الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الرابع
"لَا تُخفِي ضِحكَتُك مَهمَا حَاولتَ الحَيَاةُ قَتلَهَا... فَهُنَاك مَن يَبتَسِمُ لِمُجَرَدِ رُؤيَتِها.."

______________________________________

كَانَ بِيكهيون مُتَلَهِفاً لرُؤيةِ صَدِيقَه.
مَشيا مَعَاً بخَطَواتٍ بطِيئَة مُتَجهينَ بِهَا إلَىٰ البَحرِ. الذَي يبعُدُ بِضْعةِ أمتَارٍ فَقَطْ عَنْ مَنزِلِ بيكهيون
مَنْ قَالَ أنْ رُؤيةَ الغُروب بِمَنظَرَه الأخَاذ مِنْ فَوقِ أحدَ شَوَاطِئ البَحر للعُشَاقِ فَقَطْ؟

هُوَ للأصدِقاءِ كذَلِك..
بإختِصَار يُمكنُ أن يَكُونَ بَينَ أي شَخصَين يتشَاركَانَ الرَوحَ نَفسِهَا.
كَانَ مَنْظَرُ السَمَاءِ بِلَونِهَا الذَهَبِي رَائعٌ مَع شَكلِ السَحَاب و هُوَ يُعَانقُ قُرصَ الشَمسِ البُرتقَالي الذِي يَغرَقُ بِبُطئٍ فِي البَحرِ.
و بالطَبعِ لا نَنسى صَوتَ الأموَاجُ وَ هيَ تَرتَطمُ فِي الصُخُورِ النَابِعُ مِنَ البَحرِ.

كَانَ مَشهدَاً أفضَلُ مِمَا نَراهُ فِي الأفلَامِ الرُومَانسِية!

بَعدَ أنْ كَانَ الصَمتُ هُوَ المُسَيطرُ الوَحيدُ علىٰ الأجوَاء قَطعَه تشَانيُول:
-"يَبدُو أنْ المَنظَرَ قَدْ نَالَ إعجابَك."

ليَنظُرَ لَه بيكهيون بِإبتسَامَتِهِ الَتِي لا زَالَت مَرسُومَة علىٰ شَفَتِهِ مُنذُ لَحظةِ وصُولِهم.
-"بِالفِعل لَقَد نَالَهُ بِجَدَارةٍ"
قَالَ هَذَا لِيُقَهقِهَ تشَانيُول بِخِفة.

مَا هي إلَا ثَوَانٍ قَليلَة و انكَمَشت عَينَا تشَانيُول فِي تعَجُبٍ.
-"مَا هَذه الجُرُوحُ عَلىٰ وَجهِكَ بيكهيون ؟!"

قَالَ هذَا ليَتسمَرَ الأخر.
-"لا شَئ يُذكَر"
قَالَها بإبتِسَامَةٍ مُحَاولَاً جَعلَ الأخَرَ يطمَئِن
نَظَرَ لَهُ بِشَكٍ ليَقُولَ مُجدداً بنَبرَةٍ متَسَائلَة:
-"هَل يُعقَلُ أنَكَ تَعَرضتَ للتَنمُرِ ؟"
أنزَلَ بيكهيون رأسَهُ للأسفَل ليُحَرِكَ رأسَهُ بالإيجَابِ.

-"و مَاذَا فَعلتَ بَعْدهَا ؟"
-"لا شئ.."
قَالَ بيكهيون جُملَتَهُ ليَصحَبها بإبتِسَامة جَانِبية تُظهِرُ الجُزءَ المُتَضَرر مِنْ شَفَتِه.
-"لِمَ لَمْ تُخبِر أحدَ مُعَلِمِيك؟"
ردَ بيكهيون بَسرعَة:
-"لَقدْ حَدَثَ هَذَا خَارجَ المَدرَسَة"

تَنَهدَ تشَانيُول بضِيقٍ
-"انتَبْه فِي المَرَةِ القَادِمَة"
أومَئ لَهُ بيكهيون بِإبتسَامة..

_________________________________





سَعِدُت كَثِيراً بِرؤيَةِ تشَانيُول.
لَقدْ تَعَلَقتَ بِهِ بِشدة و فِي وقتٍ قَصير للغَاية!
أخَذَنِي إلىٰ شَاطِئ البَحرِ لمُشهَادةِ الغُروب.
لَم أرىٰ أفضَل مِنْ هَذَا المَشهَدُ مِنْ قَبْل.

ظللنَا جَالسِين إلىٰ أنْ غَيمَ الظَلامُ
بَقينا قَليلَاً نُشَاهدُ النُجُومَ المُتلألأة و هيَ تُحَلقُ فِي السَمَاء تُنيرُ بينَ أحضَانها.
تَبادلنَا أطرَافَ الحدِيث لنُغَادر بَعدَما قَطَعنا وَعداً أننَا سنَأتي هُنَا كُلَ يَومٍ.
و الأهَمُ مِنْ ذَلك قَطَعنا وَعداً أننَا لَن نَتَخلَىٰ عَنْ بَعضِنا أبدَاً مَهمَا كانَت الظُرُوف..

سَوفَ تَشهَدُ تِلكَ الأرضُ علَّىٰ صَدَاقَتِنَا.
و سَيَشهَدُ هَذَا البَحرُ علَّىٰ وَعدِنَا..

___________________________________

مَرَ سَاعَّتان علَىٰ خُرُوج بيكهيون
طَوَال السَاعَّتان لَم يَلبثُ عَقلَهُما عَنْ التَفكِيرِ للَحظَة.
مَاذَا سيفعلَان؟
و هَل سَيُخبران بِيكهيون أمْ لا؟

تَكلَم بيكبيوم ليَنشُرَ صَوتَه بَين خَلَايا الهَوَاء:
-"كُلُ هَذَا حَدَثَ بِسَببي.."
قَالهَا بِنبرَةٍ يَكسُوهَا النَدَمُ..

-"هَذَا ليسَ الوقتُ المُنَاسب للنَدَمِ."
قَالهَا جُونميُون ليعُودَ مُجدداً لِتَفكِيره.
صَمتَا قَليلَاً ليسمعَا بعضِ الطَرقَات الخَفِيفَة علَىٰ البَاب.
-"بِيكبيُوم لَا تُظهرُ شيئاً"
قَالهَا جُونميُون بِصوتٍ خَافت ليُومئ الأخَر لهُ.

فَتحَ بيكبيوم البَابَ لبيكهيون.
كَانَ سَعيداً للغايةِ و مَلامحُ الفَرَح تَحتلُ وجهه.
-"مرحَباً جُونميُون!"
قَالَها بِيكهيُون بعَفَوية.

-"مَرحباً ، كَيفَ حَالُك؟"
-"رُبَمَا بأفضَلِ حَال"
قَالَ ليوَدعَهم ودَاعاً مُؤقتاً ثُمَ صَعَدَ لغُرفَتِه.

__________________________________
بعد أسبوع

مَرَ أسبُوع كَامِل علَىٰ هَذَا اليَوم الرَائِع فِي نَظَرِ بِيكهيون و المَأسَاوِي فِي نَظَرِ بِيكبيُوم...

ازدَادَ فِيه تَعَلُق بِيكهيُون بِتشَانيُول.
و كُلَمَا زَادَ تَعَلُقَ بِيكهيُون بِتشَانيُول يَضعُ بِيكبيُوم فَوقَ تَوَتُره تَوتُراً..

أضحَى تشَانيُول هُوَ أمَلُ بِيكهيُون الوَحيد فِي النجَاةِ مِنْ بَطشِ العَالم.
يلجَئ لَهُ عِندَمَا تَزدَاد حَيَاتَه شَقَاءً.
حَكَى أيضَاً تشَانيُول لِبيكهيُون أنَهُ كَانَ يُعَانِي مِنَ الوِحدَة إلَىٰ أن قَابلَهُ.


كَانَ وَالدَه دَائمَاً مَا يلعَبُ مَعه و يُعَاملُهُ كالصَدِيقين تِمَاماً ، كَانَ يُحبُه بِشدة ، لَكِن هَذه الحَيَاة الرَائعة لَمْ تَدُم طَوِّيلاً... فَقدْ مَاتَ وَالدُه.
تَزوَجت وَالدتهُ بِرجِلٍ أخَر ، وَعَدتهُ وَالدتَه أنَهَا لَنْ تُهمِلهُ مَهمَا حدَث و سَتهتَم بكِلَا البَيتين.

لكِنَها مَع الوَقتِ بَدأتْ فِي إهمَالِ تشَانيُول تدرِجياً.
تَعثَرت الأحوَالُ المَادية لِهذا الرَجل فأضطرَ لبيعِ مَنزله و أخذَتهُ وَالدَةُ تشَانيُول ليَعيشَا مَع تشَانيُول فِي نَفسِ البَيت.

وَالدةُ تشَانيُول تَعمَلُ بِجدٍ بَينمَا زَوجِهَا يَدَعي أنَهُ لا يَزَالُ يبحَثُ عَنْ عَمَلٍ فِي حِين أنَهُ لا يَقُمْ بأي شَئ..
و بالطَبعِ لَمْ يَسلَمُ تشَانيُول مِنْ عُنفِ زَوج وَالدَته.
و عِندَمَا بَدأ زَوجُ وَالِدتَه فِي التَمَادى لِدرَجةِ الوُصول لِضربهِ و تَهدِيده!

حِينَهَا قَرَرَ تشَانيُول الخُرُوج مِن المَنْزلِ و عَدمَ العَودَة إلَا عِندَمَا تُنهِي وَالِدَتَهُ العَمَل.
و كَانَ هَذَا مِن أفْضَلِ قَرَارَاته بالنِسبَةِ لبِيكهيُون..
فَبِسببِ هَذا أتِيحَت لَهُ فُرصَةَ لِلبَقاءِ وَقتَاً أطوَل مَع أعَزَ أصدِقاءَه.

______________________________________





بَعدَ قَضَاءِ اللَيلَ بأكْمَلهِ مَع أصدِقَائي و العَودَة قَبلَ إستِيقَاظَ أبِي.
أصبَحَ الإستِيجَاب لِهزَاتِهِ المُتَكررة أمْراً شِبهُ مُستَحِيل!
و إذَا أخبَرتَهُ بأنَنِي لا أُرِيدُ الذَهابَ إلَىٰ المَدرَسَةِ سَينهَالُ عَليّ بالأسْئِلة مِثل "هَل حَدَثَ أمْرٌ مَا؟" أو "هَل قَامَ أحدٌ بالتَنَمُرِ عَليك؟" خُصُوصَاً بَعدَمَا أخبَرتَهُ عَنْ بِيكهيُون.

لِذا استَسلمتُ للوَاقعِ و انْتَصبتُ مِن سَرِيرِي لِأتَجَهز.
بَعدَمَا أنتَهيتُ حَركتُ قَدمَاي بِبُطئ إلَىٰ مَقْصِدِي..المَدرَسَة.
فَورَ دُخُولِي اجتَمَعَ الطُلَاب حَولِي و بِالأخصِ الفَتَاة الَتِي أُوَاعدُهَا أو بِوُضُوحٍ أتَسلَى بِهَا ، فمَا الذِي تتَوَقعُوه مِنْ مَشهُورِ المَدرَسَة؟

ظلَلتُ أجُولُ بِعَينَاي إلَىٰ أن لَمَحتَ بِيكهيُون جَالساً علَىٰ أحدِ المقَاعِد يقْرأُ وَاحِدَةً مِنْ رِوَايَاتهِ المُمِلة ، لَا بَأس بالإستِمتَاعِ قَلِيلَاً اليَوم ، صَحِيح؟
ابْتَسمتُ بِمُكرٍ لِأتَجِه لَهُ...

______________________________________





يَومٌ جَدِيد فِي كُتلَةِ ألم الرأس.. صَحِيح المَدرَسة . و هَلْ يُوجَدُ غَيرَهَا؟
بِالطَبعِ لَمْ أنسَى قَهوَتِي..
اتَجَهتُ بخُطَاي البَطيئَة إلَىٰ المَدرَسَة ، فَهَلْ يُعقَلُ أنْ أسرِعَ فِي الذَهَابِ للجَحِيم؟ بالتَأكيدِ لا...

بَعد مُرُورِ رُبع سَاعَة تَقْرِيبَاً كُنتُ قَدْ وَصلتُ لِوجههتِي.
دَخلتُ المَدرَسَة لأبحَثَ عَن أي مِقعَدٍ شَاغِر.
وَجدتُ وَاحدَاً لأتَجِهَ إلَيهِ فَورَاً.
ظَلَلتُ أقرَأ رُوَايتِي بِصَمتٍ.
كُنتُ مُستَمتِعَاً بِمَا أفعَله.
فهَذِهِ رِوَايتِي المُفَضلَة علَىٰ أيْ حَال!

بَعدَ بُرهَة زَمَنِية شَعَرتُ بِيدِ أحَدِهم تَقُم بِسَحبِ الكِتَاب.
نَظَرت لِصَاحبِ اليَد لِأجدَه مَارك.
لَا أرِيدُ مَا يُعَكِرُ صَفوُّي...

-"مَاذَا تُريد؟"
سَألتَه بِنَبرةٍ فِيهَا شَئ مِنَ البُرُودِ.
-"لا شَئ فَقَط أستَمتِعُ قَلِيلَاً"
دَورت عَينَاي بِملل لِأتَجِه نَحوَه و أحَاوِلُ سَحبَهَا مِنْ بَينِ يَديه.
لَكِنَه كَانَ يُبعِدُهَا كُلَما أقتَرِبُ مِنهَا.

-"تَوَقفْ عَنْ هَذَا!"
قُلتُ هَذِهِ الجُملَة بِطَرِيقَةٍ إنفَعَالية وَاضِحَة.
-"لا أُرِيدُ التَوَقُف ، هَذَا مُمتِع!"
قَالَ هَذَا ثُمَ بَدأَ فِي الضَحِك.
-"أنْتَ مُختَل!"
قُلتُ هَذِهِ لِتَتَحَوَلَ بَعدَهَا مَلَامِحَه لِلنَقِيدِ تَمَاماً..

لَكَمنِي بِقُوَة لِأجدَ الجَميعُ يَنظُرُ إليْ. شَعَرتُ بالخْزي!
-"حَتَى جُرُوحَك القَدِيمَة لَم تُشفَى بَعد ، هَلْ تُرِيد مِني صُنعَ جَدِيدَة؟"
أبتَسم بِمُكرٍ لِيَقُومَ بِتَمزِيقِ كِتَابِي الَذِي بَينَ يَدِيهِ.
ثُمَ ألقَى بِهِ أمَامَ قَدَمَاي..
لَقدْ طَفَحَ الكَيلُ مِنْ هَذَا.

تنَاسيتُ رِوَايتي المُفَضَلة تمَاماً.
تَحَركتُ بِبُطئٍ نَاحيتِه و قُمتُ بالدَهسِ علَىٰ الكِتابِ المُمَزَق أورَاقَه أمَامِي.
أمسَكتُ بِيَاقة قَمِيصه لأقُم بِدَفعه عَلَىٰ الجِدَار.
-"ألَن تَتَوَقف عَنْ حمَاقتك هَذِهِ؟"
أنهَيتُ سُؤَالِي ثُم بَدَأتُ أضغَطُ عَلَّيهِ أكثَر حَتَى كَادَ يلتَصِقُ بِالجِدَارِ خَلفَه.

-"لَنْ أتَهَاون مَعكَ مُجَددَاً."
لَكمتَهُ بِشدَة لِدرَجةِ سُقُوطِه.
-"و فِي المَرةِ المُقبِلَة إذَا أرَدتَ الإنتِقَامَ مِني وَاجِهنِي رَجلً لَرجُل ، دُون مُسَاعدةِ أصدِقائِك و وَالِدك."

التَفتُ لأجدَ المُدِير أمَامِي..
يَبدُو أنْ أحدَاً مَا أخبَرَهُ...

______________________________________

رَكِبَ سيَارَتهُ و اتَجَهَ مُسرِعَاً إلَىٰ مَدرَسَةِ شَقِيقَه.
بَعدمَا أتَاه إتصَالٌُ يُفِيدُ بِأنَ بِيكهيُون يَصنَعُ المَشَاكِل دَومَاً و يتَنَمرَُ علَىٰ الطُلاب.
اتَجهَ بِسُرَعةٍ إلَىٰ مَكتَبِ المُدِير ليَجِدَ شَقِيقَهُ بِالدَاخلِ.
شَعَرَ بَيكهيُون بِالإطمِئنَانِ لِرؤيةِ بِيكبيُوم.

-"لَقَدْ حَذَرتَهُ مِنْ قَبل أنَه إذَا قَامَ بأي مُشكِلة أُخرَىٰ سَأقومُ بِطَردِه."

نَظَرَ لِبِيكهيُون بِنَظرةِ غَضَبٍ ، لِيَتأكَدَ بِيكهيُون أنْ شَقِيقَه صَدَقَ مَا قِيلَ عَنهُ.

-"أنَا أعتَذرُ سَيدِي ، سَأقم بِتَلقِينِهِ دَرسَاً بِنَفسِي"

سَحبَ بِيكهيُون خَلفِهُ ، و بَينمَا كَانُوا فِي المَمَرِ تَكَلمَ بِيكهيُون:
-"أنَا لَمْ أفعَلُ شَيئَاً ، دَعنِي فَقَط أشرَحُ لَكَ مَا حَدثَ"

لَمْ يتَمَالك بِيكبيُوم نَفسَهُ. لِيستَدِيرَ و يصفَعُ شَقِيقَه صَفعَةً قَوِيَةً صُمِتَ الأذَان و أُبكِمَتَ الأفوَاهُ لِشِدَتِهَا!

لتُوَجِه كُلَ الأنظَارِ لَهُمْ...

-"لَم أتَوَقع أنَكَ مُتَنَمِر ، كَمْ أنتَ وَضِيع!"

______________________________________
© ⓤⓝⓘⓒⓞⓡⓝ ,
книга «I See You || أنا أراك».
الفصل الخامس
Коментарі