Prologue
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 6
لم تكن النهاية فقط .

بل الجحيم .

لأنه بالفعل فارغ .

و كل الشياطين هنا .

_____________________

لم أكن أشعر بجسدي .

بل بخمول شديد..جعل رأسي مثل القنبلة التي ستنفجر من الدوران .

السرير الذي كنت مستلقية عليه لم يكن مريحاً تماماً بل كان بشعاً و بارداً بطريقة آلمت عظامي و جسدي المنهك، شعرت برغبة في القيئ لكني لم أفعل..

فقط أعتصر عيناي كي أشتت نفسي عن دوران دماغي و لكن في نفس الوقت أحاول إستعادة وعيي .

حاولت التواصل مع ذئبتي لكنها كانت منهكة مثلي تماماً .

أين أنا؟

و الهواء كان بارداً..و النور يخبط في جفن عيني بقوة .

ورائحة المكان..كانت تشبه المستشفيات .

معطفي و حقيبتي أخذوهم..لم أشعر سوي بقميصي و البنطال .

حاولت الرمش قليلاً و فتح عيناي..و لكن قابلني النور الشديد..رمشت عدة مرات أخري حتي إعتادت عيناي عليه و أخذت نظرة حول المكان بدون إصدار أي صوت ..

الغرفة كان تشبه المعمل..و الطبيب كان مصاصاً للدماء .

كنت مقيدة بالأصفاد الفضية كي تمنعني من التحرك .

و كان ذراعي موصل بقنية طبية  -كانيولا- لا تبعث سوي ذلك السائل الذي يحرقني بدون رحمة..

سم المستذئبين .

لا أعرف مالذي علي فعله الآن و لكن علي أن أظل قوية .

بالفعل لا اشم رائحة فالديمير أو آليك في أي مكان و لكن طالما اني لا اشعر بشئٍ خاطئ..

هذا يعني أن الجميع بخير..

فالديمير بخير .

بينما كنت أمسح الغرفة بنظري، لسعتني الأصفاد الفضية بقوة جعلتني أصدر صوتاً منتفضاً، و لكن هذا لم يفعل شئ سوي جذب إنتباه مصاص الدماء .

الإبتسامة ذات طابع غريب للأطوار زينت شفتاه و عيناه لمعت بشر .

"لقد إستيقظت أميرتنا ."

"لا، بل أنا ملكة أيها اللعين ."

ضحك علي تعليقي الصريح و الغير متردد، و لكنني ظللت أنظر له بدون أي تعبير وجه .

"يبدو أنك شجاعة كفاية لتردي علي بكل تلك الجرأة.." أكتفيت بالصمت و الرد عليه بنظرتي الحادة لخاصته المتحمسة بشكل مختل .

فجأة إقترب مني و سحب كرسياً ليجلس بجانب السرير و يقرب وجهه مني بقوة ليتحدث الي بصوت منخفض و غاضب .

"إستخدمي هذه الشجاعة اذا في إخباري ما السر الذي يجعل حمضك النووي مختلفاً عن الكلب الآخر-آليك-." 

"قل تلك الكلمة مرة أخري و أنا بدون الأصفاد و سأريك من الكلب هنا!" شدني من شعري بقوة و صاح:

"فقط ردي علي السؤال حتي أستطيع إختراع هذا الترياق اللعين!" لكنني إلتزمت الصمت و عقدت حاجباي..

"ترياق؟"

لا أعلم بالفعل ما هو السبب الذي يجعل حمضي النووي مختلف..و لكنني لن أجعله يعتقد بأني لا أعرف .

عندما فاض صبره فجأة صاح بصوتٍ عالي:

"يا حراس!"

دخلوا بسرعة ليصيح بصوت حاد مرة أخري .

"إعطوها معطفها هذا و خذوها إلي الزنزانة!"

________________________

فتحوا الأبواب و أدخلوني الحارسان الذان يمسكان بيذراعاي إلي حيث حجرات الزنازن .

و هنا رأيت آليك أخيراً .

"فالكايتري!" 

"آليك!" إنتفضنا نحن الإثنان إلي بعضنا و لكن الحراس أرجعوني مكاني و هو لُسع من قضبان الزنزانة الفضية..

و ألقوني في الزنزانة التي بجانبه..

"آليك!" ذهبت للحائط بسرعة الذي بجانب زنزانته و سمعته يقترب هو ايضاً .

"ماذا فعلوا بك؟ و أين فالديمير؟!" 

"لا أعرف! لقد إستيقظت و كنت في ذلك المعمل الذي كنتِ به.." ماذا؟

 هو كان معي في الغرفة؟!

"لقد كنتِ تحت تأثير السم و لم تسمعي ندائي أبداً حتي طلب من الحراس أن يأخذوني للزنزانة ." أغمضت عيني  و زفرت..

اذا كنا نحن الإثنان هنا؟

أين فالديمير الآن؟

_______________________

كان يجلس في تلك الغرفة الصامتة..

لا يوجد بها شيئاً سوي كرسياً و سريراً و نافذةً .

الشمس كانت شرُقت و مع ذلك كان يري مصاصين الدماء يتجولون في الساحة مرتديين خاتماً يحميهم من الإحتراق .

كانت هناك الكثير من الأشياء التي يمكنه فعلها في تلك اللحظة لكنه كان ساكناً .

ثم جلس علي الكرسي ينتظر..

ناظراً إلي الباب..

حتي سمع صوت خطوات أقدام تأتي مسرعة حتي فُتح الباب ليظهر الفتاة ذات شعرٍ أشقر و أعين حمراء .

دخلت الغرفة و إبتسامة واسعة علي ثغرها كإنها علي وشك أخذ أكبر جائزة كانت تحلم بها أو حتي أحسن وجبة ستحصل عليها طوال حياتها .

كان في يدها قنية طبية -كانيولا- و كيس طبي و تنظر له بأعين واسعة و كلها حماس و شهوة .

"أمستعد لتكون مشروب الملك المفضل؟" 

كان تقصد دماؤه التي هي علي وشك سحبها و لكنه كان يحدق بها بدون أي تعبيرات..

فقط يحدق..

و لكن حماسها كان يزيد لححظة بلحظة حتي إختفي عندما حاولت الإقتراب منه..

و لم تستطع .

"ماذا-.." 

كإن حواسها تم التحكم بها..يمكنها الذهاب إلي أي مكان إلا قُربه هو!

"كيف-..كيف تفعل ذلك؟!" صاحب به و لكنه صامت .

جسدها لا يريدها القرب منه..

أو هو من يتحكم بذلك!

نظرات الهلع أصبحت تكسو وجهها و هي تراه يحدق بها .

الخوف إمتلكها و لم تفكر سوي بالهروب من الغرفة و لكن مع جملة واحدة ظلت تتردد في جميع أنحاء عقلها .

فالديمير ليس بشرياً

________________________

"أيمكنك جلب لي بعض الماء؟!" صحت في الحارس الذي علي زنزانة بتعبو لكنه رد بغضب علي بصوته الأجش:

"صمتاً أيتها الذئبة!" قلبت عيني بغضب .

الجو كان حاراً بالفعل ليستشيط دمي غضباً من هذا المكان الخانق .

أقسم أنه كان علي ترك فالديمير لمصاصين الدماء..

"أرجوك أعطيني فقط كوباً!" صحت مرة أخري و لكنه يرفض بشدة و يفزعني بصوته .

ما بال الجميع هنا مفزعين الصوت هكذا؟

بالفعل قد كُنت شُفيت من سم المستذئبين و لكن معدتي تؤلمني من الجوع .

حاولت بعض طاقتي و قمت بالتواصل العقلي مع آليك .

"علينا الخروج من هنا ." قلت .

"لدي خطة ." رد علي بسرعة قبل أن يُكمل .

"أنتي سوف تطلبين من الحارس المياة مرة أخري و لكن هذه المرة سأساعدك و عندما يأتيكي بالمياة، عليكي سحب المفتاح منه بأي طريقة ." 

أنهي التواصل العقلي و لكن طرأ ذلك الشئ في عقلي لذلك تواصلت معه مرة أخري..

"آليك ."

"ماذا هناك؟"

"أنا آسفة علي كل شئ تمر به بسببي..و أيضاً أشكرك لأنك ظللت معي و لم تتركني ."

ظل صامتاً قليلاً حتي رد..

"هذا لأنك تستحقين ذلك فالكايتري..أنتي شخص يستحق المخاطرة لأجله ."

أنهينا التواصل بدون أن يلاحظ الحارسان و لكن كلامه جعل الدفئ يتسلل لقلبي و أبتسم لا شعورياً .

وقفت من مكاني بسرعة تقدمت قليلاً بدون أن ألمس القضبان و رأيت المفتاح يتدلي من جانبه .

حسناً..هذه فرصتي .

"أرجوك إجلب لي بعض المياة لم أعد أتحمل!" صحت بتذمر مرة أخري لأسمع صوت آليك يترجاه .

"اذا لم تعطيها بعض المياة فسوف يفسد دمها لأنه الذئاب تحتاج للمياة طوال الوقت لكي تبقي قوية و لكنك الآن ستتسب في مشكلة كبيرة جداً..جداً حقاً و ستفسد مشروع الملك الغريب ذلك و الآن أنت من ستتلقي العقاب!" 

آليك عليه العمل كمؤلف من كثرة الكلام الذي ليس له أي معني حرفي .

كان ينقصه قول بأني مُرضعة و اللبن خاصتي سيجف .

لكنه نوعاً ما نجح و علامات الخوف ظهرت قليلاً علي وجه الحارس و نظر لمن يقف معه ثم هز كتفاه قليلاً بقلة حيلة و ذهب .

و لكن سرعان ما أتي و في يده كوباً من الماء و يتقدم نحو زنزانتي .

خطوات قدمه كانت تطأ في أذني كسنفونية الحرية التي علي وشك أن نحصل عليها بعد دقيقتين .

و عندما أمسكت بالكوب الذي لازال يمسك به..

و قبل أن يتركها، قمت بسحبه بقوة و يصتدم بالقضبان و أنهش المفاتيح منه!

لم أبالي بالفضة التي تعرض لها وجهي و لكني دفعته بقوة للزنزانة المقابلة لي و قمت بإخراج نفسي بسرعة قبل أن يأتي الحارس الآخر ليتعارك معي .

رميت المفتاح لزنزانة آليك و بقيت أنا و الحارس الآخر نضرب في بعضنا بينما الذي علي الأرض كان يصيح ب"السُجناء يهربوا ." 

قلبي لم يدق بتلك السرعة من قبل و لكني شعرت بتلك الشجاعة التي يجب علي التحلي بها دوماً .

كانت طاقتي بالفعل منتهية و لكني حاربت بكل قوتي أنا و آليك الحارسين حتي قمنا بعضٌهم ثم خرجنا  بسرعة لقرب الساحة و لكن..

كنا محاطين من الحراس من كل جهة .

لم نعرف مالذي علينا التفكير به و لكننا علمنا أنه الآن أو أبداً .

لقد دخلت تلك المملكة لأجل رفيقي و سأخرج منها و الكل سالمين .

بقيت أضرب و أركل في كل من يقابلني، و كلما إنتهيت من واحد يظهر لي إثنان آخرين .

الطيور طارت من الأشجار بقوة، كنا نندفع بكل قوة لدينا و كانت مخالبنا حاضرة و أنيابنا تستقبل جلودهم الهشة .

نمزق هذا و نقطع هذا .

حتي زادوا بسرعة و أطاحونا علي الأرض!

و لكن قبل أن يقوموا بأي شئ حصلت حالة من الهرج و المرج في المكان .

أصبحوا فجأة يركضون في كل جانب .

كأن خبر نهاية العالم قد إنتشر و الكل يريد النجاة بحياته .

حاولنا الوقوف ننظر لكل مصاصين الدماء هؤلاء الذين يركضون للجهة المعاكسة لنا .

فنحن كنا ننظر لناحية القصر و هم يركضون مبتعدين عنه .

حتي ظهر من بعد آخر الأفراد..

هو .

صوت النسر علا بكل قوة في السماء و هو يطير فارداً لجناحيه عابراً بنفس الإتجاه اللي هو يمشي به بكل ثقة، عيناه لا تتحرك من علي و إبتسامته الجانبية مثبتة علي شفتاه و بينما الجميع يبتعد عنه من كل جانب كمن لديه هالة مغناطيسية قوية لا تسمح بأي أحد التواجد فيها .

فمي أنا و آليك كان مفتوحاً من المنظر الذي رأيناه الآن و لا أصدق بأن هذا يحصل من رفيقي. البشري!

ظل يمشي بإتجاهنا حتي وقف أمامي و أمسك بذراعي .

"ك- كيف..؟" تلعثمت في الكلام و لكنه نظر وراؤه ناحية القصر..

ناحية ملك مصاصين الدماء..

كان يقف عند عرشه في مقدمة السلالم .

و علامات الصدمة علي وجهه..

كإنه لا يستطيع فعل أي شئ!

"أراك لاحقاً اذاً ."وجهها للملك ثم نظر إلينا .

"هيا بنا؟" من تحت نظراتنا المصدومة و نظرات الجميع الغير مُصدقة..وضع يداه وراء ظهري أنا و آليك و من ثم تركنا المملكة .

_______________________

من بعد ما حصل، و لا واحداً منا يستطيع التفوه بأي شئ .

لازالت أفواهنا -أنا و آليك- مفتوحة..بينما فالديمير يتحرك بجانبا و كإنه لم يحصل أي شئ .

"مالذي.." حركت رأسي لأبعد صدمتي عني و بسرعة وقفت أمام فالديمير ليتوقفوا هما الإثنان .

"ما الأمر؟" رد ببساطة..

هل يمزح؟!

"ما الأمر؟! هل تعتقد أن هذا هو السؤال المناسب لهذا الموقف؟!" صوتي أصبح أعلي و آليك لازال ينظر له بصدمة .

"اذاً مالذي تريديني قول-.." قاطعته بإنفعال .

"أيمكنك أن تخبرني ماللعنة التي حصلت للتو؟! كيف هرب منك مصاصين الدماء؟! أعني..كيف مشيت تحت أنظار الملك و لم يفعل لك شيئاً؟!" هو كان واقفاً و صامتاً يستمع لكل ما أقوله و لا يرد .

"و أنت! أنت كيف علمت عن قوتي؟! ها! كيف عرفت بأنها لدي عندما واجهنا ذلك العجوز و أنا حتي لم أُخبر جين-آن! كيف يمكنك معرفة كل نلك الأشياء و حتي الأشياء التي لا أعرفها؟!"

أنا حرفياً كنت أفقد صوابي!

كنت أنظر لهم هما الإثنان و أصيح بهم بكل قوة حتي سكتت لآخذ أنفاسي..

لقد أصبحت ثقيلة بالفعل و رئتاي كانت تأخذ الأكسجين بصعوبة كإنها في غرفة و أصبحت ضيقة و لا تتسع لها .

"أنا لم أعد أعرف من الذي علي الوثوق به بعد الآن.."

دماغي كانت تتذكر كل شئ عن البارحة دون توقف و لا أجد أي تفسير لما يحصل..

لكني لم أعد أفهم شيئاً مطلقاً .

______________________________________
© Nerve ,
книга «Apocalypse | نهاية العالم».
Коментарі