تقرير
Part One
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
Part Six
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Part Eleven
Part Twelve
Part Thirteen
Part Fourteen
Chapter Fifteen
Chapter Sixteen
Chapter Seventeen
Chapter Eighteen
Chapter Ninteen
Chapter Twenty
Chapter Twenty-one
Chapter Twenty_two
Chapter Twenty-three
Chapter Twenty four
Chapter Twenty five
Chapter Twenty-six
Chapter Twenty-seven
Chapter Twenty-eight
Chapter Twenty-nine
Chapter Thirty
Chapter Thirty-one
Chapter Thirty-two
Chapter Thirty-three
Chapter Thirty-four
Chapter Thirty-five
Report || تقرير
Chapter Thirty-six
Chapter Thirty-seven
Chapter Thirty-eight
Chapter Thirty-nine
Chapter Forty
Chapter Forty-one
Chapter Forty-two
Chapter Forty-three
Chapter Forty-four
Chapter Forty-five
Chapter Forty-six
Chapter Forty-seven
Chapter Forty-eight
Chapter Forty-nine
Chapter Fifty
Chapter Fifty-one
Chapter Fifty-two
Chapter Fifty-three
Ch 54|| لؤلؤ
Ch55|| بيننا قدر
Ch 56|| تخبط
Ch 57|| ضعف
CH58||المقاومة
Ch59|| !يا حب
CH60|| خاشع للقلب
CH61|| إحتضار
CH62||بتلات ميتة
CH63|| هُدنة
CH64|| في الغياهب
CH65||خُدع
CH66|| حب زائف
CH67||إلى البداية
CH68||شتات
CH69||أقتل الحب
CH70|| فوضى
CH71|| عهد جديد من البسالة
CH72||فصل النهاية
CH73||الإنفجار العظيم
CH74||حالة حب
CH75||تصلحه و تبنيه
CH76|| طُرف الحب
CH77|| الملاك الشقراء
CH78||نِعمة
CH79||إبنة قلبه
CH80||بيكهيون و ملائكته
CH81||عِناق الموت
CH82|| المقاومة
CH83|| حوافز
CH84||العودة
CH85|| نهاية حرب الدماء
CH86|| تقلبات زمن
CH87|| اقتلني أو اشفيني
CH88|| بين نارين
CH89|| مُقرمشات
CH90|| وعكة نفسيّة
CH91||طَوق
CH92|| البطل الأبديّ
THE END|| حاقد عاشق
CH90|| وعكة نفسيّة
الطريق من كلية الطب إلى قصر بيون بيكهيون استغرق ما يُقارب ساعة على درّاجتها النارية التي إبتاعها جين لأخته حديثاً.

ترجّلت قُرب البوابة وخلعت عن رأسها خوذتها، اقتربت من حرس البوابة تقول.

" أريد أن أقابل رئيسك المُتباهي، لذا افتح الباب"

الرجل أشار لها أن تنتظر ثم نقل رسالتها إلى داخل القصر وبعدما حصل على الرد أجابها.

" عذراً آنسة فلورا، الرئيس ليس هنا، كذلك زوجته"

ارتفع حاجبها بإستهجان واستنكرت تهمس.

" هل تمنعني من الدخول الآن؟!"

أومئ ثم همس معتذراً.

" أجل آنستي، غادري من فضلك!"

صرخت به بغيظ شديد.

" لستُ آنستك يا هذا!!"

قرر الحارس حينها أن يتجاهلها كلياً وأشار لزملائه بذات الأمر، وهذا ما أثار غيظها جداً، فهي تتكلم وهم لا يجيبون.

ركلت البوابة بقدمها بغضب وصاحت.

" أيها الهمجي الإرهابي المغرور!"

لقد إتصل بها جين صبيحة اليوم وفي صوته كمد، أبلغها أن بيكهيون ألغى خطوبته على نانسي مُذُّ فترة، وما كان سيتحدث لولا أن فلورا فكّرت بتدبير موعد له مع خطيبته.

وهي الآن ثائرة على بوابة القصر، فكيف لبيكهيون أن يفسخ خطوبة هو من عقدها دون أي إعتبار لرأي أخوها أو لمشاعره؟!
ذلك سبب داخلها بُركان من الغضب، ستفجره بوجهه بلا شك.

أصرَّ حرس القصر على إبقائها خارج حدود القصر حتى يعود كريس أو الرئيس نفسه أو حتى ترحل من تلقاء نفسها.

تنهدت تتراجع عن البوابة، ثم جلست على درّاجتها بإنتظار أن يأتي أي أحد ليتكلم معها.

وبالفعل لم يطل إنتظارها، فها هي البوابة تنبلج لتعبرها سيارة الرئيس بموكبه من سيارتيّ حرس أُخريات، واحدة تتقدمه وأخرى تتأخره.

رأى كريس فلورا تقف مُتكئة على درّاجتها فأمر عبر سماعته الموصولة لبقية الحرس أن يدخلوا بالرئيس وزوجته وهو سيتوقف عند البوابة، ذلك لأنه يعلم السبب الذي أتى بها إلى القصر.

نزل كريس من السيارة، سُرعان ما هرول إلى فلورا، التي أخذت تجري خلف سيارة الرئيس كمطاردي الصحافة الصفراء.

أمسك بها من ذراعها يكبحها من الإندفاع خلف سيارة الرئيس، فصرخت به تتفلت من يده بغضب.

" أتركني ألقن رئيسك الإرهابي درساً لن ينساه!"

تهكم كريس بإبتسامة وأفلت يدها، يشير لها أن تتبع الرئيس.

" أواثقة أنكِ تقدرين على تلقين الرئيس درساً؟!"

نظرت في عينيّ كريس بإستياء شديد، لِمَ عليه أن يكون وفيّاً لرئيسه إلى هذا الحد؟!
تكره أنها فعلاً لا تستطيع فعل شيء لرئيسه.
لِمَ أتت من الأصل وهي تعلم أنها ستعود بخُفيّ حُنين؟!

رمقها من فوق أهدابها بنظرات ساخرة بعدما ردت عليه بثغرها المُطبق فقط، ثم أمسك بذراعها من جديد وسحبها معه قائلاً.

" تعالي لتخبريني لِمَ أتيتِ مُستعدة للموت على يد الرئيس بلسانكِ الطويل هذا"

تهكمت من خلفه بينما تلكم ذراعه التي يجرّها بها لعله حررها، لكن عبثاً.

" تقول بفخر أن رئيسك قاتل!"

أجابها قبل أن يقف بها قُرب المُلحق الذي يخص جويل.

" إنها مهارة آنسة فلورا، مهارة!"

أومأت بإستصغار لحجم عقله، الذي يُمجد أمور لا تُمجّد، بل تُردم و يُتكتم عنها عادةً، لكن كريس ورئيسه دوماً فوق المُعتاد.

" نعم، نعم، القتل مهارة عظيمة يجب الفخر بها"

لم يرد، إكتفى بجذبها متخفياً عن الإنظار، ثم إلتفت لها يقول.

" والآن أخبريني، لِمَ أتيتِ تحملين كل هذا الغضب على الرئيس؟!"

عقدت ذراعيها إلى صدرها و استنكرت بحاجب مرفوع ونبرة كارهة لرئيسه.

" وكأنك لا تعلم! لقد فسخ خطوبة أخي وأخته هكذا، دون أن يستشير أخي أو يسأله عن رأيه حتى، فقط هكذا وكأن الكون يتمحور حوله..."

ثم شرعت تُقلد نبرة بيكهيون وملامحه المُفحمة بالكبرياء والغرور عندما يطلق أوامره.

" جين أيها الصبي، لقد قررتُ أن أفسخ خطوبتك على نانسي، لأنها لا تريدك، أما أنت فاضرب رأسك بالجدار لوما أعجبتك أوامري"

إرتفع حاحب كريس عن ناصيته، ورمقها مستنكراً قولها يعقد ساعديه إلى صدره.

" هل هذا ما قاله الرئيس لأخيكِ حقاً؟!"

زفرت تشيح عنه ببصرها وقالت.

" الأخيرة إضافة مني"

ضحك بخفة، أنها شقيّة بطريقة تُثير في نفسه شعور المرح ومشاعر أُخرّ لم يُميزها بعد، ربَّت على كتفها بشيء من القوة يقول.

" يُفضّل ألا تؤلفي على لسان الرئيس كلاماً لم يقله أيتها الطفلة!"

صاحت به بإنزعاج وحرج.

" لِمَ عليك ان تكون وفياً له لهذا الحد؟!"

عقد حاجبيه بأستياء، ونقر بسبابته جبهتها موّبخاً.

" لا تصرخي بوجهي، إهدئي قليلاً"

برمت شفتيها بإستياء، ثم نفثت أنفاسها تشيح ببصرها عنه، وهو اتبع.

" الرئيس مُحق، هذا الزواج لو تمّ لن يكون ناجحاً، الآنسة نانسي ما زالت عالقة بمشاعرها لدو كيونغسو"

ثم زلف من فلورا خطوة واتبع قائلاً، وكأنه بهذا القُرب يستولي على فِكرها ورد فعلها القادم.

" ثم أنكِ تعلمين أن جين ما زال قلبه مُعلقاً بحب الفتاة التي أنقذها من اليمّ"

نظرت له مدهوشة وقد تسرب إلى نفسها الخوف لعلمه بهذا الأمر، فأومئ مؤكداً.

" أنا أعلم أنه يكنّ للسيدة جويل مشاعر الحب، وأنه لم يقدر على تجاوزها للآن."

إزدرئت فلورا جوفها بشيء من الخوف على شقيقها، لكن كريس اتبع يُريحها من التفكير بإستنتاجات سوداء، كأن يخبر الرئيس، والرئيس يذهب لقتل أخيها.

" لكن من يستطيع أن يلومه على أنه يحب زوجة الرئيس، لا أحد، ببساطة لأنه لم يحبها لأنه يريد أن يحبها"

تنهد كريس واتبع يبتسم بلا أن يشعر.

"الحب فقط هكذا، لا يطرق الأبواب قبل أن يلج القلوب"

إستعاد رابطة جأشه التي كادت تتفلت منه، وخصوصاً عندما خصّته فلورا بنظرات مُستفهمة مشككة، ثم رفع سبابته محذراً يقول.

" لكن أن يتزوج من أخت الرئيس ليبقى قريباً من السيدة جويل، فهذا مرفوض ممنوع، ولولا أن الرئيس اقتنع بأن هذا الزواج معلول، لتكلمت معه بنفسي وعارضت"

استنكرت فلورا تضبط توترها، وتُزيف أمام كريس وضعية الهجوم.

" وهل تظن حقاً أن هذا هدف أخي من الزواج سيد كريس؟!"

أومئ ببساطة ثم قال.

" نعم، لذا لا تجعليني أتكلم للرئيس عن نوايا أخيكِ"

ثم غمزها ليس من باب العبث، بل من باب التأكيد بخطورة وعيده.

تنهدت فلورا بأستياء شديد، أما كريس فمنحها ظهره مبتعداً، يشعر بنفسه أوهن من ان يبقى واقفاً أمامها بهذا الشموخ.

يحتاج قسطاً من الراحة ينفرد فيه مع نفسه، لقد بقيّ من حبه الأول شظايا قد جرحت قلبه، لكنه رغم ذلك سعيد، سعيد لأنه إستطاع أن يتخطاها وأن ينظر لها كأي إمرأة أخرى، كما دخلت قلبه بسريّة تامّة خرجت.

لكن فلورا استوقفته عندما قالت تنفس عن شكوكها.

" كلامك قبل قليل أشعرني أنك واقع في الحب، هل أنا حبك الأول فعلاً؟! أم أن هناك من سبقني إلى قلبك؟!"

عقد ملامحه، لا أحد سيعلم بأنه كنّ لزوجة رئيسه الحب، حتى لما بعد موته لن يترك أثراً أو دليل.

مضحك كريس بخفة يلتفت لها وقال.

" من قال لكِ أنني أحبكِ من الأصل؟!"

وهنا قد ثار غضب فلورا على آخره، وبلغ السيل الزُبى مع هذا الرجل، إنحنت تحمل حجراً عن الأرض، ورمته به بعصبية تصرخ.

" يا لك من وغد!"

تفادى كريس الحجر وضحك بينما يقترب منها، وهي ترفع بوجهه حجر ثانٍ وتهدده بعصبيتها المفرطة هذه.

" هذه المرة سأصيبك أقسم!"

وقف أمامها لا يهتم لتهديدها، ثم أمسك بوجنتيها يُمحي غضبها بقُبلة، وينظف رذاذ الشتائم من ثغرها بشفتيه.

حرك رأسه نحو زاوية أفضل إلى شفتيها، وتعمّق عندما ردّت برعشة ثم بصمتٍ تام.

كمشت جفونها تشعر به عن هذا القُرب السحيق، وبهذا الإندماج الغراميّ، رمت الحجر من يدها أرضاً، ثم عندما سمح لها بوهلة راحة تتنفس فيها؛ نظرت في عينيه الخاشعة على شفتيها وهمست.

" تحبني أم تستغل مشاعري؟"

أومئ لها قبل أن تنتهي مُهلتها لأخذ نفسها هامساً.

" أنا أحبكِ الآن، وحدكِ بقلبي!"

وكان هذا إعترافاً صادقاً من قلبه، الآن هو يحب فلورا بالفعل.

أغمضت عيناها بقوة تشعر بقُبلاته المتوالية، التي تنال من شفتيها بحذرٍ وحب، كما لو أنه يخشى أن يؤلمها بشفتيه.

تمسكت بمعصميه قُرب وجهها، ثم إقتربت منه تلج بين يديه وفي حضنه، وأخذت تسد له القُبلة بمثيلتها، فلا هو خبير بالتقبيل ولا هي، كلاهما مبتدئ، خبراتهما بالحب تقتصر على بعضهما البعض.


.............

بيكهيون يقف إلى شُرفه جناحه وبيده كأس نبيذ، ينظر إلى رَجُله ويده اليُمنى يُقبل هذه الصبيّة الرعناء و يضمها بين يديه.

لم يكن الحُب على عاشق مثله مُستتر، هو يرى الحب بينهما بوضوح، وقرر أنه سيرد لهذا الرجل شيء من فضله عليه.

شعر بيكهيون بمعدة بارزة تمِس ظهره، ثم بذراعي زوجته يحطان خصره، أركنت رأسها على ظهره وهمست.

" ما الذي يشغلك؟!"

تبسّم يقول.

" ستعلمين بمجرد أن تنظري إلى ما انظر إليه"

بدافع الفضول نظرت جويل إلى ما ينظر له بيكهيون تقف على أطراف أصابعها خلفه، ثم إنتحبت تسد فمها بيدها.

" شقيّان!"

ضحك بيكهيون بخفة وأومئ، إنهما بالفعل شقيّان كي يتبادلا القُبل علناً هكذا وبلا حياء.

ولكن تعليق جويل لاحقاً ألجمه لبضع ثوان، وجعله يضحك كما لا يفعل من قبل، حتى أن ضحكته رنّت بشكل جعل قلبها يرقص على نوتات ضحكته.

" فلنكن أشقياء نحن أيضاً، أريد تقبيلك"

غمزته بينما يضحك، فكوّر شفتيه وهتف بشقاوة.

" اووه! جويل الشقيّة! دعيني أرى وأُقيّم شقاوتك!"

تمسكت بيده ثم سحبته داخل الجناح، أغلقت باب الشُرفة وأسدلت عليه الستائر، ثم دفعت بيكهيون ضد الباب وأحاطته بين ذراعيها.

ارتفع حاجب بيكهيون بلا تصديق لما يحدث، وهمس.

" أنتِ خلعتِ عنكِ ثوب الحياء مؤخراً! لا أنكر أن الأمر يعجبني، لكنه غريب!"

جمعت سبابتها و وِسطاها ونقرت بهما أسفل ذقنه تقول ونظرها مُعلَّق على وجهه الحسن.

" يُسرني يا زوجي الحبيب أن أعلمك أن زوجتك تتوحم عليك وبشكل سيء جداً، لدرجة أنني أرغب بعضك، لا تقبيلك وحسب!"

تحسس جبهتها يتفقد ما إذا ارتفعت حرارتها وهي تهلوس الآن، لكنها بخير، فهمس مستعجباً.

" حرارتكِ طبيعية!"

تبسمت وبصرها ينحدر إلى شفتيه قائلة.

" دعني أجعل حرارتك أنت غير طبيعية"

ثم ما سمحت له أن يقول شيء، بل هي سَدّت فاهه بشفتيها، وأحاطت عنقه بكفيها، ثم لأنها مجنونة بحبه أصبحت أكثر جُرءة، فكّت أزرار قميصه الاولى بينما هو مُخدّر غافٍ بقُبلاتها المتتالية بكرم.

أفلتت شفتيه، ثم تحركت بشفتيها من شفتيه إلى ترقوته، وهنا عضّته فأنّ متألماً، إبتعدت تتفقد النتيجة، ثم همهمت برضى تقول.

" سأطبع على صدرك اسمي بأسناني، سأحب أن أفعل بك ذلك، بينما أنت لا تقدر أن تفعل شيء"

راقصت حاجبيها بشماتة، مما أثار إستفزازه، أمسك بكتفيها وجذبها لتكون مكانه ضد الباب وقال.

" لكنني أستطيع أن أقبلكِ بحرية، و أعضكِ إن أردت!"

إقترب يؤهّب أسنانه لعضّ عنقها، كمشت كتفيها بشيء من الخوف للألم المتوقع كما جفونها، وقالت.

"وكيف ستُطفئ نارك إن أشعلتها؟!"

توقف عن الحركة، ثم إبتعد قليلاً ينظر في وجهها ينتهد بأستياء، ضحكت بشماتة، ثم أزاحته من كتفيه عنها تقول.

" يا لك من مسكين بيك!"

لكنها صرخت، ثم هربت إلى غرفة الثياب، عندما شعرت بصفعة نالت من قِفاها، ضحك بشماتة بينما تهرب وهتف بصوت مرتفع.

" لكنني أستطيع أن أفعل هذا!"

ثم نظر إلى جيني وبيرل، اللتين يجلسن أرضاً على فراش ناعم بين ألعابهن، وبأيديهن زجاجتي حليب يمتصنّه بجدٍّ و إجتهاد، فتجد وجناتهن تفرغ وتمتلئ على وتيرة سريعة بشكل لطيف.

غمزّ لهنّ قائلاً.

" هربت أمكنّ التي تتشمت بي، نَست أنني بيكهيون"

ضحك بخفة فأخذنّ يضحكنّ بناته من بعده على ضحكته دون أن يعرفن لماذا، فقك يضحكن بهذه اللطافة و البراءة.

نظر إليهن تراوده رغبات مجنونة كرغبات جويل، يرغب في عضّهن.

ولم يوفر على نفسه الفرصة، فها بيكهيون يهاجم صغيراته، أمسك بهنّ من فساتينهن وجعلهن ينبطحن أرضاً، ثم أخذ يدغدغهن بيديه فوق بطونهن، وبشفتيه يدغدغ وجناتهن وأعناقهن.

أنه مجنون بحب إمرأته وبناته...

" بيكهيون ماذا تفعل بالصغيرات؟!"

آتى صوت جويل من الداخل فصاح كي تسمعه.

" إن كنتِ ترغبي بضربة أخرى تعالي وانظري!"

وبالتأكيد جويل لن ترغب أن تغرق في هذا الإحراج ثانية.



................






جلس في صالة الإنتظار، أنها ساعات الليل الأولى، أضواء الصالة خافتة تُريح العين كذا النفس، تتوزع آرائك يكسوها الجلد الأسود على إمتداد الصالة.

تفترق كل أريكة وأخرى بمنضدة بينهما، عليها أبريق مياه وحاملة كؤوس، ثم تنحدر من رفوفها مُجلدات توعويّة ونشرات للرعاية النفسية.

ما كان لبيكهيون رحابة في صدره كي يتصفح، إكتفى بعقد ساعديه إلى صدره، أراح رأسه إلى الكنبة وأغمض عينيه.

يشعر بالغرابة لوجوده هنا، في داخله شعور يحثه أن يحمل نفسه على ساقيه ويهرب من هنا، لكن إرادته وعزيمته على التغيير كانت أقوى من خوفه هذا.

" سيد بيون بيكهيون؟!"

فتح عينيه ونظر إلى الصبيّة، التي تقف قِبالته بإبتسامة رسميّة بينما تشير له إلى مكتب الطبيبة.

" تفضل سيدي، الطبيبة بإنتظارك"

نظر في ساعته، إنها السادسة مساءً بالضبط، يحب الدقّة في المواعيد، وهكذا إنتهى إنتظاره الذي دام لخمس دقائق ودخل.

فوجد الطبيبة سُرى مُتأهِّبة للترحيب به، قُرب الباب.

" أهلاً سيد بيكهيون، تفضل"

أشارت له أن يجلس بعيداً عن المكتب، توجّه حيث أشارت، هناك المقعد الطويل الذي يميل ظهره، قُربه يُسلط ضوء خافت، أشارت له أن يجلس عليه.

" إرتاح سيد بيكهيون، واخبرني ما الذي أتى بك إلي"

تمدد حيث أشارت ثم تنهد، حينها جلست بمحاذاته على كرسي وبيدها تحمل ملف وقلم لتسجل ملاحظاتها.

" لقد طلبتُ من مساعدتي أن تتصل بك وتطلب منك تاريخ العائلة المرضي، هل أحضرته؟"

نفى برأسه قائلاً.

" لم يُسبق لأحد من أسلافي أن راجع طبيب نفسي، لكنهم جميعاً معتلّون نفسياً!"

حلق حاجبها مستعجبة وهمست.

" اووه! تقول ذلك براحة، إذن ستكون ليناً معي"

شابك أنامله فوق معدته وهمس.

" لقد جئتُ أرغب في العلاج، بالتأكيد سأكون ليناً طالما في الأمر مصلحتي"

تبسّمت بخفة وقالت.

" يسرني أنك تقول ذلك، ما توقعت هذا التفكير المنفتح منك!"

نهضت تُطفئ أضواء الغرفة، وتركت الضوء الخافت فوق رأسه، ثم عادت تجلس مكانها بمحاذاته قائلة.

" الآن إنسى أنني موجودة، وتحدث بما يزعجك"

همهم يفكر، وبعد فينة تنهد بوجوم وهمس.

" أنا لا أدري من أين أبدأ"

" أبدء من أصل مشكلتك، من أولى دفعاتك"

صمت للحظاتٍ قصيرة ثم همس.

" أبي!"

قبضت سُرى حاجبيها بعُجمة، لكنها فضّلت الصمت والإستماع، ثم ستحكم لاحقاً، وبيكهيون تولّى دفّة الحديث حتى آخر كلمة.

بهذا الهدوء ودون إنفعال، أراد أن يصارح الطبيبة بكل شيء لعلها إستطاعت مساعدته، وأيضاً أن يُصارح نفسه بالحقيقة، ليزول الخوف من نفسه، ويقتنع أنه بحاجة للعلاج النفسي بالفعل.

" لقد رأيته يعتدي على أمي وأنا في الخامسة من عمري، كنتُ صغيراً ووحيداً حينها، ما كنتُ قادراً أن أحمي أمي ولا أن أحمي نفسي منه"

" أول روح قتلتُها كانت لقطّة، كنتُ طفلاً آنذاك، ما كنتُ أدري أنني إن كُنت قادراً على قتل أول روح فستهون علي اللاحقات، كعِقد لؤلؤ، لو فرطتُ منه حبّة سأُفرّط بالبقية عن عمد وبلا شعور بالذنب"

" أردتُ أن أكون الرجل لأمي، أحميها في كُنفي، وأضمها تحت جناحي، أردتُ أن أُغنيها بوجودي عن الجميع، ولهذا كان تحصيلي في الثانوية مرتفع جداً، لأنني ملكتُ الإرادة بتخليص أمي، لكن أبي دوماً ما كان بوجهي مانعاً"

" وضعني بين خيارين، إما أن أقتل رجل قد خرج عن ولائه مُقابل أن ألتحق بالجامعة، أو أن انضم إلى عِصابته ورجاله، وحينها إن خرجتُ عن ولائه سيقتلني"

" رغم التهديد لم أكن قادراً على رفع السلاح بوجه الرجل، لم أُساوم حياته بمستقبلي، لكنه أجبرني أن أفعل وإلا لاخترقت الرصاصة قلبي، الذي رآه جبان آنذاك، وأراه الآن حيّاً وقد قُتِل، كذلك الرجل تماماً"

" إلتحقتُ بجامعة سيؤل الوطنية، وترك لي حرية إختيار تخصصي، اخترت هندسة العمارة لأنني أحبه، درستُ بجد حتى تخرجت، ثم كان عليّ أن أُلقَّن نوع آخر من الدروس، دروس الحقد"

" التنويم المغناطيسي، لجئ أبي إليه ليقنعني أن لي ثأر عند عائلة وعليّ الأخذ به، وإلا ما استعدتُ سمعتي ومكانتي إطلاقاً بين الناس"

" قال لي أن ثمة رجل إعتدى على أمي عندما كنتُ طفلاً، وأنه علي إسترداد حقي لا بالمثل، بل بالضعف، أعتدي على ابنته وافضحها، هكذا يكون إنتقامي أنا"

" بعد هذا تغيرت أهدافي، من هدفي لأعيش بهدوء وآمان مع أمي بينما أُكوّن مستقبلي، لأن يكون هدفي أن أُدمر هذه الأسرة بتدمير هذه الفتاة"

" أول مرة رأيتها كان عبر صورة لحفل تخرجها من المدرسة، كانت ترتدي ثوب التخرج وتضع قبعة التخرج فوق شعرها الأشقر، إبتسامتها كانت مُشرقة ذاك الحين، و ملامحها في غاية النعومة و الرقَّة، لكنني ما رأيتُها إلا شيطاناً بهيئة حَسنة وجب علي قتله لدرئ شره"

" جويل كانت في كلية الطب تدرس، وتعمل في مستشفى ما كمتدربة، كانت مخطوبة لكيم تايهيونغ، وكان زواجها منه وشيكاً، خطتي كانت أن أدمرها حينما يصبح زواجها وشيكاً فأقلب الفرح ترح، والعُرس عزاء"

" وهذا ما حدث بالفعل، رتَّبتُ لتاريخ يوم ما أن أجلبها إلي، خطفتُها قبل زفافها بثلاثة أيام واعتديتُ عليها، ثم رميتُ بها بالعراء سقيمة"

" محاولتها للإنتحار ثم إختفائها لسنة كاملة جعلني أفكر بها كثيراً، أصبحتُ مهووسٌ بها رغم ظنوني بأنها ميّتة؛ أصبحتُ لا أُطيق بنات جنسها، أُهلوس بها على الدوام، تخال لي أنها قِبالتي وفي وجه كل إمرأة، لا أدري إن كان بدافع الحقد أم الذنب أم الإعجاب، وهكذا مرّت سنة مريرة من عمري"

" عادت بعدها، وعلى عكس ظنوني خطيبها تمسّك بها وتزوجها، أثبتُّ له أنه ليس أول رجل عليها فأنا سبقته، لكنه لم يهتم، وقرر أن يمسح الماضي ويحبها بصدق"

" وهذا ما أثار إستفزازي، بسببه وبسبب حبه تسرّب لي كرهي لنفسي و لأبي، لِمَ أبي لم يكن مثله؟!"

" لكنني كنت قد حققت انتقامي وما كنتُ أهدف للمزيد ضد جويل، لكنني لم أقدر، قلبي منعني، أو ربما رغبتي في تحصيلها، أردتها لي بأي ثمن"

" ولهذا لحقت بهما إلى فرنسا وأحضرتها، عاقبتُها لأنها إختارت الرجل الذي أحبها بصدق عني أنا المجرم، وتزوجتها رغماً عنها"

" بمرور الأيام صِرتُ أحبها، ومشاعر الحقد تجاهها وتجاه عائلتها ضلت تتبدد كلما أحببتها أكثر."

" هربت مني أعدتُها، سُجنت وبعدما خرجت أعدتُها مجدداً، وعندما قررتُ أنني سأتركها لأجلها لا لأجلي عادت لي وحدها"

"منذ ذلك الحين ونحن معاً، حتى تدخل تايهيونغ وفرّقنا، لكننا عدنا من جديد"

" لقد حاولتُ قتل تايهيونغ قبل أن تلتقي به، حينما فعلت شعرتُ بذات اللذّة التي شعرتُ بها عندما إعتديتُ على جويل أول مرة، لذّة الإنتقام وانتشيتُ حقداً"

" أراه خوفاً وهاجساً، أخشى أن يخرج ويأخذ جويل مني، دوماً ما أفكر لو أنه حُر ماذا سيفعل أكثر، ماذا سيحدث عندما يخرج؟ هل سيعود لينتقم من جديد؟ سيكتفي إلى هذا الحد؟!"

" منذ يوم أن حاولت قتله أدركت أنني مريض، لأنني وجدت في موته راحة لي، كنتُ أنانياً وما رأيتُ أنه صاحب حق حتى صارحتني جويل بحاجتي لطبيب نفسي"

نظر إلى الطبيبة الواجم وجهها وهمس.

" أنا أعرف أنني مُعتلّ نفسياً، وأحتاج علاجاً"

إنتهى كلامه، والطبيبة إستجمعت قواها التي تناثرت، ودوّنت ملاحظاتها فوق أوراقها تقول، تحاملت الصدمة ونفثت أنفاسها تقول.

" في حالتكَ هذه، أُفضّل أن أُعالج المريض في المصحّة النفسية، لكنني أدري أنني لا أستطيع فعل ذلك، وأظن أن العلاج خارج المصحّة سيفيدك لكنه سيستهلك وقت، أأنت جاهز لهدفك القادم؟!"

أومئ فتسآلت.

" ما دافعك؟!"

أجاب بإبتسامة.

" رغم كل الظروف؛ إستطعت تنفيذ هدفي الأول، لقد إحتضنتُ أمي، و أكفيتُها بي عن الجميع"

"كانت علاقتي بأخي الأكبر سيئة، ذلك لأنني رأيتُ أنني عِشتُ الحياة التي كان من المفترض أن يعيشها هو، فبينما أنا بين حصون أبي أتعذب، هو كان في أحسن المدارس الأمريكية يتلقى تعلميه، وما عاد إلا وقد كوّن عائلته"

" ثم فهمت أن ما من خطأ في اختياري كضحية لأبي، فلولا كل هذه المعمعة لما كانت جويل معي اليوم، أرى أنها تستحق كل ما عشته، وهي أتت كالمكافئة الكُبرى في حياتي، تعوضني عن كل ما فاتني."

" ثم لي طفلة كبيرة، هي أول أطفالي، نانسي، عندما رفضها أبي شكاً بصحة نسبها إليه، وحدي من نعتته بأبي، كنتُ طفلاً رغم ذلك كُنت أباً لها، هي الآن صبيّة جميلة تبحث في هذه الحياة عن مرافقها الخاصة"

" ثم لي من الدوافع لأُحسّن من نفسي أربعة من الملائكة، جويل وأطفالي"

"بسبب جويل تغيّرت حياتي، لقد غيّرتني من حاقد عليها إلى عاشق لها، أنجبت بجسدي روحاً تحبها، غارق في حبها حتى قِممه"

" ولي ملاكان، جيني وبيرل، جيني ابنتي من دمي، وبيرل ابنتي من قلبي، أريد أن أكون أفضل أب لهنّ، أريد أن أكون حبهنّ الأول، و أن يبحثنّ في الرجال عن نُسخ عن والدهن الذي يحبهنّ"

"ولي ملاك صغير ما زال في رحم أمه ينضج، أبلغتني الطبيبة بأنه صبي، أردتُ فتاة فما جمع بين دمي و دم جويل فتاة بعد، لكن لا بأس بأنه صبي"

" لكنني خائف، أن أرى فيه بيكهيون الطفل، أخشى أن أكون عليه كأبي، أخشى ألا أمدّه بالحب اللازم كأختيّه، أخشى أن أزرع به رجلاً يشبهني، لهذا لم أرده صبيّ"

" في الحقيقة، هو دافعي الأكبر للعلاج، فلا أنا أريد أن أكون عليه أباً صارم عليه، ولا أريد أن أرى فيه رجلاً وهو مجرد طفل، لذا أتيتكِ"

نظر إلى الطبيبة بنظرات ليّنة وهمس.

" انقذي ابني القادم وانقذيني"

تنهدت الطبيبة، ثم رفعت وجهها إلى السقف تلوح بيديها قِبالة وجهها تمنع نفسها عن ذرف الدموع، ثم نهضت تُضيء الأضواء، وعادت لتجلس تحمل بيدها منديلاً تُجفف بها دموعها.

" أنا آسفة لسوء ظني بك، في النهاية؛ الجميع يستحق فرصة"

وقفت ثم ابتسمت له تقول.

" تفضل معي لأناقش معك حالتك"

نهض عن الكرسي وتقدم حتى مكتبها، ثم جلس قِبالة طاولتها وهي جلست خلف مكتبه، عقدت أصابعها فوق المكتب وقالت.

" مبدأياً أنت تعاني من الوساوس القهرية، وبعد سماع قصتك فأن والدك مريض نفسياً ونقل لك مرضه، وأنه خفّ مع الحب و الزمن لا يعني أنه اختفى، أنت عليك أن تخضع للعلاج لتخليص نفسك من هذا الحقد ومن بقايا نفسك السابقة"

أومئ قائلاً.

" افعلي ما يلزم، سأثق بكِ"

تبسّمت تكتب له على ورقة.

" إذا سيد بيكهيون، سأنتظرك كل يوم في هذه الساعة لأجل جلسة علاجية، وعليك أن تلتزم بالأدوية التي سأكتبها لك"

أخذ الورقة منها وقال.

" كم ستطول فترة علاجي؟"

شغرت كفيها تقول.

" العلاج النفسي يتطلب صبراً وإرادة، قد يطول من سنة لسِت، ذلك يعتمد على تجاوبك معي وتقبلك للأدوية، وبالتأكيد ردود عقلك الباطن"

أومئ ونهض على قدميه، توقف قُبيل الخروج ويدخ تتمسك بمقبض الباب.

" أتحتاج شيء سيد بيكهيون؟!"

إلتفت لها وتنهد، راودته رغبة مُلحّة في السؤال، ولم يقدر أن يمنع نفسه أكثر.

" كيف هي حالة تايهيونغ؟ أهو يتحسن؟"

أومأت وبان على شفتيها إبتسامة خافتة.

" نعم يتحسن، يكمن علاجه في تخليصه من جويل ومشاعره لها، سيتطلب وقتاً لكنني متأكدة أنه سينجح، فهو يملك عزيمة وإرادة على العلاج لا تقل عنك"

تبسم بيكهيون وتنهد يعلق.

" هذا يدعو للراحة"

ولّى الطبيبة ظهره، وقرر أن يغادر هذه المرة لولا أنها نادته فالتفت، حينها ابتسمت وقالت.

" عندما استدعتني السيدة جويل، وأخبرتني عن قصتكما ألقيتُ عليها اللوم بشدة، ووضعتُ ما حصل بتايهيونغ في رقبتكما، لكنني بالغت، الآن أفهمها وأفهمكَ أكثر، ما قامت به السيدة جويل من أجل تايهيونغ هو أفضل ما تستطيع فعله، لكنني سأطلب منك أمراً لأجله"

أومئ بأنه سيستمع، فبيكهيون يشعر بالإدانة، له اليد العُليا بما حدث لتايهيونغ، ولا ينكر هذه الحقيقة مهما كانت مُرّة، في النهاية، تايهيونغ الوحيد الذي خرج من هذه الحرب خاسراً.

" أردتُ منك أن تسمح بأن تزوره ابنته بين الحين والآخر، فوجودها تسبب في تقدم ملحوظ في علاجه، ومُذُّ أن كفّت السيدة جويل عن إحضارها لها، أشعر بأن عزيمته قد هبطت"

عقد حاجبيه مستغرباً واستنكر.

" أكانت جويل تذهب ببيرل إلى المصحّة؟!"

نفت بحرج، فلقد تبين لها أنه لا يعلم، ويبدو أنها ستسبب بمشكلة لجويل.

" كانت تبعث الطفلة مع دو كيونغسو، وكان يبقى ليأخذها، لكنها لم تحضرها منذ المحاكمة"

لا ينكر أنه شعر بالغضب، ليس لأن الطفلة ترى والدها، بل لأنه لا يعلم، أومئ للطبيبة وقال.

" سأرى في هذا الشأن حضرة الطبيبة وأعلمكِ"



.........................




جيني وبيرل أصبحنّ أكثر نُضجاً، إذ أن البقاء بين الأساور أصبح يشعرهنِ بالحبس والملل، جويل قد بدَّلت ثيابها إلى أخرى أكثر راحة بعدما غادر بيكهيون إلى عيادة الطب النفسي كما أخبرها سابقاً.

اقتربت من بيرل وجيني وجلست بينهنّ أرضاً، لكن الصغيرات أبدينّ إنزعاجاً برفضهنّ لمشاركتها باللعب، خصوصاً جيني.

حملتها جويل ووضعتها على قدمها، ثم بلطف داعبت وجنتها بأناملها تقول.

" ما بال هذه الشفاه مُتبرّمة؟ هل الأميرة جيني غاضبة؟!"

نظرت الصغيرة إلى أمها، وقالت تشكو بنبرها اللطيف.

"ماما..."

وهذه الكلمة بالفعل لا تتوقف عن دغدغة كافة مشاعرها، فإذ هي تحتضن جيني إلى صدرها، وتطبع قبلة على وجنتها تنتحب.

" يا حبيبة ماما، ما بكِ؟!"

تكلمت الصغيرة بما يتناسب وحداثة سِنها.

" ألعب... خارج"

قهقهت جويل بصخب، ورفعت الطفلة على ذراعيها تُقبلها بنهم حتى ضحكت جيني إثر شعورها بالدغدغة.

" ابنتي اللطيفة، تُريد أن تلعب خارجاً!"

صعدت على قدمها الأخرى بيرل تقول.

" ألعب... أنا... جيني"

أشارت بيرل إلى نفسها، ثم أشارت إلى أختها، وجويل كادت أن تموت في نوبة لطافة وحب في هاتين الصغيرتين.

" تريدي أن تلعبي مع جيني خارجاً؟!"

همهمت الطفلة فقبّلتها جويل، ثم نهضت ترفعهن معها قائلة.

" سيكون بابا سعيد عندما يسمعكنّ تتكلمن بهذه الطريقة اللطيفة"

وسارت كلمة بابا في نفوس الصغيرات بحماسة، إذ أخذنّ يهتفن و يتقافزن.

" بابا... بابا!"

تنهدت جويل تضبط إحتفاليتهن هذه، تمسكت بأيديهن وسارت بهنّ للخارج تقول.

" تحببنه أكثر مني، كم أنا غيورة الآن!"

نزلت السُلم بهنّ، فقطعت طريقها السيدة بيون تقول بإبتسامة.

" هل أنتِ خارجة؟!"

أومأت تقول.

" كنتُ سأمرّ عليكِ، الصغيرات يشعرنّ بالملل، لذا سأجلس بهنّ في الحديقة، لذا رافقيني، سأتصل بنانسي أيضاً"

أومأت السيدة وانخفضت تحمل جيني قائلة.

" حسناً، سأرافقك"

جلست الإمرأتين قِبالة بركة الماء، وأبقين نظرهن على بيرل وجيني، اللتين يلعبن بحماسة أمامهن.

لقد وضع بيكهيون أسواراً حول بركة المياه، لقد تغير منظرها وانحصرت متعتها بالنظر إليها فحسب، لكنه سيفعل أي شيء لحماية جيني وبيرل.

تحدثت السيدة بيون تخص جيني، التي تلعب وتضحك مع أختها بكل قدرتها على الإستمتاع.

" ألا تلاحظين أن جيني ضعيفة الجسد زيادة؟! أخشى عليها من المرض"

أومأت جويل تقول.

" أنها تأكل جيداً ولا تكسب الوزن، أغلب الأطفال هكذا تكون طبيعتهم، لكنني قررت أن آخذها معي غداً إلى المستشفى، سأقوم ببعض الفحوصات الدورية لأجلها"

أومأت السيدة وبصدرها نزعة خوف، فوضعت جويل يدها فوق يد هانمي، وهمست بإبتسامة.

" لا تقلقي بهذا الشأن، ستكون بخير"

أومأت السيدة، ثم ربتت فوق يد جويل تقول.

" أرجو ذلك"

تمسّكت جويل بيد السيدة وقالت.

" لكن لا تخبري بيكهيون يا أمي، تعلمين أنه قد يُجن وينهار سريعاً"

همهمت السيدة تقول.

" لقد شهدتُّ انهياره بأم عيني لأجل جيني، سأحتفظ بالأمر سِراً وأنتِ اخبريني بمستجدات الأمر غداً"

حاولت جويل بعدها أن تتصل بنانسي ولكنها لا تجيب، فطلبت من إحدى العاملات أن تتوجه لندائها، وذلك ما لم يكن بالحُسبان.


....................


جونغداي كان في جناحه يعمل على بعض الأوراق تجهيزاً لعودته إلى مشفاه، وبعدما انتهى نهض إلى شُرفة الجناح يمد أطراف جسده، ويمنح نفسه بعض الهواء النقي.

لكن وجود جويل وهانمي ويونا مع الطفلات بالأسفل، جعل الأفكار تلعب في عقله، سيستفرد قليلاً بنانسي، هذه فرصته.

خرج يتسلل من جناحه إلى الجناح الذي يكون في ذات الطابق وبذات الممر، سار على رؤوس أصابعه بحذر شديد كمتسلل أو سارق، ثم طرق بابها بخفة ورفض الإجابة عليها عندما استفسرت عن هوية الطارق.

فتحت الباب وأطلت برأسها، لكنها سُرعان ما شهقت عندما شعرت بكف تُكمم فاهها عن الحديث، وقوة تدفعها إلى الداخل.

اتسعت عيناها عندما ميّزته، ولكنه عندما ألصقها بالحائط خلفها، حاصرها بذراع إليه، وبشفتيه إبتسم إبتسامة رفعت وجنته بشكل جميل، أخذ قلبها ينبض بقوة لم تعهدها منذ زمن طويل، منذ أن كانت تركض خلف حب دي او.

" مرحباً نانا!"

أبعد يده عنها، لكنه بقيّ واقفاً يحاصرها بذراعيه قائلاً.

" آسف لإقتحامي جناحكِ بهذه الطريقة، لكنني خفتُ أن تصرخي!"

عقدت حاجبيها بأستياء شديد ثم قالت.

" أنت ماذا تريد مني؟!"

تبسم يُشكل بيده سماعة هاتف.

" رقم هاتفك"

تنهدت تشيح ببصرها عنه، عقدت ساعديها إلى صدرها، ثم همست تنظر في عينيه الباسمة.

" لماذا؟!"

كاد أن يتحدث لولا أنها قاطعته قائلة.

" تظنني فريسة سهلة، أو فتاة غبية ستقع لك كما وقعت لغيرك مسبقاً، أنا لستُ رخيصة سيد كيم جونغداي"

عقد حاجبيه يهمس مستعجباً.

" عمّا تتحدثين؟!"

صرخت والدموع إنسابت من عينيها.

" عن نظرتك لي! ماذا تظنني؟! ساقطة؟ أم أن غزلك الرخيص سيفتح لك قلبي؟!"

إرتفعا حاجبيه، ورفع يديه يحاول تهدئتها قائلاً.

" نانسي، إهدأي، أنا لا أفكر بكِ هكذا، أنا فعلاً معجب بكِ"

ضحكت بصوت مرتفع ساخرة، ثم تسآلت.

" تحبني رغم أن أخي بيكهيون الذي قد يقتلك لو علم أنك الآن في جناحي؟!"

ليكون صادقاً... هو خائف جداً من بيكهيون، لكن هذا لا يعني أنه ليس معجباً بها، لذا أومئ.

" تحبني رغم أنك تعلم أنني كنت في علاقة سابقة؟!"

جونغداي حكّ مؤخرة عنقه بإحراج وقال.

" متأكد أنني كسرتُ الرقم القياسي بالعلاقات السابقة"

تبسّمت مستهجنة ووضحت.

" لكن علاقتي لم تكن عابرة، لقد أحببت عدو أخي بصدق وكِدتُ ألد له طفلاً، ما زلت تحبني؟!"

عكّر حاجبيه بلا تصديق وهمس.

" تقولين هذا كي تدفعيني عنكِ؟!"

تبسمت بعزٍّ مُنكسر، لقد كانت تعلم بأن علاقتها بكيونغسو ستشكل دوماً عائق في مستقبلها، وها هي ذا.

أومأت له تقول.

" لا، أخبرك بالحقيقة"

حرك تشين كتفيه بلا إكتراث وقال.

" ليس مهم، لقد كنتُ شقيّاً أيضاً وكسرتُ قلوب الكثير من الفتيات"

ثم إبتسم إبتسامة جذابة، وأمال رأسه لعلها إستهوته، ثم غمز.

" يسعدني أن أجبر كسرك!"

إتسعت عينها بذهول واستنكرت.

" لا يهمك كل هذا؟!"

نفى برأسه ثم اقترب منها، نانسي برهبة أغلقت عيناها، وإلتصقت بالحائط خلفها ترفع يديها تحسُباً لأي تصرف عابث من جونغداي.

لكنه نقر أرنبة أنفها بسبابته، وضحك عندما فتحت عيناها قائلاً.

" ماذا ظننتِ أني فاعل؟!"

نفت برأسها ودفعته من صدره، لكن ملامح الخجل التي ملأت وجهها كانت واضحة في عينيه.

نظرت ناحيته بغضب، وحينها فاجئها بقبلة خفيفة على شفاهها كالنقر، شهقت ودفعته بعفوية عنها، ثم وقعت عيناها على العاملة التي تقف قُرب الباب.

" يا إلهي!"

هربت العاملة فورما نظر إليها تشين، كادت أن تلحقها نانسي لكنه تمسّك بذراعها يقول.

" إلى أين؟!"

دفعته عنها بقسوة، وصفعته بكل ما تملك من قوة، وبإنفعال صرخت في وجهه.

" أنت بأي حق تُقبلني؟! هذه ستذهب وتخبر أخي، وأنا لتويّ فقط استعدتُ ثقته بي، أنت فقط دمرت كل شيء بألاعيبك هذه، أنت سعيد الآن؟!"

تحسس وجنته ثم حرّك فكه بإنزعاج يقول.

" سأذهب و اخبره عمّا بيننا، هل أنتِ مرتاحة الآن؟!"

نفت برأسها وبإنفعال قالت.

" لا شيء بيننا"

اقتربت منه وحذّرته بسبابة مرفوعة قُرب وجهه.

" إن حدث وأخبرت أخي، سأخبره أنك تتحرش بي لأن هذا الواقع، لا شيء بيننا، أنت فقط تريد أن تلهو بي"

إرتفعا حاجبيه إستهجاناً لما قالت واتبع.

" أنتِ حقاً تظني السوء بي، أنا معجب بكِ حقاً"

تنهدت بأستياء ورمقته بغيظ.

" وأنا لا مكان لأي رجل بقلبي"

ثم أشارت ناحية الباب وقالت.

" والآن اخرج من فضلك!"

إرتفع شدقه يُكمّل بسمة هازئة وهمس.

" لا مكان لأي رجل، أم لأي رجل بعد دو كيونغسو"

بإنفعال زفرت أنفاسها وأشارت ناحية الباب تقول.

" اخرج!"

خرج فأغلقت الباب واستندت عليه تبكي مُنهارة، هذا الرجل اللعوب أودى بها إلى هذه الحالة ببضع كلمات.

كيونغسو لم يكن الحب الذي قد تستطيع إجتيازه بسهولة، لكنها تريد، تملك الإرادة لأن تتخلص منه، و هي على حافة تحقيق ذلك، لكنها لا تريد رجلاً في حياتها، فلقد ترك إنطباعاً قاسياً عن أبناء جنسه، وما تصرفات جونغداي إلا تأكيد أنها لم تعمم عبثاً، جميعهم على ذات الشاكلة، سيئون.


...........

نزلت العاملة إلى جويل وبوجه متوتر قالت.

" لم تأذن لي بالدخول، ربما تستحم سيدتي"

أومأت جويل تقبض حاجبيها، فبيكهيون دخل من بوابة القصر مُسرعاً بسيارته، صفّها بعشوائية، ورمى بمفتاحها لأحد رجاله كي يضعها في مكانها المناسب.

إستوقف العاملة التي كانت قد أتت تُبلغ جويل عن نانسي قائلاً.

" أين جويل؟!"

أجابته برأس منكس وصوت منخفض.

" في الحديقة سيدي"

تجاوز العاملة إلى الحديقة، ثم عندما رأى نانسي تأتي ناحيته بوجه لا يُفسر، فهي رأته يقف مع العاملة التي رأتها مع جونغداي، وفسرت نظرات غضبه على أنها السبب بها، أشار لها ان تقترب منه ففعلت بقدم تتقدم و أخرى تتأخر.

" أخي، أنا..."

أمسك بيدها وسحبها معه، ثم عندما وصل بها حيث بقية النسوّة قال لها.

" إعتني ببناتي قليلاً"

ثم نظر ناحية حويل بسخط يقول.

" فأنني أريد ان أتحدث مع جويل"

زفرت أنفاسها تومئ وأمسكت بيد بيرل، أما بيكهيون فأشار لجويل التي ما زالت تجلس أرضاً بين أمه وزوجة أخيه قائلاً.

" وأنتِ اتبعيني!"

ثم سبقها إلى المُلحق الخاص بها، إذ دفع الباب بخشونة ودخل، جويل شعرت به غاضباً وذلك ما أربكها، يونا وضعت يدها على كتف جويل وربتت عليها تقول.

" اذهبي له قبل أن ينزعج أكثر، بيكهيون مزاجه خطير"

بالفعل مزاجه خطير، أومأت ثم نهضت تتبعه إلى المُلحق، دخلت لتجده يقف متخصراً  ويمنحها ظهره.

" ادخلي واغلقي الباب"

فعلت كما طلب ثم تقدمت إليه من خِلاف تقول بينما تحسس بيدها ظهره.

" ما بك غاضباً؟!"

إلتفت لها واجم السِنحة فإزدرئت جوفها وهمست.

" هل أنت غاضب مني؟!"

تنهد بأستياء شديد يقول.

" هل تعتبريني والد بيرل أم لا؟! هل لي حق بها كما جيني أم لا؟!"

عقدت حاجبيها تقول.

" ظننتُ أننا تجاوزنا هذه المرحلة، أخبرتك أنني أحترم أبوتك لها"

أمسك بيدها، واجتذبها بخشونة له، فشهقت بخفة واتسعت عينيها بقلق عندما هسهس.

" أنتِ التي تُعرقل طريقنا، لِمَ لم تخبريني أنكِ تجعلينها تزور والدها في المصحّة؟!"

أخفضت رأسها وما أجابت، لكنه لا يملك أي صبر لينفقه على صمتها، تمسّك بذراعيها وهزّها بخفة يقول.

" لا تستنفذي بقايا صبري بصمتك، برري قبل أن ينوّم عقلي غضبي يا جويل!"

رفعت بصراً مشوشاً إليه، فدموعها تقف خلف حاجز جفونها توحي بدموع قادمة.

" أنا لم أخبرك لأنك حينها لم تكن تعلم أنه في المصحّة، لم أخفي الأمر عنك لأنني أخشى أن تمنعه عن بيرل، بل لأنك لم تكن تعلم"

تنهد بيكهيون وأفلتها، ابتعد عنها يمرر أنامله العشر بخُصل شعره السوداء بعصبية، ثم إلتفت لها.

" كان الأولى بي أن أعلم منكِ على أن أعلم من الطبيبة سُرى، كنتِ تستطيعي إخباري بعد المُحاكمة"

أخفضت رأسها تقول.

" خشيتُ منك أن تغضب مجدداً"

اقترب منها، ثم سحبها لتقف قُرب مكتبها، حاصرها بين ذراعيه إلى الطاولة، وانخفض بجذعه كي ينظر في وجهها عن هذا القُرب.

" تخافين على نفسكِ من غضبي، ولا تفكري بمشاعري وكمّ إستيائي من تصرفاتكِ الرعناء هذه"

وغزها بلومه هذا، فأدمعت عيناها وأخفضت رأسها عنه تقول.

" أنا آسفة!"

لكنه ما رد أي لم يقبل إعتذارها، فقط رفع ذراعيه من حولها، وكاد ان يبتعد لولا أنها تمسّكت بسترته بكلتي يديها تقول.

" بيكهيون رجاءً اسمعني، أنا آسفة حقاً، لم أقصد أن أؤذي مشاعرك!"

تنهد بيكهيون ثم قال.

" اجعلي أخاكِ يذهب بها غداً إلى المصحّة فوالدها يريدها"

أمسك بقبضتيها على سُترته وأبعدها عنه، ثم خرج.

جلست على كرسي المكتب، ثم وضعت رأسها بين ذراعيها على الطاولة وأخذت تبكي، لا تعلم لِمَ تبكي، هي فقط تريد ذلك، كلما تصلّحت العلاقة بينهما حدث أمر كهذا وأبعدهما.

لكنها المُخطئة هذه المرة، ستصالحه...

خرجت بعد دقائق، وقد مسحت دموعها وهندمت ثيابها تسأل عنه، فأخبرتها والدته أنه دخل القصر، صعدت إلى الجناح فوجدته يقف أمام المرآة يجفف شعره بمنشفته، ويلف جسده بروب أبيض.

ألقى عليها نظرة ثم أشاح عنها ببرود، قبضت يدها تفرغ فيها قلقها وكل مشاعرها السلبية ثم اقتربت منه، إتكأت على المنضدة،  ووقفت قِبالته تحجب عنه المرآة فقال.

" لا تُسرفي في إزعاجي، سأغضب وحينها ستهربي"

نفت برأسها تقول.

" أغضب، لن أهرب منك"

تنهد وأخيراً رسى بنظره عليها قائلاً.

" ماذا تريدين؟!"

حركت كتفيها، وأمالت رأسها ترمقه بنظرات غرضها تليينه وإثارة عواطفة ناحيتها.

" أريد أن أراضيك"

أشاح عنها عندما بدأت نظراتها اللينة التي كلها شجون تُلينه وقال.

" لن احتضنكِ وأرضى بسرعة كلما أخطأتِ، عليكِ أن تدركي أثر أفعالكِ علي"

أومات واقتربت تحيط خصره بذراعيه تقول.

" لكنني لن أتحمل أن تبتعد عني، أنا أحبك يا بيكهيون واعتبرني أنانية لا يهم، لكنني أريدك أن تسامحني وتحتضنني الآن الآن!"

أمسك بيدها وسحبها خلفه، إلتزمت الصمت وأطاعت حركته حتى جلس معها على الأريكة، تمسّك بيدها وقال.

" بيرل ابنتي أيضاً، عليكِ أن تعودي إلي في شتى شؤونها، أنا لن أمنعها عن والدها البيولوجي، ولكنني أنا من ربيتها و احتضنتها، لذا عليكِ أن تعودي إلي بشأنها قبل أن تتصرفي"

أومأت تقول.

" حسناً، و الآن سامحني"

تبسّم وجذب رأسها ليرتاح على كتفه وهمس.

" لا أقدر أن أغضب منك لوقت طويل، مشاعري لكِ أقوى من كل مشاعري الأخرى مجموعة، أحبكِ بجنون!"

تبسّمت ورفعت رأسها عن كتفه، ثم تمسكت بعنقه واجتذبته لتقبل شفتيه التي تتفوه بكل ما هو لذيذ وطيّب، سرعان ما بادلها تلك القُبلات.

تبسّم عندما ابتعدت يعلق.

" هل هناك طريقة تبقيكِ وحمى علي طول العمر أيتها الطبيبة؟!"

ضحكت تومئ.

" نعم أيها المهندس، سأحبك دوماً هكذا لأنك تستحق كل حبي ومشاعري"

همهم بعبث يتمسك بخصرها ثم اقترب منها بغية تقبيلها، وهي ضربت شفتيه بسبابته تمنعه عنها، وعندما عبّر عن إنزعاجه بإنعقاد شفتيه، ضحكت بخفة ورفعت ذقنه، لتقضم من عنقه.

عندها صاح متألماً يتحسس عنقه.

" أيتها المتوحشة! أسنان قِطة تملكين؟!"

هربت منه عندما إمتدت يده لنيل ثأره منها، لكنه في النهاية أمسك بها قرابة السرير وأسقطها عليه، بين ضحكاتها قالت تحاول إبعاده.

" لن أتركك تردها لي"

تمسك بيدها و رفعهما فوق رأسها، قال.

" من اخبركِ أنني سآخذ برأيك، رغماً عنكِ سأستد"

ثم صرخت عندما قضم عنقها، لكنها ضحكت بوجه متشنج ألماً عندما تحسست أصابته البارزة في عنقه تقول.

" كيف ستخرج بعنق زرقاء أيها الرئيس؟!"

رد بسؤال.

" وكيف ستخرجي بعنق زرقاء يا زوجة الرئيس؟!"

ضحكت تجيب مما جعله يضحك.

" نحن نحب فضح أنفسنا"


................


ما انتو مفضوحين😂

سلااااااااااااام♥️

الناس الي فكروني متت، لساتني عايشة😂♥️

المهم، اسمعوا هذا الإعلان الخطير... بدأ العد التنازلي، أنا لما انهي هاي الرواية رح أكسر جرّة وراها😂♥️

توقعوا أي فصل قادم يكون الأخير... النهاية وشيكة بالفعل.


الفصل القادم بعد 400فوت و 1000 كومنت.

1. رأيكم بكريس وفلورا؟! مدى توافقهم معا ككوبل؟! وماذا سيفعل بيكهيون لأجلهما؟!

2. رأيكم بجويل الجريئة بتتوحم ع بيك😂؟!

3.رأيكم ببيكهيون؟ حالته في تلقي العلاج النفسي؟! شجاره مع جويل؟!

4.رأيكم بنانسي وجونغداي؟! هل لهما مستقبل معاً؟! وكيف سيكون رد فعل بيكهيون لو علم؟

5.رأيكم بالفصل ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️





© Mercy Ariana Park,
книга «حاقد عاشق|| The Love Odessy».
Коментарі