١) بِدايةُ النِهايةِ.
٢) بشاعةُ الحقيقة.
٣) يومٌ مِثالي.
٤) أصدِقاء.
٥) قوةُ الخوف.
٦) عودةُ الذكريات.
٧) مفاجئاتٌ غيرَ سارَّة.
٨) قرارٌ مجنون.
٩) ماضي لايزالُ حيًا.
١٠) صديقٌ مُقرب.
١١) شِجار.
١٢) نهايةُ الماضي.
١٣) مشاعرٌ ميتة.
٨) قرارٌ مجنون.
حدقت كلاريس بزيرا لدقائق وهي تبتسم مثل المجنونة تماماً .. لم تكن تصدق اذنيها حتى ! بينما زيرا جلست وهي تراقبها باستمتاع و كانها انتصرت مثلاً !!

" لكن ... لكن ، لا اصدق .."

استعادت شتات نفسها لتحاول كتم دموعها و غضبها بنفس الوقت ريثما مشاعرها سيطرت عليها بالكامل

" لااصدق .. كم انتِ عاهرة حقاً .. انتِ ارسلتيني الى هناك !!! " صرخت بِها بالالمانية ريثما جميع مَن في المطعم كانوا يحدقون ناحيتهم الآن ..

نهضت كلاريس بعصبية لتضرب الطاولة بقوة حتى احمرت مِن الالم.

" انا لم ارسلكِ لاي مكان !" قالت زيرا بتفاجئ لتنفجر تلك الاخرى مِن دون وعي ..

" لولاكِ ولولا غبائك لما حدث لي اي شئ ! ...
لو لم ترسليني انتِ ، لما كُنت وصلت لهذه المرحلة !!!"

حاولت تهدئة نفسها قدر الامكان وهي ترى ملامح الدهشة على وجه زيرا .. مِن الغضب كانت نسيت كُل ما تعلمته من لغة الجسد لتراقب دهشة زيرا ... الغريب انها لاتصطنع الامر .. هي حقاً متفاجئة.

" و بعد كُل شئ .. لديكِ الجرأه الكافية لتاتي و تقولي لي هذا !؟؟ __"

" واو انا حقاً لم اشعر بدنائتكِ الحقيقية الى الآن."

ابتسمت زيرا بدهشة هي ايضاً ريثما تحاول قول شئ ..

" كلار ... انا كُنت اتحدث عن الاوراق التي عثرت عليها في غُرفتك قبل ثلاث سنوات ... ما الذي تتحدثين عنه بحق الجحيم !؟؟"

ابتلعت كلاريس رمقها بتوتر و خوف بعد ان فهمت الامر اكثر .. لتنظر الى إلياس و السيد ميرال اللذان اثناهما ينظرون لها بدهشة ، و هم يحاولون فهم ما قالته للتو.

حملت اغراضها وهي تتوجه الى خارج المطعم ريثما جسدها باكمله يرتعش ، حاولت ان تسيطر على ارتجاف جسدها .. لكنها فقط لم تستطع السيطرة على نوبة الهلع التي تنتابها الآن. مشت بِسرعة فائقة فحمداً لله المنزل ليس بعيداً لهذه الدرجة عن المطعم ..

حتى هي لم تستطع فهم مشاعِرها في هذه اللحظة ! لا تعلم لما لكنها بدأت بالركض باسرع ما لديها الى المنزل.

وصلت و الخوف و الرعب يسيطران عليها بالكامل ريثما حاولت فتح الباب بالمفتاح بصعوبة شديدة و يدها لاتزال ترتعش ..
فُتحت اخيراً بعد عدة محاولات لتدخل الى الداخل و تحديداً الى غرفتها وهي تُقفل الباب و الستائر.

بقيت تتحرك في انحاء الغرفة بتوترٍ شديد ريثما جميع مخاوفِها قد استيقظت مُجدداً لتسيطر على ما تبقى مِنها ... نظرت ناحية الباب وهي تُفكر بالذهاب لغرفة إلياس حتى تسرق منه حبة او ربما اثنتين ..
توجهت نحو البابِ ببطئ و عقلها يُخبرها بان تذهب فوراً قبل ان يعود !!

و عندما يأتون سوف يسئلوها بشأن ما قالته .. سيكشف امرها !! وسيعثرون على المذكرات و الصور و فيديو الجريمة .. و ستدخل الى السجن ، ولن تكمل دراستها و بعد اربع سنوات ستقتل نفسها في السجن ليأسِها.

" يالي مِن غبية بالطبع كانت تتحدث عن الرسائل !!"

ادخلت انامِلها في شعرها وهي تَشده بقوة ... بِما انها امضت الكثير مِن وقتِها وحيدة في طفولتها وهي لا تستطيع الخروج مِن المنزل بمفردها .. كانت تتفَنن بالافكار الجديدة ، كاللآحة السوداء ، دفتر ملاحظات لغة الجسد ، دفتر المعلومات ... و الذي هو عبارة عن دفتر كبير كتبت فيه اسماء و اعمار و القليل مِن المعلومات عن اي شخص تقابله في حياتها ، لقد صممته خصيصاً لانها كانت لاتذكر اسماء نصف الاشخاص الذين تتعرف عليهم.

و إحدى افكارِها المفضلة هي رسائل الحرية .. و التي هي كِتابة رسائل في اوراق و إحراقِها في منتصف الليل تماماً ، رسائل لِمَن ؟؟ لا احد ! هكذا فقط لقضاء الوقت.

كانت تكتب كُل ما يزعجها في يومها ثُم مسائاً تحرقها .. و زيرا كونها الفضولية التي ليس لديها اي حس بالمسؤلية او مشاعر حتى .. كانت تدخل احياناً غرفتها عندما تكون في المدرسة لتقراء تلك الاشياء.

و اذا كانت والدة كلاريس موجودة .. سوف تذهب بنفسها لتجلس مع زيرا في غرفتها وهما تتمسخران بشأن اياً ما كتبته ، رسمته ، الفته ...

لهذا بعد فترة و عندما سأمت منهم .. صنعت لغة سرية و رموز تعبر بها مِن دون ان يكتشفها احد.

قبل ان تكتشف بان زيرا تقراء تلك الرسائل السرية .. كانت قد كتبت بانها قد خسرت عذريتها في المنزل رقم مئة و سبعة عشر ... لم تكتب كيف تحديداً ، لذى لابد ان زيرا فهمت الأمر بشكلٍ خاطئ .. و كونها غبية لاقصى المراحل لن تتذكر بان هذا هو نفس العنوان الذي ارسلتها اليه بِنفسها !!

فتحت الباب وهي ترغب بالتوجه نحو غرفة إلياس .. لكن إشعار هاتِفها اوقفها لتتذكر كايدن الذي تركته في منتصف المحادثة !!

جزء منها اخبرها بان تفتح هاتفها .. ريثما الجزء الآخر يخبرها بان تتجاهله وتذهب للعثور على مخزون إلياس.

و كالعادة طيبتها انتصرت بعد ان شعرت بالذنب لتركه هكذا ريثما هو كان لطيفاً و تحملها ! فتحت الرسائل وهي لاتزال واقفة عند الباب بتثاقل.

كاي : اين ذهبتِ ؟

كاي : حسناً بدأت اشعر بالقلق ..

كاي : هل انتِ بخير ؟ ليس من عادتك ترك المحادثة هكذا.

شعور الذنب هجم عليها فوراً و بشكلٍ اقوى .. هذا ما تبرع به اكثر مِن اي شئ ... ابعاد الآخرين.

كلار : أجل بخير .. آسفة حقاً لكن امي اجبرتني ان اضع الهاتف بعيداً.

هذا كان نوعاً ما صحيحاً فهي تكره الكذب على صديقٍ مقربٍ لها مثل كايدن فما فعلته بحياتها يكفيها.

و ما جعلها تبتسم حقاً هو جوابه لرسالتها حتى بعد ان تركته لنصف ساعة تقريباً !

كاي : لابأس ، اين انتِ الآن ؟ هل عدتي ؟

كلار : تركتهم و عدت.

كاي : لازلت اشعر بالملل الشديد .. هل تريدين ان نخرج معاً ؟

كانت في عقلها ستقول له .. ' في هذا الوقت !؟؟'
لكن شئ سيطر عليها .. الرغبة بالذهاب ، ففي داخلها تعلم بان ذلك افضل مِن ان تعود للمخدرات او مِن ان تقطع وريداً في ذراعها عن طريق الخطأ ، لان يدها حقاً لا تحتمل اي إساءه اخرى. او ربما هي تهرب مِن عائلتها الذين سيأتون قريباً ، لذى .....

فعلت امراً مجنوناً تماماً.

كلار : اجل ساذهب.

-
-
-

كانت جالسة في سيارته السوداء بِصمت وهي تراقب النجوم مِن خلال النافذة .. هذه اول مرة في حياتها تخرج في هذا الوقت مِن الليل ، حتى لو ذهبت مع والدتها للمتجر فهما تذهبان عند الرابعة .. و هنا سؤال لم يخطر على بالها مِن قبل تكون في عقلها ..

" كاي الى اين نحن ذاهبون ؟"

" الى الملهى. "

نظرت اليه بصدمة فهي لم تتوقع ذلك " ماذا !؟"

فاجئها بالضحك وهو يقود ... عليها الاعتراف ضحكته كانت جميلة لتبتسم مِن دون وعي.

" امزح فقط ! كان يجب ان تري وجهكِ !"

تخيلت كلاريس ملامحها لتضحك معه .. لاتعلم لما لكنها تجن مسائاً حيث اي شئ في الكون قد يُضحكها ! و يبدوا ان كايدن نفس حالتها لانه يبدوا مَرِحاً عند المساء.

" لكن جدياً الى اين !؟"

" لا اعلم .. الى البحر يبيعون افضل ذرة هناك ، ثم ... لا اعلم اين تريدين الذهاب بعدها ؟"

هذه كانت تقريباً اول مرة في حياتها يسألها شخص الى اين تريد الذهاب !! لا احد اخذ رأيها مِن قبل ، اما الآن هو حقا يعطيها حرية الاختيار !!

ربما هي تبالغ لكن شعور بالحماسة انتابها وهي تفكر باكثر مكان تريد الذهاب اليه .. الغريب بانها لم تجد سوى مكانٍ واحد .. وقد يكون في الافلام فقط.

" اريد ان اراقب النجوم. " قالت بابتسامة وهي تحاول تخيل شكل السماء.

" لكن هذا مستحيل ، لا اعتقد يوجد مكان كهذا في اميركا لهذا لا تهتم .. انت اختر. "

صمت لعدة لحظات بدى و كانه يفكر بشئ .. بعد عدة دقائق مِن مراقبة الطريق تكلم اخيراً ليجذب انتباهها فوراً.

" هل تستطيعين البقاء خارجاً لفترة طويلة ؟"

" لماذا ؟"

" فقط اجيبي .."

" استطيع اخبار صديقتي ان تغطي علي لبعض الوقت. "

" مثالي .. اتصلي بها. "

" لما ؟؟"

" لن اخطفكِ اقسم .. اريد اخذكِ لمكانٍ و هو بعيد قليلاً. "

نظرت له بشك قليلاً لينظر اليها لثوانٍ قبل ان يعيد رأسه الى الطريق.

" فقط ثقي بي، انه مكان رائع. "

" حسناً .. " قالت بتردد

لكن ما هو اسوء شئ قد يحدث لها !؟؟ لقد جربت كُل شئ بالفعل ! حتى عادت ذاكرتها لذلك اليوم .. الذي تقريباً كادت تُخطف فيه مِن قِبل شرطي و هذا بعد حادثة الاغتصاب بسنتين تقريباً.

_________________________________________

كانت هذه اول مرة تخرج فيها مع عائلتها باكملها منذ مدة طويلة جداً ... كانوا في إحدى الاسواق الشعبية الكبيرة ، الجميع كانوا يمشون معاً في مجموعة و كالعادة كل شخص يتحدث مع الآخر بامرٍ ما ، ريثما كلاريس تضع سماعات اذُنها وهي تريد ان تعود للمنزل باقصى سرعة فقد ندمت على مجيئها لان مراقبة الآخرين امر مؤلم .. والد زيرا كان هناك و حتى عائلة إلياس ... هي الوحيدة التي تمشي بمفردها تماماً ريثما امها تمشي مع حبيبها ..

نعم حبيبها ، الذي تعرفت عليه قبل عدة اسابيع .. هو جراح غني ، لكن مع هذا لكلاريس حدس سادس بشأن الرجال ... وهي تستطيع الرؤية داخل روحه تماماً ، منذ اللحظة التي راته علمت بانه على الاغلب لدي علاقات ثانية ....

لكن من السافل الذي سيستمع لها !؟؟ ...... بالضبط لا احد. لانها صغيرة جداً وعلى الاغلب لا تعلم اي شئ عن هذه الحياة وليس لديها 'خِبرة'

كانت قد ضاعت في اغانيها و افكارها لدرجة بانها كانت تتبع الشخص الخطأ........
خلعت سماعاتها وهي تلتفت لترى ان كانوا في اي مكانٍ قريب.

لكن الهلع اصابها تماماً وهي تراقب الاشخاص يمشون .. ولا فردً واحد استطاعت التعرف عليه مِن عائلتها.

هي ليست مِن النوع الذي قد يبكي .. لكن مِن النوع الذي يذعر تماماً بهدوء ، ابتعدت من الطريق الى جانب متجر حتى لاتعيق حركة الآخرين وهي تراقب الجميع بهدوء على امل ان تعثر على هؤلاء الحمقى ... المشكلة حتى هاتفها لاتوجد فيه شارحة ، فهو فقط للاغاني.

راقبت الآخرين بهدوء ... لكن شئ جلب لها القشعريرة ، لتلتفت ورائها ... كان هنالك شرطي في الاربعينات، واقِفاً ورائها بالضبط ليعطيها ابتسامة ... كانت لتكون لطيفة لولا ان الانذار شُغل في عقلها ، لتراقبه كالافاعي وهي ترسل له نظراتٍ حادة.

" اهلاً يا صغيرة، هل انتِ ضائعة ؟"

ارادت اخباره بانها ضائعة حقاً على ان يساعدها .. لكن شئ في نظراته لم تشعرها بالارتياح لتقول بكل هدوء وهي تقف اقرب الى باب المتجر.

" لا ، اهلي في الداخل .. خرجت لانني تضايقت من الضجة. "

تحولت عيونه الى الداخل لتتسع ابتسامته اكثر فقط.

" لايوجد في الداخل سوى امراءه مسنة ، هل انتِ متاكدة من انكِ لم تضيعي ؟"

" اجل متاكدة ، انهم في الطابق الثاني. " قالت بثقة و بهدوء ريثما كُل ذرة منها تريد الهرب لكن .. الهرب الآن سيجعلها في خطر اكبر فقط لانها لا تعلم الى اين تؤدي هذه الطرق .. عليها البقاء في شارعٍ عام.

" ما اسمكِ صغيرتي الجميلة ؟"

" كريستي."

" كريستي .. اسم جميل مثلكِ تماماً ، هل تريدين ان نذهب لشراء المثلجات ريثما ينتهي والداكِ ؟"

" لا والداي منعاني. "

" اعرف والدكِ كريستي .. لن يمانع. "

" شُكراً يا سيد لكن لا اريد. افضل البقاء هنا. "

قالت مِن دون ان تستحمل النظر الى وجهه حتى .. لا تعلم لما لكن امرٌ بملامح الآخرين و خاصتاً الرجال .. تستطيع قرآءه تعابيرهم جيداً ، و ملامحه حالياً لا تعجبها نهائياً ..

اخرج مِن جيبه قطعة حلوى مغلفة ليقدمها لها

" ما رأيكِ ببعض الحلوى كريستي ؟"

نظرت الى القطعة التي في يده ثم حولت نظرها تماماً لعينيه مِن دون ان ترمش حتى .. ثم ابعدت نظرها عنه

" كُلها انت، لا احب الحلوى. "

" شوكولا ؟"

" منعني طبيب الاسنان. "

صمت لعدة دقائق بدى و كانه يفكر بحيلة جديدة .. اما هي كانت فقط تريد المغادرة ... لكن مغادرتها الآن تكشف بانها كانت تكذب لانه مِن المُفترض بان ' والديها ' في المتجر الذي تقف عنده !
الخوف بدئ يسيطر عليها الآن وهي حقاً تمنع نفسها مِن البكاء.

مع هذا ... لو رأى ضُعفها سيستغله اكثر ، هذا ليس رجلاً حتى .. هذا مريض ولا يعرف معنىً للمشاعر او الشفقة ، ولا تشك بانه مُختطف اطفال يختبئ بهذا الزي الرسمي.

" لدي جرو صغير جداً اسمه جوي .. هل تحبين الكلاب اكثر ام القطط. "

" لا احب الحيوانات ، لدي حساسية. "

' بل احب شئ اصغر و يوضع في الجيب .. يسمى سكين طوارئ. و الذي سادخله في مؤخرتك ان لم تبتعد عني الآن. '

كانت حقاً تريد قول ذلك ... لكن تفتقر لشئ يدعى الجرئة بينما هي ستبكي تقريباً وهي تبحث عن اهلها بين الآخرين.

" اين تعيشون كريستي ؟"

" لا اعلم. " ارادت الضحك على ملامح وجهه لكنها منعت نفسها على امل ان يرى بانه لاجدوى و يغادر.

" اوه لديكِ هاتف .. هل استطيع ان آخذ رقمكِ حتى نتكلم قليلاً فلدي ابنة بنفس عمركِ مسكينة ليس لها اصدقاء و انا احب ان تتعارفى. هل يمكنكِ ان تكونِ صديقتها ؟ "

" البطارية انتهت لقد اقفل ، و انا لم احفظ الرقم."

' تقصد بالاحرى كي تتبع الرقم مِن ثم تخطفني في يوم مشرق وجميل. '

" مع الأسف ... هل يمكنني اخذ صورة لكِ في هاتفي ، حتى تراها ابنتي. "

" لا استطيع ، اكره الصور. "

" لن تسمحي لي فقط هذه الامرة ؟"

" لا اعتقد ذلك ، آسفة لا. "

" هي موجودة هنا لما لا تاتين معي .. هي قريبة جدا. "

" قُلت لا استطيع !" صرخت بوجهه بعد ان فقدت قدرتها على التحمل.

امسكها مِن كتفها بقوة

" هذا ليس لطيفاً الآن .. "

" دعني يا سيد !"

امسكها مِن ذراعها بقوة لدرجة انها بدأت تتالم

" الجو حار .. لما ترتدين اكمام طويلة ؟"

" هذا ليس من شأنك ، ارتدي ما اريد !"

ضغط على ذراعها بقوة اكثر ريثما الآخرين يمشون مِن دون ان يعيروها اي اهتمام او نظرة .. البعض لاحظها لكنه استمر بالمشي فقط ! .. ريثما القليل من الاشخاص كانوا يراقبونهم بصمت.

" التكلم بصوتٍ عالي ليس لطيف .. لا تصرخي ! لا تريدينني ان اغضب الآن و ارسلكِ للسجن ... اليس كذلك ؟ "

هل حقاً يعتقد بان هذا الهراء يمشي عليها !؟؟

" بل انا التي ستقاضيك بتهمة التحرش، الآن اترك ذراعي !"

راقبت ملامح الدهشة على وجهه .. فعادةً الاطفال الذين في اوروبا يكونون اغبياء حتى سن الحادية عشر ... و هي لاتمزح نهائياً ، فزيرا كانت تعتبر طفلة حتى عمر الثالثة عشر !! لم تكن تفهم اي شئ نهائياً ... لهذا تعتبرها كلاريس ساذجة لاقصى المراحل.

" كم عمركِ .. تبدين ذكية كريستي. "

و هنا لم يعد يمسك ذراعها فقط .. بل بدئ بسحبها قليلاً معه .. لتاتي على بال كلاريس حركة مجنونة اخترعتها للتو وهي تحاول الإفلات منه .. الذي لاتفهمه كيف لايزالون يراقبونهم بصمت من دون ان يتدخل احد !؟؟؟

قررت المجازفة وتنفيذها لتقوم بدعس قدمه باقوى ما لديها مِن قوة ليتركها اخيراً وهو يتأوه بألم .. لم تنتظره كلاريس حتى بل ركضت باسرع ما لديها لتصتدم بزيرا !!!

" تعالي الى هنا ! انهم يبحثون عنكِ !" قالت بانزعاج ... ارادت كلاريس ان تهرب فقط ولم تهتم لنبرتها .... هذا قبل ان يتوقف الشرطي امام زيرا ريثما كلاريس تقف بجانبها ،

رافِضةً الإنصياع للخوف لانها تعلم جيداً جداً بان زيرا غبية ... لهذا عليها ان تستعد للتصرف.

" اهلاً آنستي .. هذه اختكِ ؟"

اعطاها ابتسامة مزيفة كالتي اعطاها لكلاريس سابقاً ... لتبادله زيرا بواحدة هي ايضاً !

" لا ، انها قريبتي .. شُكراً لعثورك عليها كُنا نبحث عنها !"

نظر الى كلاريس لتتسع ابتسامته بعد ان تاكد بان هذه النسخة غبية.

" انها فتاةٌ ... قوية حقاً ، اين والديها ؟"

" والدتها هناك ! " قالت بمرح ريثما كلاريس تريد قتلها .. اي معلومة صغيرة .. وقد يكون امام باب منزلهم ليلاً. لكن بالطبع الاميرة زيرا لا تعلم ذلك.

" و والدها ؟"

تصنعت زيرا نظرة استياء ريثما كلاريس تريد دفنها حية ، فكم مرة بعد ستتسبب بقتلها !؟

" لقد توفى قبل فترة ..."

تصنع الحزن هو ايضاً ريثما كلاريس راقبت حركة لا إرادية عند الشعور بالراحة .. ارتفاع زاوية الفم قليلاً بشكل غير ملحوض.

" مع من تعيش هي ، اعني كم شخصاً في المنزل ؟"

كانت كلاريي الآن تدعي ربها بان يسقط المبنى على راسها حتى لاتجيبه.

" اوه .. ليس الكثير ، انا و امي و ابي و كلاريس الصغيرة و والدتها. "

نظرة رعب انتشرت في وجه كلاريس وهي ترسل لزيرا نظرات حادة .. اما هو ابتسم وهو ينظر ناحيتها

" كلاريس ، انها فتاة ذكية للغاية .. "

" اجل. " قالت بعدم اكتراث

" انا لدي ابنة صغيرة في عمرها .. ستحب اللعب معها ان كان الامر ممكناً ، اين تعيشون ؟"

بدأت كلاريس تقرص زيرا مِن خاصرتها وهي تخبئ يدها ورائها حتى لايلاحض .. لكن بالطبع فان ملكة ذكاء العالم لم تنتبه للحركة

" آوتش ! ما خطبكِ !؟"

اعطتها كلاريس نظرة تخبرها ساقتلكِ حية ان لم تصمتِ. لكنها لم تهتم ... لتقوم كلاريس بالتفكير بشئ سريع

" هل هذا رافييل !؟؟"

" اين !؟؟"

عدلت شعرها بسرعة وهي تنظر ناحية الآخرين

" لقد دخل الى هناك ! اذهبِ بسرعة و تصرفي و كانها صدفة حتى لا يعلم !"

" اجل .. كيف ابدوا !؟"

" تبدين بروعة الجمال ... على الاغلب سينزل على قدميه فوراً عندما يراكِ !"

توجهت زيرا ناحية المتجر الذي قالت عنه .. ريثما كلاريس اعطته نظرة حادة اخيرة

" ان اقتربت مني او منها مُجدداً .. لن انتظر المحكمة، بل ساكسر لك فكك السفلي و ساقطع اعضائك التناسلية هل كلامي واضح !؟"

بدى مدهوشاً اكثر مِن نبرتها .. صحيح تكره زيرا ، لكن ليس لدرجة ان تتسبب لها بنفس ما تسببت هي لها به .. لا انسان على الارض يستحق ان يحدث له امرٌ كهذا ، لا انسان فتاة او فتى .. يستحق ان يتم معاملته كالحيوانات او ربما اسوء حتى مِن الحيوانات !

كان قد تركها عندما رأى بانها ليست فريسة سهلة .. لكن اعينه كانت تتبع زيرا بدلاً منها.

غادرت اخيراً مسرعة وهي تسحب زيرا من المتجر ، ثُم تعود لعائلتها .... كان اكثر ايامها سواداً و رعباً.

_________________________________________

خرجت مِن دوامة ذكرياتها لتتصل بإيملي .. تقريباً كادت إيملي لتنهي امرها لهذا .. لا ترى كلاريس اي خطب باستغلالها حالياً.

اتصلت بِها و اخبرتها بان تغطي عليها حتى تتصل بها مجدداً وهي وافقت بعد ان توقفت عن طرح الاسئلة المنحرفة ..

ما ان اغلقت المكالمة حتى رأت رسالة غير مقروءه ارسلت منذ نصف ساعة .. فتحتها بتردد ،

مجهول : الاول ✔

لم تفهم اي شئ لكنها قررت تجاهله للوقت الحالي.

قام كايدن باخذها الى البحر كما قال .. حيث بعضٍ مِن الاشخاص يتمشون او جالسين بهدوء ، اشتروا ذُرة مِن احدى العربات .. ثم جلسوا على إحدى الكراسي المواجهة للبحر.

" يبدوا و كانه كان يوماً طويلاً لكِ. "

ابتسمت كلاريس بارهاق وهي تنظر اليه ايضاً

" ليس لديك اي فكرة !"

ابتسم مِن دون ان يقول اي شئ آخر ليبقوا في صمتٍ مريح .. كلاريس احتاجت هذا لتصفي عقلها و تغلقه عن باقي العالم الخارجي. لكن فاجئها عندما نهض بعد عدة دقائق فقط !!

" هيا لنذهب ، لدينا طريق طويل "

" لكن المكان جميل .." قالت بصوت طفولي ليعطيها إحدى ابتساماته المِثالية.

" صدقيني المكان الثاني اجمل بكثير !"

" لقد تحمست حقاً ارؤية هذا المكان السحري. "

نهضت لتتبعه الى السيارة .. ريثما هو استأذن لعدة دقائق لشراءه شئ مِن المتجر. لم يطل الذهاب كثيراً ، ليعود وهو يضع الاكياس في الوراء .. ثم يقود ناحية ايا ما كان يريد اخذها اليه.

" كاي؟ .. "

" همم ؟"

رسمت ابتسامة عريضة على شفتيها وهي تلعب باكمام قميصها

" لا تضحك .. لكن هل انت ايضاً تحب الخروج بالسيارة لفترات طويلة مع شخصٍ آخر .. اشعر بانها مغامرة سحرية !"

لم يستطع كتم ضحكاته على كلامها الطفولي .. في لحظة هي بالغة و حكيمة تفهم بجميع امور الحياة وعميقة .. و في لحظة أخرى هي فقط طفولية و لطيفة كروح الاطفال !

" وانتِ ظريفة للغاية. "

" اوه شكراً لك. " قالت بلطف وهي تعطيه ابتسامة اخرى

حل الصمت مجدداً لتقرر كلاريس قطع الصمت اخيراً

" ما هو .. اكثر موقف محرج تعرضت له ؟"

" انا !؟"

" اجل ، كن صريحاً !"

فكر قليلاً بالاجابة قبل ان يبتسم متذكراً لموقفٍ ما

" حسناً في اولى ايامي في الجيش .. اصابني زكامٌ شديد و مِن دون قصد ... عطست في وجه الضابط الاعلى. " قال ليقهقه بعدها وهو يتذكر الحادثة " لقد كان غاضباً جداً !"

ضحكت كلاريس فقط لتدرك امراً آخر ..

" لحظة متى كُنت في الجيش !؟؟"

" دخلته في سن السادسة عشر .. قضيت فيه سنتين."

اعطته كلاريس نظرة متفاجئة فهي لم تتوقع ذلك ابداً !

" لحظة كم عمرك !؟"

" سادخل العشرين بعد عدة اشهر. "

" حقاً !؟ لكن .. قضيت سنتين في المُعسكر صحيح ؟"

" اجل ؟"

" انت تكبرني بثلاثة سنوات .. هنالك سنة ناقصة ، ماذا فعلت بها ؟"

حل الصمت قليلاً لتلاحض كلاريس ارتفاع زاوية فمه بشكلٍ سريع وغير ملحوض ...

" اخذت بعض الراحة .. تعلمين ذهبت الى الجيش و كل ذلك القتال و المسدسات .. شعرت بالتعب."

لقد كان جيداً جداً في الكذب ... لكن عليه معرفة بان لاشئ يمر عليها بهذه السهولة ، صحيح سيطر على حركة يديه و هو امر ذكي كون الشخص الذي يكذب عادةً يضع يده على فمه بحركة سريعة ..

لكنه ايضاً نسي العلامات الاخرى .. جسده اصبح ساكِناً و اكثر ثباتاً ، ريثما صدره و كتفيه يرتفعان و ينخفضان و هو دليل على ان تنفسه اصبح اثقل اكثر لان معدل ضربات قلبه يتسارع في هذه اللحظة ، ريثما في جملته اعطاها معلومات لا تمد للموضوع بِصلة .. حيث ذكر القتال و المسدسات. و هذا يحدث ايضاً عندما تحاول إقناع الشخص الذي تُكلمه بامرٍ ما حيث تعطيه مِن دون شعور معلومات غير مطلوبة و خاصتاً عندما تعطيه التفاصيل.

ابتسمت لمحاولته على تغطية علاماته ، .. لكن جدياً على الاقل يحاول !

البشر بطبيعتهم يكذبون .. ان لم تستطع تقبل هذا إذاً لا فائدة مِن اي كتاب لغة جسد ستقراءه .. لانه اولاً يجب عليك تقبل طبيعة البشر مهما كانت و فهم انهم ليسوا مثاليين.

كلاريس شاكرة بانها اكتسبت هذه المعلومات مِن ذاتها .. ربما البعض لن يصدقون لكنها كانت تستطيع قرآءه لغة الجسد مِن دون ان تقراء اي كتاب ، لكنها عندما فعلت اندهشت حقاً لانها تعلم كل ذلك بالفعل و بطريقة ما !!
.
.
.

وصلوا اخيراً الى المكان الذي يريد اخذها اليه لترى لافتة قبل ان يدخل .. لم تلحق قرآتها كلها لكنها لمحت اسم ( cherry springs )

ادخل سيارته ثم اوقفها بعيداً بقليل عن بقعة كبيرة جداً في منتصف الاشجار .. ريثما منظر لا يوصف مِن الجمال موجود في السماء !! لم تكن حتى تعلم بان النجوم قد تكون بهذا الجمال !

" اين نحن المكان رااائع !"

" منتزه cherry springs .. انه يشتهر بالمنظر الرائع للنجوم .. لكن في الشتاء و مع ان المنظر يصبح اروع بالف مرة لا احد ياتي !"

اطفئ المحرك لينزل كلاهما .. توجهت كلاريس الى البقعة الهائلة و الفارغة لتجلس على العشب الرطب وهي تستمتع بالمنظر المذهل.

" ستصابين بالبرد انهضي عزيزتي. "

فعلت كما قال ليضع حقيبة على الارض و هو يخرج منها غطاء كبير ليضعه على العشب الرطب

" هيا اجلسي. "

جلست مُجدداً وهو يضع فوقها غطاء سميك آخر و ناعم بشكلٍ لايصدق لتبتسم وهي تشعر بالدفئ يعود لها

" انه نااعم جداً ، احب لمسه !"

" اليس كذلك !؟ جيد ضننت انني الوحيد الذي يجده رائعاً !"

جلس بجانبها ليضع واحدة اخرى فوقه هو ايضاً ،

" خذي ، جيد لايزال حار !"

اعطاها نوتيلا كريب مليئ بالفراولة و شرائح الموز ، لتاخذه باسعد تعبير .. تشعر و كان الكريسمس حل للتو !!

" اعشق هذه التحلية !! "

اكلوا طعامهم و هم ينظرون للسماء التي تملئها النجوم بين كُل فترة و فترة ، حتى انتهوا لتستلقي كلاريس وهي تضع الغطاء فوقها لتنظر للسماء و تبتسم لرؤية منظرٍ ساحِراً كهذا ... فهي لم يتسنى لها مراقبة النجوم نهائياً بعد ان مات والدها ، حيث كان ياخذها في سيارته عِندما تشعر بالملل ليلاً الى التلال لتراقب النجوم.

ربما البعض يجد هذا غريباً كونه سياخذها الى اعلى التلال في منتصف الليل لتراقب النجوم فقط ... لكن امها كانت لا تستطيع الانجاب ، و عندما ولدت كلاريس كانت مثل المعجزة تقريباً .. حتى بانها ولدتها بعد سبعة اشهر فقط و لم تكمل التسعة ! بسبب مخاطر الاجهاض.

والدها كان اسعد مِن والدتها حتى !! لقد احبها اكثر مِن اي احد في العائلة و اعتنى بها كثيراً. لهذا كبرت تفضله اكثر مِن والدتها.

و عندما مات ... كانت قد خسرت كُل شئ تقريباً.

" رأسكِ .."

انتبهت لكايدن لكي ترفع راسها بسرعة ليضع وسادة تحت رأسها.

" لقد خططت لكل شئ ، انت رائع بالمناسبة !"

" اعلم ، لكنني صراحتاً لم اتوقع ان تأتي معي .. هذا مكاني السري لا احد اتى له مِن قبل. "

نظرت له باكثر ابتسامة شاكرة تملكها

" شُكراً لك لجلبي الى هنا ، لقد جعلتني سعيدة حقاً."

" و انا سعيد انكِ اتيتِ."

اكمل ليخرج وسادة آخرى وهو يضعها تحت رأسه ليستلقي بجانبها ... حمداً لله هو ايضاً لديه مساحة شخصية كبيرة لانه استلقى بعيداً عنها بقليل .. مما اشعرها بالراحة اكثر.

اخرج هاتفه و سماعاته ، لكي تفعل كلاريس نفس الشئ ... إن الشخصيات الانطوائية تكون اكثر استخداماً لسماعات الاذن و الاغاني ، او هذا ما تعرفه كلاريس بالنسبة اليها !

راقبوا النجوم معاً و كلاريس فقدت الشعور بالوقت تماماً مِن حولها ... كانت هذه اسوء الايام في حياتها .. لكن مع افضل ليلة في حياتها ايضاً !

-
-
-

فتحت كلاريس عينيها بفزع على ذلك الصوت القوي الذي ايقضها مِن نومها ...
نظرت لتجد بان كايدن استيقظ هو ايضاً و هو ينظر الى هاتفها ، لقد كانت رنة هاتفها العالية بشكلٍ فضيع ... لا تعلم متى رفعت مستوى الصوت لهذه الدرجة !!

" آسفة !"

" لابأس .. ربما هو امر مهم اجيبي. "

رفعت هاتفها بسرعة و اجابت وهي تنظر ناحية السماء .. لقد كان هنالك ضوء خافت برتقالي يشع في السماء مِن ما يعني بانه الشروق تقريباً.

" نعم ؟"

" اين انتِ !؟ تعالي الى هنا حالاً !!"

ايقضها صوت والدتها الفزع لتحاول استيعاب ما يحدث.

" انا عند صديقتي لما ؟ ما الذي يحدث ؟"

" لا لستِ في منزل إيملي لانني ذهبت لتوي الى هناك !!"

" اجل لستُ في منزلها .. بل في منزل صديقتي الثانية ، كلير. "

اعتقدت بان هذا هو الامر فقط .. لكن جواب والدتها فاجئها

" لا يهم فقط تعالي الى هنا حالاً ! المكان خطير. "

" ماذا تعنين ؟"

" فقط افعل ما اخبركِ به و تعالي الى هنا !"

اغلقت الخط في وجهها لتتسائل هذه الاخرى ما خطبها وهي تعدل شعرها..

" امي غاضبة لا اعلم لماذا. اعتقد يجب علينا ان نعود !"

قبل ان تنهض رأت رسالة غير مقروءه لتفتحها بخوف ..

مجهول : الثاني ✔

مجهول : الثالث __.

" اجل لقد اشرقت الشمس .. هيا لنذهب. "

ساعدته كلاريس وهي توضب جميع اشيائه في الحقيبة ، ثم عادوا الى الطريق ليوصلها الى منزلها

" لحظة كايدن لا تذهب الى منزلي بل قف في بداية الفرع. لقد اخبرت امي انني عند صديقتي .."

" حسناً."

لكن قبل ان يصلوا الى شارعهم حتى .. رأوى سيارات شرطة !

اقترب اكثر ليوقف السيارة في مكانٍ قريب مِن منزلها لكن في مسافة كافية حتى لا يروه ...

" ما الذي يحدث !؟" سألها وهو ينظر الى سيارات الشرطة المتوقفة عند باب منزلهم !!

" لا اعلم .. لكن هذا ليس جيداً. "

فكرت كلاريس بشخصٍ واحدٍ فقط في هذه اللحظة .. ماذا او مَن قد يتسبب بوفضى كهذه غير المجهول !؟؟

" لا تقلقي .. عندما تفهمين اي شئ راسليني فوراً ، قد استطيع المساعدة كما تعلمين. "

ابتسمت له رغم كُل توترها .. لتقترب وهي تعانقه ، فهذا قد يكون آخر عناق ستحصل عليه.

" شكراً لكل شئ .. و آسفة لايقاضك بهذه الطريقة المريعة. " قهقه قليلاً ريثما يبادلها العناق مِن دون تردد.

اطال هذا العناق قليلاً ليقول اخيراً وهو يمسح على شعرها

" لا تخافي .. انا متأكد بانه لاشئ. و اذا حدث اي شئ ستجدينني واقفاً على عتبة الباب. "

ابتعدت عنه اخيراً و ابتسامة رسمت على وجهها لدرجة لطفه .. فجدياً لم تقابل احداً مثله في حياتها رغم عدد الاصدقاء الذي لديها فهذا اول صديق حقيقي تعرفه !

" حسناً .. اراك قريباً. "

" اراكِ. "

خرجت مِن سيارته وهاهي ذا تعود الى العالم الواقعي و الى حياتها البائسة .. مشت ناحية منزلها بخطوات صغيرة على امل ان لاتصل ابداً ، لكن لافائدة لانها وصلت الى عتبة الباب و الشرطة في كل مكان ..

" ما الذي يحدث !؟؟"

حدق الشرطي بها قبل ان يوقفها من الدخول

" ارجوا ان هذه المعلومات سرية يا آنسة .. رجائاً ابقي بعيدة. "

" انا اعيش هنا يا حظرة الشرطي ! "

خرجت والدتها مِن الباب اخيراً و معها يقف محققان
لتنتبه الى وجودها فوراً

" كلاريس اين كُنتِ !؟"

" بقيت عند صديقة لي .. ما الذي يحدث هنا !؟"

نظر المحقق لها بنظرة باردة تجلب الرعب الى قلبها

" هل هذه ابنتكِ سيدة روزالين ؟"

" اجل. "

اقترب المحقق مِنها اكثر لدرجة غير مريحة نهائياً ..

" لما لا ندخل و سوف تفهمين الامر آنسة كلاريس."

" اجل بالطبع. "

ريثما يتوجهون الى الداخل كانت كلاريس تراجع جميع معلومات لغة الجسد و السايكولوجيا التي يستخدموها عادةً في التحقيق .. لتحمي نفسها في حال اضطُرت للكذب.

جلسوا على الطاولة في غرفة المعيشة لكي تبدئ كلاريس بمراقبة ملامحه .. ريثما الآخر يقف وهو يراقبها ، لتتصرف و كانها لا تراه.

" الآن آنسة كلاريس .. هنالك شخصٌ __"

هدأت علامات جسدها و سيطرت على طريقة تنفسها لتبدوا طبيعية .. ريثما تنظر اليهم بخوف مصطنع .. ففي العادة يجب ان يكون الشخص خائفاً في مواقف كهذه ،

" هنالك شخصٌ يستهدف عائلتكم. "

حسناً لم تتوقع هذا صراحتاً !

" لم افهم هلا اوضحت رجائاً حظرة المحقق."

امسكت والدتها كتفها و التي هي محاولة لجعلها تشعر بالاطمئنان .. مِن خبرٍ فضيع عادةً.

" آنسة كلاريس .. هنالك شخص تهجم على الآنسة زيرا و السيد إلياس. لذا نتوقع ان تكونِ التالية."
© Sandra D.N,
книга «Trust ( ثِقة )».
٩) ماضي لايزالُ حيًا.
Коментарі