الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل العاشر
"ما كنت لتكمل لو لم تسقط."

______________________________________

تلامست قدماه العارية بتلك الأرض الباردة، مرسلة رجفة غير محببة لسائر أعضاء جسده.
اتجه صوب النافذة المتمركزة في الغرفة.
نظر من خلالها لضوء الشمس الذي ينعكس بصورة مبهجة على العشب بالإضافة إلى تلألؤ قطرات الندى فوقه كالألماس المتناثر.

٦ أشهر قضاها هنا بالتمام والكمال، بداخل هذا المكان المضجر.
لكنها لم تكن حقاً بهذا السوء الذي توقعه ..
ظل واقفاً أمام النافذة ليتسلل من خلالها العليل، عابثاً بخصلات شعره الداكنة المنسدلة على عيناه.

تذكر هذا الحديث الذي دار بينه وبين سيهون قبل دخوله إلى هنا، عندما حاول إزهاق روحه مرسلاً إياها للجحيم.
كم كان ساذجاً حينها.

______________________________________

دخل شخص ما، لكن الأخر لم يعره أي إهتمام.
"هل يمكنني الجلوس؟"
تكلم بنبرة عفوية قليلاً، موجهاً نظره لهذا الفتى الممدد على السرير الأبيض أمامه.

لفت إنتباهه هذا الصوت، لينظر له لبعض اللحظات فقط ثم يشيحه مجدداً لنفس النقطة التي كان يناظرها على الحائط.
لم يتلقى الأخر أي رد ليتحمحم ثم يهم بالجلوس.
"إذاً، كيف حالك؟"
سأل محاولاً خلق أي نقاش معه، لكنه فشل مجدداً.

"أعلم بالفعل أن قلبك على وشك الهلاك، لدرجة أنك رأيت الأمل في قتل ذاتك المتألمة."
تفوه بها، لينجح هذه المرة في لفت نظر بيكهيون.
كان لكلماته تأثيراً ما على بيكهيون، ليجعله يشعر بإعتصار فؤاده داخل ترائبه، وقد دمعت عيناه دون إدراك منه .

"أتيت لأتكلم معك بخصوص تشانيول."
نظر له بيكهيون، بعيناه التي تحمل وابلاً من المواجدِ، ليفهم سيهون مبتغاه، ليكمل
"كنا صديقين لكن، لم نكن مقربين. عُرفَ تشانيول دائماً بإجابيته ومرحه، ولم يهتم أحد أبداً بمعرفة ما يجول بخاطره أو حتى يعاني منه."

دائماً ما تجنب سيهون الخوض في هذا الحديث، نظراً للصعوبات الكثيرة التي واجهها في الهروب من هذه الفترة، محاولاً النجاة بما تبقى من روحه الآثمة في نظره.
تألم كثيراً، وأيضاً عانى.
حتى استطاع أن يصل لما هو عليه الآن.
هو لم يعُد كالسابق، لكنه على الأقل يحاول.

"قد شهد الجميع بأخلاقه، صفاته وحسن سلوكه. لم يقتصر جماله على المظهر الخارجي فحسب، بل داخله كان أجمل بكثير. من كان يتوقع أن ما يوجد خلف كل ذلك هو فقط الألم والحزن ؟"
استطاع سيهون أن يكسب إهتمام بيكهيون كله، ليردف حديثه.

"انتحر تشانيول عن طريق إلقاء جسده في منتصف أحضان البحر دون هوادة."
توسعت أعين بيكهيون، وبلا مقدمات زار رأسه هذا المكان ..
الذي لا طالما ارتاده مع تشانيول وقصدوه سوياً.
أكان لجميع مقابلاتهم مغزى إذاً؟

"كانت تقول لي والدتي دوماً أن تعلمي السباحة سيجعلني قادراً على إنقاذ العديد من الأرواح التائهة في عرض البحر تبحث عن متطوع؛ لكني لم أنقذ تشانيول .."
صمت سيهون لبرهة، يحاول أن يتمالك مشاعره وألا تسقط دموعه.
بينما بيكهيون فقط ، يستمع له بنظرات مصدومة أكثر من كونها متألمة.

"ابتعدت لفترة طويلة عن تدريبات السباحة، حتى شوارع الحي كنت أتجنب الخروج لها. كان من الصعب على الجميع تخيل المكان دون عبث تشانيول. جميعهم أحبوه وتذكروه فقط لتلطيف أجواءهم بحس دعابته. لقد عانى وتألم وحده .. بصمت." انهمرت دموع سيهون كالودق، بينما بيكهيون لم يتحرك ولا زال مصدوماً.

"لم يشعر أحد أبداً به. وفي الواقع، حس دعابته وعبثه بالأرجاء كانت مجرد محاولة منه للفت نظر الناس له، ولتكوين الصداقات غير الزائفة."
تحدث بعدما بدأت نبرته المهزوزة بالتلاشى، وبدأت دموعه تتوقف وتجف.

"لجأت للعلاج والتأهيل النفسي لفترة، شعرت بالذنب لرحيل تشانيول وكأنني السبب. فأنا لم ألاحظ أبداً ألمه، ولم اهتم حتى. جميعنا كنا أسباباً في شعوره بالوحدة والضياع، السبب في رحيله بتلك الطريقة المؤلمة."
انهى سيهون حديثه، ليسيطر الهدوء على المكان لفترة قصيرة فقط.
ليقطعه سيهون بصوته الأجش مجدداً.

"صدقني بيكهيون، قرارك لم يكن صائباً أبداً، قتل نفسك ليس هو الحل." قالها بينما قد قام بوضع يده على كف بيكهيون، الذي يعكس برودة طقس يناير القارص.
"لكن ... أنا أشتاق إليه كثيراً ! وكيف لي ألا أفعل وهو من كان السبب في تماثل قلبي المتهالك للشفاء مجدداً."
قالها بنبرة حزن وضعف، فهو فقد جزء هاماً من ذاته.

"أنا أراه وأشعر به في كل مكان. كالروح الهائمة التائهة التي تبحث عن مكان رقود جثمانها."
أردف بيكهيون بنبرة مهزوزة، ليضغط سيهون على كف بيكهيون بين يداه، هذا الفتى قد أكل الحزن الكثير من وجدانه.

"أعلم بيكهيون، لكن في بعض الأحيان يتوجب علينا إفلات شئ ما، لإنقاذ الأخر. وأنت يجب أن تفلت تشانيول وذكراه ، لتنقذ نفسك أنت وشقيقك هو لن يتحمل المزيد من الخسائر، وأنت لا زال أمامك الكثير لتكمله."

وجه بيكهيون نظره للأرض، هو الآن شعر بكم أنانيته وضعفه.
حتى ولو بدت حياته لبعض الوقت كالماء الراكد.
فسيأتي حتماً يوم الطوفان.
سيعمل جاهداً على تغيير حياته وطريقة تفكيره.
فما مر به لم يكن سهلاً، ولم يكن عبثاً كذلك.

______________________________________

قُطعَ شريط تفكير بيكهيون، بسبب صوت طرقات الباب ودخول شخص ما.
أدار بيكهيون نفسه ليوجه نظره للباب، وما كان سوا الطبيب الخاص به.

ابتسم بيكهيون ليبتسم له الطبيب في المقابل.
مركز نظره لبيكهيون لبعض الوقت، بشرته ناصعة البياض لدرجة الشحوب، تنافس الثلج في رونقه ويُدمر هذا الرونق بسبب تلك الخصل السوداء الداكنة المتمردة على جبينه، مما أكسبه لوناً أبلقاً.
لا سيما ملابس المشفى البيضاء الفضفاضة، التي بدا ضئيل الحجم فيها.

بدا بيكهيون مشرقاً، شعر الطبيب بالسعادة وهو يرى ثمار الأمل التي جاهد ٦ أشهر في زراعتها تُنبت أمامه داخل كيان بيكهيون.
"صباح الخير، بيكهيون."
نطق بها الطبيب الشاب لهذا المتماثل أمامه.
"صباح الخير."
أجابه بإبتسامة جعلته أكثر إشراقاً.

"يبدو أن حالتك قد تحسنت كثيراً."
قالها بينما يسحب الكرسي ليجلس عليه، بينما بيكهيون اتجه للسرير ليقابله.
"أتيت وأنا حامل معي أنباء سارة."
اعتدل بيكهيون في جلسته بينما مركز بصره على الطبيب.
"حقاً ؟ ما هو ؟"
ابتسم على عفويته، ليقترب منه و يتحدث له هامساً.

"لقد شُفيت تماماً، وشقيقك في طريقه لهنا." اتسعت أعين بيكهيون ليقفز من مكانه.
"أحقاً ما تقول؟ هل سأخرج فعلاً؟"
امتلأت عيناه بالدموع فرحاً.
فهذا الخبر كان كفيل بجعل قلبه يقفز فرحاً داخل سجنه الصدري .

"لكن ، هناك ما يجب أن تحذر منه ." قال بنبرة تحذير ، ليشتت ذهن الأخر .
"أحذر من ماذا ؟" سأل بتوتر ، ليبدأ الطبيب في الشرح . "لا زالت إحتمالية عودة المرض لك قائمة ، لذلك يجب أن تلتزم بالتعاليم التي سأعطيها لك ." قال ليحرك بيكهيون رأسه بالإيجاب مسرعاً دون تفكير .
هو حتماً لا يود إعادة الكرة .

"لكن .. لدي مشكلة . أخشى أن تكون خطيرة فتتضخم ." قالها بينما توجهت عيناه للنظر للأرض ، ليتوتر الطبيب من حكي الفتى المفاجئ .
"ما المشكلة ؟ تكلم !" تنهد بضيق مستعداً لسرد كل التفاصيل لطبيبه الخاص .
"لا زلت أشتاق لتشانيول ، أفتقده للغاية و أفتقد وجوده . بالرغم من مرور ٦ أشهر ، لكنني لم أعتاد بعد على غيابه . لا يمكنني تقبل فكرة أنني سأخرج من هنا لعالمٍ دون تشانيول ، فقط الوحدة و المزيد منها ."

ابتسم الطبيب بدفئ ، لينظر له بيكهيون بتفاجؤ بعيناه التي اغرورقت ببعض الدموع .
"و هذا بالضبط ما أردت أن أحذرك منه ." نظر له بيكهيون بتركيز ، حتى يدون كل ما سيُقال في رأسه .
"يجب أن تسيطر على مشاعرك ، إن تركتها تتحكم بك فسينتهي بك المطاف هنا مجدداً ، على هذا السرير ، و في هذه الغرفة . لا تتهاون مع الأمر بيكهيون ، حالتك النفسية لازالت في فترة نقاهة ."

أشاح بيكهيون بنظراته بعيداً ، بينما يفكر جيداً في كلام الطبيب ، هو بالتأكيد لا يكره تشانيول و إن سنحت له فرصة رؤيته مجدداً لن يتردد .
لكن فقط لا يود الإلقاء بذاته في ينبوع الهلاك مرة أخرى .

"عندما يأتي شقيقك سأعطيه أسماء العقاقير ، يجب أن تنتظم عليها . تجهز الآن فهو في طريقه لهنا ." اومأ بيكهيون بسعادة ليقفز من مكانه مسرعاً و كأنه امتلك العالم من جديد .
لم يكن من السهل على بيكهيون الخوض في كل هذا ، لكن بإرادته فحسب جعل الرياح تمشي حسب ما تشتهيه سفنه .

كان ضعيفاً ، لكن سقوطه جعل من السهل بناء أساس أقوى .
أعجب الطبيب بصبر و صمود بيكهيون ، متيقناً أنه سيتمكن من إكمال رحلته في تلك الحياة متفادياً بطشها ، متحملاً مصائبها .

******

ما هي إلا بضع دقائق ، ليخرج حاملاً في يده حقيبته الخاصة .
"تجهزت بسرعة لم أتوقع ، شقيقك لم يأتي بعد انتظر قليلاً ."
اومئ بيكهيون بينما زفر بملل .

لا يمكنه الإنتظار في هذا المكان أكثر ، ليس و كأنه بقى هنا لشهور عدة .
جر حقيبته خلفه ، ليمشي خارجاً ؛ منتظراً شقيقه في حديقة المشفى .

جلس على أحد المقاعد الشاغرة ، ليسرح بخياله بعيداً عن واقعه .
كيف سيتمكن من إكمال حياته دون تشانيول؟
و ما إن شعر بأن تفكيره ينجرف للمسار الخاطئ ، منع نفسه بسرعة .
"يا اللهي ، لم أتوقع أن الأمر بتلك الصعوبة ." قالها بينما يبعثر خصلات شعره .

"بيكهيون!" جفل بيكهيون و قُطعت أفكاره بسبب هذا الصوت الذي صرخ باسمه فجأة .
نظر ليجد شقيقه يهرع نحوه .
ليستقبله بعناق دافئ ، نقش فيه بيكهيون جميع مشاعره تجاه بيكبيوم التي لا طالما كبحها .

"كنت قد أنهيت جميع الأوراق و المصاريف ، هل نعود للمنزل الآن؟" بحماس تكلم بيكبيوم ، ليهمهم له الأخر .
اتجه للسيارة ، متشوقاً لرؤية منزله الذي كان على وشك نسيانه .

شردَ طوال الطريق في نصائح و تعاليم الطبيب .
هل سيتمكن حتى من تلبيتها؟
"بيكبيوم ، تحدث معك الطبيب عن بعض التعاليم أو ما شبه حتى لا يعود المرض لي ، أليس كذلك؟"
همهم بالمقابل ، يحث الأخر على الإكمال .

"ما رأيك؟ هل سأستطيع تنفيذها؟" ظل يتحدث بينما لم يزحزح بصره من على النافذة ، و كأنه يفرغ كل ما بداخله دون إدراك منه .
"هل تظن أنها صعبة عليك؟" بصوت دافئ ، سأل بيكبيوم شقيقه ، ليفكر الأخر بعمق في السؤال .
"لا أعلم ، أنا فقط لا أعلم كيف سأمنع ذاتي من الإشتياق إلى تشانيول ." وضع كفه تحت ذقنه ليسند رأسه عليها بينما يتحدث .

"أتعلم بيكهيون ، أنا واثق بك ؛ أكثر من أي وقت مضى. لقد تمكنت من تخطي ما هو أصعب ." احتل الفخر نبرات صوته ، ليشعر بيكهيون بمدى قوته للمرة الأولى .

ابتسم و ظل محدقاً في الشوارع .
نظر له بيكبيوم بطرف عينه ليرى إبتسامة بيكهيون المطمئنة ، ليبتسم هو أيضاً بالمقابل .

بعض ثوانٍ ، وصلا بعدها للمنزل ليندفع بيكهيون إليه دون حتى حمل حقيبته ، ليقوم بيكبيوم بحملها مضطراً .

تجولت حدقتا عينه في الأرجاء .
اشتاق للمنزل حتى أنه أراد تقبيل أركانه .
"قمت بتنظيف غرفتك. يمكنك الصعود والنوم قليلاً إلى حين انتهاء الطعام." وضع كفه على كتف بيكهيون بينما يتكلم ، ليهمهم له .

صعد ببطئ على الدرج ، إلى حين وصوله لغرفته المغلقة .
فتحها بهدوء ليصدر الباب صوت صريره المزعج الذي لا طالما اعتاده .
دون سابق إنذار وقعت عينه على تلك البقعة ، حيث حاول إهلاك نفسه فيها .

اتجه لسريره بتروٍ ، ليجلس عليه كمحاولة منه لتخطي تلك الطاقة السلبية .
حاول إطباق جفناه لكنهما عارضاه بقوة .
زفر أنفاسه بضيق ثم نهض من على سريره و خرج من غرفته .

______________________________________

نزلت من غرفتي لأبحث عن شقيقي ، إلى أن وجدته يعد الطعام .
"بيكبيوم ، سأخرج." قلتها بصوت مرتفع حتى يسمعني نظراً للضوضاء التي يحدثها بالداخل .
"حسناً فقط لا تتأخر." لم أتوقع أنه سيوافق بسهولة هكذا .

لكن هذا جيد ، يصب في مصلحتي .
كان الطقس معتدلاً ، بينما بدأت الشمس تغرب .
دون تفكير ، اتجهت لهذا المكان .
حيث اعتدت أن أقابل تشانيول .

المكان فارغ كعادته ، لكن بالنسبة لي كانت تلك أكثر مرة أشعر فيها بهدوء هذا المكان ، دون تشانيول .
جلست هناك ، بينما تركت مسافة جانبي لطيف تشانيول ، الذي ربما سيود زيارتي .

عدم التفكير به و تخطيه؟ هذا مضحك .
كيف سأفعل إذا وليس هناك ما يُنسيني؟
كل شئ حولي يُذكرني به ، بل و يضع فوق شوقي إشتياقا .
إذا هنا أنهى حياته؟ كان هذا المكان هو نهاية تشانيول السيئة التي حدثني عنها؟
لكن لمَ؟ كان بمقدورنا أن نتقابل دون أن يحول أي شئ بيننا .

لكنه فضل الرحيل على البقاء .
يبدو أنه كان قد فقد الأمل في العثور على نهاية لحزنه .

أحياناً أشعر بالفخر أنني استطعت إجتياز كل هذا الكم من المتاعب ، و في أحيانٍ أخرى أشعر بالندم كوني لم أنهي حياتي بطريقة أفضل ؛ طريقة لا يتمكن أحد من إنقاذي منها .

شعرت بشئ ما يجلس جانبي .
تصنمت تعابيري و شلت أطرافي .
هل هو تشانيول؟
قال الطبيب أن المرض ربما يعود لي لكن ليس بتلك السرعة. أنا بالكاد خرجت اليوم .

نظرت بخوف جانبي ، لأجده سيهون ، لأتنهد براحة .
"ذهبت لك في المنزل لكن بيكبيوم أخبرني أنك خرجت." بقيت محدقاً به ، كيف علم بمكاني؟ حتى بيكبيوم لا يعرفه .

"تيقنت أن تشانيول قد جلبك لهنا ، لذا كان هذا أول مكان خطر ببالي." حسناً ، وهذا يفسر ما سألت عنه منذ قليل .

"كيف حالك؟" لاحظ صمتي على جميع ما قاله ، ليغير مجرى الحديث .
"بخير." شعرت بتوتر لظهوره المفاجئ ، كما أنني لم أعتاد عليه بعد .
لذا جميع ردودي قد تكون مختصرة .

"هل أنت خائف مني أو ما شبه؟ هل ربما يزعجك وجودي؟" تكلم بحرج قليلاً عندما لاحظ برودي و جفاء ردودي .
رائع لقد اساء فهمي الآن و غضب ، أحسنت بيكهيون .

"لا أبداً ، أنا فقط لم أعتد عليك بعد و ظهورك كان مفاجئاً." تكلمت بسرعة كمحاولة مني لأصحح له سوء الفهم الذي حصل للتو.
ليبتسم بالمقابل لي بعفوية .
"لا تقلق سأجعلك تعتاد علي بسرعة. أسلوبي لطيف." تكلم بثقة لأقهقه على نبرته .

وملامحه توحي أنه فرح بهذا التقدم للتو .
لقد جعلني سعيداً ولو قليلاً .
"هل نصبح أصدقاء؟ لا بأس لو رفضت." سأل بحماس بينما أخفض صوته في أخر جملة ، هو يود التقرب مني حقاً .

"لماذا تريد التقرب من شخص مثلي؟" سألته ليفكر قليلاً في الرد المناسب على هذا السؤال .
"ربما ، أحببت شخصيتك. ولسبب ما شعرت أنه لمن الرائع وجود شخص مثلك في حياة أي إنسان."

"إذاً أنا موافق ، لنصبح أصدقاء." تكلمت بعفوية ليصدم قليلاً من أسلوبي الغير متوقع .
"يبدو أنك تحب سماع المديح و الإطراء." توقع بمرح لأضحك .

سيهون لطيف ، سيكون من الممتع التسكع معه في الأرجاء .
"إذاً حدثني أكثر عن نفسك. عائلتك مثلا و أصدقاؤك المقربون." نظرت له لأبادر أنا بخلق الحديث هذه المرة. دون توتر و دون خوف.

"أعيش أنا و والدتي وحدنا منذ وفاة والدي ، ولا أخوة لدي." جاوب على الجزء الأول من السؤال ليحضر في ذهنه إجابة السؤال التالي .
"أسف بشأن ذلك." تأسفت فقط بندم على ذكر هذا الأمر .
"لا ، لا بأس حقاً. كنت صغيراً حينها أنا حتى لا أتذكره." همهمت له بفهم ليردف شرحه .

"لدي الكثير من الأصدقاء ، لكنهم ليسوا مقربين. وأنا الآن على وشك البدأ في أكثر صداقة لطيفة حظيت بها يوماً." تكلم بينما ينظر لي بطرف عينه .
لأبتسم عندما أدركت أنه يقصدني بكلامه .

بسبب استنتاجه البسيط و اكتشافه لغريزة حبي لإطراء الأشخاص من حولي ، ها هو يمدحني مجدداً بلطف .
هو مهتم كثيراً بحفظ تفاصيلي حتى يفاجؤني بتذكره لأمور صغيرة قد نسيتها أنا .

"بما أن تشانيول كان قد اصطحبك لمكانه الخاص ، حان دوري أنا كذلك." تكلم بينما وجه كامل نظره لي .
"وأين هو هذا المكان؟" سألته بإستفسار بينما أحاول كبت إبتسامتي .
"مقهى صغير قريب من هنا." تكلم بينما يشاور على الاتجاه المؤدي للمقهى .

"هل تحب القهوة؟" سألته بحماس عن مشروبي المفضل لأعلم رأيه فيها .
"لا أبداً ، لكنهم يعدون أطباقاً رائعة المذاق هناك." تكلم بينما بدأت عيناه تلمع بمجرد ذكره للطعام .
لم أتمكن من منع إبتسامتي لأنفجر ضاحكاً .

"لا تضحك ، طعامهم بالفعل رائع يجب عليك تجربته." حاول أن يتكلم بجدية لأتوقف عن ضحكي لكن لا فائدة ، ليضحك معي فقط دون حتى إقتناعه بكم أن الأمر مضحك .

و بهذا امتلئ المكان بأصواتنا السعيدة .
أغير رأيي الآن ، أنا سعيد أنني لازلت على قيد الحياة .
و سعيد كذلك لأنني قابلت سيهون .
من يعلم ، قد يكون هو شعاع الضوء الطفيف في نهاية النفق المظلم .

و سيظل القدر يهاديني على صبري ، و عدم استسلامي .
و بهذا ربما يمكنني القول أن فترات الألم قد انتهت و الآن ستبدأ فترات سعادتي؟

حياتي؟ لا يمكنني القول أنها سيئة ، الأمور في تحسن ملحوظ وأنا فخور بهذا و سأظل فخوراً به .

النهاية

______________________________________
© ⓤⓝⓘⓒⓞⓡⓝ ,
книга «I See You || أنا أراك».
Коментарі