي ..و هايدس -ملك العالم السفلي- هو من صنعني ."

كُنت أشعر بالإرتباك لكوننا رفيقان.. فأنا برغم من كوني كائن خارق للطبيعة فهو لا شئ سوي تركيباً من الألهه.. تركيب من هايدس نفسهُ!

نظرت للأرض قليلاً أحاول الإستيعاب بينما يجلس آليك بجانبي وأسمع أنفاسهُ العاليه بينما يحدق برفيقي الذي يقف أمامنا بعيناه الصفراء اللامعه..

كانت تخطر ببالي أسئله كثيره ولكن لا أستطيع جمعها.. لساني معقود ولا أستطيع حتي النظر إليه، لا أعلم هل هذا خوف أم أنتظرهُ يتحدث ويقول شئ آخر..

"وُجدت حتي أحفظ التوازن في عالم الأحياء و الأموات و حمايتهم ."

لا أعلم إن كان يجب علي أن أشعر بالإمتنان أم بالخوف ولكن فالديمير لا يخيفني .. فقط الغموض ما يحتال عليه، كُنت أشك بغموضه.. لقد كان لا يخاف شئ، لا يتأثر بشئ وتعابير وجهه البارده كانت لا توضح لي شئ.

والآن قد علمتُ أنهُ كائناً من العالم السفلي!

رفعت رأسي بسرعة و أمسكت بيده ليجلس علي الكرسي الذي كان وراؤه أمامي .

"كيف..كيف تكون كذلك؟ أنت حتي رائحتك كانت بشرية!"

"حارس العالمين يمكنه فعل أي شئ، كايتري..إلا التدخل في مصير القدر و ايذاء أحد ." حدق بعيناي و وجه كان قريب من خاصتي، و يداي ظللت ممسكة بخاصته أحدق به .

"أنت.." صوت آليك خرج مهزوزاً .

"..أنت رأيت كل ما حدث بالماضي..أنت تعلم كل شئ!" صاح بسرعة و لكني لم أتحرك..بل ظللت مترقبة كل ما سيقوله

"نعم بالفعل..و يمكنني الإطلاع علي ماضيكم من لمسكم.."

لمسه لنا..

اللمس!

عيناي توسعت عندما أدركت بأن أول لمسني كانت شفتاه علي شفتاي..يسحبني لقبلة!

الدماء تجمعت في وجنتاي و كنت علي وشك ترك يده و إرجاع ظهري إلي الوراء و لكنه سحبني بقوة لأبقي كما أنا .

يده كانت تضغط علي يدي كأنها الشئ الوحيد الذي يريد التمسك به، الكهرباء سارت في جميع أنحاء جسدي عندما سمعت أفكاري ترتبك من لمسته كأنه أول مرة يفعلها..

شعور جديد..و غريب .

تذكرت إبتسامته الجانبية و هدوء أعصابه الغير طبيعي..عندما أخبرني بأنه مجرماً . قهقهت داخلياً عندما سمعت صوته وهو يقولها..

تساؤلات عقلي و هزة قلبي له جعلني أسقط من الحافة إلي محيط من الأسئلة و الذكريات التي حصلت في اليومان الأخيران .

هو كان يعلم بأنه المُقدر لي لكنه ظل صامتاً..لم يردني أن أخاف منه منذ البداية عند علمي بأنه كائن من العالم السفلي .

و لكني ها أنا الآن أنظر إليه و أتأمل كل تفصيله في وجهه جعل قلبي شارداً و عقلي يفكر في كم أبدع هايدس في خلقه..

و ماذا فعلت في حياتي السابقة لكي أستحق شخصاً مثله..؟

لم أعلم أيهما حرارتي أم حرارة الغرفة التي إرتفعت و ظللت أحفظ كل إنش منه عندما قاطع أفكاري تنفس آليك الثقيل .

كأن حجراً ثقيلاً إستقر علي صدره يمنعه من التنفس و لكن كل هذا سمعته من سمع الذئب خاصتي..و عندما نظرت إليه رأيت الإرتباك و التوتر يصرخان من ملامح وجهه .

ما به؟..تسآل عقلي .

"اذا أنت بالطبع رأيت كل ما حصل..أنت تعرف حكاية الأركايترزم كلها!" هذا ما قاله آليك و لكن فالديمير حدق به بوجهٍ خالي من التعابير و هو يومئ ببطئ و يتحدث بنفس السرعة البطيئة بنبرة بها غموض كأنه يريد أن يوصل لآليك رسالة .

"هذا صحيح..بما إني أتطلع علي ماضي الأشخاص من لمسهم يا آليك ." آليك أصبح وجهه باهتاً و أذناه كانت شديدة الإحمرار . "سأخبركم ماذا حصل بضبط ."

إبتلعت ريقي ببطء و تنفست بتوتر..هاهي الحقيقة التي كنت أنتظرها .

كل ما خُبي علي وراء قناع الحب و الحنان..و التزييف .

"ثلاثة شخصيات في تلك الحكاية..جايس، آجنس و كاسيوس ." نبضات قلبي كنت أسمعها ترن في أذني كالطبول و الأبواق العالية عندما بدأ و نطق إسم كاسيوس..

"في البداية، كان جايس و آجنس في علاقة برغم وجود عداوة بين المستذئبين و السحرة..و ظلت مستمرة في السر حتي حملت آجنس من جايس و لكنه أنهي علاقته معها عندما إختار مستقبله عليها هي و الطفل.."

نعم..بالفعل هذا ما قاله كاسيوس!

ظل فالديمير يكمل كلامه عن حياتها و عن أخيها الذي ظل بجانبها لإعتراضه علي قسوة والديها عليها، عيناي أدمعت عندما سمعت ما حصل لها و أذناي لا تستطيع تصديق الذي يقوله..

لقد تبرأت منها عائلتها و تخلت عن كل شئ لأجله حتي ينهي كل شئ معها كأن شيئاً لم يحصل!

أدمعت عيناي و أخفضت رأسي للأرض، و أشعر بالغضة التي في حلقي تزداد كلما أكمل كلامه كأني أنا من عاصرت تلك الأحداث و ليس هي .

كيف أن يكون الشخص بهذه لقسوة؟! هل وضع نفسه مكانها في يومٍ ما؟ هل فكر فيما شعرت به عندما كسر زجاج قلبها بحجارة كلماته و أفعاله؟

"اذاً جايس هو الشرير في تلك الحكاية!" رفعت رأسي له لينظر لعيناي التي بهما الدموع من الصدمة التي تعتريني .

أصابعه توغلت في شعري، جاعلاً لأنامله أن تهدأني قائلاً بصوته الدافئ: "هذه الحكاية ليست عن الخير ولا الشر كايتري..الناس تتغير و أنتي أكثر الشخص يعرف بأن الكتب لا يجب الحكم عليها من بدايتها ." عيناي أضائت عندما شبه ما حصل بحبي للكتب..و بالفعل وجدتني مقتنعة بكلاماته القصيرة التي شعرت بمعناها الكبير .

"و بعد الإجهاض، آجنس قابلت كاسيوس الذي كان قائداً للروج ." عيناي توسعت و أنا أعود بظهري للوراء بسرعة!

"قائداً للروج؟! كاسيوس كان من الروج!؟ صحت به و عيناي تتحرك إليه تارة و إلي آليك تارة بسرعة..نظر -فالديمير- لعيناي بعمق و هو يومئ .

"نعم..لقد كان منهم و قدد قرر أن يجمع جميع الروج الذين كانوا في مناطق مختلفة ليقوم بتجميع جيشاً كبيراً ." عقدت حاجباي بتشوش و الحيرة تسكن جميع أنحاء جسدي .

و لكني لم أحتاج أن أسأله لأن بالفعل لو كانت نظراتي تتحدث لكانت صرخت ب"لماذا؟!"

"لكي يقوم بإمبراطورية عظيمة هو الوحيد الذي يحكمها.." تنفسي إرتبك و قلبي أصبح يدق بقوة .

إمبراطورية؟..ألهذا كان كل شهر أري المجموعة من الجنود يذهبون في رحلات علي اساس أنهم يبحثون علي من يحتاج إلي مأوي..و لكن كل هذا يعتبر جيشاً لإبراطوريته؟

"كان يجمع الروج و كل من طُردوا من مجموعاتهم و يضمهم إليه حتي يكون القوة التي يحتاجها و يهجم بها علي المجموعات لكي يوسع نطاق جيشه و قوته..حتي قابل مجموعة جايس، الذي كان والده لازال يحكمها و تعتبر من أقوي المجموعات ." أحاول أن أستوعب ما يقوله و أتخيله..لكنني كل ما أشعر به هو تصادم بين مشاعري و ذكرياتي .

واحدة تصرخ بأنه شخصاً سيئاً و هو سبب في تفكيك أُسر و أحبة فقط كي يحصل علي هدفه و الأخري تصيح عن الماضي و الصدمة بأن هذا هو نفس الشخص الذي كان يعاملني بحب طول تلك السنوات .

و لكنه ايضاً كاذب..مخادع و حقير!

أخذني و جعلني أعتقد بأنه أحسن شخص يمكنني الوثوق به و بكل كلمة يقولها .

و لكن في الناحية الأخري عقلي يصيح بأن جايس ايضاً ليس أفضل شخص يمكنني أن الجأ إليه..

فكي إهتز بخفة و صدري ضاق..أنزلت رأسي مسندة بمرفقاي علي ركبتاي و أضع يداي التي تحتضن يد فالديمير علي جبهتي مغمضة لعيناي..

"كانت تلك المجموعة هدف كاسيوس التالي و حتي بالتخييم أمام حدودها ليعلمهم بأنه لن يهدأ إلا عند جعل تلك المجموعة ملكه لكي يستسلموا، و في تلك الأوقات قابل آجنس و علم بأنها رفيقته و ما حصل لها من قبل جايس..حتي أصبح قتل جايس و تعذيبه هدفه قبل تفكيك مجموعته.."

أكمل ما حصل بأن فرانسيس صديقة جايس الساحرة أعطته قوة الجليد لتساعده في الإنتصار علي الروج المقتحمين و لكنه لم يكن يعلم بأن من قتلهم كانوا أخ و رفيق حبيبته السابقة..

فتحت عيناي و لم أعد قادرة علي وصف ما أشعر به..كاسيوس قُتل؟!

لا أعلم هل علي الآن الحزن لأجل آجنس أم الصدمة من كاسيوس..

عقلي توقف عن العمل حرفياً و لم أعد قادرة علي تحمل المزيد .

"فالديمير توقف ." تحدثت فجأة ليصمت و يوجه جسده إلي .

يداه الأخري مسحت علي شعري لتسري قشعريرة في جسدي و بأصابعه يلعب بخصلات شعري لكي يهدأني .

"هل أنتِ بخير؟"هززت رأسي و شعرت بالمكان الذي بجانبي يغوص عندما إشتممت رائحة آليك و رأيته يخفض رأسه لكي ينظر إلي وجهي .

"سأجلب لكي بعض المياة و حاولي أن تصفي ذهنك قليلاً، حسناً؟" أومئت و سرعان ما شعرت به يقوم من مكانه ليتجه للطاولة البعيدة التي بها ما يحتاجه و يتركني مع رفيقي في نفس وضعيتنا..

"أنا أتفهم أنه من الصعب عليكي تقبل كل لك الصدمات في آنٍ واحد و لكن هذه هي الحقيقة التي كنتي تبحثين عنها ." دموعي بدأت بالنزول..دمعة وراء الأخري و شهقات خفيفة تخرج مني و أشعر بحرق الدموع لعيناي و إلتفاف ذراع فالديمير حولي ليحتضنني .

ماللعنة التي حصلت في ذلك الحين..لمَ كل شئٍ معقد و مؤلم بتلك الطريقة؟

آليك أتي مرة أخري ليناولني كوب المياة كي أعتدل بجلستي و اشربها بينما هو يربت علي ظهري..

آليك لم يكن مصدوماً مثلي..كأنه بالفعل إستمع لهذا الكلام من قبل .

هو بالتأكيد يعرف كل ذلك و وراؤه سراً مما جعل فالديمير في البداية يتحدث معه بذلك الشكل .

ناولته الكوب مرة أخري بعدما أنهيته و أنا أنظر لعيناه قائلة: "شكراً لك .."

فالديمير نظر لعيناي المنتفختان و هو يضع يده علي ركبتي و يسألني، "هل أنتي أفضل الآن؟" ببطء اومئت إليه و ظللت سارحة بعيناي في لا مكان بينما الإثنان صامتان يحدقون بي .

فالديمير إنخفض قليلاً كي يجعلني أنظر له، "اذا كنتي لا تستطيعين إكمال ما حصل الآن، يمكننا فعل هذا في وقتٍ الآخر.."

هززت رأسي بسرعة و أتحدث بإندفاع، "لا..أريد أن أعلم كل شئ.." تنهد و يومئ لي بتفهم و هو يمسك يدي مرة أخري و يبدأ بإكمال ما حصل .

"فرانسيس في وقت تلك المعركة كانت تعلم سبع ساحرات قد أنقذتهم في يومٍ ما من بعض الصيادين و من يومها كانوا مدينين لها بحياتهم..و عند علمها بأن جايس هو من قتل أخاها و رفيقها..قامت بإستخدام ذلك الدين الذي بينها و بين السحرات و قامت باللعنة التي تسمي 'أركايترزم' "

أركايترزم..لطالما سمعت عن هذا الإسم و لكني لم علم يوماً ما هو و ما حقيقته .

و ها قد جاء الوقت لأعلم .

"اللعنة كانت عبارة عن مرض..مرض علي جميع مجموعة جايس..ذلك المرض كان يقطع رباط الرفيق و يقتل الذئب و يجعلهم يصابون بأمراض سرطانية صعبة في جلدهم و أعضائهم و الجنون في عقولهم حتي يموتون..و لكن البعض منهم من تجعله آجنس يذهب إليها و يصبح من حراسها.." عقدت حاجباي بسرعة .

"ماذا؟ كيف؟!" أمال فالديمير رأسه للجانب الأيمن قائلاً "بالسحر كايتري..بالسحر جعلت بعض منهم يهرب من المجموعة بعدما يُصاب بالجنون و يهجم علي من يقابلهم ثم تجعله يذهب إليها ." هززت رأسي أحاول إستيعاب ما قاله و لكن هناك جزءاً لم أفهمه بعد..

"كيف يهرب من المجموعة و الجنود يكونون منتشرين في كل مكان؟"

"لأن المرض لم يصاب به أعداد قليلة..لأنه في كل عشر سنوات كانت الإصابات متفرقة و كثيرة إلي حدٍ ما..و لكن تأتي في العشر سنوات سنة غير محددة تجعل معظم المجموعة يصابون بالأركايترزم لهذا السيطرة علي الوضع كان صعب و بعض الحالات خرجت من الغابة و رآها البشر مما جعلهم يعتقدون بأنهم كائنات شيطانية و أن تلك الغابة هي مقر الجحيم..لهذا سُميت ب'ديابولي' أي شيطان باللاتينية ."

فمي فُتح قليلاً و أنا أترجم الكلام في عقلي و اومئ له بخفة..

كلما تحدث أكثر زاد تعقيد الكلام .

"لكن ماذا أرادت آجنس من جمع هؤلاء المصابين؟" سرح فالديمير قليلاً قبل أن يجيب قائلاً..

"هي لم تجمع الكثير..فقط سيطرت علي من هم بآخر سنوات بعدما ماتت جميع الساحرات و أصبحت هي الأخيرة فأرادت أن تقابل ايفا لذلك إستعانت بالكائنات و إختطفتها لكي تعطيها رسالة بأن جايس كان لديه سبع رفيقات و أنها هي الأخيرة ." توسعت عيناي بسرعة و أنا اوقفه بسرعة .

"مهلاً مهلاً! سبع ساحرات! هذا ليس ممكنناً بالمرة! مستحيل أن يكون للمستذئب رفيقة ثالثة حتي..هم لا يتحملون ألم فراق الثانية علي أن يحظوا بالثالثة!" اومئ لي فالديمير بتفهم و نظرت لآليك بأعين متوسعة و لكنه ظل ساكناً يستمع فقط لم يقوله..

"أعلم ذلك و لكن دعيني أشرح لك..آجنس عندما وضعت اللعنة، قامت بجعل السنة التي بصاب بها معظم المجموعة تموت فيها ساحرة و في نفس السنة تظهر لجايس رفيقة جديدة كعلامة بأن تلك السنة هي سنة الموت..و لكنه لم يحب أية من هؤلاء الرفيقات بل كرههن و حتي سرعان ما ماتوا بالاركايترزم..حتي أتت الرفيقة الأخيرة و الحقيقية.." نبرة صوته تغيرت جعلني أعقد حاجباي و أميل برأسي لكتفي الأيمن قليلاً..

الرفيقة الأخيرة..

"جايس كان في جميع تلك السنوات يشعر بكل الألم الذي يشعر به معظم المجموعة..عاش ثمانون سنة يحاول أن يُعيد بناء المجموعة من جديد و فجأة يري أن كل ما فعله يُهدم في أقل من إحدي عشرة شهراً..يشاهد كل من حوله و هم يتعذبون و يخسرهم و ليس في عقله شيئاً سوي فكرة واحدة..بأنه كان السبب في كل هذا و موت كل من يحبهم و أولهم والده، يكفي أن بعد كل هذا العذاب النفسي جعلت جسده غير قابلاً للموت..منعته حتي من الإنتحار و الذي كان طوق النجاة الوحيد بالنسبة له.."

كل هؤلاء العائلات..و كل الرفقاء الذي فُرقوا..كل الأطفال الذي خسروا آبائهم و أمهاتهم..كل هؤلاء الأشخاص ماتوا بسبب مرض لعين لا يستحقوا حتي أن يشعروا بذرة من ألمه..

لا أعلم هل علي أن اقف بصف جايس أم آجنس أو حكم علي من هو المخطئ..و لكن هذا فظيع..كل هذا الموت الألم لا يحتملوا..

في الروايات التي أقرأها دائماً أشعر بأن الشخصية عندما تُعذب نفسياً أو جسدياً لمدة أشهر أو حتي أن يستمر هذا العذاب لأكثر من خمس سنوات فهذا يكون غير مُحتمل .

و لكن جايس حرفياً عُذب ثمانون سنة..يشعر بكل ألم المصابين و يري الأمهات تبكي علي أبنائها و الرفقاء ينتحبون علي بعضهم..

الآن فهمت لمَ فالديمير أخبرني بألا أحكم عليه في بداية الحكاية .

"و بعد كل هذا العذاب..تأتي السنة الأخيرة و المختلفة عن الجميع..فكما تظهر العلامة التي هي الرفيقة..فهي ظهرت فجأة..و كان اسمها ايفا ." فالديمير فجأة سرح و النظرة التي في عيناه لم تكن تدل علي أية فرح..بل حزن .

قلبي فجأة شعر بالإنقباض و لكن هذا لم يكن مني بل منه هو!

مالذي حصل لها كي يجعل فالديمير يتصرف بتلك الطريقة؟

ظللت أحدق به منتظرة أن يتحدث و لكن فوجئت به يضم يدي بيداه الإثنان و سمعت آليك يتنهد قائلاً بنبرة جافة و يائسة:

"فقط أخبرها مالذي حصل..عليها أن تعلم ." ظل فالديمير ينظر ليدانا ثم رفع رأسه لينظر لعيناي التي تعكسان الحيرة التي أصابتني من تصرفاتهم..

"مالذي حصل لايفا يا فالديمير؟"عيناه أصبحت خالية ثم أخذ نفساً عميقاً مرة أخري ليكمل..

"في الطبيعي كان من المفترض أن يكره جايس رفيقاته السابقات و لكن في تلك المرة كانت العكس..لأنها الحقيقية لذلك فقد أحبها ." عيناي أضائت عندما وجدت شيئاً ايجابياً فيما حصل و لكن نظرة فالديمير لم تتغير .

"و لكن في اللعنة، آجنس جعلت ايفا تكره جايس و تبتعد عنه كلما فات الوقت علي عدم وضع علامته عليها.." سقطت ملامحي و شعرت بقلبي ينقبض .

جعلت رفيقته تكرهه!

"السنة الأخيرة لم تكن المجموعة هي من تصاب بالأركايترزم..بل جايس هو من يفعل و في المقابل يشعر بألم معظم المجموعة في آن واحد...لذلك اذا وضع علامته علي الرفيقة ففي ذلك الوقت هي من ستأخذ المرض و لكنه سيشعر بالألم هو الآخر و في نفس الوقت ستموت آجنس و لكن اذا لم يفعل فسينتظر حتي موتها..و في ذلك الحين سيكون ميتاً وحيداً و مكروهاً من رفيقته ."

فجأة تخيلت ووضعت نفسي مكانه..وفي تلك اللحظة شعرت بالضيق و كأني أريد البكاء .

شخص مثل هذا يحتاج إلي الإحتواء..بالطبع هو ظلم آجنس في البداية و أنا لست في صفه ابداً في ذلك الأمر و لكن..ثمانون سنة من العذاب ليست بالشئ القليل!

تخيل الأمر مهلك للأعصاب..ما بالك اذا عشت بداخل تلك الأحداث فعلاً..

تشعر برباطك بين رفيقك ينفك..و ذئبك يموت و جميع تلك الأمراض النفسية و الجسدية التي لا تؤدي سوي للموت..و كل من يتعذبون من ذلك المرض..شخصاً واحداً فقط يشعر بآلامهم كلهم في آنٍ واحد .

و في اللحظة التي يشعر بأن رفيقته ستكون نجاته و هي من ستخرجه من كل هذا العذاب..تكرهه .

هذه ليست لعنة أو إنتقام..بل هذا الجحيم بعينه!

"كم مضي من الوقت عندما تبرأت عائلة آجنس منها و أصبحت مشردة؟" سألته لينظر إلي أركان الغرفة ثم يعيد نظره إلي .

"تبرأوا منها عندما علموا بأنها حامل من مستذئب و كانت في نصف الشهر الأول و كانت في ذلك الحين فاتت علي علاقتهم سبعة أشهر..و ظلت مشردة مع أخاها أربعة أشهر ." اومئت ببطء لما يقوله ليتحدث آليك فجأة .

"و لكن جايس كان دائماً متردداً في كل ما يحصل..و آجنس كانت تطمئنه و تقنعه.." إلتففت له و عقدت حاجباي بتشوش ثم نظرت لفالديمير .

"هل هذا صحيح؟" أخذ نفساً عميقاً قبل أن يومئ وهو مغمضاً لعيناه .

"هو كان في بعض الأحيان يخبرها بأنه سيحاول و لكنه يذكرها في الحين الآخر بأنه هناك إحتمال كبير بأن كل شئ سيفشل..حتي أتت تلك الفترة عندما علمت بأنها حاملاً منه و إنقطعت عن مقابلته لأن عائلتها بدأت تشك بخروجها الدائم و بعد إنكشافها و طرد أباها لها من البيت، قابلته و أخبرته عن كل شئ..كان يحاول أن يهدئها و يشعرها بأنه يقف بجانبها و لكنه في نفس الوقت لم يرد للأمور أن تأخذ مجراها بذلك الشكل ."

شعرت بالحزن لأجلها و لكن في نفس الوقت قلبي كان يحرقني لما حصل لجايس..

و لكن..ماذا عن ايفا؟

"ماذا عن الرفيقة الحقيقية؟"

"كانت العدوانية و العصبية تسيطر عليها، في البداية كانت تكتشف عالم المستذئبين بعدما علمت أنها واحدة منهم..ثم قواها التي ظهرت بعد تحولها و كانت تحاول تقبل ما يحصل عن طريق القراءة و فهم ذلك العالم الجديد و لكن ماضي جايس ظل يركض ورائها و هو لم يعلم كيف عليه إخبارها ما حصل له لأنه كان يعلم بأن تلك اللعنة ستجعلها تكرهه أكثر و لكنها في النهاية علمت..و أصبحت حاملاً منه ." ملامحي أضائت من المفاجئة و تحدثت بتعثم قليلاً .

"هل هذا يعني بأنها تقبلت أنه جعل إمرأة أخري تحمل منه و حطم لها كل حياتها؟" فالديمير عقد حاجباه لسؤالي المستنكر و لكن آليك تحدث فجأة .

"عليكي فهم بأن جايس كان محارباً قبل أن يكون ألفا..و هذا يعني بأنه حتي لو كان يعلم بأن كاسيوس أو أخاها عائلتها الآن سيظل عند قراره و سيقتلهم لأنهم و بكل بساطة اعداء و يريدون تفكيك مجموعته، ايضاً عليكي وضع في حساباتك بأنها ايضاً كان بإمكانها رفض كل ما حصل و لأنها ساحرة فكان بإمكانها إبعاد جايس عنها اذا أرغمها علي أي شئ ."

نظر لفالديمير و اومئ لي لأتأمل يدانا و أعود بوضعيتي مسندة مرفقاي علي ركبتاي و أعتصر عيناي كما يُعتصر قلبي من الضيق الآن..

عاقبته علي شيئاً نصفه كان خطأها!

"و ماذا حصل لايفا بعد ذلك؟" قلت بنفاذ صبر عندما شعرت بفالديمير يسحب يده اليمني من يداي و يضعها في شعري .

"كانت تراودها الكوابيس عن آجنس و كاسيوس و أنها الأخيرة و من حان عليها الدور..حتي إتفقا جايس و صديقته الساحرة فرانسيس علي إنهم سيجعلون ايفا تعيش في منزل فرانسيس المحصن بالسحر لفترة حتي تلد ليضمنوا سلامتها و لكن عندما ذهبوا إلي هناك..وجدوا آجنس تنتظرهم ." رفعت جسدي بسرعة و نظرت له بأعين منفتحة علي مصرعيها .

"ماذا فعلت!"

إعتصر فالديمير عيناه و تنفس بثقل و هو يشد قبضته علي يدي كأنه يتذكر ما حصل بضبط و أشعر بغضة حلقه..قائلاً قبل أن يزفر بقوة..

"كانت علي وشك قتلي و قتلك ."

___________________________________________________________________
© Nerve ,
книга «Apocalypse | نهاية العالم».
Коментарі