المقدمه
الفصل الأول:حقيقة أم سراب
الفصل الثاني:اللقاء
الفصل الثالث:أغدًا ألقاك
الفصل الرابع:الروح وما تُخفي
الفصل الخامس:شرارة
الفصل السادس: مقبرةُ الأحزان
الفصل السابع:سقوط
الفصل الثامن:لا تطفئ الشمس
الفصل التاسع : ذبول
الفصل العاشر : أنقذني
الفصل السادس: مقبرةُ الأحزان
-ڤيولا-
نَفَذت أشعه الشمس من ثتنايا الأبواب الخشبيه للنافذه مداعبه وجهي لتعلن صباح يومًا جديد
فتحتُ عيناي برفق وسرعان ما علت وجهي أبتسامه لتذكري لأحداث البارحه.
كيف لشخص مَرت علي معرفتي له أيام أن يشعرني بهذا الأمان
لا أستطيع أن أصدق إلي الأن أنني أخبرته هذا الجزء من حياتي دون أن العن نفسي ألف مره أنني شاركت أحدًا هذا الجزء من عالمي
هو لم يشعرني بالندم.
هذه الرقصه ستظل عالقه في عقلي لفتره كبيره
ومحادثتنا وتجولنا في الشوارع سويًا بعد أنتهاء مناوبتنا 
لقد كنتُ "أنا" معه بلا تحفظات بلا تفكير في الكلام قبل خروجه بلا توتر لقد كنتُ حره…مع شخص لم أعرفه سوي أيام
التفكير في هذا حقًا يشعرني بالحيره
فأنا شخص أنطوائي مغلق أحيانًا أشعر أنني أبغض البشر جميعًا
لم أكن بهذه الطريقه مع أحد سوي تشارلي وهذا منطقي لأنه صديق طفولتي…لكن هوسوك!
أنا حقًا لا أعلم ماذا يحدث لي معه…لماذا دائمًا أشعر أن هناك رابطه خاصه بيننا
غرقتُ في بحر أفكاري من جديد كعاده كل صباح أو كل وقت عمومًا.
أبعدتُ هذه الأفكار بعيدًا ونهضتُ لأفتح النافذه ليملئ الضوء الغرفه ,وأبتسمتُ للعالم لم يحدث هذا منذ فتره لكنني أشعر بالراحه والنشاط اليوم…والسعاده أيضًا
"لا يهم أن كنت أعرفه منذ قرن أو يوم المهم أنني أشعر بالسعادة برفقته."
قلتُ أخيرًا لنفسي لأسمح لعقلي بقليل من الراحه ,ولكن لا أنا لا أسمح له بالراحه أبدًا فجاءت علي بالي خاطره فاجأه جعلت أبتسامتي تتلاشي

"لكن أتمني أن لا تخذلني مثل الجميع…
فأنا عانيتُ بما فيه الكفاية إلي الأن"
تمتممتُ لنفسي
لحظه! انا لن أثق به لهذا الحد أنا لستُ ساذجه هو شخص لطيف ليس معناه أنه صديق جيد…ألم تتعلمي الدرس بعد ڤيولا؟ توقفي عن السير وفق عواطفكِ الغبيه

✧✧✧

أبتسامه كبيره أعتلت الجالس خلف المكتب فور رؤيته للقادم من وراء الباب
"مرحبًا!" قالها بحماسه ونشاط أعتادت هي عليها الأيام الماضيه
ردت التحيه وأخذت مقعدها المعتاد بجانبه
وأخذت تداعب ميكي اللتي كانت مستلقيه علي المكتب أمامهما.
شاردان هما و تائهان علي عكس أرواحهما اللتي وجدت أخيرًا غايتها.
لا يدركون بالماضي وخافاياه ,ولو علموا لظنوا أنها تراهات.
كيف يُمكن أن يجتمع المحبان بعد فراق دام لأكثر من مئه عام؟

✧✧✧

"في لحظه كهذه كنتُ أريد أن أشبهنا بنجمه ساطعه ولكن القنابل النوويه لم تترك حتي النجوم في شأنها"

قال ألبرت الجالس علي الكرسي وإيما الجالسه علي أرض بجانبه يحدقان في النافذه اللتي تكشف السماء حالكه السواد من خلفها
"وما الفائده من التشبيه بالنجوم؟
أليست مجرد أجسام تحترق لتتوهج مؤقتًا ثم تَبهتُ للأبد؟"

"ما رأيك أذًا بالقمر؟
,فأنتِ دائما قمري." 
حاول أن يصل بيده السليمه إلي يدها ليمسكها برفق ونظر إلي وجهها اللذي شعر بأثار الحرب عليه.

"القمر يحتاج إلي الشمس ليضئ ويسطع من دون الشمس سَيُعتم للأبد,وأنا لا أستنبض وجود الشمس من حولي.
أين ذهبت الشمس؟"

رفع الأخر يدها لوجهه ليقبلها
"أعدُكِ من اليوم أن أصبح شَمسُكِ يا قمري.
سأبذلُ قُصاري جهدي ليُضئ قَمري من جديد."

نقلت بصرها من السماء له.
لاحظ هو تلألأ عيناها الصغيرتان فترك يدها ليفتح ذراعه لها ,فأرتمت هي في حُضنه, لم يستطع أحداهما أن يكبح مشاعره فتركا أعينهما تحكي وتشكي بكل شئ.

✧✧✧

"هذا المكان مُمللل."
قال هوسوك متذَمرًا مُرجعًا رأسه للوراء.

"ربما لو ساعدتني هنا في تنظيف هذا الجرو لن تشعر بالملل.
بحقك من هو المُتَدرب الجَديد هُنا؟"
ردت عليه بصوت عالي ليسمعها من الحمام الصغير المخصص للجراء.

"لا هذه ليست فكره جيده
انا لدي فكره أفضل."

"ما هي؟…هوسوك؟"
لم تجد رد فخرجت حامله الجرو الصغير الملتف بالمنشفه باحثه عنه,لتجده يقف علي باب الملجأ ومن الواضح أنه يتحدث مع شخص في الهاتف.
ظلت واقفه تراقبه حتي أنتهي من المكالمه ليعود للداخل مره أخري لتكرر سؤالها.

"ما هي فكرتك؟"

"أنتظري خمس دقائق وسوف تعرفين."

"حسنًا أتمني فقط أن لا تكون أتصلت بالسيرك ليُحضر المُهرجين."

ضحك هو علي جملتها الأخيرة,فأبتسمت هي لضحكته المشرقه وفمه اللطيف اللذي أصبح علي شكل قلب.

"أنا ذاهبه لأكمل المهام ,وأتمني من كل قلبي أن يتذكر شخصًا ما أنني لستُ المتطوعه الوحيده هُنا."

"حسنًا حسنًا أنا قادم"
قال وسَّط ضْحكاتهِ اللطيفة.

✧✧✧

رن الجرس المعلق فوق الباب ليخرج هوسوك من الممر ليري من الزائر.
"نامجون لقد تأخرت يا صاح.
أهذه هي الخمس الدقائق اللتي وعدتني بها؟"

"نامجون؟أليس هذا الشاب من المناوبه اللتي تلينا؟
ماذا يفعل هنا الأن؟"
همهمت ڤيولا لنفسها

"ڤيولا هيا بنا"
قالها هوسوك بنبره حماسيه بينما تَقف ڤيولا مُتصَنمه في مكانها لا تستطيع أن تفهم ماذا يحدث

"إلي أين؟"

"إلي فكرتي…هيا أسرعي هل تنوين التحرك أم ماذا؟"

مازالت لا تفهم شيئًا لكن الأثنان الواقفان أمامها يحدقان بها بغرابه فقررت الذهاب مع هوسوك بدلًا من موقفها الغبي أمامهما.

✧✧✧

"أقدم أشد أعتذاراتي للمهرجين كان سيكون حلًا أفضل من كل هذا السير, وإلي أين نحن ذاهبون من الأساس؟"
قالت ڤيولا بتذمر مثلما كانت تفعل طوال ساعه كامله.

"حسنًا لقد وصلنا…أهلًا بكِ إلي مقبرة الأحزان"
قال الأخر بينما يسير بظهره ناظرًا لها ليعرف لها المكان اللتي بدت عليها تعابير الدهشه من رؤيته.

حديقه واسعه تملؤها الورود والفاكهه وأصوات زقزقه العصافير ونافوره صغيره و بحيره صغيره
مكان بسيط ولكن كجنه مصغره.
ولكن أهم ما لفت أنتباهها وصفهُ للمكان بمقبره الأحزان ما هذا التعبير؟

"أكتشفتُ هذا المكان في أول أشهر لي في أمريكا في وسط وحدتي وخوفي وغربتي.
بينما كنتُ أسير بلا هدف معين فقط تائه بين أفكاري اللتي بدأت تخنقني وجدتُ هذا المكان صدفه لا أعلم من صاحبه لكنني لم أري له صاحب منذ اللحظه اللتي وجدته فيها فأصبحتُ أنا أعتني به بأستمرار.
وفي كل ركن من أركان المكان في الغالب دفنتُ به حزنًا أو رويته دمعًا ؛لذلك أطلقتُ علي المكان مقبرة الأحزان.
ومعلومه صغيره لا أعلم أن كانت تُهمك أم لا لكن هذه أول مره أصطحب معي شخص إلي هُنا…حتي ميكي لم أحضرها معي قط."

✧✧✧

-ڤيولا-

لماذا أشعر أنني أريد أن أحتضنه؟
أشعر أنني أريد أن أعرف كل حزن تم دفنهُ هنا
أريد أن أخبره أنني هنا ويمكنك دفن أحزانك معي من الأن…ولكن بأي صفه؟
مازلت غريبه في حياته
ولكن لماذا يُعامل هذه الغريبه بهذا الشكل
لماذا أحضرني إلي مكان بهذه القيمه عنده.

"فيولا ما الخطب أنتِ علي هذه الحاله منذُ وصولنا؟
أمازلتي علي قيد الحياة؟"

"هوسوك لما أتيت بي إلي مكان بهذه الأهمية عندك وانا لا شئ يذكر في حياتك؟"
سؤال أعلم أنه غريب لكن أن لم أسئله لن أنام ليلًا.

"لا أعلم فقد شعرتُ أنني أريد أن أحضرك إلي هنا
فأتصلت بنامجون ليحل محلنا وتركت ميكي معه وأصطحبتك لكن لا أعلم لماذا فعلت هذا انا فقط سرتُ وراء حدسي.
ولكن هيا لا تفكري كثيرًا ,فقط أستغلي الفرصه أننا هربنا من الروتين ولنستمتع."
أتجه ناحيه شجره ثم أمسك بسله كانت موضوعه بجانبها بها بعض الفاكهه والشطائر والوجبات الخفيفه ,وأتجه نحو البحيره وجلس بجوارها وأشار لي لأجلس بجانبه.
أخرج هاتفه ليخرج صوت الموسيقي منه بعد بضع ثواني ليمسك شطيره بيده وبدأ يتمايل مع الأيقاع مع أنه ليس بالأيقاع الراقص أو السعيد ,ولكنه كأنه يسمع الأغنية بقلبه قبل أذنيه.

Daydreamer
Sitting on the sea
Soaking up the sun
He is a real lover
And making up the past
Feeling up his girl
Like he's never felt a figure before

كنت أنظر له بأبتسامه وأعجاب واضح علي…النظر إليه فقط وهو يتمايل مع الأيقاع وكأنه طائر حر وكأن روحه تحررت من كل القيود أنها كلوحه فنيه أريد أن أحدق بها طوال عمري ولن أمَّل.

A jaw dropper
Looks good when he walks
Is the subject of their talk
He would be hard to chase
But good to catch
And he could change the world
With his hands behind his back, oh

مد لي يده يعرض علي الرقص معه…حقًا؟مجددًا؟
هل تعرفتُ علي مهووس بالرقص يجب أن أرقص معه كل ليله؟
لكن ليست مشكله فأنا لن أرفض عرضه وتشاركت معه في هذه اللوحه الفنيه.

You can find him sittin' on your doorstep
Waiting for a surprise
And he will feel like he's been there for hours
And you can tell that he'll be there for life

أتحرك بين يديه بحريه وكأنه نقل إلي أحساسه الحر
أشعر بكل كلمه بكل نغمه
روحي حره
أتراقص علي الغيوم معه
هل هناك أحد في العالم يشعر بسعاده أكثر مني الأن؟أشكُ بذلك.

Daydreamer
With eyes that make you melt
He lends his coat for shelter
Plus he's there for you
When he shouldn't be
But he stays all the same
Waits for you
Then sees you through

رغم أنني أشعر أنه وهبني من أحساسه وأدخلني إلي بوابه عالمه ولكنه مازال يملك طاقته الخاصه اللتي لا يمكن أن يصل إليها أحد.
أعتقد أنه لا يشعر بشئ الأن سوي هذه النغمات
أنه ليس معنا علي هذه الأرض
أنه هائم في بعد موازي لا يعلم عنه بشر
هائم وسعيد وأستطيع أن أشعر بسعادته الشديده
وأنا أشعر بسعاده ورضا تام لرؤيه هذه السعاده.
There's no way I
Could describe him
What I'll say is
Just what I'm hoping for
But I will find him sittin' on my doorstep
Waiting for a surprise
And he will feel like he's been there for hours
And I can tell that he'll be there for life
And I can tell that he'll be there for life.

© Habiba Elhennawy,
книга «Sunshine-أشراق».
الفصل السابع:سقوط
Коментарі