مُقَدِّمَةٌ
الفصل الاول : أمُّ المصائب
الفصل الثاني : الجنّية الغريبة
الفصل الثالث : لنتزوج !
الفصل الرابع : زوجة بالإيجار
الفصل الخامس : زفاف مثالي لكن ..
الفصل السادس : لن اخسر سوف اتسلـق !
الفصل السابع : ولـيـمـة غـنـيـة بالوجوه
الفصل الثامن : يُطبخ بعناية
الفصل التاسع : الارشيدوق الجديد
الفصل الثالث : لنتزوج !

استقرت مقدمة نصله  الحادة على عنق ذلك الجاثي على ركبتيه يتوسل الرحمة وجسده الهزيل يرتعش خوفا و رعبا من المصيبة الواقفة أمامه
"اقسم بأنني لا اعلم شيئا ، أرجوك اعتق روحي يا سيدي أرجوك " صاح متوسلا ملصقا جبهته بالارض بينها راحت يداه تقتربان ببطئ لتلامس حذاء صاحب الوقفة الشامخة و الملامح الملبدة
" ارفع رأسك .. " قال ببرود
  يراقب كتلة العظم الجاثية أمامه ترتفع شيئا فشيئا   ثم أضاف :
" لا علم لك بهم ، أليس كذلك؟"

أومئ  الرجل بالايجاب  و شبح ابتسامة صفراء  علت ثغره ، كشفت الستار عن عدد ليس بالبسيط من الأسنان المفقودة

"أصدقك !"

في اللحظة التي تسربت فيها والطمأنينة الى جوف ذلك الرجل تم قطع الرأس في لحظة وسقط  مصدرا  صوت ارتطام مرتفع انتشر في الغرفة المظلمة ، هز السيف ليتخلص من الدماء  مع وجه  غريب ثم رفع الرأس الذي كان يتدحرج على الارض ممسكا بطرف الشعر الاشيب  ، حدق بغضب الى ذلك الوجه وابتسامة ساخرة تعلو وجهه ثم خطى مغادرا وبين يديه يتدلى ذلك الرأس العفن  ، يدندن ألحانا اختلطت وصوت  سقوط قطرات الدم على الارض

سينا !"
صرخة دوت فتحت على اثرها تلك المستلقية في فراشها عينيها بفزع ، لتستقر مجددًا على سقف آخر

"لما جميع الاسقف التي رأيتها مهترئة ؟"
سؤال واحد تردد في ذهنها للحظة قبل أن تعتدل جالسة تجول بناظريها في ارجاء الغرفة ، حدقت بيديها في صدمة ثم تحسست رقبتها في دهشة عارمة
"انا حية ، انا على قيد الحياة !" تمتمت بصوت أشبه بالهمس قبل أن تنفجر صارختا بفرح :
"أنا حية !"
تعابير تلك الجالسة بجوارها كانت كمن اعتاد على الوضع بالفعل تنتظر تفسيرًا منطقيا في أقرب وقت ، اطلقت تنهيدة طويلة تضم ذراعيها الى صدرها تنتظر بصبر ما ستنطق به سينا التي أدركت بالفعل الموقف الذي حشرت فيه
" ميش .. انها انتِ !"
ضحكت ببلاهة ثم أضافت :
" هل تصدقين ، لقد اعتقدت بأنني لن أراك مجددا"

" اوه ! حقًا ؟!"
نبرة الصوت التي ردت بها ميش جعلت اطراف سينا تتصلب
" يبدو انك لاحظت غيابي ؟" نطقت بتوتر محاولة الاحتفاظ بإبتسامتها المشدودة لاطول فترة ممكنة
"لا ابدًا لم يلاحظ أحد غيابك .." ردت ميش بهدوء جعل سينا تستغرب ،
ستنفجر انا متأكدة من انها ستفعل
" تسألين ان كانوا قد لاحظوا غيابك ، لا ابدا لم يلاحظ أحد غيابك ، أساسا لا احد يهتم أن اختفيت ، حقا سينا ! هل انتِ جادة ؟ " زفرت بهدوء ثم أسترسلت تعاتبها بإنفعال  :
وكأنك لا تعلمين ان العيون مسلطة عليك طوال اليوم من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس ،
ها .. و تسألين ان لاحظوا غيابك "

توقفت لبرهة ، ملأت رئتيها بالهواء ثم أضافت بنبرة الصوت الصارخة ذاتها :

" ما الذي كنت تفعلينه بحق السماء طوال اليوم ؟"

"م-ميش .. الطفل ، ستؤذين الطفل " همست سينا بإرتباك و خوف

" أجيبي !"

سينا التي تسمرت في مكانها أطلقت العنان لقدراتها في التمثيل و بدأت  بالبكاء و النحيب
"ااا .. ل-لماذا تصرخين علي بهذه الطريقة ؟ لقد تهت وسط الزحام و لم استطع مواكبة خطواتكن"
تراقب بنظراتها المرتبكة ملامح ميش الباردة التي يبدو انها لم تصدق ما ادلت به
" هاه ، تُهتِ ؟ .. وسط الزحام ، طوال اليوم ، أليس كذلك ؟"
كتفت ميش ذراعيها امام صدرها ثم حركت رقبتها يمينا و يسارًا ترمق بعينيها المشتعلتين الجالسة امامها ، و التي فصلت شفتيها للإجابة رغم ترددها التام
"حذارِ ! انا احذركِ سينا ، لا تفكرِ  في الكذب علي ، انا جادة ، حذارِ "
عيناها الحادتان المرعبتان جعلتا اطراف سينا ترتعش ، لقد ابتلعت ما أرادت قوله بالفعل ، كانت ستكذب كما اعتقدت ميش ، طأطأت رأسها تنظر بين اللحظة و الاخرى بطرف عينها الى ميش لعلها تجد ثغرة تنجيها من محنتها ، ساد الصمت لدقائق قبل ان تقطعه سينا بتأففها ، رفعت رأسها ثم أسترسلت قائلتا :
"كان هناك العديد من الأطعمة اللذيذة ولم استطع تمالك نفسي ، اعتقدت بأنني أن تذوقت منها القليل لن يضر ذلك وسألحق بكن لكنني انجرفت خلف ما تمليه علي معدتي وعندما كنت على وشك العودة حدثت مشكلة .."

شحب لونها فجأة ثم توقفت عن الافصاح فور تذكرها لما حدث ، عيناها المفتوحتان على مصراعيهما بدت كمن رأى شبحا ، لم يكن صعبا على ميش رؤية ذلك ، كيف طوت ساقيها ، ضمتهما الى صدرها ثم حاوطتهما بذراعيها بقوة لعلها تحد من الرجفة التي هزت كيانها الضعيف

ميش التي تسرب الذعر الى داخلها ، كانت خائفة من طرح سؤالها ، وضعت معظم الاحتمالات التي قد تؤدي بسينا الى هذه الحالة ولم تجد سوى المظلم
"ماذا حدث ؟ ما الذي فعلته ؟"
إستسلمت اخيرا لفضولها وطرحت سؤالها ، اهتز صوتها في حلقها تنتظر وسط الصمت اجابة عنه

"الجميع .. قتلوا !"
بمجرد أن سمعت كلمة قتل في الموضوع تيبست أطرافها و راح قلبها يخفق بقوة ، يتراقص  داخل صدرها ، دقات قلبها ، لم يكن صعبا على ميش سماعها ، لقد كانت صاخبة جدا ، فكها السفلي سقط لهول الصدمة

" لقد قتلوا جميعا، انا قتلت الجميع "
تكلمت سينا  بهستيرية ، تلك الدموع التي راحت تنزلق من جفنيها مبللة خديها الشاحبين ، تراقصت حدقتاها  جيئة و ذهابا بسرعة في حين لم يتوقف جسدها لبرهة عن الارتجاف
إمتدت يد ميش لتستقر على كتفها ، لم تكن حالها  تختلف عن حال سينا ، كانت الاثنتان واقعتان في مأزق كبير يتعلق بمقتل احدهم ، والقاتل كان سينا ، هذا ما اعتقدته ميش قبل أن تسترجل و تطرح سؤالها
"ما الذي حدث بالضبط ؟"
لقد بدا الامر كما لو أن حادثة تلك الليلة تكررت
"ش-شخص .. ل-لص ، كنا نبحث عن أحدهم ، ثم فج-فجأة .."
سكوتها و صوت انفاسها المضطربة ، الطريقة التي كانت تلطم بها وجهها باكيةً جعلت ميش تدرك مدى فضاعة الحادثة
شهقت بقوة ، في حين كان صوت انينها المبحوح مسموعا ، تكلمت بتلعثم :
"س-سقطوا جميعا ، ا-الدماء كانت تملئ ال-المكان .."
استرسلت تبكي بحرقة ، كلماتها التي نطقت بها اختلطت و انينها
" ذ-ذلك الشخص .. ل-لقد قتل الجميع !"
لوهلة كانت ميش على وشك أن تسقط مغشيا عليها لكن و بمجرد سماعها لجملة سينا الأخيرة تنهدت براحة
مدت ذراعيها لتحتضن سينا التي لم تتوقف عن البكاء لثانية ،  تفصل شهقاتها كلماتها بعضها عن بعض 
" لقد قتل الجميع .. سيفي ، لقد كان شخصا جيدا حقا ، لقد وعدني بأنه سيصبح حارسي الشخصي .."
فصلت ميش العناق ، ثم سألت بجدية :
"مهلا لحظة ، اعيدي ما قلته ، ماذا كان اسمه ؟!"
رفعت سينا وجهها تنظر الى ميش بعينين دامعيتين ثم راحت تنتحب بصوت عال :
"ما الذي سيغيره ذلك ؟ لقد قتل عديم الاحساس ذلك سيفي خاصتي "

"هل تقصدين ذلك الشاب الاشقر الوسيم من المقر ؟"
" بلى " ردت سينا بنبرة صوت باكية
تنهدت ميش بإنفعال ثم صفعت كتف سينا
"كان عليك أن تقول ذلك من البداية ، كان قلبي على وشك التوقف ، بالله عليك ، من كنت تتوقعين سيحضرك الى هنا ، القاتل مثلا "
ربتت على صدرها تتنفس بصعوبة ثم أضاف :
" على اي حال سيفي خاصتك حي يرزق ، جميعهم احياء لقد اخبرني بذلك ، كان يعلم انك ستغرقين الارض بدموعك ، من يراك يحسب انك واقعة في حبه ، عليك أن تراجعِ نفسكِ جيدا ، ماذا عن موريس ، كيف ستبررين له موقفك ، انتِ و تفكيرك البريء "
رفعت سينا رأسها ، نضفت حلقها ثم قالت  :
"ما دخل موريس في الموضوع ، كما انك تخطئين ، علاقتي و سيفي تختلف عن علاقتي و موريس ، انا لن أخون موريس ابدًا "

" ماذا ان فعل هو ذلك ؟ كيف ستكون ردود فعلك ؟ لم تلتقيا منذ اربع سنوات ، انا لا اصدق انك لا تزالين تحبينه بالشغف ذاته ، ستسقطين بقوة ان حدث ذلك ولن تستطيعي الوقوف مجددًا ، انصحك بالمضي قدما ، أن إلتقيتِ به ضعي حدا لكل هذا الهراء ، لا تهدري شبابك "
اعترضت سينا بحدة :
" لن يفعل ذلك ، انا اعرفه جيدا كما اننا ترعرعنا معا ، لن يفلت يدي أنا واثقة "

"اي يكن ، لكن تذكرِ الحياة ليست طريقا سلسًا يسهل المشي عليه ، الامر مؤلم خاصة أن كنت تسيرين بقدمين حافيتين ، إرتدي حذاء سينا ، فقط افعلي ذلك ، ارجوك "

ربما لأن ميش كانت ساذجة و حالمة بغباء ، علاقتها التي تجسدت كروح صغيرة بريئة  تسكن جسدها ، هي لا تريد لسينا أن تكرر اخطاءها ، بالنسبة لها سينا ليست بتلك القوة و الصلابة لتحمل الالم الكبير الذي ستواجهه ، نظرات الاحتقار و التقزز ، لا احد يستطيع

ساد الصمت المكان مجددا ، كالعادة ، و ككل مرة يتم فيها فتح هذا الموضوع ، كان الصمت هو الاجابة ،

اتخذت سينا  بقعة ما تحدق فيها  بشرود ثم رفعت ناظريها لتستقر على بطن الجالسة بجوارها ، زيفت ابتسامةً صغيرة ثم قالت :
"كيف حال اميري الساحر يا ترى"
اقتربت منها تربت على بطنها المنتفخة، قربت اذنها  ثم قالت بتذمر : "لقد تعبت من الانتظار يا اميري ، هل سيطول الامر بعد لقد سئمت ؟! " لتسكت عن الكلام بعدها فور سماعها لتأوهات ميش المتألمة

"آه ، انه يركل "
قهقهت سينا ضاحكت ثم قالت مخاطبتا اميرها الساحر :
"حسنا ، حسنا فهمت لن يطول الامر ، فقط شهرين ، سأنتظر لا تركل ماما "
في النهاية سيكون كل شيء على ما يرام ، نحن الثلاثة معا بعيدا عن هذا المكان و تلك الوجوه القذرة .

مررت سينا نظراتها على ميش و بطنها ، تلك الروح التي تسكن جسدها دون مقابل ،
ثلاثة أرواح

رفعت ميش يدها تربت على بطنها المنتفخة بحنان ،
لماذا تحب هذا الطفل رغم كونه السبب الرئيسي في معاناتها ؟ تساءلت سينا ، كان ذلك بالنسبة لها سؤال لطالما عجزت عن ايجاد اجابة عنه ، أليس من الافضل لو انها تخلصت منه ؟ كانت ستعيش حياتها بسلام ، لماذا عليها أن تتحمل كل هذا ال-

ابتلعت اسئلتها الكثيرة عندما لمحت  تلك الجروح الدامية التي تملأ يدي ميش ، لقد جعل ذلك  جسدها يقشعر بشدة ، تخدر بدنها و اختنقت انفاسها في صدرها

مدت يدها لتلامس خاصة ميش بحذر ، ارتجفت اصابعها الصغيرة فور امساكها اليد  المشوهة

" تمت معاقبتك بدلا عني ،  بوحشية،  لماذا لم تخبريني؟! "
كانت نبر الصوت التي ختمت  بها جملتها الاخيرة  حديثها عالية نوعا ما ، اتخذت سينا دور المعاتب
"لقد اعتدت على الوضع،  لا تهتمِ"

"كيف لا اهتم و انتِ ، ميش .."

ربما ما كنت افكر فيه،  تلك الحياة التي حلمنا ولا نزال نحلم  بها ، ربما لا يجب ان اكون جزء منها ،  ليس مقدر لي ان اكون جزء منها  انا لا استحق أن اكون كذلك

" انه لا شيء سينا ، ستشفى قريبا "

عادة يتم اعتماد الجلد كعقاب لمن يرتكب الاخطاء او يخالف احد القوانين ، إذ يتم ربط اليدين مبسوطتين على صخرة مستوية كبيرة بالحبل بحيث تكون راحة اليد على الصخرة واستعمال السوط لضرب الجزء العلوي من اليد .
  يترك ذلك آثار طويلة المدى ان لم تتم معالجته بمرهم للجروح كما انه مؤلم جدا قد يؤدي الى اغماء الشخص في بعض الأحيان إن تم التمادي ، رغم أن سينا حصلت بالفعل على حصتها من الجلد على الظهر إلا انها لم  تخضع يوما للجلد على اليد ، كانت ضعيفة وكان خوف الراهبات من أن تموت حاضرًا في كل مرة يتم فيها جلدها بعنف .
" لكن ل-لماذا ؟ بالكاد شفيت جروحكِ السابقة ، ميش أنا .."

اهتز صوتها و استرسلت دموعها تنهمر بغزارة ، تحدق بيدي ميش ، اعتصرت شفتها السفلية بيأس تمرر اصابعها على ما تركه السوط من اثر ، تلك المناطق شديدة الانتفاخ و الزرقة ، بعد رؤيتها لبقع الدماء الجافة التي انتشرت في أنحاء يدي ميش تخيلت ذلك المشهد ، كيف انفلقت  الدماء  كالبركان ، بأنفاسها القليلة الملتهبة  نفخت في الجروح غير مدركة بأن صوت شهقاتها  الذي اختلط بأنينها المبحوح اصبح اكثر علوا 
رفعت يد ميش ثم وضعتها على راسها ، كان ذلك تقليدا لإيصال مدى صدق مشاعرها
جمعت بعد عناء الاحرف المناسبة ثم رددت باكية :

"ا-انا آ-آسفة ، آ-آسفة جدا م-ميش "

لم تتمالك نفسها ، ميش ، لقد شعرت بالغصة في حلقها تصبح اكبر شيئا فشيئا ، تتغذى على انفاسها و تعيقها ، حاولت بجهد سحب يدها المستقرة على رأس سينا ، تألمت كثيرا

شعرت بروحي تتمزق الى اشلاء لا تحصى ، رؤيتي لسينا ، صغيرتي سينا ، تتألم بهذا القدر يقتلني ، علمت أن هذه الصغيرة قد تكون سبب فنائي ، كنت حذرة ، لكنني لم ارى منها شيئا ، كيف لروح بريئة فتية احتجزت و عذبت أن تكون بهذا القدر من اليأس ، هذا ليس عدلا ، ما الذي سيحدث لها ان اصابني ضرر ، كيف ستعيش وهي على هذه الحال ، كيف ستتعامل مع تلك الوحوش التي تريد بشدة الإنقضاض ، نهش جسدها و إلتهام روحها الفريدة ، كيف ؟! علي التضحية !
كورت بيديها الخشنتين وجه سينا المبلل بالدموع ، مسحت على رأسها بحنان ثم قالت
" هل ستكونين سعيدة مع موريس ؟ "

" لماذا تتكلمين بهذه الطريقة ميش انت تخيفينني ؟"

" فقط اجيبي !"

ترددت سينا لبرهة  لم تعلم المغزى من سؤال ميش ، اجابت :
" اعتقد ذلك ، سأكون بخير م-مع موريس "
" إذا قف الآن و ارتدي ملابسك النظيفة ، سنجد موريس اليوم قبل الغد  "

"حقا ؟!

اومئت ميش برأسها وابتسامة واسعة تعلو ثغرها ثم اردفت :

"نعم "

قفزت سينا من سريرها بفرح و الدهشة تغزو ملامحها ، ضحكت غير مصدقة ، لقد وافقت ميش للتو على فكرة لقاءها و موريس ، قبلت خد ميش ثم  أطلقت لساقيها العنان .

إنزلقت بجسدها الصغير داخل ثوبها الزهري الذي اعتادت ارتداءه بعد أن استحمت ، ارتدت حذائها و سرحت خصلات شعرها المجعد الكثيف ثم انضمت الى زميلاتها

بالرغم من أن سينا عاشت فترة ليست بالقصيرة  بين جدران الكنيسة في اوستن الا انها لم تخضع قط للقواعد الصارمة هناك والتي على كل راهبة ناشئة تطمح في الانخراط في سلك الراهبات إتباعها ، فهي لم ترتدي يوما  تلك الملاءات ولم تكن تضع الحجاب   على رأسها حتى ، كانت ترتدي معظم الاوقات ثوبا زهري طويلا بهت لونه جَرَّاءَ الغسل المتكرر كونها لا تملك سواه ، لكنها رغم ذلك لم تتذمر قط .


وقفت و زميلاتها تنتظر دورها للحصول على حصتها من وجبة الغداء ، لم يكن ما حصلت عليه كافيا لاطعام عصافير بطنها لكنه افضل من لا شيء
اتخذت مكانا للجلوس و تناول ما احتواه الصحن ، قطعتان من الخبز و حبة بطاطا مسلوقة و القليل من حبات البازلاء .

تنهدت سينا ثم شرعت في تقشير البطاطا ، في النهاية ليس لديها خيار للمعاضة او الاحتجاج باعتبارها شخصا افتعل الكثير من المشاكل الأعين تسلط علينا من كل جانب كما ان لا احد يجرؤ على الاقتراب منها بسبب تلك الشائعات التي تدور حولها كتلك المتعلقة بالجنرال المسؤول عن تمويل الكنيسة في اوستن .

لقد كانت تلك بداية المضايقات و السبب الرئيسي للازعاج الذي تواجهه كل يوم بالاضافة الى شكلها و ملامح وجهها الغريبة ، كانت تبدو دميمة ، قبيحة ما جعل سادة الدير يعتقدون بأنها  اكثر طواعية على قبول الحجاب وحياة الدير المتقشفة ، هي لم تكن حسناء وهو امر مريح للراهبات لكنها كانت ترغب بتجربة الحياة خارج الدير ما جعلهم يراجعون اعتقاداتهم خاصة بعد معرفة  شرط الوصي عليها

لم يتم ضمها إلى سلك الراهبات المتنسكات 

ما جعلها  تعتبر نفسها واحدة من القلّة المحظوظين في هذا العالم ولقد كان ذلك كافيًا بالنسبة لها

تم تكليفنا بالعديد من الاعمال اليوم والتي يجب علينا انهاءها قبل وصول رواد المعبد بعد اربع ساعات من الآن

سيكون الجدول مزدحما اليوم ، اولا علينا تجهيز  قاعة الصلاة الواقعة وسط المعبد ، ثم  اعداد اللوازم  المتعلقة بطقس التطهير ، تقديم القرابين ثم اطلاق الفوانيس تقديرًا لمجهودات الأشاوس الذين ساهموا و القديسة في اخراج الامبراطورية من الظلمات الى النور ثم الاحتفال الذي يترأسه عادة رجال السلطة و النفوذ في البلاد ولا يشاركهم فيه عامة الناس ابدا
احتفال خاص بهم فقط
المكان الذي سأجد فيه موريس حتما


توافد الزوار من كل حدب و صوب ، بإعتبار  معبد ماليديا ملتقى الطرق  حيث يلتقي فيه الناس من جميع المقاطعات الاربع ما عدا أوستن ، اختلاف لهجاتهم و طريقة ارتدائهم لملابسهم دليل على ذلك ، اذ نجد شعب مقاطعة ويسكس الواقعة شرق البلاد بملابسهم الثقيلة لبرودة الطقس هناك و تساقط الثلوج المستمر على مدار العام و هذا ما لا نجده في الدوقيات الاخرى

مع مرور الوقت اصبح المكان اكثر اكتضاضا ، بعد الصلاة و متابعة مراسيم تطهير النوايا ، يجتمع العامة لاطلاق الفوانيس بينما يرفع اصحاب السلطة كؤوسهم للاحتفال على طريقتهم

راحت تسترق النظر من فتحة الباب تراقب ما يمارسه سادة المجتمع الراقي بلهفة الى أن وقعت عيناها على هيئة ذلك الشخص الواقف وحيدا يرتشف من شرابه بين الحين و الاخرى ، صاحب العينين السوداوين ، ارتفعت زوايا فمها ، تتبعته بعينها ، ساقتها قدماها تهرول مسرعة ، لم تبعد ناظريها عنه لثانية الى أن ..


صوت  ارتطام تلك الكؤوس الزجاجية بالارض و انسكاب ما كان في داخلها جعل تلك الوجوه تلتفت نحو مصدر الصوت

تبا !


وسط تلك القاعة ، تسمرت صاحبة المظهر الرث و الغير مهندم مطأطأة الرأس تستمع الى ضحكاتهم و قهقهاتهم الوقحة التي لا تنتهي ، تتمنى في جوفها ان يكون ما تمر به حلما ، بل كابوس ستستيقظ منه قريبا لكن الامر لم يكن كذلك ، انها الحقيقة فهي الآن تقف امام هؤلاء الاشخاص ذوي المراتب العليا بعلى أنوفهم المدببة و عيونهم الساخرة و المشمئزة ، تكفكف دموعها التي توشك على الانهمار ، تتمتم معاتبة نفسها قائلتا " لا تبكي ، اياك و ذلك "

تتشبث بفستانها الزهري البسيط بقوة لتجعل منه اكثر انكماشا لعلها وبذلك تنجي نفسها من ذلك الموقف ترجو و تتمنى حدوث معجزة تبعدها عن ذلك المكان ، تنتشلها و سيرتها من افواههم التي خلقت لتبادل اخبار الناس خلف ظهور أصحابها



بالكاد تستطيع الوقوف على قدميها الصداع يفتك برأسها لم تعد تتحمل ذلك الكم الهائل من النوايا و الافكار الساخرة ، تحاول بشدة احكام غلق اذنيها بكفيها الصغيرتين الملطختين بالنبيذ الذي يغطي الجزء العلوي من فستانها وكذا مناطق من وجهها و رقبتها ، تراجعت نحو الخلف محاولة الابتعاد فإذا بهيكل صلب يعيق خطوتها الثالثة غير المتزنة ، شعرت بزوج من الاذرع تحاوط خصرها النحيف و بصوت اشبه بالهمس يداعب اذنها التي عملت بجهد على منعها من استقبال الاصوات ، عيناها المحمرتان تحاربان بضراوة النعاس الذي اعتراهما ، ترغبان بشدة بمعرفة مصدر ذلك الصوت .

" ارى ان الكل قد تعرف على المرأة التي ستصبح زوجتي ! "

ما الذي يهذي به هذا الشخص ؟ تَردد في نفسها هذا السؤال ألف مرة و احتل عقلها الذي اصبح مشتتا تماما ، انفاس المتحدث اصبحت واضحة بالنسبة لها و يسهل سماعها ، دقات قلبه المتزنة تسمعها بوضوح تام ، لقد ادركت للتو انها لا تسمع سوى صوته و دقات قلبه ، لا ضوضاء تحتل رأسها و لا احاديث تشتت ذهنها ، كيف هذا ؟

تساءلت و تساءلت ولم تجد لأسئلتها تفسيرًا  ،  مصدومة هي لا تعلم اي القضيتين عليها ان تفسر اولا ، سر اختفاء تلك الضوضاء أولا أم الشخص الواقف خلفها و الذي لم يسبق لها ان التقت به

على الاقل هذا ما كانت تعتقد قبل أن تلتفت نحوه ..

"قاتل !"

زرقة العينين نفسها والشعر الاسود ، الشخص الذي لم تعلم بعد كيف افلتت من سيفه يقف خلفها الآن ، تعبُ عينيها لم يمنعها من رؤية ملامحه بوضوح .

كان وجهه المنحوت متوازيا تتماشى ميزاته بشكل مثالي مع بعضها البعض ،  عيون حادة صغيرة مسحوبة محاطة بسياج من اهداب كثيفة سوداء  كالفحم ، حاجباه الغليضان الكثيفان يكافحان للظهور رغم سيطرة خصلات شعره الاسود على تلك المنطقة ، لديه جسر انف مرتفع  ،  و زاوية فك حاد ، بشرة سمراء و ايضا ..

تلك الشامة أسفل عينه اليمنى كان لها سحرها الخاص

كانت سينا شاردة تماما تمدح في نفسها وسامة الشخص الواقف امامها و الذي على ما يبدو ظهر للتخلص منها باعتبارها شاهدة على جريمته

"أليس كذلك !؟ "

صوته الرجولي إخترق اذنيها دون اذن يذكر جعل زوايا فمها ترتفع لترسم على وجهها ابتسامة بلهاء في حين تقوست عيناها اللتان لم تفارق وجهه ، تتفحصه بقعة بقعة

"هاه !" اومئت برأسها وسط دوامة شرودها التي لم تدم طويلا إذ انتشلها ذلك الصوت في ذهنها

  " لقد تم الامساك بك من قبل القاتل سينا ، القاتل ، القاتل ، القاتل .."
حركت رأسها بسرعة يمينًا و يسارًا  لتبدو كالجرو الذي سكب عليه الماء بغتةً ، صفعت خديها لعلها تطرد بذلك تلك الافكار المتزاحمة داخل عقلها ،  لتستيقظ بعدها على الواقع المرير والموقف الذي لا تحسد عليه ابداً

حمحمت محاولة تفادي النظر إليه قدر الامكان ، نظرت حولها ، تلك الوجوه التي كانت ترمقها بنظرات احتقار واشمئزاز تحولت الى صدمة عارمة ، لقد استطاعت سينا رؤية ذلك بوضوح كما انها بادرت باضهار صدمتها  ايضا

لما ينظر هؤلاء القوم نحوي بهذه الطريقة ؟
لست انتِ سينا ، لست انتِ ، يحدقون بالشخص الواقف خلفك ، هاه .. الشخص الواقف خلفي !

اقشعر بدنها لبرودة ما احاط يدها ، سمحت لذلك الشخص الذي احكم قبضته على معصمها بسحبها خلفه كورقة الشجر التي تلاطفها الرياح جيئةً و ذهابًا
استرسل قلبها بالخفقان بشدة ، شحب وجهها ، حاولت سحب يدها للتخلص منه ، شعور مرعب اجتاح صدرها
انا لا أريد الموت !

توقف اخيرا ، دفع جسدها ليرتطم بالجدار ثم لكم الحائط بغضب ، 
"كيف امكنك .. من تكونين ؟!"

"عفوا ؟! "

تفرس ملامحها بعينيه الحادتين المرعبتين ثم تراجع خطوة نحو الخلف ، زفر أنفاسه ثم عدل ربطة عنقه ، فصل شفتيه للحديث

" لـ -  "

" هل ستقتلني !؟"

بترت كلامه ،  اهتز صوتها لبرهة

" ما رأيك ؟ "

استجمعت شجاعتها ، رفعت رأسها ، رمقته بعينيها المشعتين بثقة  ثم  اشارت بأصبعها السبابة الى عنقها و قالت  :

" إ-إفعل ذلك ، هيا اقطع رأسي لكن اياك ان تعتقد بأنني سأسكت عن جرمك ، يا عديم الضمير "

تردد صوت صدى كلماتها الاخيرة في الارجاء  ثم ساد السكون للحظة ، حدق في ملامح وجهها المتذبذبة كاتمًا ضحكته بصعوبة ، وفي كل مرة كان يتقدم بخطوة نحو الامام كانت تقابله بالمثل لكن نحو الخلف ، يداها المعلقتان امام صدرها ترتجفان تتناوبان على اخماد الرجفة التي حلت عليهما ، ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة فور وقوع ناظريها على خاصته ، احكمت اغلاق عينيها مستسلمة لمصيرها الذي سيحدده الواقف امامها
"لنتزوج !"

"هاه ؟!"

فتحت عينيها على نطاق واسع ، رمقته بإستغراب ثم تفحصت اذنيها و قالت :
" أعد ما قلته ؟ زواج ماذا يا هذا  هل أنت .."

ابتلعت كلماتها المتبقية فور رؤيتها لكفه تصبح اقرب من عنقها لكن سرعان ما هدئت و زفرت انفاسها براحة لحظة ابتعاده
نضفت حلقها بعد أن استطاعت اخيرا استرجاع رباطة جأشها ثم قالت بتعجرف :
" بغض النظر عن افعالك انا لا استطيع الزواج بك لان لدي خطيب بالفعل "
" اوه ، حقا ؟!" رد الدوق متصنعا الدهشة و  التفاجئ ثم أضاف :
" اين هو ؟ "
رفعت اصبعها السبابة و اشارت الى المكان حيث يقف خطيبها المزعوم
تسمرت في مكانها ، كان ذلك المنظر
" موريس !"
خرجت من بين انفاسها المضطربة ،  دموعها التي انطلقت كالشلال ، خرجت عن سيطرتها تماما ، لقد فاضت مبللة جفنيها و خديها و كل بقعة من وجهها الصغير ، شهقاتها التي اختلطت و انينها المبحوح اخترقت اذني الواقف خلفها

الموقف نفسه ، كلاهما يتعرضان للخيانة الآن و من قبل اشخاص اقرب إليهم من قلوبهم ، يقف بهدوء واتزان في حين كان يجب عليه أن يجلس بجوارها   و يجهش  بالبكاء مثلها

لماذا ؟ تساءل مرارا وتكرارا

لماذا لا اشعر بالضيق نفسه ، لماذا لا استطيع البكاء بحدة مثلها ، ألسنا نختبر نفس الموقف ، الخيانة ، اذا لماذا لا اشعر بشيء ، لماذا ؟ هذه المرأة ..

جسدها يرتفع و يهبط مواكبا شهقاتها التي اصبحت اقل حدة ، محاولاتها الفاشلة في الوقوف على قدميها ، راقبها بهدوء ، استقامت اخيرا ، تقدمت نحو الامام ، خطوات غير متزنة ، تترنح جيئةً و ذهابا كالسّكير ، لم تفارق عيناها المثقلتان بالدموع هيئة ذلك الشخص الذي على ما يبدو لاحظ وجودها ، لقد كان مصدوما مثلها تماما ، هو مرعوب من الجثة التي تقترب منه اما هي فتحاول اقناع نفسها بأن الشخص الواقف امامها ليس نفس الشخص الذي كان يقبل تلك المرأة الحسناء  ذات الشعر الاسود المموج
" م-موريس !"

بكماء ، استطاعت اخيرا  اخراج صوت ، بدت مثيرة للشفقة و الاشمئزاز ، ثوبها المتسخ و وجهها ، دموعها التي جفت زادت الطين بلة ، شعرها الاشعث الملطغ بالنبيذ ، لقد بدت كجثة خرجت من القبر ، هذا ما اعتقده خطيبها في الوهلة الاولى ولم يكن مخطئ ، لقد كانت محتجزة داخل قبر يضم العديد من امثالها ، تعرضت للكثير من المضايقات و التحرش ، محاولات الاغتيال ، كانت تهرب بجسدها من المآزق بصعوبة ، تسرب اليأس إلى جوفها مرات عدة  لكنها لم تستسلم " موريس سينقذني ، سيصبح كل شيء على ما يرام ، فقط عندما ألتقي بموريس " رددت مرارا وتكرارا اسمه في كل مرة تتعرض فيها لسوء المعاملة ، كان اسمه أشبه بتعويذة سحرية تنسيها كل شيء ، ماذا الآن ؟ ما الذي ستفعله بعد أن أدركت أن تعويذتها فقدت مفعولها ، تستسلم ؟!

نظرت إليه ، ملامحها ، وجهها الشاحب عيناها الذابلتان ، كانت تبدو كالميت ، تلك الابتسامة المتذبذبة كانت الدليل على كونها لا تزال حية

" انت لم تفعل ذلك بإرادتك ، أليس كذلك ؟"
طرحت سؤالها اخيرا بعد صراع طويل ، لقد لمح الحزن المرير في عينيها ، كيف أمالت رأسها كالطائر الحزين ، ابتسامتها المنكسرة ، تتبع كيف تقوست عيناها لتلقي تلك الدمعة التي انحرفت عن مسارها ، بدت مشرقة رغم حالها المزرية

" سينا .."

" اتعلم لقد وثقت بك ، انت لن تفعل شيء كهذا دون سبب ، انا اعرفك جيدا .. أعتقد "

أعتقد ! كان وقع تلك الكلمة كبيرا على موريس ، اختنقت انفاسه في حلقه ، وكأن صخرة ضخمة وضعت فوق صدره ، فصل شفتيه للتوضيح لكن  حركتها التالية زادته  اختناقا ، لم يستطع نطق حرف واحد ، فرت كلماته هاربة 

ابتسمت بيأس و مرارة ثم أضافت بعد أن وجدت الصمت جوابا :

" لا تقلق انا لن اطرح المزيد من الاسئلة ، صدري يلتهب و هو بحاجة ماسة الى اجابة تطفئه ، لكن لماذا ؟! هل اقترفت خطأ ما ؟ ما الذي فعلته ل- "

تفرست ملامحه الباردة ، لا شيء ، ولا حتى ذرة من الندم ، بادلها النظرات ، تقدم نحوها ، أبعد خصلات شعرها الفريد عن وجهها ثم مرر اصبعه ليلتقط تلك الدمعة التي أوشكت على السقوط ثم قال ببرود :

" نهاية طريقنا ، سينا "

راقب بصمت من بعيد ما كان يدور هناك من حديث ، كانت تقف بصعوبة لكنها قاومت ، استغرب ، كانت هادئة جدا تستمع الى ما يقوله ذلك الشخص بقلة حيلة ، هدوئها أغضبه و بشدة ، طريقة كلامها و نبرة صوتها المنخفضة ، زفر بإنزعاج  ثم ضحك ساخرا 

"تلك المرأة .."

" كنا قلقين دون سبب ، لقد تبين ان خطيبك لا يبالي "

ذلك الصوت الذي اصبح مؤلوفا بالنسبة لها ، ذلك الشخص ، لا حاجة للالتفات ، ليست لديها الطاقة لفعل ذلك أساسا

" لا اعتقد انه سيعترض على زواجنا ، ما رأيك عزيزتي ؟"

تقدم نحو الامام ثم توقف حيث كانت تقف سينا  ،
نظر إليها و تلك الابتسامة الساحرة تعلو ثغره ، يده التي استقرت على وركها شعرت بها ، اتسعت عيناها في دهشة

" ز-زواج !"
بلغت صدمة تلك الحسناء ذات الشعر الاسود ذروتها ، زواج ؟! نظرت بتفاجئ و فاه فاغر الى الشخص الذي عانق سينا بقوة ثم التفتت الى موريس الذي كان مصدوما هو الآخر
ما الذي يحدث هنا ؟! 
لاحظت سينا الارتباك و الصدمة التي حلت بموريس و فتاته ما جعلها تستغرب ، نظرات تلك المرأة الحسناء نحو الواقف بجانبها جعلت الشك يدغدغ جوفها ، بدا و كأنهما يعرفان بعضهما البعض

" لم اكن اعلم انك اتخذت اجراء احتياطيا !" تحدث موريس بخيبة امل

"الامر ليس ك- "

"عزيزتي ، كان عليك ان تخبريه من البداية ، عن علاقتنا الشاعرية "

لم تكن بخير ، اكتفت بالتعبير عن صدمتها و تفاجئها من خلال ملامحها ، لم تنطق ببنت شفه ، استجمعت ما تبقى من طاقتها و رفعت رأسها ثم  حاجبيها و نظرت إليه

هل انت جاد ؟ تساءلت في صمت ، لقد اعتقدت أن عرضه لم يكن سوى مزحة لاستدراجها و ربما قتلها لكن ما كانت تشعر به

وضعت كفها على صدره وسط غفلته و دهشة خطيبها المزعوم ، حركتها تلك جعلته يشعر بعدم الراحة ، مررتها ببطئ تتبعها بناظريها بفضول ، فوجئ بتصرفها
كانت تبحث عن اجابة ما

  كيف امكنه السيطرة على نفسها و هلوستها ؟

غير متجانس !

ابتسمت بتعب ثم نظرت في عينيه الزرقاوين مباشرةً ، اتخذت القرار  ، انها الفرصة الأخيرة
الحياة ام الموت ؟

وقفت على اطراف اصابعها ، أمعنتِ النظر  في عينيه الصغيرتين لبرهة ثم حولت نظرها  الى موريس و السيدة بجانبه ، كانت تفكر في شيء غبي ، تصرف متهور ، حاوطت ذراعيها خلف عنقه ثم

لنتزوج ! "




© جو ليآ,
книга «شمس أوستن».
الفصل الرابع : زوجة بالإيجار
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (6)
ماريَام '
الفصل الثالث : لنتزوج !
ججميلللل بججدد
Відповісти
2020-11-05 19:15:16
1
ماريَام '
الفصل الثالث : لنتزوج !
الفصل التاني بلليززززز
Відповісти
2020-11-05 19:15:22
1
マリーヤム
الفصل الثالث : لنتزوج !
سينا تفوز بتاني أفضل بطلة قريتلها لحد دلوقتي
Відповісти
2020-12-04 15:24:33
1