١) بِدايةُ النِهايةِ.
٢) بشاعةُ الحقيقة.
٣) يومٌ مِثالي.
٤) أصدِقاء.
٥) قوةُ الخوف.
٦) عودةُ الذكريات.
٧) مفاجئاتٌ غيرَ سارَّة.
٨) قرارٌ مجنون.
٩) ماضي لايزالُ حيًا.
١٠) صديقٌ مُقرب.
١١) شِجار.
١٢) نهايةُ الماضي.
١٣) مشاعرٌ ميتة.
١٠) صديقٌ مُقرب.
فتحت كلاريس عينيها بتعب تنظر الى سقف الغرفة و الظلام يحيط بالغرفة ، فهي لم تستطع اغلاق جفنيها طوال الليل ! ... لقد قاربت الساعة السابعة صباحاً وهي لاتزال تفكر بالذي حدث البارحة،

فرانك ليستر الذي لايزال على قيد الحياة كُل تلك السنين ، شريكه مجهول الهوية ، تتبعهُ لها منذ اسبوعين وهي لا تعلم ... و اخيراً قرارها ليلة امس.

اعادت رفع هاتفها بِتعب وهي تتفقد الرسائل للمرة الالف خلال هذه الليلة المُتعِبة.

مجهول : لكن بِشرط ، فلا شئ مجاناً.

كلار : ماذا تريد مني ؟

مجهول : بعد ان تتخلصي منه ، ستنفذين كل ما اطلبه لاسبوع 😊 موافقة ؟

كلار : يعتمد على ما ستطلبه بالتحديد.

مجهول : لاشئ لا تستطيعين فعله.

كلار : انا متاكدة مِن هذا ، لكن ما هو نوع الطلبات ؟ لانني لن افعل اي شئ جنوني /غير قانوني !

مجهول : اه صحيح نسيت انكِ تقلقين كثيراً ، لا تقلقي .. لاشئ سئ، هذا وعد.

كلار : حسناً اذن، موافقة.

حدقت بالرسائل بقلق .. لا تعلم لمَ بالضبط لا تثق بوعوده كثيراً ، فدائماً ما يكون فيها نوع مِن التلاعب. مع هذا لا تنكر انها تحتاج مساعدتهُ بشدة .. هذا او تُصبح الضحية.

وهي مُتاكدة انها لا تريد ان تُعيد الماضي مُجدداً !

و مِن دون شعور وجدت نفسها امام الخزانة لتجهز ليومها الجديد المُتعب .. كَم بعد مِن الممكن ان يسوء الامر صحيح !؟

خلعت نصف ثيابها وهي تغيره بسرعة .. فعلى عكس الفتياة لا تحب النظر الى نفسها كثيراً ، لاتعلم لمَ تشعر انه دائماً سيكون هنالك احدٌ يصورها او ينظر اليها.

سرحت شعرها الطويل لترفعه في النهاية ، ثُم اخيراً توجهت نحو الحمام لغسل وجهها و اسنانها .. ما ان انتهت حتى عادت لحمل هاتفها و سماعاتها ثُم توجهت الى الطابق الاول و تحديداً الى الحرس لإيصالها .. فكم هي محظوظة لانها ستتخلص مِن والدتها لفترة.

ليس و كان امها عذبتها سابقاً او شئ كهذا .. لكنها فقط كبرت لتكرهها نوعاً ما، خاصتاً بعد كُل ما مرت به بسببها !

نزلت الى المطبخ لتجد ان والدتها هناك ، جالسة مع زوجها وهما يقبلان بعض.
هذا كان مظهراً عادياً جداً بالنسبة لها ! بل حتى انها اصبحت لا تمانعه كثيراً ، بل اكثر لتشعر بالقرف منهما.

ليذهب عقلها مُجدداً في رحلة قصيرة ...

_________________________________________

كانت الساعة قد قاربت الثانية عشر في منتصف الليل ؛ و كلاريس لاتزال جالسة في الشقة وحدها تشاهد التلفاز بانتظار ... لتخرج والدتها فجاه مِن الحمام وهي في اجمل مظاهرها.

تحول بصر كلاريس ذو العشرة اعوام الى والدتها تتفحصها مِن الاعلى الى الاسفل باحتيارٍ شديد

" الى اين ستذهبين في هذا الوقت ؟"

" ساعود قريباً ، وداعاً."

خرجت مِن الشقة لتتركها وحدها .. مع هذا ففضولها و خوفها لم يوقفها مِن التسلل ورائها.
فبعد الذي حصل لها انقلبت الموازين كُلها لتصبح هي حارسة المنزل ! ، كانت تترقب الشبان الذين تواعدهم زيرا و اي رجل مع والدتها .. لم يكن حقد بل كان خوف.

رغم كل الذي حصل لها بسببهم حقدها لم يمنعها نهائياً مِن حمايتهم مِن قراراتهم الغبية .. فهي كانت شبه مُتاكدة انهن لايزلن في عالم احلامهن الوردي ، و اي رجل يستطيع خداعهن بسهولة ليرميهن بعدما يحصل على ما يريده.

يضنون بان الرجل المثالي سياتي عبر اظهار اجسادهن فقط !! .. فالرجل الذي يحبكِ حقاً لن يهتم لشكلك او ما ترتدينه ! بل سيهتم لكِ لشخصيتك و طريقة تفكيرك.

هذا لو حقاً 'الرجال ليسوا جميعاً متشابهين' كما يقولون. فحتى الآن لاشئ اثبت لكلاريس عكس ذلك ... والدها نفسه كَم كان لطيفاً ، لكنه ايضاً خان والدتها !

وفي الواقع لا تلومه فهي ترى الآن لمَ لم يطقها.

ركبت والدتها بسيارة رجلٍ مجهول وهي تقبله ريثما يتبادلون الكلام .. كان سيقود لولا ان فتح كلاريس لباب السيارة اوقفه ليتجمد في مكانه !

وقفت امام والدتها تماماً وهي تحدق لها بنظرة قاتلة.

" اخرجي."

امها ايضاً ابتسمت باحراج لتصرف ابنتها ' الغير لائق' لتقوم بالابتسام لها بطريقة تخبرها ان تبتعد.

" عزيزتي ساعود بعد قليل .. سنكون في المنطقة فقط."

لم تتأثر كلاريس بتلك الجملة ولا حتى قليلاً فقلقها كان اكبر مِن ذلك لتعطيها نظرة مميتة اخرى.

" قُلت لكِ اخرجي مِن السيارة. الآن !"

راقبت ملامح الرجل تتحول للدهشة التامة وهو ينظر لفتاةٍ صغيرة تتحدث بهذه النبرة الجادة لوالدتها كي تخرج ! حتى ان فمه قد فتح قليلاً.

" لحضة واحدة و اعود لك." ابتسمت له بطريقة لطيفة وهي تنزل مِن السيارة ريثما تمسك بيد كلاريس بقوة شديدة !

اعطته كلاريس نظرة مميتة اخرى تخبره بانها ستقتله لو فعل شيئاً ، قبل ان تسحبها والدتها الى الشقة مُجدداً.

رمتها في الداخل قبل ان تعطيها صفعة على وجهها بغضب ..

" ان خرجتي مُجدداً ساقتلكِ هل تفهمين !؟"

لم تتح لها فرصة للجواب حتى وهي تُقفل الباب عليها بالمفتاح الذي تملكه ! ثم خرجت مُجدداً ..

هذا و لم تعلم بان كلاريس لحقت ان تصور لوحة رقم السيارة بهاتفها قبل ان تتدخل. فقط للاحتياط !

رغم انها تمتلك رقم هاتفها الذي تستطيع ارساله لكيث حتى يتتبعه لاجلها.
نعم لهذه الدرجة كانت قلقة عليها ، و هي لم تهتم حتى لتصفعها.

كان لديها دائماً هذه الرغبة في اعماقها ان يكون هنالك شخصٌ يخاف عليها ويعتني بها كما تفعل هي لجميع افراد العائلة ! ان يكون حارسها الشخصي و حاميها ايضاً ... لكن الى مَن سترتمي الآن بعد ان اختفى والدها ليتركها تصبح حارسة الجميع بعده !؟

بقيت وقتها الليل كله مستيقضة تنتظر والدتها تعود .. لتفعل ما تشاءه في حياتها فليس لها علاقة ، لكن الذهاب وحدها مع رجل غريب ولا احد يعلم بالامر تثير خوفها قليلاً. فماذا لو اذاها !؟ لابد انه يعلم بانها تعيش بمفردها تماماً مع ابنتها في الشقة .. هل فكرت انه استهدفها لانها وحيدة !؟
بالطبع لا !! فهذا كلامٌ سخيف وغير واقعي حسباً لها.

و اخيراً اغمضت كلاريس عينيها بارهاق في غرفتها وهي تستمع لقفل الباب يفتح. مع هذا عقلها لايزال مستيقظاً وهو يتفقد اي خطبٍ في طريقة مشيها ، صوتها ..

ولآخر لحظة حتى تاكدت ان كل شئ على مايرام تماماً .. حتى استطاعت النوم براحة و الارهاق قد طغى عليها.

_________________________________________

عادت للواقع وهي تُخرج قهوتها المثلجة لتحملها وهي خارجة الى الباب.

" انتظري لن تاكلي الفطور ؟"

" لا شهية لي."

اغلقت الباب ورائها لتتوجه نحو الحارس وهي تركب بسيارته

" صباح الخير. " قالت للحارسان الذان يجلسان في الامام ليعيدوا لها تمني صباحٍ طيب لها.

قاد الى مدرستها الشبه فارغة لتتفحص هاتفها .. لا تعلم لمَ ارادت رسالة مِن كايدن .. رغم انها عادةً تكره الرسائل بشدة و تحب عزلتها اكثر، لكن مع هذا جزء منها كان ينتظر رسالة منه.

' لحضة .. كيف تعلمين ان كايدن شخصٌ جيد !؟'

سئلت نفسها فجأه لتتسلل الشكوك اليها مُجدداً

' لا تكوني سخيفة ! مِن بين الآف الفتياة في المدرسة .. سيختاركِ لكِ ليقوم بخداعك !'

هزت راسها لتختفي تلك الافكار مِن عقلها .. فكايدن لن يفكر بامرٍ كهذا حتى ! لانه قد اتيحت له فرصة ايذاءها ثلاث مرات حتى الآن ، خاصتاً انها نامت بجانبه في مكانٍ معزول عن باقي البشر !! كان ليستغل تلك الفرصة.

وصلت الى مدرستها بسرعة لتجد ان المكان خالٍ تقريباً ... حيث فيه القليل مِن الاشخاص فجميعهم ذهبوا لتلك الرحلة.

توجهت نحو صفها بخطوات ضعيفة لتصل اخيراً .. فرحت ان كايدن كان هناك قبلها فهي لم تعتقد انه ياتي مُبكرا هكذا !!

توجهت نحوه فوراً وهي تضع حقيبتها جانباً لتعانقه فوراً .. لاتعلم ما خطبها هذه الايام ! فمن الواضح انه ليس النوع الذي يحب ان يلمسه شخص آخر لهذه الدرجة !!

لكنها فقط تحتاج بعض الامان هذه الفترة .. لقد كان اطول اسبوعٍ مر عليها في حياتها تقريباً !
و الذي يفاجئها دائما هو بانه لايمانع ذلك ، ولا يقول شيئاً ليحاوطها بيديه هو ايضاً.

" لم تنامي جيداً ؟ تبدين مرهقة. " قال بهدوء

" لم استطع النوم. "

" كُنتِ تفكرين بي ؟"

ابتعدت عنه وهي تضربه بخفة على كتفه ريثما تضحك قليلاً.

" كايي !"

" آسف ، امزح فقط .. هيا نامي على كتفي."

قال بابتسامة دافئة ليطمأنها قليلاً ... و بالفعل جلست بجانبه وهي تضع راسها على كتفه مُستغلة للوقت المتبقي قبل ان يدق الجرس.

" كاي ؟"

قالت بعدما فتح شعرها مُجدداً كي يدخل انامله داخل خصلاتها وهو يبعثره.

" همم ؟"

شعرت و كانها ستنام فوراً بسبب ذلك الشعور المخدر الذي يسببه لها .. لكنها حاربت ذلك بعد ان خطر على بالها سؤال فجاه ، فهو بدى مسترخياً بجانبها ، حتى عندما تعانقه لا يمانع ذلك.

" آسفة اعلم بانك لا تحب ان يقترب احدٌ منك لهذه الدرجة. "

ابتسم بهدوء وهو يتابع اللعب بشعرها

" صحيح ، لكنني في الواقع لا امانع ذلك مِن المقربين مني كثيراً. "

" انا مِن المقربين منك ؟" قالت بصوتٍ منخفض وهي على وشك البكاء.

" انتِ على الاغلب الشخص الوحيد الذي قد اثق به صراحتاً. "

لاتعلم لمَ هذا الاعتراف جعلها تشعر بالفرح لتقوم بالنظر الى عينيه الساحرتين ، حياتها اصبحت افضل بقليل بوجوده معها ... تشعر و كانه الشخص الوحيد الذي يستطيع النظر خلال روحِها تماماً ، في الواقع كانت مُعجبة به سِراً .. معجبة بصراحته ، منطقيته ، تفهمه لِكل شئ ، لُطفه معها ، عدم استخدامه لاي لغة 'بذيئة ' بجانبها ... فقد اصبح لديها عقدة نفسية مِن إلياس ..

كان يتكلم ليس بلغة بذيئة فقط ، بل هو يسب و يلعن و يمزح و يسخر بِكلام جنسي ... و الذي كان اكثر امرٍ لاتشعر به بالارتياح عندمَ تكون بجانبه.
وليس فقط منه ، كانت تلاحض هذا الامر لاغلب الشبان في المدرسة.

لا تعلم لمَ اغلب الفتياة يحلُمن بشبان قاسيين و سيئين ! هذا قد ينفع في الروايات الرومانسية فقط.
اما بالنسبة للقصص التي يحدث فيها اغتصاب ثُم تقع الضحية في حُب مغتصبها ... ستكون كلاريس اكثر مِن فضولية لمعرفة ماذا سيحدث لو حدث هذا للكاتب/كاتبة الذين يفكرون بهذه الطريقة !!

في الحياة الواقعية و عندمَ يحدث امرٍ كهذا حقاً ، ستكونين مُدمرة تماماً .. بالنسبة لكلاريس فهي لم تخرج مِن منزلها لثلاث سنوات كاملة مِن خوفها ! و حتى بعد ان خرجت بالسيارة مع العائلة باكملها .. كانت لا تستطيع مرافقتهم ولا لثانية فقط ، ولا تستطيع الاعتماد على نفسها بشئ .. ولا حتى تستطيع التكلم مع احد !

بُني لديها خوف اجتماعي قوي جعلها تنقطع عن العالم الواقعي باكمله بسبب هلوستها و الاصوات التي برأسها ... و من دون ان تعلم حتى اصبحت في مرحلة مُتقدمة جداً مِن القلق الشديد او ما يسمى بمرض الانكزايتي ( anxiety ) و الذي هو مرض نفسي قوي بالشعور بالقلق مِن كل شئ ليدفعك الى التخلي عن احلامك و خياراتك خوفاً مِن اي خطئ سيحدث، حتى يصل احياناً الامر ليسبب نوبات هلع.

هنالك مرحلة طبيعية، وهنالك المرحلة التي تخاف ان تتخذ فيها اي قرار خاطئ او غبي .. و هنالك مراحل اخرى حيث ترى حياتك تُدمر امامك لتلازم غرفتك خوفاً مِن اي شئ و كُل شئ في هذا الكون.

الاكتئاب و الذعر و الخوف في النهاية سيقودانك لخيارين ؛ اما ان تبحث عن المساعدة ، او انهاء كُل شئ فيمَ ذلك حياتك.

و هذا ما سيحدث في العالم الواقعي سواء لفتاة او فتى. و هذا حقاً ما تتمنى كلاريس ان يفهمه الآخرون لانه بعيد كُل البعد عن كلمة ' جميل ' او ' رائع'.
لتتذكر لا تلقائياً ما حصل قبل عدة سنوات ..

_________________________________________

كانت جالسة في الصالة بشكل اجباري مِن قبل والدتها .. فالسيد ميرال قد اتى بعد سفرٍ طويل ! كان عليها التصرف و كانها تهتم مثلاً.

في هذه الفترة كانوا يعيشون في نفس المنزل، هي و والدتها و عائلة زيرا ... هم يسافرون كثيراً و زيرا لا تبقى معها سوى عندما تكون في فترة دراسية، اي هم ياخذونها معهم لولا ذلك.
و في العادة يقومون بالاتصال بفردٍ آخر من العائلة ليبقى معها خلال الليل فقط،
هي وحدها طوال النهار .. لاتعرف ما الفارق بالليل مثلاً ! بل بالعكس .. عندما يكون هنالك فردٌ آخر لا تعرفه تقوم باقفال الباب ولاتخرج نهائياً.

هذه المرة ... إلياس كان موجوداً ايضاً مع باقي العائلة، وقد اجبروها ان تخرج معه الى المحل القريب لشراء شئ بسرعة، فقد قالوا ان فيها حالة نفسية وهي جالسة معهم !!!

ستخرج .. و مع من !؟ مع اكثر شخص مقزز في العائلة. اجبروها تحت تهديد اخذ الهاتف منها لتنعض اخيراً ريثما إلياس يعطيها ابتسامة سخرية .. هي تعلم انه سيبدئ بنفس السيناريو حالما يصلون الى الباب !

مشوا اول خطوة الى الخارج ليفتح فمه معلناً عن بدئ الخطاب رسمياً ..

" لمَ انتِ مكتئبة جداً !؟ .. اخرجي مِن المنزل و اختلطي قليلاً، ارفعي شعركِ عن عينيكِ قليلاً و توقفي عن ارتداء هذه الثياب ؛ ماذا لدينا راهبة منذ الآن في العائلة !"

صمتت ولم تجبه ريثما تريد الصراخ بوجهه ان يدعها وشأنها .. لكن لا ، سيحول هذا ضدها بطريقة ما لذا من الافضل ان تدعه ليتكلم مع نفسه.

" انتِ جميلة استغلي الامر ! ولازلتِ صغيرة جربي عيش حياتكِ قليلاً .. هنالك حفلة ليلة غد لمَ لا آخذ لكِ دعوة ؟ سترين كم الامر ممتع !"

" لا، لا اريد." قالت ببرود ليكمل كلامه وكانه لم يسمع حرفاً

" الا ترين زيرا !؟ انها تعيش حياتها على عكسكِ .."

اجل هذه كانت طريقته .. وكانها مثلاً ستشعر بالغيرة او الخجل، بل بالعكس ارادت و بشدة كسر فكه ليخرس .. كان يزعجها لدرجة انها لم تنتبه انهم كانوا تقريباً سيسيرون في الشارع ' المحرم' نفسه الذي تستقر كوابيسها فيه كل ليلة ..

لتقوم بسحب إلياس مِن قميصه مبتعداً عن ذلك الشارع.

" ماذا !؟"

" لنذهب من هناك .. لا احب هذا المكان."

" لا تكوني سخيفة و تحركي ! انه طريق مختصر."

ارادت الرفض لكنه قام بسحبها مِن ذراعها بقوة لتمشي .. الذعر سيطر عليها في هذه المرحلة وهي تحاول سحب ذراعها من يده ، لكن دون فائدة فالغبي لايفهم !

" إلياس .. ارجوك، ارجوك دعني ! انت لا تفهم !" قالت بذعر.

" خوفُكِ من اللاشئ سخيف جداً .. سترين الآن ان لاشئ مخيف في عدة اشخاص يمشون بالشارع !"

ذعرها زاد عندما اقتربوا من ذلك المنزل الذي في النهاية .. وهي ترى شخصاً واقفاً هناك ... شخصاً مألوفاً جداً.

" الياس .. ارجوك ، اقسم سافعل اي شئ تريده فقط دعني !! اتوسل إليك!، "

كان مدهوشاً لما تقوله فهي عادةً لا تتوسل بهذه الطريقة .. لكن هذه المرة ستقبل يده ان استمع لها، لا تهتم !

" اي شئ ؟" اعطاها تلك النظرة .. هو يمزح هكذا دائماً ... او على الاقل هذا ما ترجوه.

" ليس وقت عقلك القذر ! دعني اذهب !"

" سعيدٌ لهذا التعاون لكن سنبدئ اولاً بالتغلب على خوفك. "

عدة اشخاص بدئوا بالنظر اليهم .. راائع سيجذب الانتباه فقط !

" إلياس ارجووك ساذهب للحفل .. ساذهب لسينما ايضاً .. فقط لنعود اتوسل اليك." هذه المرة كانت ستبكي حقاً ..

فمنزله اصبح اقريب بكثير .. كانوا سيمرون بجانبه بعد عدة خطوات فقط ..... و هو لايزال عند الباب ينقل عدة صناديق للسيارة،

" علي فعل هذا معكِ غداً ايضاً !، هيا وصلنا لم يتبقى شئ."

سحبها رغماً عنها ليصبحوا بجانب المنزل .. لم تهتم للالم الذي في ذراعها، ولا حتى لإلياس .. كل الذي كانت تركز عليه هو اخفاء وجهها بشعرها وهي تلتسق به بطريقة جذبت انتباهه .. ريثما تشعر باعينٍ تحرقها وهي حية ...

كان الامر سينتهي لولا ان صوت وقوع الاغراض اوقفها ، و توقف إلياس عن المشي بهذه البقعة بالذات !!!

" عُذراً ايها الشاب .. هل تستطيع مساعدتي ؟" قال ذلك الصوت الذي كان كافياً بجعل جسدها باكمله يرتجف ..

كان إلياس سيذهب فوراً لولا كلاريس التي تشبثت بيده باقوى ما لديها

" لاتذهب .. إلياس لاتذهب."

" لا تكوني جبانة هيا !"

تمنت الف مرة لو انها تركته يذهب بعدها !! لانه قام بسحبها معه متجاهلاً لهمساتها وهي تتوسله و تحاول إيقافه .. حتى انه لم ينتبه بان جسدها باكمله يرتجف.

هي كانت ترتدي قميص ذو اكمام طويلة لكن مِن دون قبعة او اي شئ قد يخفيها عن الارض ماعدى شعرها الطويل .. و يبدوا ان هذا لم يكن كافياً لانه على مايبدوا تعرف عليها فوراً.

قامت بشتم إلياس و لعنه الف مرة في داخلها وهي تشتمه بجميع الكلمات القذرة التي تعرفها، و فوق كل هذا قام بسحب ذراعه بقوة من يدها ليذهب وهو يحمل الصناديق ريثما تركها وحدها امامه .. لتتراجع الى الوراء قليلاً دون الشعور، و الخوف قد سيطر عليها بالكامل، محدقتاً بالارض .. خائفة ان ترفع نظرها اكثر ..

" يالها من فتاة ظريفة. "

قال بعدما اكمل إلياس و عاد ليقف بجانبها ..

" اجل، انها هادئة جداً .. لا اعلم لمَ. "

" انتم اخوة ؟" قال وهو يحاول فتح محادثة .. تعلم كلاريس الى اين سيؤدي هذا.

" اوه لا ، اقارب. "

" لنذهب .. امي قالت ان لا نتأخر."

سحبته مِن ذراعه لكن اللعين لم يتحرك هذه المرة.

" عذراً .. انها فظة هكذا دائماً. "

" لابأس الاطفال دائماً هكذا __"

كانت كلاريس ستهشم وجهه .. لولا ان حركته فاجئتها .. فقد كان يقرب يده ليربت على شعرها !!
لم تسيطر حتى على نفسها وهي تمسك يده بقوة و بغضب ، كيف يتجرئ حتى !؟؟؟

" ابعد يدك اللعينة قبل ان اكسرها !"

تفاجئ اثناهما من نبرتها ، وقف إلياس فقط يحدق بها و كانه قد رآها للتو !

" لنذهب !" تقريباً كانت تامره وهي تضغط على معصمه اكثر هذه المرة.

" عذراً ، سنذهب." قال بتلقائية وهو يحاول فهم ما خطبها.

تركت معصمه وهي تتقدمه لاتعلم الى اين هي متوجهة تحديداً ... لكن حالما ابتعدا حتى قامت بتركه وهي تجري لمنزلها متجاهلةً له وهو يناديها لتعود.
__________________________________________

وقتها اقفلت الباب على نفسها لمدة يومين متجاهلةً لمنادات الجميع لها. لم تستطع تحمل كُل تلك الافكار لتغلق عينيها ، على وشك النوم بسبب لَعب كايدن بخصلات شعرها. و بالفعل ، تمكن مِنها التعب لتجد نفسها تغرق في عالم احلامها .. بعيداً جداً.
.
.
.

_________________________________________

كانت تحدق بسقف الغرفة بعد ان انتهت لتوها مِن مشاهدة إحدى اكثر الافلام اضطراباً و رعباً في العالم ..

هي شاهدت الكثير مِن الافلام سابقاً .. لكن هذا ..
هذا لَعب في عقلها اكثر مِن اي شئ آخر شاهدته في حياتها. شياطينها كانوا مجتمعين فوق رأسها يعطوها الافكار.

عادةً فتاة طبيعية في الحادية عشر مِن عمرها كان مِن المفترض ان تختبئ تحت الغطاء لان الكوابيس لا تفارقها متجاهلةً للظلام.

لكنها لم تكن طبيعية ... بالاحرى الفيلم اعطاها فكرة جنونية للتو ، وكانت لاتخرج مِن رأسها مهما حاولت ذلك. بما ان الشخصية الرئيسية للفلم قامت بالانتقام لنفسها ..

فَلِما لا تفعل ذلك هي ايضاً !؟

نهضت مِن سريرها والاحداث لاتزال مرسوخة في عقلها و تأبى الخروج ؛ بحثت عن دفترٍ مناسب لتجد اخيراً دفتراً كبيراً اسود ..

فتحته لتجده فارغ !، جلبت قلماً احمراً ثُم بدأت بكتابة كُل اسم تكرهه في صفحة خاصة
قررت تسميتها بالقائمة السوداء ،

كان هنالك صفحة خاصة فارغة بشخصٍ مميزٍ كثيراً .. لم تكتب اي شئ لانها لا تعلم اي شئ. مجرد التفكير بالامر جعلها تشعر بالقشعريرة لتقوم بالتواصل مع الشخص الوحيد الذي قد يساعدها ،

جلبت هاتفها و تواصلت مع كيث.

" اهلاً ، الوقت متأخر لمَ لازلتِ مستيقضة يا صغيرة ؟" قال وهو يزعجها عن عمد.

" اخرس، احتاج خدمة منك."

قهقه قليلاً على نبرتها الحادة.

" اي شئ للجميلة، ما الامر ؟"

" بِما انك هكر جيد .. هل تستطيع ايجاد بعض المعلومات عن شخصٍ محدد. احتاج فقط اسمه، عمره ، واي معلومة اخرى تستطيع الحصول عليها."

" همم .. لديكِ رقم هاتفه ؟"

" لا، هذا ايضا اذا استطعت الحصول عليه."

كيث يعاملها كالبالغة تماماً لانه لاحض عدة امور غريبة .. خاصتاً بعد ان انقذت زيرا مِن التعرض للاختطاف والذي هو امر لم يتوقعه نهائياً ، كما انها قامت باعطائه بعض تهديدات الموت اول مرة ارتبط مع زيرا ودخل المنزل فيها.

وبعد رؤية قدراتها على القتال .. كان ياخذها على محمل الجد اكثر مِن السيد ميرال !

" و كيف تتوقعين مثلاً ان اعثر على شئ ، عليكِ اعطائي اي معلومة !"

" لدي رقم المنزل و المنطقة، هل هذا ينفع ؟"

" اجل ينفع سابحث في ملفات مكتب العقارات للمنطقة."

" جيد، نفس المنطقة التي اعيش بها .. رقم المنزل مئة و سبعة عشر، الحي رقم اربعة على اليمين."

" ابقي على الخط .. ساخترق حاسوبهم فقط."

حل الصمت لعدة دقائق ريثما هي تستمع لكل كلمة يقولها فهو يتحدث مع نفسه .. و قد حفضت ما فعله ، للاحتياط مستقبلاً.

انتهى اخيراً لتصبح مهتمة جدا بكل كلمة يقولها الآن.

" الاسم فرانك ليستر، العمر خمسة و ثلاثون سنة ، غير متزوج و دون اطفال، هل تريدين معلومات اكثر ؟ لاتفقد ملفه في مركز الشرطة ؟"

" هل ستدخل في مشاكل ؟" قالت فهي لاتريد توريطه لكن الفكرة فقط جعلت الادرينالين يمشي في عروقها.

" لا، انا خبيرٌ جداً." مدح نفسه قبل ان تخبره بان يفعل ذلك.

كان قلبها يدق بسرعة جنونية لسببٍ مجهول .. بعد التفكير دقات قلبها غير طبيعية هذه الاشهر، ربما بسبب جرعة المخدرات التي مفعولها لايزال يؤثر فيها حتى بعد مرور ايام ! عليها حقاً التوقف.

" لقد دخلت .. حسناً لنرى،"

الورقة و القلم كانت لاتزال في يدها تكمل تسجيل اي شئ يقوله.

" هل تريدين ان استنسخ لكِ صورته مع جواز السفر و الهوية ؟"

" اجل رجاءا."

" وااه اصبحتِ الطف !"

" اغلق فمك و اكمل."

" انظري لهذا !، كان متزوجاً سابقاً .. وقد توفيت زوجته عبر ' الغرق تحت تأثير الكحول.' " قال بنبرة سخرية

" ماذا تضن ؟"

" اضن ان همالك امراً خاطئ فلا احد يغرق في حوض الاستحمام .. مهما كان ثملاً."

حوض استحمام ؟ .. حسناً هذا منطقي جداً اليس كذلك !؟

" انظري ايضاً، ابنه شنق نفسه بعد اسبوع. " قال بنبرة سخرية .. كيث يسخر كثيراً نعم لكن ليس بالموت، لذا توقعت ان يومه كان سيئاً لاقصى درجة.

لم تكن تريد التخيل لاي سبب بالضبط شنق ابنه نفسه .. في الواقع تشعر بالارتياح الآن بعد ان عرفت بانه قد مات.

" ابن العاهرة .."

" ماذا !؟" شعرت بالهلع ان كان هنالك اي تهم اغتصاب ، فكيث ذكي جداً .. لن يسألها حتى ! لانه سيعلم الاجابة مسبقاً.

" دخلت لحساب البنك الخاص به .. انه دون عمل، لكن يتلقى مبالغ خيالية. "

هذه المنطقة للاغنياء تقريباً، لكن لم تفكر بالامر سابقاً ..

" مِن مَن ؟"

" مِن شخصٍ يدعى فرانس ليستر .. اعتقد انه اخاه. "

" معلومات .. بسرعة."

" اعلم، افعل هذا بالفعل .. اخاه لا يشبهه ! "

" ارسل لي صورة."

" لا استطيع لايوجد !، لايوجد سوى معلومات .. هذا غريب كيف لم ينتبه مركز الشرطة ؟"

" ماذا يعمل ؟"

" حسناً هذا مخيف."

" ماذا !؟"

" انه لايعمل ايضاً !، ليس لديه شهادة مِن اي نوع ولا وظيفة."

كان لها فكرة جيدة عن ما يعمل كِلا الاخوين .. فقد بدى لها بان لديه سجن كامل تحت منزله.
لابد انهم يعملون في تجارة الاطفال .. او بيع الاعضاء الحيوية.

هذا التفسير الوحيد الذي تستطيع ايجاده .. فالامر ليس بغريب في اميركا .. كان هنالك الكثير مِن المفقودين، و خاصتاً تلك السنة.

خاصتاً ان الاطفال اغبياء جداً و جميع الفتياة ما بين الحادية عشر و السابعة عشر اغبياء تماماً كزيرا .. لهذا كان عليها مراقبتها.

درجة كراهيتها لها كانت كبيرة جدا .. لكنها لم تستطع تركها بمفردها و فعلاً .. كادت تخطف مرة بسبب تهورها،

" لمَ تسئلين ؟"

" ارسل لي كُل المعلومات." تجاهلت سؤاله بالكامل ليقول شئ غير متوقع قبل ان يقفل الخط.

" رجاءا كلاريس مهما كان الامر و لمصلحتك .. فابتعدي عنه قدر الامكان لانه خطير. "

اغلق الخط لكنها لم تهتم حقاً، فوقتها حصلت على ضحيتها لتسجل اسمه في ورقة مميزة خاصة بمكانته داخل قلبها.

مر اسبوع وهي تراقب تحركاته بعدما عثرت على المسدس الذي سرقته مِن غرفة والدها السرية، قبل ان تبيعها والدتها.

_________________________________________

فتحت عينيها بتعب لتجد نفسها لاتزال في المدرسة بجانب كايدن.

" انتِ بخير ؟" سئلها بعد ان انتبه بانها قد استيقضت.

بقيت نائمة على كتفه لعدة ثوانٍ آخرى قبل ان تبتعد عنه وهي تشعر بتحسنٍ قليلاً، لم تنتبه سوى الآن انه كان هنالك عدة اشخاص ينظرون ناحيتهم ..

مِن الواضح بان الدرس قد بدئ .. لكن المُدرس لم ياتي بعد، تقريباً الاغلبية في الرحلة ماعدة عدة اشخاص .. كايل و عدة آخرين.
شعرت بالاحراج قليلاً لتبتعد عنه وهي تجلس بجانبه باعتدال.

" آسفة، لابد انني ازعجتك."

" الشئ الوحيد الذي يزعجني هو اعتذاركِ الدائم و كانكِ قتلتي اختي او ما شابه !"

ابتسمت وهي تحاول ان تبتهج اكثر ... حتى تذكرت حلمها، و تذكرت ما قاله كيث عن اخيه، كانت قد نست هذا تماماً !

" تذكرت شئ فقط، لا اصدق كيف نسيت الامر !"

" هل هو عن فرانك ليستر ؟"

" اجل .. تذكرت ان فرانك ليستر كان له اخ يدعى فرانس ليستر او ما شابه."

" هذا رائع ! سيساعدنا اكثر، فقد يكون شريكه. سابحث بالامر. " 

لم تستطع كبت تلك الابتسامة .. فهو حقاً يهتم ! هذه اول مرة في حياتها تعجب بشخصٍ لهذه الدرجة .. هي من النوع الذي يحب بسهولة جداً اي شخص يكون لطيفاً معها، اما الذي يسدي لها خدمة تُصبح مدينة له طول عمرها، لهذا تتعرض للخذلان كثيراً من العائلة و الاصدقاء .. لانها وفية لدرجة مبالغة بها.

" انت حقاً رائع. "

" اعلم. "

مرت الحصة وهو يحاول جعلها تبتهج .. فيبدوا ان اغلب المدرسين قد ذهبوا في الرحلة ايضاً مما تركهم بسلامٍ لهذا اليوم، كان كُل شئ يمشي على ما يرام حتى ضهر المحقق مرة اخرى، كانت متفاجئة عن الامر الآن لكنها لم تشعر سوى بكايدن يدخل معهم الى صف فارغ.

" عُذراً سابقى معها فهي ليست بخير كثيراً اليوم." قال للمحقق ... توقعت ان يرفض لكنه فاجئها عندما وافق !

كانت ممتنة لكايدن لاقصى درجة فهي حقاً لن تحتمل الامر بمفردها مرة اخرى. جلسوا على الطاولة و كايدن بجانبها حتى ابدى المحقق تعبيراً غريباً ... نظر الى الاسفل بتوتر و فتح فمه ليقول شئ .. منذ الآن اتاها شعور بان الامر لن يعجبها.

" انا آسف جداً لاخبارك بان شخصاً آخر تعرض للهجوم البارحة مساءاً. "

ابتسمت وهي تحاول السيطرة على هدوءها .. فهي لا تكره اي شخص ماعدى إلياس و زيرا، لذا هي متاكدة ان هذا لن يعجبها نهائياً.

" مَن !؟"

" السيد كيث براون. "

لم تستطع سوى ان تضحك على ما قاله هذا المغفل للتو ! انها اكبر مزحة سمعتها.

" حسناً .. هذه مزحة ثقيلة جداً ايها المحقق. "

نظر اليها بشفقة يريد اخبارها بانها ليست مزحة لكن صدمتها كانت اقوى مِن ان تتقبل امراً كهذا.

" انا آسف جداً لاخباركِ بهذا .. انه في المشفى، اصيب بطلقٍ ناري في كتفه و معدته. "

توقفت عن التنفس و كان الوقت قد تجمد .. عقلها قد توقف تماماً عن العمل وهو يعيد لها جميع ذكرياتها مع صديق طفولتها الوحيد، الصديق الذي كان ممتلئ بالطاقة الإيجابية و الذي دائماً ما كان يحاول جعلها تبتهج قليلاً حتى بعد ان تجاهلته، تذكرت آخر مرة تحدثوا فيها .. كانت قبل سنة في المانيا ،

" آنسة كلاريس ؟ .."

" كلار __ ؟" امسك كايدن بيديها بسرعة و هو يحاول ان يجذب انتباهها ..

آخر مرة نعم كانت في المانيا .. كان في زيارة بعد ان اصبح المدير التنفيذي لشركة برامج عالمية، وقتها اتصل بوالدتها ليقنعها ان يذهبوا جميعاً في رحلة بمناسبة عيد ميلادها، لانه يعلم بانها لن توافق على  الذهاب ابداً ! وقتها اخرجها مِن عزلتها ..

زيرا كانت غاضبة طوال الطريق لانهما انفصلا و هو استمر بالحديث مع كلاريس ... وقتها اخذها ليتجولوا في شوارع فاينهايم ( weinheim )

وقد اشترى لهذا تلك المذكرات الغير قابلة للكسر بعد ان اخبرته بان والدتها و زيرا دائماً يكسران العادي و يفتحانه، كانت سعيدة جداً وقتها .. كان ذلك اسعد عيد ميلاد ... و كانت آخر مرة رأته عندما عانقته ثاني يوم وغادر لطائرته.

كيث كان يتيماً مثل كايدن، لكنه لم يشعرها بذلك ولو لدقيقة واحدة .. فبدل ان تحتفل هي بوصوله لهذه الرتبة، هو مَن اتى كل تلك المسافة ليبهجها و يحتفل بعيد ميلادها ...

استيقضت مِن صدمتها وهي تشعر بكايدن يسحبها اليه وهو يحتضنها بقوة .. لم تشعر بنفسها تبكِ سوى عندما شعرت بذلك السائل الدافئ على عينيها، هذه المرة حتى العناق لم يجعلها تشعر بالتحسن ، خاصتاً بعد ان لاحضت بانها كانت صديقة مريعة للشخص الوحيد الذي وقف بجانبها يوماً !

لم تستطع ان توقف نفسها اكثر لتجهش بالبكاء، لمَ هو !؟؟ كانت لتقبل لو كسر لها عضامها .. او حتى اطلق النار على اي شخصٍ آخر ! لكن ليس كيث .. لمَ اكثر شخصٍ مقرب منها !؟؟

ابتعدت عن كايدن بسرعة وهي تحدث المحقق

" ار .. ارجوك اخبرني انه بخير !" قالت وصوتها بالكاد يخرج.

" حتى الآن ... لانعلم شئ. "

" اين هو ؟ في اي مشفى ؟"

قالت وهي تقف بسرعة

" اهدئي آنسة كلاريس ... سآخذكِ الى هناك فالامر يزداد خطورة بمفردك. "

" اريد الذهاب فوراً !"

" هيا .. سآخذك. "

نهض كايدن ايضاً وهو يحاوطها بذراعه حتى لاتقع بعد ان لاحض ارتجاف جسدها.

" هل لاباس ان اتيت ايضاً ؟" سال المحقق

" اجل بالطبع، هيا لنذهب. "

لم يدعها ابداً حتى ركبوا في المقعد الخلفي للسيارة، كانت لاتزال تحت الصدمة تعيد كلام المحقق و تعيد آخر ذكرى له مجدداً و مجدداً،
هي لم تكن تحبه ابداً ولا هو يحبها بهذه الطريقة فعيناه كانتا تتبعان ماريآن فقط ... اخت زيرا، فطوال الفترة التي عرفته بها كان يحدق بماريآن سراً.

لكنه كان اخاها حقاً، رغم كل شئ .. و رغم ان ألمه قد يكون اكبر من ألمها لكنه لم يشعرها بهذا ابداً !، فهو دائماً مايكون مصدر سعادة، المكان الذي هو فيه لايكون مملاً ابداً.

وصلوا الى المشفى لكي تنزل بسرعة و كايدن بجانبها ، و لحقهم المحقق ليأخذهم الى غرفته .. لم يستطيعوا الدخول لانه كان في العناية المشددة، مع هذا استطاعت رؤيته مِن وراء زجاج الغرفة .. الطبيب كان يفحصه، لذا انتظرته حتى يخرج لتسأل عن حالته.

" انه بخير، حمداً لله عبر مرحلة الخطر."

اخيراً استطاعت التنفس مِن جديد لتحاول ان تهدئ قليلاً فهي لن تحتمل اكثر ! ... و فقط ليكمل الامر اتت والدتها عبر الممر و معها السيد ميرال، لم ينقصها سوى هذا الهراء الآن.

" يا الهي سمعت لتوي .. هل هو بخير !؟"

" اجل هو بخير، عبر مرحلة الخطر." اجابها المحقق ريثما تبتعد كلاريس عنهم قدر الامكان وهي تجلس على احدى المقاعد ليلحقها كايدن وهو يجلس بجانبها.

لم يتكلما باي حرف وهما يستمعان للمحقق وهو يشرح لهم الامر من جديد حتى وصل لهاتف كايدن اشعار ليجذب انتباهه كُلياً .. بقي على هاتفه لعدة دقائق جيدة قبل ان يناديها.

" كلار ؟"

نظرت اليه بعد ثوانٍ من التحديق بالارض،

" لدي خبر .. وصلني للتو ان فرانس ليستر هنا في اميركا، لكن__"

" ماذا !؟" قالت بسرعة وهو قد حصل على انتباهها الآن بالكامل.

" لكن .. ليس هنالك اي شئ مسجل في مركز الشرطة عن كونهم مرتبطين، اي ان هويته مزورة .. فكيف علمتِ انهم اخوة !؟"

هويتهم مزورة ؟؟ تسائلت كيف علم كيث ؟

" انت متاكد !؟ .. لاشئ اطلاقاً يثبت انهم اخوة ؟"

" اجل متاكد، كيف علمتِ ؟"

" كيث اخبرني وقتها. "

حدق كايدن بها لعدة ثوانٍ و كانه يرغب بقول شئ ..

" ماذا اخبركِ ايضاً ؟"

عادت ذكراها الى ذلك اليوم وهي تتذكر كل حرفٍ قاله على الهاتف،

" قال ان فرانك ليستر كانت لديه زوجة .. وقد غرقت في حوض الاستحمام تحت تاثير الكحول."

" اجل هو محق في هذه .. ماذا ايضاً ؟"

" قال ... ، ذكر شئ عن ابنه الذي شنق نفسه بعد اسبوع. "

امسك هاتفه مُجدداً وهو يتفحص شئ ليدير الشاشة نحوها وهو يريها لها ..

" لاشئ مسجل بشان اي ابن او ابنة. "

تشاركا النظرة نفسها بصمت وهو يعيد قلب هاتفه ليغلقه.

" تظن انه ... يكذب ؟"

هز راسه بعلامة كلا.

" اعتقد بانه يعلم شئ ولا يخبرنا به، لهذا اطلقوا عليه النار. "

" هذا مستحيل !، فماذا قد يعرف مثلاً !؟ "

" لا اعلم .. لكن الافضل لو انتبهتِ اكثر هذه الفترة، و ايضاً اريد ان اعلمكِ عدة اشياء فقط للاحتياط."

" كايدن .. اريدك ان تكون انت حذراً، فلا اريدك ان تتعرض للاذى بسببِ ايضاً."

اعطاها احدى ابتساماته الساحرة ريثما يمسكها من كتفها

" لا تخافي علي !، صدقيني انا ساتمنى لو يظهروا لمهاجمتي .. فهذا سيسهل عملنا على ايجادهم !"

ابتسمت قليلاً وقد اطمأنت نوعاً ما .. فلن تحتمل خسارته هو ايضاً ! انه مقربٌ منها جداً كما انه في هذه المرحلة ليس لها غيره لذا استرخت قليلاً لكلامه

" ساجلب الماء انتظري ساعود على الفور. "

اشارت له بنعم ليغادر تاركاً ايها بمفردها مع الوحوش الذي يقفون معها وقد تجاهلوا وجودها تماماً لاتعلم ان كانت صدفة ام هم فقط مصدومين لدرجة انهم لم يلحضوها،

لكنها لم تهتم بعد الآن .. فقد كرهت نفسها ، اجل كرهت نفسها و كرهت الساعة التي انولدت فيها لهذه الارض ! فمنذ اليوم الذي تركها فيه والدها و رحل لم ترَ اي شئ جيد .. و كان العالم تخلى عنها ليرميها هكذا فقط، والدتها فقدت عقلها تماماً بحثاً عن 'الحب' للدرجة التي تخلت فيها عن ابنتها الوحيدة و الآن بعد تركها لها في اكثر اوقات حياتها حاجة لها تتوقع ان تصبح الابنة المثالية .. تتوقع فقط ان تتكون لها العائلة التي طالما تمنتها ! ، لا .. انت لا تتخلى عن ابنتك هكذا لتعود محاولا السيطرة على حياتها ، بِمن ستبدئ حتى ؟ والدتها ... زيرا ؟ إلياس ؟ خالتها التي تخلت عنها ببساطة .. ام عمتها التي سخرت منها و اخبرتها ان تقطع وريدها ؟
ام ربما الرجل الذي دمر لها حياتها !؟ و الذي يتابع رغبته في تدمير ما تبقى منها على الاقل ..

" كلاريس ؟ انتِ بخير ؟"

انتبهت لكايدن الذي يوجه لها علبة مياه معدنية لتاخذها منه اخيراً وهي تشعر بنفسها تريد الموت فهذا الشعور الفضيع قد عاد لها مجدداً.

" كاي .. انا اختنق اريد الخروج. "

" هيا لنذهب، "

ساعدها على النهوض لكي يتوجهوا الى الخارج .. لكن السيد ميرال اوقفه وهو يمسكه مِن كتفه ! كانت كلار مدهوشة مثل كايدن تماماً وهي تقف بجانبه منتظرة ان يقول شئ ، حيث فجاه توقف الجميع حتى عناصر الشرطة وهم ينظرون ناحيتهم.
بقي كايدن يحدق به وهو ينتظره ان يقول شئ ..

" سلاحك. "

مع انه يعلم بان الجميع سيشك به الآن .. لكنه لم يستطع كبت تلك الابتسامة الساخرة ليخرج سلاحه وهو يعطيه اياه رغم انه كان مخبئ جيداً فكلاريس لم تره !

نظر السيد ميرال الى السلاح بدهشة قليلاً وهو يتفحصه جيداً، فلا يستطيع ان ينكر بانه اختيارٌ جيد.

" اختيارٌ جيد .. جي 19 ( Glock 19) يبدوا باهضاً لشخصٍ لم يتعدى العشرين بعد. "

" في الواقع انه بألفي دولار امريكي، يستحق كُل دولار. "

قال بابتسامة مستفزة اكثر للسيد ميرال .. فهو يكره جدا ولاقصى درجة ان يلمس احد اشيائه و خاصتاً اسلحته. و كلاريس تستطيع رؤية ذلك بوضوع فالامر اصبح مثيراً للاهتمام بين هذين الاثنين،

" لديك رُخصة لحمله معك ؟"

" بالطبع ، تفضل. "

اخرج مِن محفضته بطاقته السوداء التي رأتها كلاريس مسبقاً ليعطيها للسيد ميرال بثقة، هو حقاً لايفهم .. فالسيد ميرال قد يكون لطيفاً و اجتماعياً لكنه مع هذا لديه القليل مِن الغرور و حب للسيطرة، حيث ان لم يحترمه احدهم باي تصرف صغير .. انتهى امره !

و مِن جهة كايدن يرفض السيطرة، ولا يتحدى سوى الذين يبدئون باللعب معه اولاً .. لذا هي تعلم بان الامر لن ينتهي على خير بينهما.
تفحص ميرال البطاقة جيداً وهو يعطي نظرة حادة لكايدن ، ريثما هذا الاخر مسترخي تماماً و ينتظر ان يعيد له بطاقته و سلاحه .. فهو لن يتحرك قبل ان يستعيد سلاحه الذي دفع عليه الفي دولار.

" هل تعلم بان تزويراً مِن هذا النوع عليه سَجن فدرالي؟ "

حدقت كلاريس ناحيته بقلق .. هو اخبرها بانها غير مزورة، لكن لو اتضح العكس فهو قد يدخل في مشكلة كبيرة .. لذا تتمنى ان يكون صادقاً، وعلى ما يبدوا كان صادقاً لانه لم يتوتر نهائياً او حتى يبدي اي علامة تردد.

" تستطيع التحقق ان اردت، اؤكد لك انها حقيقية مئة بالمئة. "

حمل السيد ميرال هاتفه ليتصل باحدٍ ما وهو يعطيه معلومات البطاقة .. لم تمر سوى دقائق ليعيد الاتصال به وهو يؤكد له بانها حقيقية فعلاً.

اعاد له البطاقة اخيراً لكن المسدس بقي عنده .. ومع هذا لم يتحرك كايدن ولا خطوة، بالجحيم ان كان سيترك سلاحه عنده لثانية اخرى !

" مع احترامي لكن لايوجد لديك اي تُهمة لأخذ سلاحي، فحسب قانون الولايات المتحدة يسمح لاي مواطن بحمل سلاحٍ طالما لديه رخصة. "

اعاد له سلاحه بصعوبة ليخطفه كايدن من يده بقوة وهو يعيد وضعه تحت ثيابه، و اخيراً نظر لكلاريس ليبتسم لها

" هيا لنذهب. "

سحبها الى الخارج بينما الحرس اصبحوا وراءه يراقبون اي حركة منه بعد ان علموا اخيراً انه يمتلك سلاحاً !

كانوا جالسين في الحديقة و كلاريس كانت تخبره انه قلبها كاد يتوقف لثوانٍ علما فعله للتو مع السيد ميرال .. قبل ان تتفحص هاتفها لتجد عدة رسائل غير مقروءة، اخبرها المجهول بانه سيرسل لها ما سيتوصل له في الصباح لذا توقعت انه هو لتفتح هاتفها بسرعة تتفحص الرسائل.

مجهول : توصلت لمكانه هل تريدينه 🙂؟

مجهول : هذا هو العنوان.

و قد ارسل لها موقع على خرائط قوقل،

مجهول : انه يخطط لمهاجمة شخص غير كيث بعد عدة ساعات، قرري بسرعة.

مجهول : الآن لديكِ خيارين .. اما ان تذهبِ و تقتليه بنفسك، ام تبلغين الشرطة بالموقع.

مجهول : اعلميني ماذا ستفعلين.

هل قال بانه سيتهجم على شخص آخر !؟ .. دخلت للموقع بسرعة وهي ترى بانه يختبئ في مدينة اخرى !! تبعد عنها بساعة !

" كايدن .. ماذا افعل ؟"

" ماذا ؟"

اقترب ليرى ما الامر لتريه شاشاة هاتفها، و شرحت له ان شخصاً ساعدها بالحصول على موقعه .. حل الصمت على المكان لكي يتحدث كايدن اخيراً.

" لا يمكننا المجازفة .. لا نعلم متى سيهاجم شخصاً آخر، بلغي الشرطة حتى يصلون له اسرع و يمسكوه قبل ان يهرب، ثم سنفكر بشئ ما بعدها. "

فكرت بكلامه قليلاً لترى انه محق لا يمكنها المجازفة بحياة شخصٍ آخر .. خاصتاً انها لاتعلم مَن شريكه بعد و اين هو تحديداً، لهذا راسلته اخيرا وقد اتخذت قرارها.

كلار : انها مجازفة، سابلغ عليه.

لاتعلم لمَ يسألها ان تخبره كون الامر ليس من شأنه .. لكن لاتريد ان تقع في مشكلة مع هذا المجنون، على الاقل حتى ينتهي امر هذا السافل و شريكه.

" دعي الامر لي .. انا سابلغ لهم، حتى لا يشكوا ان لنا علاقة بالامر. "

" حسناً، شكراً لك كاي. "

اخرج هاتفاً آخر .. بدى قديماً جداً وفيه ازرار ايضاً،

" ان فيه خط آمن، و هذه الهواتف تحديداً قديمة جداً ليتمكنوا من تعقبها. "

" كيف تعلم هذا ؟"

" صديقٌ قديم. "

تسائل ان كان نفس الصديق الذي كان مدمنا على المخدرات، و نفس الصديق الذي ساعده في ايجاد معلومات عن فرانس قبل دقائق في المشفى .. بدأت تشك بهوية هذا الصديق في الواقع، فهو يتوافق مع تفاصيل شخص مألوف يراسلها.

" حقاً؟ مَن هو ؟ .. فهو يبدوا مالوفاً لي."

" صدقيني انتِ تعرفينه. "

" كيف التقيتم ؟"

" اصدقاء طفولة، التقينا ... صدفة. "

" لا فرصة لاخباري من هو ؟"

هز رأسه بِلا وهو يعطيها نظرة 'آسفة لا استطيع' صمتت لعدة دقائق ريثما اتم المكالمة و اغلق الخط بسرعة بعدما اعطاهم الموقع بصوتٍ خافت فالحرس لايزالون جالسين بعيداً عنه بقليل ولايريد جذب الانتباه.

" و كانك تعلم شيئاً كايدن .. " لم تستطع منع نفسها فهي تزداد فضولاً عن هوية المجهول يوما بعد يوم، وتكاد لا تنام وهي تفكر بهويته.

" عن ماذا ؟"

" لا اعلم .. لمَ لاتخبرني بهويته ؟"

" انه نوعاً ما .. سر خاص بِنا، لا استطيع الشرح لكن احب ان يقرر هو اخباركِ ام لا. "

قلبت الامر في عقلها لعدة ثوانٍ قبل ان يزلق فمها بشئ لم تكن تستطيع السيطرة على ابقائه لنفسها !

" أنت شاذ ؟"

ما ان قالتها حتى انفجر ضحكاً غير قادرٍ على التوقف، تعتقد ان تلك اجابة نفي قاطعة لسؤالها .. بعد ان لاحضت كم الامر غبي لتضحك قليلاً معه

" الهي ! ... شكرا لكِ لم اضحك هكذا منذ فترة !"

" ماذا !؟ توقعت انه ربما ... اعني هل استمعت لنفسك و انت تشرح الامر ؟"

سيطر على نفسه ليعتدل في جلسته مُجدداً و هو يشرب مِن علبة مياهه.

" اؤكد لكِ ان كلانا مستقيمان مئة بالمئة. "

شعرت بالراحة قليلاً .. لاتعرف ما دخلها بالامر، فان كان شاذ او مستقيم .. لمَ قد تهتم اصلاً !؟

" كنت اقصد بانه لايحب ان يعلم احد عن حياته الشخصية شئ .. وقد اخبرتكِ سابقاً انه كان مدمناً لهذا سينزعج من اخباري لكِ بهذا. كما انكِ تعرفينه جيداً وقد يخبركِ بذلك بنفسه. "

" اوه حسناً، سانتظر اذن على امل ان يعترف احدكما. " كان من الواضح بان كايدن لايكذب عليها اين انه ربما لايعلم اي شئ حقاً عن نشاطات صديقه.

فهي الآن تاكدت انه صديقه المجهول من يراسلها ، فهو لم يستهدف او يذكر كايدن باي شئ فعله كما ان شخصيته تتطابق مع الاشياء القلية التي ذكرها كايدن عنه.

" لنرى ما حدث يتملكني الفضول لاعلم ان امسكوه بعد. "

توجهوا بسرعة الى داخل المشفى مجدداً، ليتوجهوا نحو المجموعة الكبيرة في منتصف المشفى .. عناصر شرطة مع المحقق و السيد ميرال و والدتها.
اول ما وصلوا استدار المحقق لهم

" خبرٌ جيد فقط بلغ شخصٌ مجهول للتو عن مكان يشتبه ان يكون مكان فرانك ليستر !"

" اين !؟" قال اثنيهما بنفس الوقت

" في مدينة ستو الصغيرة في فيرمونت، تبعد عنها بساعة و نصف لهذا خبرت الشرطة المحلية ليقبضوا عليه ولانزال ننتظر .. "

حل الصمت لعدة دقائق و كلاريس تدعي ان يتم امساكه .. الخبر السيئ في الامر ان امرها قد يُفتضح ان امسكوا به.

هذا قبل ان تاتي مكالمة للسيد ميرال، رفع سماعة الهاتف بسرعة ، استمع باحكام ليطلق نفساً كان يكبته

" شكراً لكم، احرصوا على مراقبته جيدا فهو خطير."

اغلق السماعة وهو ينظر لهم براحة

"لقد امسكوه !، و الشرطة الفدرالية ستجلبه باسرع ما يمكن. "

" ماذا عن شريكه ؟" قالت بقلق فقد يكون لايزال سيؤذي شخص

" مع الاسف لم يعثروا عليه هناك ، املنا الوحيد للتعرف على هويته هو فرانك. "

راائع ! عثروا عليه .. و ذاك الشخص لايزال طليقاً حراً و هو اكثر خطورة من اخيه.

اخبرهم الطبيب ان كيث يحتاج للراحة اليوم وقد يستيقض قريباً، لهذا اجبروا كلاريس ان تترك كايدن وتعود الى منزلها .. وقد شعرت بقلقٍ اكبر بمفردها وهي تفكر بجميع من تعرفهم،

استلقت على سريرها بقلق وقد ارسلت عدة رسائل للمجهول تسأله ان كان قد عثر على فرانك و اخبرها بانه سيصل له عند المساء ربما لان الامر يحتاج للوقت.

لهذا لم يكن لديها اي شئ لتفعله غير انهاك عقلها بافكار مختلفة ... كايدن كان يراسلها كل فترة للاطمئنان عليها حتى اتى الليل .. كانت تراسله للمرة المليون وهي تخبره انها تقسم بانها بافضل حال.
خاصتا بعد ان علمها في سيارة الشرطة كيف تهرب من محاولات الاختطاف .. كيف تفك الاصفاد الحديدية، شريط لاسق، وصندوق سيارة .. ايضا علمها القليل من فن قتالي مختلف يركز على نقاط الضعف في الجسد.

كان مفيداً اكثر من الاصنام الذين يلحقوها ! فقط تعلمت اشياء مفيدة منه ، كما انها حرصت على وضع دبوس شعر في شعرها طوال الوقت !

كانت مشغولة معه حتى اتتها رسالة من المجهول ..

مجهول : كلاريس .. لدي صورة.

مجهول : الامر لن يعجبكِ، هل تغذيتي اليوم ؟

كلار : تكلم !

مجهول : اممم ذكريني اين عناصر الشرطة ؟

كلار : في الاسفل خارجا لمَ؟

كلار : تكلم !

مجهول : سارسل لكِ صورة شريك فرانك ..

وصلت لها صورة ... حملت لدقائق قبل ان تتفحصها بصدمة، توقف العالم من حولها ليقع الهاتف مِن يدها الى الارض .. بقيت في صدمة تماماً حتى استوعبت ما رآته للتو، لترفع هاتفها مجدداً الذي لايزال سليما بطريقة ما،

حدقت بوجه الشخص الذي يجلس في الطابق السفلي مع والدتها ... نفسه اخ فرانك ليستر، و نفسه شريكه ...

حدقت بوجه زوج والدتها.
© Sandra D.N,
книга «Trust ( ثِقة )».
Коментарі