Monster ||الوحش
Beautiful Goodbye|| الوداع الطيب
الوعد|| promise
KOKOBOP||افقدي صوابك
LOTTO|| فتاة حظّي
Love Shot|| طَلقَةُ حُب
HONEY|| يا عَسلي!
Sweet Lies|| أكاذيب حُلوة
Jekyll|جيكل
Sing For You||أُغنّي لِأجلِك
Wolf ||الجميلة والوحش
Miracle in December|| مُعجِزات ديسمبر
Mmmh||لا يوصف
Coffee|| قهوة
Mmmh||لا يوصف
كيم جونغ إن|| كاي

Mmmh||لا يوصف

...

تسير وتبكي، تسير وتبكي... وتلفِت إنتباه المارّة بأثيرِها، وشهقاتِها، وشتائمها.

لقد كان أمرًا صادمًا أن ترى الرَّجُل الوحيد، الذي أحبَّته طوال حياتها، في أحضانِ إمرأة أخرى، وحينما واجهته تعذَّر.

-أنتِ لستِ كافيّة؛ لتُكفِّيني عن غيركِ!

شعرت بالنَّقصِ الشديد آنذاك، لو أنَّهُ لم يقول شيء، أو حتى غضب عليها، وصرخ أهون عليها من أن يجعلها في عينِ نفسها المُقصِّرة في حقِّه والناقصة، التي لا تُشبِع.

لم تَكُ غاضبة على خيانتِه لها بقدرِ ما أغضبها عُذرَهُ القبيح؛ لقد إنتقص منها، قال أنَّها ليست كافيّة!

ولكنَّها جيّدة معه، لطالما تزيَّنت كما يُحِب، وارتدت كما يُحِب، وتصرَّفت كما يُحِب، وامتنعت عمّا لا يُحِب. لقد إختلقت شخصية جديدة لا تُشبهها لِتُرضيه؛ ولكنَّها ليست كافيّة؟!

يكفي...!

لقد حملت هذا الحُب الثقيل على أكتافها وقدَّرته طيلة السنين، لم تدري أنَّهُ حُبًا يجرحها، أنَّهُ حُبًا تخوضه وحدها.

لا بأس؛ دائمًا ما يُردِّد النّاس أنَّ الحُبَّ الأول لا ينجح، دومًا حاله الموت مهما طال عمره. لقد تشبَّثت بِوهم، وأصبحت إمرأة لا تعرفُها لتُرضيه. الآن تفهم أنَّها المُخطئة حقًا؛ فلا أحد يستحق أن تُغيّر من نفسِك لأجلِه... ولا أحد!

لذا هي تستحق ما حدث لها، تستحق!

لقد ظنَّت أنَّ كُلِّ حرفٍ تفوَّه بهِ لها كان حقيقيّ، تلك المُجاملات، التي أذابت قلبها في مرحلةٍ ما، وتلك النظرات المُغرَمة... كل ذلك كان محض كذبة غبية صدَّقتها بسذاجة.

لن تقع في الحُبِّ مُجدَّدًا، لن تُحِب ولا أي رَجُلٍ حتى؛ لأنَّهم جميعًا في هذا الزمن معجونين من نفسِ الطّينة... الخِسَّة.

عادت إلى شِقَّتِها في سيؤل مأوى الحُب المجنون وقد جفَّت المآقي؛ لكثرةِ ما إنسكبت، نظرت عبر المِرآة إلى نفسِها؛ أحقًا لا تستحق الحُب؟

شعرها أسود طويل وبه تعريجات ثخينة، فُستان أنثوي رقيق لا يَشِف ولا يلتصِق ببدنِها، مظهرها الرقيق هذا على ذوقِه؛ ولطالما عيَّبَ على لونِ حدقتيها البُنيّة؛ ولذلك مالت لإستخدام العدسات بكثرة، وعيَّبَ على لونِ شعرِها وشكلِه؛ فلطالما كان مُنسدِل طويل باللون البُنّي؛ ولكنَّها غيَّرت من شكلها لتُرضيه.

كانت حمقاء صغيرة مغموسة في حُبِّ رَجُلِّ لا يستحق؛ لذا سعت لإرضائه بِكُلِّ الطُّرُق المُمكِنة، ولكن خيانته لها بعد كُلِّ ما فعلتهُ لأجلِه كان مِثلَ ضربةٍ قاضيّة؛ أيقظتها علامَ تفعله... لقد كانت غبيّة بِحق.

إنهارت أمام المرآة باكيّة، ما عاد لأي صوت تَردُّد في خلجاتِها إلا صوت واحد... صوت النقص.

الخَيبة مِنه ليست بحجمِ النَّقص، الذي أشعرها به... الآن تشعُر وكأنَّما هي أقبح إمرأة على وجهِ الأرض.

لم يراودها هذا الشعور في حياتِها قط، لطالما كانت ناجحة، وتسمع المديح أينما حلَّت، والناس يتودَّدون لها ويجامِلونها، لطالما كانت بين الجموعِ منارة، ولطالما كانت بين النجومِ القمر.

لم تنظر إلى نفسها في عينِ النقصِ قط؛ ولكن ذلك الرَّجُل الحقير زرع لها عين ترى فيها النقص؛ مثل وحش ينهشها، كما لو أنَّها لا تمتلك ولا حسنة واحدة حتى... لقد أحسَّت بالغُربة من نفسِها.

وكما يفعل الكوريون؛ فدائمًا ما يكون مأوى أحزانهم بارات الشُّرب؛ لذا قرَّرت أن تقصد واحدًا مع لمسةِ جنون، رتَّبت مظهرها، وضعت مساحيق التجميل، وارتدت جينز أسود ضيَّق وقميص أسود كذلك، ثم وضعت فوقه سُترة جلديّة حمراء... بدت مُختلِفة عن قبل قليل بكثير، ثم قصدت إحدى نوادي إيتوان الشهيرة، التي تَعُج بالشَّراب، بالرَّقص، والرِّجال الجذّابين.

فمدينة الدراما مدينة مجنونة تحوي على كُلِّ الأصناف مهما كانت جيدة أو سيئة، وهي أرادت صنفًا يُخلِّصها من هذا الشعور الحقير ولو بلقاءٍ واحد.

لم تظن يومًا أنها سَتُقدِم على هذا السلوك، الذي لطالما إعتبرتهُ سلوكًا رخيصًا وحقيرًا، هي فتاة جيّدة، ولطالما كانت سيرتها مُعطَّرة بالذِّكرِ الحَسن؛ ولكنَّها الآن كما لو أنَّها فقدت وعيها، الخيبة نسجت غشاوة على وعيها، وجعلتها لا تُفكِّر إلا بالتخلُّص منها رِفقة الشعور، الذي رافقها.

دخلت إلى إحدى البارات الممزوجة بأعراقٍ مُختلِفة وبطبقاتٍ مُجتمعيّة مُختلِفة؛ فكُلَّ ذلك لا يهم حقًا لو اجتمعوا ها هنا؛ جميعهم أتوا ليمرحوا وينسوا همومهم.

جلست على بارِ المشروب، وطلبت من النّادل أن يسكب لها الفودكا؛ فاعترض بحرج.

-ولكن يا آنسة الفودكا باهظة جدًا، أيُمكنكِ الدَّفع لقاءها؟

ضربت بقبضتِها على سطحِ البارِ بغضب.

-هل تراني ناقصة أنتَ أيضًا؟

تصنَّمَ الرَّجُل الفَتيّ لقاء ردِّ فعلها، ثم نظر خلفها حينما رأى رَجُلًا يافعًا يتقدَّم من خلفِها يُشير له بتنفيذ طلبِها، وهو بالتأكيد يعرف هذا الرَّجُل؛ فهو يأتي كل فترة إلى هذا البار تحديدًا.

صبَّ النادل كأسين، واحد لها والآخر قبل أن تسأل إيري عن صاحبه؛ وجدت رَجُلًا جذّابًا يجلس إلى يسارِها ويقول بنبرةٍ جذّابة.

-لا أحد كامل آنستي.

إلتفتت إليه وقالت بعصبيّة.

-لِمَ أتراني ناقصة أنتَ أيضًا؟!

إرتشف من شرابِه على مهل يجعلها مُهل، ثم أومئ؛ فضربت الطاولة بيدِها مُجدَّدًا غاضبة، وصرخت عليه، فيما دموعها تعبر خديّها كما طريقٍ مُعبَّد.

- كيف تجرؤ؟!

وقفت في سخط، وأرادت الرَّحيل؛ ولكنَّهُ أمسك بمعصمِها، وجذبها لتجلس على مقعدِها. نفضت يده عنها، وهسهست في غيظ.

-ما بالكَ علي؟
دعني منك!
أنتَ حقًا رَجُلًا بغيض!

قهقه أثناء إستغرابها من سلوكه المُريب وقال.

-يُمكنكِ أن تقولي ذلك، لكن قاعدتي الأساسيّة ألا أترُك فتاة جميلة تبكي.

رفعت شِدقها في إستهزاء، ثم أشاحت عنه في صمت؛ ترتشف من كوبِ الفودكا أمامها، حينها كانت فُرصته ليُبرِّر موقفه السّابق.

-أنا، أنتِ، كل هؤلاء النّاس... جميعنا لنا ولو عيبًا واحد يجعلنا ناقصين. لا أحد مثالي، ومن يدَّعي المثاليّة هو شخص أنقص منّا؛ نحنُ بشر في النِّهاية لسنا ملائكة؛ ولِدنا لنُخطئ، ونتعلَّم من أخطائنا، ونُصلحها؛ ألا تُظنين ذلك.

تبسَّمَ حينما نظرت له في لحظةِ أستيعاب؛ فغمز.

-ألا تظُني ذلك؟

إزدرئت جوفها، ثم وقفت تجذبه من ياقتِه ليقف مثلها، وتمتمت.

-أثبت لي وجهة نظرك، أثبت لي أنَّ النقص الذي يعتريني طبيعي، وأثبت لي أنَّنا خُلقنا لِنُخطئ ونُصلِّح أخطاءنا.

تبسَّم يعكف حاجبيه في إستغراب.

-كيف ذلك؟!

-أُريد أن أُخطئ معك!

-ها؟!

قبَّلتهُ فجأة وتراجعت تنظر في حالِه، فوجدته يقف ولا يتحرَّك كما لو أنَّ فعلتها جمَّدته؛ فاستنكرت.

- ستكون كاذب لو قلتَ لي أنَّني سرقتُ بتولة شفتيك!

ضحك فجأة ونبس.

-سأكون لو قلتُ لكِ أنَّكِ فعلتِ؛ ولكنَّكِ فاجئتِني؛ ليس هذا ما نصحتُكِ به!

لفَّت ذراعيها حول رقبته وتمتمت قُرب شفتيه.

- دع نصائحك لنفسِك، والآن لبّي لي رغبتي، سأكون شاكرة حقًا لو رضيت.

إبهامه وسبّابته رفع بهما ذقنها إليه وهمس.

-لا أريد أن أستغِل إمرأة ثملة!

شاحنت بدنها ببدنِه وهمست.

-لم أثمل بعد!

-إذًا بِكُلِّ سرور آنستي!

دفع ثمن الفودكا، ثم خرج بها مُمسِكًا بيدِها إلى أقرب فُندق، وحينما أصبحت عالقة معه في غُرفةٍ واحدة قال.

-ما زال يُمكنكِ أن تتراجعي.

-لن أفعل!

قرَّبها من خصرِها إليه، وهمس.

-يُمكنكِ أن تتراجعي في أي وقت، لا أحب ألا أكون مرغوبًا.

صمتت توفِّر عليهما الجِدال، إذ حان الوقت، الذي يُحقِّق فيه ما طلبت. رفع شعرِها بيدِه عن نحرِها وغزاه بشفتيه، أغمضت عيناها وشدَّت على قميصه؛ من الواضح أنَّهُ رَجُلًا مُباشر.

وضع أنفَّهُ واستنشق عميقًا نحرِها وخُصل شعرها، ثم همس في أُذنها.

-تفوحُ منكِ رائحة الياسمين!

تقدَّمَ منها، وتأخَّرت عنه حتى سقطت على السرير وسقط عليها؛ وفيما يُزيح عن بدنها الثياب رأى دمعة أنجبتها عينها وسارت على صِدغها؛ فتحدَّث.

- هل أبتعد؟

أخذت تَفِك أزرار قميصه وهمست.

-لا تبتعد!

...

نظرت إلى يمينها على السرير، وجدته ينام بعُمق، نظرت إلى وجهه، استهلكت بعض الوقت بحفظِ تفاصيله.

شعره بُنّي؛ يرفعه عن جبهتِه بفاصلة جانبيّة أنيقة، بشرته سمراء صافيّة، وعيناه بُنيّة ساحرة، قَدَّه رشيق وطويل نوعًا ما، جذّاب ومُثير، كذلك صوته، وشخصيته جذّابة، وأداءه أفضل من ذلك الحقير بكثير.

لم تسأله عن اسمه ولم يسألها عن اسمها، هي فقط وجدت عنده ما تحتاج، ورُبَّما هو فعل أيضًا... لا يهم.

إرتدت ثيابها وغادرت الغُرفة، مع طلعةِ الصُّبح وصلت إلى منزِلها، ولجت إلى دورةِ المياه، أخذت حمامًا دافئًا، ثم وقفت أمام مرآتِها، وهي ترى خُصلِ شعرها المُبتلّة تنزفُ ماءً.

قصَّت خُصل شعرها الطويلة حتى أصبحت بالكادِ تلمس كتفيها، وقصَّت غُرَّة كثيفة غطَّت جبهتِها، ثم أخرجت الصبغة، التي تردَّدت في وضعها كثيرًا؛ ولكنَّها الآن ستفعل بالتأكيد؛ إذ صبغت شعرها باللون البُنّي كما كان في الأصل، وهذَّبته من داخله باللون الأحمر.

صبغُ الشعر وتسريحه ليس مشكلة بالنِّسبةِ لها، لوالدتها مركز تجميل وكانت تُراقبها حينما تعمل، كما لم تَكُ هذه تجربتها الأولى، لقد صبغته سابقًا لأجلِ أن تُرضي ذلك الرَّجُل الحقير.

أثناء إنتظارها أن يصطبغ شعرها؛ نبشت في دولاب ثيابها، ورمت كل الثياب، التي على ذوقه والتي إشتراها لها، وتركت فقط القِطع، التي على ذوقها فعلًا.

ما إن إنتهت حتى إنتهى الوقت مع شعرِها، ونهضت لتغسيله، جفَّفته وسرَّحتهُ برتابة، ولم تنسى ألا تضع عدسات في عينيها؛ لا مزيد من التصنُّع.

إرتدت ثياب العمل، ثم وقفت أمام المرآة، الآن هذه إيري حقًا، إيري جميلة ورائعة كما هي، لا تحتاج أن تتصنَّع لأجلِ أي سبب.

خرجت من المنزل واستقلَّت سيارتها، وقبل أن تدخُل مكان عملها دخلت المقهى القريب، الذي ترتاده هنا، العجيب في الأمر أنَّ لا أحد تعرَّفَ عليها، وهذا كان مُفاجئًا.

إذ بعدما طلبت اللاتيه تلقَّت نظرات مُستغربة من العاملة الصغيرة.

-تبدين مألوفة؛ لستُ أدري أين رأيتك!

تبسَّمت إيري وردَّت.

-أنا إيري؛ كيف لا تعرفيني؟!

ضمَّت الفتاة شفاهها بدراميّة، ثم هتفت.

-اوه تبدين مُختلفة!

ثم وكزت كتفها تقول.

-لكنَّكِ تبدين أجمل!

أومأت إيري، وبقيَ خيال إبتسامة خفيفة على شفتيها، الآن تعلم ذلك وتفهم ما يعنيه أن تتغيَّر لأجلِ أي أحد؛ لقد كانت تَحِس نفسها محبوسة في قيود؛ ولكنَّها الآن حُرَّة أخيرًا.

-أدرك ذلك الآن!

علَّقت الفتاة بنبرةٍ لعوب.

-عيناكِ مُتعبة، ما الذي كنتِ تفعلينه الأمس؟

غمزت لها إيري تقول.

-ما تفكرين به تمامًا!

قهقهت الفتاة في صخب، وإيري خرجت من المقهى تقصد مكان عملها بلا إثارة شغب، هي ستسير وكُلُّهُم سيتحدَّثون عنها.

صحيح أنَّهُ يصعُب عليها كما يصعُب على إي إمرأة أن تتجاوز خيبتها في حُب طال عمره لسنين، ولكنَّها لا تُظهِر وجعها، لن تُظهِر ضعفها.

ولجت إلى الشركة، التي تعمل لصالحها، بإبتسامة بشوشة. رُغمَ أنَّ الخبر على الأرجح قد إنتشر في مكان العمل؛ فالرَّجُل، الذي منحتهُ قلبها وجُزءًا ضخمًا من حياتِها، يترأس إحدى الأقسام هنا؛ ولسوء الحظ هي تقع تحت سُلطتِه.

ولجت إلى مكتبها، وتجاهلت النظرات، التي تتصيَّدها، جلست خلف مكتبها وانشغلت في العمل؛ فهي تعمل كمهندسة معماريّة ذات كفاءة عاليّة في شركة مرموقة تخدم عُملاء من الطبقة الثريّة وعُملاء من خارج البلاد.

كانت آيري تعمل على إحدى المشاريع الجديدة بمعونة الزُّملاء أسفل سُلطتها، حينما دخل عليها رئيس القِسم، الذي كانت فقط بالأمس تفرح ما إن تراه.

رمقته بنظرةٍ سطحيّة خاليّة من الشعور، هي لن تجعله يحس بغضبها ولا بكرهها حتى... صفر مشاعر له.

أشاحت بوجهها عنه وانشغلت بالملفات المُحَوسَبة مُجدَّدًا.

-تفضَّل سيد اوه، ماذا تُريد؟

استنكر ضاحكًا.

-سيد اوه فجأة؟!

توقعت أن تأتي إلي، وتتوسليني كي أعود لكِ، أو على الأقل تنتظري أن آتِ لأعتذر لكِ بلهفة!

نظرت له بإبتسامة صفراء.

-يَسُرَّني أنَّ هذا ظنَّكَ بي، والذي يعني أنَّكَ لا تعرفني، وأنا كما تعلم لا أتشرَّف بمعرفتكَ بي!

قهقه سيهون في إستهجانٍ وغضب، ثم اقترب من مكتبها، واتكأ عليه فيما ينظر لها قِبالتِه بأعين صيّادة.

-تبدين مُختلفة عن الأمس، أهذا وجهكِ الحقيقي؟!

رفعت عيناها عن الحاسوب، ونظرت إليهِ تقول.

-حضرةَ الرئيس؛ لو كنتَ هنا من أجلِ العمل فاخبرني ماذا تريد، وإن أتيت لسببٍ آخر فارجو أن تخرج؛ هذا مكان عمل في النهاية.

قهقه بسخط وخرج... كل الحُب الذي أحبتهُ أياه تحوَّلَ إلى كُرِه، لا تفهم حقًا كيف أحبَّت رَجُلًا مثل هذا، كانت عيناها مُغمضة عن كُلِّ مساوئه، الآن تفتَّحت عليها جميعًا.

مرَّت الأيام بشكلٍ سلس بعدها، إنفصال رئيس قسم الهندسة المعماريّة السيد اوه سيهون من المُهندسة الأفضل في الشركة بارك إيري أصبح خبرًا رائجًا حتى ضاع رواجه، وأعين الناس تعوَّدت على شكلِ إيري الجديد وشخصيتها الجديدة.... الأصح النسخة الأصلية منها.

ما زالت العلاقة بينها وبين سيهون متوترة للغاية؛ لكنَّها حقًا لا تهتم... العمل يسير بشكلٍ جيد، وهم يدفعون راتبها دون أن ينقص ولو يون واحد؛ لذا لا بأس.

أحدهم طرق على بابِ مكتبها، ثم أطلَّ بِرأسه؛ هذا الموظَّف الجديد فيلكس.

-سيدتي؛ الزبون مالك الفيلا، التي تعملين على تصميمها، أتى كما طلبتِ، هو في غرفةِ الإجتماعات.

أومأت إيري ونبست فيما تحمل ملفّاتها.

- ساعدني في حمل المُستندات والمُخططات سريعًا، واتبعني!

- أمرُكِ سيدتي!

خرجت إيري إلى غُرفةِ الإجتماعات وخلفها فيلكس يحملان الملفات. دخلت إيري أولًا تنظر إلى زبونها بإبتسامة عمليّة؛ ولكن ما إن رأته سقطت إبتسامتِها كذلك الملفات، التي بين يديها.

-اوه!
آنستي؛ أنتِ بخير؟!

أومأت بإحراج بعدما أبعدت نظرها عنه، وتقدَّمت لتجلس في مكانِها قِبالته. إنَّهُ الرَّجُل ذاته من تلك الليلة الأجنبيّة عن حياتها وأخلاقها.

لم يَكُ وحده، يُرافقه رجلان، ويبدوان كمساعديه أو شيئًا كهذا، وهي التي حسبته رَجُلٌ طائش!

كما أن سيهون هنا، ويحضر بعض المهندسين الآخرين ورئيس الشركة أيضًا، لقد إنكشف أمرها؛ إذ بدى واضحًا أنَّها تعرِفه؛ ولكنَّهُ لم يعرفها للآن... رُبَّما لأن شكلها تغيّر كثيرًا، ورُبَّما لأنَّ تلك الليلة محفورة في عقله كهيئة وشعور وليس الشكل تفصيليًا.

-أعتذر عن تصرُّفي قبل قليل، لقد سهوت.

أومئ برأسِه لها، وهو يبتسم برضى؛ وكأنَّ الإرتباك، الذي سبَّبهُ لها يُرضيه.

نهضت عن مكانها وعرضت مُخطَّط التصميم على شاشةِ العرض، ثم شرحت عن تصميمها الخاص، ثم وقفت بإنتظار رأي الزبون.

الرئيس -وكما نادوه عدة مرّات أمامها- كيم جونغ إن قال.

-لقد طلبت أن تكون الفيّلا محفوفة بكل الرفاهيات الممكنة، وتصميم المُهندسة أفضل مِمّا توقعت، هذا العمل الجاد يستحق مُكافآة أيُّها الرئيس.

نظر جونغ إن في ذيل حديثِه إلى الرئيس الكهل، فضحك بإحراج، وأومئ.

-بالتأكيد سيد كيم!

ثم بدَّلَ السيرة؛ كي يُشتِّت إنتباه هذا الزبون المهم عمّا قاله سلفًا.

-ماذا ستفعل بهذهِ الفيّلا سيدي؟
أقصد أنَّها أكبر من أن تعيش بها وحدك!

نظر السيد كيم إلى إيري وأجاب.

- سأتزوَّج بها!

أخفضت إيري رأسها وإزدرئت جوفها، أيقول هذا الكلام أمامها ليُشعرها بالغيرة أم ماذا؟!
لقد كانت علاقة عابرة... تَوَد تذكيره.

نهض عن مقعده يقصد الخروج وهو يَمُر بجوارِ إيري ضرب كتفه يدها التي ترفع بها الهاتف، كاد أن يسقط أرضًا لوما سقط بيدهِ الأمينة.

أقام جونغ إن عوده، ووضع في يدها هاتفها؛ وهو يبتسم مثل إبتساماتِه في تلك الليلة، إبتسامات مُغوية، ولكنَّه توقف يَشتمَّ هذهِ الرائحة المألوفة، فاقترب من جيدها يشتمَّها بِعُمق مُتجاهلًا زعزعتِها، واستغرابِها، كذلك أنظارِ الجميع نحوهم، وأقاويلهم.

-تفوح منكِ رائحة الياسمين؛ أهي لكِ؟
تبدو مألوفة جدًا!

تراجع فاصطاد في عينيها نظراتٍ مشدوهة، فتعجَّبَ ورفع حاجبًا، كانت تستغرب أنَّهُ لا يتعرَّف عليها أو رُبَّما يدعي ذلك، وكان يستغرب أنَّها تنظر إليه وكأنَّها قد تكون تعرفه.

لمَّمَ حاجبيه في إستغراب، وابتسم إبتسامةً مُتأرجِحة بين الإغواء والإستغباء.

- لقد عَرفتُ إمرأة في ليلةِ عابرة، وبات شهدُها شهدي، والآن تفاجئت أنَّهُ شهدكِ!

تفاقمت العُجمة في عينيه حينما رفع خُصلها، وجعلها تقف خلف أُذنِها مُتبِعًا.

-رائحة الزهرة تلك؛ أهذهِ لكِ أنتِ؟
تفوحُ منكِ رائحة الياسمين، إنَّها مألوفة جدًّا!

ثم عضَّ شِفَّتَه السُّفلى في إغواء في لحظاتِ الإستيعاب، ورنَّم في إبتسامةٍ واسعة تاليّة.

-هل تنامين أيضًا مع هذهِ الرّائحة؟!

وفيما هي تؤول إلى الصمتِ من بابِ الإحراج، اقترب يشدُّها من خصرِها إليه؛ فدُهِشت وانفلق من شفتيها نفسًا مشحونًا، وجونغ إن ما سمح لها أن تأخذ فاصل راحة منه، بل أولج مدار سمعها شفتيه، وهمس تلمِسُها -أُذنُها- شفتيه.

-أنتِ هي؛ ألستِ؟

شعر بأنَّ ذقنها ينحدِر، ونغماتِ أنفاسها تَرِن كلحنٍ متوتِّر؛ فأخلى وانحصر في فلجاتِ فضائها، أمام عيناها.

-أتعبتِني؛ إنَّني أبحثُ عنكِ مُذُّ أيّام.

ثم غمز لها وهمس قبل أن يُدبِر.

-وجدتُّكِ أخيرًا!

خرج من القاعة، وخلَّفَ خلفهُ خِواءً مُحرِجًا، تطلَّعت إيري إلى كُلِّ تلك العيون، التي تتفرَّج، ثم أخفضت رأسها بتأزُّم.

ومن بينِ كل تلك العيون، كانت عينا سيهون الغاضبة، لا تدري بماذا يفكِّر، ولا تهتم، ولن تُبرِّر، لكن الغضب المرسوم على وجهِه يُخبرها الكثير بالفعل، وأنَّه لم ينتهي منها بعد.

لو كان يظن أنَّها ستبكي عليه دهرًا؛ فهو بلا شك مُخطئ!

...

عادت إيري إلى مكتبِها، ورمت بالملفّات على سطحِ مكتبها بإنزعاج يُبطِّن غضبًا، فيما يتبعها المُساعد الصغير فيلكس يُتمتِم بفضول.

- أتعرفينه سيدتي؟

كانت تقف بلا حراك، تنظر في زاوية غائمة كما أفكارها الآن، تستند بيديها على خصرِها فلا مُعين لها سوى نفسها، أهداب فضيحة تَطِلُّ من قريب.

إلتفتت إلى فيلكس والغضب يتفشّى فيها ونبست في تهويل.

-لا شأن لك أنت، انصرف إلى عملك!

أخفض بدنه بإحترام وجرَّ أذيال خيبته خارجًا. وقفت إيري تتنفَّس بإحتدام ثم ضربت بكعبِها أرضًا تتذمَّر في سخط.

-لِمَ تسبَّبَ لي في هذه الفوضى؟!

تنهدت؛ فكما يبدو أنَّ القادم أسوء، سيهون يقصد مكتبها وعيناه تغلي في غضب.

-اللعنة!

ولج إلى مكتبها دون أن يطرق الباب، بل فتحه بقسوة وولج وكأنَّما هو داخل إلى حرب.

- من هذا الرجل، وكيف تعرفينه؟

تهادبت وتنافرت أنفاسها بأستياء.

- لا شأنَ لك.

اقترب فيما لا تُشفي غليله هذه الإجابة أبدًا؛ إذ أمسك بعِضدِها واجتذبها إليه بقسوة، ثم همس قُربها بنبرةٍ تكرهُها.

-لقد أدَّعيتِ الإخلاص لي، وحمَّلتِني الذنب في علاقتِنا المشوَّهة بينما أنتِ أيضًا لم تكوني أقل منّي سوءً.

نظرت له في غضب وردَّت.

-لستُ سيئة، ولو كُنت فأنت أسوء. لم أخُنك وأنا على عصمةِ علاقة معك، ولكنَّني لستُ في عِصمتكَ الآن لِتُحاسبني... أنا حُرَّة بنفسي.

إنتزعت يدها منه فهمس بإبتسامة مُستحقِرة.

-سُرعان ما وجدتِ رَجُلًا لياليكِ البارِدة!

بدت كلماته رخيصة كما أسلوبه، وشعرت إزاءها بِالرُّخص؛ فتصيَّدت وجنتهُ في صفعةٍ قاسيّة، ثم رفعت سبّابتِها في وجهه تُهدِّد بثِقة وقوَّة لم يعرفهما فيها قبلًا.

-أيّاك حتى أن تُفكِّر بالتقليل من شأني، أنا ما عدتُ الفتاة السَّاذجة التي تذروها الرّيحُ عليك، لا شأن لك بي وبكيف أقضي وقتي، ومع من... أنا حُرَّة بنفسي، ولا يحكمني رَجُلًا مهما كان!

ثم أشارت إلى الباب، وقالت.

- والآن اخرج ولا تدعني أراك مُجدَّدًا!

تمسَّكَ سيهون في خدِّه المصفوع، ثم أومئ لها في وعيد... لكل شيء حسابه في النهاية.

تنهدت إيري، وارتمت خلف طاولتها بإهمال، ثم جعلت رأسها بين كفيّها وضربت الأرض بكعبيها بغضب.

-اللعنة على... ما كان اسمه؟

أخرجت الملفات، التي تحوي اسم عميلها المهم؛ لتلعنه على راحتِها.

-كيم جونغ إن!

...

بعد نهاية ساعات العمل، نزلت إلى مصفِّ السيارات الخاص بالشركة، وحينما أدركت سيارتها أخذت السيارة المُقابلة تومض؛ فالتفتت، وإذ به جونغ إن.

تنهدت إيري، وقرَّرت أن تتجاهله، ولكنَّهُ ترجَّلَ من السيارة، واقترب منها يمنعها من العبور قبل أن تسمعه.

- امهليني بعضًا من وقتك.

تنهدت تنظر إليه في أستياء.

-سأُذكرك أنَّها مُجرَّد ليلة عابرة استخدمتُكَ بها لأنسى همّي؛ لذا لا تتبعني وكأنَّ ما بيننا جديًّا.

ضحك مُستنكرًا.

-عادةً ما تكون هذه سطور الرَّجُل، وليس المرأة!

-اه يا إلهي!

تمسَّك بيدِها حينما بادرت بالإبتعاد، وحينما رفعت نظرها إلى موضع يده عليها بإستنكار إنتزع يده مُحتجًّا.

-لستُ أُسيء التصرُّف، أنا فقط أردتُ أن أتحدَّثَ معكِ قليلًا.

ثم أشار إلى سيارته قائلًا.

-يناسبك أن نتكلَّم في المقهى؟

نظرت إليه ببرود وردَّت.

-لا يُناسبني أن أُرافقك.

-سأجعل سائقي يقود سيارتك؟

-لا أحب أن أُشارك أحد أملاكي.

ضحك ورد يومئ.

-حسنًا، هل أذهب معك؟

-لا أستضيف الغُرباء.

قهقه واقترح، بدت باردة وعنيدة وهو يُحِب أجواء التَّحدي هذه.

-حسنًا، أتتبعيني بسيارتك؟

أومأت له، فتراجع نحو سيارته.

-حسنًا إذًا، ألتقيكِ في المقهى القريب.

صعد سيارته، وانطلق بها سائقه على أمل أن تتبعه، شفنته بنظرة أخيرة وسخرت.

-أحمق، يظن حقًا أنَّني سأتبعه.

وفيمت يظن أنَّها ستتبعه كانت قد سلكت طريقها إلى المنزل، الليالي العابرة شائعة، ولكنَّهُ يشعرها وكأنما هي كانت أول من تقترف هذا الفعل في البلاد.

...

حينما وصل جونغ إن إلى المقهى، وانتظر نصف ساعة بلا هدف اقتنع أخيرًا أنَّها خدعته، وذلك لم يجعله غاضبًا، بل أضحكه... يُحِب التَّحدي.

-يبدو أنَّها ستتعُبني حتى أحصل عليها مُجدَّدًا.

وبِ"مُجدَّدًا" لم يقصد هدفًا عابرًا أبدًا؛ فهو لا يُعاشر أيُ إمرأة لِمُجرَّد أنَّها أُنثى. لقد علَّمته الحياة كثيرًا، ومنصبه كرائد أعمال ناجح جعله يقرأ وجوه الناس ويُميّز طينتهم.

فالوجه الخائن والحقير يعرفه كما يعرف الوجه البربيء والنَّقي، هي في تلك الليلة كانت مخذولة جدًا، وتهرُّبها منه يعني أنَّها تخجل من تلك الليلة العابِرة.

ولكن جونغ إن ليس ذا تفكيرًا محدودًا كما بقيّة الرِّجال، حينما أفاق صُبحًا ووجد زفسه مغمورًا في بقايا أثيرها العالق في أُذنه وشهدِها العالق في جسدِه قرَّر أن يبحث خلفها.

ولأنَّهُ عرفها بعث لشركتها طلبًا لبناء فيلّا لأجله؛ لكن ما جعله مُتردِّدًا بأن المعلومات، التي وصلته، حقيقيّة هو إختلافِ شكلها كثيرًا؛ لذا تشتَّت قليلًا.

لكن ما إن أوقعت الملفات وارتبكت حال رؤيته بدأ الشتات يزول من نفسه، وحينما اشتمَّ على عُنقها ذات العِطر قطع الشكَّ باليقين... هي ذات الفتاة العابرة من تلك الليلة.

في اليوم التالي؛ علم جونغ إن أنَّ المُهندسة المُشرفة على المشروع الخاص به ستكون في موقع البناء صباحًا؛ لذا قصده.

كانت تقف بين عدد من الزُّملاء الصِّغار، وذلك كان واضحًا، فهي تُرشد وتشرح، وهم يستمعون بإهتمام.

كانت ترتدي قميص أصفر صوفي، وبِنطال جينز أزرق، فيما تضع الخوذة الصفراء على رأسها، وشعرها أسفلها مُنسدِل.

-جميلة!

علَّق ثم اقترب، ويبدو أنَّ أحد من زُملائها نبَّهها عن وجوده؛ فإلتفتت إليه قبل أن يُدركها.

-صباح الخير آنستي!

قال في إبتسامة، فأومأت بصمت.

-كيف ترين الموقع، أهو جيد؟

أومأت تنظر إليه.

-نعم، لقد فحصنا التُّربة بالفعل وكانت النتائج جيّدة، سنبدأ التنفيذ من الغد.

أومئ لها ثم أشار.

-أيمكن أن نتحدَّث قليلًا؟

كانت مُحرجة، ولا يمكنها الرفض أمام زُملائها الصِغار، فسارت معه مُضطرَّة على ذلك.

-لِمَ لم تأتي بالأمس؟

تنهدت وأشاحت بوجهها دون أن تُجيب؛ فتوقَّف وتوقَّفت وإلتفتت إليه، ما زالت إبتسامته مُشرقة رُغم التهديد، الذي دسَّهُ بين الكلام.

-لو الآن قمتُ بإلغاء المشروع وسحبِ طلبي ستتعرَّض الشركة إلى مشكلة ماليّة ضخمة، ولا سيما أنَّهُ مشروع ضخم. وعلى حسب علمي؛ ستكوني الوحيدة، التي ستتلقى اللوم، وقد تتعرَّض للعِقاب لو فعلت؛ لذا لو أردتِ تفادي هذه المُشكلة عليكِ أن تخرجي معي في موعد كل أُثنين حتى أَقُص شريطة حمراء أمام الفيلّا، التي ستبنيها هنا.

عقفت حاجبيها في غضب، وتسآلت.

-أنا لا أفهم لِمَ تفعل بي ذلك، ماذا تريد مني أنت؟!

اقترب منها؛ وللمرة الثانية لم يهتم بكم عين تطلَّع بفضول، عدَّلَ لها خُصل شعرها من أسفل الخوذة، وأجابها بصوتٍ هادئ مُعبَّأ بترانيم مُهلهِلة وإبتسامات.

-رُغمَ أنَّكِ أبهرتني وأذهلتِني بالفعل؛ لكنَّني ما زِلتُ أُريد منكِ المزيد.

أنتِ أكثر مما يمكنني أن أستوعب، فمهما نهلتُ منك لا أكتفي... أنتِ رائعة لهذا الحد.

ماذا فعلتِ بي؟!
أنا بحق أشتقتُ لكِ!

تأثَّرت في كلامه، لقد كانت دواءً شافيًّا لِجُرحِ النَّقص، الذي يعتريها. لقد شافاها تلك الليلة والآن يُشفيها. ولكنَّها لن تظهر أيًا من ذلك، بل عقدت ذراعيها إلى صدرها وقالت مُنبِّهة.

-مهما اشتقتَ لي وجمَّلتَ كلامك؛ تلك الليلة لن تتكرَّر... اخرجها من رأسك أفضل لك.

اقترب منها وهمس قُرب وجهها، قُربًا بدى أكثر من اللازم، أكبر من مُجرَّد علاقة عابرة.

-لا أستطيع ولا أريد!

تراجع عنها فيما يقول وهو يتركها للمرة الثانية مُضطربة.

-سأنتظركِ يوم الإثنين بالمقهى، الذي تخلفتِ عن لقائي فيه، لا تحاولي أن تهربي مني مجدَّدًا آنستي الجميلة!

تنهدت إيري فيما يغادر، ثم نظرت إلى زملائها، الذين أسرعوا بالإنشغال بأشياء أُخر، تخصَّرت باليد وبالأخرى أزالت خوذتها تتنهد، الأقاويل عنها ستنتشر بالشركة بكاملها بعد الذي حصل الآن، وكأن الذي حدث في الأمس لم يَكُ كافيًّا.

...

يوم الإثنين؛ وفي ظُهرَ ذلك اليوم... ذهبت إيري إلى المقهى، الذي قرَّرت فيه أن تلتقي ذلك الرَّجُل البليد. وبالفعل؛ كان بإنتظارها على إحدى الطاولات المُطِلَّة على الشارع.

أتت لتجلس قِبالتِه فيما ترتدي ثيابًا رياضيّة.

-هل كنتِ تُمارسين الريّاضة في هذا الوقت؟!

-أتيتُ من المنزل.

ارتفع حاجبه بإستنكار، ثم ابتسم بإعجاب. إنَّها حقًا فتاة إستثنائيّة، المرأة الوحيدة، التي لم تحضر موعدًا معه وهي متزينة.

-ماذا تشربي آنستي؟

- قهوة اللاتيه.

برم ثغره ثم أومئ.

-إنَّهُ شرابي المُفضَّل.

أومأت مُفترة الثغر، ثم لبثت في صمت فيما لا تنظر إليه أبدًا بينما تشعر بعينيه، التي لم يرفعها عنها مُطلقًا.

وصلت القهوة، وارتشفت منها، ثم نظرت إليه.

-ما الهدف من لقائنا، هل يمكن أن تُخبرني ماذا تريد؟

أجاب بلا تردُّد.

-أنتِ!

عقدت حاجبيها في ذهول، ثم ضحكت تستنكر.

-رغم ما حصل بيننا تريدني؟!

أومئ.

-وهل أنتِ مُجرَّد جسد أو مُتعة مؤقَّتة؟!

نفثت أنفاسها بأستياء وجلست أمامه مُعتدلة، توليه حِصَّة جيّدة من إنتباهها، مُستاءة لأن كلامه مثل كل مرة يؤثر عليها وينغمس في قلبها، ولتكون صريحة يصعب نزعه من عقلها كلما فعل كما لو أنَّهُ يُرسِّخ لنفسِه مكانًا في قلبِها، وعقلِها، وجزءًا كبيرًا من حياتها دون مجهود.

-لو ظننتَ لأنَّني عبرتُ دفئك بليلة باردة يعني أنَّني لا أمتلك ذرَّة إحترام لنفسي أو كرامة فأنتَ مُخطئ... الآن تُخبرني ما هي نواياك بشأني وإلا غادرت، وسأستقيل قبل أن تُدبِّر لي مكيدة في عملي.

تنهَّد وأرخى بدنه على ظهرِ الكرسي، فحملت بجُذدانها على سطحِ الطاولة تريد المغادرة، لكنه أمسك بيدها وبلا كلام طلب منها الجلوس ففعلت.

شابك أصابعه فوق الطاولة، وجلس بإستقامة قبالتها.

-رُبَّما لأنّي سيء؛ أُريد أن آخذ قلبكِ بأكملِه.

ألستِ قَلِقة؟

قريبًا جدًّا؛ ستحصلين على عالمي؛ علي!

أحتاجت إيري بعض الوقت في السكوت والإستيعاب، ثم إستنكرت فيما تعقد ملامحها بإستغراب.

-إذًا تُريد أن نكون في علاقة؟

تبسَّم وأومئ فيما يرتخي مُجدَّدًا على مقعده ويريح ساعديه عليه.

-يُمكنكِ قول ذلك آنستي!

تنهدت إيري لا تفهم هذا الرَّجُل، لقد جعلها مشوَّشة للغاية، يبدو خبيثًا ولكن كلامه مُباشرًا، يبدو فاسدًا لكنَّهُ قد يكون رَجُل جيد أيضًا.

-حسنًا؛ سنستمر في اللقاء، وإذا ما وقعتُ لكَ حتى إنتهاء الفيلّا فلا يمكنك فرض نفسك علي.

تبسَّم ووضح.

-أخبرتُكِ مُذُّ لقائنا الأول أنَّني لا أُحِب أن أفرض نفسي على أحد!

ضحكت بإستهزاء.

-ولكنَّكَ تفعل الآن!

برم ثغره ثم أومئ مُفسِّرًا.

-أنا آخذ فُرصتي فقط.

حسنًا... يبدو أنَّها لا يمكن أن تتغلَّب على هذا الرَّجُل بالجِدال؛ هذا واضح.

....

مرَّت الأيّام، ثم أسابيع، ثم شهور... وإيري وجونغ إن يلتقيان كل اثنين. اللقاءات الأولى كانت إيري مجبورة أن تذهب إليها بِحُكمِ تهديده السابق وبِحُكمِ أنَّهُ يُريد فُرصته.

ما زالت تعمل تحت سُلطة عشيقها السابق اوه سيهون، الذي لا يوفر فرصة ببعثِ رسائل مُشينة أو كارهة لها؛ وكأنَّهُ لم يملك ذرَّة حُب في حياته لها؛ وكأنَّما كل مشاعره كانت كذبة.

خبر مواعدة جونغ إن وإيري قد إنتشر في الشركة، وأصبح الرئيس يعاملها بحذر ولطف أكثر؛ فهو بكل تأكيد لن يرغب في إثارة غضب رَجُلها المُهِم.

وما زالت الفيلّا تحت الإنشاء حالها حال العلاقة بين إيري وجونغ إن، التي ما زالت عالقة بالمطاعم، والمقاهي، والبارات.

اليوم وبينما إيري تُغادر عملها لم تدري كيف تجمَّعت من حولها الصحافة وبدأوا يسألونها عن علاقتها بجونغ إن، ومن إبتسامة سيهون علمت أنَّهُ الفاعل.

-آنسة بارك إيري، ما علاقتك بالسيد كيم جونغ إن؟

-قيل أنكِ قضيتِ معه ليلة عابرة، ما صحة هذا الخبر؟

-هل تتواعدان؟

-هل أنتِ حامل؟

-هل تُخطِّطان للزواج؟

- هل هي علاقة هادفة أم علاقة عابرة؟

-يُقال أنَّكِ تقتربتِ منه لأجلِ صيته، وثروته، وسلطته، هل هذا حقيقي؟

إنخفض رأس إيري في هم وخجل من كل هذه الأسئلة الخاصّة، لم تُجِب على أي منهم، ولم تستطِطع تجاوزهم حتى شعرت بذراع تلتف حول خصرها، وما إن إلتفتت كان جونغ إن، الذي وجه كلامه للصحافة.

-علاقتي بالآنسة بارك إيري جديّة، والفيلّا، التي قامت بتصميمها ستكون عُشَّنا الزوجي في النهاية.

ثم سحب إيري من بين الجميع دون أن يغفو إحساسه عن إرتجاف يديها وعن نظراتها المندهشة نحوه؛ الفيلا عُشَّها الزوجي معه؟!

أدخلها سيارته الفارهة، وأجلسها بجوارِه خلفًا، ثم طلب من سائقِه أن يبتعد. ما زالت إيري مأخوذة في الدهشة، ما زالت لا تصدق ما سمعته منه.

-هل قُلتَ عُشًّا زوجيًّا؟!

همهم، ونظر لها في إبتسامة.

-أعلم أنَّ ذلك بدى مُفاجئًا، ولكنَّهُ أفضل من أن يكتب عنكِ الصحافة ما شاءوا، أتحمَّل أن تُرفضيني، ولكن لا أتحمًّل أن يُسيء أحد لكِ أبدًا، أو أن أكون أنا أو علاقتي بكِ عبئًا عليكِ.

وأخيرًا حرَّكت عُنقها لتنظر إليه، لكنَّها لم تَكُ راضيّة أبدًا.

-أتفهَّم نواياكَ الحسنة، ولكنّي لستُ دُمية لك تتصرَّف بها كما تشاء. لقد أجبرتني على مواعدتك، والآن أخالُ أنَّكَ ستُجبرني على الزواج بك؟!

عقف حاجبيه برفض، ونبس مُبرِّرًا.

-لِتَّو أخبرتُكِ أنَّني أستطيع أن أتحمَّل الرفض يا آيري، أنا لا أحاول أن أُجبركِ على شيء، وما زال في عمرِ لقائاتنا شهر واحد فقط، لو ما أردتِ أن تُكملي معي بعده أنا حقًا سأستسلم.

زفرت واستطردت.

-اوصلني إلى المنزل!

حاول ثنيها هباءً، لقد بدت مُصِرَّة.

-إيري رجاءً!

-رجاءً دعني أذهب!

نفث مُستسلِمًا وأومئ، ثم أمر سائقه أن يوصلها إلى منزلها.

في اليوم التالي؛ طلب رئيس شركة الإنشاءات من جونغ إن الحضور؛ ليتناقش معه في بعضِ الأمور، وخلال ذلك لم يرى إيري إطلاقًا، بات يفهم أنَّهُ يضغط عليها أزيد من اللازم، ورُغم أنَّهُ قد سبق وقرَّر ألا يستسلم أو يتركها، ولكن ها هو يذهب بحثًا عنها في أسقاعِ الشركة؛ لينفِّذ لها رغبتها بالأنفصال عنه.

كان يسير وحده، وسأل بعض زُملائها أثناء الطريق، ودلّوه إلى مقهى الشركة، هناك حيث تسمَّر جونغ إن لمحضِ ثانية، وهو يرى إيري تنتفض بين يدي سيهون بعنف، ويبدو أنها تبكي ولا تستطيع التخلُّص منه.

ركض إليها ما إن تجلَّى العضب في أوداجه، ودفع بِالرَّجُل عن حبيبتِه بلكمة أطاحته أرضًا، ثم نزل إليه أرضًا واستمرَّ في لكمِه يُبدٍّد.

-لقد تغاضيتُ عمّا فعلتَه بها قبل أن أعرفها، وتغاضيتُ عن إحماءك للصحافة ضِدَّها؛ ولكنَّني لن أسمح لكَ أن تَلمِسها بسوء، أيّاك أن تجرؤ ثانيةً!

أبعدوا رِجالًا كُثُر جونغ إن عن سيهون، تفلَّت منهم ينفض ذراعيه واقترب من إيري، رفع وجهها إليه فيما يتنفَّس بحدة.

-أنتِ بخير؟!

أومأت له، فاحتضنها بين ذراعيه بقوَّة، وللمرة التي لا يذكر عددها لم يهتم بالأعين، التي تراقب عن كثب وبفضول؛ لكنَّهُ هذه المرة سيشبع فضولهم بالحقيقة فقط.

إذ إبتعد عن إيري فيما يمسك بيدِها، وإلتفت ينظر إلى الناس، الذين يحاوطونه.

-أعلم أنَّهُ ليس مكانًا مُناسبًا لنتحدث فيه عن علاقاتنا الخاصَّة؛ ولكن لأُنظِّف صورة حبيبتي في أعينكم؛ سأخبركم بالحقيقة.

اتبع مُشيرًا إلى سيهون.

-إلتقيتُ إيري أول مرة وهي في أزمةِ خَيبة من هذا الرَّجُل الدنيئ حينما خانها، إلتقينا وخفَّفَ كل منّا عن الآخر بهمِّه، ثم ظنَّنا أن بعد ذلك اللقاء العابر لن يكون هناك لقاء أو هكذا هي ظنت.

نظر إلى إيري وجذبها لتقف بجانبه فيما يتبع.

-لقد وجدت نفسي لا أكتفي بلقاء واحد، أريدها في أيامي أكثر، لم أفهم رغبتي في ذلك الحين؛ ولكنَّني تبعتها على آية حال. بحثت عن معلوماتها حتى وصلت إلى هذا المكان، وأجبرتُها أن تواعدني وإلا ستكون مُتورِّطة لو فسخت عقدي مع رئيسها... أنا الشرير في هذه الحكاية وليست هي.

واليوم أردتُ أن ألتقيها لأنفذ لها رغبتها بالإبتعاد عنها، ولكنني إرتائيت أن أفعل شيئًا آخر.

إلتفت إليها، ثم ركع أمامها، ورفع يده لها.

-والآن، بلا أي ضغوطات، لا مني ولا من أي أحد آخر، هل تقبلين حُبّي؟!
لو رفضتِني سأتفهم ذلك، أنا فقط أردتُ القول أنَّني أُحِبُك!

بأمل بقيَ في مكانِه وأخفض رأسه، يتشبَّث بأمل شبه مقطوع، لكنَّهُ تفاجئ حينما شعر بها تُمسك يده وتجعله ينهض.

نظر لها فوجد خديها يشربان دموعها وعيناها مُتلألئة، ثم أومأت موافقة وإبتسامة جميلة تملأ شفتيها. لم يدري جونغ إن بتلك اللحظة ماذا عليه أن يحس، الدهشة، الفرح، وكل المشاعر المتضاربة ساورته في الوقت ذاته.

اقترب وطبع قُبلة على جبهتها، ثم تراجع مُبتسمًا يهمس.

-شكرًا لكِ!

وهكذا أصبحت العلاقة المفروضة على إيري إختيارها الحُر، الليلة كانت سعيدة جدًا وهي تتزيَّن لأجلِ الحفل في الفيلّا؛ فهي أخيرًا إنتهت منها.

غادرت بسيارتها إلى هناك، لقد طلب منها جونغ إن أن يحضرها بنفسه، ولكنَّها رفضت، هي إمرأة مستقلة وزواجها بِرَّجُلٍ ثَري لن يُغير حقيقة هذا الأمر.

وصلت إلى الحفل، وقد كان جونغ إن ينتظرها بالداخل، ما إن رأى طيفها بالحديقة تفلَّت من جلسة رجال الأعمال، وأراد أن يجلس معها هي فقط.

ذهب إليها، ورفع كفَّها إلى شفتيه يطبع عليه قُبلة، ثم همس بإبتسامة مُغويَّة.

-تبدين جميلة.

إذ كانت ترتدي فستان خمري طويل، يكشف عرض أكتافها حتى شق صدرها، ويضيق على جذعها ثم ينفرج بعد رُكبتيها، وتركت شعرها الجميل منسدلًا.

-شكرًا لك!

همست بإبتسامة، ولكنَّها بدت متوترة، ما زال إجتماعه بها يجعل الجميع ينظر إليهما؛ وكأنهما الحدث الساخن بين كل الأحداث؛ إذ كانت ترتجف.

-تشعرين بالبرد؟

سألها فأومأت مُحرَجة، لذا نزع سترتهُ ووضعها على أكتافها، ثم قرَّبها منه حينما إحتوى ذراعه كتفيها.

ثم همس لها...

- غيرتهم منّا تجعلكِ ترتجفي، وليس أنَّ الطقس بارد.

خُذي سُترتي وضعيها عليكِ، سأكون سُترتك.

حُلوتي؛ لم يَكُ شيئًا ذنبك، فقط ابقي بين ذراعي ولو أردتِ أن تُدمريني فافعلي!

ضربته على صدره بخفة، واستهزءات بإبتسامة ضئيلة.

-هل سرقت كلمات أغنية للتو؟!

ضحك يتحسس موضع ضربتها اللذيذة، وبدل أن يمنحها جوابًا؛ طبع على فاهها قُبلة سريعة، جعلته ينال ضربة موجعة هذه المرة؛ لا يمكنه أن يتلذَّذ بها أبدًا.

- أعلم أنَّكَ تُحِب الإستعراض، ولكن عليكَ أن تكبح نفسك أمام الناس!

تنهد بثقل أمام توبيخها، وهمس لها مُشتكيًّا.

-إلى متى سأكبح نفسي؟

- حتى أُقرِّر أنا.

أجابته في سُلطة فتنهَّد كمُعذَّب.

-ااه يا إلهي!

ثم إلتفتت معه إلى المودِّعين، صحيح أنها حفلة مُمِلَّة؛ إذ هي لا تُحب هذا النوع من الحفلات، ولكنها بقيت مع حبيبها، لا يمكنها أن تتركه وحده بعدما أصبحت عونه الوحيد الآن.

بعد طول سهر وسمر إنتهى الحفل، وكانت إيري آخر المغادرين، إذ وقفت مستندة على هيكل سيارتها فيما يحاصرها جونغ إن بين ذراعيه ويطلب بإستماتة.

-ابقي هذه الليلة، أعدكِ أنَّني لن أُسيء التصرُّف أبدًا لو ما سمحتِ لي!

حركت حاجبيها رافضة وقالت.

-سأعود إلى المنزل، أحتاج أن أرتاح.

-لدي جاكوزي مٌريح وساونا حتى، يمكنك أن تستخدميهم كما تشائي، واختاري الغرفة التي تريدنها، حتى أنني أشتريتُ لكِ بعض الثياب لتبقي عندي... هيا لا ترفضي.

ضحكت بخفة، ثم اقتربت تُريّح يدها على كتفِه، وحينما ظنَّ أنها أخيرًا وافقت؛ طبعت على خدِّه قُبلة وغادرت.

-تصبح على خير!

ترهلا كتفيه ببؤس، مظهره اللطيف جعلها تضحك وقلبها ينبض بصخب، وجونغ إن دخل إلى منزله الجديد ببؤس.

أثناء الطريق؛ بدأت تُمطِر بغزارة، وذلك بالتأكيد ليس عائقًا لإيري، ولكنَّها فجأة أرادت الرجوع والخوض مع هذا الرَّجُل من جديد، حُبُّه أمتن من أن ينكسر لاحقًا، وصبره عليها يخبره أنَّهُ صادق... لقد أحبَّته بصِدق.

أدارت العجلة وعادت إلى منزلِه، كان المطر شديدًا، ستتحجج في ذلك. وصلت وترجَّلت من السيارة، ثم ركضت إلى الباب تطرقه بقوَّة حتى خرج وهو ما زال في بدلته.

-إيري!

بدقيقة فقط أصبحت تُقطِّر ماءً، ولم تهتم في الحقيقة لذلك.

-هل قلت أنَّهُ يمكنني أن أستحم عندك وأنام وأنَّكَ بالفعل تملك ثيابًا لأجلي؟

-نعم!

ردَّ مُبتسمًا، فقالت تبتسم.

-مقابل هذه الخدمات سأسمح لك أن تتجاوز كل الحدود التي بيننا.

لم يرد بكلمة أبدًا، بل فقط شعرت بيده تسحبها إلى الداخل، ثم شفتيه على شفتيها، ذراعاه مثل حِصنٍ حصين حول جسدها يُدفئانِها وحضنه دافئ مثل فراشٍ دافئ.

قُبلاته كانت مُتتاليّة، ولم تشعر بنفسها وهو يسحبها بين أركانِ الفيلا، كانت مسحورة به كما هو مسحور بها.

ما شعرت بنفسها إلا وهي تسقط على فراشٍ وثير وهو يسقط فوقها، ثم تستَّر الجسد بالجسد، وتقشَّرت الأجساد من ثيابها للمرة الثانية، ولكن هذه المرة باسم الحُب.

- أنتِ تجعليني أشعر بِاممم

واستمرَّ هذيانه كثيرًا أثناء تطويقه جسدها مُجدَّدًا، بدى مخمورًا رغم أنَّهُ ليس كذلك.

- أتنفَّس كَاممم

أتخطى معكِ كل الحدود كامممم

أحتويكِ بين ذراعي كامممم

لا تفكري بأي شيء  آخر الآن!

مرَّت سحابة الحُب هذه بعد طولِ وقت كان قصيرًا بالنسبة إليهما، رأس إيري على كتفِ جونغ إن وأيديهما مُتشابكة، حينما قالت.

- أنا أجعلك تشعر بماذا؟!

- اممم...

نظرت إليه بإنزعاج.

-هل تتأوَّه مُجدَّدًا؟!

-ماذا؟!

تفاجئ وضحك ثم اتبع.

-هل كنتِ تظنيني أتأوَّه؟!

-إذًا ماذا كنت تفعل؟!
لم تقل جملة واحدة سليمة، لقد هذيت أكثر منّي!

بغرور تفاخرت فابتسم ونقر أنفها بسبابته يقول.

-لأنَّكِ اممم... لا توصفي

- هل هذا ما كان يعنيه؟!

أومئ لها فاتبعت متنهدة.

-كم أنا حمقاء!

ضحك وشدَّ بعناقها إليه يقول.

-مُذُّ اللقاء الأول وأنتِ في عيني تتوهجي، لم تكوني قابلة للوصف بالنسبة لي، أذهلتِني، أحببتُكِ بصدق، واتبعتُ حدسي الذي لا يخيب بالناس بأنَّكِ المرأة، التي أحتاجها بحياتي.

قالت متأثِّرة.

- كنتُ أشعر بالنقصِ قبلك، والآن أشعر كما لو أنَّني مثاليّة وأنَّكَ مثالي وأنَّنا في علاقة مثاليّة.

مسح على شعرها بيده وهمس.

-لم نُخلق مثاليين، لكن الحُب ما يجعلنا نشعر بالمثاليّة.

رفعت وجهها إليه تعكر صفو الجو الرومنسي بسؤالها.

-صحيح، لم أسألك... هل أنت تقصد أن أُصمِّم الفيلا على ذوقي الخاص؟!
لقد رفضت أن تضع إقتراحات جوهرية!

-بما أنها ستكون منزلك، فأردتُ أن تُصميمها على ذوقك.

ضيقت عيناها عليه.

- يا لك من مغرور!
ماذا لو كنتُ رفضتك!

- وسامتي وجاذبيتي رهان لا أخسره أبدًا، ثم لِمَ سأفكر بإحتمال لم ولن يحدث؟

ها أنتِ بين يدي، وجلدي يلمس جلدك... وقد جعلتُكِ مثل امممم!

نال ضربة أخرى بسببِ كلامه، ويستحق.



...

Mmmh||لا يوصف

كاي|| كيم جونغ إن

24th/Nov/2021

...........................

سلاااااااااام

أخيرًا بعد طول عناء وطول إنتظار قدرت اكتبه أخيرًا👏👏👏👏

مزاجي على الكاتبة صاير بالسالب، الي بكتب بهذه القصة حوالي عشر أيام😪

المهم أتمنى يعجبكم الوانشوت، حاولت أطلعه أفضل بس حالتي الابداعية ما ساعدتني.

رغم ذلك أتمنى تدعموا القصة والكتاب بشكل عام، لأني أحط فيه جهد جبار.

الفصل القادم بعد 100 فوت و200 كومنت.

١. رأيكم بشخصية كاي؟ سعيه خلف حبه؟

٢. رأيكم بشخصية سيهون؟

٣. رأيكم بشخصية إيري؟ من خيبتها حتى إستسلامها للحب مرة أخرى؟

٤. رأيكم بالقصة بشكل عام؟ وكم نجحت بعكس كلمات الأغنية من ١٠؟

٥. اقترحاتكم للقصة القادمة؟

ملاحظة: الكتابة بالخط الغامق كلمات الأغنية

عم فكر أعمل من هذا الكتاب نسخة للفرق الأخرى، رأيكم؟

دمتم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤





© Mercy Ariana Park,
книга «حكاية الألحان».
Коментарі