Prologue
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 11
ألن تأتي؟

ألن تقترب؟

نحن ننتظرك..

فقط تعالي إلينا..

و نحن سنكرم ضيافتك .

_____________________

تنفسه ثقيل..قدماه ليستا ثابتتان .

كان يضع بعض المحارم التي وجدها في حقيبتها علي جرحه العميق التي تسببت فيه .

كان عليهم التحرك بسرعة خوفاً من أن يجدهم كاسيوس .

فالكايتري كان يحملها آليك علي ظهره، و فالديمير يمشي بجانبه و دماءه تتساقط .

كان من بين الحين و الآخر يجلسوا علي الأرض يستريحوا بينما فالكايتري لازالت فاقدة الوعي .

كانت الشمس ينقصها ساعة حتي تغرب و كان يجب عليهم العثور علي أي مكان لمبيت فيه خاصتاً في حالتهم تلك .

فقط أصوات كسر أوراق الشجر تحت قدمهم ما يملأ المكان حتي تحدث آليك .

"لا تحاول حتي أن تمثل بأنك تتألم.." توقف فالديمير ثم نظر رمقه بأعين مستنكرة ليكمل آليك كلامه..

"أنا أعلم بأنك تخفي شيئاً ."

أعطاه فالديمير إبتسامة جانبية ثم تحدث و هو يستند علي شجرة بيد و اليد الأخري علي جرحه، "أنت تعلم شيئاً، اذا إبقيه لنفسك، أنا لست مهتماً ."

عقد آليك حاجباه و فالديمير بدأ يتحرك مجدداً تحت نظرات الآخر حتي صاح:

"فالكايتري ستبتعد عنك عندما سأخبرها حقيقتك!" إلتفت فالديمير بملل و زفر بنفاذ صبر .

"إذاً أخبرها..لن أمنعك ."

"ألست خائفاً؟" رفع آليك حاجبه بإستنكار .

"لا، لست كذلك، ايضاً أخبرها بأن حقيقتي هي ما تحتاج إليه أكثر من أي شئ ."

زفر آليك بغضب و هو يراه يذهب مرة أخري في طريقه، كان يمسك ركبتا فالكايتري من الخلف ثم قام برفع كعبه من الأرض بخفه ليرفعها علي ظهره ويعدل وضعيتها .

و لكن من الحركة، إستعادت فالكايتري وعيها قليلاً لتنظر لوجه آليك الذي إلتفت برأسه لها قليلاً .

"مالذي حصل..؟" تحدثت بصوتٍ متعب و هي تنظر حولها .

"لا تهتمي، فقط إستريحي.." أسنندت رأسها علي كتفه محتضنة كتفه أكثر بينما هو أكمل مشيه حتي وصل لفالديمير الذي إبتعد عنهم قليلاً .

"كم عُمرك؟" سأل آليك فالديمير ليرد علي بدون أن ينظر له .

"أربعة و عشرون ." عقدت فالكايتري حاجبيها بتفاجؤ .

"أنت أكبر مني بخمس سنوات؟" إبتسم فالديمير قليلاً و هو يتنسد علي الشجر الذي يقابله .

فالكايتري لم تكن تركز في حالته عندما إستيقظت..لكنها بعد أن نظرت له، أدركت بأنه الآن يتألم بسببها .

رائحة دماؤه جعلتها نادمة و لكنها لا تعلم مالذي حصل لها فجأة .

كانت علي وشك التحدث و لكنه سبقها .

"و أنت آليك..كم عمرك؟" صمت آليك قليلاً قبل أن يرد بصوت منخفض .

"ثمانية عشر ." إلتفت له فالكايتري برأسها بسرعة و عيناها متوسعتان .

"لم أكن أعلم ذلك!" صوت ضحك فالديمير كان عالياً قليلاً .

"أنت تحاول إظهار أنك قوي  و أنت بالأصل أصغر مني بست سنوات ."

"أنا بالفعل أقوي منك ." إنتهت ضحكة فالديمير علي إظهار إبتسامته الجانبية و هو يقول بكل غموض، "سنري بشأن هذا.."

عقد آليك حاجباه بإنزعاج من رده، "ألست تنزف؟ لمَ لم تفقد وعيك أو تشعر بالهبوط إلي الآن؟" 

بالرغم من قلق فالكايتري و لكنه جذب إنتباهها ما قاله حتي شعرت بأنه غير منطقياً بأنه حتي لم يشعر بقليل من الدوار .

هذا غير تلك الجملة التي قالها.."سنري بشأن هذا.." حتي نبرة صوته كانت غريبة و غامضة .

الأسرار التي يخبإها أصبحت أكبر..

لم يرد فالديمير علي سؤال آليك و ظلوا الثلاثة يتقدمون بخطواتهم حتي توقفوا فجأة عندما إشتم آليك و فالكايتري رائحة غريبة .

نزلت هي عن ظهر آليك و تشعر بذئبتها تخبرها بأنه هناك أشخاصاً هنا .

"كإنها رائحة..فحم أو شئٍ يحترق ." وافقته فالكايتري الرد، و لازال فالديمير يقف و ينظر لهم بدون علامات علي وجهه .

فجأة سمعوا أصوات أقدام و كان من الواضح بأنهم أكثر من واحد ليتخذ آليك و فالكايتري وضعية الإستعداد لأي هجوم .

لكن الغريب بأن ذئابهم لم تشعر بالخوف أو بالخطر!

فجأة علا صوت النسر الذي كان يحلق في السماء و يطير في دائرة فوق البقعة التي يقفون بها .

"ما بال هذا النسر الآن؟ يتبعنا منذ أيام.." نظر آليك للسماء و لكن سرعان ما توسعت عيناه عندما بدأ ذلك النسر بالهبوط و أصوات الأقدام بدأت تعلو أكثر .

"فالديمير إحترس!" شهقت فالكايتري عندما إقترب هذا النسر منه و لكن شعور الصدمة ملأهم عندما مد فالديمير يده المليئة بدماؤه أمامه..

ليهبط عليها النسر و يقف..

"مالذي-.."

لم يستوعبوا مالذي حصل للتو قبل أن يسمعوا الخطوات تقترب كثيراً..

و من بين الأشجار و أوراقها..ظهروا ستة أشخاص بشرتهم تتراوح بين القمحي و درجات السمار ليتبين بأنهم هم أصحاب تلك الرائحة .

نظروا لهم بينما أجسادهم كانت مجمدة ولا يستطيعون التحرك، لا يعلمون هل عليهم الخوف و الحذر كما حصل مع مصاصين الدماء أم الهروب .

كان من الواضح بأنهم جنوداً نظراً إلي ملابسهم الرسمية و التي معظمها أسود و بها بعض التزيينات بلون الذهب .

ظلوا يتمعنون بهم النظر حتي وقعت أعينهم علي فالديمير و النسر الذي بيده..و لكن الذي صدم آليك و فالكايتري أكثر..

بأنهم جميعاً إنحنوا لفالديمير!

"ما اللعنة التي تحصل هنا؟!" صاح آليك و هو يضع ذراعه أمام فالكايتري و نظراته لفالديمير ليست مصدقة مالذي يحصل الآن .

"إتبعونا من فضلكم ." تحدث إحدي الجنود عندما وقفوا من مكانهم ليلتفتوا ويتحركوا .

فالكايتري نظرتها تغيرت ناحية فالديمير..كانت متمسكة بذراع آليك و تنظر له بينما لازال يعطيهم ظهره و يرفع ذراعه كي يطير النسر من علي يده مرة أخري .

كان بالفعل بدأ يتبعهم ببطء و لكنهم توقفوا من صوت فالكايتري .

"لم علينا أن نتبعكم؟" ذهنها لم يجعلها تفارق التفكير في كل المواقف الغير طبيعية الناتجة منه بينما عيناها لا تسقط من عليه .

تريده أن يقول أي شئ..أي كلمة و لكنه كان صامتاً .

"عليكم أن تتبعونا بهدوء و ستعلمون كل شئ ." كان صوت ذلك الجندي هادئاً و لكن أعصابهم لم تكن كذلك .

"كيف يمكننا الوثوق بكم و نحن لا نعلم اذا كان هذا فخاً أو حتي ما هي طبيعتكم حتي!" نظر الجندي لفالديمير الذي إلتفت و ينظر لآليك بضيق .

"فقط إفعل ما قالوا بصمت!" عقد آليك حاجباه بينما تنظر له فالكايتري بعدم فهم .

"مالذي حصل لك..؟" سألته فالكايتري بعدم تصديق التغير الذي ظهر عليه فجأة..و لكنه لم يفعل شيئاً سوي بأنه إلتفت و ذهب من بين الستة رجال بينهما هم يقفون منتظرين منهم بأن يتبعوهم حتي إستسلموا .

"هل ستذهبي؟" سأل آليك فالكايتري لترد عليه بنفس ضيق و منزعج .

"علي أن أعلم ما هي حقيقته.." تحركوا حتي أصبح فالديميا يقف بالمقدمة و وراؤه الستة جنود و بعدهم آليك و فالكايتري الذي يتمسكوا بيد بعضهم بقوة من القلق .

_______________________

ظللنا نمشي و نتقدم حتي وصلنا لسوراً كبيراً..من النظر إليه تشعر بكم هو متين و عريق .

كان يصل لإرتفاع ثلاثين متراً من طوب رمادي اللون .

"إفتحوا البوابات!" صاح أحد الجنود عندما وجدنا البوابة الكبيرة تفتح حتي مصرعيها . تمسك آليك بيدي أكثر و نحن نشاهدها تُفتح لنا و كأن السور كان حاجزاً بيننا و بين نور الشمس الهادئ الخاص بالغروب..

الحراس الذين كانوا أمامنا إلتفتوا لنا ثم أفسحوا لنا مجالاً بيننهم لكي نعبر و نقف وراء فالديمير الثابت في مكانه أمام البوابة المفتوحة..

و الذي كان يحدق بالمنظر الذي بالداخل .

عيناي توسعت عندما رأينا تلك الجماعات..لا بل شعباً كبيراً منقسم لمجموعتين و بينهم ممراً فارغاً طويلاً يؤدي بوابة أصغر من التي نقف عندها..

و التي أيضاً تفصلها عن الأرض التي بها القصر الكبير و الطويل!

الأرض كانت واسعة و من الرخام و البيوت كانت هنا و هناك!

و جميع الناس!

المجموعتين كانتا تقفا مواجهين بعضهم البعض و رأسهم منحني..

الجميع..كبيراً أو صغيراً .

رجلاً أو إمرأة .

منحنين برءوسهم .

عيناي وقعت علي فالديمير الذي لازال يعطيني ظهره و لم تأخذ منه ثانيتين ليبدأ بالتحرك من بين هذا الممر .

و بدون شعور منا، بدأنا أنا و آليك بالمشي وراؤه و نحن ننظر حولنا .

الحراس كانوا ورائناً و لا ينظر لأعيننا، بل لازالوا يبقون أعينهم في الأرض .

تذكرت ذلك المشهد عندما كنا في مملكة مصاصين الدماء..

جميعهم هربوا منه -فالديمير- و كانوا يتراجعون بينما هو يتقدم بدون أي مشكلة .

جسدي لم يكن يتحرك بسهولة بل كانت عضلاته مشدودة و أنفاسي آخذها بصعوبة .

نظرت بجانبي لتقع عيني علي طفلاً في السابعة من عمره يقف بجانب والدته و يحاول رفع وجهه لينظر لي..و لكن تقوم الوالدة بدفع رأسه لينحني مرة أخري .

لازلنا نتقدم و أشعر بأطرافي تبرد من عدم فهمي لأي شئ .

لم نحن هنا؟!

و ما هذا المكان بالأصل؟!

حاولت النظر حولي لأي علامة و لكن لا شئ!

لساني كان معقوداً و لم أستطع سأل فالديمير الذي لازال يتقدم حتي وصلنا للبوابة الأصغر التي أدخلتنا لأرض القصر .

و عندها كان يقف رجلاً و إمرأة عند البوابة و الحراس منتشرين في أماكنً منظمة حولهم .

الملك و الملكة..

توقف فالديمير عن التقدم لنتوقف نحن أيضاً و مسحت بنظري للمكان حولي لتتوسع عيناي و قلبي يدق بسرعة لكي أنظر لآليك كانت نفس تعابير الصدمة علي وجهه .

أتي إلينا الملك و الملكة لينحنوا قليلاً أمامنا..

و عندها حيّانا الملك و علي وجهه إبتسامة كبيرة..

جسدي إرتعش قليلاً و عقلي لم يعد يستوعب المكان الذي نحن فيه عندما رأيت التماثيل التي حولنا و بالأخص ذلك التمثال الموجود فوق باب القصر الكبير..

لقد كان خاص بال..

"مرحباً بكم في مملكة التنانين!"

من الصدمة قدماي عادت خطوة للخلف و وضعت يدي علي فمي و أنا أنظر لآليك الذي يشعر تماماً بما أشعر به .

"مالذي نفعله هنا؟!" تمتمت بصوت مسموع ليلتفت لي فالديمير أخيراً مع إبتسامته الجانبية .

"لنحضر الحفلة ."

_______________________

أفكاري كانت مبعثرة .

عقلي لم يعد يستوعب أي شئ .

جميع أنواع الأسئلة تدور في عقلي كدوراني حول الغرفة التي أعطوها لي في القصر، نفس الشئ ايضاً مع فالديمير و آليك .

و لكن لم؟!

و لماذا نبيت هنا؟!

و ما هو موضوع تلك الحفلة الغريبة؟!

و كيف ملك التنانين يعرف رفيقي؟!

لم الجميع إنحني لرفيقي؟!

"اللعنة علي هذا.." زفرت و أنا أشد جذور شعري بيداي بعدما أصبح عقلي عبارة عن فوضي عارمة لم أعد أستطيع تحملها .

"آليك!" ناديته بالإتصال العقلي ليرد علي الفور .

"نعم!"

"أتعلم أين هي غرفة فالديمير؟!"

"نعم، أفعل!"

"اذاً هيا بنا لنذهب إليها ."

سحبت المعطف خاصتي لأخرج سريعاً و أحاول أن أجد طريقي للجناح الغربي الذي يقطنون به .

ظللت أمشي عكس الطريق الذي ذهبت إليه مع الخادمة التي دلتني علي غرفتي، حتي أصبحت أستطيع تحديد رائحة آليك علي مقربة مني إلي أن قابلته أخيراً في الردهة .

"هيا بنا ." أومئت له ليمسك بيدي و يلتفت و يركض بينما أنا وراؤه .

قابلنا بعض الوصيفات و الخادمات في الطريق لنتجاهلهن و نكمل طريقنا إلي أن أصبحت رائحته قوية في المكان و توقفنا أمام الباب..

تنهدنا و نحن ننظر لبعضنا ليرفع آليك يده لكي يطرق الباب و لكن صوت فالديمير سبقه .

"إدخلوا ."

عقدنا حاجبينا قبل أن يمسك آليك بالمقبض و يقوم بإدراته .

و عندما دخلنا كان فالديمير يقف أمام المرآة الكبيرة و يلتفت لينظر لنا عند الباب .

"فالديمير، عليك الآن إخبارنا بكل شئ ." قال آليك الذي يرمقه بحدة ليرفع فالديمير حاجبه و هو ينظر للأسفل حيث يدانا المتمسكتان و التي لم ألاحظ بأننا لازلنا متمسكين بقبضتينا .

"عليك أنت أن تترك يد زوجتي أولاً ." نظرنا لأيدينا لنفصلهم سريعاً و نكبر المساحة قليلاً التي بيننا لنعود بالنظر إليه، قام بالإشارة إلينا لندخل..

جلست علي طرف السرير بينما آليك في الكرسي الذي بجانبي و فالديمير يقف أمامنا و لم أفهم مالذي تحمله عيناه من معاني عندما كان ينظر لنا نحن الإثنان و خاصتاً لي .

"فالديمير.." تحدث آليك و لكني قاطعته عندما قمت بتواصل بصري معه..

"ماذا تكون؟" وجهه لم يحمل أي علامات مفهومة..أو حتي أي شئ..

كان ساكناً..

"أخبرني فالديمير ماذا تكون؟" وجهه ظل ثابتاً بدون تعابير و هو يضع عيناه في عيناي..

"لن تصدقي.." عقدت حاجباي و أنا أقف بدوري و علامات عدم الفهم تملأ وجهي .

"لن أصدق؟" رفعت حاجباي .

لقد رأيت منه مالا يُصدق و هو الآن يرفض إخباري بحقيقته!

"فالديمير، أنت تقبلتني عندما أخبرتك بحقيقتي.." في وسط كلامي سمعت كلام آليك .

"أخبرنا عن سر عيناك، فالديمير.." نظرت لآليك بتشوش ثم أعدت نظري له .

"ماذا..؟" ظللنا صامتين منتظرين رده بينما هو مغمضاً لعيناه و وجهه منحني للأرض..

التشوش و الصمت كانوا يملأوا الأجواء..

كل ما يفعله عقلي هو التفكير في كل الأشياء التي يُمكن أن يكون عليها..

و ما مدي سوء هذه الاشياء..

و لكنه قاطع افكارنا برفع رأسه لنا و هو يزفر ببطء و يبدأ بفتح عيناه..

عيناه الصفراء!

"أنا حارس العالمين ."

______________________________________
© Nerve ,
книга «Apocalypse | نهاية العالم».
Коментарі