الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الثاني
- "لَا تَبْتَئسْ بِمَا يَقُّولُون و يَفَّعَلُون"
- "فَلَا يُوجَدُ مَنْ يَسْتَحِقُ لَحظَةَ حُزنَكَ أَو قَطْرَةَ دُمُوعَك فِي هَذَا العَالَم"

____________________________

"أين ذهب أخاك"
سأل هذا الشاب ذو الشعر الأسود و البشرة البيضاء الشاحبة قليلاً بتعجب.

"خرج منذ ساعتان تقريباً"
أجابه الآخر القابع أمامه بنوع من اللا مبالاة.

"أليس من الغريب أن يخرج و يغيب كل هذه المدة في عيد مولده؟"
سأل مرة أخرى بنفس النبرة المتعجبة.

"هذا لأنه غاضب مني"
رد عليه بإختصار مرة أخرى.
"لماذا؟"
سأل مجدداً ليزفر الآخر بضيق بسبب صديقه كثير الأسئلة.

"لقد نسيت أن اليوم عيد مولده جونميون توقف عن أسئلتك هذه!"
قال بنبرة غاضبة لينظر صديقه له بتفاجؤ.
"أنت أحمق بيكبيوم!! عليك مصالحته"
قال بنبرة شبه انفعالية قليلاً.

"و لكن كيف أفعل هذا؟"
سأل صديقه مستفسراً متناسياً أنه كان يطلب منه السكوت منذ قليل.

"هذا سهل، فقط أحضر له هدية صغيرة و ستفي بالغرض، أنت تعلم أن أخاك قنوع و إرضاؤه ليس صعباً"
قال ببساطة ليفكر الآخر الذي أمامه بعمق.
ماذا سيحضر لأخيه الصغير؟
في الواقع هو لا يعلم الكثير بشأنه.
لكنه بالتأكيد مثل باقي الفتيان في مثل عمره.
أم أنه لا يزال يملك هذا الذوق الغريب؟

"أين ذهب عقلك؟"
سأل مستفسراً عندما لاحظ أن صديقه بدأ بالغرق في دوامة تفكيره.
"لا شئ، هيا بنا لدينا الكثير من الأعمال"

...

تحركا بخطواتهم مبتعدين عن الحديقة ليمشوا بين الشوارع الهادئة الخالية من الأصوات المزعجة التي من الممكن أن تقطع حديثهم وتعكر صفوهم.

"إذاً أخبرني عن ذوقك بيكهيون"
قال هذا الفتي صاحب الشعر الأسود محاولاً خلق حديثاً مشوقاً.

"حسناً، قد تسخر مني أنت الآخر لكن لا بأس اعتدت على هذا، أحب قراءة الروايات الحمقاء، سماع الموسيقى الكلاسيكية المملة، شرب القهوة التي لا طعم لها، و فقط هذا كل شئ"

قال كل هذا دفعة واحدة بنبرة ساخرة، أجل فهو يسخر من نفسه كما يفعل جميع من حوله، انعدام ثقته بنفسه جعله يستحقر ذاته.

ضحك الآخر بشدة بعدما سمع هذه الجملة
"كنت أعلم أنك ستضحك"
قال بيكهيون بلا مبالاة، فهو اعتاد على السخرية التي أصبحت جزء لا يتجزأ من حياته.

ليرد عليه تشانيول
"لا أضحك على ذوقك بيكهيون.. بل عليك"
قال بعدما هدأ من روعه قليلاً.
لينظر له بيكهيون بتعجب
"لماذا؟"

"لماذا تسخر من نفسك؟ تحلى ببعض الثقة، ذوقك غريب لمن هم في مثل سنك لكن فكر في الأمر بإيجابية، أليس من الرائع بأن تكون مختلفاً؟ أن تتحرك في عكس التيار و تنفرد بذوقك و عالمك الخاص"

صمت قليلاً ليكمل
"ليس عليك أن تكون مثلهم، ليس عليك أن تنال إعجابهم، ابقَ كما انت بيكهيون  كل ما يهم هو أن تكون راضٍ عن نفسك"

...

نظرت له مطولاً و كان هو ينظر أمامه و هناك بسمة خفيفة مرسومة على شفتاه، كنت أحتاج لسماع مثل هذه الكلمات منذ مدة طويلة، كنت أحتاج للشخص الذي يقوم بتحفيزي
"شكراً لك، تشانيول"

قلت هذه الجملة من أعماق قلبي حقاً.
كنت أتمنى أن أجد هذا الشخص.. الذي يتقرب مني و يتقبلني بطبيعتي، الشخص الذي لا أحتاج للتظاهر أمامه و يمكنني التصرف بطبيعية معه.

كانت هذه أجمل صدفة، أو ربما لنقول القدر.

...

أصبحت الساعة الآن الـ٥ مساءاً.

أوصلت تشانيول لمنزله ثم عدت لمنزلي.
دخلت لأجد أخي نائماً بعشوائية على الأريكة وشعره مبعثر و أمامه العديد من الأوراق المتناثرة.
يبدو أنه انهك نفسه بالعمل مرة أخرى..

ذهبت لأحضر بعض الأغطية و الوسائد و تأكدت من أنه ينام في وضعية مريحة و غير مؤذية لعظامه.

"أنت أحمق"
تمتمت بهذا و أنا أنظر له بشفقة على حالته المذرية، ابتسمت ثم صعدت لغرفتي لأنام قليلاً لكن لسوء حظي منعني الأرق كما هو الحال دوماً

...

استيقظت بعدما غفوت بأعجوبة الليلة الماضية بسبب صوت المنبه، لطالما كان يفسد لي أحلامي.

تجهزت وفعلت ما أقوم به كل صباح، حياتي تتكرر كالشريط الفاسد الذي لا يمكن إيقافه.
نزلت إلى المطبخ لأحضر الفطور.
لكنني وجدت أخي بالداخل تفاجأت عندما رأيته.

"صباح الخير"
قلت هذا ببسمة لينظر لي بفزع
"متي أتيت؟! لقد أخفتني"
ابتسمت بخفة
"أتيت منذ لحظات قليلة"

نظر لي مطولاً ليبدأ بالتحدث و هو يوجه نظره للأرض
"أسف بشأن ما حدث البارحة، كنت متعباً و لم أستطع تذكر أي شئ حقا أس..."
"لا بأس" قاطعته بصوتٍ خافت، ونبرة تدل على أن الأمر لا يغضبني أبداً.

لكنني أشعر بالعكس تماماً.

لكن، لا أريد أن تتخذ الأمور أكبر من حجمها.
قد يشعر هو بمدى سخافة الأمر، شعوري تجاهه لن يتفهمه جيداً مهما حاول.

تناولت القليل فقط من الفطور و ذهبت للمدرسة وكعادتي مررت بالمقهى لأشرب قهوتي الدافئة.

اتجهت للمدرسة ولم يعترض أحد طريقي اليوم بتاتاً لكن بالتأكيد اليوم لن ينتهي هكذا.. سيحدث شئ يعكر صفوي، ليس تشاؤماً لكنني اعتدت على هذا.

كان جدول اليوم ملئ بالدروس المملة لكن لا بأس لقد شردت بمعظمها بإختصار لم استفد بأي شئ.

في طريق عودتي مررت بزقاق هادئ لا أحب العبور من خلاله خاصة في الليل لكن لا يوجد أي طريق أخر يوصلني إلى منزلي.

في أثناء مروري بهذا الطريق أوقفني متعجرف المدرسة مجدداً.. لكنه لم يكن وحده...
كان معه ٢ من أصدقائه.
بالطبع علمت ما ينوون فعله... هو يريد الإنتقام مني بسبب ما فعلته البارحة في المدرسة.

نظرت لهم ليبدأ هو بالتحدث بإبتسامة ساخرة و هو يتجه نحوي
"مرحباً بيكهيون".

"مرحباً لم يمر الكثير من الوقت"
قلت هذا بهدوء قاصداً إثارة غضبه.
"صدقني بيكهيون كل هذا لن يكون في صالحك" قال هذه الجملة بنبرة تهديدية.

"ما الذي يمكنك فعله؟"
قلت هذا ببرود تام ليشير هو لمن هم من حوله.
ليلبوا طلبه و يقوموا بتقييدي و إنزال ركبتاي على الأرض لتشل حركتي تماماً ليقترب هو مني أكثر و ينحني لمستوايا.

"كنت أريد التفاهم معك بطريقة ودية لكنك اخترت الطريقة القاسية بيكهيون. ستندم على عبثك معي" قال هذا ليقف ظننته سيذهب هو و رجاله لكنهم لم يفعلوا...

____________________________________
© ⓤⓝⓘⓒⓞⓡⓝ ,
книга «I See You || أنا أراك».
الفصل الثالث
Коментарі