١) بِدايةُ النِهايةِ.
٢) بشاعةُ الحقيقة.
٣) يومٌ مِثالي.
٤) أصدِقاء.
٥) قوةُ الخوف.
٦) عودةُ الذكريات.
٧) مفاجئاتٌ غيرَ سارَّة.
٨) قرارٌ مجنون.
٩) ماضي لايزالُ حيًا.
١٠) صديقٌ مُقرب.
١١) شِجار.
١٢) نهايةُ الماضي.
١٣) مشاعرٌ ميتة.
٧) مفاجئاتٌ غيرَ سارَّة.

" ابنة عمتي العزيزة ، كيف حالكِ ؟ عَمتي اخبرتني ان اخذكِ مِن المدرسة. " قالها بابتسامة اوقفت الدماء في عروقها تقريباً ..

بقيت متجمدة في مكانها مِن دون حركة حتى عندما تحدث المُدرس لم تتحرك ولا خطوة .. إن كانت تريد ان تعلم معنى التعاسة الحقيقية فعليها الذهاب معه ،

" آنسة كلاريس تستطيعين المغادرة. "

مُنذ ان سُجن كان يعلم جيداً بانها المسئولة عن ذلك ..

و آخر ما تريد فِعله هو الذهاب مع تاجر مخدرات خرج من السجن للتو يكبرها بِثمانية سنوات على الاقل .. يريد قتلها بابشع الطرق على الاربع سنوات و النصف التي قضاها في السجن بسببها.

" هيا كلار ... الستِ فقط سعيدة لرؤيتي ، جلبتُ العائلة كلها مِن اجلك حتى لا تشعري بالوحدة هنا . "

سَخر منها بِشفرة سرية هي فقط فهمت معناها .. هذا معناه ' ساجعلها اتعس عطلة في حياتك ' لكن هل حقاً جلب الجميع معه !؟؟؟ اذا كان يعني الجميع اتى معه فنواياه لن تكون صافية هكذا فقط.

" آنسة كلار هيا اذهبي !" قال الاستاذ مرة اخرى

" كلار هذا قريبُكِ ؟" انتبهت كلاريس فوراً الى كلير

كانت تعرف هذه النظرة جيداً ... طوال فترة عيشها معه و مع زيرا كانت قد تعودت على نظرات الاهتمام و الاعجاب مِن كل الاشخاص ،

رغم هذا كلاريس لم تستطع رؤية اي جمال او وسامة لان لا احد رأى الوجوه الحقيقية لهم غيرها.

" اعذرني لن آتي معك. " قالت فوراً بعد مُدة مِن الصمت ..

" لما لا ؟ انا لا اعض بقوة .." قال بِسخرية

قاطع الحديث صوت الجرس معلناً عن انتهاء الحصة .. مع هذا القليل من وضبوا اغراضهم اما الباقون جلسواً لإكمال الفِلم ..

" لانني ... لانني ساخرج مع اصدقائي ، لقد وعدتهم."

" اوه حقاً !؟ اي اصدقاء ؟؟" قال بنبرة مُستمتعة و هو يراقبها ... بل يثقب روحها بنظراته الشيطانية ..

يبدوا بان احدهم لاحظ اخيراً بان تصرفاته غير طبيعي لينهض كايدن و هو يجلس بجانبها ..

" معي ... سنخرج معاً ، يبدوا بانني ساسرقها مِنكم لفترة "

راقبت ملامحه تتحول الى الصدمة مِن ثم تعود للسخرية

" لم اعلم بان لديكِ حبيب !"

اختنقت كلاريس فوراً ، مع ان كايدن ابتسم فقط بثقة ..

" اقرب الى اخاها الجديد ، ارسل تحياتي و اخبر والدتها باننا لن نتأخر كثيراً .. سعيدٌ بمقابلتك... هيا لنذهب كلار."

نهض و هو يسحب كلار لتنهض هي ايضاً و تذهب معه مِن دون تفكيرٍ حتى.

ما أن دخلت سيارته حتى استوعبت الذي حدث لتقول بنفسٍ مقطوع

" اقسم بانك افضل اخٍ في هذا الكون .. لن انسى ذلك ابداً انا ادين لك !!"

قاد سيارته بعيداً ليعطيها ابتسامة جانبية

" مِن الطبيعي بان لا اشعر بالارتياح لمغفلٍ اتى ليأخذكِ تحت تأثير المخدرات في منتصف النهار."

" كيف عَلمت بانه تحت تأثير المخدرات !؟" قالت بتفاجئ لم تعتقد بان غيرها لاحظ ذلك.

" الآثار ليست غريبة علي. بشرة شاحبة ، حدقة عينيه مُتسعة بشكل واضح ، وقفة غير ثابتة ، نبرة سخرية .. فقدان للتركيز ، حتى يده كانت ترتعش لا ارادياً كُل عدة دقائق حتى الاعمى يستطيع رؤية بانه تحت تأثير المخدرات .. جدياً ما خطب والدتك !؟؟ "

رمت له نظرة شك .. لا احد يعلم بِكل هذه التفاصيل مِن العدم.

" كيف تعلم بِكل هذا !؟"

" كان لدي صديقٌ مدمن على هذه الاشياء سابقاً .. حفظت الاعراض الجانبية. "

" اممم " تجاهلت امراً مريباً آخر عن كايدن لانه انقذ حياتها للتو لهذا ستترك الامر للاحقاً.

و هنا انتبهت مِن انها لا تعلم الى اين هم ذاهبون

" الى اين نحن ذاهبون على اي حال ؟"

" الى مطعمٍ ما لانكِ شاحبة كالثلج. "

" لا لا اريد ، لا اريد ان آكل " قالت فوراً

" ماذا عن مقهى ؟ اعلم مقهىً يقدم افضل التحليات الفرنسية .. "

فكرت بِتمعن .. فهي كباقي الاشخاص عندما يتعلق الامر بالتحليات و خاصتاً الفرنسية منها ..

" إن كنت مُصراً .. "

قام باخذها الى مقهىً على البحر ثم طلبوا انواع حلوى مختلفة و غريبة لم تجربها كلار مِن قبل.

تكلموا عن العديد مِن الاشياء .. هذا و لَم تعلم ان كان لديه حس فكاهة عالي ام سخرية لاذعة ، لانه استمر بإضحاكها ..

و عندما توقفت اخيراً لاحظت كم ضحكت لتشعر بالاحراج

" ضحكتي غريبة اعلم. "

رفعت نظرها بِخجل لترى الابتسامة الغريبة التي رسمت على وجهه ، كانت ابتسامة جميلة لكن لم تفهمها ..

" في الواقع اجدها لطيفة جداً. "

اعطته ابتسامة أخرى لتعيد خصلة من شعرها وراء اذنها بخجل.

" شكراً ؟"

اراد قول شئ ما قبل ان يقاطعهما صوت الهاتف ..

" عذراً ، انها امي. "

" اجيبي حتى لا تُطلق علي الرصاص عندما نعود. "

حملت هاتفها لتجيب والدتها بملل ،

" اين انتِ !؟"

" مع صديقٍ لي في المقهى، لما ؟"

" إلياس قال بانكِ خرجتي مع حبيبكِ و تركته. "

سحبت كلاريس نفساً عميقاً بنفاذ صبر

" إلياس يبالغ. ساعود بعد قليل على اي حال. "

" اممم ، اسرعي اذاً لان منزل خالتكِ و عمك قد اتوا مِن فرنسا اليوم. "

" الم يكونوا في النصف الثاني مِن الكرة الارضية في تُركيا ما الذي اخذهم لفرنسا ثُم لاميركا فجأه !؟؟"

" تعلمين عندما تعودين !" قالت بحماس

اغلقت والدتها الخط في وجهها لتتجمد هذه الاخرى في مكانها لعدة دقائق و عقلها لايزال مشوشاً بالكامل ، لقد اختفت جميع الاسئلة من عقلها وهي تفكر بسؤال واحد الآن ..

ما الذي يحدث !؟

" كايدن .. هل اخبرتك مِن انني اكره المفاجئات جداً !؟؟"

" لا. "

" اذا انا اكره المفاجئات جداً. "

ابتسم مُظهراً لاسنانه البيضاء

" انه يوم حظك بالمناسبة ... "

نظرت له نظرة مليئة بالسخرية لتجد بانه كان جاداً بكلامه ..

" هل انت جاد !؟؟"

" اجل ، إن كُنتِ تذكرين لدينا رحلة مدرسية ليومان هذا الاسبوع .. لا ازعاج. "

تذكرت كلار بانه محق ليعود لها امل جديد في نوعية حظها ، انها يومان لكنهما يومان مهمان جداً

" ليباركك الله ، وليبارك لكلير ايضاً على الخير الذي تنشره في هذا العالم. "

قهقه كايدن قليلاً لتعود كلار اخيراً الى طبيعتها بعد هذا الخبر الجميل ..

.
.
.

بعد ان انتهوا توجهوا نحو السيارة مِن جديد ليقوم بتوصيلها الى الجحيم مجدداً .. و كأن همومها لا تكفيها حالياً لكي تأتي زيرا و إلياس معاً اليها ..

إن إلياس مُعجب بزيرا سِراً وهي وحدها تعلم ذلك ، هذا مع ان والد زيرا هو ضابطٌ كبير و عائلتها شِبه غنية .. لهذا لم يتجرئ ابن عمها ولا مرة على عبر حدوده معها او استغلالها بل بالعكس عاملها بِكل لطف.

اما كلاريس مِن جهة أخرى حين مات والدها و والدتها بدأت بالسفر لمناطق بعيدة وجد إلياس فرصته للتلاعب بِها ، و مع الوقت بدئ بتعليمها و بِزرع جميع الافكار المظلمة في رأسها سِراً ..

مُخدرات ، جنس ، سجائر ، كحول ، هذا مع افلام الرعب و القتل التي كان لها أثرٌ ليس بضعيف عليها،

فبعد الذي حدث لها قبل عدة ايام .. ثم يأتي احدٌ ليزرع كُل هذا في عقلها ... فكرة الانتقام بدأت تُزرع في رأسها تلقائياً ،

بالطبع لم تخبره في ذلك الوقت بانها لا تريد رؤيته في حياتها مجدداً لسببين ،

اولاً كانت خائفة منه فقد كانت وحدها معه و زيرا فقط التي كانت شِبه معها .. حيث نصف الوقت مع صديقاتها او في غرفتها ترقص.

ثانياً كانت خائفة ايضاً إن تكلمت معه بصراحة كان ليستطيع التسبب لها بمشكلة بطرقة اصابع كونها قبلت عرضه بالتدخين مرة و بتجربة المشروب.

حالياً هي نادمة على خوفها جداً ، و تتمنى العودة بالوقت لتضع رأسه في مؤخرته على الأثر الكبير الذي تركه في عقلها الى الأبد ، ريثما والدتها مطمأنة لدرجة كبيرة وهي تعتقد مِن انه يعتني بها مع زيرا ...... ' كأخ كبير '.

كانت في افكارها الخاصة لدرجة انها لم تشعر بالسيارة تتوقف امام ذالك المنزل الذي تأتي منه اصواتٌ عالية جداً

" كلار ... "

نظرت الى كايدن وهي على وشك الاختناق تقريباً فقط لسماعها لاصواتهم.

تفاجئت به يسحبها لعناق آخر و الذي احتاجته جداً لدرجة كبيرة الآن !

" ابتسمي .. لم اعتد هذا الوجه الحزين."

ابتسمت من دون وعي فهي حقاً سعيدة لانه يهتم ، ليس الكثير مِن الذين تعرفهم يتفهمونها لهذه الدرجة عندما يهاجمها الاكتئاب فجأه في احد الايام العادية ..

" انا حقاً سعيدة لانه اصبح لدي اخ مثلك. "

تركها بعد عدة دقائق ليعيد ملامح الجدية على وجهه

" الآن .. اي شئ يحدث ستخبريني به فوراً اليس كذلك ؟"

حركت رأسها علامة على الموافقة و الابتسامة لاتزال مرسومة على وجهها ، ودعته مجدداً لتخرج مِن السيارة وهي تتوجه نحو الباب بتعب ..

جدياً لماذا لم يكن كايدن اخاها الحقيقي؟ كلاهما مِن دون اهل تقريباً .. كلاهما متشابهان في الافعال و الاذواق ، كان وجوده ليكفيها .. يبدوا ان هذه ستكون امنيتها الجديدة منذ الآن فصاعداً !

دخلت مِن الباب لكي تعلوا الاصوات بشكلٍ لا يحتمل !!

اول ما وقع نظرها عليه هو تلك الفتاة ذات الشعر البني الفاتح و الاعين الخضراء الحادة التي ترتدي بنطال مُمزق و قميص مِن دون اكمام يظهر كتفيها ،

كانت جالسة على ذراع الكنبة و الجميع يتكلم معها ...كان صوتها عالياً جداً كالعادة وهي تتكلم بثقة و باسلوبٍ وقح مع والدة كلاريس ، فقد كان لزيرا الحرية الكاملة للسخرية مِن او مع والدتها عن العديد مِن الامور.

اما إلياس كان واقفاً في الجهة الاخرى مِن الغرفة و جسده موجه ناحية زيرا .. لا احد انتبه غيرها لكنه كان ينظر الى كُل جزء مكشوف مِن جسدها بطريقة ... لا تريد التفكير بمعناها !

لا احد انتبه لها نهائياً لتستغل الفرصة على امل ان تستطيع الهروب مِن دون ان يراها احد ...

لكن مع الاسف التقطها إلياس وهي تراقبه فوراً ريثما هو كان يراقب عدة امور ، ليبتسم لها فوراً

تجاهلته تماماً لتذهب الى المطبخ وهي تبحث عن قوالب الثلج ... لديها عادة انها عندما تشعر بمشاعر قوية جداً تهاجمها الرغبة بأكل الثلج فوراً ، لسببٍ مجهول.

اخرجت القوالب لتبدئ باكل المكعبات بِنهم شديد ...

" اصابني ألمٌ في اسناني فقط لمراقبتك. "

استدارت بفزع لتجد إلياس يقف عدة خطواتٍ عنها مُستنداً على الدولاب ورائه ... لم تشعر حتى بمجيئه !!

" و .. يفترض ان تكون هذه مشكلتي !؟"

تابعت وضع مكعبٍ آخر في فمها ليبتسم لها تلك الابتسامة التي كرهتها اكثر مِن اي شئ

" إذن ... كيفَ حالكِ انتِ ؟"

نبرته كانت عادية مِما كان غريباً جداً ، فهل هذه يا ترى اشارة ثانية بان تخاف ؟

" ماذا تريدُ مني !؟ "

" لاشئ. " حرك كتفيه بعدم اهتمام و تلك الابتسامة المزعجة لاتزال مرسومة على شفتيه

" لما انت هنا اذن ؟ ، لا تضيع وقتك .. العاهرة تجلس هناك .. كما انها كانت تحاول جذب انتباهك ، هيا اذهب !"

راقبت نظرة التفاجئ تُرسم على ملامحه

" كيف علمتِ انها كانت تحاول جذب انتباهي، لقد وصلتي للتو. "

ابتسمت بسخرية على الفِلم الذي يحدث امامها.

" كانت تتكلم مع والدتي لكن باقي جسدها موجهٌ باتجاهك ، قامة معتدلة ، تُحرك شعرها كثيراً ، و يديها محررتان وراء ظهرها. يبدوا ان احدهم افتقدك في السجن !" قالت بابتسامة مزيفة بالكامل.

" و يبدوا ان احدهم كان يدرس لُغة جسد. " قال بِنفس نبرتها

لَم تجبه لتعيد قوالب الثلج الى مكانها مِن ثم فتحت الثلاجة لاخراج قهوتها المثلجة ..
فتح إلياس فمه لقول شئ ما ، لولا ان زيرا اتت الى المطبخ هي ايضاً ليغلق فمه مجدداً بتردد.

" اوه كلار ! كيف حالكِ. " قالت بنبرتها التي لطالما اعتبرتها كلاريس عذاباً بمفرده.

" جيدة. " اعطت ابتسامة مزيفة أخرى لزيرا ،

غيرت زيرا نظرها باتجاه إلياس فوراً لتعطيه ابتسامة هو ايضاً

" اذن ماذا كُنت ساقول ... آه صحيح تجهزوا لاننا سنخرج جميعاً فأبي احب ان نخرج كعائلة جميعنا. "

تجمدت الدماء في عروق كلاريس لتقول بنبرة عالية لم تستطع اخفائها

" السيد ميرال هنا ايضاً !؟؟"

" اجل كِلا والداي هنا .... لحظة ، الا تعلمين !؟؟" قالت آخر جملة بتفاجئ شديد

حركت كلاريس رأسها علامة على النفي

" ابي نُقل الى هنا ، نحن حالياً نبحث عن منزل !"

قهقهت كلاريس بعدم تصديق فقد تصاب بأزمة قلبية في اي لحظة حالياً

" اجل ايضاً كان كريماً كفاية ليمحي لي سجلي في السجن كاملاً ، انا ايضاً انتقلت لاميركا. "

انتقل نظرها الى إلياس لتبتلع رمقها

" همم ؟" قالت بصوتٍ خافتٍ جداً لدرجة ان لا احد سمعه

" اجل .. انا كُنت متفاجئة مثلكِ ، اعني كنا جالسين و فجأه اتى ابي قال انه قد نُقلنا الى اميركا بامرٍ مِن النائب العام !!! هل تصدقين !؟ "

" اجل ... ياله من خبرٍ ........ مدهش ، اعذروني كان يوماً متعباً ساذهب لارتاح." قالت سريعاً غير تاركة اي مجالٍ آخر لاي محادثة اخرى

سحبت حقيبتها بسرعة و قهوتها المثلجة و توجهت نحو السلالم متفادية الجميع لتقفل الباب اول شئ فكرت به.

جلست عند الباب تماماً في غرفتها المظلمة تستمع لاصواتهم وهي تعود الى عاصفة الافكار مجدداً ..

_______________________________________

فتحت الباب بمفتاحها الخاص لتدخل الى المنزل بعد يومٍ طويل و بعد حفلة صاخبة جداً مع اصدقائها و رافاييل ..

اغلقت الباب ورائها لتستدير وهي تعود عدة خطواتٍ الى الوراء بتفاجئ شديد ..

" الهي ارعبتني !" قهقهت زيرا قليلاً قبل ان تضع حقيبتها و هاتفها على الطاولة مِن ثم جلست على الارض لتخلع حذائها

" مئة و سبعة عشر هاه !؟." قالت بصوتٍ خالٍ مِن المشاعر.

ضربت زيرا جبهتها بغباء لكي تقضم شفتها السفلية

" أعتذر .. كُنت على عجلة لدرجة انني اخطأت بين مئة و سبعة و مئة و سبعة عشر ! لكن ارجوا مِن انكِ عثرتِ على المنزل الصحيح ؟"

قالت وهي تتحرك باتجاه المرآة التي في الصالة لرؤية شكلها

" اجل ... عثرت على المنزل الصحيح. هل استمتعتِ بوقتك ؟" قالت بصوتٍ خافت خالٍ مِن اي معنى

لكن زيرا لم تنتبه لتنظر اليها فوراً وهي تبتسم

" كانت الحفلة رائعة بمعنى الكلمة ! لقد رقصنا للصباح !! ، انظري لقد اهداني اياه رافييل .."

ابعدت شعرها لتريها عِقداً فضياً جميلاً جداً يلتف حول رقبتها

" هممم ، انا ذاهبة لغرفتي .. سانام لا تُيقظيني."

" انا ايضاً ذاهبة لانام على اي حال .. آه كانت لي___"

لم تكمل جملتها لتجد كلاريس قد غادرت بالفعل الى غرفتها وهي تحرص على قفل الباب مرتين ..

" ما خطبها !؟؟"

_______________________________________

ايقظها مجدداً صوت طرق والدتها لكي تفتح الباب بتعب

" ماذا ؟"

" الهي لازلتِ بثيابك !؟؟ هيا بسرعة سنخرج بعد ساعة استحمي و ارتدي شئ ما. "

" لن آتى معكم انا متعبة جداً. " قالت ببرود

" لا تكونِ سخيفة ! سنذهب جميعاً ولا احد سيبقى هنا ، تجهزي بسرعة و حالاً ! " قالت بصرامة

سحبت كلاريس نفساً عميقاً بتعبٍ شديد فهي حقاً ليست بمزاجٍ مناسب للشجار ،

" اخرجي لاغير ثيابي. "

خرجت لتتركها وحدها مجدداً ... لم تكن لها القوة الكافية لفعل اي شئ لهذا اخذت ثيابها من الخزانة و اتجهت ناحية الحمام على امل ان تنسيها قطرات المياه بعضً مِن همومها و افكارها ،
.
.
.

المطعم كان هادءً جداً و الجميع يتكلمون بهدوء ، ريثما الطاولة الوحيدة التي كانت صاخبة هي تلك التي في المنتصف تماماً حيث يجلس حولها قرابة الثمانِ اشخاص ... السيد ميرال والد زيرا و تيرا والدتها بجانبه ، زيرا و بجانبها إلياس ثُم كلاريس و والديها و اخيراً .. شخصٌ غريب يعمل مع السيد ميرال كان قد اتى معهم لسببٍ ما ..

الذي قد يسمع كلمة ضابطٍ ذو رتبة مرموقة في المجتمع قد يتخيل شخصاً جدياً ، صارماً ، حازم و هادئ ... لكن السيد ميرال عكس ذلك كله تقريباً

فشخصيته اجتماعية جداً لأبعد مرحلة ، يُحب الخروج في رِحلات مع عائلته الى الاماكن الخلابة لاسابيع إن تطلب الامر ، لا يتدخل في امور ابنته نهائياً حيث اعطاها الحرية الكاملة حتى بالخروج مع اصدقائها لاي مكان و صرف ما تريد مِن المال،

هذا صنع لزيرا تلك الشخصية الواثقة مِن نفسها ، الاجتماعية ، و الصاخبة جداً .. في نفس الوقت عاطفية ..

كلاريس كرهتها ليس لانها تسببت بادخالها لمنزل مريضٍ نفسي ، كلاريس كرهتها لانها تَعتبر نفسها ملكة العالم التي لا احد يمكنه لمسها بسبب اموال والدها، لا تعلم اي شئ عن الذي يحدث في العالم الخارجي او عن الالم و العذاب الذي يختبره الغير .. وهي لا تهتم.

كان الجميع يتحدثون بامرٍ مختلف و هم يأكلون طعامهم حتى زيرا و إلياس يتحدثون بموضوع .. بينما كلاريس جلست هناك تنظر اليهم بصمت ، و هذا الشعور المروع بدئ يعود لها مِن جديد ..

شعور الألم .. شعور مِن انها غريبة بينهم، مِن انها القاتلة و القذرة الوحيدة ،

و كالعادة لم تستطع تحمل كُل تلك المشاعر و الاصوات السلبية التي تبدئ عندما يجتمع الكل ، لتنهض بهدوء شديد محاولة ان لا تجذب الانظار قدر المستطاع.

" عُذراً .. ساذهب للحمام. " قالت بصوتٍ خافت.

مشت بعيداً من دون انتظار اي رد الى خارج المطعم ،
كان الجو بارداً لكن منظر البحر خارجاً كان يستحق ..

عبرت الشارع لتتوجه نحو الكُرسي الذي امام البحر تماماً لتجلس عليه و الهدوء يعود لمحاوطتها مِن كُل الاتجاهات. إن هذه هي اللحظات التي يتوقف فيها الوقت عن المرور .. و لاشئ يهم في هذه الحياة ، ولا شخص يستحق وجودك لاجله ... لاشئ سوى الظلام و الألم و الذكريات و الصمت القاتل ، يدفعانك لأنهاء كُل شئ ، للإستسلام.

صوت خفيف صدر مِن داخل محفظتها لتتجاهله فهي ليست بالمزاج المناسب ..

بعد ثوانٍ فقط اصدر هاتفها إشعاراً آخر ، ثم آخر ، ثم آخر ... ليدفعها الى الجنون التام وهي تُخرجه مِن مكانه و تفتحه لترى مَن الملعون الذي يزعجها بهذه الطريقة !

مجهول : اهلاً.

مجهول : اهلاً.

مجهول : اهلاً.

مجهول : لن اتوقف حتى تجيبي ، اعلم انكِ رأيتها !

تجاهلته لتبقيه في يدها و الإشعارات تدفعها للجنون لتجيب اخيراً على هذا الملعون الذي اختارها من بين آلاف الاشخاص ليزعجها هي.

مجهول : اهلاً.

مجهول : اهلاً.

مجهول : اهلاً.

مجهول : اهلاً.

عاشقة الروك🎸: ماذا !؟؟؟

مجهول : اوه ... اهلاً 😊

عاشقة الروك🎸: ماذا تريد لستُ بمزاجٍ جيد.

مجهول : رأيتكِ تخرجين مستائة ، قُلت لازرع الابتسامة على وجهها 😀

ضحكت كلاريس لا إرادياً مِن سخريته

عاشقة الروك🎸: و انت جدياً تحتاج لطبيبٍ نفسي .. و قريباً.

عاشقة الروك🎸: هل امتلكت اصدقاءً في حياتك !؟ ... هل لديك عائلة ؟؟

لم يجب لعدة دقائق مما كان غريباً ... هل يا ترى توتر مِن سؤالها ام هو مشغول !؟

مجهول : على ذكر العائلة ... معشوقكِ ورائك.

لم تفهم ما كان يعنيه حتى سمعت ذلك الصوت المزعج يوقف قلبها .. لكي يجلس إلياس بجانبها فجأه ، لتقفل هاتفها فوراً.

" ماذا تفعلين بمفردك ؟"

" لاشئ ... شعرت بالغثيان فخرجت."

" تشعرين بتحسن ؟"

تجاهلت النظر اليه املاً ان يغادر فوراً لانها لا تحتمل وجوده بجانبها ولا باي شكلٍ كان ..

" اجل. لما لا تعود الى الداخل ؟"

لم يجبها ليصيبها الفضول وهي تنظر له اخيراً .. ندمت بعدها لانه كان يحدق الى داخل روحِها تماماً بِتلك الاعين العسلية الحادة.

كانت تعلم جيداً ان انزال نظرها الى الاسفل في هذه المرحلة سيعتبر علامة خضوع تقريباً في لغة الجسد .. لِهذا ابعدت عينيها السوداء باتجاه البحر فوراً.

" انظري الي. "

" لا شكراً ، اكره رؤية وجهك امامي. "

مرة عدة دقائق مِن الصمت قبل ان ينطق اخيراً

" دائماً ما اعتبرتكِ اختي الصغيرة في العائلة __"

قاطعته بنبرة حادة و ساخرة جداً

" تُعلم اختك الصغيرة عن المخدرات و الجنس و القتل و افلام رعب !؟؟ وااو انا حقاً سعيدة انك لا تمتلك واحدة حتى .. "

" هل يمكنني على الاقل ان اكمل !؟" قال بصوتٍ ساخر و عالٍ.

صمتت مجدداً علامة ان يكمل ، لا تستطيع انكار انها فضولية كاللعنة لسماع ما يريد قوله في هذه المرحلة و بعد اربع سنوات من الحقد عليها في السجن لوضعه هناك.

" كُنتِ دائماً لطيفة جداً معي ، مع الجميع .. على عكس زيرا تماماً .. كُنتِ مُراعية ، بريئة جداً .. و سعيدة. "

" اوه لا اعلم ... كيف برأيك تتصرف طفلة في الثامنة ؟؟ تتعرى في الملهى !؟؟"

" هلا رجائاً تركتِني لانهي كلامي !؟"

قلبت عينيها بنفاذ صبر .. لكنها صمتت مجدداً ، فهي حقاً و بشدة تريد ان تعرف الى اين ستؤدي هذه المحادثة.

" لم اتحمل ذلك .. لم اتحمل برائتكِ على ما اعتقد. زيرا كانت خارج نطاق قدرتي ... بينما من جهة أخرى انتِ كُنتِ وحيدة تماماً. "

هي كانت تعلم ذلك بالفعل .. لكن لسببٍ ما قوله لذلك سبب لها ألمً قوياً في صدرها. تتسائل إن كان قد فكر في يومٍ مِن الايام انه هنالك احتمال بانها قتلت شخصاً في الحياة الواقعية بسبب ما زرعه في عقلها لأشهر ...

" كان لدي الكثييير مِن الوقت لافكر ما هو الامر تحديداً ، و اعتقد مِن انني لم ارغب بان اكون المعتوه الوحيد في العائلة ، لهذا قررت صنعكِ. مع هذا عندما وضعتِني في السجن ... و اعتقد كلانا يعلمان انها كانت انتِ ، بدأت افكر بالانتقام منكِ ، "

للحظة فقط .. نست كل كلمة لتركز على هذه الجملة ... هل مِن المعقول بانه ... بانه سيعترف انه المجهول و انتقم منها لسجنه !؟؟

" ثُم بعد فترة تقريباً بدأت بملاحظة خطأي .. او بالاحرى اخطائي كلها. والدكِ ترككِ لنا ... و انا اعطيتكِ مخدرات في سِن العاشرة ، اعتقد ما احاول قوله هنا هو ....... لقد استحققت ان اُضع في السجن. "

لم تستطع كلاريس التفوه بحرف نهائياً .... إن الاعتذار كان آخر شئ في عقلها عندما رأت إلياس هذا الصباح !

" لم يكن علي زرع كل تلك الامور في عقلك .. و انا سعيدٌ جداً لانكِ كُنتِ قوية و تركتِ ما كُنت ...... اعلمكِ عليه ، لهذا انا آسف كلار. "

ايضاً لم تُجبه ... فحقاً ماذا قد تقول !؟ و هل حقاً يضن بانها ' نست ما علمها عليه ' هو حرفياً اثر فيها في اسوء فترة في حياتها لكي تقتنع من ان القتل كان مسموحاً اذا كان للانتقام ..

" كلار انا حقاً آسف. لِكُل شئ. "

" انت كاذبٌ جيد كالمعتاد."

ابتسمت له باكثر ابتسامة مظلمة تمتلكها لتتحول ملامحه الى الدهشة .. او ربما هذا خوف ؟

" اسامحك بشرط. "

فكرت بامرٍ سريعاً لتزييف ملامح الغرور على وجهها

" اعطيني حبتين و سوف اسامحك. "

بقي يحدق ناحيتها مِن دون ملامح

" ليس لدي. "

" كاذب ، كُنت تحت تاثير المخدرات هذا الصباح."

" كيف انتبهتِ ، اخذت نصفها فقط. "

" اذن لديك ، اعطيني !"

اعطاها نظرة حادة لاول مرة و هو يزيل الابتسامة من وجهه

" آسف ، لن اكرر خطأي .. و ساراقبكِ منذ الآن. "

نهض سريعاً ليتركها بمفردها .. بعد الذي قاله كانت حقاً مشوشة و محتارة !!

هل كان صادقاً حقاً ام انها خدعة اخرى !؟
هل تسامحه !؟

قاطع حبل افكارها صوت هاتفها مجدداً لكي تعيد فتحه وهي تتذكر المجهول.

مجهول : هل سامحته ؟

عاشقة الروك🎸: لما تسأل !؟ ما دخلك انت ؟

مجهول : لارى مستوى سذاجتك بالطبع ..😊

عاشقة الروك🎸: لغة جسده كانت ... صادقة.

مجهول : بالطبع ستكون صادقة ، لقد علم هذا الصباح انكِ تستطيعين كشفه. ماذا يثبت لكِ بانه لم يزيف تصرفاته ايضاً ؟

اياً يكن هذا الشخص فكلار تعلم بان له وجهة نظر ! هنالك احتمالٌ جيد بانه قد زيف ملامح وجهه .. مع ان هذا صعبٌ للغاية اي انه مهما كان الشخص خبيراً يجب ان يبدي ردة فعل .. حتى ان كان محترفاً و بطريقة ما اخفى كذبه، نبضه لن يكون منتظماً و هذا ما يستخدمونه في جهاز كشف الكذب ...

مع ان جهاز كشف الكذب لن يكون موثوقاً ١٠٠ % لان النبض يتاثر بالكذب ، الغضب الشديد ، التوتر ، الحزن ، الخوف ، الإثارة ... او اي مشاعر قوية اخرى.

مع هذا و بسبب تشتتها نسيت ان تراقب انفاسه ... نعم إن الانفاس ايضاً تكشف الكذب بجانب النبض الذي في رقبته ، و عندما تحدث معها ملامحه كانت ساكنة و لم يقم باي حركة تثبت كذبه ..

عاشقة الروك🎸: لا اعلم .. ان الكذب ليس بهذه السهولة ، يجب ان تسيطر على حركة عيونك ، فمك ، يدك ، انفك ، راسك ، تنفُسك ، تصرفاتك عندما تنطق الكلمات .. الامر صعب ، جداً !

مجهول : شُكراً لتنبيهي مُستقبلاً 🙂.

صفعت كلاريس جبهتها بِكُل غباء ، نسيت نفسها لدرجة انها كشفت للشخص الذي يريد تدميرها علامات الكذب !

انه محق هي غبية فعلاً.

عاشقة الروك🎸: تباً لك لقد شوشتني ! و هذا الاحمق الآخر اتى ليوقف عقلي عن العمل .. ثُم كيف تراقبني الى الآن !؟

عاشقة الروك🎸: لما لازلت تراقبني هااه !؟ ماذا تريد مني !؟

مجهول : ما هذا ... ظننت انكِ ستكونين سعيدة اكثر. لقد جعلتني استاء ☹

عاشقة الروك🎸: لما ساكون سعيدة، ماذا تقصد ؟؟

مجهول : 😉

عاشقة الروك🎸: الهي ماذا فعلت !؟؟

عاشقة الروك🎸: لقد وعدتني انك لن تتدخل باموري ابداً !

عاشقة الروك🎸: ماذا فعلت اجبني !!

مجهول : بالفعل .. لقد وعدتُ ان لا اتدخل بامورك ، لكنني لم اذكر اي شئ آخر عن اي احد.

عاشقة الروك🎸: لم افهم ... ماذا تعني؟

مجهول : ستعلمين قريباً ، حالياً وداعاً.

اغلقت كلار هاتفها و علامات الاستفهام قد عادت الى عقلها مِن جديد عن ما يعنيه .. هل ياترى يخطط لتركها و شانها في اي وقت قريب ؟؟

لكنها و مع انها درست علم نفس طوال تلك السنوات ، لا تستطيع فهم تفكيره .. ففي البداية قال بانه يريد تدميرها عن طريق شريط الفيديو و الصور التي سرقها .. مع هذا اعطاها مجالاً للمناقشة ، ثُم توجه نحو إيملي ،

و فجأه صفها باكمله حسب الذي يقوله مستهدف ! ، و بعدها يعقد معها اتفاق ... او لُعبة اخرى و ان نجحت سيعيد لها كُل شئ و يتركها و شأنها و إن خسرت سيتابع مخطط تدميرها ..

ثم يهددها بشأن إيذاء نفسها .. و يترك الاتفاق ، لكي في النهاية يعيد لها كل الصور و الفيديو و دفتر مذكراتها الذي سرقه منها ، و الآن لايزال يتواصل معها بنبرة ودية و كانهم اصدقاء مِن سنين وليس لديها اي فكرة عن الذي فعله او سيفعله.

هل الخلل مِنها و دراساتها ام ان لديه مرضاً نفسيا خطيرا و انفصام في الشخصية !؟؟؟

ماذا يريد بالضبط !؟ ما هدفه !؟ هذا السؤال كان مُلتسقاً في عقلها تماماً !

.
.

كانت قد اطالت الجلوس هناك ، لتعود الى الداخل مِن جديد وهي تجلس في مقعدها .. حالما جلست عاد لها ذلك الشعور المؤلم في صدرِها

" لقد تأخرتي اين كُنتِ ؟" سألت والدتها بينما الجميع انتبه لها اخيراً و الضجة تقل ..

" منظر البحر خارِجاً كان جميلاً ، لهذا بقيت هناك لفترة. "

اومئت لها ليتابعوا كلامهم بعد ان اشبعوا فضولهم ، ريثما اخرجت هي هاتفها متجاهلة لانظار إلياس ..
في البداية كانت تُفكر بمراسلة إيملي كمحاولة لتجنب هذه الامسية الطويلة ..

لكن شيئاً اوقفها عندما تذكرت ما كانت ستفعله إيملي لولا تدخل المجهول لحسن حظها و سوءه في نفس الوقت.

اما بالنسبة للمئة و خمسين رقماً آخراً فجميعها تنتمي لاصدقاء مزيفيين .. وليست لها القوة الكافية حالياً.
لكن بقي لها شخصٌ واحد لتراسله ..

هي لم تكن مُضطره لمراسلة كايدن ، لكنها خافت إزعاجه .. يا ترى الن يمانع !؟ الن تُشكل له ازعاجاً ؟
ماذا إن كان ينام عند الثامنة ؟

قررت اخيراً التغلب على شكوكها لترسل له رسالة واحدة و إذا لم يجبها اذن ستتركه .. فهي حقاً لاتحب ازعاج الناس كباقي مَن على هاتفها و الذين يراسلوها مليون مرة باليوم مِن دون اي ملل حتى لو لم تُجب يستمرون بارسال الرسائل !!

عاشقة الروك🎸: اهلاً ، ارجوا بانني لا اُزعجك.

انتظرت عدة دقائق .. و التي في هذه الاثناء قامت بتغيير اسمها ، لانها ليست بالمزاج المناسب.

كاي : ابداً ، كُنت اشعر بالملل اصلاً.

كلار : ماذا تَفعل ؟

كاي : اشاهِدُ فِلماً فقط 🙄

كلار : اوه حقاً ، ماذا تشاهد ؟

ارسل لها صورة لوعاء الفُشار الكبير الذي بجانبه و امامه بالضبط شاشة تلفازٍ كبيرة جداً تُظهر البداية تقريباً مِن فيلم
( Journey to the Center of the Earth)

و هو فيلم مغامرات يتكلم عن ثلاثة اشخاص يجدون بمحض الصُدفة عالماً آخر في باطن الارض عند ذهابهم للبحث عن نشاط بُركاني.

كلار : احب هذا الفيلم كثيراً !😍 ، اتمنى لو كُنت معك الآن 😢.

كاي : لدي فِكرة افضل .. اين انتِ حالياً ؟

كلار : في المطعم مع بقية عائلتي لماذا ؟

كاي : هل لديكِ سماعات اذُن ؟

كلار : بالطبع ، هل تمزح 🤓

كاي : جيد ، اذن ارتديها و ساتصل بكِ لنرى الفلم معاً.

كلار : كَيف ؟

كاي : فقط افعلي ذلك !

كلار : حسناً ..

اخرجت سماعاتها لترتديها بِسرعة ، غير مهتمة لتلك النظرات القاتلة مِن والدتِها .. فقد حذرتها مِن قبل بان هذا التصرف ' غير لائق ' ، فالتكلم بصخبٍ و بطريقة همجية امر لائق في منتصف مطعم .. لان حظرة السيد ميرال ضابط ، لكن هي تصرفها غير لائق عِندما ترتدي سماعات اذن بِكل هدوء.

بعد دقيقتين تقريباً عاود الاتصال بِها لتجيب و الفيلم قد ظهر امامها .. الغريب هو انه كان بِدقة عالية جداً ، و كانها تشاهده على احد المواقع !

" ما نوع هاتفك ، الكاميرا رائعة !"

قهقه قليلاً ليجيبها

" انه S9 plus اشتريته لتوي. "

" رائع ! "

" الآن ... لنشغل الفيلم ، لحسن حظك شغلته لتوي."

شاهدوا الفيلم وهي تتكلم مع مِن فترة لاخرى على المشاهد الرائعة .. لا احد انتبه لها لان اصواتهم قد تصل الى الخارج و جميعهم يتناقشون بمواضيع مختلفة، وهي صوتها هادئ و خافت .. بالكاد تُزعجهم.

انتهى الفيلم اخيراً .. لتطلب مِن كايدن ان يعودوا للرسائل النصية كونها لاتشعر بالارتياح لجلوسها في مكانٍ عام .. ليوافق و هو يغلق المكالمة اخيراً.

" مع مَن تتكلمين !؟"

خلعت سماعات الاذن بتفاجئ لتنظر نحو والدتها ..

" مع كايدن. "

" ذلك الفتى مُجدداً ؟ .. الم تلاحضي بانكِ تقضين الكثير مِن الوقت معه في هذه الفترة بالنسبة لصديق !؟ "

كان الجميع قد صمت تماماً الآن وهم يراقبون باستمتاع و كانهم يشاهدون مُسلسل !

" الامر يسمى بالاختلاط الاجتماعي ، الستِ مَن اخبرني بان ' اندمج في المُجتمع'. " قالت آخر كلمتين بِسخرية

" حالياً نحن نجلس معاً كعائلة كبيرة ، لاداعي لان تتصلي ' بصديقٍ ' لا احد يَعلم مَن هو .. اين يسكن ، او اي شئ عن عائلته ! "

" لاداعي لان يعلم احد ، طالما انا اعلم. " استفزتها بابتسامة في نهاية جملتها

" ما فعلتهِ كان غير لائِقاً .. نحن نجلس هنا كعائلة ، لاداعي لان تلفتي الانظار اليكِ ، فهمنا انكِ محبوبة."

كانت كلاريس تحاول كتم غضبها كلما قالت والدتها كلمة ' عائلة ' كانت حقاً تحاول ..

" اعذريني ، فالصراخ في مطعمٍ بهمجية لائق ، لكن عندما اتكلم مع صديقٍ لي .. فهذا غير لائق ! "

" و ماذا تريدين مثلاً ان نفعل ، نتكلم برسمية مع العائلة ؟"

جدياً ان سمعت كلار كلمة عائلة مُجدداً ستفقدُ صوابها ..

" تقصدين بالعائلة زوجكِ الثالث .. عُذراً اضعت العدد مابين الثلاثة و الاربعة." قالت باكثر نبرة وقحة تستطيع التكلم بِها

والدتها فتحت فمها بِصدمة .. ليتدخل طرف ثاني

" اغلقي فمكِ ، فإن لم تريدي المجيئ غادري ! فلا احد ميتٌ لرؤيتك اصلاً. " قالت زيرا بِعنف وهي تدخل نفسها كالعادة في اي مناقشة.

" زيرا .. عزيزتي، " قال والدها لكنها لم تنتبه له حتى

" هذه طاولة مُحترمة ، لا نتعامل مع حُثالة المجتمع."

" اجل محترمة .. لهذا تجلس عاهرة مثلكِ عليها. "

شهقت والدتها بقوة .. بينما الجميع قد فتحوا افواههم بصدمة ، مِن ضمنهم السيد ميرال.

بينما زيرا ابتسمت ابتسامة واثقة .. لم تتردد للحظة واحدة وهي تتكلم بِلغة الالمانية .. و التي لا احد يفهمها غيرها و كلاريس و إلياس و والدها السيد ميرال ...

" غريب ان تقولي ذلك .. بينما انتِ مَن كُنتِ في المنزل رقم مئة و سبعة عشر. "

اتسعت اعين كلاريس بِصدمة و الدماء كانت قد تجمدت في عروقها فور نطقها بهذه الكلمات ..
© Sandra D.N,
книга «Trust ( ثِقة )».
٨) قرارٌ مجنون.
Коментарі