КНИГА
Revenge
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 6
استمتعو ورداتي 😘

.
.
.

صوت قطرات ماء بطيئة تهطل من السقف إلى مثيلاتها في دلو خشبي قديم
رائحة المطر من الليلة السابقة والعشب الرطب تملأ ذلك المنزل الصغير المتواضع
ويا لها من رائحة عطرة مرخية للأعصاب في مثل هذا الصباح الباكر

تخترق أشعة الشمس الدافئة نوافذ ذلك المنزل بنيَّة إيقاظ فتى العشرون ليبدأ يومه ولكنه كان مستيقظاً بالفعل وذلك بفضل قطرات الماء التي تهطل على وجهه

تنهد بخفة واستقام..فرك وجهه بكفي يديه بخفة ليبعد آثار النعاس عنه
نظر إلى يمينه ليتفقدها ولقد كانت نائمة بسلام كعادتها
لطالما كانت بنظره ملاك نقي لا تستحق المعاناة في هذه الحياة لذلك هو كل ما يريده أن يرى ابتسامتها الحلوة وأن يريحها من هموم الدنيا
هي آخر من تبقى له في هذا العالم وهو آخر من تبقى لها
ليس لهما إلا بعضهما

تقدم إليها بهدوء وابتسامته البسيطة لا تفارق وجهه اقترب إليها ومد ذراعه ليلامس كفه وجنتيها الناعمتين..رغم مرور الزمن عليها إلا أنها ما زالت محافظة على جمالها
ابنة الأربعين عاماً..يالا حسن جمالها ونقاء روحها

يكلمها بهدوء : (أمي..استيقظي إنها السابعة)
تحركت بخفة في مكانها ورفعت رأسها لتصنع تواصل عيون حنون بينها وبين ابنها والذي مهما بلغ من العمر وبات شكله كرجل يبقى طفلها الصغير

مدت ذراعها هي الأخرى لتتلمس وجنتيه وابتسامتها كالمعتاد لا تفرق وجهها وأجابته بنفس نبرة صوته الدافئة ولكن أنعم : (أجل تشاني صغيري..لقد استيقظت)
همهم لها واقترب ليقبل جبينها واستقام مبتعداً عنها ليحضّر الفطور

اتجه تشانيول للزاوية التي في المنزل الصغير والتي تعتبر مطبخهم وقال بصوت أعلى قليلاً : (سأحضّر الفطور وأجلبه لك لا تتعبي نفسك بالنهوض..حسناً؟)

الأم بهدوء تحاول اخفاء حزنها : (حسناً بني)

جلب تشانيول الفطور لوالدته ليفطرا سوية وبعدها ذهب ليحضر دوائها
نظر إلى العلبة وتنهد فهذه آخر كبسولة دواء فيها ولكن لحسن حظه سيحصل على راتبه من أحد أعماله اليوم لذلك سيشتري لها الدواء
عاد إليها وأعطاها دواءها ثم قبل جبينها كعادة لديه قبل خروجه من المنزل وذهب إلى عمله

يبدأ عمله بالعادة بتوصيل الحليب والجرائد من الخامسة صباحاً وحتى السابعة ولكن اليوم كان يوم عطلته فلم يذهب
وبعدها يعود لمنزله يحضّر الفطور لوالدته ويعطيها دوائها
ثم يتوجه لعمله بالنجارة عند الثامنة وينتهي الساعة الثانية عصراً ليعود لمنزله لإعداد الغداء لوالدته وإعطائها دوائها
وفي الساعة الرابعة يبدأ عمله في أحد الفنادق الفخمة في سيول كحمّال حقائب وينتهي عند الثانية عشر منتصف الليل
يوقظ والدته لتتناول دواءها مجدداً وبعدها يغط في نومه استعداداً ليوم متعب آخر
وكل هذا لكي يؤمِّن الدواء الغالي لوالدته ويؤمِّن الطعام لكليهما

ذهب إلى ورشة النجارة ليبدأ عمله المتعب
الجميع يعلم بأن مثل هذا العمل متعب ويحتاج لبذل جهد ولكن تشانيول لا يشعر بالتعب من هذا العمل فهو قد اعتاد عليه لأنه يعمل به منذ أن كان بالسادسة عشر من عمره
إنه من أفضل العمال بالنسبة لرئيسه في العمل
فمن هو الذي لن يفضل العامل المبتسم دائماً ذو الوجه البشوش والذي يعمل من دون تذمُّر
فهو يدخل للورشة ويلقي التحية على الجميع بأفضل ابتسامة يملكها وجهه الوسيم ويخرج وهو يودعهم بنفس الابتسامة أيضاً
من يراه يقول أن هذا الفتى يعيش أجمل حياة قد يتمناها أحد ما
ولكن لا أحد يعلم مقدار الهموم التي يحملها على كتفه
فوالده قد توفي وهو في العاشرة من عمره وعندما أصبح في السادسة عشر من عمره أصيبت والدته بسرطان الدم ولم يعد باستطاعتها أن تعمل لتعيل نفسها وابنها لذلك ترك تشانيول دراسته لكي يعمل ويهتم بوالدته المريضة ويؤمّن علاجها
.
.
.

في أحد الأيام عندما كان تشانيول في فترة عمله في الفندق
اتجه إليه زميله في العمل راكضاً وقف أمامه يبدأ الحديث بعد أن أخذ أنفاسه : (تشانيول اذهب لبار الفندق يحتاجونك هناك)
تشانيول : (لماذا؟ ألا يوجد أحد يعمل هناك؟)
الفتى الآخر : (لا أعلم..طلبوا مني مناداتك للعمل هناك لأنه يوجد نقص في النادلين فأحدهم أخذ إجازة وآخر مريض وهناك شخصية مهمة وبارزة في المجتمع ستأتي الليلة..هيا ما الذي تنتظره اذهب)قال آخر جملة وهو يدفع تشانيول من كتفيه باتجاه البار)
تشانيول وهو يمشي ويبعد يد الفتى عنه : (حسناً حسناً اتركني الآن)

دخل تشانيول الملهى وبدأ في عمله كنادل
كان كل شيء يسير بطبيعية فقط كان هناك شاب طويل ووسيم يبدو عليه الثراء وصاحب الفندق يتملقه ويناديه بالسيد كيم وكان معه ثلاث شبان يبدون بنفس عمره وبنفس مستواه
تشانيول وهو يفكر : (لماذا يناديه صاحب الفندق بالسيد كيم وهو بعمر والد هذا الشاب)
لم ينتبه على نفسه بأنه كان يفكر بصوت عالي فأتاه الرد من زميل له : (بالطبع سيناديه بذلك لأن هذا الشاب المدعو بكيم وو بين عائلته من أغنى العائلات في كوريا وكان ليصبح أغنى لو تزوج من ابن بيون ومع ذلك هو لديه المال الكافي لشراء هذا الفندق وبما فيه)
تشانيول لم يهتم كثيراً بكلام زميله وخاصة عن زواج ذلك الشاب الذي يبدو متعجرفاً
فماذا سيستفيد هو إن عرف قصة حياته أو اهتم بمن سيتزوج

تجاهل تشانيول هذا الكلام وأكمل عمله
نادى المسؤول عن البار تشانيول لكي يقوم بإيصال بعض المشروبات إلى أحد غرف الفندق التي توجه إليها أحد أولئك الشبان الأغنياء
أخذ تشانيول المشروبات وصعد إلى الغرفة
قام بطرق الباب وفتح له الشاب دخل تشانيول وقام بوضع المشروبات على الطاولة ودخل الشاب خلفه وكان هناك أحد آخر معه في الغرفة ولكن لم يظهر نفسه لتشانيول فهو عند دخول تشانيول قام بالذهاب للحمام

عاد تشانيول لإكمال عمله
وانتهى من العمل عند الثانية عشر منتصف الليل كالعادة وعاد لمنزله بعد يوم عمل طويل
.
.
.

استيقظ تشانيول في الصباح الباكر ليقوم بعمله ويبدأ يومه كالمعتاد
طوال توصيله للحليب والجرائد لم يكن يشعر بأنه بخير..كان يشعر وكأن هناك شيء سيء سيحصل اليوم
تجاهل شعوره وأكمل عمله

عاد من عمله الثاني وهو ورشة النجارة ودخل لمنزله وتوجه لوالدته ليلقي عليها التحية ويقبل جبينها كعادة لديه عند دخوله للمنزل
كانت نائمة بسلام فقام بتقبيلها وحاول إيقاظها بصوت هادىء ولكنها لم تكن ترد عليه حتى بعد خمس دقائق من استمراره في ايقاظها
كانت تبدو شاحبة أكثر مما تبدو عليه بالعادة
قام بتحسس نبضها وإذ به خفيف
لم يشعر بنفسه وهو يحملها ويركض بها للمستشفى
ما إن وصل حتى بدأ يصرخ بالممرضات لينادو طبيبها
أدخولها غرفة العمليات وهو بقي ينتظرها في الخارج
لا يمكنه التحكم بدموعه الحارة التي تنزل على وجنتيه
لقد كان خائفاً
خائف على والدته من أن تتدهور حالتها
خائف من فقدانها فهي آخر من تبقى له وهو متعلق بها كثيراً
خائف من البقاء وحيداً فهو لا يملك غيرها

بقي على هذه الحال ولم يذهب لعمله في الفندق
مرت ساعتين حتى خرج الطبيب أخيراً من غرفة العمليات
توجه إليه تشانيول بسرعة وسأله بخوف : (هل هي بخير؟هل مرضها أصبح أصعب؟)
كان وجه الطبيب لا يبشر بالخير
تكلم الطبيب بهدوء : (لن أكذب عليك يا فتى ولكن والدتك لم تعد تملك الكثير من الوقت فالمرض انتشر في كامل جسدها..يستحسن أن تبقى في المستشفى لكي نراقب حالتها حتى تستيقظ)
انهمرت دموع تشانيول بهدوء على وجهه متجمد الملامح
تشانيول بهدوء محزن : (متى ستستيقظ أيها الطبيب؟)
تنهد الطبيب وقال : (يا فتى والدتك قد لا تستيقظ ومع الأسف احتمال عدم استيقاظها كبير وذلك حتى يأخذ الرب أمانته)
عاد تشانيول إلى الخلف وأرخى جسده على مقعد الانتظار أخفض رأسه حتى ركبتيه ووضعه بين كفيه وبدأ بالبكاء
تقدم الطبيب منه وربت على كتفه وقال له بنبرة متأسفة : (آسف..لو كان بمقدوري مساعدتها لفعلت ولكن جسدها ضعيف للغاية والسرطان أصبح جزء منها فالأدوية التي كانت تأخذها فقط لتخفيف الألم وليست لإيقاف المرض)
تنهد الطبيب وأكمل : (كنتَ تعلم بأنه سيأتي هذا اليوم لذلك عليك أن تكون قوي من أجلها لكي تذهب بسلام..ليكُن اللّٰه بعونك وعونها)
لم يواسي الطبيب عائلات مرضاه من قبل ولكن كان تشانيول بنظره حالة استثنائية فكونه دائماً ما يكون الوحيد المتواجد مع والدته أثناء مواعيد الفحص فهو علم بأنهما وحيدان لا يملكان أحد غير بعضهما لذلك كان متعاطف معه

ابتعد الطبيب وترك تشانيول لوحده

هدأ تشانيول بعد ساعتين من البكاء ولم يبقى من بكائه سوى الشهقات
ونهض لكي يدفع تكاليف المستشفى
وبعدها ذهب لغرفة والدته وجلس على كرسي بجانب السرير وقام بإمساك يدها طوال الليل حتى غفى بهذه الوضعية

استيقظ تشانيول في الصباح الباكر..قام بتقبيل جبين والدته وخرج للذهاب لتوصيل الجرائد والحليب
هذه المرة كان يعمل بدون ابتسامته المعتادة
كان يبدو عليه الحزن والأسى
حتى صاحب ورشة النجارة لاحظ ذلك

بعد انتهاء عمله بالنجارة ذهب ليزور والدته
بقي عندها ما يقارب ربع ساعة وإذ بالطبيب يدخل ليفحصها
بعدما انتهى الطبيب من الفحص الدوري سأله تشانيول ببعض الأمل : (هل تحسنت؟ هل ستكون بخير؟)
الطبيب فقط اكتفى بزمّ شفتيه والتربيت على كتف تشانيول
الطبيب بهدوء : (هل تناولت طعاماً اليوم؟ أنا على يقين بأنك لم تأكل منذ الأمس)
هز تشانيول رأسه بالنفي
تنهد الطبيب وقام بسحب تشانيول إلى مكتبه وأعطاه طعام وأجبره على تناوله لأنه رفض في البداية

شكر تشانيول الطبيب وتوجه لعمله في الفندق
دخل إلى الفندق وهو متوتر من ردة فعل رئيس الموظفين كونه لم يأتي إلى العمل يوم أمس

ما إن دخل إلى غرفة تبديل الملابس ليرتدي الزي الرسمي للعمل حتى أصبح أمامه زميله
الفتى وهو مقطب الحاجبين : (لماذا لم تأتي يوم أمس؟) كان يتكلم بتوتر ويهز رجله منتظراً إجابة
أجابه تشانيول بارتباك من نبرة زميله بالحديث : (لقد أخذت والدتي للمستشفى)
زم الفتى شفتيه وهمهم وأومأ برأسه وألقى بعض النظرات المشككة على تشانيول وقال بنبرة باردة : (أتمنى أن تتعافى والدتك) وتركه وخرج من الغرفة
شعر تشانيول بالحيرة من تصرفات الفتى وأحسّ وكأن هناك شيء سيء سيحصل اليوم أيضاً
وبالفعل قبل تبديل تشانيول لملابسه اقتحم عناصر من أمن الفندق الغرفة وقاموا بتثبيت تشانيول وأخذه إلى مكتب الأمن هناك بانتظار شرطة سيول

استمر تشانيول بسؤالهم عن سبب أخذهم له في هذه الطريقة ولكن كل ما تلقاه هو لكمة على الوجه واخرس قاسية خرجت من فم رئيس أمن الفندق

جاءت الشرطة وقامت بأخذ تشانيول إلى مركز شرطة سيول وفور وصولهم أدخلوه غرفة التحقيق مكبّل الأيدي
كان تشانيول مشوش ومتوتر لا يعلم سبب تعاملهم معه بهذه الطريقة
فتح باب الغرفة ودخل إليها محقق ضخم البنية يبدو في الخمسين من عمره وجلس على الكرسي مقابل تشانيول
سأله تشانيول بسرعة وفضول : (سيدي..ما الذي يحصل؟ لماذا أنا هنا؟)
ابتسم المحقق ابتسامة ساخرة وقال بتعجرف : (اسمع يا فتى..الكذب لن ينجيك لذلك كن صريحاً معي وستخفف عقوبتك)
هنا تشانيول زاد توتره وقال بنفسه ما الذي يتكلم عنه هذا؟
عندما لاحظ المحقق توتر وهدوء تشانيول قام بسؤاله : (هل تعرف كيم تشانغمين؟)
قطّب تشانيول حاجبيه لجهله لهذا الرجل
أعاد المحقق سؤاله بنبرة صوت أعلى : (هل تعرف كيم تشانغمين؟)
هز تشانيول رأسه بالنفي
قام المحقق بضرب الطاولة ببعض من القوة مما جعل تشانيول يجفل
المحقق وهو يصرّ على أسنانه : (عندما أسألك تجيبني بصوتك..هل تفهم؟) قال آخر جملة له بصراخ
أومأ تشانيول وقال بخوف : (حاضر سيدي)
المحقق : (إذن هل تعرف كيم تشانغمين؟)
تشانيول ببعض التوتر : (كلا لا أعرفه)
تنهد المحقق وقال : (لكنك رأيته أول أمس وتحدثت معه ودخلت غرفته في الفندق ولم يكن أحد آخر متواجد معه غيرك)
تشانيول : (أنا لا أعرفه حقاً صدقني)
المحقق : (دعني أنعش ذاكرتك إذاً .. هل تعرف كيم وو بين؟)
حاول تشانيول أن يتذكر فهذا الاسم قد مرّ على ذاكرته من قبل
تشانيول : (أجل أعرفه) رفع المحقق أحد حاجبيه باستنكار فأكمل تشانيول بسرعة وتوتر : (لقد رأيته في بار الفندق أثناء عملي ولكن لا يوجد صلة بيننا فأنا كل ما أعرفه عنه أنه أحد أغنياء سيول وقمت بتوصيل المشروبات لغرفة شاب كان يجلس معه)
أكمل المحقق : (وذلك الشاب يكون كيم تشانغمين..هل عرفته الآن؟)
أومأ تشانيول وقال : (عرفت شكله لكني لم أكن أعرف اسمه)
تكلم المحقق بنبرة ساخرة : (توقف عن الكذب أيها الفتى..من تظن نفسك لتخدعني ها؟)
تشانيول بارتباك : (صدقني أنا لا أكذب عليك سيدي)

تنهد المحقق وقال : (في صباح يوم أمس خدمة الغرف وجدت جثته..لقد قُتِل)

ارتبك تشانيول أكثر وقال : (ما علاقتي أنا بمقتله؟)
المحقق بغضب : (ألم تفهم بعد؟..أنت متهم بمقتله فأنت آخر شخص خرج من غرفته ولم يكن غيركما موجود وأيضاً أنت لم تأتي لعملك يوم أمس..هل كنت خائف أن تكتشف جريمتك؟)
تجمد تشانيول وبدأ يفكر هل أنا متهم بالقتل الآن؟
تشانيول وهو على وشك البكاء : (لماذا تتهمني؟ أنا لا أعرفه حتى ولم يؤذيني قَطّ ولم أذهب أمس لعملي لأن أمي كانت مريضة وأخذتها للمستشفى)
المحقق بسخرية : (ماذا الآن؟ هل تقول بأن الرجل قَتِل بدون قاتل؟)
تشانيول : (لا أعلم..ربما دخل أحد بعدي لغرفته من دون أن يراه أحد)
المحقق : (لقد استجوبنا جميع العاملين في الفندق ولم يرى أحد غيرك من دخل لغرفته لذلك أنت المتهم الوحيد في هذه القضية)
تشانيول : (ماذا إن دخل أحد غيري ولم يراه أحد؟ماذا إن كان هناك خطأ في التحقيق؟)
المحقق بغضب : (هل تشكك بقدرة عناصر أمن بلادك يا هذا؟ أيها اللعين) قال آخر جملة أثناء لكمه لتشانيول

بعد التحقيق لساعة كاملة مع تشانيول قامو بوضعه في السجن حتى يوم محكمته فلقد اعتبروه القاتل بالفعل والذي يكون الأسبوع القادم

.
.

بعد انتهاء التحقيق توجه أحد المحققين الجدد إلى مكتب ذلك الذي حقق مع تشانيول لكي يسأله بعض الأسئلة بِنِيِّة التعلم منه
كان شابّاً وسيم الوجه أسمر البشرة طويل البنية في الخامسة والعشرين من عمره يدعى بكيم جونغ ان

طرق جونغ ان الباب ودخل بعد سماع الإذن الذي يسمح له بالدخول من قبل المحقق
دخل جونغ ان وجلس بأدب وسأل المحقق بهدوء : (لماذا اتهمته بهذه السرعة سيدي المحقق؟ ماذا إن كان بريئاً بالفعل)
تكلم المحقق وهو يعمل على بعض الأوراق : (أنا اتهمته لأنه لا يوجد سبب لاتهام غيره فهو فقير ولن يستطيع تعيين محامٍ جيد للدفاع عنه لذلك سيتهم بالقتل وينتهي أمره في السجن وسأكون قد حللت القضية بسرعة وبذلك سأكون قد ضمنت ترفيع منصبي قبل سن التقاعد طالما أقوم بحل القضايا بوقت أسرع من غيري) لقد قال كل هذا الكلام وهو مرتاح البال فهو يعتبر جونغ ان كأحد أبناءه وهو مطمئن بأنه لن يخبر أي أحد عن هذا الحديث
جونغ ان ببعض الغضب : (ولكن ألا يعتبر هذا ظلم؟ فهو يبدو عليه بأنه بريء ولا يمكنه قتل أحد)
تنهد المحقق وترك الأوراق من يديه وركز نظره على جونغ ان وقال بنبرة ساخرة : (إن كان بريئاً فليثبت هذا أمام المحكمة إذاً) وابتسم ابتسامة سخرية وأعاد تركيزه على الأوراق من جديد
زمّ جونغ ان شفتيه وتنهد ولم يعلم بماذا يجيب المحقق فهو الآن أصبح يحتقره بالفعل
لاحظ المحقق هدوء جونغ ان فقال له : (هذا هو أسلوب عملنا جونغ ان..عليك المشي على بعض الناس الذين لا يكترث لهم أحد لكي تصعد للقمة)
شعر جونغ ان بالقرف من هذا الحديث فأومأ برأسه للمحقق وتوجه للخروج من المكتب ولكنه قبل خروجه التفت للمحقق وقال له : (كنت أظن بأن أسلوب رجال الأمن هو الاعتناء بعامة الشعب حتى المنبوذين منهم وتأمين الأمان لهم والدفاع عنهم ولكني كنت مخطىء..شكراً لك لإطلاعي على عملنا الحقيقي)

.
.
قضى تشانيول أسوأ أسبوع في حياته
كان قلق على والدته فهو لم يراها ولم يسمع عنها خبراً لمدة أسبوع
لقد أخبار حراس السجن بأنه يطالب برؤية رئيس المركز ولكن لم يستجب أحد له حتى بعد إخبارهم عن وضع والدته
هو فقط كان يريد أن يثبت لذلك المحقق بأنه تغيب عن العمل في ذلك اليوم بسبب مرض والدته وليس خوفاً من أن يُكشف فهو بالفعل لم يقتل ذلك الرجل
ولكن لم يكن أحد يستمع إليه ولم يكن أحد يصدقه مع أنه بإمكانهم البحث في ملفات المستشفى وسؤال الأطباء والممرضين عن الأمر

قبل يوم المحكمة بيوم
السجان بصوت جهوري : (بارك تشانيول لديك زيارة)
توقع تشانيول أن يكون المحامي الذي عيَّنته المحكمة ولكنه تفاجأ بهيئة لا يعرفها
تقدم تشانيول من الزائر وقام الزائر بالتعريف عن نفسه : (مرحباً بارك تشانيول أنا المحقق كيم جونغ ان)
كان يبدو على تشانيول الحيرة فسأل المحقق : (ماذا هنا سيدي؟ هل هناك شيء جديد بخصوص القضية؟ هل اقتنعوا أخيراً ببراءتي؟)
تنهد جونغ ان وكان يبدو على وجهه الارتباك : (لا يوجد شيء بشأن القضية ولكني أحمل لك خبرين أحدهما سبء والآخر جيد والخبر الجيد هو أنني مؤمن بأنك بريء وسأحاول أن أساعدك لتثبت براءتك..بعد قليل ستقابل محامٍ آخر سيعمل مع المحامي السابق لإثبات براءتك ولا تقلق فالتكاليف ستكون عليَّ)
تشانيول كان فرحاً لأن هناك أحد ما يصدقه وسيساعده ولكنه كان خائفاً جداً من ذلك الخبر السيء الذي سيقوله المحقق
تكلم تشانيول بعد أن ابتلع ريقه ونظر بخوف للمحقق : (والخبر السيء؟)
زمّ جونغ ان شفتيه وحوَّل نظره لمكان آخر غير عيني الذي يجلس مقابلاً له وهنا تشانيول علم بأن الخبر سيء للغاية ولا يعلم لماذا أول من خطر على باله هو والدته المريضة
جونغ ان بأسف وحزن : (أنا آسف تشانيول شي ولكن والدتك توفيت اليوم صباحاً فالتدعو لترقد بسلام ولتكن قوياً من أجلها)
شعر تشانيول وكأن الزمن توقف وكأنه لا يستطيع التنفس..كل شيء في حياته توقف بعد تلك الكلمات وإن كان في حياته البائسة بعض النور فبالتأكيد انطفأ بعد هذا الخبر

.
.

كان تشانيول لأول مرة يحقد على أحد في حياته وهما ذلك المحقق العجوز وذلك القاتل المجهول اللذان أوصلوه لهذه الحال

.
.
.
.

رأيكم بالبارت بشكل عام؟

حياة تشانيول؟

والدته 😢؟

دخول تشانيول السجن😢؟

جونغ ان 😍؟

مين الطبيب برأيكم؟

مين القاتل اللي سبب كل هالمشاكل لتشانيول؟

وبس (⌒▽⌒)

لا تنسو إعجاب وكومنت ظريف 😘

Love You My Roses
💙💙💙💙

© Rose ,
книга «Revenge».
Коментарі