١) بِدايةُ النِهايةِ.
٢) بشاعةُ الحقيقة.
٣) يومٌ مِثالي.
٤) أصدِقاء.
٥) قوةُ الخوف.
٦) عودةُ الذكريات.
٧) مفاجئاتٌ غيرَ سارَّة.
٨) قرارٌ مجنون.
٩) ماضي لايزالُ حيًا.
١٠) صديقٌ مُقرب.
١١) شِجار.
١٢) نهايةُ الماضي.
١٣) مشاعرٌ ميتة.
١١) شِجار.
كانت جالسة على سريرها وقد اوقفت نفسها بصعوبة مِن الذهاب ووضع رصاصة في رأسه !، و هذا بعد ان هددها المجهول لتهدئ قليلاً ولا تجذب الشبهات الى نفسها فالوقت لايزال مُبكراً وهو يراقبه عبر الكاميرات السرية في المنزل .. مطمأناً لها بان والدتها بخير. و بالطبع لم ترد على رسائله لذا اجبرته ان يتصل بها .. وهي تعلم افضل مِن ان تتجاهل اتصاله لتجيب بارهاق،

" ماذا !؟"

" جيد .. لنهدئ الآن ولا نتصرف بتهور. "

" عُذراً ان لم تلاحض يوجد مجرم هارب في منزلي !"

همست على الهاتف خوفاً ان يسمع بطريقة ما .. ارادت ان تقفز مِن النافذة و تبلغ الشرطة فوراً ! لكن هذا المزعج لم يسمح لها، لا بقتله ولا بالتبليغ عليه.

" اعرف .. لكن عليكِ التصرف بشكلٍ طبيعي حالياً."

" لا افهم كيف يعمل عقلك !، لمَ بالضبط لا تدعني اتخلص منه !؟"

" و ماذا ستفعلين ؟، ان قتلتيه سيتهمونكِ بجريمة قتل دون اي ادلة تثبت انه دفاعاً عن النفس ! و لو بلغتي عليه ايضاً لن يجدوا ادلة ضده فلا دليل واحد يثبت انه شريك فرانك ! حتى لو كان اخوه."

فكرت بالامر قليلاً و وجدت ان لديه وجهة نظر نوعاً ما، بالفعل حتى لو اثبتوا انه اخاه فما الدليل على انه شريكه ؟

" بما انك بهذا الذكاء ماذا تتوقع ان نفعل الآن !؟"

" ننتظر .. سنحاول ايقاعه، لكن اولاً اريدكِ ان تهدئي و تساعديني في ذلك ان اردتي ان تتخلصي منه حقاً."

هدأت و اخذت نفساً عميقاً كمحاولة لترخي اعصابها قليلاً .. توجهت نحو المنضدة لتسكب لنفسها كوب ماء،

" حسناً .. كما ترغب !، لكن لا افهم لمَ تساعدني في هذا الامر. "

" اساعِدُكِ لينتهي الامر نهائياً، حتى لا تبقى مسائل عالقة كالمرة السابقة ... حتى تتفرغي لي بعدها. "

لا تعلم لمَ اختنقت بهذه الجملة تحديداً ريثما تشرب الماء،

" عندما تقولها بهذه الطريقة .. اشعر و كانك ستبيع اعضائي الحيوية للويب الاسود."

قهقه قليلاً باستمتاع .. هي كانت ترغب بقتله تعترف، لكن الآن فقط تريد اكتشاف هويته فهو بطريقة ما ....... ممتع ؟، و حتى الان لم يقم بايذائها .. جسدياً، لكن نفسياً اثر فيها في البداية كثيراً ولم تنسى له ذلك بعد !

" لا تقلقي، اخبرتُكِ ان الامر لن يكون بذلك السوء !"

" ارجوا ذلك، لكن الآن انا قلقة اكثر بشأن خطتك الرائعة."

" لا ترهقي عقلكِ، ساتكفل بكل شئ .. فقط انتظري و تصرفي بشكلٍ طبيعي حتى الغد و عندما اتصل اجيبي فوراً فقد يكون امراً مُهمًا واضح ؟ "

" امرك. " سخرت منه، فهي لم ترى شخصًا يخطط لهذه الدرجة طوال حياتها ! تسائلت عن كمية الوقت الذي يمتلكه لِكُل هذا.

" و شيء آخر .. افعلي كُل ما اقوله دون اسئلة."

هو في العادة لديه حُب للسيطرة .. لكن نبرتهُ كانت غريبة، لتبتسم وقد وجدت شئ لتُغيضه به.

" لو لم اعلم افضل لكُنتُ قُلت بان هذه نبرة قلق."

" و هذا ما يهمُكِ حالياً ؟ انا اشعر بالفخر حقاً ان ما اضنه اهم مِن مجرمٍ يجلس تحت غُرفتك. "

" الست مَن اخبرني ان اتصرف بشكلٍ طبيعي !؟ .. انا اتدرب. "

" هذا واضح، كما قُلت ابقي الهاتف معكِ دائمًا. "

انهى كلامهُ باغلاق الهاتف قبل ان تتمكن حتى مِن الرد عليه،

" وقِح !"

جلست لعدةِ دقائق على السرير لاتعلم ما تفعل بالضبط حاليًا، فمِن المستحيل ان تُغمض عينيها .. في نَفس الوقت عليها ان لا تجلب الشبهات لِنفسها، لِذا فعلت الأمر الوحيد الذي تستطيع فعله ... اخرجت الصندوق المعدني مِن تحت سريرها و فَتحت القفل لتخرج دفترها الاسود،

فتحت صفحة جديدة مِن دفترها تضيف اسم جديد لمجموعتها .. حيث مُعضم الاسماء عليها علامة بالقلم الاحمر، فحين ارادت حياة جديدة لم تمزح بامر الانتقام مِن كل شخص تسبب لها بالتعاسة يوماً، مع هذا لم تبالغ كل شخص حصل على ما يستحقه بطريقة عادلة. فمثلاً إلياس استحق السجن لانه كان سيموت بسبب جرعة زائدة لهذا تحب ان تعتقد بانها فعلت الامر الصحيح.

حاولت كتابة كُل ماتعرفه عن فرانس، مع الاسف لم تعرف الكثير فقد كانت محقة عندما تفادته قدر الامكان، انشغلت برسم وجهه لانه لم يكن لديها صورة له .. حتى راسلها كايدن مِن جديد يتفقد حالها، هذا نوعاً ما اشعرها بالسعادة فلا احد اهتم لها لهذه الدرجة سابقًا وعليها الاعتراف بانها مِن النوع الذي يحب الاهتمام المفرط مِن قِبل الآخرين سِراً،

اخبرته بانها بخير تمامًا، مع هذا اجبرها على ان تجيب اتصاله ليتأكد ان كانت هي حقًا .. فعندما كانوا معاً سابقاً صنعوا لغة سرية في حال اختطفها احد ... انه مهووس تمامًا لانه فكر بجميع الاحتمالات المُمكنة التي قد تحدث !
بدى لها مِن النوع الذي لايحب ترك شئ دون تخطيط مُسبق لكل خطوة و كُل احتمال .. لاتستطيع انكار بانه عبقري ! و هذا نوعاً ما يذكرها بماريآن، اخت زيرا. فهي لديها نفس هذه الشخصية تمامًا لهذا اعتادتها كلاريس.

مآريان و زيرا يشبهان النار و الجليد بمعنى الكلمة !! واحدة اجتماعية، حساسة، واثقة مِن نفسها و تبحث عن الحب، غير مدركة لما مِن حولها ..
و الاخرى ذكية ، غامضة و منعزلة، شخصيتها نادرة جداً ولم تقابل كلاريس حتى الآن فتاة مثلها، كما انها اصغر مِن زيرا بسنتين تقريباً.

كيث لم ينجذب لماريآن دون سبب .. لكن مع هذا عندما صارحها و اخبرته بانه مجرد اعجاب وسينتهي وهو على الارجح لا يحبها، فعل امرًا غبياً ليجعلها تشعر بالغيرة .. واعد اختها.
وبعد فترة .. وعندما لاحضت كلاريس الامر بدئ يشعر كم هو احمق بالفعل، خاصةً بعد ان ضحكت كلار عليه حتى خرجت دموعها عندما اعترف اخيراً بالامر.

_________________________________________

" يكفي كلار ! " تذمر بنبرة طفولية وهو يبعد نظره بتجاه الاشجار، فقد كانوا في رحلة تخييم
و الجميع ياكلون طعام الغداء ما عدى هذان الاثنان، الوحيدان اللذان يحلسان بعيداً جداً عند المنحدر.

" انت مغفل !" اعترفت لتعيد راسها الى الشجرة وهي تضحك بهستيرية مِن جديد.

" رجاءا نوريني ماذا كُنتِ ستفعلين انتِ في هذا الموقف !"

" لحضة !!! ..."

قالت لتتعدل بجلستها فوراً بصدمة ريثما تنظر اليه بابتسامة عريضة

" هل حقاً تعتقد بانها تعطي لعنة !؟؟ على الاغلب اثبتّ لها لتوك بانك لاتحبها."

" لكنها رفضتني و حاولت التفكير بشئ سريع !"

" هي لم ترفضك ! على الاغلب كان اختبار لرؤية بما ستجيبها. "

" وكيف مِن المفترض ان اعرف مثلاً !؟"

لم تستطع منع نفسها فردة فعله لاتعوض، لتقع مجددا وهي تضحك عليه .. ريثما هو يراقب الآخرين بانزعاج، لينتهي الامر به وهو يقهقه قليلاً معها.

__________________________________________

ابتسمت وهي تتذكر حماقته، فهو كان يستطيع التعامل مع الجميع ما عدى ماريآن .. فجاة يزيد مستوى غبائه بجانبها. اشتاقت لهُ حقًا .. تأملُ ان يستيقض قريبًا، مِن الجيد بان ماريآن في ايطاليا حاليًا ولم تاتي معهم او لكانت اصيبت بالأذى، استعادت وعيها وهي تتذكر كايدن الذي لايزال على الهاتف

" آسفة، ماذا كُنت تقول ؟"

" كُنت اذكركِ بوضع سلاحك في مكانٍ قريب منكِ دائمًا. "

" اجل .. انه تحت السرير، ولدي سكين تحت الوسادة ايضًا لا تقلق علي."

" جيد ؛ اسمعي لدي القليل مِن العمل .. لكن هاتفي مفتوحٌ دائمًا، اتصلي متى شعرتي بالخطر او فقط وقتما تريدين. "

" سأفعل، الآن اذهب وانهي عملك."

" حسنًا .. وداعًا اعتني بنفسك جيدا."

اغلق الخط لتعود الى رسمها .. عندما تتوتر الرسم و الموسيقة يساعدانها لتهدئ مِن جديد، بعد فترة اغلقت الدفتر وهي تعيده في الصندوق لتبحث عن دفترٍ آخر يسليها .. فقرآءة ما كتبته سابقًا هو اكثر شئ مسلي لديها ! خاصتًا ان كانت قد مرت عليه فترة طويلة جدا حيث تدخل عالم آخر بتذكر مشاعرها في تلك اللحضة التي كتبت فيها تلك الجملة ..

لكلاريس، الكلام قوي و تاثيره كبير على الآخرين بشكلٍ لا نتخيله .. لهذا كبِرت لتفكر مئة مرة قبل ان تقول كلامًا جارحًا لأي شخص .. حتى لو كانت في شجار مثلاً مع شخصٍ آخر لن تقول اي شئ .. ستتجاهله بالكامل وهي تتابع فعل ايا ما كانت تفعله .. لاحضت ان بعد خمس ثوانٍ فقط سيهدئ الشخص الآخر فورا، اضافة ان في اغلب الحالات يعودون للاعتذار منها لاحقًا.
حتى انهم يثقون بها اكثر لاخبارها باسرارهم كونها لا تستخدم اي كلمة ضدهم. هذه ليست سذاجة، بل هذه تسمى بالعقلانية.

كانت تشغل نفسها قدر الامكان .. لكن في النهاية النعاس تمكن منها فهي لم تكن حقًا من النوع الذي يسهر لفترات طويلة،
.
.
.

شهقت بفزع وهي تفتح عينيها على ذلك الصوت المريع لدق الباب و كان احد سيكسره !

" ماذا !؟؟"

" افتحي الباب !"

وقفت بسرعة لتفتح الباب .. اول ما وقع نظرها عليه هو زوج والدتها .. فرانس، الواقف بجانب والدتها لتعود عدة خطواتٍ الى الوراء مِن دون شعور بطريقة لفتت انتباهه

" ما الذي يحدث اخفتموني !" حاولت ان تخفي توترها وتتصرف بطريقة طبيعية .. و نجح الامر لانها خبيرة بفعل ذلك.

" اتيت لاخباركِ بان كيث استيقض قبل ساعة !، هل تريدين الذه__"

" دقيقة لارتدي ثيابي !!"

اعادت اغلاق الباب بوجههم وهي تقفز لترتدي اول ما وقع نظرها عليه من الخزانة، رفعت شعرها الى الاعلى بفوضوية مع بعض الخُصل المُتدلية كادت تغادر لكنها عادت باسرع ما يمكنها لسحب هاتفها .. ثم قفزت بسرعة الى الخارج، لم تنتظر والدتها حتى بل قفزت في السيارةِ فورًا !

" رجاءًا اسرع !" قالت بنفسٍ مقطوع و الفرحة تكاد تقتلها.

ركبت والدتها بجانبها فورا .. و فرانس بجانب السائق، رغم فرحتها مشت قشعريرة في جسدها لتنظر الى النافذة متجاهلةً لِكل شئ مِن حولها حتى وصلوا الى المشفى لتقفز اول شخص و الحرس ينادونها ريثما يحاولون لحاقها .. لكنها لم تهتم حتى وهي تقريبًا تجري بتجاه غرفة كيث !
مِن دون انتظار اذن المُمرضة او الطبيب .. فتحت الباب بقوة وهي تبتسم يكاد الحماس يقتلها لسماع صوته، .. لدرحة بانها لم تنتبه لكايدن الذي يجلس بجانبه بالفعل.

اختفت ابتسامتها وهي تتسائل عن ما يفعله كايدن هنا بمفرده !، مع هذا ما ان نظر لها كيث حتى اختفى السؤال مِن رأسها لتتوجه نحوه بسرعة وهي تعانقه بِلطف خوفًا ان تؤذيه.

" اخيرًا استيقضت !!"

" اجل استيقضت !، مع الاسف كُنت اشرب الشاي مع هيتلر قبل ان افتح عيني في هذا المكان ! " قال بتذمر طفولي .. نبرته كانت مُتعبة قليلاً لكن مع هذا حاول ان لايشعرها بذلك كثيرا.

ابتعدت عنه لحماقته .. لتلاحض بانها كانت ستفتقد حماقته كثيراً ، وهذه الفكرة فقط جعلت القليل مِن الدموع تهرب من عينها لتعود الى معانقته مِن جديد
غير قادرة على السيطرة على نفسها.

" لااااا لا تبكِ، انا بخير انظري ! هل ارقص لكِ لتصدقيني !؟"

ابتعدت عنه محاولة ان لا تتصرف بسخافة اكثر، لتمسح دموعها باكمام قميصها تُزيف ابتسامةً له .. عليها ان تكون اقوى مِن ذلك ! هذه المشاعر المفرطة لا فائدةَ منها.

" كيف تشعر ؟" قالت بالطف وهي تتفحص حرارته.

نظر لها بِدهشة ليشتتها والابتسامة تختفي مِن وجهها .. تسائلت ان كان هنالك خطبٌ بوجهها ربما،

" ماذا !؟" سألت بخوف

" ما الذي يحدث لكِ !؟ __"

انتظرته ليتابع كلامه

" كُلما اترككي لفترة تصبحين اكثر رقة ! "

" يالك مِن احمق ! لقد اخفتني. " قالت بِراحة .. في هذه الاحوال كانت لتضربه بخفة على كتفه لكنه حالياً مصاب.

" اجل .. هذه هي كلار التي اعرفها !"

توجه نظر كلاريس نحو كايدن الذي يقف هناك بهدوء يراقبهما بصمت، كانت قد نست وجوده تماماً لتتذكر سؤاله عن سبب وجوده.

" كاي !! ما الذي تفعله هنا !؟"

كان الامر نوعاً ما تقليل من الاحترام .. خاصةً تجاهله بهذه الطريقة ! لهذا نهضت لتعانقه هو ايضاً .. استطاعت الشعور بابتسامته تعود بعد ان لف ذراعيه حولها، يبادلها العناق .. الذي بطريقة ما استمر اطول مِن العادة، فلم يتركها سوى بعد ان ابتعدت هي عنه.
ما ان وقفت بجانبه حتى رأت كيث الذي يكاد فمه يصل الى الارض،

" يَدعُكِ تعانقيه !؟؟ ... هو لا يسمح لي بِلسمه حتى، و انا مصاب !"

تفاجئت كلاريس مما قاله كيث لتنظر الى كليهما بِحيرةِ، ريثما كايدن ابتسم بغرور ناحيته فقط.

" لحضة ! ... تعرفان بعضكما !؟"

" اجل .. لم يُخبركِ ' كاي' باننا اصدقاء مُقربين مُنذ الطفولة ؟ " لسببٍ ما شدد على اسم كايدن و كانه يسخر منه.

تجمدت في مكانها وكان صاعقة ضربتها للتو ! .. هذا فقط كثيرٌ عليها لتستوعبه، لكن هذا غير معقول !!

" لحضة ... انت صديقه مجهول الهوية !؟"

اعادت نظرها الى كايدن الذي اكد لها الامر عبر ابتسامته فقط،

" لكن ... هذا غير معقول. " كيث لايمكن ان يكون المجهول !! و الدليل على ذلك هو بانه كان فاقداً لوعيه امس، الامر فقط مستحيل !

هذا غير ان تضربها حقيقة اخرى .. كايدن قال مسبقاً بان' صديقه ' كان مُدمنا سابقاً ؛ هل هذا يعني بان كيث كان __

" اذا لم تكن انت مَن ...... "

اذا لم يكن كيث ولا فرانس ولا كايدن .. اذن مَن هو المجهول ؟؟ حقًا يبدوا بانه سيُفقِدُها عقلها تمامًا !

" ماذا ؟؟ لم افهمكِ. "

" آه .. لاشئ. "

اعادت تزييف ابتسامتها .. ستنتهي مِن امر فرانس و ستتفرغ لاكتشاف هويته بِحرية.

" اذن .. ما هي الاخبار ' كاي' " شدد على الاسم مجددًا وهو يقولها بسخرية اكثر ليدحرج كايدن عينيه بانزعاج.

" حسنًا هذا يكفي .. لمَ تسخر مِن اسمه !؟"

بدى و كان كيث يحضى بافضل اوقاته وهو يبتسم باستمتاع.

" ' كاي' لا يسمح لاي احد بمناداته باي القاب، ولا يحب ان يلمسه احدٌ ايضًا .. توقعت صراحةً ان يصرخ بوجهك في اي لحضة. "

" هذا لانني استخدمه لاناديه به .. وليس للسُخرية منه، لهذا يسمح لي. " قالت بِبساطة فلا تحب ردات الفعل المبالغ فيها لانها تُشعر الشخص الآخر بعدم الارتياح.

" مثاليين __"

كان يود لو اكمل جملته لكن النظرة القاتلة التي اعطوها اياه منعته.

" كاصدقاء. " اكمل جملته مع ابتسامة بريئة.

" مؤسف .. ماريآن ليست هُنا، اتسائل لمَ لم تأتي لرؤيتك حتى الآن !"

" ستأتي اليوم .. هي في ايطاليا لافتتاح مشروعها الجديد الذي كانت تعمل عليه. " قال بسرعة .. ليصمت بعد ان رأى ابتسامة كلاريس وكانها تخبره امسكتك.

" احدٌ كان يتتبعها على مايبدوا. "

" مَن ماريآن ؟" قال كايدن بتسائل وهو ينظر لكلاهما.

فتحت كلاريس فمها لتتكلم لكن دخول والدتها اوقفها ... ليبتسم كيث بانتصار وهو يسلم على والدتها بِمرح ،

كان كُل شئ على مايرام وهم يتاكدون مِن صحته .. حتى دخل فرانس الغُرفة،

في البداية نظر له كيث نظرة سريعة ريثما يتكلم مع والدتها بشكل طبيعي .. لكن عيناه عادتا بِصدمة نحو زوح والدتها وهو يتفحصه مِن قدميه لرأسه.
حاول اخفاء صدمته قدر الامكان ليحولها الى الفضول .. لكن كلاريس انتبهت فوراً لِلغة جسده، امالت رأسها لتهمس في اذن كايدن

" هل انتبهت لِحركته ؟"

" اجل. " اكد لها وهو يتفحص ملامح صديقه بتمعن.

وهذا فقط اكد لها بانه يعلم شيء لم يخبرها به، اما فرانس ابتسم له فقط ابتسامة غامضة .. تتحداه.

" كيف تشعر بُني ؟"

قال محاولاً اخفاء نبرة الاستمتاع بصوته .. لكن هذا لايمشي على كلاريس ولا على كايدن ، اما كيث تجاهل النظر اليه تماماً

" بخير."

" عليك ان تنتبه لنفسك اكثر .. ماذا ان قُتلت المرة القادمة ؟ "

نظر كيث الى فرانس اخيراً .. وثبت نظره في عينيه تماما و كانه يتحداه لقول شئ آخر، كون كلاريس تريد قتله بالفعل قررت التدخل

" لن تكون هنالك مرة قادمة. امسكوا بفرانك و سيمسكون شريكه ايضًا. "

" هذا صحيح، فقد سمعت مِن احد معارفي بمركز الشرطة بان الشرطة الفدرالية امسكت بدليلٍ عن هويته. " قال كايدن وهو يتفق معها.

" اتمنى ان يسرعوا .. عندما اعرف مَن هو ساضع سكين في مؤخرته ! هذا مؤكد." قالت بدموية وهي تناقش كايدن.

" كلار، ما هذه الالفاض !؟" قالت والدتها بعنف.

" هذه هي الصراحة !، آه سافجر دماغه بالجدار حتى يرى ملاك الموت امامه. "

" يبدوا ان بعض الرِفقة اثروا على عقلك، ما هذه السخافة التي تقوليها !" قالت والدتها بِحدة ...لو فقط تعلم.

" ابداً، جميعها افكاري .. لدي المزيد ان احببتي ان نتعرف في يومٍ ما. "

حل الصمت قليلاً بغرابة .. هي تعرف كيث جيداً، وتستطيع الشعور بشيء غريب يحدث خاصةً مع وجود والدتها و فرانس في نفس المكان فهي في طبيعتها لاتحب رؤية احد يعاني لذا تدخلت،

" الطبيب قال بان كيث يحتاج الراحة، لذا اعتقد انه وقت الرحيل. "

" سنعود لاحقًا اعتني بنفسك و استمع للطبيب." قالت والدتها وهي تعطيه احدى ابتساماتها المزيفة، وكانها تهتم مثلاً.

" سافعل. "

توجهت كلاريس معهم الى الخارج لتقف عند باب غرفته تنظر اليهم وهم يغادرون.

" الن تأتي ؟"

" لا، سابقى هنا مع كيث و كايدن. "

" هذا غير ملائم كلاريس، ماذا ستفعلين له مثلاً .. ستدعين له حتى يُشفى !؟"

قالت بسخرية كعادتها، فوالدتها تسخر مِن كُل شيء او اي شيء تفعله كلاريس على الاطلاق، حتى لو كانت جالسة بهدوء مِن دون قول حرف .. ستبدئ هي و ستسخر مِن نوع الاغاني التي تستمع لها، ذوق اختيارها للثياب، رسمها، كُتبها التي قرأتها ' دون اذن' و في اغلب الاوقات زيرا تكون معها لمهاجمة كلاريس تحت اي اشارة. هؤلاء الثنائي و كانهم كانوا قد ولدوا لتحطيمها .. اي شيء و حرفيًا يستخدمون اي شيء ضدها، حتى لو كانت درجة اختبار ، حتى لو كانت تأكل بسلام !!

لهذا وجدت بقائها في غرفتها هو افضل خيار ففي داخل عقلها عاصفة مِن الافكار و الذكريات التي تدفعها للجنون ولا تتحمل هجوم نفسي ايضًا ... تقسم انه في مرحلة معينة انتصرت عليها افكارها لتدفعها الى الجنون تمامًا لدرجة انها تبدئ بالضحك بهستيرية على شئ شبه تافه و احيانًا دون سبب على الاطلاق !! ثُم فجأة في منتصف هستيرية الضحك تتوقف تمامًا وتحدق بالارض او بالجدار.
و هذا ايضًا سخرت منه والدتها بعدما حدث امامها مرة،

كانت عندما يخرجون تقف عند المرور تحدق بالسيارات التي تطير مِن امامها وهي تتخيل نفسها تمشي في منتصف الطريق لتهشم عضامها احدى تلك السيارات .. كانت تقف هناك تنظر الى الحافة طوال الوقت و عقلها يخبرها مرة بعد مرة ان تتقدم ..

و مِن دون شعور لم تجد نفسها سوى في إحدى المرات تتقدم حقًا !! في ذلك الوقت لاتعلم ما اصاب عقلها بالضبط و كان احد يسيطر على جسدها و يحركه بدلاً منها ! حُلم ؟ .. خيال ؟؟ لاتعلم. فعقلها كان حرفيًا فارغًا مِن اي افكار كان وكانه توقف عن العمل تمامًا ... كُل شيء حدث بسرعة شديدة

ولحسن او سوء حظها لاتعلم بالضبط، كان الرجل يقود ببطئ لانه خرج للتو مِن المبنى ليصتدم بها اصتداما خفيفًا ، عضمها تكسر و رأسها اصيب قليلاً .. لكن مع هذا ابنة الرجل كانت معه وقد كانت خائفة كثيرًا ،لذا اقتربت كلاريس مِنها و احتضنتها لتهدئها ، رغم انه لم يفعل اي شيء لان الامر خطئها لكنه اعتذر و زوجته ايضًا اعتذرت دون سبب.

" و ماذا سافعل مثلاً !؟ ساضاجعه في المشفى !؟" قالت بحدة و بنبرة لاتستخدمها سوى مع والدتها .. فهي نادرًا ما تستخدم كلام كهذا سوى معها دون سبب، ليقولوا انها قلة ادب لا تهتم ! لانهم لايعرفون ما عانته معها.

" حاذري الفاظكِ !، لكن هذا خطئي فقد دللتُكِ كثيراً" جدياً لاشئ اغضب كلاريس بقدر كلمة ' دللتكِ' فمرة قال لها زوجها العزيز بان ابنتكِ مدللة جداً و من وقتها استخدمتها ضدها.

" لا اعطي لعنة، فهذه مشكلتُكِ عزيزتي وليست مشكلتي ... الآن انا سابقى مع صديقي المقرب و انتم لاداعي لبقائكم اكثر. "

اقسمت بانها رأت ابتسامة على شفاه فرانس و التي جعلتها تقشعر فقط قبل يستديروا ليغادروا و والدتها تردد بعض الكلام له عن صدمتها لهذه الابنة الناكرة للجميل، او ' الصنم ' كما تناديها في العادة .. حتى انها سألتها ان كان لديها مشاعر و ان استطاعت بالشعور كالبشر في مرحلة ما.

لم تنتظر اكثر لتستدير ... لكن قبل ان تفتح الباب سمعت شيء اوقفها.

" لمَ فعلت ذلك !؟" كان صوت كيث وهو يتحدث بنبرة خافتة.

" اخبرك لاحقًا. " اجابه كايدن ليحل الصمت بعدها

لم تنتظر كلاريس اكثر اتدخل الغرفة و ما سمعته لايزال في عقلها .. لكن حاليا قررت تجاهله.

" تحدث !" قال اثناهما في نفس الوقت.

" لا افهم عما تتكلمان. " تجاهلهما ليشرب مِن عبوة الماء.

حدقت كلاريس و كايدن لاحدهما الآخر لعدة ثوانٍ ليشير لها كايدن بان تفعل ذلك،

" كيث .. هل تتذكر قبل عدة سنوات عندما طلبت منك معلومات عن شخص يدعى فرانك ليستر. "

توجهت عيناه بحركة سريعة الى الاعلى مِن جهة اليمين ... اي انه تذكر صورة او حدث معين.

" لا، لايرن اي جرس. "

لم تتفاجئ فهو دائمًا ما كان كاذبًا سيئا.

" الرجل الذي كان في حيينا هنا في اميريكا قبل عدة سنوات، وقتها هكرت حاسوب مكتب العقارات لجلب اسمه، ثم دخلت لملفه في مركز الشرطة ... ذاك الذي ماتت زوجته غرقاً في حوض الاستحمام و ابنه شنق نفسه هل تذكرت ام اقول المزيد ؟؟"

" اجل .. اعتقد تذكرت لمحة، لِمَ تسألين على اي حال ؟"

حاول ان يقول الامر بشكل طبيعي لكنه فشل عندما اخذ جرعة مياه ثانية مِن العبوة ... اي انه متوتر.

" كيث وقتها ذكرت شيء عن اخيه ... فرانس ليستر، لكن بعد البحث اتضح انه لايوجد اي شيء مسجل عن كونهم اخوة فكيف عرفت ذلك !؟"

صمت ولم يجبها لتتغير لغة جسده بالكامل عندما اصبح رأسه و نظره موجهٌ الى الأسفل .. تسائلت لمَ يشعر بالذنب !؟

مشت باتجاهه بهدوء حتى جلست بجانبه على السرير وهي تواجهه،

" ايضًا هنالك امرٌ آخر __"

ابعد نظره بتجاه النافذة مُتفادياً لهم ، و كانه يخبرهم بان يدعوه و شأنه او ان لاينظروا اليه.

" قلت انه كان لديه ابن وشنق نفسه ... لايوجد اي شيء يثبت ان لديه ابن فكيف عرفت ذلك ايضًا ؟"

حل الصمت لعدة دقائق .. كانت تنتظره ليتحدث فهي تعلم بان الامر ليس بهذه السهولة لانها جربته عندما ضغط عليها المحقق لاخبارهم باي شيء تعرفه.

" كيث .. احتاج لان اعلم !، الامر حقًا مهم. او ما كنت لاسألك و انت مصاب. "

بقي صامتً ولم يجبها ايضًا، قررت ان تجرب مرة اخرى معه فقد يعترف بطريقة ما، هي تحتاجه ان يقول !

" انت لاتعلم كم الامر مهم بالنسبة لي ... ارجوك."

" بل اعلم. "

نظرت له بعدم فهم ريثما كايدن صامت كعادته يراقبهما فقط، بقيت كلاريس تنظر الى كيث حتى يشرح ما يعنيه بذلك،

" اعلم بشأن فرانك، "

" اجل انه يتتبعني منذ اسبوعين .. وقد تهجم على زيرا و إلياس __" بالكاد اكملت قبل ان يقاطعها

" بل اقصد بانني اعلم ماذا فعل بكِ قبل عدة سنوات ..."

وقعت عليها كلماته كالصاعقة للمرة الثانية لهذا اليوم .. اختفت الكلمات مِن عقلها وهي تحاول استيعاب الامر ريثما في عقلها سؤال واحد ، كيف عَلِم !؟؟ ليجيبها على سؤالها مِن دون ان تسأل حتى،

" كما تعرفين انا خبير بالبرمجة مُنذ الطفولة، وفي احد الايام .. طُلب مني البحث في ملفات المدينة عن فتاة مجهولة الهوية، تدعى كريستي. "

لم تكن كلاريس مشوشة في حياتها قدر الآن .. لذا قررت ان تستمع اكثر لتفهم عن ما يتحدث بحق الجحيم !

" لم يكن لدي اي دليل ليوصلني لها سوى شكلها مِن...... شريط فيديو، تتعرض فيه للاغتصاب."

لم تصدق انه رأى ذلك حتى ! لكن كيف ؟؟؟ هذا يفسر لمَ كان يتصرف معها بِلطف و كانها صديقته ... كان يشعر بالشفقة تجاهها.

" بعد الكثير مِن البحث .. فهمت لمَ لم يستطع العثور عليها ابدًا، وذلك لانه لم يفكر بان طفلة كانت اذكى مِنه لتعطيه اسم مزيف و معلومات مزيفة عن اسماء والديها و مكان عيشها ايضا. "

انزلت رأسها هي الآن .. غريب كيف تبدلت ادوارهم لتصبح هي التي لاتريد متابعة هذا الحديث، لكن في نفس الوقت لاتزال تريد سماعه،

" اصبحت مُهتماً اكثر بلقاء هذه الفتاة ... لهذا اخبرته بانها انتقلت قبل اسابيع مع عائلتها الى اوروبا. ثُم وجدتُ عنوانها الحقيقي و ذهبت لاراها، "

حل الصمت ريثما قد اكمل قصته و كلاريس تحاول تجاهل الألم الذي في قلبها .. فقلبها اصبح ضعيف نتيجة للمخدرات منذ عمر صغير جدا لهذا تشعر بالمٍ في صدرها كُلما اتتها مشاعر قوية.

" فهمت كُل ما قُلته ... لكن الذي لم افهمه، كيف وصلت لفرانك .. و لمَ اخبرك ان تبحث عن فتاة ليريك شريط اغتصاب وهو واثق بانك لن تشكوه للشرطة !؟"

سحب نفسًا عميقًا يحاول جمع كلماته بصعوبة شديدة،

" انا هو ذلك الابن الذي شنق نفسه، و اخبرتكِ بذلك حتى لا تقلقي لاحقًا بشان هويته."

بدى و كان حِملاً ثقيلا اختفى مِن فوق صدره للتو .. لكن رغم ذلك لم يستطع مواجهة كلاريس نهائياً لينظر الى يده مِن جديد وهو يعلم بان هذه قد تكون نهاية صداقتهم.

لكنه لن ينكر بانه تفاجئ كثيرًا عندما قفزت لتعانقه مِن جديد غير قادرة على كبت دموعها اكثر مِن ذلك لتبدئ بالبكاء على كتفه السليم ... حاولت التوقف لكن شيء في داخلها كان مُتعب مِن الادعاء بان كُل شيء على ما يرام طوال الوقت !،

" انا آسف كلار، سامحيني "

" لمَ تعتذر !؟؟ انت لم تفعل اي شيء. "

مسحت دموعها مرة اخرى لتبتعد عنه وهي تعطيه احدى ابتساماتها اللطيفة،

" الماضي هو الماضي .. حاليًا علينا امساك هذان الاثنان. "

" كيث لمَ بالضبط استهدفك فرانك ؟" تدخل كايدن اخيرًا

" انا الذي بلغت عليه آخر مرة .. فعندما اطلقت عليه كلاريس و احرقت المنزل وجدتُ فرصتي لارسل بعض من الادلة التي لدي للشرطة، و بعد فترة بعد ان هرب من السجن علمت ان الامر لن ينتهي على خير ... خاصة ان كلاريس في اميركا، لهذا ارسلت جميع الملفات الاحتياطية التي استنسختها احتياطاً الى الشرطة الفدرالية بهوية مجهولة بالطبع. "

" اي ملفات ؟؟ تلك التي حرقتها مع المنزل عن عمد !؟" كانت كلاريس قد عثرت على مكتبه الذي فيه ملفات مختلفة عن عدة قاصرات، هذه الملفات كانت مثل الهواية بالنسبة له ! صور، معلومات ، اشرطة.

و هذا ما اكد لها انه من سابع المستحيلات ان يكون هذا الشخص بشرياً حتى.

" لا تقلقي .. لم ارسل ملفكِ بالطبع، فقط الفتياة اللواتي اختفين منذ فترة طويلة ولم يعثر عليهن، لهذا اراد الانتقام مني ... لا احد غيري و غيركِ يمتلك معلومات كهذه. "

اقترب كايدن هو ايضًا ليجلس على الكرسي بجانب سريره

" لكن ... ماذا عن بقية الفتياة ؟؟ الم يحققوا معهن ؟"

اعطاه كيث ابتسامة ساخرة

" كايدن ... لايوجد فتياة اخريات. كلاريس هي الوحيدة التي هربت ... و اعني الوحيدة، جميعهن تم بيعهن على الويب الاسود ولا اعتقد انهن لايزلن على قيد الحياة ! الم تتسائل لمَ لايزال يبحث عنها حتى هذا اليوم وهو يجازف بالسجن !؟"

كلاريس كانت مصدومة من هذه المعلومة .. فلم تعلم بانها كانت الوحيدة على الاطلاق التي هربت !! نوعًا ما شعرت بان الامر كله خطئها ، فربما لو بلغت عنه لما كان ليؤذي اي شخص آخر ..

" لمَ تعتقدين انه لايزال ورائكِ ؟؟، هو لا يريد قتلكِ ... هو يريد تدمير حياتِك. وليس لانكِ حاولتِ قتله و دمرتي اعماله ___"

استمعوا له بتمعن ليكمل كلامه ..

" هو يريد تدمير حياتِك لانكِ الوحيدة التي استطعتي الهرب منه، و التي هزمتيه .. اصبح مهووسًا بفكرة العثور عليكِ و تحطيمك كالاخريات تمامًا."

.
.
.

كانت جالسة في غُرفتها تفكر بِكل كلمة قالها كيث .. ففي النهاية هو كان ابن الشخص الذي يحاول تدميرها ...، لكن مجددا نفس الشخص الذي اطلق على ابنه الرصاص ليقتله !

هي لم تكن غاضبة هكذا في حياتها كلها ولم ترد تعذيب شخص لهذه الدرجة بنفس الوقت !! لم تكن تعلم بانها ستستطيع كتم غضبها تجاه فرانس اكثر من هذا !، تريد التوجه نحو وفعل كُل الامور الدموية و المجنونة في مخيلتها به ! الشيء الوحيد الذي اوقفها هو تحذير المجهول المستمر لها بان لاتفعل اي امر غبي ... وبالطبع ليس لديها الجرئة الكافية للعبث معه، فقد كونت لها حالة نفسية غريبة بسببه ...

تثق به لكن تخاف تقلباته السريعة و المفاجئة، فكونها لاتعرف مافي داخل عقله يخيفها كثيرًا ! عقله نوعا ما ... عبر مرحلة الجنون فهي واثقة انه سيفعل اي ما يريده ولا احد يستطيع ايقافه،

فالناس يضنون ان الجنون هو الغباء، لكن في الحقيقة هو الذكاء الفائق لِكل شيء حتى مرحلة فقدان العقل.

" كلاريس تعالي الى هنا !"

تحركت مِن على سريرها لتسحب هاتفها معها الى الطابق السفلي وهي تنظر لوالدتها

" ماذا ؟"

وجدت المحقق امامها ومعه خبير لغة الجسد الذي اتى سابقًا لمدرستها ... علمت فورا ان الامر لن ينتهي على خير ..... ويبدوا انها كانت محقة.

" نحتاج للحديث معكِ آنسة كلاريس. "

" بالطبع "

نزلت بقية السلم ليجلسوا في غرفة المعيشة، والدتها بقيت معهم ... فهي دائمًا فضولية جدا ليظهر زوج والدتها فجأة وهو يسأل عن هويتهم بتفاجئ

" اهلاً و سهلاً يا سادة بما نساعدكم ؟"

" انا المحقق ليونارد وهذا هو خبير لغة الجسد السيد ميلن. "

ابتسمت والدتها بتفاجئ لهذه المعلومة لتقول بحماس لاتعرف بالضبط حجم المصيبة التي اوقعت بها ابنتها.

" كلاريس ايضًا تدرس علم النفس و لغة الجسد منذ الثانية عشر، انها خبيرة جدًا لا اعرف كيف تكشف كُل شيء مِن نظرة ! "

انتبه كلاهما لهذه المعلومة ريثما كلاريس اختفت جميع الافكار مِن عقلها تمامًا ! ... لاتعرف كيف والدتها ذكية لكن بنفس الوقت بهذا الغباء !؟
حلها الوحيد الآن هو التمسك باجاباتها و السيطرة على ملامح وجهها و جسدها، و الذي هو امر ليس بالسهل ومرهق في نفس الوقت.

" حقاً !؟... "

نظر كلاهما لها الآن بشك .. رائع ! لو كانت النظرات تقتل لوجدت نفسها تحتظر حاليًا، و هذا هو معنى 'ادفنوني حيًا' الحقيقي.

" آه اجل. " هذا كل ما استطاعت قوله.

" عذرا نحتاج للحديث مع الانسة كلاريس في مركز الشرطة. "

توجهت معهم الى السيارة باستسلام .. لتصلها رسالة اخيرة قبل ان تركب في السيارة،

مجهول : تماسكي، لانهم لايملكون اي دليل حقيقي على شيء. تذكري هذا ولا تستسلمي تحت الضغط.
.
.
.

لايعلم كم كانت شاكرة لتلك النصيحة .. لانها كانت الشيء الوحيد الذي تمسكت به وتابعت تذكره كُلما شعرت بانها ستعترف تحت الضغط لتعيد انكار الامر.

" آنسة كلاريس .. فرانك في الغرفة الثانية وقد اعترف لنا للتو بانكِ احدى ضحاياه، لابأس نتفهم الامر ... اتفهم بانكِ فقط خائفة مِن قول الحقيقة، لتتجاهلي فقط كُل شيء و تتابعين حياتكِ __"

صمت وهو ينتظرها ان تصحح له .. فهذه طريقة اخرى لاخراج الحقيقة، ان تتظاهر بمعرفة نوايا الشخص و سبب فعل الشخص لِما فعله، وتنتظر حتى يصحح لك الشخص الآخر اي معلومة مِن ما قلته. و عادة الامر ينجح .. في الواقع كاد ينجح على كلاريس غير انها تذكرت بان المجهول قال بانهم لايمتلكون اي دليل ... لذا دعت ان يكون محقًا.

" كما قُلت سابقا ... انا لا اعلم اي شيء عن اي شخص يدعى فرانك، وقد سمعت عنه عندما اخبرتموني فقط قبل عدة ايام. "

استمروا بالضغط عليها بالطرق المختلفة و اكثرها استفزازا .. لكن معه هذا تشبثت باجابتها، و كما اتضح كان محقًا لانهم تركوها تذهب اخيرا
فليس لديهم اي دليل حقيقي.

ضنت ان الجزء الاسوء قد انتهى ... لكنها كانت مخطئة للغاية ! تمنت لو انها بقيت في مركز الشرطة !!

فعندما عادت الى المنزل وجدت ماريآن امامها ... و مع مَن ؟؟ مع اختها زيرا، و إلياس كان لايزال في المشفى. اليس فقط يومًا جميلاً !؟

" اهلاً ، كيف حالكِ ؟"

تقدمت نحو ماريآن لتسلم عليها .. لو لم تكن موجودة لكانت تجاهلت اختها، لاتعرف حتى كيف هما من نفس العائلة !! مختلفتان لكن يكملان بعض بطريقة غريبة ... وكلاريس نوعا ما شعرت بالغيرة مِن هذا التواصل كونها دون اخوات او اخوان.

" بخير ، كيف ايطاليا ؟ سمعت بانكِ تعملين على مشروعكِ الجديد هناك. "

" كيف علمتي ؟ لا احد علم بعد بمشفى السرطان. "

ابتسمت كلاريس .. فكما توقعت كان حقًا يتتبعها لم ترَ في حياتها شخصًا لايزال يحب نفس الشخص لسنوات دون ملل او تعب !!

" لدي مصادري .. مبروك بالمناسبة، "

" آه، شُكرًا لكِ .. سمعت عن ماحدث لزيرا و إلياس، ماذا يحدث ؟"

جلست كلاريس معهم وهي تشرح لها الامور الرئيسية فقط، تتمنى ان يمر الامر على خير فزيرا فضولية جدا .. ولا شيء سيمنعها مِن تجاوز خصوصيتها، بالطبع كونها لن تغلق فمها ابدا ستخبر والدتها باي تفصيل صغير .. و والدتها لو علمت باي شيء ... ستصبح كلاريس في نشرة الاخبار اليوم الثاني.

رأت فرانس قادم اليهم لتجلس بصمت فورًا ..

" اطمأنتي على كيث ؟" قال مخاطبًا لها

" اجل فعلت، انه بحالة مثالية سيتحسن قريبًا. " من دون شعور خرج الامر بنوع من الحدة.

" مسكين .. اعتقد انه سيستهدفونه من جديد ولن يعيش كثيرًا فهو مصابٌ بالفعل. " قال بنبرة خبيثة .. لا احد لاحض سوى كلاريس و ربما ماريآن عقدت حاجبيها تمرر الجملة في عقلها لفهمها اكثر.

" سيعيش لاتقلق. "

اعطاها نظرة غريبة ليغادر ... وبعد عدة دقائق فقط قامت بلحاقه حتى لاينتبه احد، توجهت نحو غُرفتهما التي لم تدخلها سوى نادرًا، امها كانت غي المطبخ اي انه هناك وحده.

موجة مِن الغضب سيطرت عليها .. المجهول قال ان لاتثير انتباهه لكنها ستجازف لانها لاتحتمل ذِكر اسم كيث على لسانه، دخلت الغرفة و اخرجت السكين الاحتياطي من اسفل ثيابها .. نظر اليها بغرابة وهو يسألها عن ماتفعله هنا وحدها ..

لكنه لم يلحق اكمال جملته قبل ان تدفعه الى الجدار وهي توجه السكين نحو رقبته تمامًا .. قربته جِدًا لدرجة ان رقبته اصبحت حمراء وكادت تنزف لتنظر الى عينيه تمامًا ..

" الآن استمع لي يا سافل ... ان اقتربت مِن كيث من جديد ساقوم بقطع رأسك هل تفهم !؟"

لم يجبها ونظرة التفاجئ سيطرت عليه

" هل فهمت !؟؟؟ ساحرقُك حيًا وهذه المرة لن تنجو كاخيك. "

ثوانٍ لتتبدل نظرته الى الاستمتاع وهو صامتٌ تمامًا ..

" لم يكن عليكِ فعل هذا .. كان عليكِ الاختباء كالفأران مثل كُل مرة. "

جرحته قليلاً بغضب لتبتعد عنه وهي تخرج باسرع ما يمكنها و قلبها بدء يدق بجنون .. عادت للجلوس مكانها مع البقية فهي تشعر بالامان هكذا اكثر حاليًا ..

عليها ان تكون حذرة عند التحدث مع كايدن او عند فعل اي شيء ... و غرفتها يجب ان تبقى مُقفلة طوال الوقت، قاطع افكارها صوت الهاتف لتقوم برفعه فورا وهي تتحقق من الرسالة،

مجهول : هؤلاء الملاعين احضروا مذكرة تفتيش !، اخفي كُل الادلة التي في غرفتك او احرقيها.

مجهول : تحركي، فورا !!

تحركت كلاريس من فوق الاريكة بشكلٍ مفاجئ لفت انتباه الاختين لتبتسم بتوتر

" عُذرا ... علي الذهاب للحمام. "

صعدت الى غرفتها ببطئ حتى لا يشكوا، و ما ان وصلت حتى اقفلت الباب برعب .. كان الضغط عليها كبيرا جدا لدرجة انها نست ماذا تفعل تحديدا .. رمت هاتفها على السرير لتقوم باخراج الصندوق مِن اسفل السرير لا تعرف ماذا تفعل به، حملته بهلع في الارجاء حتى اتتها رسالة ثانية لتقوم بترك العلبة وهي تتوجه نحو هاتفها مِن جديد

مجهول : اخرجي جميع دفاترك المجنونة وضعيها في حقيبتك المدرسية، لن يشكوا بها.

" تبا انه ذكي !"

فعلت ما طلبه منها لتخرج جميع دفاترها من الصندوق و وضعتهم في حقيبتها المدرسية .. ثم استدارت للأسلحة لا تعلم ماذا تفعل بها !!

سمعت صوت رنين هاتفها لتجيب على اتصاله بسرعة فلا تنكر انها في امس الحاجة للمساعدة حاليًا !

" مزقي جهة مِن فراشك و ضعي السكاكين فيها. "

جلبت مِقص لتمزق الجهة التي بجانب الجدار ثم وضعت جميع سكاكينها فيها ، جلبت المسدس و كانت ستضعه ايضا لولا انه اوقفها فورًا.

" لا تضعيه لانه ثقيل جدا وقد يعثروا عليه، "

انه محق .. سكاكين نوعًا ما مقبولة، لكن هي لاتزال قاصرة اي لو عثروا على المسدس ستحاكم دون سؤال !، قامت بخياطة الشق بسرعة كبيرة ثم غطته بالغطاء باحكام.

" ماذا سافعل بالمسدس !؟"

صمت للحضات وهو يفكر ايضًا بمكانٍ مناسب لن يفكروا به،

" وجدتُها !، ضعيه في كيس بلاستيكي .. و احرصي على انه سليم تمامًا !"

اخرجت كيس بلاستيكي من دولابها و وضعت فيه السلاح بخوف .. على ان يصلوا في اي لحضة !

" اذهبي للحمام. "

" هل انت جاد !؟ اين ساخفيه في الحمام !؟؟"

" فقط افعلي ذلك !!"

قررت الوثوق به كون عقله بوضوح يعمل افضل منها حتى مع جنونه !، لتخفي الكيس البلاستيكي تحت ثيابها وهي تتوجه نحو الحمام مُقفلةً للباب وراءها.

" افتحي خزان المياه في المرحاض، وضعيه به .. تاكدي ان الكيس لايسرب مياه او سيتعطل السلاح."

" تبا، من اين اشتريت عقلك !؟"

لاتصدق انها قالت ذلك حتى .. لكنها سمعته يقهقه قليلاً، قبل ان تعود لوعيها و هي تفعل ما قاله و تتاكد بان الكيس محكم الاغلاق تمامًا !

" تبا، نسيت الصور !!"

" كلاريس الصور مجازفة من نوع آخر، احرقيها فورًا. "

ترددت في فعل ذلك وهي لاتزال واقفة مكانها،

" لكن __"

" عليكِ نسيان الامر .. تلك الصور لن تساعدكِ بشيء، احرقيها او انا سانشرها بنفسي غدًا ! اختاري ايها افضل !؟"

" حسنًا .."

توجهت نحو غرفتها و اخذت الصور الى سطح المنزل لتحرقها هناك .. نظرت اليها لآخر مرة و دموعها على وشك الخروج مِن جديد ، اخرجت القداحة بتقزز وهي تحرقها واحدة تلو الاخرى، تاكدت انه حتى الغبار اختفى من اعلى السطح لتعود الى غرفتها و الجميع ينظر لها و كانها مجنونة فجأة .. بعد جولتها الغريبة في المنزل،

" الآن ماذ___ تباً، تباً، تباً !!! نسيت السيف !! اين ساضع السيف !؟"

هذه المرة لم يفكر كثيرًا ليصدمها باجابته لاول مرة .. فهو لم يستخدم لغة كهذه معها نهائيًا !

" ضعيه في مؤخرتك !، هل كان بهذه الاهمية ان تشتري سيف ياباني !؟؟ "

" اولا انه تراث عائلي !! اجل هو مهم، ثانيًا لاتستخدم الفاضك البذيئة معي او ساريك ماذا سافعل بك بهذا السيف الياباني !"

لم يستطع منع نفسه مِن الضحك .. تسائلت كلاريس ان كان يستطيع تأجيل جنونه قليلا !! قد يصلون في اي لحضة و هو يضحك.

" لاحقًا اضحك علي حتى تختنق و تموت، الآن ساعدني !!"

" لا اعلم لمَ ادخل نفسي رغم انها مشكلتكِ وليست مشكلتي حتى !"

خافت كلاريس من انفصام شخصيته الآن في هذا الوقت بالذات ! لكن حمدا لله اصبح رحيما اكثر معها هذه الفترة .. تتسائل ماذا سيطلب منها لاحقًا لدرجة انه اجبر نفسه على مساعدتها.

" ادفنيه في الحديقة ؟" كان في الواقع اقرب للسؤال من الحل.

" الن يسألوا لمَ احفر بالحديقة في منتصف النهار !؟ هل تريد ان يرسلوني لمشفى الامراض العقلية ؟؟"

" اذن .. قولي انه قطعة فنية او ما شابه، لانهم لن يمنعوا التحف. "

" هذا ليس الامر ... اخاف ان وجدته امي سترميه."

" حسنًا ... ضعيه في غرفة إلياس. "

" انت محق !! لن يعلموا انه لي. "

توجهت نحو غرفته حيث حقائبه لاتزال في مكانها .. فتحت احدى حقائبه الكبيرة وهي تبعد ثيابه قليلا، كانت ستضع السيف لولا انها وجدت ادوية غريبة ملونة الشكل ...

عرفتها بسرعة، انها تسمى ' مولي ' ( Molly) انها من اشهر المخدرات في الولايات المتحدة .. الم يكن على حافة الموت المرة السابقة ؟؟
ارادت اعادتها الى مكانها لكن في نفس الوقت تريد اخذها فهذا الغبي ينتحر، الغريب ان عائلته كانت مثالية ... لديهم مشاكل كاي عائلة اخرى، لكن امه تعامله بلطفٍ بالغ، و والده اعطاه الحرية المطلقة لفعل ما يريد !

هل مِن المعقول ان اصدقاء السوء فقط اثروا عليه ؟؟ الامر غير منطقي ... بدء يدخن مُنذ الثالثة عشر، ثم بالشرب ثُم تطور الامر للمخدرات عند الرابعة عشر، لم تسأله يومًا لان إلياس لا يتابع يومه بشكل طبيعي لو لم يكذب بشأن امر على الاقل اربع مرات في اليوم ... لهذا خافت ان تسأل و يخرج لها بِرواية درامية اخرى تستمر لساعات، الآن فقط لاحضت كم هو عبارة عن فوضى. نوعا ما تشعر بالشفقة تجاهه ..

" هذا الهدوء لا يعجبني .."

" لاشيء مهم، "

وضعت السيف بسرعة و اغلقت الحقيبة لتخرج مِن الغرفة، تشعر بالارتياح بعد ان انتهت اخيرًا ... الآن عليها ان تصلي بان لا يجدوا السكاكين.

" الم يتأخروا ؟ فالطريق ليس طويلاً هكذا. "

" اجل هذا لانني اخبرتكِ عند طلبهم لاذن التفتيش .. لتلحقي على اخفاء كُل شيء في غرفتكِ المجنونة، انا سمعت بهواية تجميع الكُتب، الاقراص المدمجة، مجوهرات، تحف ، طوابع ! ...

لكنها اول مرة ارى شخصًا يجمع الادلة التي قد تدخلهم للسجن صراحةً."

ضحكت وهي تتوجه للمطبخ تحت انظار الجميع .. ماريآن ستشك بها مؤكدًا بعد حضور عناصر الشرطة، لكن الخبر السار انها لاتتدخل في ما لايعنيها عادةً على عكس زيرا.

" ماذا افعل .. الحياة العادية مُملة، احتاج لهوايات مختلفة، انت ما هواياتك ؟"

كانت ترجوا ان يقول اي معلومة مفيدة .. لكنه كالعادة حذرٌ جدًا ولا يُخدع بسهولة،

" محاولة جيدة ...، للمرة القادمة. "

" انا اعلم ما هوايتك__"

بقي صامتً ينتظرها ان تكمل، لكن لا ضرر من التكلم معه قليلاً .. على الاقل لتستكشف ما في داخل عقله هذا الذي لم تجد اكثر جنونًا منه.

" هوايتُك التحكم بالآخرين .. لكن قد اقول بانه ربما، تحب السفر ؟؟"

" مثير للاهتمام .. ماذا بعد ؟"

شعرت بالسعادة لهذا التقدم الصغير، لتخرج فاكهة مِن الثلاجة ثم تغسلها بعناية ... هي نحيفة لدرجة غير صحية نهائيًا، لكن قد يتفاجئ الكثير عِندما يعلمون بان تحاليل دمها كانت جيدة جدًا.
حرفيًا ... الطبيب قال بان دمها افضل مِن دم والدتها.

كيف !؟؟ لا احد يعلم.

" ساقول بانك ... مِن محبي الكتب، "

" بالفعل ! .. ماذا ايضًا. "

الاشخاص الهادئون هم اكثر العقول صخبًا .. لذا عليها التفكير باكثر الصفات الغير المتوقعة،

" انت هادئ لدرجة كبيرة ولا تجذب الانتباه لك كثيرًا، ... مع جنونك كله انت وفيٌ جدًا للمقربين منك حتى ان كانوا قليلين كثيرًا "

" مثير للاهتمام، كيف تتخيلين شكلي ؟"

" شعرٌ بني .. و اعين سوداء مِثل روحك."

تمنت ان يوافق لتعرف على الاقل شيء عنه، اخذت تفاحة و اكلتها ريثما تنتظر عناصر الشرطة .. في هذا الوقت عليها معرفة اشياء قدر المستطاع عنه،

" ماذا عن الطعام ؟ "

" ساقول تفضل الشوكولا الداكنة، طعامك صحي على عكس ما يتوقعه الآخرون .. تفضل طعام المنزل ربما ؟"

" استطيع ايجاد مكانٍ لكِ في الاستخبارات ان احببتي. "

" لازلت لم ترَ نصف قدراتي بعد !"

نوعًا ما لم تكن تمزح معه .. ايجاد المعلومات هو هوايتها المفضلة، طُرُقها لفعل ذلك تكون عبر افكار شيطانية لاتخطر على عقل اي شخص .. لا كذبة مطلقًا تمر عليها سواء في الواقع او على الشبكة الالكترونية.

" لقد وصلوا، متاكدة لم تنسي اي شيء ؟"

" لا اعتقد. "

ثوانٍ ليعلى صوت الجرس في انحاء المنزل .. مع انها قد اخفت كُل شيء لكن قلبها لايزال ينبض بجنون من خوفها، الغريب انهم يشكون بها وكانهم يملكون شيء ضدها !

سمعت صوت والدتها تفتح الباب لهم تتكلم مع ليونارد ومعه اشخاص آخرون.

" اهدئي .. فانتِ لم تفعلي اي شيء خاطئ. "

وبهذا تركها بمفردها ليغلق الخط ؛ بعض الاشخاص قد يقولون بان كلامه عبارة عن هراء .. لكن في الواقع عِندما تخبر و تحاول اقناع نفسك بهذا عقلك الباطن سيعكس هذا على تصرفاتك، قد لا تلاحض حتى وتعتبره صدفة .. لهذا يقولون ان لاتستمع لكلام الاشخاص الذين يحبطون معنوياتك لان كلامهم سيُعكس عليك حقًا.

" انا لم افعل اي شيء خاطئ. " همست الجملة لنفسها مِن جديد لتنهض متوجهة نحو الباب .. حيث ماريآن هي الوحيدة التي وقفت فقط ولم تتوجه نحو الباب .. تراقب بصمت.

" لدينا امر بتفتيش المنزل. " رفع الورقة لتراها والدتها لتبتعد عن الباب اخيرًا

" اه ... اجل ، اجل تفضلوا. "

دخلوا لتنتشر عناصر الشرطة في ارجاء المنزل .. اما المحقق ليونارد فامسكته كلاريس من ذراعه قبل ان يذهب معهم

" عُذرًا .. لكن هل هنالك امرٌ ما تخفونه عنّا ؟"

صمت و بدى مُترددا لاجابتها للحضات ..

" نحن نستحق ان نعلم. "

خرج لسيارته يبحث عن شيء .. ثُم عاد الى الداخل مُجددًا و بيده ملف ليسلمه لها ؛ خافت ان تفتحه على مايوجد في داخله ..

" افتحيه. "

فتحته لتضهر لها ورقة بيضاء .. في البداية لم تفهم ولا حرف مِنها وتشتت باقي عقلها على وقع تلك الكلمات .. مِن اثر صدمتها و احتيارها لم تنتبه انها كانت تبتسم اثناء قرآءتها،

" ما هذه !؟" لوحت بالورقة في وجهه

" انه اعتراف فرانك ليستر .. و الذي يقول فيه بانكِ ساعدتيه في عمليات الاختطاف و القتل ؛ قبل ان تطلقي عليه النار كمحاولة لقتله و احراق منزله بعدها. "

نسيت كُل ما تعرفه عن التحكم بردات فعلها ليُفتح فمها جُزئيًا دون ان تدرك ذلك .. لم تصدق ما سمعته للتو ! بعد كُل شيء ... يتجرء على توريطها معه !!؟

" ابن ال***** " خرجت دون وعي من فمها ..

" انت لست جاد اليس كذلك !؟؟ ... انه مشتبه بعمليات قتل و اختطاف !! ستصدق هذا الهراء الذي يقوله !؟"

" في الواقع لا، فمع القليل مِن البحث .. وجدنا هذه في سجلات كاميرات المراقبة للمنطقة، في نفس الليلة التي تعرض وقتها لطلق ناري. "

عاد نظرها للملف لتجد شيء آخر في داخله .. او بالاحرى صورة ؛ تعرفت فورًا على جسدها المغطى بالكامل بالمعطف، اضافة الى ان وجهها غير واضح بالكامل لانه منتصف الليل اضافة الى ارتدائها لقلنسوة المعطف.

لا تصدق حتى كم هي غبية لعدم الانتباه لهذه الكاميرا في المنطقة ! .. الآن لاتعلم حتى هل تؤكد الامر ام تنكر كونها نفس الفتاة !؟

اذا اكدت الامر قد تتخلص منهم، لكن في نفس الوقت سيكتشوف كذبها بابسط دليل يثبت توجهها لمنزله كونها لا تعلم كم كاميرا بالضبط كانت في المنطقة !

و اذا انكرت انها نفس الفتاة، ايضًا ابسط دليل سيوقعها اذا كانت هنالك كاميرة اخرى تُظهر وجهها بالكامل ... لهذا تتسائل ما العمل الآن !؟

" هل هذه انتِ او لا آنسة كلاريس ؟" توترت لتفتح فمها بتردد على ما ستقوله بالضبط ..

كانت ستؤكد ذلك دون وعي .. قبل ان يجذب انتباه جميع مَن في المنزل صوت هواتفهم ترُن، و صوت التلفاز الذكي يعمل بمفرده و عودة عناصر الشرطة الى قائدهم ريثما يتفحص الجميع هاتفه بتشتت ..

" لا اسم .. " قال ليونارد ليوافق الجميع ريثما تجمدوا في اماكنهم تمامًا.

اشتعل مُكبر صوت كلاريس في الطابق الثاني ايضًا .. بالطبع على اكثر اغنية صاخبة ليتشتت انتباههم اكثر و اكثر فقط !!

و في هذه الاثناء عِندما لا احد كان منتبهًا، وصلت لكلاريس رسالة لتفتحها بسرعة بعد ان تاكدت شكوكها عن من فعل ذلك

مجهول : انكري الأمر، لايملكون غير هذه الصورة.

كلار : متأكد !؟؟؟

مجهول : مئة بالمئة.

انزلت هاتفها قبل ان تنتبه لوالدتها التي تُحدق بها بعد ان انتبهت عليها دون ان تلحض كلاريس،

" ما الذي تفعلينه !؟ "

و هذا جذب انتباه ليونارد ايضًا .. ليقوم بخطف الهاتف مِن يدها بِسرعة قبل ان تتمكن من فعل اي شيء .. الرعب هجم عليها فورًا وقلبها كاد يتوقف تمامًا عندما امسك هاتفها بيديه،

شكت انها ستفقد وعيها مِن الخوف .. ليصدر جهازها صوتً بنفس الثانية يعني انه اقفل !! شكرت ربها الف مرة في داخلها مُستعيدةً السيطرة على نفسها من الوقوع ارضًا .. اخذت نفسًا بهدوء حتى تعدل نبضات قلبها،

" ما الذي حدث لهاتفي !!" قالت بغضب مُصطنع

" مع من كُنتِ تتراسلين !؟" سألت والدتها بصرامة

" كُنت احذف الفايروس مِن على هاتفي قبل ان يسحبه السيد المحقق مِن يدي !! رائع، الآن تم اختراقي بنجاح في اللحضة الاخيرة !"

حاول إعادة تشغيل الجهاز .. لكنه فقط لم يعمل !، ارادت كلاريس حاليًا تقبيل يديه على ما فعله ، عليها جديًا التفكير بطرق لاقناعه بتعليمها كُل هذا في اقرب وقتٍ ممكن ؛

" آه .. اعتذر لهذا، سنصلحه في المركز__"

" لابأس، اعطيني هاتفي سافعلها بنفسي .. قبل ان اقاضيكم. "

سحبته مِن يده وهي تضعه في جيبها بِسرعة .. عاد كُل شيء ليصبح طبيعيًا مِن جديد ، الفرق الوحيد هو انهم الآن اخذوا احد الهواتف لخبير اجهزة لديهم ليكتشف مصدر الاتصال ... نوعًا ما شعرت بالندم لهذا، فهو ساعدها و تأمل ان هذا لن يتسبب له بِمُشكلة.

بعد ان حدث هذا .. اتصلوا بالسيد ميرال ليأتي فورًا و اخبروه بِكُل شيء، توجه نحو رجال الشرطة في الطابق العلوي ليرى ما يفعلونه ..

" الآن آنسة كلاريس ... هل هذهِ انتِ ام لا ؟"

حدقت بالورقة قليلاً لتقول بِكُل ثقة ... و التي ليس لديها اي فكرة من اين جلبتها، فماذا لو كان يحاول ايقاعها عن عمد وقد اعطاها جواب مزيف !؟ لا تملك ادنى فكرة سوى ان هذا املها الوحيد فهي في الحالتين ستقع .. ان لم تستمع له ستعطيهم جوابًا ليست متاكدة منه ولو اعطاها هو جوابًا خاطئًا ايضًا قد تدخل السجن .... لذا قررت ان تجازف مع ثقتها بالآخرين مِن جديد،

" لا، ليست انا .. ولا املك اي فكرة صراحةً كيف انتم متاكدين هكذا مئة بالمئة انها انا و اتيتم لتفتيش منزلي. اعني جديًا انظروا اليها ... عليكم الاشتباه بالملايين مِن النساء في اميريكا كونها قد تشبه الكثير في هذه الحالة. " سخرت منهم عمدًا وهي تسترخي تمامًا

" اجل .. لدينا المزيد من السجيلات لكن لم اجلبها معي،  "

في هذه الحالة هو الذي كان يكذب .. يستطيع اخفاء ذلك بشكلٍ جيد لكن مع هذا لو حقًا صحيح كلامه لكان جلب لها صورة واضحة كما يدعي و لكان القى القبض عليها كون لديهم دليل.

" هذا جيد ... اذن انتم تعلمون بانني بريئة كونكم حصلتم على صور واضحة لوجه الفتاة !" قالت بسعادة مُصطنعة.

" هل انتِ مُتأكدة من هذا ؟" قال بابتسامة جانبية و كانه مثلاً يحاول ايقاعها .. دون ان يعلم بان هذا لايمر عليها بسهولة كونها تقراء افكاره بسهولة .. بسبب ادراكها على ما يدرسونه اغلب الوقت لاستخراج الحقيقة.

" اجل بالطبع، مئة بالمئة. " قالت بشكلٍ طبيعي تمامًا

هذا كان جوابها النهائي ليبتعد عنها اخيرًا بعد ان فشل .. وقد اثبت فشله عِندما لم يعثروا على اي شيء نهائيًا او على الاقل ضنت ذلك ..

كانت بمزاجٍ جيد لانهم خرجوا من منزلها اخيرًا .. حملت هاتفها تحاول تشغيله لتقوم بشكره على الاقل، فبِلنسبة لها عائلتها حتى لم يفعلوا شيء كهذا من اجلها سابقًا !

لم تلحق ان تتصل به حتى قبل ان يظهر السيد ميرال امامها تمامًا من ما فاجئها قليلاً .. فهي لم ترُ مثل هذه النظرة في عينيه

" عثرت على هذه في غرفتك تحت السرير. " رمى الدفتر في وجهها ليقع على الارض وهي تُحدق به بصدمة ... لقد وضعته في الحقيبة هي متاكدة مئة بالمئة من هذا !!!

حدقت وراءه لتجد فرانس واقِف مع ابتسامة خبيثة ورائه بقليل ... لابد انه كان هو، لم تتوقع ان يفعل امر كهذا، لكن كيف عَلم بمكانه !؟؟؟

علمت انه من الافضل ان تغلق فمها كون جرائمها كلها في هذه اللائحة الشيطانية .. سحبت نفسًا عميقًا مستعدةً للاسوء ريثما جميع من في المنزل اتى ينظر ما الامر حتى يصرخ السيد ميرال هكذا !!

" ما الامر !؟ ماذا فعلت ؟؟" اتت والدتها فورًا اول الاشخاص تقف امامها بصرامة ... رائع فالسيد ميرال لا احد يتدخل لايقافه عندما يغضب من شخص.

" انظري يا مدام الى الذي تفعله ابنتكِ في الخفاء !"

اشار لها على الدفتر لتحمله بيديها وهي تتفحص اوراقه وقد بدت عليها الصدمة

" ماذا يحدث ما الامر !؟" تدخلت زيرا هي ايضًا فيجب عليها ذلك او ستموت ان لم يلاحضها احدهم كُل دقيقتين.

وقفت بجانب والدة كلاريس تقراء ما كُتب فيه من امور ... و بالطبع كما تعودت كلاريس طوال حياتها باقل موقف لا احد آخر من العائلة سيتدخل للدفاع عنها نهائيًا .. هؤلاء الثلاثة سيهاجمونها وهي ستبقى صامتة و الآخرين سيشاهدون الامر مِن بعيد.
لاتنكر ان شعور قاتل بالوحدة هجم عليها .. لكن مع هذا ستتعامل مع الامر ككُل مرة، وهذا سينتهي قريبًا لتعود لغرفتها ولا احد سيزعجها هناك .. عليها فقط ان تحتمل هذه الدقائق.

" انتِ مَن قام بنشر صوري قبل ثلاث سنوات !؟؟ " صرخت زيرا بغضب

" اجل في الواقع انا لم افعل ذلك، تركتُ حبيبكِ يفعل ذلك بنفسه ولم اتدخل مع علمي الكامل .. ولستُ نادمة لانكِ ببساطة استحققتي ذلك. "

تعلم انه ليس الوقت المناسب للحديث لكنها حقًا لاتستطيع منع نفسها مِن ذلك كونها تذكر انه في ذلك اليوم قامت بِسرقة دفترها و احرقته امامها بعد ان واجهتها بذلك.

قد تسامح اي شيء .. لكن احراق كلماتها الغالية عليه عقاب شديد ولن ترحم ابدًا للشخص الذي يفعل ذلك.

" لا تتكلمي هكذا معي، فهمتي يا حثالة !؟"

" لقد خرجتي للتو مِن المشفى .. يبدوا انكِ تريدين مني اعادتكِ له باعاقة دائمية. " اول مرة تهاجم هكذا في حياتها لكن الامر يستحق كُل حرف .. لا تستطيع ان تصمت اكثر عن الامر او ستحرقهم كُلهم مع المنزل احياء.

لم تكن كلاريس تتخيل الذي ستفعله زيرا بحياتها في هذه اللحضة .... لقد صفعتها بِكُل جرئة، ...

بقيت كلاريس مُتجمدة في مكانها غير مُصدقة للذي حدث للتو ... ولم تسيطر حتى على الانفجار الذي حدث في داخلها و الذي دفعها لِلكم زيرا بِكل قوتها لتقع هذه الثانية على الارض اثر ذلك ..

فكلاريس تدربت على الملاكمة لفترة مع الفنون القتالية المختلفة .. اي ان قبضتها ليست بالامر السهل، كان عليها لكم قبضتها في الجدار لفترة حتى يعود عضم يدها للوراء ولا يؤلمها عند لكم احدهم، الامر لم يكن سهلاً فقد مرت عليها ايام ادمت فيها يدها من شدة الألم .. لكن في النهاية اصبحت قبضتها حديدية تقريبًا و تَكسر فك اي شخص.

بثوانّ حتى اصبح الجميع تقريبًا حول زيرا يساعدونها على النهوض ... ان كان هنالك ما تكرهه في كُل هذا الكون هو المدللين ، هي طلبت شجار ! لتكون على الاقل قدر التحدي !!

" مَن العاهرة الآن !؟؟ ما الامر صغيرتي ستبكين ؟؟ ان لم تكوني قدر تلك الصفعة لا تتجرئي على الوقوف امامي مُجددًا تفهمين !؟؟؟" صرخت بغضب بعد ان فقدت كُل ذرة سيطرة على النفس تمتلكها ! و كان وحشًا انفجر في داخلها للتو .. في حياتها كُلها لم تتصرف هكذا و الامر بدء يعجبها نوعًا ما ..

" ابتعدي عنها !!" صرخت والدتها بها وهي تدفعها بعيدًا

" مِثل والدكِ ... كما كان سافل اصبحتِ مثله رائع !" قالت بغضب و كانها ستجرحها مثلاً ... هي لاتعلم بان هذه المرة لن تصمت كالمعتاد

" اشرف منكِ !، على الاقل لم يبع جسده و ابنته مثلكِ. "

كانت كلاريس ستفقد عقلها تمامًا اايوم عندما صفعها هي ايضًا بكل جرائة !!! ... لم تستطع منع نفسها لتقوم بدفعها باقوى ما لديها

هذا لاشيء .. فكانوا يتشاجرون كثيرًا و شجاراتهم كانت عبارة عن حلبة مصارعة، كلاريس لن تتردد بمهاجمتها ولا تهتم لهراء 'احترمي والدتكِ ' والدتها لم تحترمها قط لتفعل هي نفس الشيء.

اصلاً والدتها ماتت عندما مات والدها .. بعد ان اصبحت تبيعها لاي فرصة من اجل الحب، بالتحديد بعد ان عثروا على الوصية التي كتبها والدها ..
حيث عشرون بالمئة فقط لوالدتها و ثمانون بالمئة لكلاريس وحدها بعد عبورها لسن الثامنة عشر !!!

والدها كان يمتلك اشهر شركة مُحاماة في المانيا، حيث كان يعمل في قضايا ارهاب و قتل، لهذا نصف مجرمي العالم ارادوا قتله كونه ادخل نصفهم للسجن، فهو يقف مع الحق و كان ضدهم دائمًا .. ولاتزال الشركة تُدار على يد اخيه، اي تستطيع اخذ الشركة بعد عمر الثامنة عشر في اي وقت .. او تجلس في مكانها و نصف المبلغ ياتي اليها بشكل اجباري.
الامر الوحيد الذي يدفعها لعدم قتل نفسها هو باملها للابتعاد عن الجميع و عن هذا الكابوس بعد عبورها للسن القانوني،

بقدر ما احبها والدها و حاول حمايتها و الحفاض عليها اراد ضمان مستقبلها ... و كانه كان يعلم بان لا احد سيرحمها، عاشت حسب نصيحة واحدة اعطاها لها يومًا ..

اخبرها بان ' تكون لطيفة و متفاهمة دائمًا، فالجميع يحارب بمعركته الخاصة وقد يحتاجون لابتسامة و قلب دافئ ليرتموا له. '

نزلت دمعة من عينها دون ارادة وهي تنظر للسيد ميرال الذي امسكها من معصمها بقوة ..

" بعد ان ننتهي من امر فرانك .. اريدكِ خارج المنزل ولا اريد رؤية وجهكِ في اي مكان قريب، لايشرفنا وجود شخص مثلكِ في عائلتنا بعد الآن.
احترمناكِ فقط لذكرة والدكِ، لكن حتى هو لايتشرف بكِ كابنته. "

" هذا يكفي !" قالت ماريان بنبرة جادة وهي تتدخل.
تركها بعد ان اصبحت ذراعها حمراء تقريبًا مع هذا لم تهتم للالم .. فقط وقفت هناك لتقوم ماريآن بسحبها بعيدًا عنهم الى الغرفة .. لتقفل الباب وهي تعطيها كوب ماء .. مع ان يدها كانت ترتجف من انفعالها الى انها امسكته بصعوبة،

" اهدئي، هم دائمًا هكذا وتعلمين ذلك لذا لاتهتمي."

جلست بجانبها لاتعرف ماذا تفعل .. فماريان لم تكن جيدة مع مشاعرها ولا تعرف كيف تتعامل في هذه المواقف، كلاريس فهمت هذا وقد شكرتها لانها اخرجتها من هناك مع هذا .. تمنت لو كايدن معها الآن، ... بنفس الوقت لاتستطيع الاتصال به لانها تشعر بانها ازعجته في مافيه الكفاية.

" ساذهب لتفقد كيث، تاتين معي ؟ .. سيفرح بزيارتك لان لا احد زاره سواي و المدعوة امي تحت ؛ كما انه كان مُهتمًا كثيرًا بمشروع السرطان و اخبرني كم ابدى اعجابه بالفكرة ، ما رأيكِ ؟"

مع انها تريد فقط معانقة كيث كونه صديقها الوحيد مع كايدن الا انه سيفرح حقًا بزيارتها ... فهو من النوع الذي يشعر بالوحدة اذا بقي لوقت طويل بمفرده، خاصةً انه مصاب ولايوجد اي احد بجانبه.

" آه ... حسنًا، لحضة لارتدي شيء و نذهب "

" انتظِركِ في السيارة. "

نزلت كلاريس الى الاسفل كونها لاتزال في ثيابها منذ الصباح لتتوجه نحو السيارة متجاهلةً للجميع، وهم فعلوا نفس الشيء ؛ لاحقًا اكتشفت كلاريس بان السيد ميرال سحب الحِماية و السائق الخاص كدليل انه لايهتم بعد الآن لما يحدث لها ..

لحسن حظها ان ماريآن تعرف كيف تقود لهذا هي قادت الى المشفى بعد ان شغلت الجي بي اس لمكان المشفى .. وصلوا و توجهوا نحو غرفته،

كما توقعت كلاريس كان يلعب بطعامه بِملل وهو صامت .. تعرفه عِندما يبدء بالشعور بالوحدة هكذا، فتحوا الباب ليجذبوا انتباهه فورًا !
عادت ابتسامته ما ان رأى ماريآن ليترك طعامه وهو يراقبها تجلس على الكُرسي بجانبه ..

" حمدًا لسلامتك. " قالت بهدوءها المعتاد لكن مع ابتسامة صغيييرة جدًا

" انظر مَن اتى اليوم مِن ايطاليا !" 

ابتسم لكلاريس ايضًا و التي قامت بمعانقته قبل ان تجلس هي ايضًا بجانبه على الكرسي الثاني

" انظري ماريان ! اخبرتكِ انه احمق .. ارأيتي لا يأكل و هو مصاب بطلق ناري ! اخبريه اخبريه عن ما يحدث لجسده دون طعام بِحالة فقدان الدماء بكميات شديدة !" قالت بتأنيب

و الامر نجح بدأت ماريان تشرح له اهمية ان ياكل طعامه،

" اجل .. كتفي يؤلمني قليلاً، لا استطيع تحريك ذراعي كثيرًا. " قالها وهو يثير قلقها ريثما يدعي الألم و نظرات حُزن قاتلة ... لثوانٍ وقعت كلاريس ايضًا لتلك النظرات قبل ان تستوعب انه كيث !! كيث هو الممثل المثالي !

لكن كلاريس تفاجئت عندما جلست ماريان اقرب اليه لتحمل الملعقة وهي تُطعمُه ... شعرت ان مهمتها انتهت هُنا، فابتسامة كيث انستها ما حدث لتنهض بهدوء وهي تخرج الى كافتيريا المشفى لاكل شيء ما، تاركةً اياهم بمفردهم.

مرت عليها نصف ساعة وهي جالسة هناك .. فبعد ان انهت طعامها شعرت بانها تحتاج لبعض الهدوء لتصفية عقلها، و اخيرًا بعد ان اكتفت من تعذيب عقلها المسكين عادت الى غرفة كيث لتجد ماريان على وشك الخروج

" ستذهبين بهذه السرعة ؟"

" ابي اتصل، قال ان اعود فورًا .. هيا علينا العودة. "

" لابأس انتِ اذهبِ، ... انا اريد ان اتمشى قليلاً فالجو جميل. " كذبت لانها لاتريد رؤية اي شخص من هؤلاء ... و خاصةً السيد ميرال.

" متأكدة !؟ المسافة طويلة. "

" اجل متاكدة لاتقلقي مشيت اطول بكثير !"

" حسنًا وداعًا. "

ودعتها لتغادر .. بقيت واقفة تنظر اليها لثوانٍ حتى دخلت لغرفة كيث وهي تنظر الى ابتسامته العريضة تُحب هذه الابتسامة لانه يبدوا لطيفًا لاقصى درجة هكذا !!

" انظروا مَن يتخيل الآن. " قالت كمحاولة لازعاجه

" انا لا اتخيل ! .. انا اتأمل خلق الله. " قال بنبرة حالمة لتضحك كلاريس لاول مرة منذ فترة على جُملته تلك.

" حمدًا لله ... عقلك لايزال مجنونًا ولم يمسه سوء."

" بالطبع !"

حدق بملامحها التي تكتم ذلك الألم وتمنعه من الظهور عندما جلست امامه ..

" ماذا حدث؟"

" لاشيء مهم. "

" لابأس .. اريد ان اعلم. "

ابتسمت ابتسامة صغيرة .. لو ادعيت الحزن امام كيث ولو بكيت امامه لن يهتم ابدًا وسيتجاهلك فقط ... لكن بسبب ان كلاريس تحاول اخفاء الامر قدر الامكان دائمًا ينتبه من نظراتها و يدفعها للتكلم غصبًا عنها احيانًا.

شرحت له الامر مِن البداية و تكلموا قليلاً حتى تذكرت كلاريس شيء مهم، اليس كيث خبيرًا ؟؟ ربما قد تسأله عن بضعة امور دائمًا كانت مجهولة لها !

" كيث .. كيف اصبحت خبيرًا بالاجهزة و البرامج في عمر صغيرة ؟؟"

" لمَ السؤال ؟"

" طالما تسائلت عن هذا ونسيت سؤالك .. الآن خطر على بالي الامر. "

صمت قليلاً وكانه تذكر شيء ليبتسم ابتسامة جانبية

" لم اكن اعرف اي شيء .. سوى بعد ان التقيت بهذا الاحمق و علمني عدة امور، "

" لحضة ، مَن هو ؟"

" كايدن بالطبع ! و مَن مجنونٌ غيره ... " قال بسخرية

تجمدت كلاريس في مكانها وهي تقلب الامر في رأسها تحاول ربط الامور معًا

" كايدن !؟ حقًا ؟؟"

" اجل لم يُخبركِ !؟ ... كان مجنونًا صغيرًا، علمني عدة امور كما اننا درسنا معًا في معهد حاسبات و برمجة قبل سنة ... السافل كان الاول على الدُفعة باكملها، لا احد يلحقه."

الآن علمت لِمَ لم يخبرها ... بالطبع، كانت ستشك بامره !!، لكن ... هذا مستحيل !!!
لقد كان امامها عِندما راسلها المجهول !، في نفس الوقت لِمَ قد يريد 'تدميرها ' حسب رسالة المجهول الاولى ؟؟ الم يكن هو من عانقها و اخذها في عدة اماكن معه لتستمتع بوقتها !؟
اليس هو من دربها على السلاح حتى تحمي نفسها ؟؟ و الذي علمها كيف تهرب من محاولات اختطاف و بقي يتصل كُل دقيقتين ليطمأن عليها !؟

لا يمكن ان يكون هو ! لان المجهول عرضها للخطر بخروجها ليلاً و حاول دفعها من منطقة راحتها !

" علي الذهاب لقد تعِبت كثيرًا اليوم، حاول ان تنام لتتحسن بسرعة. "

قبلت رأسه فهو يحب ان يعتني احد به من فترة لاخرى،

" حسنًا امي. "

" احسنت بُني." جارته بالامر لتبتسم وهي تخرج من غرفته،

كان تقريبًا المغيب و الشمس على وشك الاختفاء .. املت ان تصل سريعًا لانها لاتزال تخاف من التجول ليلاً ... خاصةً مع الوضع الحالي.

كانت مُشتتة العقل بامر كايدن لدرجة انها مشت دون ان تنتبه لاي شيء من حولها فقط طريق ' المنزل' ايضًا لم تشكر المجهول على صنيعه لها ... ايًا كان من يكن، انقذها اليوم ....

هذا قبل ان تدرك بانها لا تمتلك سلاحًا نهائيًا.

اصابها الخوف فجأة لتقوم بفتح هاتفها لتتصل بالمجهول حتى يبقى معها على الخط .. وبسبب انشغالها بالبحث عن رسائله لم تنتبه لتلك اليد التي وراءها تلتف حولها واحدهم يضع على فمها قماشة بيضاء ...

استوعبت مايحدث متاخرًا جدًا لانها فقد السيطرة على جسدها بالكامل لتغمض عينيها فورًا بِتعب ..
© Sandra D.N,
книга «Trust ( ثِقة )».
١٢) نهايةُ الماضي.
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (2)
captive
١١) شِجار.
حسنا انا محتارة بهوية المجهول واعتقد اثنين اما كايدن اما كايل
Відповісти
2018-09-06 11:17:22
1
Batool Saleh
١١) شِجار.
Thats great continue 🌸💫
Відповісти
2018-09-29 18:09:53
1