Prologue
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 3
عند الساعة العاشرة مساءاً، قمت بالذهاب إلي منزلها بسرعة .

يجب عليها معرفة هذا! لن أصمت و أظل أشاهدها و هي حياتها كلها عبارة عن كذبة .

طرقت باب المنزل و فتح لي والدها..الكاذب .

"مرحباً ايها القائد! -كاسيوس-" حاولت أن أظل لطيفاً و أضع إبتسامة مقبولة علي وجهي لكنه نظر لي بنوع من الإشمئزاز كما يفعل دائماً .

و الجميع يقول أنه لطيف..كذب .

"آليك.." لاحظت أنه و بكل وقاحة تجاهل تحيتي له و ظل ينظر لي بنفاذ صبر. نظفت حلقي و سألته .

"هل فالكايتري موجودة؟" رد علي بسرعة بنفس الطريقة و نفس النظرة -إشمئزاز و نفاذ صبر- .

"لماذا تريدها؟" أنا علي بُعد شعرة من إقتلاع رأسه من مكانها .

قبل أن أُجيب،سمعت صوتها يرن في مسامعي .

"آليك؟..لمَ جئت؟" أنا و كاسيوس الذي إلتفت، وقعت أعيننا عليها لأراها تنظر لي .

"لقد جئت لأخبرك شيئاً ." بدون أن يلاحظ كاسيوس، قمت بفتح عيني بشكل أكبر للحظة حتي تفهم مالذي أريد أن أحدثها فيه .

تغيرت معالم وجهها لينظر لي كاسيوس و هنا كنت أمثل البراءة .

"حسناً، لمَ لازلت تقف علي الباب؟ تفضل بالدخول!" نظرت له رافعاً حاجبي بنصر كإني أُخبره أنا فزت و نظراته كانت تشتعل من الضب .

كنت أشعر بعيناه تخترقني و هو يزال يقف عند عتبة الباب كالشجرة لا يتحرك و أنا من المفترض أن أعبر من تلك المساحة..

كنت أريد قول لفظاً و لكني أستحي .

ذهبت الي فالكايتري التي امسكت بذراعي و سحبتني الي غرفتها تحت نظرات كاسيوس .

"كان يمكنك أن تقوم بتواصل عقلي!" صاحت بهمس بمجرد أن دخلنا الغرفة لكني أجبت:

"لا، كان علي أن أقابلك ." 

"و ما هو هذا الشئ المثير للأهمية الي جعلك تأتي الي هنا؟" 

قمت بتواصل عقلي معها .

"إن القائد يمكنه أن يسمعنا لذا دعينا نتحدث بعقولنا لكن نقول أشياء بأفواهنا حتي لا يشك في الأمر ." اومئت لي بفهم ثم ذهبت لإمساك بكتابٍ علي المكتب ثم عادت للجلوس بجانبي .

"أقرأت ذلك الكتاب؟" 

"كاسيوس ليس والدك الحقيقي ." قلت .

علامات وجهها تغيرت و البهجة ذهبت و بقت معالم الضيق .

"أعلم ." قالت .

"لا لم أقرأه، ما  تصنيفه؟" جعلت صوتي و كأنه فضولي و أنا أنظر للكتاب ثم أعود بالنظر لعيناها .

"و مالذي ستفعلينه الآن؟ عليكي فعل شيئاً!" قلت بإندفاع .

"الغموض ." قالت بشرود و هي تنظر للكتاب و تمرر أصابعها عليه .

"سأهرب غداً في المدينة ." قالت .

"سأذهب غداً لشراء الجزء الثاني منه ." أومئت لها .

"أيمكنني إصطحابك؟"

"سآتي معكِ!" قلت .

"حسناً ."

"لا ."

"يجب ألا أتركك!" قلت  .

نظرت لها بأعين متوسعة لتفهم و لكنها ذهبت الي المكتب لتستند عليه و ترد بنفس الهدوء .

"علي خوض تلك مغامرة وحدي . قالت .

"هل تعلمين أين هو متجر الكتب بضبط؟" سألتها .

"أين هي وجهتك بالتحديد؟" قلت .

"نعم، أعلم ."

"سأذهب إلي الألفا جايس ."

صمتت و نظرت لها بغرابة .

"لمَ هو بالتحديد؟" قلت .

"لأنه والدي الحقيقي ."

أومئت لها و نظرت للأرض .

ظللنا علي نفس حالنا الصمت بعضٍ من الوقت ثم وقفت من مكاني  .

"أراكي غداً، اذاً ."

"تصبح علي خير، آليك ."

"و لكِ ايضاً، فالكايتري ." فتحت باب الغرفة و نزلت من الدرج لآخذ طريقي إلي الباب الرئيسي و لكن لمحت كاسيوس يقف عند المطبخ الذي هو عن القرب من الدرج كما توقعت .

هو كان يستمع لنا .

"إلي اللقاء أيها القائد ." نظر لي بطرف عينه و أشار لي بيده أن أذهب و تركني .

القائد لطيف كما يقولون في المجموعة؟

فليضعوا تلك اللطافة في مؤخراتهم .

_______________________

في اليوم التالي، إستيقظت و ظللت أنظر لأسقف غرفتي .

و ظللت أفكر..هل سأخرج بشئ بعد المغامرة التي أنا علي وشك القيام بها ؟

نظرت لغرفتي و للنافذة المطلة علي المجموعة .

هل يستحق كل هذا العناء؟

أن أترك كل شئ أحبه هنا و أذهب؟ 

تذكرت هارييت و جين آن..

سأشتاق لهم..سأشتاق لكل شئ .

و لكني أفضل الحقيقة المؤلمة علي أن أعيش في سعادة مزيفة .

نظرت لحقيبتي التي سأحتاج فيها لكل ما يلزمني .

لم أقم بجمع كل ما أريده حتي لا تزيد -الحقيبة- عن حجمها كثيراً و يُشك في أمري .

و لكني شعرت بحمل علي صدري و قلبي يرتجف كلما فكرت في الأمر كثيراً .

خوفي يتملكني و لكني أقف هكذا .

يجب علي أن أفعلها..

هذا حقي في الحياة .

هذا حقي الذي أخذه مني من ظللت كل تلك السنوات أعتقد بأنه أبي .

يا تري كيف هي حياة جايس..او أبي بعد كل تلك السنوات؟

هل يتذكرني؟ أم أصبح يعتقد أني متت؟

هذا ما يجب علي معرفته .

أخذت نفساً عميقاً و شعرت بذئبتي تطمئنني و أنا بالفعل أستطيع الشعور بخوفها .

لن نستسلم..سنواجه كل شئ لأصل له .

سأصل لك، يا أبي .

لأنه لم يعد لي مكان هنا .

إنتهيت من إرتدائي لملابسي و من كل شئ و خرجت من الغرفة بدون حقيبتي .

اليوم لن يكون هناك تدريبات، فقط نجلس مع أصدقائنا و نقوم بتناول الفطور ثم نقضي باقي وقت حتي غروب الشمس في إنتظار الإذن لأخذ العربات و الذهاب الي المدينة .

خرجت من المنزل لأري جين-آن و تقوم بإصطحابي للقاعة .

ظللنا طول اليوم نتحدث عما سنفعله هناك، بالطبع كل ما قلته لها كان كذباً .

كل كذبة كان ورائها عقلي يقول 'سامحيني جين-آن'، و أشعر بأني أريد البكاء من حقيقة أن هذا آخر يوم سأراها به .

ظللت أتأملها و أتأمل كل شئ فالمحيط لأحفظه لآخر مرة بعقلي، عيناي تنظر لكل شئ حتي وقعت علي آليك .

كان ينظر لي اليوم كله و لكني كل الرسائل التي تبعثها نظراتي كانت 'سامحني آليك .'

سامحيني جين آن..

سامحيني هارييت .

سامحوني جميعاً .

"هيا فالكايتري! إنه وقت الذهاب!" من تحت نظراتي لآليك، سحبتني جين-آن الي السيارة لأجلس بها بجانبها و أنظر للنافذة و أنا أمسك حقيبتي .

و هنا رأيت كاسيوس .

يحدق بي .

و لكني ببراءة لوحت له بيدي و إبتسمت ليقوم بفعل المثل لتنطلق بنا السيارة و يرتجف قلبي معها .

الجميع هنا كان يغني و يمرح وضحكاتهم تملأ المكان .

تنهدت وتمسكت بحقيبتي و نظرت لخارج النافذة .

أنا حقاً سأشتاق لكل هذا .

____________________

"هيا فالكايتري، لا تكوني سخيفة! أنتِ شاردة طوال اليوم ." أمسكت جين-آن بيدي للذهاب الي الملهي الذي يمرح به الجميع .

"لا أريد الدخول، جيني ." تذمرت و لكنها سحبتني .

"أنتِ تعديتي الثمانية العشر..يعني لكي الحق لتدخلي و تمرحي و تفعلي ما تشائين ." سحبتني أكثر حتي إستسلمت لها و دخلنا .

تلك ستكون آخر مرة سأمرح معها، صحيح؟

دخلنا و صدمتني رائحة الكحول التي كانت تفوح من كل كوبٍ في كل بقعة وقعت عيناي عليها .

أغاني مرتفعة الصوت..

أجساد تتمايل علي بعضها..

أخذنا طريقنا الي الساقي و جلسنا ليقدم لنا الكحول .

نظرت حولي من مقعدي الذي أجلس به..كل شئ كان صاخب..حتي من كانوا يجلسون، كنت تري الحماس و المتعة في كل مرة دفعوا الخمر الي حلقهم كمن كان في سجن و الخمور هي سبيل حريته .

"نخبك!" رفعت جين كأسها لي و هي تصيح لأضرب كأسي معها و أشرب المشروب علي دفعة واحدة .

الحرق الذي شعرت به في حلقي جعلني أسترخي و أهدأ من كل الأفكار المتزاحمة في رأسي..و لكنه أكثر الحماس الذي بدخلي و أنا أنظر للدفعات الملونة أمامي .

دفعة أخري..علي الثانية..الثالثة .

أصبحت أشعر و أني فالجنة .

و لكنها جنة محرمة .

حرم علينا لمس أي شئ منها و لكننا لازلنا نشرب منها .

لازالت الثمالة بقي عليها وقتٍ طويل حتي أشعر بها..و لكني أشعر بأني أهدأ .

و أحسن..

و أستطيع التفكير بترتيب الآن .

و لكن ذئبتي ليست كذلك .

ذئبتي كانت عكسي تماماً .

لم تكن مسترخية بل كانت مع كل دفعة، تزيد تقلباتها أكثر..

هناك شيئاً ما خاطئ..

حاولت التواصل معها لكنها لا تجيبني..

أرجوكي قولي أي شئ نحن علي حافة المخاطرة بحياتنا الآن .

" سأذهب للرقص مع الجميع، يمكنك المجيئ معي اذا أردتي ." هززت رأسي بسرعة لجين-آن التي وقفت عن مكانها .

"لالا، أنا بخير هنا ."

"أمتأكدة؟" اومئت لها بإبتسامة خفيفة .

"نعم..متأكدة ." في ظل الأغاني و كل ذلك الخمر و لكن ذئبتي ليست علي ما يرام .

ذئبتي كانت تصرخ و تصيح و لكني لا أستطيع سماعها بوضوح .

ماذا هناك؟! أخبريني!

لازالت لا ترد..

تلك الأصوات التي تقوم بها أصبحت تتزايد في رأسي حتي أصبحت مشوشة .

ماذا بها؟

كأس الكحول أمامي و أنفاسي أصبحت تتسارع بسببها.. .

مالذي يحصل..لم كل شئ كان هادئاً و الآن أصبح يدق بقوة كضربات قلبي المتسارعة .

فجأة هدأ كل شئ عندما دقت خطوة مميزة بداخل المكان..

و أنبعثت رائحة غطت علي كل الكحول الذي يفوح من حولي..

رائحة جعلت ذئبتي يجن جنونها و تصرخ..

لكني هادئة..

و صامتة..

كالفوضي التي يحاوطها هدوء محدود الوقت..

أنفاسي ثقلت كلما زادت الرائحة و كذلك ضربات قلبي .

ثم بدأت أسمع خطوات ورائي..تأتي نحوي

و تلك الرائحة تزيد .

و يزيد صياح ذئبتي بما لا أفهمه .

أنفاسي تتسارع .

الكحول .

الخطوات .

تقلبات .

و تلك الرائحة .

ماللعنة التي تحصل؟!

كل شئ هدأ عندما جلس ذلك الشخص صاحب الرائحة بجانبي و هدأت ذئبتي ايضاً .

"كأساً من الويسكي، رجاءاً ."

الهالة التي حول ذلك الشخص كانت الغريبة..لكني لم افكر في ذلك كثيراً..

لأني كمن أصبح جسدها منتشي و بالفعل حد الثمالة خاصتها لا يزال علي إختراقه وقتاً طويلاً .

عيناي وقعت عليه تتفحص كل شئ فيه .

ملابسه السوداء..

شعره بني و مجعد..

لازلت لم أري وجهه و لكن بالفعل من هذه الزاوية كان يبدو مثالياً..

يداي ترتعشان و كذلك جسدي مما عقلي يحاول تفسيره الآن .

و لكني لا أستطيع تصديق ذلك..

ليس في لحظة هروبي .

قلبي كان يرتعش و أنفاسي ثقلت و كذلك ذئبتي التي بدأ صياحها يوضح لي .

كانت تصيح لي بكلمة طوال هذا الوقت..

كلمة واحدة فقط..

فجأة إلتفت..و تقابلت أعيننا..

"رفيق ."

أنفاسي توقفت عن العمل و ظللنا نحدق في بعضنا .

لا أصدق أني قبل لحظة هروبي بثوانٍ أخيراً أعثر علي رفيقي!

إبتلعت ريقي بصعوبة و أنا أنظر له في عيناه البنية ، حتي أني رأيت القرط المعدني التي يضعه في أذنه اليسري، حتي رفع حاجبه لأبعد نظري عنه بسرعة و أركز علي كوب الكحول الذي أمامي .

إلتفت بجسده لي و أنا عيناي توسعت و حبست أنفاسي بسرعة..

نظراته جعلتني مشلولة ولا أستطيع التحرك من مكاني .

علي الخروج من هنا، اللعنة!

بمجرد أن أعاد جسده و نظره للأمام، هممت بالخروج و لكن قبل أن أفعل أي شئ، سمعته يتحدث  .

"هل لديكي حبيب؟"

تحدث و هو ينظر أمامه و بيده مشروب الكحول خاصته، لوهلة إعتقدته يتحدث مع شخصٍ آخر حتي لف رأسه ليواجهها .

"أنتي!" نظرت له بسرعة و عقدت حاجبيها عندما تلاقت أعينهم مرة أخري .

نظرت له في عيناه مجدداً و أدركت بأنه كان يتحدث لها لترد بإرتباك .

"هل تتحدث معي؟" رفع حاجبه .

"هل لديكي حبيب؟"

"لا..ليس لدي ."

"اذاً أنتي لن يكون لديكي مانع في القدوم معي لحفلة ." علامات الدهشة ملأت وجهها..الآن؟

هل يتحدث بجدية أم هو ثمل؟

المشكلة بأنه لا توجد عليه أي علامة بأنه كذلك!

"لا تقلقي، سأشتري لكي فستاناً ."

"لقد قابلتك للتو ."

تحدثت و عيناها تبحث عن اي علامة تقرأ بها وجهه لكن لا..

كان بارداً..

"هل ستأتين معي أم لا؟"

ظل نظرها يتركز عليه تارة و علي البقعة التي يتجمع بها الثملون الذين يميلون بأجسادهم علي أجساد بعضهم كإنه أمراً من نغمات الموسيقي التي تحوم المكان تارة أخري .

أنهت مشروبها بسرعة ثم أمسكت بمعطفها متجهة للخارج .

"آسفة لكن-.." فجأة أوقفها إلتفاته و مسكه معصمها ليشدها .

ثم يقبلها بكل نعومة مغمضاً لعيناه عكس شخصيته الباردة التي كادت تخرج الجليد في كلامه .

ظلت واقفة متسمرة لا تستطيع تحريك عضلة من جسمها حتي .

قلبها فجأة دق بقوة مع ذئبتها التي لم تصدق ما حصل للتو هي ايضاً .

شفتاه تتحرك علي شفتاها الساكنة يحاول التعمق أكثر لكنها كالجماد..لا تتفاعل، و ذلك بالنسبة له لم يكن سبباً ليجعله يتوقف .

بل ظل يقبلها أكثر حتي إنتهي و فتح عينه ليقابل خاصتاها العسليتان المصدومتان .

أسند جبينه علي خاصتها ثم همس ضد شفتيها .

"سأشتري لكي ذلك الفستان اذا كنت أنا من سيخلعه ."
© Nerve ,
книга «Apocalypse | نهاية العالم».
Коментарі