المقدمه
الفصل الأول:حقيقة أم سراب
الفصل الثاني:اللقاء
الفصل الثالث:أغدًا ألقاك
الفصل الرابع:الروح وما تُخفي
الفصل الخامس:شرارة
الفصل السادس: مقبرةُ الأحزان
الفصل السابع:سقوط
الفصل الثامن:لا تطفئ الشمس
الفصل التاسع : ذبول
الفصل العاشر : أنقذني
الفصل الخامس:شرارة

-ڤيولا-

"لا أري شيئًا
لا يوجد مصدر للضوء من حولي
ماهذا المكان؟…أين أنا؟
هناك شئ كأنه كره من الضوء ظهر من العدم إلي أين هذا الشئ ذاهب…وما هذا الصوت أيضًا يبدو أنه مألوف…"

فتحتُ عيني لأعي أنه كان حلم قاطعه صوت المنبه
"ولكن…أليس هذا الحلم مألوف؟"
لم أشغل بالي كثيرًا بهذا بل خَطر علي سؤال أهم
"ماذا سوف أرتدي اليوم؟"
تعجبتُ من نفسي قليلاً لأنشغالي بسؤال كهذا فأنا أرتدي ما أراه أمامي غير مباليه
"أهذا لأنني سأري هوسوك؟…"
شردتُ قليلاً ثم حركت رأسي نافيهً لنفسي هذا السؤال
"لا لا لقد مرت فتره فحسب علي أخر مره ذهبتُ فيها إلي مكان أبعد من محل البقاله اللذي بجوار منزلي لهذا كنت غير مباليه لفتره…لكن أهتمامي بنفسي هو الشئ الطبيعي علي كل حال"

غسلتُ وجهي وتناولتُ الفطور ثم أتجهتُ إلي غرفتي لأرتدي ملابسي لأجد نفسي واقفه أمام خزانه ملابسي قرابه الربع ساعه في حيرة لا أعرف ماذا سوف أرتدي لينتهي بي الأمر بأختيار قميص أبيض وتنورة خضراء اللون تزينها بعض الرسومات العشوائية.
نظرت لنفسي في المرآة لأتفقد كيف تبدو الملابس علي
"هل يجب أن أضع قليلاً من مساحيق التجميل؟"
وجدت نفسي في حيره مجددًا بين نعم أم لا
ثم أدركت أنني أعطي قرارات صغيره أهميه أكبر من حجمها علي غير العاده.
فنظرت للمرآة مجددًا وأخذت نفسًا عميقًا لأجدني تلقائيًا أتحدثُ مع أنعكاسي في المرآة بنبره تبدو عالية قليلاً:
"ڤيولا منذ متي وأنتِ تهتمين بهذه السخافات
فقط ضعي أي شئ فهذا حقًا لا يهم
توقفي عن هذه السخافه الأن!"

بدون تفكير فقط وضعت أحمر شفاه وأنزلتُ ربطه شعري لأجعله ينسدل علي كتفي ثم تحققتُ من شكلي للمره الأخيرة وأخذتُ حقيبتي لأنزل بسرعه من المنزل بعد أن وجدتُ أنني تأخرت قرابه العشر دقائق.

مشيتُ بسرعه كبيره حتي أنني لم أسمع للأغاني في الطريق علي غير العاده حتي وصلت لوجهتي
أخذتُ نظره سريعة من خلال واجهه الملجأ الزجاجية لأجده جالس علي جواله وبجانبه ميكي
ابتعدتُ من أمام الملجأ وأخذتُ نفسًا عميقًا لأتفقد مظهري للمره الأخيرة ثم وأخيرًا قررت الدخول.
.
.
.
"أسفه علي التأخير…"
قالت ڤيولا بصوت هادئ بعدما لاحظ هوسوك دخولها فور انطلاق صوت الجرس.

أعتلت أبتسامة وجهه بعدما ارتاح باله من فكره عدم قدومها
"لا بأس أنها فقط عشر دقائق ليست بالشأن الكبير"
حمل هوسوك ميكي من المكتب أمامه ثم وجهه ناحيه ڤيولا قائلاً بنبره لطيفه:
"ميكي هذه هي ڤيولا
ڤيولا هذه هي ميكي"

ثم مسك يد ميكي برفق ومدها ناحيه ڤيولا
لتبتسم ڤيولا من لطافته وتمد يدها هي الأخري ناحيه ميكي لتصفاحها

"سررتُ بلقائك يا صغيرة
يا ألهي هوسوك انها تبدو لطيفه جدًا"

بينما ڤيولا كانت تداعب ميكي لم يكن يشغل بال الأخر سوي كيف هي تجذبه إليها بهذه الطريقه
كيف يشعر بجانبها بالحياة مره أخري بعد سنوات من الموت البطيء
هو لا يفهم لماذا ولكنه لا يستطيع تجاهل هذا الشعور بينما هي بجانبه.

ثم تعكر باله لتذكره هذا الشاب اللذي رآها معه البارحه ولكن كيف يستطيع معرفه صلته بها يمكن أن يكون أخوها أو قريبها أو حبيبها…
تغيرت ملامح وجهه للعبوس لا أراديًا لمجرد التفكير أنها لشخص أخر

"هوسوك ما بك؟هل حدث شئ؟"

أخرجه صوتها اللذي أصبح من مفضلاته مؤخرًا من أفكاره
"لا لا شئ أنا بخير" قالها بينما أعتلت علي وجهه أبتسامه زائفة.

ساد الصمت بينهم للحظات يجلس الأثنان بجوار بعضهم البعض ويفشل عقلهم في كل محاوله لخلق موضوع ليقطع هذا الصمت صوت الجرس
"تشارلي!!"
قالت ڤيولا بصوت عالي وعين متسعه من صدمتها لرؤيته ثم أعتلت أبتسامه كبيره وجهها
وتغيرت ملامح هوسوك مره أخري لتعرفه علي وجهه أنه ذلك الشاب…ومن فرحتها العارمة لرؤيته
أهو يغار؟
الأفكار الكثيره تتوالي علي رأسه بينما ڤيولا أتجهت مسرعه ناحيه الشاب اللذي أصبح الأن يعرف أن أسمه هو تشارلي
وعندما أحتضنته ڤيولا بعفوية شعر أنه يحترق وأحكم بقبضته علي يد الكرسي اللذي يجلس عليه هو لا يريد أن يظهر أحتراقه فأخرج جواله وتظاهر بأنه يتصفحه بعدم أهتمام.

"ماذا تفعل هنا تشارلي؟"

"في الواقع أنا أريد أن أتبني جرو صغير فجاء في بالي أن آتي هنا لأحظي برؤيه صغيرتي"

"أولاً أنا لست صغيرتك
ثانيًا أحدث شئ لبرادي؟!"

"أولاً أنا لست عديم القلب لكي يحدث شئ لبرادي ثم أستبدله الصباح التالي
ثانيًا أنا أكبر منكِ بشهرين ويحق لي أن أنعتك بالصغيرة"

قال أخر عباره ببرود ليضايقها ثم تركها خلفه وأتجه نحو هوسوك الجالس خلف المكتب ولحقته ڤيولا لتقف بجانبه بينما تستند علي المكتب
"تشارلي هذا هوسوك زميلي هنا
وهوسوك هذا هو تشارلي صديق طفولتي جاء ليتبني جرو"

شعر هوسوك وكأن كلمه "صديق طفولتي" أصدرت صدي بداخله وبلا إي أراده منه تحولت معالم وجهه مئه وثمانون درجه لتعتلي أبتسامه كبيره وجهه بينما يمد يده لتشارلي ليصافحه بحراره
"أهلا بك سررتُ بلقائك"

"وأنا أيضًا سررتً بلقائك لقد حكت لي ڤيولا عنك الكثير بالواقع" قالها بعفويه ولكنه لم يلحظ ماذا قال إلا بعد أن لاحظ نظرات ڤيولا اللتي علي وشك أن تقتله

"أوه حقًا؟"
توجهت نظرات هوسوك تجاه ڤيولا اللتي وجهت رأسها للأرض لتخفي حمره وجنتيها مما جعل رغبتها في أن تنشق الأرض وتبتلعها تزداد

"ما نوع هذا الجرو؟" تسائل تشارلي مشيرًا لأحد الجراء أسود اللون في قفص محاولاً لتقليل غرابه الموقف اللذي تسبب به ولكي يهرب من المكان قبل أن تقتله ڤيولا

"أنه من نوع laprador أنه من الأنواع الودوده جدًا سواء للبشر أو الحيوانات الأخري"
"
"حسنًا سوف أخذه"

"أختيار جيد عليك فقط أن تملأ هذه الأستماره"

ملأ تشارلي الأستماره علي عجل وألقي الوداع عليهما وأخذ الجرو وغادر.

"يبدو لطيفًا صديقك هذا"

"رغم حماقته لكن أجل هو ساعدني ومرَّ معي بالكثير حقًا"

بينما كانت تتحدث ألقي الأخر نظره علي تنورتها
"أتعلمين أن لوني المفضل هو الأخضر؟
أنه يرمز إلي السلام والهدوء بالنسبه لي"

"أنا أحب الألوان كلها
كل لون خلق برساله ومعني مميز عن الأخر لذلك أري أنهم جميعًا يستحقون الحب
وأليك معلومه لا يعرفها الكثير
في الغالب لون ملابسي يعكس حالتي المزاجيه"

"وماذا يعكس هذا؟"

"في العموم عندما أرتدي ملابس فاتحه فهذا يعني أنني في حاله مزاجيه رائقه ولكن الأخضر بالذات أرتدبه غالبًا عندما أكون مقدمه علي شئ جديد أو…"

"اوه لذلك كنت ترتدين الأخضر البارحه؟"

"أجل ,وأحيانًا أرتديه ليبعث بعض الراحه النفسيه بداخلي"

"الأخضر اللذي ترتدينه غامق في الواقع فلا أعتقد أنه ينطبق عليه ما ينطبق علي الألوان الفاتحه فهل هناك شئ ما بداخلك تريدين أن تطمأنيه؟"

"لا في الواقع اليوم لم أرتديه لسبب معين…"
هي متيقنه أنها تكذب فكيف لها أن تحافظ علي سلامها الداخلي وهي معه؟
هي سأمت من تكرار سؤال لماذا يجعلها تشعر هكذا لنفسها لكنها لا تستطيع أن تتوقف
عقلها اللذي تعود على كثره التفكير لن يسمح لها
وياليتها تتوصل لأجابه حتي.

عم الصمت بينهما مجددًا حتي قاطعه صوت هاتف هوسوك أجاب علي الأتصال وعندما أنتهي منه أتجه نحو ڤيولا "لقد أعتذر نامجون اللذي يتولي المناوبه اللي تلي مناوبتنا وقال أنه لن يستطيع الحضور وأعتقد أنني سأبقي حتي السابعه يمكنك الخروج في ميعادك إذا أردتي"

"لا أريد أن أبقي في الواقع لا يوجد لدي أي مشاغل علي كل حال"

أبتسامه لا أراديه علت وجه هوسوك ولمعت في عقله فكره جعلت السعاده تغمره ولكنه فقط يتمني أن توافق عندما يطلب منها…

ثم قاطعت ڤيولا فاجأه أفكاره بسؤالها:"هوسوك أنتَ لست من هنا صحيح؟"

"ملامحي الآسيوية تفضح أمري أليس كذلك؟"

"في الواقع كثيرًا"

"حسنًا أجل أنا لست من هنا أنا من كوريا الجنوبية جأتُ لهنا في البداية لأجل منحه جامعية ثم قررتُ الأستقرار هنا" تلاشت أبتسامه كانت تعلو وجهه ونظر للأرض ثم أتبع "لم يعد هناك شئ أعود من أجله."

"في الواقع أيضًا أنا لستُ من هنا أيضًا" قالت ڤيولا بينما كانت تجلس علي المكتب تربت علي ضهر ميكي النائم

"ماذا؟" قالها هوسوك بتفاجئ

"أنا من سوريا جئتُ لهنا بعد أن خسرت أهلي بسبب قذيفه أصابت منزلنا أخذت أمي وأبي وتركتني بأصابه تركت أثرها علي جسدي.
حدث هذا وأنا في العاشره مضيتُ وقتًا لا بأس به بالمشفي ثم أتضح أن لي عم يعيش في أمريكا قرر أن يأخذني لأعيش معه وعاملني معامله أبنائه
ثم قررتُ أن أنفرد في شقه صغيره لي مؤخرًا ولكن رغم ذلك مازال عمي يعتني بي أيضًا."

هي تحاول أن تظل صامده هي لا تريد أن تظهر دموعها وهي كعادتها تفكر لماذا أخبرت شيئًا لا تخبره لأحد له…لماذا علي مدار يومان دائما يكون هو من يسيطر علي أفكارها
لكنها لم تخبره كل شئ أيضًا هناك أشياء لا يجب أن يعرفها أحد…

تفاجأت بيده تمسك يدها ونظرت إليه لتجده ينظر إليها بعينان تخبرها أن كل شئ سيكون بخير
في هذه اللحظه لم تستطيع التماسك أكثر هي الأن تبكي أمامه هي ليست بخير عقلها الأن يعمل ضدها ويعيد ذكريات لا تريد هي أن تتذكرها
هي تريد أن تهرب بعيدًا الأن من نفسها من كل شئ لم يكن يجب أن تَذكر ماضيها الأن.

"ڤيولا كل شئ سيكون بخير أعدك."

"هوسوك أنتَ لا تعرف حتي ما يدور بعقلي حتي تعدني بشئ."

"أنا فقط لا أريد أن أراكي حزينه"

لمست جملته الأخيرة قلبها الصغير ولكن الأخر مازال يفكر كيف يجعلها تنسي حزنها ثم لمعت عيناه ونهض فاجأه حاملًا جواله لتبدأ أغنيه كانت مألوفه لأذن ڤيولا
"Put your head on my shoulder?"
أومأ بالأيجاب ثم سحبها ناحيته

"عندما أشعر بالضيق أبدأ بالرقص فهل يمكن أن أحظي برقصه معكِ سيدتي؟"

أعتلت أبتسامة صغيره وجه ڤيولا واللتي جعلت هوسوك يكاد يقفز فرحًا لأنه كان سبب فيها

"أجل أقبل بهذه الرقصه معك سيدي."

"فقط ضعي رأسك علي كتفي وأنسي ما حدث مهما كان ؛لأنني هنا لأجلك."

People say that love's a game
A game you just can't win
If there's a way
I'll find it somebody
And then this fool will rush in
Put your head on my shoulder
Whisper in my ear, baby
Words I want to hear
Tell me, tell me that you love me too



© Habiba Elhennawy,
книга «Sunshine-أشراق».
الفصل السادس: مقبرةُ الأحزان
Коментарі