مُقَدِّمَةٌ
الفصل الاول : أمُّ المصائب
الفصل الثاني : الجنّية الغريبة
الفصل الثالث : لنتزوج !
الفصل الرابع : زوجة بالإيجار
الفصل الخامس : زفاف مثالي لكن ..
الفصل السادس : لن اخسر سوف اتسلـق !
الفصل السابع : ولـيـمـة غـنـيـة بالوجوه
الفصل الثامن : يُطبخ بعناية
الفصل التاسع : الارشيدوق الجديد
الفصل السادس : لن اخسر سوف اتسلـق !

" سيدتي ارجوك افتحي الباب "

تناوبت الخادمات على طرق الباب و نداء سينا التي احتجزت نفسها داخل الغرفة تأبى الخروج

" انا لن اخرج بهذا الفستان على جثتي .."

صرخت بانفعال ثم اضافت :

" انا ابدو كـالليمونة بهذا المظهر "

ذلك الوغد اللعين هل تعمد فعل ذلك ؟ لم اعترض على اختياره لفستان الزفاف لانه كان مثاليا لكن هذا ، مؤكد يحاول جعلي ابدو فضيعة امام الحضور 

" سيدتي ارجوك ، الضيوف ينتظرون "

" فليكن ، انا لن انزل بهذا الشكل  "

حسنا بما انها لن تخرج بارادتها لقد تعين علـي استعمال الطرق القذرة

اخذت ماري نفسا طويلا ثم صرخت بأعلى صوتها قائلتا :

" سيدتي ، البارون كروسا  لبى الدعوة ايضا "

مـ موريس ، مـ ما الذي ..

لقد نجحت خطة ماري اذ فور اندفاع سينا لفتح الباب و التحقق من الخبر اقتحمت الخادمات الغرفة تحاصرنها

" نعتذر على هذا التصرف الهمجي لكننا مجبرون على ذلك ، اسمحي لي بأن اصفف شعرك الان "

كاد قلبي يقفز من مكانه ، كيف صدقت كلامهن بحق السماء ، ذلك لن يحدث ابدا ، كم انا ساذجة !

تنهدت سينا بيأس ثم ردت :

" كما لو ان لدي خيار اخر ، مكبلة كالمجرمين يكفي ان تقوموا بجري الى المقصلة "





بدت مشرقة جدا بذلك الفستان ، اقبلت نحوي بخطى ثقيلة تتمايل في مشيتها بضجر ، عندما لاحظت وقوفي على بعد خطوات قليلة من بقعة وقوفها رمقتني بنظرتها المنكسرة ، ابتسامتها الذابلة ، تستمر في جعلي اشعر بالندم لسبب مجهول ، ذلك الشعور يثير اعصابي ، انا لا اريد ان اجبر احدا ، انا فقط اريد  ..

" سـ سيدي "

انتبه الحارس بجانبه للتغير في ملامح سيده الذي اصبح غاضبا لكنه سرعان ما تراجع عن ما كان يريد قوله فور منع سيده له



" لماذا بحق السماء يجب علي ارتداء المشد ، هذا غير مريح "

" سيدتي ، توقف عن العبوس ، ابتسمـي  "

" انا اختنق ولا استطيع التنفس كيف لي ان ابتسم وانا على هذه الحال ، ماري ؟ "

رفعت رأسها لا اراديا

اوه ! كيران ، هل خرج لمرافقتي ؟


" كيـ .. "


مـ ما خطبه ؟ لما دخل القاعة ولم ينتظرني ؟

تساءلت للحظة ثم امسكت بطرف فستانها و هرولت مسرعة للحاق به

"انـ انتظر"

هذا تصرف غير لائق ابدا كيران كينجي ، ايها الزوج الفاشل 


 اخذت سينا نفسا طويلا ثم ..

كي أتفادى تكرار جنون تلك الليلة المشؤومة علي التركيز على البقاء مشغولة لاطول فترة ممكنة

اخرجت زجاجة صغيرة من حقيبتها الفضية ، فتحتها ثم تجرعت ما في داخلها دفعة واحدة

حتى ان لا اعلم الى متى سيدوم مفعول هذا السائل لكن ..

دفعت الباب

مهما حصل يجب عليّ الاستمرار .

الدوق و زوجته يدخلان القاعة


إلتفات الرؤوس نحوهما فجأة أربك سينا ، هرولت مسرعة للحاق بكيران الذي كان يتقدمها بخطوتين ، لكنها لم تستطع مواكبة وتيرته بسبب حذائها و فستانها الطويل و لإيقافه مدت يدها وتشبثت
بكمه طقمه الاسود

" أبْطِئ رجاءً "

انتبه كيران اخيرا ،  نبرة الترجي التي خاطبته بها سحبته من ضجيج أفكاره

ما الذي كنت افكر فيه بحق الـ

راجع نفسه ثم امسك بيدها و اكمل المسير جنبا الى جنب

الثنائي الفريد ، اللقب الذي اطلق عليهما منذ اللحظة التي تمت اذاعة خبر زواجهما ، انت لن تستطيع رؤية الشمس و القمر معا يتوسطان السماء ، يا لها من مصادفة لقد كان ذلك شعار المعارضين للزواج و لانهم كانوا يثرثرون و يسخرون لم يفكروا قط بأنه يمكن للقمر و الشمس ان يكونا معا لان كلاهما مرتبط بالاخر ، ان اختفى احدهما سيفنى الاخر حتما ، منظر فاتن و غريب نوعا ما ، و لان العيون لم تعتد على مثل هذه المناظر فتحت على مصراعيه

جميل جدا

لقد كان الفستان الذي ترتديه حيويا و مناسبا لفصل الصيف ، تصميمه فريد و بدون اكمام ، الجزء العلوي من الدانتيل المخرم اصفر اللون اما السفلي فـمصنوع من الساتان الابيض يفصل بينهما شريط من الحرير الازرق يحيط منطقة الخصر برقة ولاضفاء لمسة حيّة على الساتان الفضفاض تم رشه بألوان صيفية تنبض بالحياة و كأنها ضربات عشوائية من ريشة فنان

سينا التي اعتقدت انها ستكون محط سخرية بسبب فستانها الاصفر تراجعت عن اعتقادها ذاك عندما إنهالت عليها الاسئلة حول المصمم و المدائح عن مدى جمالها

 سمو الدوقة الفستان فاتن كما لو انه صمم خصيصا لك

الدوقة ارجوك اخبريني ، كيف اصبح شعرك بهذا الطول ؟

وجهك نظر جدا ، ما الذي تستعملينه ؟

التصميم الداخلي للقاعة مبهر حقا

لكن هذا لا يعني ان الجميع اعجبوا بها لانه و فور التفاتها تعلو اصوات النوايا الشيطانية و الحاقدة

خاتم من الالماس هل يحبها بذلك القدر حقا  ؟

النجم الوردي ، حتى الاميرة لا تملك مثل هذا الخاتم !

كان علي ان لا اعلق آمالا كبيرة على ذلك الترياق ، اوه مهلا لحظة ، مـ ماذا قالت ؟


 الـ النجم الوردي ، بهذا الخاتم يمكنني شراء بلد بأكمله ، كم تبلغ ثروة ذلك الشخص بحق الجحيم ؟

رفعت يدها تنظر الى الخاتم الذي استوطن اصبعها البنصر بفزع

لكن مهلا ، لقد وفى بوعده حقا

ارتسمت تدريجيا على محياها ابتسامة خلابة و صادقة لكنها لم تدم طويلا 

ماذا عن الخاتم الاول ؟ هل يعني ذلك انه اصبح ملكا لي ؟

ابتسمت بخبث

يا ترى كم تقدر قيمته  ؟

و لان سينا اعتادت على ذلك القدر المهول من النوايا لم تهتم كثيرا لما تلتقطه اذناها من اصوات للنفس البشرية المضطربة و اكتفت بالارتشاف من شرابها و المراقبة للتعرف على المساندين و العارضين من خلال نواياهم
 

' الجو جميل اليوم '

حقا انه كذلك

' هل حصل لنفسه على زوجة خادمة !'

لست خادمة بل شريك مثالي

 ' شعر برتقالي و عينان صفراوان ، هذا المنظر يؤلم عيناي بشدة ! '

سأحرص على تذكر شكل تلك المرأة و الظهور امامها الى ان تصاب بـالعمى

' كما لو انها خرجت من السيرك ، غريبة ! '

احب السيرك ، لهذا انا مجبرة على حضور هذا السيرك الاستثنائي

 ' خطيبته السابقة ، كانت المناسبة له بلا منازع '

انا اتفق معك تماما في هذا

' معجباته غير راضيات على الاطلاق ، يتطاير الشرر من اعينهـن '

اشعر بنظراتهن تخترق ضهري الان

 ' ساحرة ، اتمنى موتها الان وفي هذه اللحظة '

ما هذا ؟

التفتت سينا خلفها بعد أن شعرت بزوج من الأعين تراقبانها

هل تمنت للتو موتي ؟
كانت تبحث عن الشخص الذي يتمنى موتها و لقد وجدته أخيرًا 

صاحبة الفستان الاسود البراق و الهالة المظلمة الواقفة في الزاوية رمقت سينا بنظراتها الساخطة التي انطلقت كـالسهم نحوها

اوه ، يا إلهي ! انا لا أريد أن اكون كأس النبيذ الذي بين يديها
سرت قشعريرة في جسدها  ارتعشت لها فرائصها رعبا
يبدو انها من معجبات كيران ، لم اكن اعلم ان هذا سيحدث ؟ أرجوك يا فتاة لا تنظري الي بتلك الطريقة ، انا معجبة ايضا و اعرف جيدا شعور أن تكون معجبا بشخص لا يعلم بوجودك من الأساس ، رباه ! لقد تحركت ، ما الذي عليّ فعله الان

راقبت سينا تحركات تلك المرأة متأهبة لما سيحدث ثم ..
لما تستمر في الاختفاء خلف الجموع ، هل تخطط لشيء ما ؟

تقدمت ببطئ تتبعها بناظريها لكن فجأة ..


" سعادة الدوقة ، مبارك  "

" تهاني الحارة سمو الدوقة "

و بسبب تجمع السيدات حولها لها ، اضاعت سينا اثر تلك المرأة نهائيا

الى اين ذهبت ؟ 

التفت حولها بارتباك تبحث بناظريها في جميع الاتجاهات

هل تخطط لـ

إرتفعت خلفها تلك اليد الرفيعة الممسكة بكأس زجاجي انعكست عليه شكل الثُّرية الكرستالية الكبيرة

مـ مؤلم

انا لا ارى سوى السواد ، هل انا ميتة ؟ أهذا هو الجحيم ؟ ما هذا الذي ارتطمت به ، لا استطيع الحراك ، يطوق جسدي و ..

" هل لي ان اعرف ما كنتِ تحاولين فعله ، آنسة بليجر ؟ "

هذا الصوت ، يبدو مألوفا

فتحت عينيها ثم رفعت رأسها

" كيران ؟! "

لكن ما الذي يحدث هنا ؟! ما خطب هذا الجو الملبد الان و ايضا ..

 ما خطبه يعانقي فجأة ؟ ، أفلـ .. مهلا لحظة !

التفتت خلفها بفزع
تـ تلك المرأة الحانقة !

 لحظة ارتطامه بالارض و تحطمه الى قطع تعالت الضوضاء و فتحت الافواه و الاعين على مصراعيها و اختلطت الاصوات بعضها ببعض ،  لقد كان الجميع يرتدون نفس القناع ، قناع الفزع والصدمة

اوه ، يا إلهي !  كانت تحاول قتلي ؟! الا تعلم أن ذلك قد يتسبب في نزاع داخلي اخر ، ما هذا الـ

على صوت ارتطام الزجاج بالارضية استفاقت سينا من دوامة افكارها ، راقبت الغاضبة وهي تغادر القاعة و الشيء الوحيد الذي كانت تفكر فيه هو

الا يجب عليها أن تدفع ثمن الكأس الذي كسرته ؟

" هل انت بخير ؟ "

سأل بقلق و حدقتاه تتراقصان خوفا

التفتت نحو كيران الذي لا يزال يعانقها بقوة ثم اومئت برأسها و ردت :

" اعتقد ذلك ، لا داعي للقلق "

ثم اضافت بنبرة منخفضة بعد ان ادركت الوضع :

" يمكنك افلاتي الآن ، اكاد اختنق "

امتثـل لطلبها ، ارخى ذراعيه ببطئ ثم تراجع ، ارجع خصلات شعرها نحو الخلف ثم اشار الى احد حراسه بعد ان خاطب الحضور بصوت جهوري :

" زوجتي لا تشعر بأنها بخير ،  سننهي احتفالنا في هذه الساعة ، أشكركم على تلبية الدعوة "

 ماذا انا ؟

 ثم سحب سينا من معصمها يجرها خلفه

" ا-الى اين تأخذني "

سينا التي كانت تجر من قبل كيران وسط الحشود اكتفت باحناء رأسها  بحرج و التلويح بيديها مودعة ، فور خروجهما فصلت يدها عن قبضته

" ما الذي تعتقد نفسك فاعلا  كيران كينجي ؟ "

سألت بانفعال

" خذي قسطا من الراحة بعدها سنناقش ما تبقى "

" مـ مهلا توقـ .. "

آخ ! سـأجن ، يطلب مني التصرف بوضوح ولا اثير الشكوك حولنا ثم يغادر دون قول كلمة واحدة ، سأفقد اعصابي بسببه .





اتخذ كلاهما مقعدا بحيث يواجه احدهما الاخر ، تبادلا النظرات الجادة لثوان ثم شرع الاثنان في كتابة تفاصيل العقد الذي ستسير وفقه علاقتهما المزيفة

مقارنة بها لقد كانت شروط كيران واضحة ، مرتبطة بالخطوط العريضة و الامور المالية التي تم الاتفاق عليها في المعبد فهو لم يهتم كثيرا بالتفاصيل عكس سينا التي اهتمت بالتفاصيل و شرحها المفصل ايضا ، اذ كتبت حوالي خمس صفحات و سحبت ورقة اخرى

لم يعتقد كيران ان سينا ستكون مطلعة على مثل هذه الامور، اعتمادها اسلوب شخص متخصص في المجال جعله يراجع توقعاته

راقب بصمت الجالسة امامه تحركاتها التفاصيل الصغيرة ، كيف كانت تفرقع اصابعها تارة و تبعد خصلات شعرها عن مرمى نظرها وجهها تارة اخرى ، كانت شديدة الانغماس في عملها منقطعة تماما عن الواقع من حولها رغم ان كيران كان يحدق فيها طوال الوقت الا انها لم تنتبه به ، لقد نسيت تماما ان هناك رجلا وسيم يجلس امامها ، يستمر في التحديق فيها

بعد حوالي الساعة رفعت رأسها اخيرا ثم صاحت بحماس :

" لقد انتهيت "

تنهد كيران ثم اعتدل في جلسته وقال :

هل نبدأ الان ؟ "

جمعت سينا الاوراق ثم استوقفته للحظة ، نزعت فردة حدائها ثم وضعتها فوق الطاولة

ابتسمت و قال :

" يمكنك ان تبدأ الان "

قاوم رغبة السؤال عن سبب وضعها لفردة حذائها على الطاولة ، دفع الورقة نحوها ثم تراجع واسند ظهره على الكرسي واضعا الساق على الاخرى

_ قبل الطلاق ، ستحصل سينا على مرتب شهري يقدر ب 50000 قطعة ذهبية و يتم خلال الفترة تعديل الراتب عن طريق الزيادة او الخصم و ذلك في حالات يتم الاتفاق عليها كل على حده

_ بعد الطلاق ، تم الاتفاق على أن تمنح سينا قصرًا متوسط الحجم في العاصمة و العديد من المباني وسط العاصمة و 10000 قطعة ذهبية نقدًا شهريا للمعاش

_ في حال قامت الشريك بمخالفة احد الشروط المتفق عليها يتم تلقائيا خصم نسبة معينة من
المبلغ الاجمالي للمكافأة

_على الطرفين أن لا يتدخلا في الشؤون الخاصة لبعضهما البعض الا ان سمح الطرف الاخر بذلك في حال تدخل احدهما دون موافقة الاخر سيتم تلقائيا خصم مقدار النصف من المكافأة الاجمالية

_ان وقع احد الطرفين في حب الاخر عليه مجبرا الانسحاب فورا من الشراكة مع الابقاء على نصف المكافأة المتفق عليها

" الا تزال تعتقد أن وقوعنا في الحب امر وارد ؟ "

" لما لا ؟ ألم يقل ذلك المنجم اننا متوافقان ، انت تصدقين تلك الامور صحيح ؟ "

" بالطبع كان سيقول ذلك لان حياته كانت مهددة "

اطلقت سينا تنهيدة طويلة ثم استرسلت تؤكد وجهة نظرها بانفعال :

بربك ! ألم ترى كيف كان يرتجف رعبا ، لقد كان مجبرا على قول ذلك خوفا على رأسه من الضياع

كتفت ذراعيها امام صدرها ثم رمقته بنظرة ساخرة

" ألا زلت تعتقد بأننا متوافقان الان ؟ لا اصدق ! كيف لبرجين يقتل احدهما الاخر الاول ناري و الثاني مائي أن يتفقا ؟! "

" هل ذلك مهم جدا ؟ "

سأل كيران بعفوية

" ماذا في رأيك ؟ الماء مسالم لكن النار متقلبة في حالة ثوران واشتعال دائم هل تعتقد أن الماء سيتحمل تلك العلاقة ، قطعا لا "

انا عن نفسي لا اعلم كيف سأتحمله طوال الستة الاشهر هذه ، على اي حال سوف .. اوه ، مهلا لحظة ، كيف ؟!

" منذ متى اصبحت مهتما بهذه الامور ؟ "

ك-كيف لشخص مثله لا يؤمن بوجود الاله ان .. مهلا ، أيعقل أن ما تم تداوله من شائعات مجرد اكاذيب ؟ وارد .

بروسبر كيران كينجي ، الشيء الوحيد المعروف عن هذا الشخص هو اسمه ، اما التفاصيل الاخرى فهي مجرد اشاعات ملفقة ، لا احد يعلم مدى صحتها ، سواء كان ذلك متعلقا بعقيده او اي شيء اخر ،

" كوني لا أؤمن بهذه الامور لا يعني انني لا استطيع تمثيل ذلك "

" ها !؟ "

الان فهمت ، لهذا السبب لا احد يعلم عنه شيئا ، تبين انه ممثل بارع ، لا احد يستطيع تخمين اي الشخصيات  التي يستعملها هي الحقيقية ، لا بأس ..


ابتسمت بمكر

يا ترى كم ستدفع دور النشر مقابل المعلومة الواحدة ؟

عكس سينا التي كانت تفكر في طرق اخرى للحصول على الكثير من المال كان الدوق يفكر بضمير حي  ..

حتى ان كان ما تقوله غير صحيح لن تحب امرأة رجلا اراد استغلالها من البداية

 زفر انفاسه براحة

ادارت سينا الورقة على الجانب الاخر ثم استفسرت :

هل هذا كل شيء "

أومئ كيران برأسه ثم رد :

" دوركِ "

طهرت سينا حلقها ثم نظمت الاوراق فوق الطاولة و شرعت في قراءة شروطها :

_ ان تعرض سينا للاساءة الجسدية او اللفظية يسمح لها في تلك الحالة اتخاذ الاجراء الذي تراه مناسبا

_ بالنسبة للملامسة الجسدية لا يسمح للطرفين بذلك ابدا ان خالف احد الطرفين الشروط سيتم خصم او دفع ضريبة اللمس و قدرها خمسون قطعة ذهبية مقابلة اللمسة الواحدة

رفعت ناظريها نحوه

" هل لديك ما تضيفه "

اومئ كيران برأسه ثم كتف ذراعيه فوق الطولة و رد :

" الا في حال وجود تجمعات رسمية ، حفلة ، مأدبة ، مؤتمر صحفي ، سنكون ضيوفا لدى الكثير من الشخصيات المرموقة كما انه علينا عقد مؤتمر صحفي لتوضيح بعض الامور و الحقائق حول علاقتنا ، بقائك بعيدة عني سيثير الشكوك الا تعتقدين ذلك ؟ "

ما قاله صحيح ، الارستقراطيون يملؤون فراغاتهم عن طريق تصيد الشائعات و نشرها سيكون من الصعب الخروج من دوامة القيل و القال بسهولة ، هم يتعطشون للحصول على معلومات موثوقة عن حياة بروسبر كيران كينجي ، وكرد لا اعتقد ان كيران سيرحم الاشخاص الذين شاركوا في نشر الشائعات عنه ، علي ان اكون اكثر حذرا

" حسنا ، لا بأس لكن على الطرف الاخر ان يوافق اولا "

" بالطبع "

" جيد ، أن كان الامر كذلك لأنتقل الى التفاصيل الثانوية ، المهمة ايضا "

_ ان كنت سأمثل دور زوجتك المحبوبة و الموهوبة لمدة ستة اشهر ، انت ملزم بإحضار باقة من الزهور لي مرتين في الاسبوع

" باقة زهور ! "

اومئت برأسها تتفرس ملامحه تترقب ردة فعله

ما خطب ردة الفعل هذه الان ؟

قلبت سينا عينيها ثم قالت بعد أن تنهدت بيأس :

"حسنا ، حسنا ان كان ثمن باقة الزهور يؤرقك يمكنك خصمه من الميزانية "

" انا لم اقل ذلك ؟ "

" لكن ملامحك قالت ذلك ، عليك أن تشكر الرب على شريك متفهم مثلي ، كما أن هذا التصرف سيحسن من صورتك المشوهة ، الا توافقني الرأي ؟ "


ابتسمت بتكلف ثم أضافت :

" انا احاول أن أقوم بواجبي على اكمل وجه "

" حسنا ، التالي "

_ علينا السير وفق مبدأ : في الخارج نحن عاشقان مولعان ببعضنا لكن في الداخل لسنا سوى شريكين ، هل فهمت ما اعنيه ؟

" حسنا ، انا موافق لكن عليك .."

شابك كيران يديه فوق الطاولة ثم أردف :

" بالاضافة الى اللقب على الزوجة أن تقوم بواجباتها كدوقة و سيدة منزل و شريك بغض النظر عن العلاقة المزيفة المتجسدة على الورق فقط "

اومئت سينا برأسها ثم أضافت :

_  الشرط الاخير ، مستقبلا ، يسمح بتغير
بعض الشروط بعد اتفاق الطرفين دون المساس بالاساسيات ، انتهى

هل لديك اعتراض على ما قدم ؟ "

نفى برأسه

" حسنا اذا ، ما دمنا متفقين .."

دفعت الكرسي بقدمها ثم استقامت واقفة ، بصقت في كفها ثم مدت يدها

" لنتصافح ! "

كيران الذي صدم من تصرفها عجز عن رفع يده و مصافحتها ، حدق فيها لثوان محاولا فهم طريقة تفكيرها و ايجاد سبب مقنع لتصرفها

ألن نتصافح ، أن لم نتصافح فلن يكون بيننا شراكة "

رمشت ببراءة ثم اضافت :

" اوه ، يا الهي ، هل يزعجك اللعاب ؟! "

رفعت شفتها السفلى ترمقه بنظراتها المشفقة ثم قالت :

"عليك ان ترضى بشروط شريكك أن كنت ترغب بأن تكون علاقتكما متزنة ، كيران كينجي "

فقط افعلها ، ليس لديك حل اخر

استسلم كيران اخيرا للامر الواقع و للصوت في داخله ، رفع يده ثم صافح خاصتها

حتى ان كانت اهدفنا غير معروفة لكلينا ، لنكن متفقين على اننا في علاقة نستخدم فيها بعضنا البعض للافضل

بعد أن فصلت سينا يدها عن خاصته القت بجسدها على الكرسي تزفر انفاسها براحة

" بما اننا انتهينا .." نزعت فردة حذائها الاخرى ثم اضافت : " هل ستستحم اولا ؟ "

نفى كيران برأسه ثم رد : " يمكنكِ الذهاب اولا "

" سمعا و طاعة "






" آه ، مؤلم "

بعد خروجها من الحمام اطلقت سينا سلسلة من التأوهات واضعتا يدها اسفل ضهرها

كان علي ان اكون اكثر حذرا ، مؤلم


" ما خطبك ؟ "

خاطبت كيران

" لا تنظر الى بتلك الطريقة ، لست هنا لاستعراض مفاتني عليك "

غطت صدرها بيديها ترمقه بنظراتها الحادة المحذرة و لأن الثوب الاحمر الحريري الذي كانت ترتديه قصيرا بالكاد يصل الى الركبة بحمالات رفيعة لقد  جعلها تشعر بعدم الارتياح و الاحراج ايضا

" اقتربي "

اشار لها بيده

"  عذرا ؟! "

ما الذي يخطط لفعله ؟ ماضيه ليس بالمشرف و

قاطع تفكيرها اقترابه منها

" علينا فعلها "

" هاه ؟ "

اعتقد انه علي الشعور بالخوف الان ؟

استرسل قلبها يخفق بجنون و معه وتيرة انفاسها خاصة بعد ان لمحت يده ترتفع

سأصرخ ، انه الحل الوحيد ، علي ان اجد شيئا ما لادافع به عن نفسي ، شـ شيء ما

" اا توقف مكانك "

تراجعت خطوة نحو الخلف ثم اتخذت وضعية دفاعية

صرخت بارتباك محذرة " سوف اركلك ان اقتربت اكثر

لا استجابة ، واصل كيران الاقتراب منها غير مبال بتحذيراتها

" ألم تسمع ما قلته ، انا أحذر- "

صرخت بأعلى صوت مغلقة عينيها ما جعل كيران يسارع في وضع يده على فمها قبل ان يكشف امرهما ثم اشار باصبعه نحو الباب و همس في اذنها :

" نحن مراقبون "

اتسعت عيناها دهشة و تسمر جسدها في مكانه

" سأرفع يدي الان ، لا تفزعي "

اومئت سينا برأسها ردا عليه




" كان عليك أن تخبرني من البداية ؟

" لقد علمت للتو سينا "

من قام بارسالهم ؟
انحنت تراقب من فتحة الباب النسوة الثلاث على الجانب الاخر اللواتي كن يتنسطن بإنزعاج شديد ، اما عن كيران فقد استند على الباب يجيب على اسئلتها دون اسهاب


" لما قد تفعل الامبراطورة شيئا كهذا ، انت حتى لست مقبلا على التتويج او شيء من هذا القبيل ،
في مثل تلك الحالات يتم وضع مراقبين للتحقق
من مرور الليلة الاولى دون حوادث او مشاكل ، لكنك .. "

مهلا لحظة سينا ، هذا الشخص هو كيران كينجي كلب الامبراطورة كما يقال ، يدها اليمنى

" ك-كيف علمت ؟! " سأل كيران بدهشة

" ماذا ؟ لقد خمنت ذلك ، في البداية كنت افكر بأن الفاعل احد الإثنان ، اما معجب سري وهذا ما لا افنده لأن رؤيتك على هذه الحال عاجزا تدل على أن الشخص الذي نتعامل معه لديه سلطة عليك ما يقودنا الى الشخص الثاني ،الامبراطورة ، لكن ما يثير فضولي هو .."

لما قد تفعل هذا ان كانت تثق به حقا ؟ انا لا اعرف شيئا عن علاقتهما الحقيقية لكنني متأكدة من انه حدث شيء ما ، اختلاف ربما .. آه رأسي يؤلمني ، تهاني سينا تبين ان العقبة الاولى في رحلة الستة اشهر ستكون على ما يبدو الامبراطورة ، مبهج جدا !

بعثرت خصلات شعرها المجفف تتأفف بإنزعاج ثم قالت بتذمر :

" ماذا الآن ؟ ما الذي سنفعله ؟ "

القت جسدها على السرير ثم أضافت :

" لا تقل أن علي البقاء مستيقظة الى أن يغادر مبعوثوا الامبراطورة ؟!

" ذلك ما كنت اريد قوله من البداية "

رائع !

" سأخرج للحظة وسأعود ، ابقي هنا "

لقد استغلت سينا فترة ذهاب كيران الى الحمام في القاء نظرة على الغرفة ، كانت غرفة كبيرة ، كان هناك توازن جيد بين الالوان المختارة ، الازرق و الابيض و الذهبي كانت تلك الالوان الثلاث المسيطرة على حلة القصر باكمله

كل شيء في غرفة النوم كان ضخما و فاخرا ، كان السرير المغطى بالحرير المطرز بخيوط من الذهب ووسائد من الريش ضخما يتسع لحوالي خمسة اشخاص ، على الجدار المقابل للسرير علقت ثلاث لوحات متفاوتة الاحجام  بالرغم من ان سينا لم تفهم ما تحاول اللوحة الكبيرة ايصاله و كذا اللوحات متوسطة الحجم الا انها احبت للتنسيق في الغرفة

على الجانب الايسر ، كانت هناك شرفة كبيرة على طول الجدار تطل على الحديقة الشرقية للقصر تكسوها ستائر زرقاء اللون 

كما كانت هناك خزانة متوسطة الحجم تحوي داخلها العديد من زجاجات النبيذ مصنفة حسب النوع و الحجم ، لقد بدا الامر غريبا بالنسبة لسينا ، ان تحتوي غرفة النوم على زجاجات من النبيذ الفاخر

لكن مهلا لحظة ، انا داخل قصر بالتحديد داخل احدى غرف قصر بروسبر كيران كينجي اله الخمور
، ان لم تكن هناك زجاجة داخل قصره هذا حتما سيكون شخصا ينتحل شخصيته

سينا لم تكن خبيرة بأشكال النبيذ و انواعه لكنها تذكرت نوع النبيذ الذي كان يتناوله والدها بالتبني
و لحسن حظها لقد تعرفت عليه من شكل الزجاجة

 

قفزت سينا بفرح و عندما كانت على وشك اخراجها ترددت للحظة  



كيران لن يعترض ان ارتشفت القليل منها ، أليس كذلك ؟

لا لن يفعل ! رد صوتها الداخلي


اخرجت الزجاجة الفاخرة ثم تفحصت العلامة التجارية

" لم اكن اعلم بأنه مصنوع في مصانع كينجي "

جانبا ، وضعت طاولة صغيرة لشخصين وفوقها
عدد من الكؤوس و فتاحة لكن سينا لم تهتم للهفتها ، شحذت اسنانها بلسانها ثم ألصقت فمها بالزجاجة ، بعد ثواني قليلة استطاعت فتحها




كانت الزجاجة ثقيلة  ما دفع سينا لاحتضانها بكلتا يديها حتى تتمكن من ارتشاف القليل منها

رغم حرصها على امساكها بقوة انزلقت الزجاجة من يدها دون وعي و تحطمت الى قطع فور ملامستها للارضية الرخامية

قفزت من مكانها بفزع

يا رجل ما الذي فعلته ؟

كانت تحدق بقطع الزجاج المتناثرة على الارض بفاه فاغر دون حراك

" انا حتى لم ارتشف الكثير ، ما هذا الحظ العثر "



موسيقى حزينة !

جثت على ركبتيها تبكي زجاجة النبيذ التي انكسرت الى قطع مختلفة الحجم

" سيدة زجاجة ! "

استرسلت تبكي و تنتحب بدرامية

كان علي أن اكون حذرة ، بسبب تهوري خسرت حياتك و سالت دمائك على هذه الارض باسراف ، كله بسبب تسرعي ..

سحبت ماء أنفها ثم تنهدت بتحسر و أضافت :

" سيدة زجاجة ، انا جد آسفة ، بسببي لن تكون لديك فرصة لملامسة شفتي كيران المثيرتين كرفيقاتك .."

ربتت على صدرها ثم مسحت دموعها المزيفة وقالت :

" لا اعتقد انني سأستطيع مواصلة العيش وهذا الإثم يطاردني ، انا حقا بائسة ! "

كيران الذي دخل الغرفة قبل لحظات راقب المشهد رافعا احد حاجبيه بإستغراب ،

انتبهت سينا للهيكل الضخم الواقف خلفها

" ليست لدي نية في مقاطعة عزائك ، اكمل ما كنت تفعلينه ؟! "

نضفت سينا حلقها بعد أن كادت تختنق ثم التفتت نحوه تبتسم ببلاهة :

" عـ عدت !؟"

تنهد كيران بقلة حيلة ثم دنى منها

" هل انت ثملة ؟ "

نفت برأسها ثم فصلت شفتيها للرد لكنها فوجئت بتصرفه

" اا ضعني ارضا حالاً ! "

لف ذراعه حولها ثم رفعها فوق كتفه تماما كتلك المنشفة التي استعملها لتجفيف شعره

حاولت لكم ضهره و التشبث بشعره لعله بذلك ينزلها لكن بلا جدوى

اجلسها برفق فوق السرير ثم قال بعد أن استقام واقفا :

توقف عن هذا ، قدمك لم تشفى بعد "

اشارت بأصبعها السبابة نحوه ثم قالت بإنفعال :

" لا تقم بالقاء الاوامر علي "

" انا لم افعل "

ضحكت ببراءة ما جعل عيناها تتقوسان تحدق في قدميها و تهمهم بفرح

" حسنا "




" اا يكفي ، هذا مؤلم ، انت تغش "

مررت راحة يدها على جبهتها بعبوس ثم اضافت متأوهة :

" تملك اصابع من الفولاذ ، اتسمي هذه نقرة على الجبهة ، مؤلم "

كتم كيران ضحكته ثم رد :

" فقط ان استعملت عقلك ستفوزين "

رمقته بسخط ثم استقامت واقفة

" لقد ضقت ذرعا من هذه اللعبة ، لنجرب شيئا اخر "

" هل لديك اقتراح ؟ "

ابتسمت سينا بمكر

حتما سأفوز هذه المرة بلا شك



شروط اللعبة على اللاعب أن يخطو فوق البلاط وفق توجيهات اللاعب المنافس وفي حال داس اللاعب على حدود البلاط تتم معاقبته ويتم اختيار العقاب من قبل الطرف المعاكس ، كما أن الوجهة او ما يسمى نقطة الانطلاق سيتم اختيارها من قبل الطرف الاخر في حال كان متفوقا بفارق كبير عن بقية اللاعبين

تحتاج اللعبة الى التركيز وتصفية الذهن وتعتمد ايضا على حاسة السمع ، اذ يمكن للاعب أن يباغت خصمه في اي لحظة و يتراجع في ثانية عن ما قاله سابقا

صرخت مرددت "توقف .. توقف !"

ثم إنتفضت من مكانها تهرول نحوه

" لقد دست على الخط "

" لم افعل !" رد بإنكار

" لقد رأيتك بأم عيني تفعل ذلك ، وفور اقترابي قمت بسحبها .. هيا اعترف "

" هل لديك دليل ملموس ، شاهد ربما ، لا ، وعليه فإن اتهامك باطل .." أردف بثقة ثم تراجع نحو الخلف ، جلس واضعا الساق فوق الاخرى يراقب ملامح وجهها المنزعجة بإستمتاع ، صفق بيديه ثم قال :

" دوركِ .. انا اختار تلك البقعة هناك "

رفعت اصبعها السبابة ثم اشارت الى المكان الذي اختاره بفاه فاغر مقطبةً حاجبيها دون أن تقول كلمة ، لم تكن بحاجة لذلك لان ملامحها قالت بالفعل كل شيء ، شيء مثل هل تمزح معي !؟

اومئ كيران برأسه يخفي خلف قناع البراءة و اللامبالات ابتسامة النصر التي تَلوح في كل مرة تشيح فيها سينا ناظريها عنه ، استنشقت الهواء بغضب ثم زفرته ألقت سترتها الخفيفة على السرير بعدها رمقت ذلك المستمتع بنظرة سخط و انزعاج ثم اتخذت مكانها حيث البقعة المختارة

تتقدم بحذر شديد متبعةً توجيهاته ، تتخطى في كل مرة احد البلاط

الاول ثم الثاني فالثالث وصولا الى الرابع و الخامس ، وبينما هي على وشك أن تطأ بقدمها على السادس ، ارتطم رأسها بسطح صلب

" آه ! مؤلم ! "

رفعت رأسها

ما هذا الـ

" اوهاه ! "

كان يرتدي قميصا اسود من الحرير مضغوطا
باحكام طرزت اكمامه و ياقته بخيوط من الذهب ، شعره المجفف حديثا زاد مظهره جاذبية

حتى ان لم اكن ثملة ، وسامة هذا الشخص و مظهره يجعلوني كذلك رغما عني 

 لم تنتبه سينا لوجهها الذي اصبح احمر و كذا ابتسامتها التي اصبحت اكثر اتساعا ، نظرت اليه من رأسه و حتى اخمص قدميه ثم قالت بدهشة عارمة :

" اوه ، يا إلهي ! انت شاهق الطول حقا .."

تراجعت خطوة نحو الخلف ثم اضافت :

" اوهاه ! انت حقا .. وااو ! بالكاد استطعت رؤية وجهك قبل قليل ، دعني اجرب هذا ايضا .."

وقفت على أطراف اصابعها ثم رفعت ذراعيها نحو الاعلى

"أنظر ! حتى بعد إن فعلت هذا لم استطع الوصول إليك ، حقًا .. وااو ! "

ربتت على صدره ثم تمتمت بحرج مقلصة عينيها بخبث : " زوجي المزيف رجولي جدا " لتطلق بعدها ضحكة صامتةً تغطي بيديها وجهها المحرج

استقرت كفها على صدره ثم راحت تستكشف كل شبر منه بفضول متمتمةً :

" لما انجذب بشدة الى هذا الجسد يا إلهي ما الذي يحدث لي ؟ "

هذا القدر الكبير من الطاقة غير المتجانسة يفقدني صوابي ، أيعقل أن يكون هذا تأثير الثمالة ؟

ابتلعت ريقها بسرعة ثم رفعت يدها بصعوبة تصارع الرغبة بداخلها التي تبقيها ملتصقة بجسد هذا الشخص

صفعت خديها ثم جبهتها لعلها بذلك تعود الى وعيها

"لماذا توقفتِ ؟ انا لم اطلب منك التوقف بعد "

"ماذا ؟!"

نظرت حولها ثم قالت بإنزعاج :

" كيف تتوقع مني المرور بينما جسدك يصد الطريق ؟"

رفع كيران كتفيه بلامبالات ثم قال :

" افهم من كلامك انك تعترفين بالخسارة "

" في احلامك ، أنا لم اقل هذا

نظرت حولها تراجع الوضع تفكر في طريقة للوصول الى الجانب الاخر دون لمس منطقته

حسنا سينا فكري ، انا اقف الآن هنا المناطق على اليمين و اليسار ملك له و التي يقف عليها الآن اصبحت ملكه ايضا ، سيكون من الصعب المرور ، ما الذي كنت افكر فيه عندما تحديت شخصا يعتمد التكتيكات الحربية للفوز في لعبة بسيطة ؟!

الطريقة الوحيدة للمرور هي من خلاله ، لافكر في حيلة ما

تفحصت هيئته  للحظة ثم ابتسمت بخبث ، عقلها كان مشوشا وعلى ما يبدو لقد بدأ الخمر يأخد مفعوله


مدت ذراعيها ثم ارتمت في احضانه تعانقه بقوة ، لفت ساقيها حوله كمن يحاول تسلق شجرة

" مـ ما الذي تفعلينه ؟! "

كيران الذي عجز عن الحركة كان مصدوما و متفاجئا من حركتها

ضحكت سينا بخبث بينما لا تزال ملتصقة به كالقرد ثم قالت :

" انا لن اخسر امامك سوف اتسلق هيكلك المثير للوصول الى الجانب الاخر "

ثم ختمت قولها بضحكة شريرة

تنهد كيران محاولا مسايرتها ثم قال :

" حسنا سأسمح لك بذلك لكن عليك لاحقا أن تدفعي ضريبة اللمس ام علي ان اخصم من

راتبك ، أيهما ستختارين ؟ "

رفعت سينا رأسها تنظر اليه بعدم فهمت ثم قالت :

" ما الذي تقولك ، انا لا افـ "

فتحت عينيها على نطاق واسع ، ابتلعت الحروف المتبقية ثم تراجعت نحو الخلف بسرعة الى أن اصطدم ظهرها بالجدار

ما الذي فعلته ، واه !

" يـ يمكنك ا-الفوز " ضحكت بإرتباك ثم أضافت :

" دعنا لا نفتح سيرة المال الآن "

" جيد "

احسنت يا انا ، حقا رائع ، وضعتِ قاعدة عدم اللمس ثم اخترقتها ، وااو حقا ، انا معجزة !

" هل ستبقين ملتصقة بالحائط كالصرصور ، ألن تخلدي للنوم ؟ ، انتِ ثملة "

انتشل كيران سترته من فوق السرير ثم أضاف :

" يمكنك النوم الآن ؟ لقد غادر المبعوثون على ما يبدو ، ارتاحي جيدا "

ثم اتجه نحو الباب للمغادرة ما جعل سينا تنتهز الفرصة و تهرول مسرعة إلى السرير ، إنزلقت أسفل البطانية تراقبه بعينيها الكبيرتين كالبومة

" هي حقا تبدو كالصرصور المذعور " ضحك كيران في صمت

" امم .. ايها الزوج المزيف ، هل ستقتل شخصا ما الليلة ايضا ؟ "

ابتسم كيران بخفة على التعابير التي كانت تصنعها بملامحها ، كيف كانت تحاول مكافحة النعاس و ابقاء عينيها مفتوحتين

" هل ستدفعين إن اجبتك ؟ " رد كيران

سحبت سينا اللحاف ثم دفنت رأسها أسفله و قالت بإنفعال طفيف :

" انسى الامر ، افعل ما يحلو لك "

قبل ان يدير مقبض الباب ، سحب كيران ساعة فضية اللون دائرية الشكل من جيبه ، حدق فيها لثوان ثم اعادها و غادر

© جو ليآ,
книга «شمس أوستن».
الفصل السابع : ولـيـمـة غـنـيـة بالوجوه
Коментарі